“نشرة” الإنسان والتطور
11-9-2009
السنة الثالثة
العدد: 742
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
بريد اليوم زاخر بالتعليق على رأى شيخنا “نجيب محفوظ”، فى أن مستقبلنا المعاصر ينطلق من الإسلام، أو بالإسلام، ويبدو أن ذلك يرجع لأهمية القضية وحساسيتها، كما يرجع للدهشة المطلقة التى تلقاها من لا يعرف هذا الرجل فيتوقع منه – بعد ما أصابه- أن يكون أول من يرفض هذه المقولة، الرجل لم يكن إلا ديمقراطيا صرفا ومتفائلاً عنيدا، وواثقا من ناسه، ومن التاريخ،
والجدل مستمر.
ملحوظة:
لبريد اليوم ملحق أيضا هو إبداع متميز للدكتور محمد داود مستلهما تصورات قالها له محفوظ على نموذج المواقف والمخاطبات لمولانا النفرى، وهى التى استلهم بعضها أحيانا أيام الاثنين فى سلسلة “حوار مع الله”.
****
بداية السنة الثالثة: وقفة قصيرة وتأملات سريعة
د. مدحت منصور
أولا كل عام وأنت بخير مرتين بمناسبتين عزيزتين فعلا، رمضان والسنة الثالثة للنشرة وإن شاء الله نأكل كلنا عيش وملح معا غدا ككل سنة أعادها الله علينا وعليك وعلى الجميع بخير،
أقترح أن ندع النشرة تتقافز حرة مبدعة شاطحة أحيانا وأخرى مكتشفة أو متعتعة والأرشيف موجود لمن أراد أن يستطلع القديم.
د. يحيى:
حاضر
****
نجيب محفوظ “بالله عليكم: هل رحل هذا الرجل..؟!! (1 من 2)
د. مدحت منصور
أركز أولا على إبداع التلقى وما يصنعه من حركية جدل تؤدى إلى تعتعة ونمو وتغيير مسار الفكر ثانيا اتضح لى أن المقصود بمحمد فى تعتعة الدستور هو الدكتور/ محمد يحيى فليقبل عذرى.
د. يحيى:
نعم هو
د. مدحت منصور
هل رحل الأستاذ الكبير؟ بل انتقل بالجسد وحضرتك أعلم منى بعمق الوجود؟
د. يحيى:
وهل يرحل أحد مثله؟
د. مدحت منصور
واضح أن أستاذنا الكبير نجيب محفوظ يعنى بالإسلام حسب ما فهمت الإسلام الديناميكى المتحرك المبدع وليس الإسلام الطقوسى الثابت المتسلط المستعلى.
د. يحيى:
لعله كذلك، مع الحذر من هذه الصفات التى لم نتفق على مضمونها مثل الإسلام الديناميكى المبدع، كما أنه لا يوجد، سلام مستعلى، وإنما يوجد مسلمون (بالميلاد) يستعملونه للاستعلاء …إلخ.
برجاء الرجوع إلى مقال مهم بهذا الشأن فى عدد سبتمبر من مجلة “وجهات نظر” بعنوان “الإسلام : إشكالية المصطلح”، دين، جغرافيا؟ أم هوية اجتماعية؟” من ص 17-27، بقلم جوزيف مسعد “وهو مقال شديد الأهمية يحتاج نقدا لا رفضا من البداية.
د. مدحت منصور
يبدو أن نجيب محفوظ يعنى هذا الإسلام الذى ارتضاه الله لعباده.
د. يحيى:
طبعاً.
د. مدحت منصور
دعنى اسأل عن مقولة لحضرتك أن الإبداع يحتوى الفصام فرجاء من حضرتك التوضيح كيف؟
د. يحيى:
أنا لا أذكر هذا التعبير تحديدا، “الإبداع يحتوى الفصام!!” أنا أتناول هذا الإشكال كثيرا ولكن ليس بالضرورة بهذه الألفاظ تحديدا، وأعتقد أن عليك أن ترجع إلى كتابى عن “حركية الوجود وتجليات الإبداع” ففيه رد كامل لا أستطيع أن أوجزه هنا الآن، وقد سبقت الإشارة إليه فى عديد من هذه اليوميات.
أ. على مصطفى أبو جبه
لا والله لم يرحل عنا هذا الكاتب الرائع الا بجسده فقط
د. يحيى:
نعم
وإن كنت أحيانا أشعر أنه لم يرحل حتى بجسده
د. محمد أحمد الرخاوى
فى رايى ان اهم ما يميز نجيب محفوظ وعبقريته فى نفس الوقت هو ايمانه المطلق بفلفسة الحياة وحتمية انتصار الوجود كما خلقه الله
ربى كما خلقتنى، ربى كما خلقتنى
ظل نجيب محفوظ اكثر المتفائلين بحتمية الحياة المبنية على قيم المطلق المرن!! طول الوقت
جّسدها نجيب محفوظ فى ملحمة الحرافيش ولم ييأييس ابدا
اعطاه الله العمر لانه كان من المؤمنين باللانهاية وعندما حان الانتقال من وجود الى وجود اختاره الله ليكمل الكدح اليه فى رحابه معه به واليه طول الوقت
د. يحيى:
بل كان يؤمن بأنه لا مفر من النهاية التى هى البداية، وفرق بين اللانهاية والخلود، هنا ودائما ذلك الخلود الذى كشفه وعرّاه على أنه سكون آسنٌ قبيح، وذلك فى الحرافيش، وقد ناقشت ذلك تفصيلا فى نقدى لهذه الملحمة.
د. محمد أحمد الرخاوى
اذن ماذا؟
اذا كان نجيب محفوظ يعلمنا شيئا فهو انه لا يقين إلا يقين الحياة نفسها بكل مترادفاتها طول الوقت
وانه من يياس فهو يخسر نفسه قبل اى شئ
وانه “اما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض”
وانه “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام”
وان الموت لا يجهز على الحياة وإلا أجهز على نفسه!!!!!!!
د. يحيى:
هذا كله صحيح
وأصح منه أن نعيشه لا أن نكتفى بأن نردده
د. محمد أحمد الرخاوى
الم تقل انت مرارا ان الشيوعية لم تمت رغم فشل الشيوعيون
نرجع تانى للآية “أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض”
الظاهر ان المشكلة دايما هى فى الناس
الفجوة بين أى نظرية مثل الشيوعية مثلا وبين تطبيقها هو حاصل ضرب الاستعجال والطمع والانانية ثم الغباء وقصر النظر
د. يحيى:
ليس هذا فقط
د. محمد أحمد الرخاوى
اما عن الاسلام وهو مقدس فهو دين وليس نظرية.
