نشرة “الإنسان والتطور”
28-7-2012
السنة الخامسة
العدد: 1793
حوار مع الله (73)
من موقف “اسمع عهد ولايتك” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
فرضت عليك أن تعرف من أنت
أنت وليى وأنا وليك.
فقلت له:
الحمد لك.
وما كنت لأحاول أن أعرف من أنا إلا لأنى حسبتُها أنا.
ضحكوا علينا بالدعوة إلى “تحقيق الذات”.
رحت أدور حول نفسى ككلب يحاول أن يمسك ذنبه.
فخـُـدعتُ زمنا:
لا أنا عرفت من أنا، ولا أنا عرفت من أنت.
وحين كففت أن أدور حولها وجدتك تدلنى إليها
تفرض ذلك علىّ فاكتشف اختيارى وأننى حين أجدنى أجدك
فإذا بك وليى، وأنا وليك، أفبعد هذا فضل؟
ومسئولية؟
****
من موقف “اسمع عهد ولايتك” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
الليل لى لا للقرآن يتلى،
الليل لى لا للمحامد والثناء.
وقال لى الليل لى لا للدعاء،
إن سرّ الدعاء الحاجة وإن سرّ الحاجة النفس
وإن سرّ النفس ما تهوى
فقلت له:
ليس كل ليلٍ ليلا، وإلا..
الليل الذى هو لك هو سكون اللحظة الأخيرة الأولى فى نوبة “الرجوع”/”الذهاب”.
هذه لا أملؤها لا بالقرآن ولا بالدعاء ولا بالمحامد ولا بالثناء.
كم ملأتُها بكل هذا فامتلأتْ هى ولم أمتلئْ أنا.
هذا الليل اللحظة، الليل الرحم، الليل الولادة هو لك وبك،
فهو لى معك إليك.
لا أحتاج وأنا فى نقطة الليل السكون النهاية البداية إلا إليك.
هذا الليل ليس بحاجة إلى غير ما هو.
الكفاية كفاية، فلماذا الدعاء؟ ولماذا الحاجة؟ ولماذا النفْس؟ ولماذا الهوى؟
أتمسك بضعفى البشرى وأواصل بكل ما حذّرتنى منه.