“نشرة” الإنسان والتطور
8 – 2 – 2008
العدد: 161
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
تراكَمَ البريد، ولَمَ يتراكَمْ.
عدد الذين أرسلوا تعليقات تلقائية – دون ضغط – مازال لا يتجاوز عدد أصابع اليد (أحيانا اليدين) أكثر من نصفهم – عادة- من الأصدقاء القدامى، أصحاب الفضل: د. أسامة عرفة، أ. رامى عادل، د.محمد أحمد الرخاوى، د. كريم …. (بعد انقطاع)، اُفتقدُ الابنة التى افتتحت الحوار .. أسماء نبيل، ربنا ينجحها، والصديق محمد كامل، وفقه الله، وصلنى من خلال غيابهما أن ثَمَّ حذر من أن يصلهما أكثر من المسموح، دينيا بالذات، (لعلى مخطئ).
سقف المسموح يوضع لنا لاحقا بعد أن نولد، لا نحن نعرف من الذى وضعه تحديدا، ولا نحن نستطيع – عادة- أن نرتفع به ولو قليلا، ولا نحن نقدر أن نخترقه بسهولة، ولا نحن نريد ذلك دائما، كلٌّ يتلقى ماتيسَّرَ من ثقب الرؤية، وهو يتحرك تحت سقف الخوف، يحتمى به، ويرفضه، ويثبتّه طول الوقت،
أرضى بأية حركة منى أو منهم مهما ضؤلت، وأحاول أن أضبط الجرعة، وأن أعدد أطباق المعرفة وأدوات التحريك على مائدة النشرة، حتى يلتقط وعى الزائرين ما يستطيع هضمه الآن أو فيما بعد، أو فيما بعد جدا، أو فى الأجيال القادمة،
إلى كل حسب تحمّله، ومن كل حسب حركته.
وفيما يلى ما لم يتراكم، فهو التعقيبات التلقائية:
(أما ما تراكم فهو التعقيبات القهرية التى فرضُتها على المتدربين، والتى شغلت بريد الأسبوع الماضى من استجابات المتدربين فى قصر العينى وقد جنّبتَّها مرحليا حتى أرى فيما رأيا).
د. أميمة رفعت: 24-1-2008 (الأحياء والأموات)
(1) وماذا عن الموت\” فى\” مرضى الفصام، و لا اقول\” عند\” مرضى الفصام؟؟ أى عندما يشعر المريض بالموت فى داخله ،ويترجم عنده بطرق عدة ، مثلا: مريضة تشعر ان ذراعها ميت، وعند سؤالها و لكنك تحركينه؟ \” أيوة بس هو ميت\” و أحيانا تجيب بترتيب عجيب \” هو إتشل و بعدين مات وبعدين عفن\”
(2) …. مريضة أخرى فقدت الحدود بين ذاتها و بين الأشياء و الأشخاص حولها ففى\”جوفها\” المكتب، و الحكيمة، و زميلتها فى الغرفة…إلخ و…جثث أقاربها، وجثث المشاهير القدامى من ممثلين وغيرهم ،بل أن بعض هذه الجثث تفرض نفسها عليها كل ليلة لتتمدد بجانبها بالفراش و أحيانا تخاطبها….
(3) لماذا يتكرر موضوع theme الموت دائما عند مريض الفصام؟ ولماذا لايشعر ناحيته بشىء ،لا حزن ولا خوف ولا تمرد…لا شىء. المريضة فى المثال الأخير كانت فى إستسلام تام لمضايقات الموتى، و لم تبد أية مشاعر إلا قرب \”شفائها\”…خوف أولا ثم إمتعاض ثم ثورة عليهم….
(4) هل يشعر مريض الفصام بجموده فى حين لا يشعر كثيرون ممن \”ليسوا مرضى\” بجمودهم و توقف تطورهم فى الحياة؟ كيف؟ بعيدا عن تسمية الأعراضsymptomatology ، لا أفهم تماما أين يكمن الموت فى الأحياء.
د. يحيى:
بعد أن رقّمت ملاحظاتِك وتساؤلاتك هكذا، لأردّ عليها واحدة واحدة فضلت أن أؤجلها إلى يوم الأحد، ذلك أن تطور فكرى فى مسألة الموت لم يتوقف أبدا، وقد تغير بشكل نوعىّ وتصنيفىّ من خلال الفصاميين خاصة (كما ذكرتِ)، ومن خلال محاولاتى النقدية أيضا، ولذلك فقد رأيت أن أفرد للرد عليك نشرة يوم الأحد بأكملها بعيدا عن الحوار، أسوة بما فعلنا مع تعقيبات الابن د.جمال تركى،
ولو تكرر مثل ذلك فيما يصلنى من بريد فربما خصصنا يوم الأحد لمثل ذلك، فإلى اللقاء بعد غد.