الاسلام هو ان تؤمن بان لا اله الا الله وانه ليس كمثله شئ ثم تقيم العدل فى نفسك قبل الناس
“ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين”
اليهودية والنصارنية هما الاسلام قبل تشويههم
الاسلام هو ان تؤمن ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
تجربتنى فى الغرب علمتنى ان البديل للإسلام هو العدم نفسه بلا زيادة ولا نقصان
د. يحيى:
إن الدين عند الله الإسلام، وليس “إن الإسلام عند الله هو الدين الأوحد”
فاحذر أن تستعمل كملة بحسن نية فتذهب إلى غير ما تريد.
وأرجو أن ترجع إلى مقال وجهة نظر الذى أشرت إليه حالا فى ردى على د. مدحت منصور.
أ. أكرم سليمان
مع احترامى وإجلالى الشديد لكاتبى تلك السطور، أستاذنا الجليل دكتور يحيى وعمنا وعم الأدب العربى والعالمى العظيم نجيب محفوظ.. إلا أنى لم استطع منع نفسى من الرد والإختلاف. وسبب هذا القرار هو نفسه هذا الإكبار لصاحبى الرأي. فلو كان منسوبا لمن هم أقل شأنا ربما ما عنيت بالرد.
استوقفنى عبارة “ولو” ردا على ما جاء من رد “محمد” فى المقولة التالية: “إن أول شىء سوف يعملونه هم أنهم سيغيرون الدستور ليحولوا دون أى احتمال لزوالهم، لأنهم سيعتبرون زوالهم ليس زوال الأشخاص وإنما هو رفض الإسلام، إن المصيبة أن القانون الذى سيأتى بهم لن يبقى قائما ليزيلهم. أنا بصراحة لا أرى ان الأمر يحتمل تلك ال “ولو” فهؤلاء القوم غالبا ما ينجحون فى اقناع الناس ان ما يحكمونهم به هو نص مقدس..اى كلام الله عز وجل ولا سبيل للإختلاف معهه ولا معهم.
أما فى مسألة إعلان قائد روسيا إنهيار كيان إمبراطوريته..فأنا أقول ان هناك فرقان كبيران بين الحالتين..الحالة الروسية والحالة الإسلامية أو التأسلمية.
أولا: أنه تم الإعلان عن فشل التجربة الشيوعية بعد 75 عاما من القهر والبطش والاستبداد..فقد وقع ستالين بخط يده مليون قرار إعدام خلال فترة حكمه..وهذا غير من تم اعدامهم بدون قرارات مكتوبة ومن اعدمهم غيره من الزعماء
ثانيا: أن التجربة الشيوعية كانت مبنية بالكامل على فكر المفكرين من البشر مثل كارل ماركوس ولينين..، لم يكن هناك نص مقدس يعتقدون انه منزه عن الخطأ ولا يجوز حتى التفكير فى نقده أو تعديله.
لكل ما تقدم أنا أرى ان أى حزب سياسى دينى أو جماعة تستخدم الدين من أجل تنصيب أنفسها ممثلين لله فى الأرض يحكمون باسمه ويثيبون الناس ويعاقبونهم عقابا إلهيا لا استئناف فيه…هم الشر المطلق وهم النهاية الحتمية لأى أمل فى أىتطور.
د. يحيى:
شكرا جزيلا
فقط أرجوك أن تراجع التعتعة مرة أخرى، وسوف تجد فيها آراء كثيرة تنبه إلى ما نبه محمد إليه، وإلى ما نبهت أنت إليه حالا، لست أدرى لماذا ركزت على ما أثارك من كلام الاستاذ دون غيره، هذا حقك، كما أن رأيك هو أيضا منطقى وسليم، لكنه لا يمثل كل الحقيقة طول الوقت.
أ. أنس زاهد
هل تصدق يا دكتور أننى سألت نفسى عندما وصلت إلى الفقرة التى أخبرك فيها نجيب محفوظ عن موت أبناء أخته وأخيه: لماذا أحسست يا أنس أن هناك خللا ما فى هذه الجملة؟ لماذا أحسست بأن نجيب محفوظ كائن متفرد ليس له إخوة أو أخوات أو حتى أقارب؟
ثم ما لبثت أن قرأت أنك تحمل الانطباع نفسه. ربما وصلنى هذا الانطباعن طريق النص الذى كتبته أنت فحسبت أنه انطباعى أنا؟ لا أدرى..؟ لكن نجيب محفوظ كان من فرط انسانيته يحتوى على جانب غير إنساني. ربما أسمى من أن يكون بشريا. أما أدبه فهو ذاك الذى يتجاوز شروط الزمان. قل لى: أليس من السهل علينا أن نلحق أبطال روايات الطريق وحضرة المحترم والحرافيش وقلب الليل وغيرها، بأية حقبةتاريخية نريد؟ ألا يمكننا أن نلحقهم بأى مجتمع فى العالم دون أن نبذل أى مجهود يذكر؟
د. يحيى:
طبعا أصدق
يا لأمانة الحكى!!
وفكرة جيدة أن تقاس العالمية والكونية وخلود العمل بالصلاحية لكل زمان وناس،
أشكرك
أ. أنس زاهد
نجيب محفوظ ظل يطرح كل تساؤلات البشرالوجودية الأزلية عن الله والكون والإنسان.. هذا الرجل من الصعب أن يكون له أقرباء وحياة خاصة كسائر البشر. أنا لا أستطيع أن أتخيل نجيب محفوظ يفرح أو يحزن ربما لأنه أصبح بحد ذاته مصدراً للشعور لا اسيرا للمشاعر، أحس أننى عاجز عن كتابة المزيد، ربما لأننى لم أستطع أن أكتب من الأصل ما يتوازى مع صعوبة وخطورة المهمة التى تصديت لها. لكن ماذا أفعل وقد جبلت على حب المغامرة، وعلى حسن الظن بنفسي
ما أصعب أن تكتب عمن لا يستسلم أبدا لقانون الرحيل القسرى.
د. يحيى:
نعم هو لم يستسلم لقانون الرحيل القسرى، لكنه أبدا لم يتأله ولم يكن يقبل أن يؤلهه أحد يا شيخ، إن روعته أنه كان انسانا بسيطا كسائر البشر، مع أنه ليس كسائر البشر، فهو كسائر البشر
كيف لا تتقبل أنه يفرح ويحزن مثلنا وقد كانت ثروته، ومازالت، هى أن يفرح ويحزن، معنا نحن البشر.
