نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 15-9-2012
السنة السادسة
العدد: 1842
حوار مع الله (80)
من موقف “الأعمال”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أنظر إلى صفة ما كان من أعمالك كيف تمشى معك
تدافع عنك كما كنت تدافع عنها
وتنظر أنت إليها كما تنظر إلى المتكفل بنصرك
وإلى الباذل نفسه من دونك
حتى إذا جئتما إلى البيت المنتظر فيه ما ينتظر وماذا ينتظر
لا عملك معك وإن كان حسنا لأنك لا تراه أهلا لنظرى
ولا الملائكة معك وإن كانوا أولياءك لأنك لا تتخذ ولياً غيرى.
فقلت له:
إذا انفصل عملى عنى انفصلت أنا عنك
هو ليس أهلا بنظرك إن لم يكن هو أنا إليك
الملائكة ليسوا أوليائى دونك
عملى لا ينصرنى إلا أن تنصرنى به و بدونه.
عملى لا يبذل نفسه فدائى، وإنما أبتغى به الوسيلة.
هل كنت أجرؤ أن أدخل إليك به، وكأنى “دلاّلة”أطلب مقابلا؟
علّمتَنى أن أركب المطية لتوصلنى إلى مأربي، وليس لأساوم بها ثمن حضوري.
ليس لى ولىّ غيرك؟
أدور فى فـلكك وأنا أركب بـُراق أعمالى فأكونها لتكوننى
يُشَلُّ البراق إذا خرج عن دوائرك.
أنزل من على البراق ولا ألتفت،
سماحك أن أدور فى فلكك هو خلاصى يقينا بديمومتك التى تغنينى عن أوهام ديمومتي.
لم يعد بمقدورى أن أحمدك بما أفضتَ علىّ، فهو أكثر مما أستحق.
لكنّك أنت الذى منحتنيه، فأنا أستحقه.
إن تتغمّدنى برحمتك فهو فضلك أعرفه عنك منك.
وإن لم تفعل، فأنا على يقين من حقى، وستفعل.