يحيى الرخاوى طبيب نفسى
“نشرة” الإنسان والتطور
31-7-2009
السنة الثانية
العدد: 700
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
لا مقدمة
كما اعتدنا بين الحين والحين
****
أوباما – جاكسون: دوريان جراى، الأصل والصورة (3 من 3)
د. عماد شكرى
لا يمنعنى هذا من التفاؤل بحركية شديدة أجدها على شبكة المعلومات (الانترنت)، وأحبها فى الشارع والمواصلات العامة بل وفى الرياضة والنقد الرياضى وبالطبع فى المرضى، وفى مَنْ هم أقل سلطة وأقل ثراء.
د. يحيى:
لست أذكر أننى كتبت “هذا” الذى يمكن أن يمنعك من التفاؤل، بل لعل العكس هو ما أعنيه وأقصد إليه ليس فقط فى هذه التعتعة، وإنما فى كل ما أكتب أو أقول.
****
تعتعة: الفجوة تتسع بين الحكومة والناس!!
أ. سميح
ما هو يا دكتور المتدينين بيقولوا عن الطقوس الجماعيه هذه بدعه وتبرك ببشر (وكانهم واسطات الى الله كالاصنام) وانها طالما هى اشياء غير موجوده بالسنه النبويه فهى شئ دخيل خبيث. انا شخصيا الى حد ما كنت مقتنع بهذا دينيا.. ولكن من ناحية اخرى هناك ما هو عميق ورائع بالاشياء الجماعيه بغض النظر دينيه او غيرها المهم انها شعبيه جماعيه تاريخيه لاهل البلد ..رغم ان تفسيرك كم هى رائعه كان وما زال غامضا بالنسبه لى (وهو بداخلى) ولكن لا يترجم الى كلمات، البركه فيك يا دكتور تترجم ..
شكرا
د. يحيى:
ما دام “هو بداخلك”، فهذا يطمئننى،
ثم أننى لا أميل إلى استعمال تعبير المتدينين بهذا التعميم،
أنا دائما أخص بالنقد، وأحيانا بالرفض، من اسميهم السلطة الدينية، وهم يسمون أحيانا رجال الدين، وعلى حد علمى ليس فى الإسلام رجال دين أصلاً.
د. مدحت منصور
مولد السيد البدوى، عرفته صغيرا فى يد أبى نسير وسط جحافل بشرية ضخمة فى طريق واحد ممتد لأرى ألعاب التنشين والقمار والمتوسيكل العجيب والساحر ثم عرفته شابا لأرى أم السيد الراقصة المربعة وسذاجة الفلاحين وهم يحاولون إثبات التفتح والصياعة أيضا وسط الجحافل فى نفس الطريق الممدود ثم عرفته رجلا ذاكرا لله وسط الناس وبالناس متمايلا إلى أن يتحد وعينا معا فأسمع صوت الذكر من العدم فقد كف الناس ومازلت أسمع الذكر من مستويات أخرى أعلى متصاعدة إلى الله عز وجل، ثم الحلوى والتى وصفت فيما بعد بالكفر نأكلها فى مولد النبى أساسا وأحيانا فى مولد سيدنا السيد لماذا أصر أن أحضرها من فرع المحل القديم لأبى وأبى وأمى ، نصف كيلو أرخص من ثمن باكو شيكولاته مستورد ولكن لابد من المحل القديم وأقول ربما كان أبى يشترى منه، ها أنا آخذ الحلوى من يد التاريخ من يد وعى متراكم وأهديه فرحة المولد وعبق المولد وجحافل الناس فى الطريق الممدود وفى حلقات الذكر وطعام يقدم للغادى والرائح كل طريقةحسب قدرتها ومشروب الشاى والكرديه يقدم للناس لكل الناس بود وحب فى طريق إلى الله مع الناس، أهديه ذلك وأنا أقبل يده فيقول أستغفر الله فيتملكنى الغيظ وأقول فى نفسى ألست ابنك؟ ثم أقبل يد أمى فتقول كما قال فأقول فى نفسى ما علينا، معنى إلغاء المولد يعنى إلغاء وعى شعبى وهذا لن يحدث ولكن تتسع الفجوة ما بين الحاكم والمحكوم والذى سينظر للحاكم بقدر أكبر من الحقد والكراهية لكبت وعيه المتراكم، كان أبى يخبرنى أن نابليون بونابارت كان ينزل لحلقات الذكر وكان تفسيره أن الرجل كان يستميل المصريين وعندما نضجت فهمت أنه كان يختبر ثقافة مغايرة ويحترمها، فمتى سنحترم نحن ثقافتنا كى يحترمنا الآخرين.
