نشرة “الإنسان والتطور”
22-6-2012
السنة الخامسة
العدد: 1757
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
لأول مرة أتساءل عن جدوى كل هذا فى مثل هذه الظروف.
ولولا أن الله موجود ما أكملت.
الحمد لله.
أنت أعلم بمن ضل عن سبيلك.
وأعلم بمن اهتدى
شكرا لمن مازال يأمل، ويعمل.
*****
قراءة فى كراسات التدريب & نجيب محفوظ
صفحة (80) من الكراسة الأولى
د. ماجده صالح
أشفقت عليك يا د.يحيى من عنوان محاضرتك الهامة فى مؤتمر الجمعة المصرية للطب النفسى.
وكأنك تعيد تعريف وصياغة ما هو طب نفسى بما هو معروف حتى عالميا شكا منك فى وصول هذه الرؤية الى المتلقى.
فعندى خبره شخصية متواضعة وهى أننى تعرفت على ما هو نفسى فى أوائل الثمانيات فى الولايات المتحده الامريكية من خلال ضرورة النجاح فى هذا الفرع فى عده امتحانات. وكان أول ما وصلنى هو أنه يدرج تحت بند العلوم الانسانية وأن صياغة الحاله وعلاجها يبدأ بتاريخ وثقافة المجتمع والتعبير عنه ومصطلحاته تكون بلغة أدبيه راقيه وأظن أن هذا ما جعله فى ذلك الوقت من أصعب الفروع الطبيه على المستهلين من صغار الاطباء فلم يكن يحظى بإقبال كبير فى تلك الفترة كما هو الآن.
د. يحيى:
شكرا يا ماجدة على هذه المعلومة، فلم أكن أعلم أن الأمريكيين ينهلون من ثقافتهم بهذا الصدق، وكم أعجب بمبدعيهم وشرفائهم وأتعاطف معهم وهم يحاربون احتكارات وسيطرة الشركات والمؤسسات بلا وطن، ولا قيم، والتى لا هم لها إلا برمجة الناس، عندهم وعبر العالم: بالتسطيح والاختزال من أجل حفنة مليارات، والأطباء أجهز الناس لمثل هذه البرمجة.
*****
تعتعة التحرير
الاختيار هو: بين أنواع الدكتاتوريات!!
د. ناجى جميل
أعتقد ان الاختيار، وإن كان بين الدكتاتوريات، هو ممارسة ديمقراطية يمكن أن تؤدى بمن يمارسها لتعلم تحمل المسئولية، فالوعى والنضوج، والتقدم حضاريا واستيعاب فلسفة قبول الآخر المختلف.
د. يحيى:
إذن فأنت قد وافقتنى يا ناجى على أننا نختار بين “دكتاتوريات”
هل تذكر يا ناجى من “حكمة المجانين”، (التى حدثتُها بعنوان: “رؤى ومقامات”) نشرة : 9-11-2009 “عن الحرية”. قولا يقول:
“الحرية الحقيقية هى تصارع دكتاتوريات الأفراد علانية وبأسلحة متكافئة، أى فى إطار عدلٍ حقيقى”.
د. هشام عبد المنعم
هو ليه يا د يحيى البشر أميل إلى اختيار الديكتاتورية (وأصر على اختيار) سواء بصور واضحة أو بصورة مستترة تحت لافتات: التقدم، العلم، الدين، العرف، التوحش الاستعمارى التغريبى، الأسرة، الزواج، والتحضر، الخ…؟
هل نحن نميل إلى الإطمئنان المتخثر، وعدم سماع واحترام وتقبل الآخر كما هو ولماذا نستعيض عن وعينا الحى النابض الجمعى بأى شىء آخر بلا معنى أو كما قال الله تعالى “إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم”، يارب يا د يحيى.
