حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 16-10-2020
السنة الرابعة عشر
العدد: 4794
حوار/بريد الجمعة
مقدمة
الغـُـموض، مثل الغيب، هو دعوة للسعى، وليس مبررا للتوقف.
*****
أ. مرفت صبرى
احساس غريب عليه انى مش حسه بيه خايفه اكون بعيده خايفه اتوه؟
د. يحيى:
عندك حق
ومولانا النفرى يستأهل العودة والصبر.
*****
د. مروة عبد اللطيف
كل يوم هو فى شأن..
فرحت بهذه المخاطبه وتعلمت منك، (منكما) أن أتعامل مع كلمة التغيير بحذر فلكم أوهمت نفسي أنني أتغير وإذ بي أجدني ثابته ف المحل فأجدد العزم والنية أن أسعى من جديد أصل أو لا أصل..
د. يحيى:
التغيير هو قانون التطور والإبداع، بل هو علامة الحياة والكدح الجاد
ولا بديل عنه
ولا ضمان فيه
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا
أولا: أشكر حضرتك على ثراء هذه النشرة التى حضر فيها مولانا النفرى وحبيبنا صلاح جاهين وعمنا نجيب محفوظ مع مولانا الرخاوى ، فامتلأت النفس بالونس .
ثانيا: المقتطف: …أما من يرعب من أى جديد حتى يتجمد فى موقعه ، فهو الذى لا يتقلب ، فلا يصلح على شئ، قديم أو جديد …
التعليق: لماذا تربط بين “الرعب” و”التجمد”، أليس الرعب حالة شديدة من حالات الخوف ؟ ألا يكون الخوف مدعاة للحركة والتغير والتقلب ؟
د. يحيى:
الخوف المحرّك هو الدهشة المغامرة، أما الخوف المـُـشِـلّ فهو الجمود الغبىّ.
د. رجائى الجميل
التقلب هو مرادف للكدح حتما. واجل نتاجه هو الكشف. لا يسكن الا الميت وحتي الموت هو بعث آخر.
د. يحيى:
لكنه خطر قائم، ومسئولية تحمله والتوجه به تحتاج شحذ الوعى وقوة اليقين معاً.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: أستحى ، لكن لا أتوقف عن طلب المزيد ، ولا أتنازل عن حقى فى زيادة الجهل
التعليق: بالله يامولانا استح كما شئت ولا تتوقف ولاتتنازل ، لكن لا تنس المساكين أمثالى ، فأفض علينا من فيض علمك واغمرنا فى بحر جهلك، واقبلنا خلفك على الطريق كدحا إليه .
د. يحيى:
وهل أملك أن أختار (بعد التحفظ على مبالغة عن فيض علمى!!)، مع قبولى حمل مسئولية العوم في بحر جهلى، فهو الأكثر ثراءً، والأطيب وعدًا.
****
أ. وفاء سالم
بارك الله فيكم ومتعكم بالصحة والعافيه
ممكن اعرف رأى حضرتك ايهم افضل الحب ام الرضا
د. يحيى:
لا يوجد وجد للمقارنة بين الحب والرضا
إذا وافقت أن يكون الحب هو “الرعاية والمسئولية”، وأن يكون الرضا هو “الحمد والسعى”، فهما يتكاملان بلا حاجة لتحديد فروق
د. رجائى الجميل
سيسقط ترامب ليس لانه قبيح – وهو شديد القبح- ولكن لانه خرج عن منظومة قيادة العالم عن طريق الاوغاد. لا مكان للجنون في طريق الاوغاد.
الاوغاد هم الذين سيسقطونه . وليس اي احد آخر.
اجنداته قبيحة فجة ولكن الاوغاد لا يتحملون الوغدنة الصريحة.
من الصعب تصور ما يحدث في العالم اليوم .
وكأن كل القطارات خرجت عن القضبان بعبثية مفرطة.
التفكيك ليس للابداع ولكن التفكيك اصبح يساوي العدم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
غائية الأوغاد من اساطين المال والشركات العملاقة عابرة القارات وأذيالهم يقودون قطارا محطته الاخيرة هي الفناء لا محالة فهل من معتبر .
حتي الوعي الجمعي الحقيقي اصبح يتلاشي تحت مفرمة زغللة مظاهر مادية لا تمت لحقيقة الوجود ولا حمل أى أمانة . أمانة الحياة نفسها .
د. يحيى:
كل هذا صحيح
ولكن ذكره هكذا لا يكفى، بل قد يعجّز عن السعي
نحن مسئولون عنه، عن استمراره، وعن تغييره حتما مهما بلغت قوته، ومهما بدا ضعفنا.
