نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 7-11-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3720
حوار مع مولانا النفرى (261)
من موقف “العبدانية”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
قل لسريرتك تقف بين يدىّ لا بشىء ولا لشىء أجعل الملكوت الأكبر
من وراءك وأجعل الملك الأعظم تحت رجليك.
فقلت لمولانا:
كلما بلغنى يامولانا ما يبلغنى من مثل هذا الموقف، يحضرنى تعبير لا أفهمه، فأستعمله لعلنى أفهمه وهو تعبير “العـَـدَم الخلاّق”، يصلنى يا مولانا فى أحيان ليست قليلة أن النفى هو السبيل إلى الإثبات، كما أن الجهل هو الطريق إلى المعرفة.
اليوم أضيف إلىّ ما بهرنى وحيرنى فى آن وهو تعبير “قل لسريرتك”، فوصلنى أن المطلوب ليس القول لها وإنما السماح بما يمكن أن يحتويه القول، أنا لا أعرف موقعا مستقلا لسريرتى، ولا أبحث عنها، لكننى أجدها بلا معالم محددة مع أنها شديدة الحضور، ولا أعرف لها أبجدية أستطيع أن أخاطبها بها، فأدع رسائل مثل هذه تصل إليها – بالسماح كما ذكرتُ – وربما هذا هو غاية ما أستطيع أن أخاطبها به.
حين تقف سريرتى بين يديه لا لشىء، ولا بشىء، يحضر “النفى الإيجابى” الذى يتفجر منه “العـَـدَم الخلاّق”، الذى يكشف لسريرتى ما لا يوصف، هكذا يتراجع الملكوت الأكبر إلى وراء ظهرى، وينزل الملك الأعظم إلى تحت رجلىّ، فتطمئن سريرتى لوقوفها بين يديه بفضل السماح إلى ما تسعى إليه، يدعمها ما يحضر بها فتحضـّـره من تنشيط ما أسميتـُه “العـَـدَم الخلاق”، دون أى أبجدية خشية أن يقفز إليها الحرف فيحيط بها: فيشوهها.