نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 20 – 6 – 2017
السنة العاشرة
العدد: 3580
حوار مع مولانا النفرى (241)
من موقف “اسمع عهد ولايتك”
وقال مولانا النفرى أنه: وقال لى:
استعن بالدعاء إلىّ على الوقوف فى مقامك بين يدىّ
فقلت لمولانا:
يتكلمون يا مولانا ليل نهار عن “حقوق الإنسان” وعن تقديسها، ويعايرونا لتجاوزنا ما يقررونه عنها، بما يوصّفونها به، بمقاييسهم دون عدله.
لاحظت يا مولانا أنه: لا أحد ينتبه إلى الحقوق التى منحنا الله إياها دون أن يستأذنهم مثل: حق الحياة، وحق الايمان به، وحق الامتداد إليه، وحق الألم، وحق الضعف، وحق اليقين بالغيب، وحق العشم فيه، وحق الأمان إلى استجابته، وحق السعى لرؤيته، وحق الجهل، وحق الحيرة، هذه حقوق خلقنا بها يا مولانا لنبقى: “إليه”، وهى وليست واجبات مفروضة ولا تعليمات جاهزة ولا حلية مستوردة.
الحق الذى ذكّرتـْـنى به هذه الجملة من هذا الموقف، وكان قد نبهنى إليه أحد الأصدقاء دون إضافة، هو “حق الدعاء”.
المؤمن يا مولانا، وهو كل إنسان فى طريقه إليه، مسموح له بالدخول من هذا الباب المفتوح: باب الدعاء، بل هو مدعُوٌّ إلى اجتيازه وهو واثق أنه فى داره.
ومن فرط ثقته يا مولانا أن هذا بابه وهذه ساحته وهذا حقه، هو يفعل ذلك لمجرد أنه مخلوق بفضله، راجعٌ إليه.
هذا الحق هو حق إلى درجة تسمح لصاحبه بأن يقسم عليه ليناله، حتى لو كان “أشعث أغبر” فالله قد وعده أنه “لو أقسم عليه لأبرّه”.
الله يا مولانا حين أخبر نبينا أن يبلغنا كم هو قريب، وأنه يجيب دعوة الداعى إذا دعاه، وجَّه الخطاب إلى عباده الذين يسألون عنه، كل عباده!
بلغنى اليوم يا مولانا أن الوقوف بين يديه هو قُـرْبٌ آخر، هو قرب حركىّ، هو كدح صعب، واعدٌ، مثابرْ، فهو يحتاج معونة ودعما، وها هو يبلغك لتبلغنا أن الدعاء إليه هو هذا العون اللازم.
توقفت كالعادة عند حرف الجر “إلى”: “إليه”.
فنحن “ندعوه”، وندعو “لـ”أنفسنا سائلين رحمته فضله، ولكن أن يكون الدعاء “إليه”!! هذا بـُـعـْـدٌ آخر.
شعرت أن هذا لا يتم إلا فى إطار العشم والقرب واليقين.