نشرة “الإنسان والتطور”
14-1-2012
السنة الخامسة
العدد: 1597
حوار مع الله (45)
من موقف “السكينة” (1)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أوقفنى فى السكينة وقال لى: هى الوجد بي
أثبتَ ما أثبتَ ومحا ما محا
فقلت له:
صرت أشك فى السكينة الساكنة المطمئنـّـة التى يسوّقونها هذه الأيام بلا جاهد أكبر،
سكينة الوجد بك شئ آخر. هى غاية الحركة فى دوائرك معا إليك.
هى سكينة دوّارة فى فلكٍ منتظم، مفتوح النهاية
هى كدح مرعب رائع نابض متناغم
الأخرى سكينتهم المطمئنة، هى سكينة صامتة باهتة مخدرة
فى السكينة الدوّارة المنطلقة كدحا، المنتظمة نبضا، تختفى الحركة وكأنها الثبات، وما هى بثبات.
ندور معها فى نغم واحد، ونحن معا، كلا فى واحد،
هكذا أدرك كيف تكون هى الوجد بك الذى يثبت ما يثبت
ويمحو ما يمحو وهو يمهد الطريق إليك
****
من موقف “السكينة” (2)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
السكينة أن تدخل إلى من الباب الذى جاءك منه تعرُّفي.
وقال لى فتحت لكل عارف محق بابا إلى فلا أغلقه دونه
فمنه يدخل ومنه يخرج وهو سكينته التى لا تفارقه
فقلت له:
فأنا لم أخطىء حين وصلتنى الحركة فى السكينة، والسكينة فى الدخول والخروج
رحمتك تسمح لى بأن أطمئن إلى أية لمحة نور تطل من أى باب إليك
فأعرف صحة توجهى ولا أخاف إبدا من إغلاقه مادام السماح قد وصلنى من خلاله
اطمأننت أنه ليس من الضرورى أن يظل الباب مفتوحا طول الوقت
مادام وعدك قد وصلنى أنه لن يغلق دون أى عارف محق
كل ما علىّ هو أن “أجتهد” “لأعرف” “بحق”
السكينة السكينة هى فى الدخول والخروج فى رحابك
ثقةً بقبولك وعفوك اللذان لاحا لى يقينا من حركة بابك
****
من موقف “السكينة” (3)
وقال له (لمولانا النفـّرى):
وقال لى:
أصحاب الأبواب من أصحاب المعارف
هم الذين يدخلونها بعلم منها
ويخرجون منها بعلم مني
فقلت له:
باب المعرفة هو الكلمة المفتاح إليك
إذا امتلكته ثانية امتلكته العمر كله
أدخل منه فيباركنى مطمئنا
ولا أخرج منه إلا بعلمك وإذنك
حتى أضمن الرجوع من خلاله
الباب الدائم المطاوعة لا يفتح مصادفة
هو باب المعرفة، باب الحركة، باب الدخول والخروج بفرحة ويقين