أ. إسلام ابو بكر: 26-2008 (احب المؤرخين ولا اثق فى التاريخ)
ادهشني معنى “احب المؤرخين ولا أثق في التاريخ” .. احسست بتناقض تام فى نصفى الجملة، المعنى الاول، والثانى، وتضاد تام، فاحببت أن اسأل عن وجهة النظر التي لا تجعل حضرتك لا تثق في التاريخ
د. يحيى:
وَرَدَ لى يا إسلام من كثيرين غيرك مثلما قلت، يحتجون على موقفى من التاريخ، وأنا مازلت مصمما عليه، ولا أرى فيه أى تقليل من دور المؤرخين أو عدم احترام جهدهم الرائع، أما حبى لهم فهو يصبح منطقيا جدا لهذا السبب أكثر من غيره، وإليك تفسير ذلك:
حين تعرف يا إسلام حجم الجهد الهائل الذى يبذله المؤرخون الأمناء ليجعلوا من تناثر المعلومات شيئا موضوعيا بأى درجة لابد وأن تحترمهم وتحبهم فعلاً، إنهم يتسلمون العهدة متناثرة مشوشة يفرزونها بوعى فائق، يحاولون التمييز بين أغطية الصفائح، واللؤلؤ المكنون، بين ما يدبجه كل من المغرضين، والأمناء، بين ادعاءات المجرمين وصرخات الضحايا، بين خبث المزيفين وجهاد الشرفاء، يفكون شفرات مادبج على صفحات الورق أو المعابد، ثم ينصتون بوعى فائق إلى ما وصلنا شفاهة من شائعات، بعد مئات السنين، وصل بحسن نية، أو بتقديس، أو بتفكير آمل، بالإضافة إلى جهدهم لتنقية ألعاب الرؤساء والملوك والحكام لتشويه تواريخ من سبقوهم. حين يتناول المؤرخون هذه الأكوام من الآثار والنفايات والجواهر والإشارات ثم يحاولون بالأمانة الممكنة، أن يصنعوا منها حقائق محتملة، يصبحون أقرب إلى الأنبياء، فكيف بالله عليك لا نحبهم يا أخى،
لكن من حقى بعد كل ذلك أن أنظر فيما جمعوه ناقدا أو رافضا، وأظل متمسكا بحقى فى الشك فى هذه الحقائق الناقصة حتما التى نصر أن نبنى عليها هى هى أحلامنا أو أوهامنا أو مخاوفنا أو معارفنا أو مستقبلنا!!
د. أسامة عرفة (الشعور بالذنب 3) 24-1-2008
في المأثور الاسلامي ما معناه:
ان لم تخطئوا لذهب الله بكم و أتى بقوم يخطئون فيستغفرون فيغفر الله لهم وكأن الحركة بين المحاولة و الخطأ و التصحيح هي من رواسخ أصول الفطرة البشرية في جدليتها الكونية الرائعة والتى بدونها لا معنى لاستمرار حياة البشر
د. يحيى:
أظن يا أسامة أن مولانا النفرى علمنا عدم التوقف عند مسألة التوبة، مع كل احترامنا لضرورتها وجدواها، وربما هذا بعض ما تناولتُه فى استلهامى له فى النشرة الخاصة بذلك (يومية 28-1-2008 “النفرى..، والشعور بالذنب).
دعاء رياض: (الشعور بالذنب 2) 28-1-2008
I didnt really understand the article..so much poetry in i t.
د. يحيى:
آسف يا دعاء، ليس عندى وقت، ولن أعمل مترجما لديك، ولا أحد يساعدنى فى ذلك، قبلت اعتراضك على نسبة حجم الشعر الذى أشعر أحيانا أنى أقحمه فعلا على أى الموضوع،
سوف أثبت بعد ذلك ما كتبتِ بالانجليزية، مع اعتذارى عن الرد احتراما للغتى، ولقرائى، ولك.
دعاء رياض: (الشعور بالذنب 1) 27-1-2008
I think guilt sensation is a killing sensation ..for me to feel i am guilty towards someone makes me feel so bad..i might do anthing for this person just to make him forgive me ..my friends always think of me as oversensetive… but i think if everyone just took a moment before doing something to hurt someone he wouldnt do it , regrets are much worse than the sense of glory of the revenge…
د. يحيى:
نشرت كل هذا لأغيظك،
ولن أرد عليك مع أن به ما يستأهل الرد
واعتذر للقراء عن عدم الرد
دعاء رياض: (اللعبة)
(The game is)
My favourite part
باحاول أراجع حياتى بصحيح يمكن لسه قدامى فرصة رغم سنى علشان أعمل حاجة تاني
Very nice article and very nice game..it goes deeeeep into the soul…it really made me reconsider my mistakes..
د. يحيى:
طيب، ها أنت تكتبين بالعربية، فما الحكاية إذن؟
أنا أيضا – رغم سنى (75 سنة)، “لسه قدامى فرصة”!
(أنا لا أمزح).