د. يحيى:
الأرجح أن كثيرين منا يفعل ذلك،
نحن (أغلبنا) لا نحترم ثقافتنا، بل ولا نتعرف عليها بشكل مباشر
ولا نحترم أجسادنا
ولا نحترم إيقاع هذه الأجساد مع إيقاع الكون (ذِكْرا، أو رقصا)،
ولا نحترم فطرتنا
لكن
لكن كل هذا هو ما يبدو على السطح، وأعتقد أنه زائل، وسوف يتكشف تحته خير كثير لأننا بشر أكرمنا الله بكوننا بشرا، نحن بشر لكِل ما هو نحن، وليس بقشرة العقل الظاهر، أو أصنام السلطة.
أ. رامى عادل
قابلته وهما جديدا حيا فى الحسين بعد استقراءات عديده، وهرولت خلفه، وتسولت لاجله اطعمه (لا تستغربوا لو سمحتم)، فمن اجل عيون الاضرحه خاصمت المخدرات منذ 9 سنوات، ولا تسالونى كيف صالحتنى على نفسى، زجرت ونهت وحولت وغيرت ما لم أحلم أن يتتعتع.
د. يحيى:
الصلح خير
أدام الله المودة
بينك وبينك، إليه
د. مروان الجندى
وصلنى بشدة ذلك التشبيه الرائع لكون الموالد مثال لما يشبه الحج المصغر وأعتقد أن الفجوة بين الحكومة والناس لم يعد هناك من يستغرب وجودها بسبب تعود الناس على جهل المسئوليين بما يريده الشعب.
د. يحيى:
أهل السلطة (أفضل هذا الاسم عن لفظ “المسئولين”) لا يعرفون أيا مما يلى:
- حركية الناس معا
- الإيقاع الحيوى (الدورات الحيوية الذاتية الكونية المتداخلة)
- العبادة معا
- الرقص معا
- الذكر معا
- معنى ودلالة: “أدخلى فى عبادى وادخلى جنتى”.
فكيف لا تتسع الفجوة؟
أ. إسراء فاروق
وده أكيد دليل على أن رجال السلطة دول جايين من عالم تانى .. طب إزاى هيحلوا مشاكل الناس دول اللى ما يعرفوش عنهم حاجة … ونقول الحال من سىء لأسوء ليه؟!!
د. يحيى:
ليس كذلك تماما
هو ليس من سيئ إلى سيئ، ليس لأنه لا يوجد ما هو أسوأ مما نحن فيه، ولكن لأننا نقاوم لنحول دون ذلك، وسوف تحول أكثر فأكثر وباستمرار.
د. محمد الشاذلى
لم أفهم – حتى وقت قريب – معنى التمايل المتناغم ودوره فى التعبير والمعنى الذى يصل من خلالها ومدى ثراءه.
د. يحيى:
بينى وبينك، ليس عليك إلا أن تذهب لابسا جلبابا أبيضا، ناسيا أنك أنت، ناويا أن تمضى عدة ساعات (من 4 إلى 7) فى أحد هذه الموالد وتشارك ولا تحكم، ثم تشارك ولا تنتظر، ثم تشارك ولا تكتب، وسيصلك ما تيسر مما تريد، ومما لا تريد.
أ. عبير رجب
وهل يصل للمسئول عندنا أيه إشارات عن معنى وحقيقة حركية الناس وتوجهات وعيهم الجمعى كما تقول فعلا؟
وهل يسعى المسئول للمعرفة بالفعل؟
د. يحيى:
ذكرت حالا يا عبير أننى أصبحت أشك فى مشروعية استعمال كلمة مسئول لوصف هؤلاء، لعل كلمة الحاكم أو السلطوى تكون أقدر على الوصف.
أ. هالة حمدى
وصلنى من التعتعة أنه: حتى تقل الفجوة بين الحكومة والناس لازم ينزل الشارع الحقيقى بنفسه ويتعايش معاهم ويحس نبضهم كما فعل أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) أثناء حكمه وهو يتحسس أمور الرعية (الناس)
وبعدين الحكومة عايزين يلهوا أنظار الناس بعيد عن السياسة فيطلعوا موضوع إلغاء الموالد، بجد هما مش لاقين حاجة يتشتطروا بيها على الشعب.
د. يحيى:
لا أظن أن المسألة هى شطارة، بل هى غباء قبيح، آسف، لكنه كذلك.
