حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 20-12-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6320
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد،
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
ويستمر د. محمد أحمد الرخاوى فى مواظبته، وفى كتابته الطليقة التى يصعب على التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.
******
أ. سحر أبو النور
المقتطف: يا عبد سدّ باب قلبك الذى يدخل منه سواى لأن قلبك بيتى،
وقم رقيبا على السدّ وأقم فيه إلى أن نلتقى، إلى أن نلتقي
التعليق: سمعنا و أطعنا سبحانك ربنا و إليك المصير
إلى أن نلتقى . أه كم أرجوه اقترابا و إن كنت أخشاه
د. محمد أحمد الرخاوى
فى حضور الغيب يحضر الادراك والغيب غائب حاضر.
يعجز أى وصف او لفظ او حتى حركة او ايماءه ان تدركه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار
كل المعرفة هى فى حضور الغيب لمن ادرك نفسه فى بؤرة ادراك يختفى ليومض طول الوقت فتتحقق الامانه كيف نعبد (نعرف) الا من ليس كمثله شئ فهى المعرفة التى تؤدى الى حمل الامانه التى ثقلت فى السموات والارض.
الحمد لله رب العالمين
د. محمد أحمد الرخاوى
استوقفتنى هذه المخاطبة يا مولانا كثيرا.
فقد قال الله “هم درجات”.
وعندى ايضا ان اكثر آية مزلزلة هى “وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون” ولا ازكى نفسى على الله .
ولا انبس .
واظن من أكبر علامات رضاه هو أن يرفعنى إلى السد حين يرضى .
هى اعمال القلوب .
وهو يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور.
اللهم انى اعوذ بك ان اشرك بك شيئا اعلمه واستغفرك لما لا اعلمه
******
د. محمد أحمد الرخاوى
رحلة
التقينا
توجهت بوصلتنا
الى مطلق
غائب
حاضر
فتقاطعت الطرق
عندها غشينا
خيط معلق
من السماء
أمسكنا بأهدابه
كان حتما أن نكمل
كل فى طريقه
قدره
امتزاج الطين
أثقل الخطي
ولكن أبى الطين
أن يعلو الي
ما نحن فيه
فأصبحتي
خلود أبدي
ألتقيه يوما
عند مليك مقتدر
******
د. محمد أحمد الرخاوى
قد يعنى “عبدربه” ( محفوظ) ان حتى الحضور الحيوى فى “اللحظة” ينتهى فى “لحظة” لكى يتجدد ابدا . فقدرنا ان نكابد كل “لحظات الحضور” قبل ان تتفلت .
د. محمد أحمد الرخاوى
سيظل الموت لغز عقيم لكل من كان مبلغه من العلم لم يتعد حدود شديدة الضيق.
واما من كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فهو يتيقن ان الحياة الحقيقية تبدأ بعد الموت بعد مخاض شديد.
الموت هو الاصل .
د. محمد أحمد الرخاوى
تعرفت على عمى الاستاذ الدكتور يحيى الرخاوى عن قرب شديد من خلال ازمة حادة وانا حول ال١٧ عاما . فقد توفى زميل لى فى حادث حيث سقط تحت عجلات المترو . كان هذا الزميل يجلس بجانبى على نفس التخت فى الفصل. وانا فى بداية الثانوية العامة سنة ١٩٧٥. فاحضروا لى عمى كى يساعدنى فى هذه الازمة الحادة . فاقترب منى الى حد الاستحالة . فقد رأيته ورآنى فالتقينا فى افق مفتوح شديد الصدق شديد الوضوح وشديد الغموض وعميق الاغوار.
لم يفلح ان يعتبرنى مريض نفسى ولم افلح ان اجعله طبيبى النفسي. ومنذ ذلك الحين اتابعه ويتابعنى فى هذا الافق المفتوح دون ان ألازمه .
كنت اتابع ما يحاوله كثيرا وكنت اراسله بين الحين والآخر وكنت اعلم انه يعلم محنتنا جميعا–انا وهو — وكل من ما زال ينبض( بشرا كما خلقه الله ) فى هذا الزمن الشديد التحدي.
وعندما شعرت انه ارهقه الحمل وتكالب عليه حتم الزمن وحتم اقتراب محنة الحياة من حتم الاجل. بدأت اتيقن انه قد اكمل محاولته الفردية ويستعد للرحيل. وها قد رحل ولم يرحل . وها انا ما زلت احاول ان التقى به فى فضاء مفتوح اجتمعنا فيه –منذ سنة ١٩٧٥– وما زلنا فى خطين متوازيين كدحا الى الله لنلاقيه. واحسبه قد سبقنى الآن اليه.
د. محمد أحمد الرخاوى
ترددت كثيرا ان انعى عمى الفاضل الكريم
واتردد كثيرا انى استعمل هذا الفيسبوك فى اى مسألة او مسائل شخصية مهما كانت .
ولا استطيع الا ان اقول ان امثاله– وهم اقل القليل– لا يموتون وان ماتوا .
فانا لله وانا اليه راجعون .
وسبحان من له الدوام . عندى ان الموت هو الاصل وان الحياة احتمال يفشل فيه الكثير.
والموت كما علمنا هو انتقال الى الوعى الكونى الاكبر.
نحسبه عند الله ممن احسن عملا واضاف لنا فيضا مما افاض الله به عليه.
يرحمك ويرحمنا الله يا عمنا .
******
2024-12-20