الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“نشرة” الإنسان والتطور

18-9-2009

السنة الثالثة

 العدد: 749

حوار/بريد الجمعة

 مقدمة:

ثقيل علىّ بريد هذا الأسبوع

نشرة التعتعة بعنوان  “كل واحد يتعتع نفسه” والتى اشتملت على عناوين كثيرة جدا، دون أية تفاصيل تحتها، أدت إلى أن تتشعب التعليقات والتساؤلات بشكل موجز ملحوظ، صعب أن يثير حوارا مفيدا.

 أما التعليقات على نشرتى الحوار مع شيخى نجيب محفوظ حول موضوع الاسلام ودوره فى مستقبل مصر، فكانت أغلبها (ليست كلها) انفعالية متعجلة متداخلة، فكرت أن أعدل عن نشرها والرد عليها، لأننى تصورت أنها سوف تدخلنا فى جدل عقيم، لكننى تراجعت فى آخر لحظة.

أظن أننى مازلت أود التراجع عن التراجع.

بمجرد أن تقول (أو تكتب أو تقرأ أو تسمع) كلمة “إسلام”  أو (“ديمقراطية” أو “حقوق إنسان” أو “حرية” أو “علمانية”) حتى يزيح القارىء (أغلب القراء) كل ما قلت أو كتبت جانبا، ويقرأ أغلب ما كتبت من خلال تُمَثِّل عنده تلك الكلمة من مضامين، وعاطفة، وتاريخ (صادق وكاذب) وأيديولوجية (فى الشعور أو فى اللاشعور).

معظم التعقيبات (وليست كلها) تعاملت مع حوارى مع محفوظ (التعتعات الثلاثة) بهذه الطريقة، منها الذى أعتبر محفوظ  مفكراً اسلاميا، بل داعية اسلامى، هكذا خبط لصق (ليس مجرد موافق على أمر واقع، وليس منطلقا من الواقع الحقيقى فاهما إياه، وليس ديمقراطيا موضوعيا شجاعا، بعكس موقفى)، ومنهم الذى وضع كلامى على لسانه، وبالعكس، ومنهم الذى خلط بين الاسلام والمسلمين، أو الذى خلط بين الاسلام كدين أو كوعى عام ومنطلق، وبين الاسلام كسلطة أو “سبوبة”، ومنهم الذى صفق لمحفوظ متراجعا عن اتهمامه بالهرطقة فورا وتماما، ومنهم الذى ترك الموضوع كله وتكلم عن رأى خاص به شخصيا، رأى ليس له علاقة بالتعتعات التى نشرت أصلا (تقريبا).

بعد أن كتبت ردودا فردية تحتوى كل هذه التنبيهات وهذه الملاحظات شعرت بثقل البريد كما ورد فى المقدمة .

ثم إنه تصادف أن قرأت فى مجلة وجهات نظر عدد هذا الشهر الجزء الأول من أطروحة شديدة الجدية والعمق (سبتمبر 2009: من ص 17 -27) بعنوان “الإسلام .. إشكالية المصطلح : دين .. جغرافيا .. أم هوية اجتماعية؟”

وسوف اثبت هنا – برغم أننا فى باب الحوار – بضعة سطور من مقدمة الدراسة، ثم بعض ما اعتادت مجلة وجهات نظر أن تقتطفه من أى مقال لتضعه متوسطا هنا وهناك بين السطور ببنط أكبر

المقتطفات: (من مقالة مجلة وجهات نظر)

(1)    “لعل من أهم الصعوبات التى تواجهُنا عند تحليل ما أصبحت تعنيه وتدل عليه كلمة “الإسلام” منذ القرن التاسع عشر هو غياب الإجماع حول ماهية الإسلام فى الواقع. فهل يسمِّى الإسلام أحد الأديان أم يسمِّى موقعا جغرافيا أم هوية جماعية؟ وهل هو عبارة عن مفهوم أم عن مصطلح تقنى أم هو دلالة أو تصنيف؟ ولعل ما يزيد غياب الوضوح تعقيداً عما إذا كان يمكن للإسلام أن يكون كل هذه الأشياء مجتمعة وفى نفس الوقت، هو حقيقية أن الإسلام قد اكتسب معانى ودلالات لم يكن يتوافر عليها مسبقاً . فقد بدأ المستشرقون الأوروبيون والمفكرون العرب والمسلمون باستخدام ” الإسلام” فى صياغات متعددة اعتقاداً منهم بأنه يحيل إلى فهم بديهى لا يعوزه التحديد ولا التعريف . فلم يعد “الإسلام” عند هؤلاء المفكرين الاسم الذى أطلقه القرآن على الدين”..إلخ

(2)    “كان لبعض معانى ودلالات الإسلام الجديد أثر كبير على الفكر السياسى والاجتماعى، وكذلك على السياسات المحلية والعالمية فى القرنين التاسع عشر والعشرين ، وربما يكون لها أثر أكبر فى القرن الحادى والعشرين”.

(3)    “هل يسمى الإسلام أحد الإديان أم يسمى موقعا جغرافيا أم هوية جماعية؟ وهل هوعبارة عن مفهوم أم عن مصطلح تقنى أم هو دلالة أو تصنيف؟ “

أما العنوان الأعلى الذى تكرر عبر صفحات الدراسة فهو “الإسلام .. التحليل النفسى، وآخر الليبرالية”

اكتفى بهذه المقدمة انتظارا لاستكمال الدراسة فى عدد وجهات نظر القادم، كما أحجب اسم الكاتب لاسباب سوف تعرفونها حين نعود للدراسة .. (ليس بالضرورة فى باب البريد)، 

المهم: اعتبر هذه المقدمة ردا على كثير مما جاء فى البريد حول هذه النشرات الخاصة بحوارى مع شيخى محفوظ

والآن إلى الحوار:

****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (28)

حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (2 من 2)

د. مدحت منصور

والسبت ماجاش ومستنى الجمعة اللى مجاش ومستنى القطر جواه عيون نعسانة وعيون عيانة وعيون غلبانة لكن بتقول أنا من مصر جدعة وكريمة وشهمة، إفطر يا حاج بالتمرتين والعرق سوس، رمضان كريم، فى محطة مصر لقيت عيون وعيون بألف لون ولون وكلها بتقول حاجات كتير وكتير وبعدين رحت مكان اللهم اجعله خير فيه عيون جعانة أكل وعيون الديب الطيب مراقب الجو وعيون عسلية ورايقة بس تخوف أصلها زى البحر وعيون راجل عمال يشتم بعنيه على طول على طول ما بيبطلش وانا عينى رايحة وجاية ما بتهمدش أصلى بدور على إيه مش عارف  يمكن على عين تقول كلام ما اتقالش .

