حوار المصرى اليوم: أ. مفيد فوزى يحاور أ.د يحيى الرخاوى عن ملامح العالم ما بعد الكورونا
جريدة المصرى اليوم
الِأحد: 12-7-2020
مفيد فوزى يحاور المفكر د. يحيى الرخاوى: التباعد البدنى أنقذنا من النفاق!
صار لدىَّ مشكلة مهنية أعترف بها ولا أخجل!
وسط أنهار من الكلام وأعمدة رأى لأكثر من مائتى كاتب وأخبار ومقالات وتحليلات، يقفز سؤال: كيف «أخطف» اهتمام قارئ؟! أنا لن أعتمد على تاريخى وممارستى المهنة أكثر من نصف قرن، ولن أعتمد على أسلوبى فى الكتابة، فالأساليب واحدة وإن اختلفت فى التناول أو فى السرد اللغوى، سأعتمد على «الصياغة» كما تعلمت من «هيكل»، ولن ألجأ إلى طريقته فى «المقال المستطرد»، فالناس ليس لديهم الوقت الكافى. أنا أعتزم أن «أخطف» اهتمام القارئ بالتغريدة، لغة العصر، وكنت قد حاورت مفكرًا أحبه وأنحاز إليه، ورغم أنه طبيب نفسى بارع، لكنه «يحلق» فى فضاء الفكر وله تأملات، ويومًا ما طلب منه نجيب محفوظ أن ينضم إلى صالونه الأدبى، ذلك أن الدكتور يحيى الرخاوى له اهتمامات أدبية وإسهامات فكرية، إن يحيى الرخاوى صاحب عقل لا يكف عن السؤال، وهذا يروق لى، كمحاور، السؤال «جرحه وعافيته»!
إبحار هادئ
■ قلت للدكتور الرخاوى: ما أبرز ملامح عالم ما بعد الكورونا؟
قال: نحن فى عمق مركز الأزمة، والمفروض والمتوقع أنه سيكون عالمًا جديدًا لم نعرفه من قبل.
■ قلت: كيف تتأمل هذا العالم الجديد؟
قال: حتى لو استقرأنا التاريخ الكارثى الذى مرت به الإنسانية من قبل فى مواجهة الكوارث العالمية، ذلك أن الوسائل فى عالم اليوم أصبحت أسرع وأقدر وأخطر، ولا يمكن ملاحقتها بسهولة من جميع جوانبها.
■ هل نحن مستعدون لملاحقة هذا المجهول؟
قال د. الرخاوى: كل ما علينا إن كنا جديرين بالاستمرار كبشر يرتقى أن نكون مستعدين لاستخدام كل هذه الوسائل الأحدث والأقدر لصالح البشر، وإلا فسوف ندفع الحساب باهظًا علينا جميعًا.
■ قلت: هل تظل وسائل الحرب التقليدية؟ هل تظل الحروب بالفيروسات؟
قال: كل شىء جائز.
■ قاطعته: لماذا عبارة كل شىء جائز؟
قال: أنت لا تملك التعميم، ومن المستحيل تعميم ملامح الغد.
■ قلت: هل حرب الفيروسات خطيرة؟
قال: أخبث وأخفى، وقد بدت هذه المرة وكأنها بروفة حرب عالمية صريحة تحمل جرعة تهديد لكل البشر، الغنى والمتحضر والمتخلف والشجاع والجبان والندل والطيب، وقد بدا للمتعجل أن هذه تذكرة بما عجزنا عن تحقيقه ونحن نمارس حروبًا قذرة منفصلة عن التاريخ وعن الناس وعن الله، وتقودها قوى، ونزعم عكس ذلك!
■ كيف يتعافى اقتصاد العالم الذى كان «صرحًا وهوى»؟
قال: لست الشخص المؤهل للإجابة عن هذا السؤال!
مازلنا نبحر
قال: سؤالك جعلنى أتساءل بدورى: هل كان اقتصاد العالم عام ٢٠٢٠ صرحًا وهوى؟ أم كان وهمًا وتحيزًا واستغلالًا بُنى على أساس خاطئ ولم يستطع الصمود؟
■ قاطعته بأدب: كيف أصدرت حكمك؟
قال على الفور: لو كان صرحًا وهو بهذه السرعة لما هوى.
