حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 13-9-2024
السنة الثامنة عشر
العدد: 6222
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد،
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
ويستمر د. محمد أحمد الرخاوى فى مواظبته، وفى كتابته الطليقة التى يصعب على التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.
****
أ. خالد صالح
المقتطف: توقفت عند قوله “لابد أنه يستعملها من ورائنا ولو بالتبادل،
فالخلية التى لا تُستعمل تموت.”
التعليق: من المقصود بقوله يستعملها ..هل هو ربنا؟ أم الشخص نفسه؟ وما معنى ولو بالتبادل؟ هل هناك تبديل خفى (لا إرادى) بين الخلايا التى تستعمل والتى لم تستعمل ..
يبدو لى أن يقصد ان الخلايا التى لا تستعمل من المخ بإرادتنا ..تستعمل هذه الخلايا فى شئ آخر خارج إرادتنا ..أو شئ كهذا.
د. محمد الرخاوى
أهلا أ. خالد… من الناحية اللغوية.. واضح أن المقصود هو أن “المخ” لا يستعمل كل خلاياه معاً… أما وصلنى من دلالة ومعنى… فهو كل ما كتبت معاً يا خالد… وأكثر… ولننظر معاً تعليق د. محمد أحمد الرخاوى على تعليقك.
د. محمد أحمد الرخاوى
هذا التعليق لخالد صالح، وهو تعليق على تعليقه: بادئا ذى بدء يا عم خالد نحن لا نعرف كيف تعمل الخلية . وأنا طبيب .
وأؤكد لك أن دراستنا للخلية هى دراسة وظيفتها وليس كيف تعمل .
ما يقصده عمنا يحيى الرخاوى أن كل خلية لها وظيفة حتمية وهنا اللغز . أننا لا نعرف كل الوظائف برغم أنها أكيد لها وظيفة . وليس لنا أن نعرف كل الوظائف .
يا عم خالد برغم ظاهر التقدم العلمى الباهر الذى نعيشه فما لا نعلمه هو بلايين المرات اكثر مما نعلمه . وليس هناك خلق عبثى والعياذ بالله .
ولكن من صميم البيولوجى أنه سبحانه “يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى” وهذه قضية وجودية بحتة .
ما قصده عمنا هو تأكيد أن هذا العقل البشرى الذى يحوى ملايين الخلايا والمشتبكات العصبية أعجز من نعلم وظيفته أو كيف يعمل ولكنه له وظيفة ويعمل .
نقطة اخيرة وهى أن العقل أو تستطيع أن تقول المخ لا نعرف عنه ألا أقل أقل أقل القليل بل أقل من ذلك.
ومحاولات يحيى الرخاوى فى سبر أغواره هى سبر أغوار الوجود كله بتنويعاته . وقد تكون فى هذا المخ الذى رجح يحيى الرخاوى انه ليس مخ واحد ولكن امخاخ كثيرة .
دى سكة واعرة قوى يا عم خالد . وما تحاولش تفهم بعقلك لأن عقلك قاصر وهو مجرد عضلة بالكثير قوى بتقدر تفعلن أى معلومة لو صدقت .
وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. أعظم نعمة حقيقية هى نعمة الجهل كما يذكرنا دائما مولانا النفرى.
د. محمد الرخاوى
نعم… صح يابن عمى… لكن دعونا لا ننسى أيضا أن العلم… والسعى فيه إليه واجب… وهو ما لم يغفله النفرى نفسه… واعتبره أحيانا شرطاً من شروط المعرفة الحقة… فى اتجاه الوقفة… ربما حتى لا نخلطها مع ادعاء معرفة يكون فى حقيقته هروبا من واجبات العلم ووطأته….
****
د. محمد أحمد الرخاوى
النهاية .. هل هناك نهاية ؟؟؟
ولكن نهاية ماذا .. فكل نهاية .. هى بداية
لغز الحياة .. هو فى روعة .. الحياة .. السعى .. الكشف .. الكدح .. الموت .. البعث!!!!
لها اسرار الحياة .. لا تكشف .. وميض يشرق .. يغشى .. يهدهد .. يعجز .. من يتوقف .. لا .. مكان له .. فى الابدية .. السرمدية
اوتينا .. موانع الغيب .. لنحيا
المعرفة أمانة .. مسؤلية .. يحملها رغما عنه .. فلتكن .. باختياره .. لا يملك .. إلا أن يمضي .. يمشى فى مناكبها .. يأكل من رزقه .. واليه النشور!!!
القلب السليم .. هو من أخلص وجهه .. لله .. عملا .. يقينا … كدحا .. دون توقف
فالحمد لله .. الذى أحيانا .. بعد ما أماتنا .. ولا نعبد .. إلا أياه.. مخلصين له .. الدين .. الطريق .. الصراط .. اليه .. ولو كره الكافرون.
د. محمد الرخاوى
لم أفهم يابن عمى علاقة تعليقك هذا بهذه النشرة تحديداً… لعلها واحدة من كتاباتك الطليقة إذن….
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
غبار غبار غبار
خانق جاثم كيف التنفس
كيف الادراك كيف الوعي
رطان رطان رطان
يصم الآذان يريد الهرب
الى شعاب الجبال
يبحث عمن يسمع ويري
يجد اعجاز نخل خاوية.
يرتد الى نفسه
يصيح يا رب الكون اغثنى اقبضنى ما لها من قرار.
هل ازفت الآزفة
اقبضنى يا رب لم يعد لى مكان
كى اسبح بحمدك واقدس لك.
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
يا عمنا وهل نحن الا عابرون طول الوقت فى الممر بين الحياة والموت بل استطيع ان اقول اننا لا نستطيع الا نكون فى هذا الممر حين ندرك معنى الخلود .. …؟؟؟
ما يقصده الشيخ عبد ربه هو حتمية المثابرة على هذا الممر – الصراط–يقظة –طول الوقت . فهو الممر اليقينى الوحيد. الوحيد .
د. محمد الرخاوى
من الجيد أنك لاحظت أن هذا الصدى يشير إلى “الانشغال” بكل من الحياة والموت… وليس إلى واقعة الحياة وحقيقة الموت نفسهما… وأيضاً ربما كانت الحيرة (التى أشار إليها بكون موضعه وسطا بين الانشغال بكل من الحياة والموت) نوعاً من الجدل الحيوى الخلاق الرائع الذى ينتج مبدعاً بقامة نجيب محفوظ…
وفى كل الأحوال… أعجبنى تعبيرك “لا نستطيع ألا نكون فى هذا الممر حين ندرك معنى الخلود”… فشكرا
*****
2024-09-13