نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 4-4-2017
السنة العاشرة
العدد: 3503
حوار مع مولانا النفرى (230)
من موقف “ ما تصنع بالمسألة”
وقال مولانا النفرى أنه: وقال لى:
……….، وإذا لم أغب فى نومك لم أغب فى يقظتك.
فقلت لمولانا:
منذ حاورتك يا مولانا عن ما اقتطفتـُه من موقف الليل (نشرة 26-9-2015) وقبل ذلك حاورت الله عن ما وصلنى من موقف “اسمع عهد ولايتك” (نشرة 28-7- 2012 ( وأنا أعيش الليل بشكل آخر.
ربما لذلك لم أُدهش اليوم حين وصلتنى هذه التوصية الرقيقة أن من ينجح ألا يغيب عنه فى نومه فسَوْف يكافأ ألا يغيب عنه فى يقظته.
أصبحتُ يا مولانا أطمئن حين أسلــِّم وعى اليقظة لأسباب اليقظة، فأخلوَ إلا منه.
أدخل إليه كلّى فى وعى النوم: “مـَرْتـَع الإيمان”
والنوم لا يكون كذلك يامولانا إلا إذا نجحتُ ألا يغيب عنى فى النوم ولا بضع ثانية
هذا هو الليل اللحظة،
الليل الرحم، الليل الولادة
هذا الليل ليس بحاجة إلى غير”ما هو”، يملؤه بطوله وعرضه وعمقه واتساعه.
ولكن دعنى يا مولانا أعود قليلا لبعض ما سبق أن وصلنى من فضل التعرف على الليل من خلال ما قرأتُ من مواقفك، وما قاله لك:
……………….
يبدو يا مولانا أن حركية الإيمان تتـنشـَطُ بالليل أكثر مما يُسْمَحُ لها بالنهار
ولعل ساتر النوم هو الذى يسمح لفطرتنا أن تعيد تنظيمها، فتـتجمع إليه كما خلقها، رغما عن ما يشغلنا بالنهار عنها وعنه.
وحتى مانحكيه حين نصحو، كأنه كان، هو ليس إلا قشرة ما نستطيع أن نلتقط.
يبدو يامولانا أن الليل بذلك يكاد يتحدى أى إلحاد أو إنكارٍ أو اغترابْ
وهو يتحدى العلم الغبّى الذى يفخر أنه ضد الجهل، والجهل منه براء.
ولعل من يحسب نفسه مـُلحدًا، يضطر أن يؤمن بالليل رغم أنفه
إننا نبذل يا مولانا جهدا فائقا بالنهار – دون أن ندرى– لنمحو أغلب ما حاول الليل والنوم والحلم أن ينظـِّموه ويصححوه، عبر جمّاع أمخاخنا المتضفرة المتجادلة المبدعة طول الليل.
الليل يحتوى النوم والحلم فى نبض بديع لعلنا نصحوْ نحو ما صاغنا إليه
فى الليل نحن أقرب إليه
فى الليل تنبض حركية خلاقة نحوه
الليل إجازة من وصاية الصحو ومن قهر المنطق المغترب
الليل مَرْتَع الإيمان الإبداع الفطرى النشط القادر الكامن
الليل حقلٌ يترعرع فيه أصل الأصل الذى نعجز عن تعهده بالنهار
وكما أن الموت أصل الحياة، فالليل أصل النهار
هكذا رتب دورة الإيقاع خالقُ الموت والحياة ليبلـُوَنـَا أينا أحسن عملا
وهو الذى ليَّل الليل ونهَّر النهار، لنتكامل بهما.