أ. عماد فتحى
ما المقصود من أن الموالد والاحتفالات الدينية حج أصغر؟
د. يحيى:
الحج، – ليس بمعنى الفريضة- يشمل كلا مما يلى:
(1) شد الرحال
(2) التواجد جماعة، مع من لا تعرف، لبضعة أيام
(3) حركية الذهاب والعودة (برنامج الدخول والخروج)
(4) ذكر الله معا
(5) الدوران مع إيقاع الكون
(6) الالتقاء بمن لا تعرف شخصيا مع التوجه معا إلى وجه الله
(7) الدعاء مع تزايد فى يقين الاستجابة
أليس كل ذلك هو ما يتم فى الموالد، على خفيف؟
أليس فى هذا ما يفسر ما يفعله أهل الصعيد حين يمولدون فى السيد البدوى وما يفعله أهل بحرى حين يمولدون فى سيدى عبد الرحيم القناوى؟
وغير ذلك كثير.
أ. محمد المهدى
لم أفهم يوما هذا التمايل الرائع فى حلقات الذكر حتى تعرفت على علاقة الجسد التناغمية بالطبيعة والتوجه لوجه المولى عز وجل، ولا أعرف طريقه أخرى لإحداث هذا التناغم لدى ناسنا البسطاء إذا حرموا من هذه الحلقات ولكنى لم أفهم ما قصدته حضرتك بمعنى ظاهرة الموالد وجداوها فى تشكيل الوعى الجمعى الجديد؟ أرجو الإيضاح أكثر؟
د. يحيى:
الوعى الجمعى الجديد يتشكل رغما عن كل سلطات الاغتراب، وعن حركات المال، وعن فساد الفطرة، هو يتشكل من خلال لغة الموسيقى وحركية الأجساد، وتجليات الإبداع، والتواصل الجديد، يتشكل من خلال تزايد فرص اللامركزية وتراجع احتكار السلطات لمصادر الإعلام والمعلومات
الوعى الجمعى ينمو ويتزايد من خلال التسامح الحقيقى، واستيعاب الاختلاف، وليس ادعاء القبول
وهو أيضا يتزايد من خلال تجمعات الأجساد معا بعيدا عن الحوارات اللفظية ومواكب الكلام.
أ. محمد المهدى
أعجبنى جداً تصوير الموالد بأنها أشبه بالحج الأصغر، أعتقد أن الفجوة بين الحكومة والناس وصلت لمداها فأنا لم أعد أستغرب ما يقرره المسئول على أساس غير واقعى لما هو حادث فعلاً.
د. يحيى:
أنا مازلت أستغرب
أ. هيثم عبد الفتاح
سعدت بتذكر الموالد من خلال اليومية، وحزنت لأنى لم أتواجد بمولد السيدة زينب الذى انقضى منذ ايام وجدتنى افكر وأتأمل لأجد أن لكل فرد من متابعى الموالد هدف أو رحلة أو متعة لكنى لاحظت برغم اختلاف هذه الأهداف، لاحظت وجود هذا الوعى الجمعى الذى يجمع هذا الحشد الهائل من مريدى الموالد.
د. يحيى:
المصيبة أنهم لا يعرفون أصلاً شيئا اسمه “الوعى الجمعى”، مع أنه موجود حتى فى الحيوانات يا أخى، بل أنى أحيانا أشعر أن للجماد وعيا جمعيا، الجبال مثلا تسبح لله، هل يمكن أن تسبح دون وعى،
كل ذلك وهم (السلطويون) ليس عندهم فكرة.
د. هانى مصطفى
غير متفق بالكلية مع فكرة الموالد أصلاً وإن كانت مفيدة من جانب، فهى ضارة من جوانب أخرى، هذا رأيى وفيه تفصيل، شكراً.
د. يحيى:
من حقك ألا تتفق، لكن بالله عليك، قل لى: ضارة من أى جانب، وبأى مقياس إن شاء الله، لعلها تبدو ضارة إذا قستها بأخلاقك الفوقية، أو بخوفك من جسمك، أو ببعدك الاستعلائى عن بعض عامة الناس،
الشىء الضار لا يستمر مئات السنين بل آلاف السنين لأن ما ينفع الناس هو الذى يمكث.
ما رأيك؟
****
يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (13)
ثراء حركية الجهل فى مواجهة جمود العلم
د. محمد أحمد الرخاوى
عندما ينتهي الوجود في المعلوم ينتهي كل شئ (الذين يؤمنون بالغيب).
فكرني هذا الحوار بالمأساة المستمرة في تنشئة كل المصريين بطريقة “كُلْ وتقيأ” في التعليم
هذا موقف وجودي اساسا فنحن نئد فضيلة الجهل بدءا من التعليم ليتمادى هذا الخوف في كل مواقف الحياة، وكاننا المفروض أن نعلم كل شئ!!!!!!!!!!!!
د. يحيى:
حلوة حكاية “فضيلة الجهل” هذه.