أ. ياسمين (الشعور بالذنب) 30-1-2008
عندى اقتراحات و هى:
لو ضميرنا شلّـنا قالْ إيهْ غِلِطْنَا…
لو شِلْنَا \”إيه\” و حطينا \”ليه\” ؟؟؟ أو شلنا إيه خالص
د. يحيى:
بأى حق تلعبين فى الشعر هكذا يا ياسمين بهذه البساطة؟ أنا لا أوافق طبعا، ليس فقط لاعتبارات كسر الوزن، ولكننى لا أتوقف كثيرا – كما تعلمين- عند “ليه”، بل أنطلق من “إيه”،
عدّلى لنفسك ما تشائين، أو اكتبى ما تريدين، لكننى أنصحك أن هذه الطريقة قد تحرمك من بذل الجهد لتستقبلى ما كتب بما هو، وليس بما تفضلين.
وهكذا تفهمين لماذا لن أثبت بقية اقتراحاتك التى تفسد ما أردت من كتابتى هذه الأراجيز للصغار.
بما فى ذلك اقتراحات: الغلط وارد ما دمنا موجودين، بدلا من مادمنا صغيرين لأن الغلط وارد للكبار، فكيف لم تلاحظى أنها أصلا للصغار، وأنه يوجد شطر يقول: “ما الكبار برضو بيغلطو زينا”
شكرا يا ياسمين، كنت قاسيا عليك، لكننى فى حقيقة الأمر، كنت خائفا عليك.
مى حلمى : بريد الجمعة
حضرتك تعلم يا دكتور يحيى التزامى بقراءة هذة اليومية منذ البداية (دون فرض) وأن اعتراضى لم يكن عن كسل ولكن عن فكرة الإلزام…
مازال لى تعليق على الكلمة التى صدّرت بها حكمة المجانين “مثل البرق بين الغيوم السوداء ..” حتى “…سوف تشرق فى وعيك بعد حين” فهى حسب فهمى لها تصلح للأدب وللعلم أيضا.
د. يحيى:
فى نفس كتاب حكمة المجانين حكمة رقم (750) تقول: “لن يتطور إنسان باختياره، ولن يكمل الطريق إلا باختياره” وهذا ما أردت توصيله لكم بهذا الذى اسميتـِه فرضا، ولعلك اطمأئنت حين تراجعت عن ما بدا إلزاما بعد أسبوع واحد، تراجعت عن ما تصورته يا مى “فرضا”
المهم أتصور أن كلمة الكتاب هذه تصلح للعلم أيضا، ولكن أى علم؟ وأى طريقة تعليم؟
اللهم إنى أعوذ بك:
من شركات الدواء
ومن شراء العلماء
ومن غسيل مخ الأطباء،
ومن قتل الأبرياء
تحت “عنوان العلم” أحيانا.
د. محمد أحمد الرخاوى (الشعور بالذنب) 27-1-2008
إذا خرجت من الإفلاك أو من مدارات الرحمن لا يكون للوجود أى معني فهو موات، و هو عدم، وهو وجود أضل من الانعام….. الخ
إذن ماذا؟؟ الشعور بالذنب هو مرادف للحزن الشريف وهو الحافز للوعى بحتمية عدم الخروج من التواجد الأبدى من الله واليه طول الوقت، حتى ترضى عنه برضاه عنك، ثم تطمئن وانت تدخل فى عباده، وهو ما يُرمز اليه بالجنة فالوجود الابدى.
د. يحيى:
يا محمد يا إبنى، عرفت من تعليق سابق لك، لم أنشره فى هذا الحوار الآن، أنك كنت فى زيارة مصر منذ أيام أو أسابيع ، وأنك وصلت إلى المقطم حيث بيت عمك وعمله، وأنك لم تزرنى ، وكنت قد قابلتُ ابنتى، زوجتك، هى والجميلتان بنتاك (عند والدك ، أخى) أنا أذكر هنا هذه الأحداث الشخصية قاصدا لأننى تصورت أنك خشيت أن تلقانى فى المقطم حتى لا أضربك كما أفعل هنا، ولكن هذه المرة باليد ثم هاك علقتى الجديدة: إن ما جاء فى تعقيبك الذى لم أنشره من هجاء وقبح لشوارعنا المقلوبة Upside Down ثم مديح للجونة التى هى للخواجات، والأغنياء منا، وصلنى كالعادة أنه شئ قبيح، أنت تعلم أننى أرفضه فيك ومنك طول الوقت، رفضته منك وأنت هنا، ورفضته أكثر حين سافرت، ورحتَ تسب بلدى وبلدك (ثم بلدهم وناسهم) ، يا أخى، يا ابن أخى، مادمت قد هربت منّا ثم رفضت مَنْ هربت إليهم، فما معنى كل هذا؟
لا تتمحك فى القرآن وربنا، هذا الاستشهاد على العمال على البطال نوع من القهر الضمنى لو لاحظت، ليس لى طبعا، ولكن لمن يريد أن يتلقى بطريقة أخرى، وادع معى أن نتحمل مسئولية وجودنا هنا وهناك، المسألة أصعب من كل هذه الكلمات يا شيخ!