د. مصطفى السعدنى
كلام جميل عن رجل عظيم الفكر، حر الإرادة،
وقد اعتدنا منه قول الحق بصورة لبقة ولو
كان مرا علقما، ورغم أننى أسمع رأيه هذا
عن المنهج الإسلامى كأسلوب لنهضة بلدنا
وأمتنا إلا أننى لا أستبعد هذا عن فكر
هذا الرجل المتعقل الواعى والناضج.
قى انتظار المزيد أستاذنا الفاضل عن مذكراتك مع هذا العملاق الراحل عنا بجسده فقط.
د. يحيى:
أهلا مصطفى، شكرا
ومع ذلك فأنا أتساءل ماذا لو كان نجيب بكل صفاته وإبداعاته التى تعرفها أو التى لا تعرفها قد قال كلاما فى الاتجاه الآخر؟
يارب يا مصطفى تتعلم منه بقية ما علّمنا!!
كل سنة وانت طيب.
أ. رامى عادل
اصدق روحى انه يملؤك الحزن والغربه وربما الاشتياق، ووصلنى درجه ليست هينه من الكآبه عبات صدرى، ولمعت بها عيناى، ربما لانك صادق وازعم انى اعرفك هكذا، مع كل ذلك لا اراك شاردا، هل راوك مثلى؟
د. يحيى:
لا أعرف عن من تتكلم يا رامى
ولا أعرف كيف ترانى حتى أرد عليك إن كانوا قد رأونى مثلك أم لا.
تصور يا رامى أن بعض الأصدقاء مازلوا بعد سنتين يحسبون أنك شخصية وهمية، واننى اخترعتك لأمرر على لسانك ما أريد. سبحان الله.
أ. عبير رجب
واضح جداً كلام حضرتك إنك كنت ملازم لهذا الرجل طوال الوقت، وظهر ده فى مدى إحساسك بيه وبالأفكار اللى بتدور فى ذهنه دون أن ينطق بها. ولكن لما إذ توقفت عن الكتابة عنه رغم كم الزخم من التفاصيل التى توجد لديك.
د. يحيى:
والله لا أعرف لماذا؟
أنا أشعر بالأسف الشديد كلما قرأت ما كتبته فى ثمانية أشهر من أثنى عشر سنة شرفت فيها بصحبته (تصحيح لما جاء باليومية) أنا أسف أننى لم أواصل يا عبير، أسف، ولعلى أستطيع أن أرد دينى له بصور أخرى.
أ. منى احمد فؤاد
الذى وصلنى على الرغم من عدم قراءتى لنجيب محفوظ الكثير إلا أنى كنت أشعر إنه هرم مصرى وكنت دائما فخورة حتى بالأفلام التى أخذت من قصصه وكنت متابعة لمرضه فى الايام الاخيرة ولحظة الوفاة وجدت عدم اهتمام الإعلام على عكس “مايكل جاكسون مثلا” وكنت بجد حزينه جدا لذلك.
د. يحيى:
أنا لا أحب الهرم، وأحب نجيب محفوظ جدا
وأفلام نجيب محفوظ برغم جودة بعضها إلا أنها أقل من الأصل بكثير
أما اهتمام الاعلام ومقارنته باهتمامه بمايكل جاكسون فهذا ما لا أشغل بالى به
ولعلك قرأت النشرتين اللتين كتبتهما عن مايكل جاكسون.
أ. محمد المهدى
عند قراءتى لهذه اليومية أوقفتنى جملة “إن الأمان الحقيقى لا يأتى إلا حين يمارس الناس ما “هم” أندهشت كثيراً، فقد شغلنى هذا المفهوم لسنوات عديدة وكنت أبحث دوماً عن معنى الأمان حتى أهتديت أخيراً أن الأمان لا يتأتى إلا بعلاقة وثيقة مع الله كلُّ كما يفهمه كل واحد، أندهشت لهذه الجملة وأعتقدت فى البداية أن ثم طريق آخر يوصل للأمان وهو أن يمارس الناس ما “هم”، إلا أننى بعد استكمال القراءة أتضح لىّ أنه لا يوجد تضاد بين المعنيين “علاقة وثيقة بالله كل كما يفهمه” و”أن يمارس الناس ما “هم” فهل أنا مصيب فى ذلك. أرجو الإفادة.
د. يحيى:
مصيب جدا
أ. أيمن عبد العزيز
أعجبنى أن الأمان لا يأتى إلا حين يمارس الناس ما هم، ولكن كيف يمارس الناس ما هم
وهل من حق الأغلبية فقط ممارسه ذلك؟
وهل لو حاول الأقلية ممارسة ذلك سيسمح لهم بذلك؟
د. يحيى:
لا أحد يسمح لأحد بذلك
“ربى كما خلقتنى”
أغلبية! أقلية! أنت وشطارتك
ربى كما خلقتنى
ربى كما خلقتنى
وكلهم آتيه يوم القيامة فردا
د. عمرو دنيا
وصلنى تأكيد رحابة دعابة الاسلام وسعته، فكل منا له إسلامه الخاص الذى يحياه وأنه ليس إسلام واحد صلب جامد تتحكم فيه وتشكله مجموعة محددة من الأفراد، بل الإسلام حياة يحياها كل فرد يما يراه وما يصله وبعلاقته بربه والكون أجمع، كما أنه لا قيود على أن أحيا وأعيش إسلامى كما آراه لا أن أخفيه أو أمارسه سراً – حرصا على مشاعر الآخر!!- أو أمحوة من البطاقة!! بل بالكل يحيا ما هو والكل فى تكامل وفى اتجاه واحد نحو مركز واحد وولاف أعظم.
د. يحيى:
انت تتقدم يا عمرو بسرعة،
أرجوك واحدة واحدة لو سمحت
اخشى أن نفتح الباب على مصراعيه للاختلافات المتشعبة الفردية فلا يجمعنا شىء
لابد من حد أدنى من الاتفاق
فى نفس الوقت الذى يجاهد فيه كل فرد بمعرفته سرا وعلانية
دعنى أعلن معك موافقتى على التحرك الضام إلى مشتركٍ ما
(أنظر أيضا ردى على د. مدحت منصور بشأن مقال وجهات نظر)
أ. هيثم عبد الفتاح
– أنا لا أعرف نجيب محفوظ إلا من خلال قرائتى البسيطة جداً لرواياته، وأعتقد أن حضرتك محظوظ لأنك عاشرته وعرفته ليس فقط من خلال القراءة،
هل ممكن أعرف “نجيب محفوظ” من خلال قراءة رواياته أو مشاهدة الأفلام المأخوذة عن رواياته فقط؟!
