نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 9 -5-2017
السنة العاشرة
العدد: 3538
حوار مع مولانا النفرى (235)
من موقف “الأعمال”
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
إن انحصر علمك لم تعلم،
وإن لم ينحصر عملك لم تعمل
فقلت لمولانا:
كلما وصلنى ما يشير إلى تصالح مع أىٍّ من تجليات ما هو “العلم” اطمأننت نسبيا إلى نوع من العلم المدعوم بالجهل المعرفى، وهو غير العلم اللامع بحروفه الذى يستبعد كل ما هو غيره، كما يستبعد ما هو ضده، هذا الأخير سجين نفسه مختنق محصور فى نتائجه،
العلم النابض المحرّك لا ينحصر، بل يزداد تفتحا كلما انفتح، وإذا انحصر أصبح كأن لم يكن.
هذا العلم العلم أيضا يا مولانا هو ما يحضر على أرض الواقع بقدر ما يملأ الوعى النابض ويمتد إلى ما حوله من بشر وآفاق مستويات الوعى فهو لا ينحصر فإن انحصر، مرة أخرى: فهو لم يكن علما أصلا.
أما “العمل” الذى وصلنى من هذا النص، فهو العمل الذى يتركز فى ما هو “هنا والآن” فهو منحصر فى هذه اللحظة التى تتخلق منها كل اللحظات، أما إذا لم ينحصر فيها وفاض منها أو انزلق عنها، ضاع منه فِعْلُ حضورها وما يتولد منها، فهو لم يعمل، ولذلك فإن عليه أن ينحصر ويركز فى الانجاز ما ينجز هنا والآن، العمل يا مولانا الذى لا ينحصر فى اللحظة الفاعلة ما هو إلا نشاط مشتت أو دائرى أو مغلق، فهو ليس عملا.
ومن لا يلتزم بتفعيل علمه فى عملٍ كياناً ظاهرا وفعلا هادفا وحركة محسوبة فى “هنا والآن” فهو فى حقيقة الأمر يبتعد عن كل من العلم والعمل معا.