د. يحيى:

لاشك أنك قرأت معنا موقف “ما لا ينقال” للنفرى، إذن فقد عرفت أنه كان يعلمنا ما تبحث عنه هنا دون إلزام أن تجده فى العيون أو غيرها.

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (29)

“القط/النمر بداخلنا” (1 من 3): …. الطريق إلى “الآخر” اقترابا، فتوجسا، فتراجعا

د. مدحت منصور

تشوف كلاتى؟ ده صعب شوية، بدرى شوية، أو تقبلنى على علاتى ده كمان أبعد لكن إزاى يا واد يا محندق تنكر إنى صنايعى مدقدق وكمان كسيب ربنا يرضينا إذا احنا رضينا وانى كلامى زى السكر،و الناس حبانى لأنى بحب كل الكل ومزاجى معاهم زى الفل، خايف من ايه؟ متيجى تقرب،عمال تبعد؟ خايف لتشوف وكأنى بكهرب مالك قرفان كده ليه؟ أنا خلقة ربى ومؤمن إنى أفضل كده خلقة ربى، مش حتشوه حافضل ماشى لحد ما لاقى حد يشوف ويقرب وكمان تنكرجدعنتى طب طز فى أمك.

 د. يحيى:

ولماذا “ظز” فى أمه بالذات بالله عليك؟

 يا عم مدحت، أمه أطيب منك ومنى ومنه،

وهى تسامحك، كما أن أمك تسامحك،

 وربنا يسامحك

كل سنة وانت طيب

أ. رامى عادل

المقتطف: بقى حد شايفنى أنا؟ أنا مين؟ أنا اطلع إيه؟ إزاى؟

 التعليق: طيب اقرب ازاى؟ واكشف خيبتى وقلة حيلتى وضعف ايمانى بربى وبنفسى ازاى؟ يا ترى راح يقبلنى ولا هيلطشنى؟ يا ترى حادفع التمن من دم قلبى؟ راح يستحلونى ويستبيحونى، راح يكتر لومى!

 د. يحيى:

يا رجل قرّب ولا يهمك

وما يحدث يحدث

*****

دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (30)

 شرح على المتن: ديوان أغوار النفس “القط/النمر بداخلنا” (2 من 3)

واستخوْنكم، واتعرّى يمكن أطفّشكم!

د. مدحت منصور

بعد قراءة ثانية و هي ليست كافية لاحظت تكرار العبارة (توهما أو حقيقة)

وقدرت أنها عبارة جيدة جدا تضع الاحتمالين في الحسبان و لست أدري إن كان (حقيقة) يجعل الموقف البارانوي أكثر حدة من (توهما)؟ فأنا أظن و ليس هذا تخصصي أن المتوهم هناك جزء منه في داخله يعلم أنه متوهم حتى و لو وجه الاتهامات بقوة و أصر على ذلك. و مع هذا في أجزاء من المقال غلب التوهم على الصدق و طبعا هذا وارد جدا إذ أن الحالة مرضية في المقام الأول ما حيرني أكثر أنني وجدت أن المآل في الحالين سينتهي إلى “كرسي في الكلوب” و هيا انسحب ، أما أجمل شئ هو التوصية بالخروج من هذا الموقف البارانوي سريعا إلى الأسبوع القادم ، و الله معاناة لكن طعمها حلو.

د. يحيى:

أولاً: هو ليس مقال يا مدحت

ثانياً: هى ليست “حالة”، هى مجرد استلهام من شعر، والشعر كان استلهاما من شخص، (صديق أو غير ذلك)، والشخص، ليس “حالة”

ثالثا: انت تعرف أنى أعامل الوهم على أنه حقيقة “أخرى”

رابعا: معاناة معاناة!! هذه هى بعض ثمن المعرفة

خامساً: كل سنة وانت طيب مرة أخرى

أ. رامى عادل

جبل الرحمات: ان يحيطك الجميع، فتصيؤ جزءا منهم،الا تفترقا، ان تجمعهم بداخلك، ان تشعر بالدفء والود والمسره،ان تستظل بظلهم، يلملموك، يؤانسوك، يحمونك، ان تكون ابنا للطبيعه في حضرتهم، تجد الله تجاهك

د. يحيى:

أرجو أن تنتظر حتى نكمل الحلقة القادمة

*****

تعتعة الوفد

 نجيب محفوظ: طاقة الإسلام تحرك عربة حياتنا…!! (2 من 2)

د. مدحت منصور

قارنت بين موقفى وموقف الأستاذ الكبير نجيب محفوظ،  وقطعا ليس بينى وبينه، فوجدت نفسى فاهم جدا واثق جدا ملم جدا قاطع جدا جدا فعلمت أنى جاهل بدرجة جيد جدا إن لم يكن امتياز.

د. يحيى:

هذا جهل آخر

أنصحك – كما أنصح نفسى – أن تبدأ من جهلك .. جهلنا!

قد يكون مفيدا أن ترجع إلى قراءة “الجهل المعرفى” الذى يقدمه لنا النفرى فى “حوار مع الله”، ثم يتم استلهامه وتعميقه ما أمكن.

د. محمد أحمد الرخاوى

“مرعوب والله لو لم يحدث شئ كبير”

“شئ كبير جدا”

إذا هو حدس حقيقى

اللى جارى مش نافع والخوف ان اصحاب الحلول الجاهزة فاهمين انهم قادرين على كل شئ!!!

اصحاب ما يسمى العلم التقليدى

واصحاب من يسمون انفسهم محتكرى الحقيقة

 والحقيقة ليست ملكا لاحد!!!!