سؤالك يؤكد من جديد أن ما بُنى على باطل فهو باطل.
■ قلت: هل تتصحر العواطف بالتباعد البدنى وعدم القبلات والأحضان على المدى البعيد؟
أجاب، بعد أن كرر على نفسه السؤال: الأرجح عندى أن التباعد وعدم القبلات والأحضان يمكن أن يقرب الناس من بعضهم البعض، لا أن يباعد بينهم، ذلك بعد أن وصل حال الحوار الجسدى والتلويح العاطفى مرحلة من النفاق.
■ وجدت نفسى أقاطعه وأردد: «النفاق».
ردد الرخاوى: نعم نفاق لم يعد يخفى حتى على مَن كانوا يبالغون فى ممارسته على حساب المشاركة. لعل التباعد البدنى الذى اضطرتنا إليه كورونا يُذكِّرنا بقنوات اتصال أكثر صدقًا بين مستويات للوعى أعمق وأبقى وأكثر إبداعًا ودفعًا لاستكمال مسيرة التطور.
■ سألته: عالمنا المعاصر فى حاجة إلى علماء أم فلاسفة؟
رد دون تفكير: بصراحة إلى فلاسفة!
■ قلت: ما حجتك؟
قال: حين قلت يحتاج عالمنا إلى فلاسفة، قصدت بالمعنى القديم الأصيل الذى يقرن الفلسفة بذكاء السؤال أكثر مما يستسهل الإجابة. الفلسفة تحترم أسئلة الأطفال وتحافظ عليها طول العمر، وهو يعيد النظر ليواصل الإنسان تجديد طفولته، وهى التى تحافظ على علاقته بالطبيعة والكون وربه، وهى ليست مقصورة على مادة الفلسفة التى تدرس فى الجامعة أو يتباهى بها الأكاديميون.
■ قلت للتذكرة: العلماء جزء من السؤال.
قال: أما علماء اليوم- مع احترامى لكثير منهم- فقد أصبحوا أدوات فى خدمة مؤسسات التكاثر والطبقية، وبعضهم «نحت» للعلم صنمًا يُعبد ويُقدس على حساب تطويره ونقده وخدمة جموع الناس.
■ قلت بنبرة هادئة: العلماء نحتوا صنمًا؟
قال بسرعة: بلغ من تقديس هذا العلم المؤسسى أن ظهرت أعمال تشير وتتكلم عن ضلال العلم، وهى أعمال تشير إلى عبادة نظريات علمية ثابتة ممنوع الاقتراب منها بالنقد أو المراجعة تحت زعم الموضوعية والأساليب الضابطة الأحدث.
مازلنا نبحر
■ قلت: فى أحد حواراتنا القديمة سمعتك تقول إن الزحام يؤدى إلى الجريمة، وأضيف اليوم.. والعدوى!
قال د. الرخاوى: لا أذكر هذا القول تحديدًا، وإن كنت أوافق عليه وأفضل عليه قول «وينكوت»، الذى يرى أن الصحة النفسية هى أن تكون «وحيدًا مع»!
■ قلت: بمعنى؟
قال العالم الكبير: أى أن تتمسك بتفردك فردًا متميزًا ولكن فردًا قادرًا على مواصلة نشاط برنامج «الدخول والخروج» إلى المجتمع، ومنها تصبح أكثر ثراءً وأوسع وأشمل وعيًا وتقاربًا دفعًا إلى مواصلة التطور.
■ قلت: من صاحب التأثير القوى فى المجتمع، النجوم أم كباتن الكرة أم المثقفون؟
قال: هذه المفاهيم الثلاثة تحتاج إلى تعريف قبل الإجابة.
■ قلت: كلى إصغاء!
قال د. الرخاوى: إن كنت تقصد بالنجوم نجوم السينما والتليفزيون فتأثيرهم أقوى.
■ قاطعته وكررت كلمة «أقوى»؟
قال: أعنى أقوى على من لا يعرف نجومًا غيرهم، أعنى من لا يعرف نجوم الفكر ونجوم العلم ونجوم الإبداع.