ثم يا ابن أخى أنت رايح على الرحمن مباشرة بالكلمات، وتزعم أنك تدخل فى عباده، عباده يا محمد هم الخواجات أيضا عندك، وهم الغلابة عندنا، (وأيضا المرفهين أمثالى)
ثم هل أنت مستعد أن تتحمل مسئولية قولك “… وهو ما يرمز إليه بالجنة فالوجود الأبدى”،
إعمل معروف يا محمد، واحدة واحدة، وهيا نتحمل مسئوليتها معاً هنا وهناك
د. محمد الرخاوى (النفرى..، والشعور بالذنب) 28-1-2008
… هو نوع الوجود يا عمي و نوع الوعي يا عمي و فتح المسام للتناغم مع الكون حتى وانت أشعث أغبر، وحب الله والناس وكل شئ.
تُعلم الناس كيف يوجدوا قبل ان يوجدوا أولا… كشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
د. يحيى:
الله يسامحك.
د. كريم شوقى: (مداخلات مضيئة، تتجاوز الحوار) 3-2-2008
كيف حالك, اعود من جديد بعد فترة من البيات الشتوي فرضها علىّ ما أسميته انت بالـ in and out programming و قد خبرت خبرة معينة في هذهالأيام ربما بلورتها يوما ما في شكل ما، وأسميتها فلسفة النقلات أو philosophy of transitions إذ يبدوا أن التطور المأمول في حياتنا لا يتحقق إلا من خلال نقلات معينة و مخيفة، تستلزم اتخاذ بعض القرارات الصعبة وهناك أيضا النقلات الصغيرة التي تجنبك الإحساس بغول الملل أثناء تنفيذك للنقلات الكبرى…يا ترى حد فاهم حاجة
د. يحيى:
لا يا شيخ؟!! أنت وحدك الفاهم!! أنا افتقدتك فعلا يا كريم،
أرجو أن ترجع إلى رسالة الدكتوراة لابنتى د. نهى صبرى فقد كانت عن النقلات بكل أنواعها: نقلات الأعراض والزملات ونمط الشخصية أثناء العلاج الجمعى، وأيضا يمكن أن ترجع إلى رسالة المرحومة د. نجاة النحراوى،(كلية الآداب) وقد أشرفت عليها أيضا، وفيها حالة استغرق منا رصد نقلاتها أكثر من مائتى صفحة ، ثم تطلق بعد ذلك ماتشاء من تسميات على نقلاتك
د. كريم شوقى:
هذه اليوميات!!! هذا الاستمرار يوميا!! إنى الآن اصدقك فى كل ما تقول أكثر من أى وقت، وأعلم تماما انك تعني أية كلمة تقولها…لا شئ يضاهى الـdiscipline فى روعته ومفعولة وأنت ابو الالتزام…اللهم لا حسد!!!
د. يحيى:
طيب، فكيف بالله عليك تركتنى ثلاث أسابيع لتتم فلسفتك النقلية، هل تعرف يا كريم أننا ننتقل ونتغيّر ونحن “نؤدى” أكثر مائة مرة من انتقالنا ونحن نتأمل، أما الكتابة فهى قد تفجركَ من ورائك دون أن تدرى، لكنها هى هى قد تغترب بها عن نفسك، وأنت وشطارتك.
د. كريم شوقى:
…اعانني الله عليك و أعانك علىّ ويجدر بي التوقف عن الكلام الان لأن كلامي يأكل فعلي أحيانا، والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
د. يحيى:
حلوة حكاية “كلامى يأكلُ فِعْلى” هذه، أما مسألة أعاننى الله عليك وأعانك علىّ، فهى قولة رامى عادة، هل تتابع مشاجراتنا الحميمة يا كريم، وهى التى يتحفظ ضدها الكثيرون ، ما رأيك؟ ها هو قد جاء مسرعا
أ. رامى عادل (احلام فترة النقاهة – الحلم 27 – 28) 24-1-2008
يا عم يحيى أرجوك شاركنى بقلمك حتى نثمل ونشرب نخب الكدح الشريف. لا اله الا الله
د. يحيى:
محمد رسول الله
“لا نفرق بين أحدٍ من رسله، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”
أ. رامى عادل (بريد الجمعة) 24-1-2008
….. اليوميه اللي بيقولوا إنهم مافهموهاش..يمكن عشان انت بتتكلم/بتخاطبنا بصيغه جديدة ويمكن ده فكّرني بأنك بتتعاد صياغة معرفتك في سنك هذه،وكمان فرحان إنك تنتمي لينا نحن مجموعة المواجهة، بعد ما افتقدت طول عمرك حقك من هذا الدفء/ التواصل.
د. يحيى:
.. بصراحة، يا رامى أنت الوحيد الذى “تقايس وتعرّينى”، حلوة حكاية “تتعاد صياغة معرفتك فى سنك!”، لكن “مجموعة المواجهة” هذه، أنا لا دخل لى بها، إعمل معروف.
أ. رامى عادل
دعني اسالك هو انت واحد مننا؟!… هل بتعتبر نفسك زيى وزى د. أحمد سلطان ود.الفار وغيرنا من العيانين والدكاترة، ولا انت لسه في برجك!!!
