اليوم السابع
الجمعة 21-3-2014
حوار مع أمى..
(تنويه: هذا هو ثالث تحديث لهذه القصيدة عبر 38 سنة، آسف يا أمى، والحمد لله)
- ليه يامـّهْ؟ كان ليه؟
لمـّا إنتى ما نتيش” كان ليه؟
أنا ذنبى إيه ؟!
أنا مينْ؟ أنا فينْ؟ أنا كامْ يامـّهْ؟
أنا إيهْ ؟
***
= جرى إيه يا ابْنى يا حبة عيني؟ طبْ ما انتَ أهـُهْ!
بقى دا اسمه كلامْ
ما هو كله تمامْ
جرى إيــهْ؟!
يا جدع يا أمير ياللى بـتــدِّى
إوعَى تهدِّى.
تنـَّكْ إدِّى، بكره تعدِّى.
ياسلامْ يا ولـدْ.
ما فى زيَّـكْ حدْ.
***
- بسّ يامـّهْ لو قلتى ليهْ ؟
كان ليهْ ؟!
***
= جرى إيه ؟ فيه إيه؟
“كان ليه” ؟ “كان ليه” ؟
دهـْدِىْ! هيـّا “عـَمْلهْ”؟
ولاّ انَا كان قصـدى ؟ دهـْدِىْ!!
***
- دانتى يامّـه اللى عملتينى
ولا عمرك قلتى: إدّينى
أنا خدت الدنيا معاكــى بيكى،
من ورا ضهرك،
مش زرْع شْطانى،
إنتِى أصلِى، إنتِى أمَانِى
مع إن ماحدِّش ورّانى،
ولا حد عـرف أنا باعمل إيهْ،
أو ليهْ أو فينْ.
لكنى لما بقيت”هوه”، قالوا:
يا سلام!
دا شبهو تمام،
ما إحنا عارفين كدا مالأوّلْ،
وبْـنـخْـزِى العينْ.
***
= دا صحيح يا بـْنى:
أنا كنت خايفه عليك مالعين
الناس دولْ شرّ.
ما وراهم يابـْنى إلا القــرّ.
واحدهْ واحدهْ، يا حبـِّة عينِى ؟ !
ماتفكـَّرشِى دا الفكر مرارْ،
ودا بيرْ يابنى وما لوهشِى قرارْ.
***
ياريت يامـّهْ كان فكر وبسْ.
دى حاجاتْ من جوَّهْ وبتـِتـْحـَسّ.
يامَا نـِفسِى يامـّهْ اصرخ واتفـشّ.
جوايا”يامـّهْ ما بيرحمشْ،
ولا ليـّا يامـّهْ فيها ذنب،
ولا قادر اختار:
ياتليـِّس يامـّهْ ولاشوفشى،
يارجع مالأوّل وأدوَّرْ،
واحبلْ واولـدْ،
نفسِى مـنْ أوّلْ، وجديدْ،
وابدِى وأعيدْ.
واتألـِّمْ واصرخ من تانى لو حدّ سمِعْ.
واشربْ من شهد الحنـِّيهْ.
من وشّ سـمِـحْ
***
= وان ما حصلشِى !!
***
- حايكونْ أهونْ من دَا اللـِّى حصلْ،
يعنى عاجبـِك ؟
***
= والله يا ابنى مانِى فاهمه،
يمكن عامية،
أنا حادْعيـلَكْ
ربِّنا ينوَّرْ قناديلكْ
دى الدنيا ضلامْ.
والناس الشر. .
لم يبطلْ يومْ فى لسَانهمْ قرّ،
ياكلوكْ يا ابنى لحمهْ طريـّهْ،
ويقولوا “يا روحى عليه كان زين”.
ليه يا ابنى كده؟
بـتـعرَّض نفسك لنـْيَابْهـُمْ.
حايمصمصوا عضمك للآخرْ،
ويغمِّـسوا بيَّا ورحمة ابوك.
***
- لأ. . يامـَّه مانيش خايف منهم، أنا مستبيعْ.
الدنيا بخير، وبفضل الله حابقى الأجدعْ.
أنا حابقى أبويا وأمِّى كمانْ،
دا فْ كل مكان وفْ كل زمانْ
أنا حابقـَى كتيرْ.
أنا حابقى الناس.
إزاى؟
ما اعرفش.
أنا عارف إنى باكونْ، وباصيرْ،
ربنا ستارْ، ربنا دا كبيرْ.
بكره تشوفى،
لأ دلوقتي
غـصـبـن عنهم.
غـصـبـن عنِّى.
غـصـبـن عنـِّكْ.
***
= غـصـبـن عنى !؟ !
وانا بِدِّى أشوفـكْ سيد الكلّ،
بس……..
***
- ما بسـِّـشْ،
ولا سيد الكلّ ولا ديلهمْ
أنا حاخد حقى من عينهمْ
من بسمة طفل،
أو حـنـية خالتى أم الخير بياعة الفجل،
أو عم على بيدمِّس فول جوّه القدرة،
أو حتى نهيق جحش العمده.
أو من همسةْ ورقـةْ وردهْ،
من أيها حاجة اسمها عايشهْ،
بتقول أنا اهـهْ،
أنا فيـَّا حياه.
حا شعر بالنبضة وبالرعشة،
من أى كلام،
وحاعيش !!!
***
= والله يا بنى محتاره معاك.
ما تعيش.
مين حايشـَكْ بسْ ؟
***
- ما حايـِشـْنـِيـشِي
ما أنا عايشْ أهُـهْ،
بس ادعِى لِى،
أنا كنت “خلاص”،
بس بفضلك ربنا قالها،
ولقيت لى “خلاص”.
وعملت منى اللى أنا هوه،
وبْفـَضـْلـُه طلعت من جـُوَّه
وباغنِّى مع نفسِى بنفسِي
لمـَّا فكْـرى صاحب حسِّـي
قوم شفت الناس، مع رب الناس
كمـِّلت بقى فى الناس بالناس
وفهمت الفولة، وخدْ عندك:
.………..
ما تصدقشى إن الواحد لازم يعرف أصله وفصلهْ،
ما تصدقشى.
ما تصدقشى إن الدنيا راح منها الخير.
ولا إن الناس دول شرّ.
ولا إن كلامهم قـرّ.
ولا إن الأرض ملانه كـفارْ،
ولا إن البير دا مالوهشى قرارْ،
……….
ما تقولشى “لو”. . وما تندمشِى.
ما تقولشى “بكره” ما ينفـعشِى.
ما تقولشى “همـَّا” ما تهربـشِى.
ما تقولشى “ما خدِّتشْ” إدُّونـِى.
ما تقولشى “ما شفتشْ” ورُّونِى.
عايز ؟ دوَّر واتخانقْ.
وساعتها حاتلقى “الله أكبر”:
حاتعمّرها زى ما قالّك، أكتر واكتر
وتغنى الغنوة انما هيّـا
تطلع من بطن الحوت لكن ميّه الميّهْ.
ماانت عارفها،
جوَّاك، برَّاك، ماليا الدنيا،
ربنا والناس، ثانيا بثانية.