نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 21-2-2017
السنة العاشرة
العدد: 3461
حوار مع مولانا النفرى (224)
من موقف “إسمع عهد ولايتك“
وقال مولانا النفرى أنه:
وقال لى:
لأن تكون لك أحسن من تكون بك
ولأن تكون بك أحسن من أن تكون فيك
ولأن تكون فيك أحسن من أن تكون لا فىّ ولا فيك
فقلت لمولانا:
أول ما وصلنى يا مولانا هو رضاىَ عن رفضى ما عـلــَّمونا إياه صغارا من أن حروف الجر تحل محل بعضها، فلغتنا العبقرية/الحضارة لا تسمح حتى بتماثل المرادفات، فعذرا يا مولانا.
ثم هذا بعض ما استطعته مما وصلنى مما قاله لك:
الأمل والرجاء هما فى السعى المتصل لأكون “فيه/به/له”، ولو فى بعض أطوار حركيّة الجدل إليه ذهابا وجيئة، تسبيحا وكدحا، تفكيكا وإبداعا، ولو لبعض بعض الوقت، ذلك أنه غير وارد أن أكون “فيه/به/له”، طول الوقت، طالما أنها تدور، وأنى عبدٌ فقيرٌ إليه .
ما دام الأمر كذلك، فإن ما وصلنى يا مولانا قد طمأننى إلى حقى فى العجز، وفي نفس الوقت: حتم الحركة النابضة أبدا إليه.
فى ظل رحمته وسماحه أجاز لى أن أستغرق “فىّ” ما دام هذا هو بديل العدم: ألا أكون “لا فىّ، ولا فيه”، أكون “فىّ”، جائز، مع حذرى أن ألا أتمادى.
مع دوام الحركة يا مولانا ، وتزايد مخاطر الغوص بلا رجعة، رحِمَنِى بأن سمح بأن أجمع نفسى“بى”، فأبتعد عن مغارة ضياعى “فىّ”، أجمع نفسى بأن أُجْرِىالتصالح بينى وبينى، فأكون “بى”
ثم ها هو يأخذ بيدى من جديد ما دمتُ قد انتبهت إلى عمق مغارة العدم، كما نجحتُ فى الحفاظ على الحركة ، ثم فى التصالح “معى” فأكون “بى“، ها هو يرضى لى أن أكون“لى“ ولو مؤقتا حتى ألتقط أنفاسى ، لحين أعاود السعى إليه نحو ما هو : “فيه/به/له“ ولو لمحات
وهكذا
كل شىء محتمل إلا أن أكون: لا فىّ ولا فيه ولا لى ولا بى،
وصلنى يا مولانا أن إقراره بحقى أن أكون: فىّ، لى، ثم بى بالتناوب أو كيفما اتفق، هو الطريق الطبيعى لبشر يتحرك نحوه مع إيقاع الكون، وإيقاع ذاته، وعليه أن يرضى أن يكون ما يقدِرُ عليه بما يسمح به طور حركيته الذى يعايشه، ما دام ماضيا إليه تسبيحا <==> كدحا، كدحا <==> تسبيحا، وهكذا
أى احتمال سمحَ به، وأشار إليه ، يفتح الباب نحوه، إلا أنْ أكون: لا فىّ ولا فيه ولا لى ولا بى، فاضيع كيانا فارغا مغرورا، أدور حول وهم ذاتى الزائفة المصنوعة بدونه.
أليس هذا يا مولانا هو ما استوردْناه من ثقافة أخرى، ورحنا نردِّدُهُ كالببغاوات “أكون” أو “لا أكون”: هذه هى المسألة“.
لا يا مولانا، علـَّمـَك فعلـَّمتنا أن هذه “ليست هى المسألة“.