د. يحيى:
بالذمة يا رامى هل هذا سؤال تسأله أنت بالذات؟
أ. رامى عادل: (النفرى..، والشعور بالذنب) 28-1-2008
يعني النفرى وحضرتك محسسني إن الدنيا وردى وإن الشعور بالذنب ده وهم. انا معاك … بس ده إحساس عالي ومش سهل إن حد يوصله ولا حتى انت وانا (مع اننا مِعَدّيين…). آه الواحد من كتر ما بيقرب لربنا بيحس ان من حقه يقتل ويشرب ويزني وان ربنا هيغفرله.
د. يحيى:
ياعم رامى بطّل، ليس هكذا (مش قوى كده!) لا النفرى ولا أنا قلنا إن الشعور بالذنب وهم، كل ما فى الأمر، ولن أملّ من التكرار، هو إن التوقف عنده، أو الاكتفاء بترديده، أو عدم التغير من خلاله، هو ذنب أكبر، وإعاقة ألعن، وهو كذب على انفسنا،
أما حكاية “معدّيين” (أنا وأنت) فهى واسعة حبتين، معدّين ماذا يا عم ، خلّها فى سرّك!
أ. رامى عادل: الشعور بالذنب (4) 29-1-2008
والنبي يا عم يحيي إبقي اسال صحابك/ صحابي هم ايه اللي مزعلهم مني، اكيد هم مش بس مش مصدقنى، هما ممكن يكونوا بيقولو عليا باخرف وعامل فاهم. عم يحيي قولهم مايزعلوش، وأنا مقصر ناحيتهم والله، وكمان مش باشاركهم حوارهم يوم الجمعة، أنا مقصر. سامحني يا عم يحيي العزيز.
د. يحيى:
على الله يوصل لهم صدقك واعتذارك من غير شعورك بالذنب.
أ. رامى عادل: عن التواصل والحب 2-2-2008
التواصل والقتل. علاقه غريبه بينهم امبارح شفت فيلم عن قاتل “فرانكشتين”. ووجدتني ولمحتك. انت ايضا قاتل لانك لا تختلف عن بقية الانسانيه. ربنا خلقنا كده. اكيد من حقنا نغضب. نقتل… نسفك الدم، وندبح وننتقم. اكيد في حد لازم يتقتل.
د. يحيى:
كدتَ تخيفنى يارامى، مع أننى أتصور أنك أبعد ما تكون عن قتل ذبابة، أى والله، ولكن دعنا نوصل هذه الرسالة:
إن الاعتراف بالقتل نزوعا عاديا فطريا حيويا هو الذى يمنعنا أن نكون قَتَلهْ، أما الذين يتكلمون عن السلام ، والمحبة، ومحاور الخير، وحقوق الذى منه، فهم السفاحون القتلة واقعا وتفعيلا، أنا لا أحب فرانكشتين .
أ. رامى عادل:
فرانكشتين قال كلام عن الطيبة (إنه مش شرير) وانا صدقته، كان محتاج واحدة تحبه.وتتواصل معاه. وقال ان جواه غضب لا يصدقه أحد وحب كذلك. واذا لم يُرضى احدهما فسيطلق العنان للاخر، هو قال كده هو رغم انه قاتل ويستاهل انه يموت برأى الناس اللي مش واصلهم إنسانيته.
د. يحيى:
لا تعليق
أ. رامى عادل: تعليقات د. جمال تركى 3-2-2008
الشعور بالذنب (الندم)هو ايضا وخز للضمير وشعور بالهوان. إراقه للكرامه وسفك للحب.
د. يحيى:
ليس هكذا تماما،
حين ننتهى من هذه الحلقات قد يصلك أن الشعور بالذنب هو حافز طبيعى رائع، لكن الخوف كل الخوف هو أن تتوقف عنده، لا أن ننطلق منه، تماما مثل القتل داخلنا فهو طبيعة حيوية جاهزة، لكن الانطلاق منها إلى ما يحتويها ، ولا ينكرها، ولايمسخها، هو الذى يجعلها إبداعا، هذا ما ذكرته بالتفصيل فى أطروحتى عن “العدوان والإبداع“(1)
****
ملحق بريد الجمعة
قراءة فى الاستجابة للعبة الشعور بالذنب:
تجربة جديدة نخوضها اليوم فضلت أن أجعلها ملحقا للحوار،
سوف أقدم فى هذا الملحق نص ما وصلنى من المشاركين الستة الذين استجابوا فلعبوا لعبة الشعور بالذنب،
كدت أعدل تماما عن أى تعليق على استجاباتهم، لكننى تراجعت، فنحن مازلنا –بزعم أنه ملحق – فى باب بريد / حوار الجمعة،
وحين كتبت بعض التعليقات المحتملة خفت أن تُعتبر نوعا من التحليل النفسى لشخصية المستجيب، وهذا هو أبعد الاحتمالات عن محاولتى، أرفض ذلك تماما فى أى موقع لأى أحد، هذا عيب!!
هى مجرد اجتهاد لقراءة “ناقدة” مثل أى نص أقوم بنقده لا أكثر ولا أقل،
لذلك حرصت على أن أبدأ كل تعليق بـ “الظاهر” أو “يبدو لى…الخ”، لأؤكد أنها محاولة للتعرف وليست حكما نهائيا ولا تحليلا أصلا، هى محاولة اقتراب متواضعة تحتمل الخطأ أكثر من الصواب.
