نشرة “الإنسان والتطور”
9-6-2012
السنة الخامسة
العدد: 1744
حوار مع الله (66)
من موقف “وراء المواقف”
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
كل شئ يصدرك إلىّ
يصدرك ومعك بقية منك أو من غيرك
إلا الوسوسة فإنها تصدرك إلى وحدك.
وقال لى الوسوسة ردّى إياك إلى بالقهر.
وقال لى انظر إلى الوسوسة عمّ تخرجك
فلن تصلح إلا على مفارقته
وبم تُعلقك، فلن تصلح إلا على التعلّق به
فقلت له:
حين تختلى بى الوسوسة لا يكون لها همّ إلا إبعادك عنى، بدورانى حوّلى
تريد أن تشغلنى بك بزعم إنكارك، فأقترب بها، كلى، منك،
وما كنت أعلم ذلك، قبل ذلك.
حين تستدرجنى الوسوسة إلى سوء الظن، إلى الحرف، إلى الخبر، أصارع كل ذلك خوفا من أن تغلبنى، ناسيا أنها لا تغلبنى إلا إذا غَلَبَتْكَ.
وأنت لا تُغلب أصلا، ولا تُغلب أبدا، فِممَّ الخوف؟
تنقلب الآية عليها. تتسارع خطواتى إليك.
تأتى الوسوسة فلا أملك أن أغفو بعيداً عنك،
تأتى فتذكرنى بك حتى بالإنكار.
كنت أقاوم خائفا من غلبتها،
كنت أخشى تحول بينى وبينك، بداخلى.
لا تضرك الوسوسة ولا تخفيك الحروف.
هى تَختَبِرُ من أَحَلَّ الحرف محلّك حتى كاد ينسى أنك أنت أنت لا الحرف الذى حسبوا أنه يدل عليك
تخرجنى الوسوسة عن الحرف الذى يخفيك عنى، فتُدْخِلُنى أكثر إليك.
تخرجنى عن وهم صوَّرتُه لك، فأفارقه لأجدك أنت أنت دونه.!!
تعلقنى بإنكارك، فتدعونى أنت ألا أخاف أن أنكرك.
أجدنى فى رحابك لا تُنكر.
الوسوسة قد تنِكرُ الحرف لا تنكرك.
فإذا سلّمت لها كما أمرتنى، وجدتك
ولم أعد أحتاج للحرف يحل محلك
ولا هو عاد يستطيع
****
ملحوظة: سبق شرح على هذا الموقف “وراء المواقف” فى نشرة 29 – 12- 2007 (الوسواس القهرى فى رحاب مولانا النفرى 1). كمقتطف وموقف من منطلق وقائى علاجى، متضمنا أغلب هذا المتن، لكننى فضلت إعادة نشر المتن مستقلا فهو أقرب إلىّ وأنا أحاور ربى.