نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 11-4-2017
السنة العاشرة
العدد: 3510
حوار مع مولانا النفرى (231)
من موقف “الرحمانية”
وقال مولانا النفرى أنه: وقال لى:
إذا رأيتنى فاتبعني، ولو صرفت وجوه الكل عنك
فانى أقبل بهم خاضعين إليك
فقلت لمولانا:
الحمد لله يا مولانا أنهم لن ياتونى بفضله خاضعين “لى”، بل خاضعين “إلىّ”، ومادام قد سمح لى أن أتبعه حين رأيته، إن كنت قد تحملت أمانة ومسئولية بعض ذلك، فقد وصلنى أن خضوعهم إلىّ هو مشاركتى فى توجُّهٍ ضام إليه.
كنت يا مولانا أضيق وأغضب سرّا حين يصلنى انصراف وجوه الكل عنى، ولم يكن باديا لى أنهم لا ينصرفون عنى إلا لأنى أرجو إقبالهم لى أنا، ثم يبلغنى الآن أن الذى يمكن أن يجمعنى بهم هو التوجه إليه لا إلىّ، التوجه “معا” إليه.
هأنذا أحاول أن أفيق وأطمئن وأصحح نفسى راجيا رحمته فى انتظار فضله، ثم أراجع الأمر فاكتشف شَرْط هذا الفضل السابغ وهو رؤيته: “إذا رأيتنى”! وأظل أسعى دون انتظارهم، وكلما تحقق بعض ذلك أستشعر كيف أننا حين نخضع “معا” إليه دون أن يخضع أحد لأحد إلا له، لا يهم بعد ذلك أن تنصرف الوجوه عن بعضها البعض.
فهى تجتمع فى التوجه الضام إليه كما أشرت حالا.
فتزول الوحشة،
وتنكسر الوحده،
وأواصل.