نشرة “الإنسان والتطور”
3-3-2012
السنة الخامسة
العدد: 1646
حوار مع الله (52)
من موقف “بين يديه” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
اعْلَمْ واجتهد واعْمَلْ واجتهد، واجتهد واجتهد
فإذا فرغت فألقه فى الماء
آخذه بيدى وأثمره ببركتى وأزيد فيه كرمي
فقلت له:
هذا هو،
هذا هو السبيل
شرط الجدية الاجتهاد
وشرط الاجتهاد الجدية
أجتهد وأنا أعلم، وأجتهد وأنا أعمل
تقول ما وصلنى، فأطمئن إلى اجتهادى
الاجتهاد يحفظ العلم والعمل
لا يتلفهما بحر ولا ماء
الاجتهاد هو شرف السعى وليس وسيلة الوصول.
اطمأننت أنك ترى اجتهادى حتى لو لم أره أنا
أنت تعرف صِدْقُـه، ورحمتك تلحقنى قبل أن أهلك غرورا بجهدي.
لا مقابل للجهد إلا حلاوة نبل الجهد،
ولا أمل لى فى جزاء إلا أن تبارك اجتهادي،
ثم تزيدنى منه بكرمك.
كم يعرفك ناسى وهم ينصحوننا أن “نعمل الطيب” ثم “نرميه فى البحر”.
لم أكن متأكدا لمن نرميه فى البحر.
ها أنت تطمئننى أننا نلقى به إليك.
أنت صاحبه تباركه وتزيد فيه بكرمك
يا لناسى الطيبين
يا لعزتك وأنا بين يديك.
*****
من موقف “بين يديه” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أحسن إلى كل أحد، تنبّه روحه على التعلّق بي،
واحلم عن كل أحد، تنبّه عقله على استفتاح أمرى ونهيي.
وقال لى إذا رأيت القاسية قلوبهم، فصف لهم رحمتي
فإن أجابوك، وإلا فاذكر عظيم سطوتي
فقلت له:
إحسانى إلى أىٍّ مَنْ كان، يدفعه أن يتعلق بكَ لا بى، هكذا أن أحسن أطيب
ومتى صَدُق حلمى عليه، تنبه عقله أن يستفتح أوامرك ونواهيك، لا أن يفسرها أو يبررها
كنت أتصوّر أن القاسية قلوبهم لا يصل إليهم الإحسان، لا منى ولا منك، ما دام على قلوب أقفالها.
حين وقفت بين يديك أُحسن الإنصات، وجدت الإحسان لا يقتصر على من تلين قلوبهم لذكرك، بل لعل قساة القلوب أولى به حتى تنتبه أرواحم للتعلق بك، هذا ما يحدث حتى لو صدّونا غباءً. أو أنكرونا وأنكروك وأنكروا الإحسان غـَـفـَلـةً.
الحِلم صبر إيجابى، ونداء نبيل، وانتظار آمِل
الأمر والنهى يجعل للعلاقة معالم وللوقفة غاية
لا أستطيع أن أصف لهم رحمتك فهى أكبر من أن توصف،
أستلهمك لأرحمهم، فيعرفون فضلك علىّ إليهم.
لا أذكّرهم بسطوتك، فأنا لا أخاف منها، فكيف أخيفهم بها.
هذا غاية ما عندى فاغفر لى عجزي.