فيما يلى استجابات الستة المشاركين والمشاركات،
وللأسف فإن خمسة منهم هم من أبنائى وبناتى، وهم من أصغر الأطباء المقيمين (نواب) فى قصر العينى، ولا أظن أن شبهة تأثرهم بما يصلهم من تدريسى يمكن أن تشوه الاستجابات، وإن حدث ذلك فلابد أن يؤخذ هذا فى الاعتبار،
اكتشفت من خلال هذه الاستجابات أن الاستجابة كتابةً، وانفراداً (بين الواحد ونفسه) قد تغطى جانبا مختلفا عن الاستجابة فى مجموعة، سواء من الأسوياء، كما كان الحال فى برنامج “سر اللعبة” فى القناة الثقافية (يومية 3-10-2007 يا خبر!! .. دانا لو سبت نفسى، يمكن …) أو من المرضى (يومية 2-10-2007 “يا خبر أسود، دانا لو اتجننت يمكن …”)
***
د. ياسمين (سر اللعبة لعبة الذنب) 30-1-2008
اللعبة الاولى (1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع إنهم … يستاهلوا
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية، انا لازم…أسامح نفسى
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى، الحكاية إنى…كان لازم أعمل كده
اللعبة الرابعة (4):
يتهيألى إن كتر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى … أموت ضميرى…
اللعبة الخامسة (5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطلنى، والأصول إنى…أقبله
اللعبة السادسة (6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن….ده كان لازم يحصل
اللعبة السابعة (7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا ….بحب ربنا
اللعبة الثامنة (8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى…. ضميرى حيريحنى؟
اللعبة التاسعة (9):
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى …..ما حسيتوش تانى
اللعبة العاشرة (10):
اللى عايز يصلح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلا….كان لازم أغلط تانى…
التعليق:
الظاهر يا ياسمين أنك فى عملية تصالح قوية مع نفسك، (2 ، 5، 7، 9) ويبدو أن حكاية الذنب هذه لاتشغلك كثيرا، وأنك قادرة على أن تسامحى نفسك، بوعى مناسب، وقبول طيب، وأن تسامحيهما أولا بأول (2 ، 5) ومن قوة هذا الموقف- كما وصلنى – يبدو أنه ليس عندك مانع أن تخطئى ثانية، الحساب لم يغلق، ويبدو أنك قادرة على ألا يخدعك مجرد الاعتراف بالذنب(2)، ولا صدق الشعور به (8) مالم تلحقى هذا أو ذاك بموقف ناقد (4) أو قابل للانطلاق (5) أو مقر للواقع (6) أو متعشم فى ربنا حبَّا (7) .
***
د. عدلى الشيخ: يومية “الشعور بالذنب (3)” 29-1-2008
اللعبة الاولى (1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع انهم ولاد كلب مايستهلوش
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية ، انا لازم أعمل حاجة زيادة
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى ، الحكاية إنى مش مفهوم أغلب الوقت
اللعبة الرابعة(4):
يتهيألى إن كُتْر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى بايخ
اللعبة الخامسة(5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطّلنى والأصول إنى أتحرك
اللعبة السادسة(6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن أنا مضطر
اللعبة السابعة(7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا دايماً مذنب
اللعبة الثامنة(8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى خلاص .. اللى انكسر اتصلح
اللعبة التاسعة(9):
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى إرتحت
اللعبة العاشرة(10):
إللى عايز يصلّح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلاً ماعملتش حاجة .. هربت.
التعليق:
الظاهر يا عدلى إنك “جدع” (زيادة)، أو داخل شمال، واضح أنك لاتعتبر مجرد إيذاء الآخرين ذنبا أصلا، خاصة إذا كانوا “ولاد كلب مايستاهلوش” (1) كما وصلتنى حركتك النشطة “أعمل حاجة زيادة”(2) “أتحرك” (5)، حتى الهرب وصلنى على أنه حركة (10) له غايةُ تُكْمل الاقدام، (الكرّ والفرّ ضلعاَ الحركة)
لكن هذا كله لم يمنع أن تحافظ على حقك فى الشعور بالذنب يا أخى(7)
تصور يا عدلى أن بعض ما وصلنى من خطابات وتعليقات تصورت أننى أرفض الشعور بالذنب أصلاً، مع أن كل المسألة أننى اعتبره بداية، أنا أدافع عن حق كل منا أن يكون هذا الشعور محركا، كل ما أرفضه هو النعابةَ (الزنّ) والدوران حول الذات، وكأن الحكاية انتهت بالاعتذار أو الندم السمج
وصلنى أيضا ما تمارسه من تبرير، (انى مش مفهوم أغلب الوقت)(3)، وتبرئة نفسك جاهزة (يمكن أنا مضطر) (6)
بصيرتك أيضا – بما فى ذلك نقد الذات- كانت حادة بدرجة مناسبة (4، 7 ، 9 ، 10).