د. يحيى:
محظوظ، ومسئول، ومعَصّر!
عموما: هما بعدان يتكاملان لا يتطابقان
أ. محمد اسامة على
هذا الرجل لم ولن يرحل أبداً من قلوبنا لأنه ثروة وهذه الثروة تركت بصمات كثيره فى مصر والعالم كله عندما قرأت احلام نجيب محفوظ عندما نزلت فى أحد المجلات التى تعدت 100 حلم أنا أؤكد هذا الرجل لم يمت جسده هو الذى فارقنا ولكن كل اعماله تعيش معنا فى حياتنا اليومية وفى قلوبنا إلا أن نقابله امام وجه كريم. الله يرحمه برحمته الواسعة ويدخله فسيح جناته.
د. يحيى:
الله يرحمنا أحياءً وأمواتاً.
أرجو أن تكون متابعا لما ننشره من تقاسيم على أحلامه فى نشرة كل خميس.
د. أميمة رفعت
“إن السبيل إلى نهضتنا هو الإسلام”؟
لقد وجدتها عبارة مطاطة لم أفهمها، كما لم أفهم أيضا هذا التطبيق السليم للإسلام الذى سيشعر المسلمين بالأمان
المسلم الحالى فى معظم الأحوال لايرى سوى وجوب إلغاء الآخر ليحس بإسلامه، فيؤثمه ويغلطه ويكفره وربما يقتله ـ كما حاول بعضهم مع محفوظ نفسه ـ مرتديا عباءة الولى ومتحججا بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، رغم أنه قد يجهل فعلا ما هو المعروف وما المقصود بالمنكر. فهل هذا الإلغاء هو الذى سيشعره بالأمان، وإلى أى مدى سيتمادى الإلغاء؟ دائما هناك “آخر” ليلغيه. فكيف تتحقق نهضتا بهذه الصورة؟
أم ربما يقصد محفوظ أن طريقة المسلم الحالى فى التعبير عن إسلامه وتطبيقه لها ستثير حركة جدلية مع هذا الآخر ـ أيا كان شكله ـ وبالتأكيد ستكون محاولة الإلغاء جزء أيضا من هذه الجدلية وستتبعها صراعات تاخذ اشكالا مختلفة، إلى أن يتبلورالحق مع الزمن ويفرض التطبيق السليم نفسه فتحدث النهضة؟ هذه فكرة مخيفة إنتزعت منى كل شعور بالأمان على أولادى …
د. يحيى:
ماذا أفعل وهذا هو كلام شيخنا بالحرف تقريبا؟
أعتقد أنك لو أعدت قراءة النشرة بالإضافة إلى تكملتها التى نشرت اليوم (الأربعاء) فى الوفد، وهى سوف تصدر فى نشرة الاثنين القادم هنا، سوف تعرفين أننى لم أفعل شيئا إلا عرض دهشتى وعجبى من تصريحه هكذا، ثم سوف ترين كيف أننى ناقشت شيخى فى أغلب ما قلتِه أنتِ الآن، لكن شجاعته وأمانته، برغم أنه كان شخصيا ضحية الضربة الكبرى لسوء فهم وتطبيق بعض من يحشرون أنفسهم تحت نفس الاسم (الإسلام) وقد أصابته الضربة هو شخصياً دوننا، لكنه نجيب محفوظ
برجاء مراجعة مقال وجهات نظر عدد سبتمبر 2009 وهو الذى أشرت إليه فى ردّى على د.مدحت منصور حالا، المسألة شديدة الصعوبة، والجدل مستمر.
د. وليد طلعت
هذه إحدى المواقف لصديق عزيز وروائى وطبيب هو محمد داود
محبتى لك وله.
د. يحيى:
شكرا يا د وليد، وأرجو أن تدلنى على أعماله إن كان قد نشر بعضها،
وقد جعلت ما كتبه ملحقا مستقلا لبريد اليوم،
ويبدو أن هذا سوف يكون تقليدا للأصدقاء وزوار الموقع، كما فعلت مع دراسات د. أميمة عن أحلام محفوظ،
وربما تكون نواة لصدور مجلة “الإنسان والتطور” من جديد، ولو إليكترونيا.
****
الفاتحة للعسكرى، قلع الطربوش وعمل ولى!!
د. محمد أحمد الرخاوى
غوص نجيب محفوظ فى الواقع -نبضا آخر- فعلا يميزه
والاخطر انه يرى تغيير الواقع من عمق عمق وجوده (الواقع) -كما هو- ايمانا منه ان الزبد يذهب جفاء لا يبقى الا ما ينفع.
كيف نختبر ما ينفع الا اذا كان فى صلب الواقع حركة ونبضا.
اذن فهى الحياة بلا زيادة ولا نقصان.
ياعمنا اذا كان محفوظ يعلمنا شيئا فهو ان ازمة الانسان وجودا فريدا كادحا شئ وأزمة العامة شئ آخر ظهر هذا جليا فى الحرافيش فأزمة من اين الى اين ظلت طول الوقت قضية محورية
لم يلتق العامة مع الخاصة الا عندما التحمت (القوة مع الصدق مع اليقين مع العدل) فى فترات متقطعة من مسيرة البشر عموما.
حركية التطور تنبت من مبدأ لا يبقى الا ما ينفع ولذلك لابد ان تكون من صلب صلب الواقع وليرحم الله شيخنا.
د. يحيى:
رحمةً واسعة هو أهل لها
أنا أرفض عادة أن أفصل تطور العامة عن من يسمون الخاصة، وبالتالى التطور هو التطور والوعى به شىء آخر
أزمة العامة هى الحياة ذاتها، ثم إن الذى بقى يصارع الفناء حتى الآن هم كلهم من العامة على ما أذكر وأعتقد، مع قليل من الخاصة!.
ثم ما رأيك عن مملكة النوارس؟ هل هم من العامة أم من الخاصة؟
د. مدحت منصور
ما رأيته فى هذه المقالة هو إبداع التلقى وحركية الجدل وهذا ما حرك داخلى، فأنا مع رأى الأستاذ محمد من أنه: حين يأتى الولى سيغير القوانين بحيث يضمن بقاءه فى السلطة إلى ما لا نهاية ويربط وجوده وشرعيته بوجود الله بمعنى أو بآخر فمن يرفضه فهو يرفض وجود الله ولكن أستاذنا الكبير يرى أن تترك الحركة للناس ينتخبون ويسقطون مما أعطانى فكرة مختلفة فإن أتى بهم الناس ثم لفظوهم فسيكون سقوطهم نهائيا ولو بعد ألف عام وستنتهى السلطة الدينية الحكمية العلوية المتسلطة للأبد وتحدث طفرة فى المجتمع فى إتجاه عكسى بعدها ربما ظهرت قيم دينية أكثر عمقا وطيبة وقربا من الناس وقربا من الله وكما علمتنا حضرتك التطور يأخذ وقتا طويلا أما نحن فنستعجل التطور وكأنه بأيدينا وكان منطق أستاذنا الكبير متأنيا مستوعبا حركة التاريخ والذى يعمل عبر مئات السنين.