نجيب محفوظ فى كل مرة يمتطى جواد الواقعية كى يتغير الواقع من داخل داخله جدلا او رفضا او زبدا يذهب جفاء

كيف تغير الواقع دون ان تختبر فشله

هو فاشل الآن ولكن ما هى القاطرة (الكتلة الحرجة) التى امتلكت زمام المبادرة لكى تحدث الشئ الكبير الذى بدأت به تعليقى والذى انت مرعوب )اذا لم يحدث(=

اذا لم يحدث هذا الشئ الكبير واذا لم تتولد هذه الكتلة الحرجة فليذهب النوع كله (للاسف(

اذا لم يكن هناك وعى بوجود مشكلة أصلا فهذا هو جوهر المصيبة

اما اذا كان هناك وعى ولم يختر الوعى الجمعى ان يأخذها على عاتقه وبطاقته

الى انقاذ هذا النوع كله فهذا اختيار النوع كله للاسف

الاسلام الذى يقصده نجيب محفوظ هو الواقع المعاش برغم كل تشوييهه

لا تستطيع ان تغييره الا ان تثبت فشل مدعيينه (المسلمين) فى ربط طقوسهم ببشاعة حياتهم

اذن المشكلة ليست فى اسلامهم ولكن فى كذبهم

وكذا بنفس القياس المشكلة ليست فى العلم التقليدى ولكن فى غلق آفاقه وكأنه نهاية المعرفة

 والمعرفة تبدأ ولا تنتهى

ووسائلها لا تنتهى الا بنهاية الوجود نفسه
انا رايى ان خطر العلم التقليدى أخبث من اصحاب الاديان لان الدين فى النهاية يحاول الارتباط بقوة من خارجه وانما مشكلته فى القائمين عليه او به

اما من يسمى العلماء التقليديون فهم يؤلهون العلم بعد انفسهم وكأن هذه هى القوة وأن هذه هى كل المعرفة وما أضعف وما أخبث وما أغبى كل ذلك.

د. يحيى:

أرجو أن تراجع ما أستطعت ما ورد فى شأن نقد العلم التقليدى خلال السنتين الماضيتين فى هذه النشرة على الأقل،

ثم دعنى أنبهك أن تحذر حدة الهجوم على العلم حتى لو اسميناه “التقليدى”، فالحاسوب الذى نكتب عليه، والنشرة التى تصدر يوميا، و …، و…..، و….، كلها من بعض فضل العلم التقليدى وما أفزر من تكنولوجيا، وبالعكس.

أ. رامى عادل

اغير منكما، لانكما سباقون، حواركما راقى للغايه، لا اجد مثله (حوار ليس كمثله شيئا) الا ويا اساتذتى فى مدرستكم، وبرغم ذلك اجد محاورون محبين كفئ او ظرفاء،وهم ندره.

د. يحيى:

الحمد لله

أ. محمد أسامة على

ديننا هو حياتنا ودينى هو الإسلام وإن الدين عند الله الإسلام أوافقك إن حياتنا كاملة ومستقبلنا هو فى الإسلام، “لكى تكلم الناس لابد أن يكون هناك ما يجعلهم يسمعونك”، عبارة جميلة ولكن تجعل الناس يسمعونك لابد أن تكون مزوداً بالعلم حتى يقتنعوا بكلامك وحديثك لهم وخاصةلو قمت بالتدليل على كلامك مستعينا بالقرآن أو الأحاديث ونأتى لنقطة “فمن بالك بمن يحكم باسم الدين، وكأنه ولى زمر المعرفة علماً وديناً وتفسيراً وإبداعاً “من يحكم باسم الدين لابد أولا أن يكون فاهماً لدينه فهل نقارن بين “تنظيم القاعدة” بإدعائهم بأنهم يحكمون باسم الدين وبين ما كان يقوله “الشيخ محمد متولى الشعراوى”، وكان كل الناس تجلس لسماع هذا الشيخ رحمه الله؟!!

وماذا يعنى أن مفهوم العلم فى إطار حكم دينى سيظل محكوماً بنصوص من خارجه؟!!.

د. يحيى:

 (كنت قررت أن أحذف ردى مكتفيا بالمقدمة، لكننى عدلت)

يا سيدى ما وصلنى –  ولعلى مخطىء –  هو أنك تخلط بين كلامى، وكلام شيخى، وكلامك، وكلام الشعراوى بشكل عجزت معه عن أن أصل إلى موقفك تحديدا، أعتقد أن هذا الموضوع يستحسن ألا نتاوله هكذا بهذه المقاطع المنفصلة عن سياقها.

أما أن يصبح النص أو التفسير الدينى هو وصى على العلم والإبداع، فهذا هو بعض ما عنيته بقولى “الحكم من خارجه”.

أ. عبد المجيد محمد

أوافق حضرتك على أن حرمان العالم – والمفكر – من حريته الحقيقية لن يسمح بإضافة حقيقية، وسنظل تابعين لغيرنا فى مجال محدد نسميه العلم المحاط بسياج من الأحكام الفوقية، بل وأكيد ستزداد الحالة ظلاما فى ظلام، وأعتقد أننا فى غنى عن التجربة لأن الأمثلة الفاشلة موجودة حولنا.

كمان والعلم عندنا فى الحقيقة مقيد ولا يمتلك من الحرية إلا القليل، فما بالك لو تقيد كمان بالدين.

د. يحيى:

جوهر المعرفة نصل إليه من كل طريق، ولكل طريق منهجه، وهى مناهج متكاملة وموازية فى آن، لكنها ليست متداخلة تعسفا ولا متماثلة.

د. أسامة فيكتور

لم أفهم اجابة الأستاذ على سؤالك: كيف يترعرع العلم فى جو محكوم بحدود من خارجه؟. قال: سيترعرع لأن هذه طبيعته.

د. يحيى:

ولا أنا فهمته بدرجة كافية

الاستاذ يعشق العلم عشق المبدع الذى يأمل فى العقل البشرى أكثر بكثير مما آل إليه هذا العقل الأحدث بعد أن خنقوه داخل صنم العلم الأحدث،

 “أن يترعرع العلمْ”: هى طبيعة تاريخ العلم الحقيقى،

 أظن هذا ما يقصده الأستاذ.

د. أسامة فيكتور

أعجبت بتعليقك فى الفقرة اللاحقة: هذا الرجل يحترم كل جزء من الوعى البشرى ليضيف به ويتحرك معه.

د. يحيى:

شكرا

د. مروان الجندى

أعجبنى جداً قول الأستاذ نجيب محفوظ “لكى تكلم الناس لابد أن يكون هناك ما يجعلهم يسمعونك”.

