نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 16 -5-2017
السنة العاشرة
العدد: 3544
حوار مع مولانا النفرى (236)
من موقف “لا تفارق اسمى”
وقال مولانا النفرى أنه: وقال لى:
كذّب القلب استماع الكذب
فقلت لمولانا:
يا خبر يا مولانا! كنت أحسب أننى ألممت بكل طبقات الوعى وأنها هى فقط التى تكشف بعضها بعضاً، لكنه يرشدك فترشدنا إلى أن هذا القلب الأعمق الذى يكشف الكذب فلا يستمع له، ما هو إلا وعىٌ أعمق فى عمق الوعى.
ما أطهر وأنقى ما خـُلقنا به يا مولانا، وما أقواه وأذكاه: لو أدرك كلٌّ منا أنه لا يستطيع أن يكذب على داخل داخله مهما حاول، لـَعَـلِمَ كيف خلقه ربه فى “أحسن تقويم”، وهو ما لم يحافظ على ذلك فسوف يظل منفصلا عن كل ما يتكامل به، ويظل هذا القلب الوعى الأعمق يكذّب كل ما يصله إلا ما ينقىّ فطرته ويدعم ما خلق به وما خلق له.
أى نعمة يا مولانا أن يكون بداخلنا هذا الرقيب الأمين يمنعنا عن الكذب، وأول الكذب الذى يمنعنا عنه هو الكذب على أنفسنا، وما أسهله، وما أكثره، وما أخبثه، وما أخفاه، وما أخطره.
ما دام هذا الذى فى عمق أعماقنا هو فضل منه يحول بيننا وبين أن نكذب أولا على أنفسنا، ثم على أى أحد أو شىء، فلماذا نخالف أصل الأصل هذا يا مولانا.
الكذب يا مولانا الذى وصلنى ليس فقط ما هو عكس الصدق، ولا هو الخداع، ولا هو التحايل، ولا هو النفاق، ولا هو اللؤم الخفىّ، الكذب الكذب هو أن نخالف طبيعة: “ربى كما خلقتنى”.