د. يحيى:
تقريبا
أ. محمد إسماعيل
أول ما وصلنى أنك ورثت من هذا الرجل، هو حب هذا التعب والإنشغال بالناس فى هذا البلد.
وصلنى أيضا أن الشعب قادر على تغير ما يريد حتى لو كان من الخارج (ظاهرى).
د. يحيى:
هل الوراثة يا محمد تحدث حول السبعين؟ هذا شرف لى طبعا،
أما عن الانشغال بناس هذا البلد فهو فضل من الله لمن يتصدى لذلك،
أما أن الشعب قادر على التغيير فهذا رأى الأستاذ فى بعد زمنى على مرمى أفق الوعى الحالى، أنا لا أزعم أننى أعتقد فى ذلك لكننى واثق من الناس ومن التاريخ مهما طال الزمن، ما لم ينقرض الجنس البشرى.
أ. عماد فتحى
بصراحة أنا مش فاهم قوى وأكثر أنه لا يوجد بديل واضح سوى بعض التكنوقراطيين البيروقراطين، والعسكر، وإعطاء الفرصة أربع سنوات، وأربع سنوات، وإن أحنا نستاهل إزاى؟.
د. يحيى:
يا شيخ!!
إن توصيف حكامنا بهذا الإيجاز لهو شىء رائع “تكنوقراطيون، وبيروقراطيون، وعسكر”، والبديل عند شيخنا هو مغامرة الديمقراطية مهما كانت نتائجها، وهى فى رأيه قادرة على تصحيح نفسها وفى مدى ليس بعيدا جدا.
وبما أن الانتخابات تعقد كل أربع سنوات فهو يعتقد أن التغيير والتصحيح، والمراجعة يمكن أن تتم باستمرار كل أربع سنوات، فإذا نحن – على زعمه – لم نصحح اختياراتنا أولا بأول، فنحن نستأهل ما نصير إليه.
أ. محمد أسامة على
– يختلف معنى الديمقراطية من إنسان لآخر فما معنى الديمقراطية بالنسبة لحضرتك؟ وهل نحافظ على القيم الدينية فى ظل الديمقراطية السائدة من خلال التأمرك والتشبه بهم فى كل شئ وصلوا إليه الآن دون استثناء؟!
د. يحيى:
حكايتى مع الديمثراطية يطول شرحها، أنا ضد الديمقراطية الحالية التى يصدروها لنا مشبوهة، وضد ما هو ضدها!! ما رأيك؟ هل تستطيع احتمال ذلك؟
سوف أعود إلى ذلك كثيرا كثيرا
كتبت مرة، ربما فى كتابى “حكمة المجانين” أن الديمقراطية هى تَصَارُع ديكتاتورية الأفراد، واضيف الأن، تحت مظلة العدل، وبما أن العدل الآن له مظللات كثيرة مشبوهة، اهتزت عندى هذه المقولة اهتزازا شديدا، واستمر خلافى مع شيخى محفوظ حتى استأذن دون أذن، بالسلامة.
أ. محمد أسامة على
– بالنسبة لنقطة “المد الدينى” حضرتك قلت إنه إعلان عن توجه أغلب الناس إلى ما اختارو أن يتوجهوا إليه. فلماذا قلت “أغلب” ولم تقل “جميع – كل”؟!
د. يحيى:
أنا أكره الإجماع وهو دليل – عادة – على البلاهة أو العمى.
أ. محمد اسامة على
– كيف يصبح الحاكم الدينى إنسانا يتسلط ولا يدعو إلى المشورة والمشاركة فى الرأى؟!! فالرسول كان يشاور اصحابه فى كل شئ.
د. يحيى:
الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن حاكما دينيا، وإنما كان رسولا يهدى للتى هى أقوم.
الحاكم الدينى هو “الثيوقراطى” الذى يستعمل شكل الدين لتبرير قهر السلطة ووأد الإبداع، وتهميش الاجتهاد، وتغريب البشر.
****
دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (26)
مش يمكن يطلع كل ده: “أنا” مش “هوّه”
د. ماجدة صالح
عذرا يا دكتور يحيى فلم أتحمس لهذا التحديث، رغم أننى أستشعرته نابع من موقف نبيل فظهر كأنه إعتذار دمث (وليس تراجعا) بعد معطيات حديثه لهذا الصديق “الخيالى”، ولكن هذا التحديث كان خارج سياق هذه القصيدة الجميلة الحية.
د. يحيى:
معك حق
أ. نادية حامد محمد
أتفق مع حضرتك تماماً إن تعرية تعامل الطبيب أو المعالج مع صعوباته الشخصية داخل المهنة وخارجها مهمة جداً وتفيد فى علاج واحترام المريض بس ده أعتقد إنه بيتحقق بعد وصول المعالج لدرجة كبيرة من النمو والنضج، وبالتالى المسئولية وحتى يحقق أيضاً فكرة “التقمص” بمرضاه زى ما حضرتك علمتنا (إن ما يسرى عليه يسرى على من يعالجه).
د. يحيى:
ربنا يستر
****
دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (27)
حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (1 من 2)
د. محمد أحمد الرخاوى
وفى نفس الوقت حتم الوحدة وحتم العلاقات
وحتم الحزن
وحتم الكدح هم محور الوجود كله
ولكن
بذمتك مش هوه ده اروع ما فى الوجود وهى دى الامانة ولا بلاش!!!!!
“غمض عينيك وامشى بخفة ودلع”
الدنيا هى الشابة وانت الجدع
تشوف رشاقة خطوتك تعبدك
“لكن انت لو بصيت لرجليك تقع”
عجبى
فعلا وحشنا صلاح جاهين
وقياسا على سؤال والدك عن همرشولد
هل؟؟؟ و كيف؟؟؟ سيحاسب صلاح جاهين!!!!!
