نشرة “الإنسان والتطور”
7-4-2012
السنة الخامسة
العدد: 1681
حوار مع الله (57)
من موقف “المراتب” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
من عرفنى فلا عيش له إلا فى معرفتي،
ومن رآنى فلا قوة له إلا فى رؤيتى
فقلت له:
لا أحد يراك حق رؤيتك، ولا أحد يعرفك قدر معرفتك.
كل ما أملكه هو أن أجتهد متوجها إليك
أحرص على معرفة صواب الوجهة دون استعجال غايتها
أسعى نحو احتمال معرفتك، وأرجو ألا تتحقق حتى أظل أسعى
رحلتى المستمرة إليك هى هى غايتى إلى معرفتك،
هى هى معرفتك على قدر طاقتى
رحلتى تحول دون أن يتوقف السؤال، أو تموت الدهشة.
أراك فى تجلياتك، فأواصل، فأجدنى أسعى وأنا أخشى،
أسعى لرؤيتك بما لا أطيق
تكفينى تجلياتك فى كل شىء
فى كل نفس، فى كل نفسى
من عرفك لا يحتاج إلى معرفة سواك
وهل يعرف سواك إلا من خلال معرفتك
من رأك صار الأقوى بك، فأى قوة يحتاجها بعدك أو معك
وأظل أخاف معرفتك،
وأسعى
وأشك فى احتمال رؤيتك
وأتمناها بلا نهاية
****
من موقف “المراتب” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
إذا جاءك التأويل، فقد جاءك حجابى الذى لا أنظر إليه
ومقتى الذى لا أعطف عليه
فقلت له:
التأويل ليس إلا حروف مرصوصة تحول بينى وبين نور ما بين الحروف الأصل
حين تصبح حروف التأويل شواهد ظلام العقل الحاجب، تحول دون وصول نور هديك إلى أصحابه الأحوج إليه كما هو، بما هو
لا أعرف كيف سيلقاك أوصياء التأويل وما هى حجتهم أن تطغى حروفهم على نبض وعينا فى رحابك
أحيانا أشفق عليهم وأعجب لمن يتبعهم فيحرم نفسه من بهر الأصل ونور العقول/القلوب/الجلود/الحركة معا
الحروف الأسوار الستائر، غير الحروف الإشارات المنائر
أستعمل الحروف ولا أسمح لها أن تستعملنى
أحيك بها حبال وصلك لتحل محل من يحيط بها ستائراً لعقلى
الحروف حبال الوصل: هى منارات الإشارة إلى الطريق
الحروف الهادية تستلهم نورك، لا تدعى اكتشاف قصدك
إذا كنت أنت لا تنظر إلى هذا الحجاب التأويلى فأى عمى يغرينى باتباعه
وإذا كنت أنت تمقته ولا تعطف عليه فهذا يكفينى مبررا لرفضه
كله إلا أن يصيبنى بعض مقتك
أو أن أحرم من دفء عطفك