■ وتأثير المثقف، هل خرج من المعادلة؟
قال: أما تعريف المثقف حاليًا فهو أصعب من تعريف النجم والكابتن، فلم يعد المثقف هو عضو المجلس الأعلى للثقافة ولا الحائز على جائزة الدولة فى كذا أو كيت، إنما المثقف هو الشخص الذى يمثل وعى مجموعة الناس الذين ينتمى إليهم فردًا بينهم، فيمثلهم، فالكبير الحكيم الذى يمثل وعى قريته هو مثقف قريته، والعالم الجهبذ الذى يمثل وعى مجموعة علماء مركز أبحاثه هو المثقف بين زملائه.
■ قاطعته: ما مدى تأثير المثقف؟
قال: لظروف خارجة عن اختيارهم أصبح تأثيرهم أقل، فأقل!!
■ قلت: وكباتن الكرة؟
قال: أما كباتن الكرة فقد أصبحوا ألمع وأشهر من كثير من النجوم، خاصة إذا جاءت نجوميتهم من إنجازات عالمية تشرفنا فى وقت نحن أحوج أن نتباهى «بشعر بنت أختنا»، ثم يأتى دور العلماء، وإن كان الكثير منهم غير العالم الباحث أصبح أداة تسويق لمؤسسات عالمية وسلطوية أكثر منه أداة كشف للحقائق وإثراء المعرفة.
مازلنا نبحر
■ سألت: هل لدينا مصطلح «النخبة» الآن؟
قال: نعم يوجد من حيث المبدأ، أما من حيث تحديد أفراد بعينهم على أنهم يمثلون النخبة فقد أصبح هذا «أمرًا مستبعدًا»، لكن لكل فئة نخبتها التى تمثلها وتميزها فى نفس الوقت.
■ قلت: هل ضعف سلطان العادات الحميدة والثوابت والأعراف؟
رد الرخاوى: فى ظاهر الأمر أنه ضعف، ويجرى هذا الحكم على ألسنة كبار السن- مثلى- عادة حين يحكمون على الجيل الأصغر فالأصغر بأنهم أصبحوا أقل تأدبًا وأكثر تبجحًا، لكننى أعتقد أن هذا تعميم جائر، وأود أن أنبه أن الجيل الأصغر يرد على مثل هذه الاتهامات!
■ قاطعته: بم يردون؟
قال: يقولون إن الأكبر يزداد جمودًا وتصلبًا وضيق أفق كلما تقدم به العمر!
■ قلت: يا دكتور يحيى هل تراجع أطباء النفس عن دورهم فى المجتمع والتوجه النفسى الصحيح؟
أجاب: لا أظن، بل الأرجح أن دورهم قد زاد بغير وجه حق.
■ قلت: لم أفهم ما تقصد!
رد بسرعة: قصدت أن دورهم زاد على مستوى الإعلام لا الإعلان، أما على مستوى التربية والتعليم وتنمية الانتماء وتطوير العلم وتدعيم الصحة النفسية والوقاية، فما أظن أنه تراجع!
■ قلت: أنا أسمع عن حالات تنمر، خصوصًا فى المدارس وعند الجيل الأصغر، أما التنمر المجتمعى، وخاصة بالنسبة للفضائح المقصودة والتشهير الكاذب عبر وسائل التواصل المختلفة، فقد زاد وتدنى للأسف إلى مدى بشع ومقزز.
■ سألت: ما أهمية العالم النفسى على مائدة صاحب القرار؟
قال: هى أهمية أخذت أكثر من حقها، لكن مازالت لها أهمية حقيقية، ولكن علينا أن نتذكر أنه لا تصدر التوصيات النفسية والتفسيرات التأويلية السياسية من علماء النفس أو أطباء النفس فحسب، ولكنها تصدر من أى مبدع أو مشارك بعمق فى تركيب مسار النفس الإنسانية ودوافعها.
■ قلت: امنحنى إيضاحًا أكثر!