د. يحيى:
كل ما أخذته أنا شخصيا على صلاح جاهين هو أنه رحَلْ، ونحن نحبه،
لكن يبدو أنها غلطتنا نحن لأننا لم نستطع أن نوصل له حبنا بدرجة كافية.
أ. رامى عادل
بعيدا عن الجوع للآخر: يبدو أنه حتى علاج الأمراض المستعصيه كالسرطان مثلا، لا يتم حله إلا إذا شعر المريض باحاطته بهذه المشاعر، حتى أننى أشعر أنه فى حالة وجود محبين، هم يستطيعوا استئصال أشد الآلام ضراوه
د. يحيى:
هذا هو الأرجح.
دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) الحلقة (28)
العين التانية: حركية استحالة العلاقة الممكنة بين البشر (2 من 2)
أ. رامى عادل
وإذا قلت أنا هه أنا جى يسمعنى كَمَا صُفارة القطر، ويْخَافْ: الخوف من الاقتراب، والآلم الموجع الذى يقترن به، والمواربه، والتوارى خلف الوجوه، والصدود، والزيف، والالتهام، والجوع، والرغبه التى لا تهمد في أن يرغب فيك احد، وأن تستمر في الإدعاء بإنك تعرف الآخر جدا، ثم تسخر وتضحك على روحك، وتتوه فى ظلمتك وتدوم وحدتك وتطيش سهامك.
د. يحيى:
ماشى كلامك!
****
يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (19)
د. محمد أحمد الرخاوى
ما يغلف الكون كله هو ما لا ينقال غيبا حاضرا طول الوقت
ما غاب هو روعة الوجود كله وهو فعلا ليس عكس الشهادة لانه حاضر نكدح اليه به معه
طول الوقت.
تتذكر عندما عرفنا الفطرة بأنها الحركة المركزية الغائية اليها والآن أقول أنها الحركة المركزية الغائية الى الغيب الذى هو ليس عكس الشهادة.
ما أروع الوجود وما أروع الغيب.
الحمد لله
د. يحيى:
ياه يا محمد!!
هل مازلتَ تذكر هذا التعريف!!؟؟!!
كل سنة وأنت طيب
د. على سليمان الشمرى
الله يعطيك الصحة والعافية يا دكتور يحيى اعترف ان هذا الحوار ليس من السهل استيعابه وفهمه والاحاطه بمراميه لعمقه ومنطقيته وفى الفقرة الاولى قد يكون القصد من كل ماينقال استيعاب وادراك حقائق ما لاينقال او من خلاله ولاباس من الافتراض مجرد الافتراض فى مجاهيل الغيب اللامتناهية. ولا اخاف من استخدام الاداة التى منحنى الله اياها وهى الادراك.
فى الفقرة الاخيرة تم التوصل إلى نظرية فى غاية الاهمية وهى ان هناك فرق بين النفى والعدم فالنفى يعنى من وجهة نظرى المتواضعه عدم حصول شئ موجود فى الاصل. اما العدم فيعنى غياب الوجود تماما بشكل مطلق
د. يحيى:
أشكرك على تشجيعك، وآمل أن تعذرنى فى تجنب مناقشة هذه النصوص إلا فى حدود ما استلهمه منها،
وإلا فقدتْ فاعلية منهجها.
أ. رامى عادل
مضطر أنا أن أتجمع فيما ينقال لأنطلق منه إلى آفاق ما لا ينقال: افتقد مواضيع الجنون الشائكه الفلسفيه المثيره، فهى تطيش بالعقل وتبحر به، الى الرؤى المخترقه، تذبح الكلمه الصدر، والغريبه ان كل شئ يسكن مره اخرى بجوارك، ولا تسكن انت.
د. يحيى:
اللهم إنى أعوذ بك من سكون لا يتحرك، ومن حركة لا تتوقف لتعَاوِدْ.
أ. رباب محمد
بعد قراءة النشرة لا أستطيع التعليق ولكن أقول لحضرتك أنك بجد عالم واسطوره ولكن ممكن تنزل من المستوى العقلى بتاع حضرتك إلى المستوى العقلى بتاعى وممكن تفهمنى النقط دى:-
1- القول والقولية والحرف والتصريف رسوم عاجزه لازمة
2- إذا حلت “المقولة” محل “الموجود” تراجعت الحقيقة
3- إن لم تشهد ما لا ينقال تشتت بما ينقال.
د. يحيى:
كله إلا التفهيم
يمكنك أن ترجعى إلى قراءتى لنفس النص “موقف ما لا ينقال” فى الجزء الأول من كتابى “مواقف النفّرى بين التفسير والاستلهام” فقد تناولت نفس المتن بالشرح الأقرب إلى ما تريدين، إلا أن محمد ابنى اعترض على ذلك اعتراضا قاسيا وواضحا،
وفى استلهامى مع د. إيهاب الخراط فى الجزء الثانى من نفس الكتاب، تجنبت مثل هذا التفهيم،
ثم إنى عدت الآن إلى الجزء الأول فوجدت المنهج الحالى الذى هو صعب علىّ كما هو صعب عليك، لكنه هو الأقدر على استيعاب هذا النبض الخالص.
أشعر أنه وعى يتحرك
فأنا أترك وعيى يتحرك معه وبه وبجواره
فاجرؤ على المخاطبة
****
د. وليد طلعت
ما تقلقش يا عمنا.. أنا موجود وشغال والحمد لله.. معلش إنى بعيد شوية عن النشرة لكن بعد الشرارة اللى ضربت دماغى من خلال التواصل معاك “وان كان عن بعد” والممتدة من خلال النشرة صعب المحرك يقف عن الدوران والحمد لله أنجزت (أحزان المهنة) و(كان قلبه طيب) وبعض الدراسات فى دواوين لشعراء عامية من الأصدقاء
كنت أتمنى تكون قريت حاجة من الكتب التى وصلتك وأعرف انطباعاتك.. باجمع وراك “دراسة فى علم السيكوباثولوجى2” وبتابع النشرة لكن بشكل مش منتظم.. انما كل ما باركن بارجع للموقع وللنشرة وليك عشان أعيد تعليم نفسى يعنى ايه الواحد يحاول يكون انسان كادح إلى وجهه تعالى.. محبتى.
