حوار مع مولانا النفرى (258) : من موقف “الثوب”
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 17-10-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3699
حوار مع مولانا النفرى (258)
من موقف “الثوب”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إن رأيتنى فيك كما رأيتنى فى كل شىء، قلّ حبك للدنيا
فقلت لمولانا:
واحدة واحدة يا مولانا، نعم حاولت واجتهدت أن أراه فى كل شىء طردًا للشرك الأخفى من دبيب النملة، الاجتهاد أن نراه فى كل شىء وأن نرى به كل شىء صعب وهو يستأهل، لكننى رعبت حين حاولت أن أراه فىّ
لابد أن أرى نفسى “أى شىء” فأراه فى هذا الشىء، حين تكون نفسى أى شىء مثل سائر الأشياء، فإنى أطمئن إلى هذا الاحتمال ولا أصدّقه بسهولة، وربما ينفعنى أن أقيس نجاحى فى ذلك بأن يقل حبى للدنيا.
ولكن ثمة أسباب أخرى تهدينى إلى ذلك فلا أضمن أن قلة حبى هذا قد جاء نتيجة أننى رأيته فىّ.
أتذكـّر الحلاج يا مولانا حين رآه فيه فباح للعامة بما لم يقدروا على فهمه، فكان ما كان مما أنت تعرفه.
ربما يحتاج الأمر إلى صياغة أخف حتى أسمح لنفسى بأن أدعى أننى أراه فىّ دون أن أكونه، فقد أتعرف على نفسى “شيئا” يتواصل مع كل شىء فتتناغم مستويات الوعى فأطمئن، فأرانى شيئا وأنا أراه فى كل شىء فأستغنى عن كل ما عدَاه، بما فى ذلك حبى للدنيا طبعا.
لست متأكدا لما وصلنى من “رأيتنى فيك” لكننى أعلم من سابق حوارى معك يا مولانا، ومثل ذلك من قبل فى حوارى مع الله أن هذا ليس إلا فضلٌ منه حين يسمح لدوائر الوعى النقى أن تتواصل إليه فى من رآه فى كل شىء، حتى فى نفسه شيئاً.
2017-10-17