د. يحيى:
الانتماء الدائم إلى ما يسمى “الوعى الحى النابض الجمعى” ليس ميزة على طول الخط، المسألة ليست “إما أو”، وإنما هى حركية التحرك من هذا الوعى إلى الحى النابض الجمعى الوعى الفردى الحى المتواضع المتميز، دون توقف، هذه هى الفروض الأقرب إلى نموذج آليات البرنامج النمائى الذى يمكن أن يوازى برنامج “الدخول والخروج”،
طالما نحن اخترنا أن نحمل الأمانة، فعلينا أن نحترم دكتاتوريتنا فردا فردا، لنكون أحرار بحق ذهابا وجيئة، جماعة وأفرادا.
د. مروان الجندى
آلا ينذر ذلك – إذا استمر – بإنقراض الجنس البشرى؟
آلا يتساوى ذلك والحركة فى المحل دون تقدم أو حتى تأخر للخلف؟
د. يحيى:
لا أعتقد ذلك
وأحيلك إلى نشرة أو نشرات الحرية فى حكمة المجانين “رُؤى ومقامات”، وأيضا فى نشرات الحرية:
– نشرة 11-1-2010 حكمة المجانين: رأى ورؤى “عن الحرية.. (1 من 10)
– نشرة 9-11-2009 حكمة المجانين: رأى ورؤى “عن الحرية.. (10 من 10)
– نشرة 28-12-2010 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (ماهية الحرية، والصحة النفسية “1”)
– نشرة 3-1-2012 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (إشكالة الحرية وعلاقتها بالديمقراطية والطب النفسى “14”) .
د. محمد الشرقاوى
لا اعلم هل انخدع الشعب بترويج الاخوان بتطبيق الاسلام والحق والعدل والوقوف بجانب الضعيف أم أين الحقيقة؟ هل حقا هم على حق؟ انا من الناس اللى انتخبت شفيق على الرغم انه فى نظرى احسن الوحشين بس بحكم عملى اسال الاطباء الذين انتخبوا مرسى وغير منتمين للاخوان يقولون عشان شفيق يسقط، على الرغم من انهم لايحبون الاخوان واسال الممرضات اللى انتخبوا مرسى عشان الاسلام يحسن من احوالهم، اقعد اقول االى يكدب لا يصلح فى شئ، يقول شفيق من النظام الفاسد اللى سرق وقتل الناس وهو المسؤول عن موقعة الجمل وحينما قلت لطبيبة اخوانية ان القتل حدث فى عهد عصام شرف بتاع الثورة ايضا بتاعة احداث ماسبيرو قالت بالحرف” اللى مات مش مسلمين” وعلى الرغم ان هذه الطبيبة لا تحضر للعمل غير يومين بالأسبوع وتزعل اوى لما اشطب عليها واخصم منها تزعل- قلت ياترى هل هى بتشوف الفلوس بتاعتها دى حلال ولا حرام؟ هى سالت شيخ قال لها حضورها يومين حلال،
أعتقد ان الشعب اللى اتعود على الديكتاتورية من ساعة بناء الاهرامات لا يستطيع البعد عنها.
د. يحيى:
لكنه يستطيع أن يختار بين الدكتاتوريات، وهذه هى الديمقراطية، وأحيلك إلى نشرة الأثنين الماضى بعنوان: “الاختيار هو: بين أنواع الدكتاتوريات”
كل ما أرجوه هو أن تكون أعقل وأصبر من أن نخدع بديمقراطية مضروبة
دعنا نصبر ونخطىء ونصحح ونعاود المحاولة دون توقف، لعل وعسى.
*****
تعتعة الوفد
ديمقراطية “مصرية” معدّلة: الإعادة بين أربعة !!