أ. رامى عادل
حين ترجمنى يدك، وتجذبنى موتا رجيما، انبعث متوكلا مضيئا شمعة ليلي، حيث تنفجر بداخلى سياطك، فاتوجع دون ان انفجر ساخطا، اتكيء على نفس اليد، فقد علمتنى الكثير، ان الكسره هى شط المحيط، ان من جوف الظلام ينفرج النور، يدك هى التى اخرجتنى للشاطيء بعد ان كادت تودى بي، حتى تيقنت ان الله فالق الحب والنوي، فالق الاصباح، وان شمس الكون المغربيه هى شعلة نهار اسود كتوم، ومن بينهما يستشع النهار ، فيتجلى نوره الصبوح، فتنقشع الغيمه مؤكده انه لا بد للراحل من رجوع
د. يحيى:
حتما
أ. رباب حمودة
– اعجبت جداً بفكره عباده اصنام جديدة اكثر خفاء واخطر أثراً، وفكرت كثيراً فى هذه الاصنام ووجدت نفسى او ضبطت نفسى انى لا اقدر ان ابعد عن هذه الاصنام الموجوده حالياً فى هذه الايام ولكن تبينت ان كل عصر او زمان فيه عبادة اصنام فى كل وقت ولكنى حسيت ان التشبيه صعب جداً؟
د. يحيى:
صحيح هو صعب، لكنه هو
أ. رباب حمودة
– الربط بين حركية الجهل وجمود العلم لم افهمه فالمعروف أن العلم هو الذى يتحرك والجهل يموت.
د. يحيى:
العلم الحقيقى هو حركة مفتوحة النهاية، أما العلم الذى أصبح الدين الرسمى لتكاثر الأموال، فقد أصبح حاجز أصما ضد حركية المعرفة،
على الجانب الآخر نتعرف معا على الجهل الذى يدافع عنه النفرى، وأنبرى لأعلن ما وصلنى منه باعتبار: أنه الاعتراف بالقصور مع الشوق إلى ما لا نعرف، وأيضا مع الفخر بالسعى الدائم لطرق أبواب الغيب، مع يقين الاستجابة، واستمرار احترام ما لا نكتشف باستمرار سعى متزايد متجدد أبدا.
هذا الجهل هو حركية معرفية من نوع آخر.
أ. رباب حمودة
– اعتقد اننا ندافع عن الجهل لما رايناه من مخاطر العلم.
د. يحيى:
العلم الحقيقى ليس له مخاطر
العلم المؤسسى السلطوى (الدين الحديث) أصبح كنيسة من كنائس القرون الوسطى
نحن لا ندافع عن الجهل، لكننا نحاول أن نحترم حركية الجهل وحتى نتعرف من خلالها على معرفة أخرى.
د. عماد شكرى
هل يمكن تصنيف الجهل نوعياً إلى تعبيرين مختلفين يعبران عن هذين النوعين المتناقضين من الجهل وكذلك العلم!!
د. يحيى:
يمكن
لكن علينا أن نحذر من استبدال الألفاظ أو استعمال ألفاظ جديدة، وكأن هذا هو الحل، بل إنه قد يكون مهربا،
علينا أن نتحمل المسئولية الأم: حركة أم لا حركة؟ تصنيم أم كدح؟ استقرار أم إعادة نظر؟ …. إلخ.
****
“برنامح مع الرخاوى”: قناة أنا
أ. السيدة
جميلة جدا\” حلقة المغامره وحضرتك رائع وانا باقول بلامغامره بلا بتاع أحسن أغطس ما اطلعش انا ممكن اغامر بأى حاجه إلا أسرتى، وأنا لوحسيت أنى مش قادره أغامر حاسلم الأمر لله وأدعوا الواحد القهار
د. يحيى:
لا أحد يقدم على المغامرة من باب المنظرة، هى تفرض علينا، فنقبلها حبا فى الحياة وأملا فى الكشف، ونحن مستعدون أن ندفع ثمنها.
أشكرك على المتابعة والتشجيع .
****
دراسة فى علم السيكوباثولوجى (الكتاب الثانى) (15)
أنا قالع ملط، لكنى مش عريان!
د. أسامة فيكتور
كذلك: ….فشتان بين إحساس إنسان اختبأت مشاعره رعباً وبين إحساس شاب فى أول طريقه وهو يكتشف طبقات مشاعره مع اكتشاف طبقات وعيه تدريجياً دون تهديد بالتفسخ أو المواجهة،
هو فيه فرق صحيح، لكن الاثنين أصعب من بعض وفيهم تعرية: الأولى فجأة والثانية بالتدريج.