إن من يعيش بمثل هذا الهدوء واليقين والمبادىء لا يمكن أن يموت بل يظل حيّا داخل من عرفوه، ومن لم يعرفوه لقد وعى الأستاذ نجيب محفوظ ما حوله وفهمه بوعى شامل مختلف عمن يدعونه فهم للناس والسياسة وكيفية التعامل، وأعتقد أن الحادث الذى تعرض له لن يحزنه فى ذاته.

حتى لو أوشك أن يودى بحياته، بقدر ما أحزنه أن هناك بعض الأشخاص لن يستطيع أن يوصل لهم وجهة نظره الشاملة الغامضة هكذا.

أن من يعيش بهذا الوعى الضام لكل من حوله لهو جدير بأن يظل دائما داخلنا وأمامنا.

د. يحيى:

هيا نؤدى له – ولناسه- ناسنا، كل الناس: ما علينا من ديْن، وهو كثير.

*****

بدلا من تعتعة الدستور: “كل واحد يتعتع نفسه”!!

أوثانٌ (أصنام) حديثة، وحقوقٌ غير مكتوبة!!

د. محمد أحمد الرخاوى

1- هذا ما ألفنا عليه آبآنا

2- التأمين فى الغرب أساسا

3- النجاح المادى على حساب اى شئ حتى لو كان العدم نفسه

4- ممارسة الطقوس الدينية حتى لو لم تؤد الى شئ وبالذات عندما تمارسها وتفترض ان كل من لا يمارسها فهو فى ضلال!!!!!

5- أكبر وثن حديث هو اللهث الى امتلاك أوثان العصر كغايه وليس كوسيلة

ثم أخيرا وليس آخرا طبعا وثن السعار الجامح الى فقدان العلاقة بالطبيعة وبالكون لحساب اللا شئ شخصيا!!!!!!

د. يحيى:

أغلب ما قلتَ معقول،

 لكن بالنسبة لآخر سطر أرى أن “الانفصال عن الطبيعة”، لا يصح أن يدرج تحت مسمى وثن هكذا عشوائيا!!

أفهم ما تقصد لكن ليس هكذا بأن تطلق نفس اللفظ – وثن- على كل ما تريد شجبه.

د. مدحت منصور

نصرك الله أن عرفتنى بحقوقى والتى كان جزءا منها غائبا عنى وجزء آخر أكافح جاهدا لأكتشفه.

أنار الله بصيرتك وكملك بالمعرفة وجملك بها كما عرفتنا بمعنى الأوثان وأنواعها وسأحاول أن أحذر من أن أصنع وثنا كل يوم.

د. يحيى:

مجرد معرفة حقنا فى كذا وكيت ليست كافية

التمسك به والتوجه لتحقيقه دون التنازل عنه، خاصة إذا لم يتحقق، هى قضايا أخرى شديدة الأهمية.

د. بسمة محمد

كل واحد يتعتع نفسه،

 تْسِلم.

د. يحيى:

وأنت كذلك

أ. رامى عادل

الحق ان يصلك النغم بلا الحان: مش يمكن ده الشجن؟! والدموع اللى بيذرفها القلب مش العين، مش يمكن؟! والحق فى الضعف: الا ترفض ان يرفسك الجميع ويرفضوك ويبصقوا عليك، وان تظل ممتنا لهم برغم عدم احترامهم لك وعدم التقدير، معتبرا كل ذلك هو غاية المنى.

د. يحيى:

ممتنا لهم على ماذا يا شيخ!!

قال غاية المنى قال!!!

يا عم روح

أ. محمد أسامة

أولا: لماذا رفضت أن تفتح أى من هذه الملفات؟ ويا ريت حضرتك مش ترد سؤال بسؤال.

ثم ما علاقة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل والمعوق والعلم… إلخ بكلمة “الاوثان” حضرتك قلت أن الصنم أو الوثن هو ما صنعه الإنسان، واتخذه إله، فعلاً الحاجات دى  احنا بنصنعها ولكن لا نتخذها إله لنا، وأضرب لك مثلاً: “حقوق الإنسان”، الميثاق العالمى لحقوق الإنسان لسنة 1948 ينص على بنود منها الحق فى اختيار الاسم والجنسية والدين والدعاية والتعليم.. الخ فكيف نطلق عليها لفظ “وثن”.

د. يحيى:

هذه المواثيق برغم جمال ألفاظها، انتهت –غالبا- إلى أن تصبح ألفاظا مكتوبة على أوراق، أكثر منها تربية وقيما فاعلة، كما أن بعضها أصبح “سبوبة” وتجميع ثلل نفعية، وموضوع صفقات مشبوهة.

مناقشة هذه المسائل كلها تحتاج إلى تفاصيل، وأسمح لى أن أؤجل فتح ملفاتها لأننى أعرف النيران التى ستطلق علىّ من كل جانب بمجرد أن أبدأ فى هزها.

أ. نادية حامد

“الحق لا يحتاج أن تطالب به فهو يُطلق ولا يمنح”

دعنى اختلف معك يا د.يحيى لأن فيه أنواع كتير من الحقوق لو ماتكلمتش فيها أو طالبت بيها مش حاتاخدها، أعتقد أنه مش كفاية فقط أن الحقوق تُطلق.

د. يحيى:

ربما قصدتُ يا نادية أن أبين كيف أن مجرد “المطالبة” ليست كافية، وأن المسألة تبدأ بيقين كل واحد منا بحقوقه، ثم التمسك بها لأنها طبيعة بشرية، ثم إن إطلاقها بمعنى unfolding ليس معنى سلبيا كما يتبادر لك من الكلمة العربية، وإنما هى تأكيد على أنها منغرسة فى تكويننا، جاهزة للإطلاق بمجرد أن تتاح الفرصة.