*****
د. مروة عبد اللطيف
لم أكن يوما من محبي الشعر إذ لااحسب انني افهمه أصلا.. لكن ماتكتبه أنت ليس شعرا ..انه اعمق، اصعب، اصدق، واكثر وجعا.. كهذه الابيات مثلا.. كيف لي بالله عليك ان اتحمل ذلك الذي وصلني منها ..كيف لي ان اتجاوزها الى مادونها متظاهرة انه لم يصلني منها شيء أتمناه لكنني لا أحتمله!
د. يحيى:
هذا التلقى الصادق هو غاية ما يمكن
بارك الله فيك، وأدعو الله ألا تتوقفى أبدا، حتى بعد “أى شىء”.
*****
أ. ميادة سمير
فى البداية تفاجأت بأنه لم يتم القبض على الأستاذ .ثم تبادر إلى ذهنى ما معنى هذا و ما المقصود!!!
و تعجبت لما يفعله الحب بعقولنا و نفوسنا و سلوكيتنا
ثم تساءلت هل هذا حب فعلا ؟! أم أنه تقديس و إذعان ؟!
د. يحيى:
الإبداع الجيد غير مطالب بأن يرد على مثل هذه الأسئلة “ما معنى هذا؟ وما المقصود؟”
والحب الحب: هو “رعاية ومسئولية” و”إبداع وائتناس”
أما التقديس والإذعان: فهو إلغاء للآخر بتأليهه صنما.
*****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: …المبدع يكتشف ما تيسر من نفسه وحقائقها فى إبداعه مثل المتلقى، ثم يأتى الناقد يتناول العمل ليبدعه من جديد ، فيرتد إبداع الناقد إلى المبدع، وهكذا يتواصل الإبداع على مستوى الإنشاء والنقد باستمرار….
التعليق: أحاول هنا أن أسقط ما أوردته حضرتك هنا عن العلاقة بين المبدع والمتلقى والناقد، على العملية العلاجية التى تتكون فيها علاقة جدلية بين المريض والمعالج كنصين بشريين، يتجادلان فى محاولة أكثرهما وعيا وخبرة للأخذ بيد ذلك الذى قد تعثر فى طريقه، وهما فى ذلك يتبادلان الإنشاء والنقد، كل بحسب قدرته على تحريك مستويات وعيه لتتجادل مع وعى رفيقه، أرجو تصويب هذه المحاولة وتصحيها .
د. يحيى:
ما وصلك هكذا لا يحتاج إلى تصويب، وقد طمأننى نوعا ما على نموك معالجة مبدعة، ويمكنك الرجوع إلى تفاصيل ما سبق أن أوضحته عن “إبداع النص البشرى” (على الجانبين من فضلك)
*****
د. ماجدة عمارة
إبداع من نوع شديد الخصوصية ، كأنها حلم يموج بالحركة بين أطياف المتضادات: الشابة والمرأة العجوز ، الشارع والبيت ، شرطيان رجلان وامرأتان مدنيتان ، عطش ورى ، قبض وبسط ، لافتات انتخبات تشوه الطريق وتحجب الرؤية لكنها تنقذ التى سقطت بها … ماذا لو اختتمناها بقولنا: عليه العوض ، فرب ضارة نافعة ؟!
د. يحيى:
لو قبلتُ هذا الختام لأطفأتُ شعلة الإبداع تماما
إعملى معروفا، احذفى هذه الجملة من تلقيك تماما وعيشى ما قبلها، لتظل النهاية مفتوحة ولوُد.
*****
أ. أحمد رأفت
لقد استفدت ولكن حسيت انى اتلخبطت
د. يحيى:
هذا نوع أفضل من التعلّم
*****
ملحوظة:
الابن العزيز فؤاد محمد
وصلنى تعليقك المسهب عن الحالة التي نشرت من قديم في النشرة اليومية بتاريخ (13-7-2008) بعنوان: “استشارات مهنية (5): زخم الطاقة، والإيقاع الحيوى، واختيار الجنون” وقد بلغت 13 صفحة، وأرجو أن تقبل اعتذارى عن عدم الرد على تعقيباتك لأن بريد الجمعة هو حوار حول “مادة مشتركة”، ومقتطفات محدودة مميزة نشرت قريبا، وأحيانا نادرة يكون التعقيب فالحوار حول مادة من باب “حالات وأحوال” أو “استشارات مهنية”، المنشورة من شهور أو سنين في عديد من الصفحات، ولكن بعد إشارة محددة إلى ذلك، وما لم نتخذ كل هذه التحفظات فإننا سوف نستبعد كل الأصدقاء الذين لم يقرأوها أو لا يتذكرونها عن مائدة الحوار.
شكراً. وقد يدفعنى اجتهاك هذا إلى التفكير فى العودة إلى هذا الباب بحالات جديدة، أو إعادة نشر حالات قديمة مهمة ونفتح باب المناقشة والنقد حولها.
شكراً جزيلاً مرة ثانية.
*****
2020-10-16