“نشرة” الإنسان والتطور
6-7-2009
السنة الثانية
العدد: 675
يوم إبداعى الشخصى
حوار مع الله (10)
استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى
موقف المطلع
وقال له (مولانا النفرى)
- وقال لى يا عارف أرىعندك قوتى ولا أرى عندك نصرتى، أفتتخذ إله غيرى؟
- وقال لى يا عارف أرى عندك حكمتى ولا أرى عندك خشيتى، أفهزئت بى؟
- وقال لى يا عارف أرى عندك دلالتى ولا أراك فى محجتى.
فقلت له: (فى موقف الخشية الحياء)
- وماذا تفيدنى قوتك عندى إن أنا لم أنصرك فىّ
قوتك إذا انفصلت عن نصرتك لى بك إليك هى الشرك نفسه
ألهذا تنبهنى ألا تكون هى إلهى دونك؟
إن الشرك شىء عظيم
أخفى من دبيب النملة
لا إله إلا أنت إنى كنت من الغافلين
أتخذ إله غيرك أهون من أن أتخذ إله معك
قوتك عندى ليست أنت، هى شرك خفى إذا انخدعتُ بها دون نصرتك فىّ
- وما قيمة أن أملك ناصية حكمتك وأحكامك، إذا أُفرغت من خشيتك
أخشاك لا خوفا بل رجاءً وحياءً
هى خشية المبدعين لا خوف المذنبين
هى وقاية من الغرور ومن التوقف ومن سوء التأويل ومن الانفصال عن الغيب اليقين
حكمتك التى عندى إن لم تقترن بخشيتك تنتقص من تكريمك لى بندائى بـ .. “يا عارف”
المعرفة التى تكتفى بالحكمة تتنازل عما يميزها حركة إليك،
إنما يكتمل العلم “بالسعى”، لا “بالإثبات”
- أنت لا تحتاج إلى دليل يدل عليك، أنت الدليل إلى ما سواك
إذا توقف العالم عند أدلة علمه وكأنه أثبتك بها، فعلمه حجاب بيننا وبينك
لا أثبِّتك بقشور ما أتصوره حكمة علمى، هذا هو الهزء بعينه.
من عرفك بدليل علمه جهلك واختزلك داخل حدود علمه،
ومن جهلك أو اختزلك هزأ بنفسه لا بك
الهزء الغبى يحاول إثباتك بافتراض ضرورتك
وهزء آخر يزعم تخليقك من حاجتهم إليك
سفاهة بلهاء لم تخطر ببالى وحياء وحبًّا
يكفينى أنك سمحت لى أن أكون فى محجتك
فلا أحتاج غير أن أصدّق أننى هناك، هنا، أنا، بك، إليك.