 يأتى بعد ذلك أن المطالبة أو الكلام فى الحقوق شىء، وأن وجودها ودوامها، حتى لو لم تتحقق، شىء آخر، بمعنى أن الحق يظل حقا بما هو، وليس بالمطالبة به وكأنه ممنوح لنا من خارجنا،

 ومع ذلك عندك حق فى هذا التنويه

أ. محمد أسامة

حضرتك ذكرت أن الحق لا يحتاج أن تطالب به فهو يطلق ولا يمنح فقط هو مستلزم الفرض الطيبعية لممارسته أوافقك الرأى، ولكن عندى نقد بسيط يوجد بعض الحقوق التى ينبغى أن نطالب بها مثل “الحق فى سلامة الوظائف الفسيولوجية، الحق فى الأمن، الحق فى الحركة، الحق فى الحب، الحق فى الإبداع… إلخ”، وتوجد بعض الحقوق التى لا أستطيع الإبلاغ عنها، أو كشفها مثل الحق فى فتح المجهول، الحق فى عدم الحصول على إجابة توجد بعض الحقوق التى تأتى الفرص بها للممارستها كل هذه الحقوق المذكورة فى هذا العدد من حق الإنسان من بداية بدايته حتى نهايته.

د. يحيى:

الظاهر أن هذه النشرة كانت مزدحمة أكثر من اللازم. عذرا.

برجاء قراءة ردى على نادية

د. مروان الجندى

عندما قرأت كل هذه الحقوق ومدى فاعليتها فى حياتنا لو عشناها حقيقة أدركت كم هو صعب تحقيق ذلك. أيضا لم أستطع أن أمنع نفسى من إعادة قراءة يومية “نجيب محفوظ: طاقة الإسلام تحرك عربة حياتنا (2-2)” مرة أخرى وأن أربط بينها وبين هذه اليومية وأعتقد أن الاستاذ نجيب محفوظ ربما وعى هذه الحقوق ووعى أن الانسان مادام حياً سوف يأتى وقت ما يحاول أن يحصل على حقوقه وهذا ما أعطاه الأمل رغم كل ما يحدث.

د. يحيى:

 ربما

أ. محمد اسماعيل

كثرة الاوثان التى أؤمن بها أضاعت كثيراً من حقوقى التى ذكرتَها

د. يحيى:

يبدو ذلك، ليس عندك فقط، بل عند الكثيرين

أ. محمد اسماعيل

هل الأوثان ديه كانت كلها حقوق فى الاول؟ هل ممكن كل الحقوق تتحول لاوثان بعد كده.

د. يحيى:

لست متأكدا، لكن سؤالك شديد الذكاء،

 خذ مثلا “الحرية”، طبعا هى حق ونصف، ثم خذ ما آلت إليه حين مسخت وحبس كثير منها داخل أشكال لوّحت باحتوائها مثل الديمقراطية، ثم …، ….ثم…..، حتى أصبحت وثنا،

 حتى الحق فى الإيمان يا رجل حين يخنق فى سجن وصاية واحتكار تفسيره وتحديد معالمه من سلطة فوقية لم تستوعبه، ينقلب دينا فأيديولوجيا فوثن وهكذا.

أ. محمد اسماعيل

حسيت بأهتمام وفرحة لما كتبت فى اليومية  إنها تعتعة مخصوص لنا؟

د. يحيى:

يا رجل حرام عليك، كل هذا، وأنا غير مهتم بكم، بى.

د. ناجى جميل

– تبادر إلى ذهنى من شمولية دائرة الحقوق التى ذكرت صعوبة وجود “اللاحق”.

فما هو “اللاحق” اذا؟

د. يحيى:

حلوة هذه

 لماذا!! تريد منى أن أعرف “اللاحق”؟

أظن أن كل من تنازل عن حقه أو لم يتمسك به حتى لو لم يتحقق، إنما يضع نفسه فى منطقة “اللاحق”، وهو المسئول عن ذلك.

د. ناجى جميل

– لم تذكر الحق فى عدم الايمان… لماذا؟

د. يحيى:

لعل هذا هو أحق الحقوق، وبينى وبينك ربما هو أيضا الطريق إلى الإيمان، كل واحد وكدحه إليه.

د. ناجى جميل

عرض الحقوق وممارستها بالصورة المطلقة المعروضة يبدو مفزعاً بالرغم من كونها حقيقية.

اعتقد أن “المسئولية” اذا ارتبطت بالحقوق تهدئ من الرعب.

د. يحيى:

عندك حق

أ. إسراء فاروق

كثيراً هى تلك الأوثان التى نحيا وسطحها اليوم.

وبعرض حضرتك لبعض هذه الاوثان الاحدث (الديموقراطيه- حقوق الانسان….،الخ) طرأ بذهنى كلام صلاح جاهين

أعجب ما تعجب لكل شئ سبب

ولو الكلام من فضة السكوت دهب

لقيت إنى فى زمن الاغتراب الحالى فقدنا القدرة على الكلام وكمان مبقناش نعرف نستعمل الصمت صح… والاصعب إنى مابقاش فيه أى عجب؟؟!!!!

د. يحيى:

لم أجد علاقة بين رباعية جاهين وبين ما قلته أولا

د. عمرو دنيا

– كل هذه الأوثان وأكثر قد ننقاد لعبادتها والصلاة فى محرابها دون وعى منا وبعمى مشروع بل ومقبول أحيانا وأهه ده اللى موجود ويعنى هأكمّل إزاى؟!!

د. يحيى:

ربنا يسهل

د. عمرو دنيا

 أفهم الحق فى الامتناع عن الإجابة، أما الحق فى عدم الحصول على إجابة فدى كبيرة قوى.. واحدة واحدة علىّ يا دكتوريا يحيى.

د. يحيى:

عندك حق، صعب أن نتصور ذلك، يا لدقنك يا عمرو!،

 ومع ذلك ربما كنت أقصد: حقك أن ترضى باللإجابة على أنها اجابة، دون أن يتهمك أحدهم بالاستسهال أو الغباء.

د. أميمة رفعت

أثناء قراءتى للتعتعة ضبطت نفسى فرحانة بقراءة عناوين هذه الأوثان، ثم إكتشفت أنها فرحة شماتة فى كل من ترك نفسه عبدا لها، وهم كثر من حولى، خاصة وأننى أُقابَل أحيانا بنظرات الإستغراب والإستعلاء والتسفيه …إلخ . ثم لاحظت أن هذه الشماتة لاتخفى وراءها سوى الغضب على هؤلاء .. إذا فبالأساس أنا غاضبة !