أخيراً “وضع اللوم” Putting the blame كان جاهزا أيضا (أنا) “مش مفهوم أنا مضطر(6) هم ولاد كلب”(1).
***
د.مى حلمى: يومية “الشعور بالذنب (3)” 29-1-2008
اللعبة الأولى(1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع انهم مايستهلوش
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية ، انا لازم أعمل حاجة زيادة
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى ، الحكاية إنى بأركز زيادة
اللعبة الرابعة(4):
يتهيألى إن كُتْر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى ألف حوالين نفسى
اللعبة الخامسة(5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطّلنى والأصول إنى اتخطاه
اللعبة السادسة(6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن الناس تغفر لى
اللعبة السابعة(7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا عندى احساس شديد بالذنب
اللعبة الثامنة(8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى الدنيا اتحلت
اللعبة التاسعة(9):
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى مبسوطة
اللعبة العاشرة(10):
إللى عايز يصلّح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلاً حايفضل عندى أمل
التعليق:
الظاهر يا مى أن مأزقك الحالى صعب، ففى حين أنهم ما يستهلوش الاعتذار إلا أنك جئت على نفسك(1) وكانت البصيرة حادة طول الوقت تقريبا (2 ، 3 ، 4 ، 8 ، 10) والحفز للعمل موجود جاهز، لكن يبدو أنه ليس كافيا(2) أو لعله معاقٌ بعقلنٍة ما (3)
كمْ بدا لى أن “الناس” يمثلون عندك قيمة ، أكثر من الأفراد، وهم أقرب إلى ربنا، هم الطريق إليه، فطلبك غفران الناس (6) بدا لى أسهل من ثقتك بنتيجة استغفارك (7) كل ذلك لم يمنع احتفاظك بالأمل جاهزاً للحركة طول الوقت (2 ، 10)
وأخيرا، فمقياسك الذى وضعتيه لتجاوز هذا المأزق، وهو الفرحة (كان زمانى مبسوطة) (9) هو مقياس جيد
***
د. نرمين عبد العزيز (سر اللعبة لعبة الذنب) 30-1-2008
اللعبة الاولى(1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع إنهم ممكن يكونوا يستاهلوا الاعتذار ده
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية، انا لازم أعمل للى غلطت فى حقهم حاجة ترضيهم
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى، الحكاية إنى موش بأحب أجرح حد
اللعبة الرابعة(4):
يتهيألى إن كتر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى أرتاح فأذنب أكثر وأكثر
اللعبة الخامسة(5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطلنى، والأصول أنى أطبطب على نفسى شوية واسامحها
اللعبة السادسة(6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن إحساسى بالمسئولية تجاه الآخرين هو السبب
اللعبة السابعة(7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا بارتاح لما أعمل كده
اللعبة الثامنة(8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى كده أنا كويس وأمور
اللعبة التاسعة(9):
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى ولى من أولياء أو نبى
اللعبة العاشرة(10):
اللى عايز يصلح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلا بأحاول أعمل حاجة تنفع وتسعد كل اللى باحس ناحيته بالذنب.
التعليق:
يبدو يا نرمين أنك عاملة حساب للآخرين زيادة عن اللزوم، فمن البداية(1) وجدتُ أنك قلبت “يمكن يكونوا” إلى عشان (كما وصلتنى)، لو تقرئينها ستستغربين، بدلا من أنهم ممكن يكونوا يستاهلوا الاعتذار ده، وصلتنى عشان هم يستاهلوا الاعتذار ده،
وهكذا بدا لى أن هذا هو شعورك الحقيقى، بدا لى أنك “تجيئين” على نفسك حبتين ، (1، 2، 3) لحساب الناس عموما، وخصوصا لحساب من تصورت أنك أذنبت فى حقهم،
الحفاظ على صورتك بدا لى أيضا مهما جدا، وأنت تحاولين مواصلة الإرضاء (حتى الرشوة للقبول) (1 ، 2 ، 3 ، 8، 10) ، أما التكفير عن “عملتك” أو ما تتصورين أنها “عملتك” كذلك فهو جاهز أيضا (2، 10)
***
رامى عادل: يومية “الشعور بالذنب (3)” 29-1-2008
اللعبة الأولى(1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع إنهم ولاد كلب
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية ، انا لازم اكرره
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى ، الحكاية إنى متهم
اللعبة الرابعة(4):
يتهيألى إن كُتْر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى “خَـ ..”، وابن “مِـ..”
اللعبة الخامسة(5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطّلنى والأصول إنى مافهموش
اللعبة السادسة(6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن ربنا يتوب عليا
اللعبة السابعة(7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا متخلف
اللعبة الثامنة(8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى أنا واد فتك أوى
اللعبة التاسعة(9)
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى تبت
اللعبة العاشرة(10):
إللى عايز يصلّح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلا بكرره وكان الله عفوا غفورا.