د. يحيى:
صحيح
وربنا يستر
أ. نادية حامد
أتفق مع حضرتك تماماً أن الثقة بين المريض والمعالج هى الطريق الوحيد للتواصل ثم الكشف ثم العلاج وعلشان ده يتحققق لازم يبذل المعالج جهد كبير لتحقيق هذه الثقة فى شيلان هم ومسئولية المريض ولازم يكون حاضر فى الوعى طول الوقت “تقمص المريض”
د. يحيى:
لو قدر!!
ربنا يسهل
أ. نادية حامد
أتفق مع حضرتك فى أنه أحياناً يقع المتدرب فى العلاج الجمعى لخطأ “النصح أو الحفز أو التوجيه بس المهم ينتبه لده ويعمل وقفه لذلك ومايكملشى فى “التييمة” دى.
كما أنه ممكن يقع المعالج المتدرب فى العلاج الجمعى أو يزنق نفسه فى “تييمة” الوصف أو النقد.
د. يحيى:
هذا صحيح
ووجود معالج مشارك، أصغر أو أكبر يخفف قليلا أو كثيرا من هذه المضاعفة.
كذلك المتابعة بالاشراف قد تقوم بدور مفيد لاحقاً.
أ. أيمن عبد العزيز
هل من الضرورة أن وراء كل ظاهر ما هو أهم وأعمق؟
هل رؤية المريض قد تعيق علاجه؟!
د. يحيى:
رأيى أن هذا الاحتمال وارد غالبا
أما أن رؤية المريض تعيق علاجه فهذا يتوقف على نوع الرؤية، وهل هى معقلنة تنظيرا، أم هى وعْىٌ يتشكّلُ فعلا؟ الرؤية المترجَمة أولا بأول إلى “كلام” وشرح، هى معقلنة غالبا، ومعطِّلة بالتالى
أ. أيمن عبد العزيز
إذن: فإن صورة المريض التى فى متناول العلاج ليست هى حقيقته وإنما غطاؤه، وقد فهمت كيف أن المريض يمكن أن بتفرج من داخل داخله على المعالج وهو يحاول أن يفسر ويؤول، وانتبهت للمعالج واستخدامه لرؤيته التى يعتقد أنه وصل إليها وإلى الفروض التى يرى أن عليه أن يضعها فى الاعتبار فى خطة علاجه.
د. يحيى:
… كل هذا يتفاعل مع بعضه البعض، ولهذا ينبغى أن نحترم كل المصادر والتنويعات، ونسمح لمحصلتها أن تؤتى نتائجها معا.
****
التدريب عن بعد: (57): (من العلاج الجمعى)
لعبة ياه ..!!! دى طلعت صعبة بشكل، ولكن ..، (الحلقة5)
د. نعمات على
هل يمكن من ضمن الفروض، ان نفترض الالعاب لا تجعلنا ننظر إلى الصعوبة فقط، وإنما لما نعانيه ونتجاهله ونقول احنا بنقوله هذا هو، طيب نعمل ايه
د. يحيى:
فرض جيد يستحق!؟
م. محمود مختار
لعبة لعبتها أنا وأصحابى كانت شديدة الدلالة جت فى بالى وأنا بتفرج على فيلم فيه حفلة تنكرية
قلت لنفسى يا ترى لو دعيت لحفلة تنكرية هلبس أيه ؟
أنا لو دعيت لحفلة تنكرية حالبس….راجل عجوز مبتسم.
ولعبتها أنا واصحابي منهم إلى قال حالبس فارس عربي ومنهم إلى قال حالبس ظابط و فيه سوبر مان وفيه ناس قالت حاروح زى ما أنا وفيه قالوا معرفش
أنا مش هقدر أعلق علي أى اجابة فى وجود حضرتك. بس أنا شايف اللعبة دي ممكن تورينا أحنا عايزين أيه؟ أو بندور على أيه؟ او مفتقدين أيه؟
د. يحيى:
بصراحة فكرة جيدة جدا
لو سنحت لى الفرصة، أعتقد أننى سوف أحاول الاستفادة منها
شكرا جزيلا.
****
دراسة فى علم السيكوباثولجى (الجزء الثانى) من وحى ديوان أغوار النفس
الحلقة (16) من وحى الحالة الثالثة: الحق فى الانسحاب (الرجوع):
الحنين إلى “ركنك الخاص” (1 من 2)
د. أميمة رفعت
أكتب هذه الأيام نقدا مطولا لأحلام فترة النقاهة… ووجدتنى أغرق فى رؤية محفوظ للموت.
والحقيقة أنها ولًدت عندى صورا وأفكارا ومشاعرا لم استطع حتى الآن لا التعبير عنها بالكلمات ولا حصرها فى بضع جمل، ولكن شغلنى كثيرا فى هذا الموضوع فكرة الرجوع إلى الرحم على شكل النزول إلى القبر، أو الدخول فى تابوت، أو الدفن تحت الأرض ثم الولادة من جديد. وقد شعرت فعلا أن الموت هكذا يكون مرحلة ضرورية لا غنى عنها للإنطلاق ببداية جديدة .