د. يحيى:
ربنا معنا معـاً
أ. رامى عادل (أحلام فترة النقاهه الحلقة الأولى د.أميمة رفعت)
إحياء الموتى فى احلام محفوظ: يبدو لى شديد الصله بان يخترق المبدع الابعاد فلا يجد فرقا او حاجزا بين السماء والارض، وبين الارض والجحيم، حتى ان كل ما قد يقال فى عالم الموتى يكون حاضرا فى وعيه وفى وجدانه، ويقابلهم ويحاورهم، حتى ان النار مثلا بتفاصيلها ودقائقها تمثل امامه عيانا بيانا، فيخترق الغيب ويقرؤه، ويذوب ذوبانا فيه، فيصير طائرا ملكوتيا يطير بغير براق، ويدخل عالم الجان, ويصير نبيا وشيطانا وملاكا ثم الها، ثم يعود الى ادراجه، وكله يقين بان الموت لا يفرق بين الاحبه، وان الحاجز بيننا وبين هذا العالم شفافا مرنا
د. يحيى:
الأحلام – مبدعة وحقيقية – هى حركية إزالة الحواجز، وهى طلاقة تشكيل الزمن، وهى فاعلية تبادل الأدوار وتدوير الوقائع
لا تتوقفى لو سمحت.
****
اعتذار وحيرة
د. مدحت منصور
أولا أعتذر أن التعليق ليس على مقال محدد ولو أن شيئا كهذا ذكر فى أحد التقاسيم على أحلام أستاذنا الكبير ولم أستطع الوصول إليه (رجل يلعب القمار ساعده رجل يقرأ الأوراق عن بعد.. بعد أن وعد ببناء جوامع بنصف الأرباح والنصف الآخر دور عبادة لباقى الأديان… وجد قتيلا لأن هذا هو الشر بعينه).
عندما رأيت اليوم ثلاث نسوان يحملن حقائب فوق رؤوسهن يتحركن بسرعة وشراسة الضباع علمت أن حقائب رمضان توزع فى المنطقة وكنت قد شاركت فى إعداد حقائب مع إحدى الجمعيات الخيرية حسنة النية مثلى، هذا المشهد يتكرر قرب العيد مع زكاة الفطر ثم مع عيد الأضحى فى توزيع اللحم وتقوم بعض السيدات الفاضلات بتوزيع إعانات شهرية وكذلك بعض الجمعيات، هذه المرة سألت نفسى ماذا نفعل؟ إننا نخلق طبقة طفيلية تتطفل على طبقة الموسرين بدرجاتها، إننا نصنع يا أستاذنا تنابلة السلطان، إننا نعمل ضد تعاليم ديننا الإسلام والذى أمر بالعلم والعمل، إننا نصنع كلابا نلقى لهم بالطعام وهم ليسوا كذلك، إننا نهين آدميتهم وكرامتهم مدعين أننا نصنع خيرا، أما كان من الأجدر أن نعلمهم الإنتاج ثم نعينهم عليه وعلى تصريف منتجهم ولو أعدادا أقل لأن التكلفة ستكون أعلى بالنسبة لتأهيل الفرد من شنطة تنابلة السلطان. آسف فداخلى طفل حيران ويافع حيران وكهل حيران.
د. يحيى:
تقريبا
إلى متى إذن؟
إلى متى؟
****
أ. زكريا عبد الحميد
أنت لست قارئة هاوية يا د.أميمة بل ناقدة ونافدة ونافدة ومحترفة كمان.
د. يحيى:
تحول للدكتورة أميمة مع الشكر.
****
ملحق البريد
مواقف ومخاطبات المفترى والمفترى عليه،..
د. محمد داود
وقال لى، نجيب محفوظ:
“رأيتُنى فى طرقات متداخلة، أسير بين دواوين مزدحمة بالرواد، وتفوح منها عطور طابت لى، وسكرت بها، وملأت نفسى من أحدها، فدرمغنى السكر حتى غبت، ثم أفقتُ، وجدتُنى فى غرفة، وحولى من يقولون: “جرى لنا مثل ما جرى لك”. وتركونى قائلين: “تجهز، واخرج، حدثنا عن صاحب هذا المكان”. فحرتُ من هو، وماذا أقول، ورأيت نجيب محفوظ داخلاً، وأوقفنى فى الحيرة وقال لى: أنا صاحب الديوان، اخرج إليهم، فقد حضر دورك.
وقال لى:
هذا الجمع بعض أفضالى عليكم، فما جمعتكم لى ولكن لأنفسكم، إنها دقائق من الكلام عنى، لا ترفع ذكرى، ولا تعرِّف بى من لا يَعْرِفُنى، لكن تكلموا، إن الكلام باب من أبواب الكشف، وبه تتم الرؤية، ولعل بعضكم يرى فى أنوارى بعضَ بعضِكم.
وقال لى:
إنها دقائق من الكلام عنى، فاجعلها فى الدقائق.
وقال لى:
تتكلم لمن هم بين العلم، والمعرفة، والوقفة، ولكلٍ منهم لغةٌ يتكلم بها ويفهم، ولو لم تكن قلوبهم ترجمان لسانك لما فهمك أحد.
وقال لى:
أوليائى هم أهل المعرفة، وخاصة أحبابى هم أهل الوقفة بى، ولا علم لى بأهل العلم، فالعلم حجاب بيننا، أما أعدائى فهم كدابين الزفة.
وقال لى:
وضعتُ كل شيء فى خدمة قلمى، وما جعلتُ قلمى فى خدمة أحد.
وقال لى:
تحدثَ عنى كل شيء عدا لسانى.
وقال لى:
من كبير حكمتى، لاحقتُ الحادثات بقلمى، لا بلسانى.
وقال لى:
رأيتُ البروباجندا غالبة على الحقيقة فيكم، وكدتُ أبكى من ضياع الإنصاف بينكم، ولا أرى لك فى البكاء وسيلة أو غاية أو سلوى. اصبر، وثابر، دع الظالمين فى غيهم، واعمل أنت وسيلة وغاية وسلوى، حتى يتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر.
وقال لى:
أما دريت أن الزمن خير غربال؟!، وأين عطورهم الآن الذين شغلوا أنفسهم بالبروباجندا من أقرانى؟!، منهم من كانوا ملء السمع والبصر بغير بأقلامهم، ألا إنهم هم الموتى على الحياة الدنيا يقعقعون بالآراء فى كل المناسبات، ويستهلكون أعمارهم فى الندوات والمؤتمرات، وتوافه الخناقات، والبيانات، ومقالات المقاولات، والقرع والمجاملات، ويفتعلون فى الفيس بوك الجروبات، وغير ذلك من المهلكات.
وقال لى:
أمَّا أنا فقد شغلنى قلمى عن البروباجاندا، كن مثلى، ولا تظن فى نفسك النقص، قلمك هو الحياة العليا، وإن تقربُك البروباجندا من غيرِك، فإنها تُبعِدُك عن قلمك، وفى البعد عنه بعدٌ ذاتِك.
وقال لى:
تدهشك كياستى فى إدارة موهبتى، وتوجيه طاقاتى، فانظر كيف تفعل أنت بوقتك، ولا تقلدنى، لكل عصر ظروفُه، ولكل شخص بلاويه.
وقال لى:
والله ما خططتُ لهذا، ولكنى عملتُ على شاكلتى فكان ما كان من شأنى.
وقال لى:
هلك من لم يعمل على شاكلته. أنا رب النظام والجدية، تلك شاكلتى، فاعرفها، واعرف غيرى من الأرباب، واعمل على شاكِلَتِك تسلم.
وقال لى:
لكل كاتب مشاعرُ مميزة تتملكك عند الإمساك بأحد أعماله، أو حتى سماع اسمه، إنها جماعة الانطباعات المستخلصة من قراءته أعمالاً، وسيرة. وهذا هو العطر.
وقال لى: أنا من عطور مصر، خذ _ما استطعت_ منى الريادة، والتطور، وعمق الرؤية، وخذ من يوسف إدريس العنفوان والجموح، وخذ من يحيى الطاهر عبد الله سلاسةَ اللغة، وخذ من خيرى شلبى التدفقَ والصياعةَ، وخذ من جمال الغيطانى رهافةَ الحس، ونمنمة المشاعر، وإن شئت إدوار الخراط فعليك منه بالإصرار وغزارة الإنتاج، وإنك واجد ما يؤخذ من كل كاتب، فخذ من غيرنا ما شئت، ولا تنس نصيبك من أقرانك، وامزُجْنا بذاتك، يكن لك عطرك، ولا يميزنا فيك أحد.
وقال لى:
ويلك إن لم تأخذ من عطور العالم كأخذك من عطور مصر أو أكثر، وإنك واجدٌ المَعْلَمَةَ فى تولستوى، والغورَ المتوحشَ فى النفس عند ديستوفسكى، والفهلوةَ فى كونديرا، ومتعةَ الألوان الصارخة عند ماركيز.
وقال لى:
تلك أمثلة، ولو طوَّفتَ طول عمرك بين العطور لما فرغتَ منها، فطوِّر عطرك ما حييت بإضافات جديدة.
وقال لى:
كفانى من الفضل أن رفعتُ من قدر الروايات بين عموم الناس، فترى الجاهل والغافل وذوى العلمِ والمعرفةِ والوقفةِ سواءً على الفخر بى.
وقال لى:
إن أقل لك قد بلغتُ الغاية، فلا تظن أنها نوبل، ولكن أنى كتبتُ حتى آخر يوم فى عمرى.
وقال لى:
وأما الغاية التى دونَها كلُّ غاية، والتى لا تُدرك، فأن تكتب كل شيء تتمنى كتابته.
وقد بلغتُ فى ذلك مدى كبيراً أرجوه لك، ولخاصة أحبابى أهلِ الوقفةِ بى من حولك.
وقال لى:
انظر رواية صبرى موسى “فسادُ الأمكنة”، تر أنه رُبَّ رواية خير من ألف.
وقال لى:
أما أنا، فقد غزرت كتاباتى، واستدامت جودتُها، وإنك واجدٌ جمهور الكتاب لا يعرفون متى يعتزلون، ويكررون ما كتبوا بأسامى أخرى، فهم كلاعب الكرة الذى انتهت صلاحيتُه، يظلون فى الملعب، وقد أصاب أسماعَهم ثِقَلٌ وحول، فيظنون الجمهورَ يهتف لهم، فيما هو يهتف بهم “كفاية،.. حرااام”. ادع الله ألا تكون منهم إن عشتَ وكتبت.
وقال لى:
أراك تنصت لمن يخالفك فى شخصى وفنى، ويلتبس عليك ما بين خصوصية رؤيته، وقشرية رغبته فى “خالف تعرف”، وأنت بإنصاتك له تعطِيه ما يحرمُنى ويحرمُك منه، ألا وهو احترامُ المختلفِ عنك. ادع له بالهداية، ولا تحرمْه مما حرمنى وحرمك، فإنى أكره لك أن تكون مثله.
وقال لى:
لا تظن جديد الكتابة فى حداثة الظهور. الجِدَّة فى الجودة. وأنا جديد يزيد الوقت من قيمتى، وقد رأيتُ بينكم كُتَّاباً يولدون عجائز، وحياتهم مع الموتى على الحياة الدنيا.
وقال لى:
أشفقتُ على من يتحدث عنى ولم يقرأنى، وقد عرفتُ أنه من كدابين الزفة.
وقال لى:
أرأيت إلى القائل بتجاوزى، اعلم أنه لا أحد يضع فى اعتباره تجاوز أحد إلا صغير فى نفسه. وأما الكبير فى نفسه، فلا ينشغل بغيره وإنما بذاته، قد أفلح إن وصل إليها، ناهيك عن تجاوزها. ألا إنها حرب ذاتية، يخطئ من يظنها حرباً أهلية.
وقال لى:
احذر كبار الكتاب، ليس كل كبيرٍ بالسن كبيرٌ بالقيمة، ولا كل كبير بالقيمة، كبير بالنفس، وإن عين الخيال ترى الكاتب بما هو كاتب، وعين الرأس تراه بما هو شخص، فإذا بين الرؤية والرؤية بحر من الظلمات، فيه حيتان لا تُسْتَأمَن على المحبة.
وقال لى:
لم ترنى بعين رأسك، ولعلك رأيتَنى بعين الخيال، فعرفتَ مما وراء أعمالى، وما حكى به الناس، أنى كنتُ ذا نَفْسٍ متواضعة، دءوبة، حكيمة، ونافذة البصيرة، ولو قد رأتنى عين رأسك، لوجدْتَنى كما رأتْنى عينُ خيالِك.
وقال لى:
لا يراك من كانت نفسه حجاباً بينه وبين العالم، ولو قد رأتنى عين رأسك، لرأيتُك، فإنى لم تكن نفسى حجاباً بينى وبين العالم، وهذا هو تواضعها.
وقال لى:
بينى وبينك سر، إن داومتَ على كتمانه، فلك منى البشرى.
*****
د. يحيى:
وقال لى شيخى (عن هذه المحاولة):
هذا طيب من طيب
هذا طيب على وجه التحقيق.
فقلت له:
أين أتت يا عمنا؟ لماذا؟
هل مسََّ أحد منا طرفك يا رجل؟
” لِمَ قُـلتَها شيخِى: “كَفى”؟!! (نشرت فى الدستور 6/9/2006).