التعليق:
اسمع يا رامى، أنت تعرف أننى احترم كل ما تقوله، وآخذه مأخذ الجد، وأتعلم منه، وأحذف من كلامك أكثر من غيرك طبعا، لكن ما يتبقى منه يظل يزعجنى أيضا وأنا أتحمل بسببه وسببك ما تعرف،
المهم أنت أكثر واحد لعبت اللعبة بسرعة وتلقائية، وواضح أنك حين تستعمل “الألفاظ إياها” تحملنى مسئولية شطبها أو اختصارها، هذه الألفاظ يا رامى لاتزعجنى شخصيا، ولا أعتبرها خدشا للحياء العام، ولا الحياء الخاص، ومع ذلك فقد أثبتّها هنا بالحروف الأولى حتى لا نفتح على أنفسنا فتحة لا نعرف كيف نسدها، أما استجاباتك التلقائية، فلم أستطع أن أوصَل ما يصلنى عبرها طوال أكثر من خمسة أشهر فسامحنى
عن هذه الاستجابة المحددة التى أطلقَتْها اللعبة، فلتعذرنى وليعذرنى القراء، فقد اجتهدت هكذا:
الظاهر أن إصرارك على تكرار الذنب (2 ، 10) هو مفتاح موقفك هنا: ومع ذلك فقد وصلنى أن هذا الإعلان لا يدفعك إلى تكراره فعلاً، فالذى يكرر الذنب بنفس الغباء والقسوة لا يعلن ذلك هكذا بهذه البساطة والوضوح ، مجرد أنك منتبه إلى حتم التغيير بعد الذنب، جعلك تلتزم بالعدْل وأنت تسب من أذنبت فى حقهم (1) لكنك عدت تسب نفسك بألفاظ ألعن (4) واحدة بواحدة.
شعورك الغامض بأنك متهم بغير تهمة (3 ، 7) هو من أعمق ما يشير إلى طبيعة هذه العقلية الوجودية، بداية واعية لمصدر الشعور بالذنب (التأثيم) تذكرنى “بالمحاكمة” وقصيدة صلاح جاهين (2). وبعض ما أوردت فى كتابى السيكوباثولوجى وديوانى “سر اللعبة” مما سيأتى ذكره فى يوميات لاحقه،
رغبتك فى عدم الفهم واعترافك بهذا الاحتمال (5 ، 7) وصلتنى اعلانا بفهم مسئول بشكل ما، لكنها أيضا ليست كافية (لك على الأقل) لتدفعك إلى نقلة كبيرة
أما ثقتك بالله وغفرانه وقبوله لك فهى جاهزة هنا وهناك باستمرار (6، 9، 10)
***
د. مى محمد عبد السميع: يومية “الشعور بالذنب (3)” 29-1-2008
اللعبة الأولى(1):
انا نفسى أروح اعتذر لكل اللى أذيتهم مع أنهم أذونى
اللعبة الثانية(2):
الاعتراف بالذنب مش كفاية ، انا لازم أعمل حاجة
اللعبة الثالثة(3):
أنا مش مذنب للدرجة دى ، الحكاية إنى مش عارفة ده حصل إزاى
اللعبة الرابعة(4):
يتهيألى إن كُتْر الكلام عن الذنب من غير ما اتغير يمكن يخلينى مافهمش
اللعبة الخامسة(5):
الظاهر الشعور بالذنب ده بيعطّلنى والأصول إنى أفوّت شوية
اللعبة السادسة(6):
حتى لو أنا مذنب زى ما أنا فاكر، مش يمكن مش لوحدى
اللعبة السابعة(7):
أنا باستغفر ربنا كتير بس مش عارف على إيه بالظبط، أصل أنا أكيد غلطت كتير
اللعبة الثامنة(8):
قال يعنى لما أقول أنا مذنب يبقى بقى كل ذنوبى اتغفرت
اللعبة التاسعة(9):
ماهو لو الشعور بالذنب كان نفعنى كان زمانى إتعلّمت
اللعبة العاشرة(10):
إللى عايز يصلّح الذنب اللى ارتكبه بصحيح لازم يعمل حاجة تانية، أنا مثلا ..
(مش عارفة أكملها)
التعليق:
الظاهر إنك أسهل يا مَىْ، عدم الفهم الذى اعترفتِ به بدا لى إيجابيا، (3، 4، 10) (مش عارفه أكملها). هذه البداية المتواضعة لم تصلنى على أنها حيرة التردد، وإنما باعتبارها نوعا من السماح باحتمالات ما يتولد بهدوء من هذا الغموض.
أيضا بدا إلى أن هناك نوعا من التوازن العادل (1، 2، 6)
أما البصيرة فوصلتنى مرتبطة بما سبق أن سمحت لنفسك به من عدم الفهم من جهة، وأن اتخذت هذا الموقف العادل من جهة آخرى.
أخيرا فقد وصلنى أن من السهل عليك أن تتصالحى مع نفسك (5) ائتناسا بآخرين (6) يشاركونك الطبيعة البشرية فيذنبون أو ربما يشاركونك الخروج من سلبية الشعور بالذنب
أما البصيرة فكانت هادئة فاعلة (7 ، 8، 9)
وأخيرا فالحفز إلى عملٍ ما بديلا عن التوقف عند “الزن”، كان حاضرا ومناسباً (2، 9) .
***