ثم جذبتنى فكرة رجوع محفوظ إلى “البيت “: بيت الجمالية، بيت العباسية، وأخيرا بيت الإسكندرية، فهو لا يرجع فقط بذكرياته ولكنه يرجع بكل وجوده إلى الرحم الذى أعطى له الحماية والإنتماء والحميمية، رجع إلى الأصل الذى كان نقطة البداية الأولى فى حياته، وبات عندى إعتقاد أنه فى اللحظة التى يرجع فيها وهو يكتب تتخلق منه فكرة جديدة تنطلق فى كتاباته .. لست متأكدة من هذا الإعتقاد على كل حال .
وقد تصادف أننى أقرأ هذه الأيام أيضا عن “البيت القديم” فى كتابات محفوظ ودلالاتها مكانيا وزمانيا فى كتاب الدكتور حسين حمودة (فى غياب الحديقة ..حول متصل الزمان / المكان فى روايات نجيب محفوظ) وإستشهاده بجاستون باشلار فى (جماليات المكان) وقد أعجبنى قول د.حمودة :(بالخروج من البيت والكون فيه فى الوقت نفسه، بالنأى عنه والتوق إلى عالمه معا، يتكون ذلك الوضع الإشكالى الماثل ( .. ) ولم يعد بالمستطاع سوى حنين محال الإشباع لنفى هذا الإنتقال الذى تم بالفعل، إننا، هنا، لسنا فحسب إزاء نزوع “للعودة ” بل إزاء نزوع “للإستعادة “( .. ) ومن هنا، فهذه الإستحالة تجعل من حنين العودة إلى البيت القديم “حالة موازية لحنين العودة إلى حضن الأم، أو إلى رحمها، وموازية أيضا للتوق إلى الفردوس الأول المفقود).
وأتفق معك تماما فى أن هذا الرجوع أو “النكوص” ليس بالضرورة مرضيا بل ربما كان ضروريا لإعادة الخلق، وكما يقول أيضا د. حمودة، فهناك إرتباط بين “تجربة الوجود فى الرحم” وأساطير التكوين بما تتضمنه من إسقاطات ولادة وموت وإتحاد بمفردات الكون.
أى أن الإحتياج لهذا النكوص جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية كما ظهر لنا منذ زمن الأساطير .
وإسمح لى يا د. يحيى أن أحكى عن مريضة لدىَ مرت بهذه التجربة منذ أيام قليلة أتذكرها الآن فى هذا السياق إذا كانت قراءتى لحالتها صحيحة :
هى فصامية عمرها حوالى 54 عاما، آنسة، لم تكمل دراستها فى كلية الآداب بسبب مرضها، ترددت على المستشفى كثيرا وإنتهى بها الأمر بالإقامة فى المستشفى منذ 18 عاما. هى فى قسم سيدات بالأجر (إنتقَلت أنا للعمل به مؤخرا). أتولى علاجها منذ شهرين. المريضة تعيش فى قصة واحدة لا تحكى غيرها وهى أنها أحبت زميلا لها فى الكلية وأعطته صورتها وهما فى رحلة إلى الأهرامات، وتنتظره ليتزوجها. وتطلب من كل من يحدثها (هاتولى فلان علشان يكتب كتابه علىَ). ولا تعترف طبعا لا بمرور الزمن ولا بإحتمال زواج فلان هذا وإعالته لأسرة .. إلخ
لم أشعر أبدا أن المريضة لديها مشاعر أو حنين لهذا الماضى، هى فقط تعيش فى هذا الماضى الذى ليس لديها غيره فتكرره ثم تكرره ثم تكرره .. لإفتقارها للحظة آنية فحياتها داخل المستشفى فارغة تماما منذ 18 سنة. ولكن ما لفت نظرى هو شكواها العضوية اليومية والمستمرة منذ سنوات من آلام وحرقان فى المهبل!! فهل يترجم جسدها حبها لهذا الرجل وإفتقادها له بآلام فى أعضائها الجنسية؟ هل يجسد هذا وهما لا تستطيع الحصول عليه فى الواقع فتجعله هى واقعا ملموسا؟ هل يستحضر هذا الإحساس لحظة من لحظات الماضى ويحتفظ بها فى الحاضر؟ هل هى مجرد رغبات جنسية مكبوتة تظهر على شكل الم عضوى وهل ثقافة مجتمعنا تمنع هذا الشعور عن الظهور على شكل لذة جنسية فيظهر على شكل ألم جنسى، وخاصة أنها لا تكف بمناسبة وبدون مناسبة عن وصف نفسها بالشريفة العفيفة؟ لا أعلم..
