حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 30-8-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6208
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد،
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
ويستمر د. محمد أحمد الرخاوى فى مواظبته، وفى كتابته الطليقة التى يصعب على التحاور معها، سواء لما بها من ثراء أفضل أن أتركه كما هو أحياناً، أو لأنها ليست ذات طبيعة حوارية أصلاً. ولكن الترحيب به وبها واجب دوماً. لهذا فإن مداخلاته اليوم، وربما لاحقاً، سننشرها سواء استطعنا عمل حوار معها أو لم نستطع.
****
أ. فوزية
أنا أشعر بالذنب
د. محمد الرخاوى
أهلاً فوزية. ليس واضحاً أى نوع من الذنب تشعرين به “دائماً”، ولكننى أذكرك أن ما تعلمناه من يحيى الرخاوى لا يوحى بإيجابية هذا الشعور “الدائم”، وأنه ليس للذنب – إن وجد وكان ذنباً فعلاً – أن يعطل مسيرة أو يبرر توقفاً.
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
من فيض أدرى
يتفتت وجود إلى مكوناته
لا ينفرط
يمسك زمام أول الخيط فى وساد
لا يعرف ابعاده
يبحث عن مصدر الضوء
لكى يتحقق ما خلق
من اجله
يلملم الاشلاء
التى لا يعرفها!!!
ولكن يسير فى اتجاه واحد
مصدر الضوء
تتكاثر ضبابات
يخرج يده ليراها
فيراها
يتيقن بحتم المسار
الى المسار!!!
تجذبه قوى حلزونيه
كى يسقط
يشرئب
لا يعرف الا حتم الصعود
الى الصعود
يكوى بنار وحده
فيبزغ وهج الطريق
الى الطريق
فيمضى دون نبس
من ذا الذى على الطريق؟؟
لا يلتفت
يأتنس بظلال وجود
على المسار
يواصل الخطي
عنيدا
الى نفسه
اليه!!!
يدرك
أن لابد ألا يعرف
أبجديات أى شئ
الا حضور
يتحرك منه
اليه
يزيح دفاعاته
فيبتعد عمن
يدافع
يظن انه وصل
فتزل قدم بعد
ثبوتها
يتساءل لماذا
يجئ الرد
لهذا
فليعمل العاملون
يمسك بأهداب الصراط
ولا يطلب الوصول
*****
أ. سحر أبو النور
المقتطف: الحكمة / 782 إذا استطعت أن:
* تفخر بعيبـك لأنه جزء منك،
* ولا تتمادَ فيه لأنه نقيصتـك،
* ولا تؤذى به لأنه مسئوليتـك،
* ولا تتنكر له لأنه بعض ذاتـك،
* ولا تلوِّث به ثوب نقائك لأنه ليس أنت،
* ولا تنكره لأن نتائجه من صنعك،
فأنت الإنسان المتواضع الطموح المثابر الواعى،
“على الطريق”، “إليه”
التعليق: بعون الله بعضها استطعت و بعونه أحاول لاستطاعة بعضها الأخر والنية فى هذا و ذاك ” على الطريق إليه “
د. محمد الرخاوى
أهلا بك يا سحر، دائماً. اعذرينى إن وجدت حكمة اليوم قول من العيار الثقيل، الذى يكاد يجعلنى أعجز عن مواكبته بهذه السلاسة التى استقبلته أنت بها. فهنيئاً لك إن كانت سلاستك بهذا الامتلاء، وحذارى حذارى من أن تكون استسهالا. اعذرينى.
د. محمد أحمد الرخاوى
اروم القمر
تشدنى جاذبية ..عدمي
لا اصل اليه .. القمر ..
ولا يفارقنى ..
تزداد .. تزدان زغللة شهواتي
الى حد العمي
لا اموت
.. استيقظ على قلب نابض كادح
يكابد رغبة شهوة انانية
لا يرتوى
.. تتشابك خيوط وجود آخر كادح
يلمس البؤرة البيضاء
.. تحبه ..
تلفظه .
. لانه يعنى التعرى .. لا تنساه
فهو جزء منها
بل هو
.. هي
تناديه
.. يجيب
تقول لا تذهب
.. لا تقترب.
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
الموت
الموت هو حياة اخرى
هذا ما أخبرنا به الله
هو الذى خلق الموت والحياة
ليبلوكم ايكم أحسن عملا
فاذن فهو متصل منفصل
الموت حضور آخر
لا يمكن انكاره
الموت غيب حاضر
طول الوقت.
ولو كره الكافرون.
د. محمد الرخاوى
ينبهنى الصدى، وحوار يحيى الرخاوى معه، ثم تعليقك يا ابن عمى إلى حجم حضور الموت “فى” الحياة، يذكرنى أنه رابض هناك بوصفه وجهاً آخر لكل لحظة حياة، وأن الوعى به – أحيانا – يجعل للحياة نفسها حضوراً أقوى وأقرب وأصدق.
*****
2024-08-30