أ. رضا فوزى
فى بلادنا تعريف المصطلح يرتبط بالمصلحة، وليست مصالح العباد كما فى تعاليم الاسلام فالكل يهرول فى المنطقه التى تؤدى إلى مكاسبه الشخصية، فرداً أو جماعه، ولايهم عنده بعد ذلك مصالح العباد. هرول ناحية الديقراطية واخطف واجرى، هكذا هى فى بلادنا وما زال هناك وقت طويل لنتعلم
د. يحيى:
وربما هكذا الحال فى بلاد العالم، حتى المتحضر جدا منه، ولكن بأشكال مختلفة عن بعضها البعض،
نحن فى حاجة إلى ثورة عالمية تبدع لنا منهجا أكثر موضوعية وأصدق تمثيلاً للناس، هنا وهناك.
لعل ذلك يسهم فى حفظ النوع أيضا.
أ. نادية حامد
فى يوميات سابقة طلبت من حضرتك توضيح الفرق بين الوعى العام والفكر العام ومازلت أطلب من حضرتك توضيح الفرق بين الوعى العام والرأى العام وكذلك الفكر والعقل البشرى؟
د. يحيى:
أظنك تابعت الحلقات الأولى فى ملف الإدراك وفيها كلام كثير عن هذا، الأمر، وأعتقد أن هذا هو ما سأكمله جدا فى يوم قريب بإذن الله.
هذا وعْد منى يا نادية.
أ. ياسمين عبد اللطيف
الحمد لله ان الديمقراطية اصبحت متاحة واصبحت انتخب الرئيس المتاح للرئاسة حتي ولو مش عاجب كثير من الناس فانا احس بالحرية والديمقراطية وزمن الديكتاتورية انتها للابد باءذن الله
د. يحيى:
احتفظى بإحساسك هذا فهو أثمن من الممارسة،
وفى نفس الوقت هو الذى يمكن أن يصحح الممارسة.
ربنا معنا
*****
حوار/بريد الجمعة 16-6-2012
د. أميمة رفعت
كنت أتوقع اللحظة التى نعيشها الآن منذ وقت طويل، قبل الإنتخابات الأولى بزمن. كان التوقع مؤلما، ولكن كانت هناك نقطة أمل هى التى تجعلنى أتحرك وأنتظر وأترقب، حتى إنتهى الأمر إلى ما توقعته للأسف فيقولون إختارى إما…. أو …. ولماذا علىَ أن أختار، ولماذا يجبروننى؟ ولماذا يريدوننى أن أصدق أن ما أراه بعينى تمثيلية هو حقيقة هامة وإختيار واعد؟ هل هناك إختيار حقيقى أصلا؟ السيناريو معد مسبقا… وكأنك يا أبو زيد ما غزيت !
هل رجعنا إلى نقطة الصفر؟ هل سيرجع الناس إلى ما كانوا عليه؟ هل هذا ممكن؟ أخاف أن أخدع نفسى وأقول أن الناس تغيرت ولن يقبلوا ما كانوا يقبلونه من قبل بخنوع وإستسلام، ولكننى أشعر بهذا .. على الأقل بدأنا نرى بعضنا البعض، الإسلاميون أصبحوا بلا أقنعة أمام بسطاء الشعب الذى كان يُرهَب سريعا بتكشيرة الإسلامى الذى يخيفه بعذاب القبر وبطش الله إذا لم يصدق كلامه ويقدسه. الفساد ظهر حجمه امام الجميع فقد إتضح أننا كنا نرى قمة جبل الجليد ولا نرى بقيته، أشخاص بعينهم ظهروا على حقيقتهم وظهرت أنيابهم الزرقاء وقد كنا نعتبرهم حماة الوطن. هل الرجوع لنقطة الصفر يلغى هذه المعرفة؟ هل صحيح أن الشعب المصرى ذو ذاكرة صغيرة قصيرة ضيقة سرعان ما سينسى كل هذا؟ لا أستطيع أن أصدق هذا .. وما زالت نقطة الأمل موجودة، الناس تتنفس سياسة الآن، ألا ينضج البعض سياسيا فى المستقبل القريب فيقود الوطن إلى الأمام بلا هوجة؟ هل سيترك شفيق هؤلاء يتنفسون أم سيسجنهم أو يقتلهم؟
الخوف والألم يكادان يوقفانى، أنا حزينة جدا جدا، ولا يخفف عنى سوى عملى، أذهب إلى العمل متثاقلة لا أريد الحركة ولكن ما أن أبدأ العمل حتى أصبح خفيفة وكأننى اطير فى الهواء، ثم أتثاقل وأمتلىء ألما بمجرد رجوعى إلى بيتى .