بعد العمل معها، ظهرت بعض التغيرات على المريضة من الكف تلقائيا عن الحديث فى هذه القصة إلى الحديث بكثرة وبحدة عنها وبالتبادل، وقلًت كثيرا شكواها من الآلام المهبلية وأخذت تشكو بدلا منها من خنقة وضيق، وهذا جديد عليها، ثم قامت بشىء غريب: فقد إرتدت ملابسها وخرجت من العنبر بهدوء دون ان يشعر بها أحد ثم من المستشفى كلها أيضا دون أن يوقفها احد (وهذا يسمى لدينا “هروب” وتسبب فى محاسبة ستة افراد حتى الآن) وركبت تاكسيا ورجعت إلى بيت أهلها اللذين لم تر منهم فردا واحدا منذ 18 سنة ومكثت به قليلا ثم رجعت إلى المستشفى مع أخيها دون مقاومة فى نفس اليوم. وعندما سألتها عما فعلته قالت بهدوء: كان لازم أرجع بيتنا انا بقالى كتير قوى فى المستشفى، كمان كنت عاوزة أشوف (فلان) علشان يكتب كتابه علىّ. وعندما سألتها شوفتيه؟ قالت لى: لأ … وسكتت قليلا ثم قالت تلقائيا أنا رحت وأنا مرتاحة قوى ورجعت وأنا مرتاحة قوى، وكررتها مرة اخرى .
لأول مرة أرى المريضة مرتاحة الملامح، وأشعر فى نبرات صوتها بحنين حقيقى للأهل وحماس وهى تحكى لقاءها معهم. وقد شعرت وقتها انها إحتاجت للرجوع للأصل ..للرحم ..لتولد من جديد، وكانها مستعدة الآن لتبدأ مرحلة جديدة من العلاج .
أخشى أن تكون ميولى الأدبية مسيطرة علىَ فى رؤيتى للمريضة كما نبهتنى من قبل فى حالة “جاذبية غير مفهومة” ولكننى أحاول كما نصحتنى أن أضبط الجرعة. وقد لاحظت الآتى :
- أن هذه هى المرة الأولى التى تفكر فيها المريضة فى (الخارج).
- أنها المرة الأولى التى (ترغب) فيها فى رؤية أهلها حقيقة ولا تكتفى بذكرهم بمجرد الفاظ جوفاء تكررها بلا معنى.
- أنها فكرت وقررت ونفذت …وهذا غريب جدا على حياتها الراكدة الميتة منذ سنوات .
- أن شكواها الجسمانية قلت بدرجة ملحوظة .
- وأخيرا وهو الأهم رجوعها التلقائى إلى نقطة البداية وما صحبه من راحة نفسية أكدت بنفسها عليها مرتين .
ألا يؤكد هذا كل ما تفضلت وكتبته فى هذا المقال عن إحتياج الإنسان “للرجوع” أو “النكوص” فى لحظات كثيرة من لحظات حياته حتى يجدد وجوده وليس فقط للإختباء أو الإنزواء؟
د. يحيى:
شكرا جزيلا
وفى انتظار نقدكم للأحلام، ولا أعرف إن كان ذلك سيتطلب منك النظر فى التقاسيم أم لا؟ هذا ليس طلبا على أية حال
أما بالنسبة للحالة التى عرضتيها فربما تتاح الفرصة لمناقشتها فى باب “استشارات مهنية” لو تحول الأمر أسئلة محددة،
وأيضا أقترح أن تنتظرى حتى أتم موضوع “جذب الركن” وقد ظهر الجزء الثانى أول أمس: الأربعاء وقد تم تنظيم النشرة وتعديلها صباح الخميس وأتمنى أن تكون تحت يديك النسخة الأخيرة منها (صباح الأربعاء لا مساء الثلاثاء)، وليس التى دخلت الموقع يوم الثلاثاء مساء، أما الحلقة الأخيرة (الوجه السلبى للظاهرة كما جاء فى المتن) فسوف يكون موضوع الأسبوع القادم.
