حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 27-9-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6236
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد،
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
ويستمر د. محمد أحمد الرخاوى فى مواظبته، وفى كتابته الطليقة التى يصعب على التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.
****
د. محمد أحمد الرخاوى
الله يرحمك ويرحمنا جميعا يا عمنا عندى ان الذاكرة الحقيقية تحضر فقط عند الاحداث التى لها دلالات خاصة جدا تدور محورها اساسا فى ظل رسائل شديدة الوضوح والوميض فى نفس الوقت لتؤكد حضور المعية من الله لى حين يرضه لى .
لا تنمحى وتتجدد بابدية الحضور / المعية فى الزمان الذى يختفى حتما لانى اصبحت جزء منه فيه فلا لزوم له اصلا الا بقدر حضورى فيه فى وقته .
وهل الحياة الا هذه اللحظات / الاوقات التى نعرف فيها ما خلقنا من اجله .
****
د. محمد أحمد الرخاوى
نكر ….. تفر ….. يغشاها ….. ضباب الازدحام ….. لا ترتوي
يطل النابض ….. الحبيس ….. يطلب حقه ….. ترضخ ….. تفيق ….. تسلم
تعيد الكرة ….. تستيقظ ….. ان ليس لها اختيار ….. دورات الدفع
القبض ….. البسط ….. يظهر ….. تعلم ….. يصاحبها ….. دون ان يخبرها ….. يعلم انها تراه
تراها!!!
تصير الى حتمها ….. تسبح ….. فى بحار الوجود ….. كادحة ….. وجلة ….. بعد ان عبرت ….. نقطة اللاعودة ….. الى اى احتمال
يغشاها حضور ….. طاغي….. لا تلتفت ….. الا لمن رافقها ….. على الصراط
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
كلما اقتربت جدا
ابتعدت جدا !!!
اصادق من يفتح آفاقه
اختنق ممن يلزم منظومته
كل غيب يحضر
لمن يسمع ويري
وكل من يستبق الاحكام
بهواه يَضِل ويُضَل
يتباعد عنى جموع كثيرة
باختيارى !!!
لا يستطيعون
اواصل وحيدا مطمئنا
بحتم كل شيء
كل من اختزل الوجود
الى حساباته الخطية
هوى الى حلزونية عبثية
وكل من زادت اسئلته
عن احتمالات اجوبته
فهو رفيقى على الدرب.
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
يا شيخ عبد ربه ألم يصلك أنه من المستحيل تعريف كلمة “الحب” وايضا كلمة “الموت”.
عندى ان الحب هو كيان وجودى يقظ يزلزل صاحبه حين يرق ويزيح كل دفاعاته وطينه لكى يرى ويعايش ارقى معانى الوجود وبرغم ذلك ما زلت لا اعرف له تعريف دقيق . فهو وجود عيانى غير قابل للتعريف اصلا. …
اما عن الموت وهو عندى وجود آخر – طبعا ليس مرادف للعدم – فهو الوجه الآخر للحياة التى مفروض اننا نعرفها . الموت هو وجود شديد الحضور نراه حولنا وداخلنا كل لحظة . وهو عندى مرادف للخلود بعد حتم عبور الوجه الاول الذى هو الحياة .
وعندى ان الاموات هو الذين وصفهم الله انهم احياء عند ربهم يرزقون . اما من مات وهو لم يحيا اصلا . فلا اضعه مع الاموات الاحياء.
الموت لغز ولكنه حضور واعى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد .
وهنا فقط يا شيخ عبد ربه يصلنى ان الباب الذهبى هو الذى يدخل منه الحب والموت جنبا الى جنب تفاعلا جدليا حضورا نابضا ابدا .
وما زالت التعريفات تعجزنى بل لا اقف عندها كثيرا .
2024-09-27