 ثم سألت نفسى ربما أكون أنا أيضا أسيرة لبعض الأوثان دون أن أعى وبالتالى لا أسميها أوثانا ولا أعترف لنفسى بعبوديتى لها؟ فلماذا أغضب إذن من الآخرين وهم أيضا لا يعون أوثانهم ولا يرون عبادتهم لها؟ ربما أن مسئولية قلة الوعى وضحالته تقع على عاتق الدولة ونظام التعليم والمؤسسات الدينية وليس الأفراد، هنا إكتشفت أننى ما زلت غاضبة ولكننى نقلت غضبى إلى ساحة أخرى مختلفة، لم أغير اى شىء بنفسى فقط رميت الكرة فى ملعب آخر … لست متسامحة كما كنت أظن ولا صبورة أيضا ووعيى لايسع الكثير من الصور….لقد بدت لى مساحة الظلام بداخلى أكبر كثيرا من مساحة النور.

تذكرت تسامح محفوظ مع المتأسلم الذى حاول إغتياله، ودعوته بتطبيق المسلمين لمعتقادتهم بمفهومهم عنها كما هى .. ثم ننتظر. أنا لم أستطع تقبل هذا الإقتراح لأننى أنظر للأمور من زاوية ضيقة، أنظر إلى ألمى وألم أولادى، أخاف العواقب قريبة المدى. أخشى غضبى وثورتى وتمردى. لا أستطيع الصبر ولا التحمل حتى تؤتى الثمار، وربما كانت أفكارى هذه هى وثنى الذى لا أراه وثنا.  يمكننى أن افهم محفوظ وأن ارفع دعوته شعارا براقا، ولكننى لا أعرف كيف أعيش هذا الشعار، على الأقل ليس بعد، فمازلت أصغر كثيرا من محفوظ (لا أقصد السن)، مازلت أقل نضجا. ولكن “من حقى” أن أنمو على مهل … وقد أدى بى هذا التفكير إلى جملتك التى وضعتها بين القوسين (الكاتب يقبل كثيرا من هذه الأوثان باعتبارها آلهة وسطى “تصبيرية” قد تؤدى بعد انتهاء عمرها الافتراضى وإثبات فشلها، إلى السعى إلى الحق الإله مفتوح النهاية  اللا- وثن؟ (صلى الله على سيدنا إبراهيم عليه السلام). عناوينك هذه زلزلت أفكارى ولم تكتف بتعتعتها، ومازلت أفكر…

د. يحيى:

يا د. أميمة، ربنا يستر.

*****

يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (20)

مقتطفات موقف “ما لا ينقال” (2 – 2)

د. مدحت منصور

“أما من كانت كتابته مسئولية، وقراءته أمانة”

 عبارة مرعبة يا أستاذنا العزيز وماذا نفعل بالهنات والعثرات والسقطات والحماس والذين يذهبون بنا بعيدا عن المسئولية والأمانة.

د. يحيى:

“هوّا الكلام يتقاس بالمسطرة”؟ على رأى عمنا جاهين

لم أقصد يا مدحت أى إحكام مطلق،

 أركز أكثر على أن يكون ذلك كذلك من حيث المبدأ، ثم نسمح بكل ما ذكرت.

د. محمد أحمد الرخاوى

الامية كنز من ألقى السمع وهو شهيد

من يسمع دون ان يلق السمع فهو الصمم ذاته

من يشهد بالحرف دون ان يكون شهيدا فهو الاعمي

من لم يذق كلية الامية وان كان عالما فقد العلم لان العلم  لا يبدأالا من الامية ولا ينتهى الا فى الا الأمية والا فكيف الكدح الى ان نلاقيك

الامية هى الحضور فى حضرتك والا فهو الغرور والغباء والضلال وان صلى وان صام !!!!

من ذاق عرف انه امي

د. يحيى:

تقترب بهدوء هذه المرة يا محمد

أ. رامى عادل

الحرف يخبر عما وراءه، الحرف محيط زاخر،  يشبع  ويفى، ليس ثمة شبهة فى ذلك، يتجلى فى الحرف كمالك، يزيح ويزحزح، تتخلله وتعمربه، يضىء فيه كونك، وبداخله يكون وجودك، فماذا لو لم تكن الاسطر؟! ماذا لو ابيضت الصفحات؟! لا نحيط به علما، فقط ينير  الطريق، فنتامله صمتا واجلالا، مبتغين ان نتجاوزه دون ان ننفصل عنه، فالحرف هو الطريق، فيه يسكن ضياؤك، وتضىء سماوات عرشك، هو فراغ غير اسن، هو محو لكل ظلام

د. يحيى:

ما هذا يا عم رامى!!!

 أنت تصالحنا هكذا على “الحرف” دون تحفظ،

 سأرسل تعليقك هذا إلى مولانا النفرّى

أ. محمد أسامة على

حضرتك قلت أن الحق هو الحق وان الباطل هو الباطل فما حاجتى لكتابتهما ثم قلت اكتب الحق والباطل فلا يصلنى عدل ولا رحمة من خلالهما إلا ان كان وسيله إليك فكيف هذا؟!!

د. يحيى:

وهل يجوز أصلا أن أشرح ما قلته لله، أو ما وصلنى من مولانا النفرّى، فسمح لى أن أخاطب ربى

 لقد اتبعت هذا المنهج لأتجنب الشرح يا رجل.

أ. محمد أسامة على

“كل كاتب يقرأ كتابته وكل قارئ يحسب قراءته”

 من الطبيعى ان كل كاتب يقرأ ما كتبه وكل قارئ يقرأ ما قرأ لماذا أطلقت فعل “يحسب” مع قارئ ولم تطلق “يقرأ”؟!!

د. يحيى:

وهل أنا الذى أطلقت أم مولانا النفرى؟

أنا استلهم النص، وأتوجه به إلى ربنا.

*****

أحلام فترة النقاهة

د. أميمة رفعت

الحلم 193

لا أريد أن اعلق على الأحلام قبل أن أنتهى من دراستها، وإسمح لى أن أستعير منك تعبيرك الشهير لأصفها “بالورطة الرائعة”، ولكن يبدو أننى لم أتمكن من الصمت وأنا أقرأ تقاسيم هذا الحلم .