د. على الشمرى
اعتقد ان العودة الى الركن الخاص هى جزء من مشاعرنا وذكرياتنا الواعية وغير الواعية وبالتالى هى حق مشروع نمارسه متى ما ملينا من ضغوط الحياة كمكان منزوى بعيدا عن الضجيج واعادة معايشة التجربة ربما مرة اخرى فعلا هذا مايحصل فى بعض الاحيان عند ما نتعب من ايقاع الحياة وتكون مزعجة او تبعث على السأم بسبب الاليات المتكررة والخاطئة فى بعض الاحيان او التى يعتريها شيئا من الزيف والواقع غير المريح فحياتنا بالكهف والقبو رغم بدائيتها الاانها اكثر مصداقية واكثر انسانية حياة بسيطة خالية من التعقيد اكثر تلقائية من حياتنا المعاصرة فى بعض الاحيان فهل يوجد فى تركيبتا الحيوية ما يجذبنا الى ذلك الماضى البدائى وربما البائس؟
د. يحيى:
شكرا يا عم على، وإن كنت أتحفظ قليلا على اقتران هذا الحنين بالبدائية أو بالطفولة إلا من جانب محدود، ومؤقت وتمهيدى.
****
دراسة فى علم السيكوباثولجى (الجزء الثانى) من وحى ديوان أغوار النفس
الحلقة (17) من وحى الحالة الثالثة: الحق فى الانسحاب (الرجوع) :
الحنين إلى “ركنك الخاص” (2 من 2) (خبرات شخصية: الركن القصى والجذب اللحوح)
أ. رامى عادل
رأيتك رأى العين هكذا، منزويا، قابعا، يمتلئ وجهك بوخزات لا ادرى ان كانت جمالا ام قبحا، كانك النبى ابراهيم يخبر وليده بانه على وشك ان يذبحه، رايتك منزويا ولم يصدقنى ابنك د.محمد واعترض، ولم اعترض، ولكن هذا كان فى زاويتك، وبعد ثوان او اكثر فردت جناحيك ورفرفت، وكنت فى انتظار هذه اللحظه الفاصله الصادقه الدافعه المندفعه، فقد ذكرتنى بالكهف، فقد “اويت” اليك ابى بعدما تلقفتنى وتقاذفتنى الانواء، لكى اخرج منك اليك راقصا رافضا متوجها، اتذكر الان بعد كل هذا انك دوما تقولها انك لن تستطيع معى صبرا، هذه هى رحلتك، اصدقها كما هى بما هى فى زاويتك.
د. يحيى:
آسف، لأن نسخة النشرة التى وصلتك ليلا قد تعدّلت (تنظيما) هذا الصباح (الخميس) برجاء الإطلاع على النشرة الجديدة، فهى أوضح وأحسن تقسيما.
ومع ذلك يظل تعقيبك هو إبداع له دلالته
شكرا.
****
حوار/بريد الجمعة 24-7-2009
د. محمد أحمد الرخاوى
في ردك علي الصديق الذي استشهد بالآية الكريمة \” ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم\”
اذكر ان احد المفسرين افاد بان تفسير هذه الآية علي عكس ما يتصوره كثير من الناس
اي ان الله يغير الحال اذا غير الناس ما بأنفسهم من ايمان الي ضلال وليس عكس ذلك
وانا اميل الي هذا التفسير واصدقه اكثر
والله اعلم
د. يحيى:
لك رأيك
ولا أوافقك عليه
وأتحفظ على كل التفاسير، دون رفض
أفضل الاستلهام، وحمل الأمانة، دون استشهاد حتى.
أ. رامى عادل
الفاضله د. أميمة رفعت: هلا استحضرتى معنا كلمات عم يحيى – أفرح بالوحده إذا فرضت على أفرح بك إذا كسرتها- وأنه يخاف أن يكون ثقيلا
إلى الأخ الأكبر د. محمد أحمد الرخاوى أشهد إنى استغربت جدا من طريقة حضرتك فى الكتابه المره دى، ده لأنى استطعمتها. لون جديد. ولحن آخر، عايز اقول كلمة اشمعنا، ومن شهر وشويه حسيت بنفس الشعور أن قلم ايديك بيعلم عل ورق، مش زى امبارح، إنما بلون برونزى زى متكون بتعيد (م العيد) علينا بينا لينا
د. يحيى:
يصل ويسلم للدكتورة أميمة
ثم على الله يوصل لك يا محمد يا ابن أخى
****
آخر البريد
وصلنى عبر الموقف بعض الاستشارات الخاصة، بمعاناة خاصة، أو مأزق فردى، وسوف أحاول أن أرد على مثل هذا البريد مباشرة دون نشر فى الموقع، فعذرا مع شكرى لهم على كريم ثقتهم ودعائى لهم بالصحة ودوام التوفيق.
فعلت ذلك مضطرا حتى لا أشغل أصدقاء الموقع فى بريد الجمعة بما قد لا تعم فائدته.
اعتذارى مؤقتا هو للأصدقاء :هيكل الدمرداش، محمد فريد، شيماء محمد، توتو سعيد، وأرجو أن أوافيهم بالردود الممكنة على بريدهم الخاص فى أقرب فرصة.