هل تقول لى كلمة تخفف من ألمى قليلا؟ أنا فعلا متعبة ومكسورة .
د. يحيى:
النضج السياسى، مثل كل نضج، يحتاج وقتا ويتم على مراحل،
والعالم المتقدم لم ينضج سياسيا كما نتصور، وهو مازال أعجز عن المشاركة الجماعية لحفظ النوع
دعينا نأمل فى إبداع يبدأ من أكثر من نقطة عبر العالم ليتجمع فيما ينقذ النوع البشرى من النوع البشرى.
التكنولوجيا، الأحدث فالأحدث تساعد على هذا، وأيضا هى تهديد له!!!
أ. ياسمين عبد اللطيف
اشكرك كثيرا يا دكتور علي تعليقك علي في بريد الجمعة ان حضرتك اعطيتني اهمية في التعليق وشكرا
د. يحيى:
العفو
أ. السيدة
كيف حالك استاذى العظيم، لقد اوحشتنى جدا، كان هناك عيب فى الكمبيوتر ولما لم أتمكن من ارسال اية رسالة لكم كنت اقرأ فقط وحين نجد اشباه حقائق واشباه رجال اجرى سريعا اليك، بارك الله فيك.
د. يحيى:
واحدة واحدة وانت تتكلمين عن أشباه الرجال
ربما لأننى أخشى أن أكتشف أننى أوافقك.
مازلت عند رأيى فى أن المرأة أقل تشوها وأقدر على التطور
تأكد لى ذلك أكثر فأكثر من العلاج الجمعى، ومن تدريسى، وتدريبى، وأيضا من مريضاتى ومرضاى.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية(86)
الإدراك (47) “العين الداخلية” (18)
و”عملية اعتمال (معالجة) المعلومات”(17)Information Processing
أ. عمر صديق
استاذي العزيز، وصلني الكثير اليوم حتى اني لا استطيع ان اعبر عن مجموع الرسائل المهمة على سبيل المثال:
- مدى اهمية انسانية وحرفنة المعالج بشكل قد يستسهله او يقلل من شأنه الشخص العادي او حتى الطبيب المبتدئ المتمرس.
- مدى اهمية مشاركة المريض بالعلاج! هل هذا ممكن فعلاً؟
- استوعبت اكثر اهمية وجود طب نفسي خاص بنا لما له علاقة بثقافتنا وعاداتنا الخ
- هنا دائما يظهر السؤال الذي يحيرني، كيف ان الوصاية قد يكون لها دور ايجابي ولكن ما هو مدى هذه الوصاية ومن هو احق بفرضها او تفعيلها؟
- هنا سأتكلم بلسان رشاد بحب وحيرة, وهو عندما يكون محاط بمشاعر كثيرة لا أستطيع ان اوصفها تمنعه من يبقى في البلد او يسافر وفي الحالتين يشعر بالضياع, اشعر بألم شديد.
- انا متأكد ان الكثير يتابعون ولكن قد لا يعلقون لأسباب كثيرة. عذراً للإطالة
د. يحيى:
كل ملاحظاتك تدل على جدية القراءة، واجتهادات التلقى.
فى العلاج، وأية مقابلة كما لاحظت هى جزء من العلاج، يكون وضوح الاعتراض، وقوة الموقف، أهم من ادعاء الحرية، وسطحية النصائح،
المهم أن نُصر طول الوقت على أن يحمل كل من المعالج والمريض مسئولية ما يرى ويفعل
“واللى مالوش كبير يشترى له كبير”