كل مرة أقرأ هذا الحلم، وقد قرأته عدة مرات، تدمع عيناى، ولا أعرف لذلك سببا فأنا لا أفهم الحلم بالمعنى المعتاد للفهم ولم أحاول. وعندما قرأت معه التقاسيم هذه المرة وجدتنى أبتسم وما زالت عيناى دامعتان وإمتلأ داخلى بمشاعر جياشة. لا أفهم شيئا من هذا ولكننى أحبه … ماذا تفعل بتقاسيمك هذه يا د. يحيى؟ ما الذى يتحرك بداخلنا؟

لا تجيب على اسئلتى، فأنا لا أريد ردا فى الحقيقة ..

د. يحيى:

وهأنذا لا أرد

(هل قصدت فى أول سطر: الأحلام أم التقاسيم؟)

*****

حوار/بريد الجمعة

د. وليد طلعت

محمد داود خريج جامعة طنطا وطبيب شرعى روائى وشاعر من مواليد وسكان المحلة حتى الآن صدر له  :

“قف على قبرى شويا” رواية قصور الثقافة

“السما والعما” هيئة الكتاب اشراقات ومكتبة الأسرة.

 “فؤاد فؤاد” دار هيفن 2009  

وقريبا  “الغولة” عن ميريت.

وهو من أرشحه لنوبل بعد عمنا الكبير ولو أطال الله فى عمرنا أرانى وأنا أهنئه بها رأى العين .. فهو  أحد من وهبوا أنفسهم للكتابة وتنازل عن الكثير من أجلها

د. يحيى:

آسف يا وليد أننى لم أتعرف على كتابات هذا المبدع من قبل، ولأننى أثق فى رأيك (ولا أثق فى حماسك له، أو لى، أو لك) فإننى أعدك أن أتعرف على بعض ما يتسر لى من انتاجه، خاصة بعد أن قرأت ما جعلناه ملحقا لبريد الجمعة الماضى “مواقف ومخاطبات المفترى والمفترى عليه”.

أ. رامى عادل

محظوظ د. محمد احمد الرخاوى  ومتونس بيه اوى النهارده مع د.مدحت منصور، لو سمحت يا عم يحيى لو ينفع يعنى تنشرتعليقى لــ د. اميمه أو ابعته لــ د. أميمه مفيش مانع اشكرك

د. يحيى:

أظن أننى نشرته

أنا أنشر كل ما يصلنى عادة، وأى فاقد يسقط هو خطأ السكرتارية غالبا، فنبِّهنا إن كان قد نشر ردك هذا من قبل أم لا، فإن لم يكن قد نشر فأرسله لى من جديد

عذرا.

*****

حالة: مدحت منصور

د. مدحت منصور

إمبارح زى ما يكون حصل لى ملخ أو حاجة زى كده وبعدين صحيت النهارده بعد شوية كملت حكاية الملخ لأسباب غير وارد ذكرها وكان عقل بالى مصمم إنى أروح الشغل ولو نص ساعة رغم إنى اتأخرت عن الحضور وانا فى الميكروباص عقل بالى طلع الطفل الجسور من جوايا وبعدين الطفل المذعور وقال لى ما تيجى نلمهم فى طفل واحد جسور مذعور قلت لنفسى إزاى طفل واحد جسور مذعور وبعدين قلت ماشى وبعدين اكتشفت إن الاثنين هما قطبين من أقصى طرفه جسور وأقصى الطرف مذعور ورحت الشغل وطلع الطفل الجسور المذعور مع المدير ومع مريضة ومع زميلتى وكان شكله حلو قوى وحبيته ورجعت بيت والدى وبدأت أشوف الطفل الجسور قاعد مع الطفل المذعور بيلعبوا فى الصالة على البلاط وكانوا بدون لبس فوقانى وانضم لهم الطفل المبدع راخر عقل بالى وراهونى وبعدين جات البت سميرة الشغالة رعبتهم وهما قاعدين بيلعبوا وساهيانين فراحوا اتفركشوا حبوا علشان ما كانوش بيعرفوا يمشوا كل واحد فى اتجاه وكانوا مرعوبين أومذعورين حسبتها لقيت كان عاندى سنة وكام شهر أصل أمى قالت لى زمان إنى اتأخرت فى المشى لكن عقل بالى فضل ورا الموضوع لحد ما طمنتهم بس قعدوا يعيطوا وخايفين فترة طويلة لحد ما سكتوا وفضلوا يلعبوا وكل مادة صورة سميرة ما تبقاش مجسمة تبقى عاملة زى ما تكون صورة على كرتونة أو ورقة وما لهاش رجلين نزلت شغلى بعد الضهر تانى وعقل بالى قالى روح مشى وانا فى الطريق فضلوا الأطفال يلعبوا وسميرة كأنها اختفت وأنا راجع مشى حسيت إن الأطفال التلاتة دول ترجمة لكتل مادة حية زى البلازما وإنهم حيلعبوا مع بعض وحيندمجوا فجأة فى كتلة واحدة وبعد ما رجعت البيت وانا فى الحمام كنت مخضوض ووضح فى تقطع نزول البول وبعدين شفت طفل واحد قاعد فى الصالة على البلاط وماشفتش سميرة طبعا كل اللى حيقرأ شفت يفتكر شفت بعينى لأ تصورت أو ألقى فى روعي. ربنا يستر.

د. يحيى:

لا تعليق

*****

تـعـارف

أ. محمد داود

من زمان وأنا بتابع حضرتك ياأستاذى الكبير د يحيى، وقرأت لك الكثير من الكتب والمقالات، ونقل لى عن شخصكم الكريم كل جميل من السمات د.رمضان بسطويسي، وأخى وصديقى الشاعر وليد طلعت، والرابط المرسل مقال عن روايتى الأخيرة (فؤاد فؤاد)، وأرسل به لعلكم تلقون عليه نظرة على سبيل التعريف. وأتمنى أن أراك، ففى ذلك إضافة كبيرة لي. فأرجو أن يكون ذلك ممكنا قريباً حسبما يسمح وقتكم الذى أدرك (فيما أعرف عنكم) أنه دائم الاحتشاد بالنشاط والفعالية.