قال الدكتور الرخاوى: أنت تذكر مقالات الأستاذ حسنين هيكل فى الستينيات: العقد النفسية التى تحكم الشرق الأوسط، وحتى بعد نكسة 67، هناك تخصص فرعى يسمى علم النفس السياسى، وأحيانًا الطب النفسى السياسى، وله إسهاماته بلا شك، كما أن له أخطاءه ومثالياته، وينبغى أن تؤخذ توصياته بحذر، وقد حاولت إسرائيل أن تستعمله حتى فى علاقتها معنا على قنوات متنوعة، وفشلت.
مازلنا نبحر..
■ سألت: هل الحضارة الأوروبية هى الحضارة الإنسانية الوحيدة؟
قال: لا طبعًا. لا التاريخ يقول هذا ولا الجغرافيا، فالتاريخ يحكى لنا أن الحضارة لها حلقات ازدهارها وهبوطها، وهو يحاول تفسير كل مرحلة بآليات تناسبها، وحاليًا لا يمكن أن تكون حضارة الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا، مع أنها تفتقر إلى قدر متجانس حتى تستحق هذه الكلمة، مقارنة بحضارة الصين أو اليابان، ناهيك عن ارتباط كثير من الحضارات بتاريخ الأديان والاختلافات المعرفية والأيديولوجية فى كثير من الأحيان.
■ قاطعته بأدب: وما موقع الحضارة العربية؟
قال: كنت أتوقع منك هذا السؤال. الحضارة العربية تحتاج إلى بعث يجددها وينقيها وينميها لتكون أهلًا لتاريخها.
■ قلت: هل زمان التنوير هو الزمن الماضى، ألا توجد ملامح تنوير معاصر؟
قال: أعتقد أننا فى زمن تنوير خطير غير مسبوق. وقد أمتلك العالم أجمع أسلحة أمضى وتكنولوجيا أسرع من أى وقت.
■ قلت: إنه تطور علمى كاسح!
قال: إنه سلاح ذو حدين، فكل الأدوات الأحدث من تقنيات ووسائل تواصل وتوصيل لا يمكن الاطمئنان إلى ترجيح هو الذى يبث الشر والآخر يبث الخير.
■ قلت: وماذا إذا انتشرت هذه الأدوات بين عامة الناس؟
قاطعنى وقال: يمثل مسؤولية أكبر ويمثل خطرًا أكبر من كل تصور، هذا مهم للتربويين والسياسيين والمبدعين!
■ قلت: هل دخل العقل العربى ملف التفكير المستقبلى؟
ابتسم وقال: ليس بعد، اللهم إلا فى الشكل الخارجى، وإن كانت توجد استثناءات رائعة ومشرفة.
■ سألت: هل انتهى بالفعل زمن الأيديولوجيات؟
صمت د. الرخاوى ثوانى، وأعاد صيغة سؤالى وأجاب: للأسف لم ينته هذا الزمن، بل بولغ فيه، وتجلى فى تشنج كل فريق بالقبض على مذهبه، وأخذ أشكالًا أخبث، فمعظم التعصب الدينى يخفى خلفية أيديولوجية غير معلنة. أما التعصب السياسى فقد خفت أصوات أيديولوجيته، بعد أن توزع الناس فيما بينهم حسب المصالح العاجلة وبزوغ طبقات جديدة، ولعل أخطر أنواع الأيديولوجيات هو ذلك الذى يقف بالمرصاد لأى إبداع منهجى.
■ خطر فى بالى فجأة أن أسألك عن محمد حسنين هيكل؟
قال د. الرخاوى: إسهام تاريخى لا يمكن التهوين من شأنه، وتأثيره ممتد إلى الآن، وأعتقد أنه أخذ حقه فى الاحترام والتقدير، ونال أقل من ذلك فى النقد والمؤاخذة.
مازلنا نبحر..
■ سألت: ما ملاحظاتك على نمط الحوارات الفكرية «شيخ الأزهر والدكتور الخشت نمطًا».
قال: هذا الحوار بالذات من أهم الحوارات الأحدث، مع أنى لم أتابعه تفصيلًا، وأعتقد أن الاحترام المتبادل واللهجة المتوازنة تعطيه فرصة أكبر للوصول لكل أو بعض من يهمه الأمر، خصوصًا من الشبان الجادين والمجددين.
■ كان طبيعيًا أن يكون سؤالى عن سلبيات العقل المصرى، خصوصًا أنه كان فى نيتى أن أقدم سلسلة من الحوارات الجادة عن «عقول مصر»، وأصغيت للدكتور الرخاوى.
– يا رجل، وهل مجرد ذكر السلبيات هو السبيل للإقلال منها أو التنبيه إلى مخاطرها؟! وعلى ذلك فدعنى أقل لك إن مرصدى قد رصد سلبيتين أفزع كلما حاولت أن أبدأ تتبع أثرهما وحجمهما، الأولى: الكسل العقلى «ويظهر أكثر فى عزوفه عن النقد والمراجعة». والثانية: هى خصام الوقت وإهداره.
■ سيناريو الحوار يفرض سؤالًا: لماذا غابت الصالونات الفكرية؟
قال: ليس عندى علم تفصيلى بغيابها، كما أننى لم أكن من روادها، اللهم إلا فى السنوات الأخيرة، التى أكرمنى فيها شيخنا الجليل المبدع، نجيب محفوظ، وسمح لى بأن أشارك فى أغلب لقاءاته الأسبوعية حتى اختاره الله برحمته، وقد تعلمت منها ومنه ما كان ينقصنى حتى فى مجالى النفسى شخصيًا.
■ قلت: ماذا يوقظ الوعى وأى أدوات التأثير أكثر؟
قال: الشعور بالخطر، «ولتكن جائحة الكورونا مثلًا»، والجدية فى التعامل مع وحدات الزمن الأصغر، فالأصغر.
■ قاطعته: ماذا قصدت؟
قال د. الرخاوى: الوعى أن ربنا سيحاسبنا على كل ثانية منحنا إياها، وكيف وبماذا ملأناها، وكيف نسيناها، وهى أمانة فى أعناقنا.
■ حكيت للدكتور يحيى الرخاوى عن كتاب أقرؤه الآن، اسمه «فى مديح البطء»، وهى نظرية حراك عالمى يتحدى السرعة، فسألته عن وجهة نظره كمفكر.
قال: البطء الممتلئ بالفعل هو ترجمة عكس توصية الصوفى القائل إن أعظم العبادة هى «أن تملأ الوقت بما هو أحق بالوقت»، فإذا كانت هذه الوصية تتناسب مع هذه النظرية فأهلًا بها، ودعنا نحمل الأمانة معها.
■ قلت للدكتور يحيى الرخاوى: أحب ونحن نقترب من شاطئ الحوار أن أسألك عن بعض المفاهيم، وتهمنى الإجابات القصيرة من شجرة التغريدات…!
نحو الشاطئ
■ سألت: ما معنى السعادة؟
قال: أن يكون وجودك مفيدًا لك وللآخرين.
قلت: ما معنى التخلف؟
قال: أن تكون «تابعًا» طول الوقت.
قلت: ما معنى الجمود؟
قال: الثبات على المبدأ «جدًا جدًا».
قلت: ما معنى الانغلاق؟
قال: ألا تسمع إلا نفسك.
قلت: ما هى العنصرية؟
قال: أن تعتبر نفسك وأهلك هم الأفضل دائمًا وأبدًا.
قلت: ما هو الجنون؟
قال: أن تفشل أن تقلب تفككك إبداعًا.
قلت: ما معنى الرشد؟
قال: أن تملأ الوقت بما هو أحق بالوقت.
قلت: ما هو الوقت؟
قال: إنه المسافة بين إنجازين.
قلت: ما هى الوطنية؟
قال: أن تنتمى إلى ناسك، بدءًا بناس أرضك، ثم تتسع بك الأرض إلى نهاية الدنيا وما بعدها.
قلت: ما هو التحضر؟
قال: أن تواصل التحضر.
قلت: ما فاتنى ولم أسألك عنه؟
قال المفكر الكبير د. يحيى الرخاوى: كيف تحافظ يا مفيد يا ابنى على حيويتك وصحتك؟! بارك الله فيك، فأنت لديك متابعة الجارى وحمل المسؤولية.
2020-07-12