د. يحيى:

أهلا محمد

أعدك أننى سوف أقرأ ما أوصيت به، وغيره، فى أقرب فرصة

وقد يكون مناسبا أن نقدم بعض أعمالك فى إحدى ندواتنا الشهرية فى المقطم مع أننى لم أعد منتظما فيها،

أهلا بك، منذ أرسل لى د. رمضان تعقيبا موجزا على بعض ما نشر هنا فى هذه النشرة، وأنا مشغول عليه، لقد أوحشنى فعلاً، وأنا أدعو له – ولى ولك – سرا وعلانية، فأنا أعرف قدره وفضله، وقد فرحت أنك تعرفه.

 لقد كان آخر ما وصلنى من رأيه فى ما أكتب هو تعليقه على الجزء الثالث من ثلاثيتى “المشى على الصراط” وقد كان قد قرأ المسودة قبل الأخيرة، قال لى “إنه قد حمد الله أنه قرأها قبل أن يقضى الله فى أمرنا”، ففرحت فعلا، وشجعنى تعليقه هذا أن أنهى هذا الجزء وأدفع به إلى هيئة الكتاب، وقد نشرته الهيئة فعلا مؤخرا باسم “ملحمة الرحيل والعْود”، لكننى لم أرسل للدكتور رمضان النسخة المنشورة خوفا على وقته وصحته، مع أننى كنت ومازلت فى أمس الحاجة إلى رأيه فى الرواية فى صورتها الأخيرة، خاصة أن أحداً من النقاد أو من القراء لم يلتفت إليها، ولم يكتب عنها حرفا، علما بأن الجزأين الأول والثانى نالا جائزة الدولة التشجيعية، وأنا أعتقد أن للجزء الثالث شأن آخر (وقد أعيد طبع الجزءين الأول والثانى: الواقعة، ومدرسة العراة، وكلها الأجزاء الثلاثة موجودة فى الموقع أيضا)

أذكر أننى تعجبت كيف التقط د. رمضان بسهولة شخصية “د.جميل النشرتى” وهى فى الرواية تعرّى شخصا به بعض الشبه مع موقف ذلك الذى دار حوله اللغط الأخير بمناسبة نيله جائزة الدولة التقديرية، (طبعا هى ليست هو كما ينبغى أن يكون الإبداع) تعجبت أن التقطه أ. د. رمضان من أول قراءة للنص وهو مسودة بعد، وقد علق لى على ذلك لى مشافهة وفرحت ربما لأنه يعرف أكثر منى جدا، بصراحة لقد كنت كتبت الثلاثية عموما، وهذا الجزء خاصة وأنا فى مواجهة هذا الفكر (لأن الشخص) الذى نال تلك الجائزة مؤخرا، وأثار كل هذا اللغط.

أنا لا أعرف إن كان عندك الوقت يا محمد، أو الاهتمام، لقراءة الأجزاء الثلاثة إن كان الأمر يهمك أو كان العمل يستأهل

ما علينا:

لقد قرأت الفصل الذى وصلنى من روايتك “السماء والعمى” ولا أستطيع أن أعقب عليه، دون أن أقرأ سائر الرواية،

 كما وصلنى نقد بهاء جاهين لروايتك فؤاد فؤاد، واستقبلته ابداعا رائعا فى ذاته، لم أكن أعرف بهاء ناقدا بهذه الحساسية، وإن كنت أحبه شاعرا جدا.

يبدو أن الأمر يحتاج إلى اكتشاف كنوز مصرية أخرى وأخرى تطمئنى علينا أكثر فأكثر،

 كنت قد افتقدت من يغوص فى ريفنا هكذا بعد عبد الحكيم قاسم وخيرى شلبى، ولكن يبدو يا محمد أنك فعلتها وتفعلها.

شكرا

أ. إلهامى الميرغنى

أنا من تلاميذك فى العلم ورغم إنى اقتصادى، لكن كتاباتك ومقالاتك فى تشريح الواقع الاجتماعى واسلوبك المتميز يبهرنى، رغم أننى باحث اقتصادى بالأساس إلا أنى تجرأت واعددت دراسة عن ماذا حدث لمصر والمصريين، واستفدت خلالها من اسهامات سيادتكم فى هذا المجال

اتمنى ان يتاح لسيادتكم الوقت للاطلاع على هذه الدراسة وموافاتى بملاحظاتكم التى اعتبرها شرف لى، ودعم يساعدنى على المزيد من التجويد، مع خالص تمنياتى لسيادتكم بدوام الصحة والسعادة

د. يحيى:

وصلتنى الدراسة، وأشكرك على جهدك المنظم المفيد، سوف أدرسها متأنيا حتما.

اصبحت أتحفظ فى مواجهة هذا العنوان – ماذا حدث للمصريين!! –  برغم فضل د. جلال أمين فى صكه،

لا أحد يعرف ماذا حدث للمصريين هكذا بهذا التعميم مهما أورد من أرقام.

 أرجو أن تراجع ما كتبناه تحت هذا العنوان – نقدا ورفضا – فى نشراتنا الباكرة:

 نشرة (“بعض” وصف “بعض” مصر!!! 2007)، ونشرة (بعض وصف “بعض”  مصر!!! 2007 (2)، ونشرة (من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن)، ونشرة (من ملف القيم والأخلاق: بحث علمى شعبى!!).

  قلبت فى أوراقك التى أرسلتها ووجدتها جادة، وبها أرقام وإحصاءات هامة جدا، لكنها لم تنجح أن تتغلب على تحفظى ضد العنوان.

 من أكثر من عامين طلب منى الأستاذ سيف سلماوى المسئول عن النشر فى “الشروق” أن اكتب فى نفس الموضوع تحت نفس العنوان “ماذا حدث للمصريين” فشكرته واعتذرت، ثم عدت مؤخرا اكتب فى نفس الموضوع – ربما له أيضا –  ولكن تحت عنوان أكثر تواضعا هو “بعض وصف بعض مصر” “هنا والآن”

 ما رأيك؟

ثم إنى رحت أتصفح كتاب الصديق الكريم أ.د. أحمد عكاشة الذى صدر حديثا عن نفس الدار (الشروق)، فى نفس الموضوع بعنوان “تشريح الشخصية المصرية”، وإذا ثُلثٌىْ الكتاب ليس له علاقة بالشخصية المصرية أصلا، أعرف أنه من الجائز تسمية الكتاب باسم فصل واحد منه، لكننى وجدت ذلك غير مناسب من ناحية الناشر وليس من ناحية المؤلف بالضرورة.

شكرا

ولنا عودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *