“نشرة” الإنسان والتطور
1-5-2009
السنة الثانية
العدد: 609
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
قياسا على ما تم فى بريد الأسبوع الماضى:
المقدمة هى أنه: “لا مقدمة“
يبدو أن هذا أفضل
****
فصامى” يعلمنا: (1) “كيف الفصام”، “دون أن ينفصم”!! (الحلقة الأولى)
أ. إسراء فاروق
فى التساؤلات اللى حضرتك طرحتها فى نهاية الورقة إجابة لمعظم ما يدور بذهنى بل وأكثر منها، وإن كان من أكثر التساؤلات عندى أثناء قراءة الحالة – قبل الوصول للتساؤلات: إزاى يبقى فصامى بكل محكات الفصام وبعد 13 سنة من المرض، إزاى تفضل المشاعر والحالة الوجدانية بتاعته سليمة تماما كده، وبرضه قدراته المعرفية ليس بها أى خلل، إيه اللى ممكن يكون مخليه مفركش قوى من جوه ومتماسك قوى من بره “فصامى دون أن ينفضم”!!
د. يحيى:
هذا هو ما نحاول أن نصل إليه فى نهاية النهاية، أرجو مواصلة متابعة الحالة.
أ. رامى عادل
كل ما باتعلم حاجة، فى مجرى بتتفتح، العلم بيصب فى المجرى وبتتملي: نرجع مرجوعنا لفعلنة المعلومات، وحاسة الإنصات اللى بيفتقدها معظم عيانينا، لازم الواحد تجيله خبرة انه يستمع، ولفترات طويله بدون ان يفرك أو يغطس، عشان اللى بيستمع له، بينشط القلب، وساعات بينفخ عضلات الجسم، ما هو الجسم كله بينصت، ممكن الرضيع يوزن الكلمه على نوع ذكرياته، وممكن راجل كبير وبشنبات، ودماغه مليانه اصنام، اى حاجه يسمعها، يبقى عارفها وفاهمها، من غير ما توصل لقلبه، دي كلمه واحده كفيله انها تتعتع المنظومه الضلاليه، لو الكلمه دى هشمت الاصنام، والأفكار المتصلبه، أقصد منظومة الفكر الضلالية، زى ما يكون الكلمه – الحق – الروح بتخش بطاقتها متسلله وتقوم مفشفشه العقل القديم، وتحل مكانه حقيقتها، وتيجى حقيقه جديده تقوم بالمناوره دى، ويقف العيان زى الاسد فى مواجهه الحقيقه لكى يستوعبها
للعلم بقى ممكن مايستحملش تقل الكلمه مادام عيان، فيتلكك ويتفتق، وحتى دى ليها علاج، انه يتعلم من انفلاقه بسبب الكلمه الاصل، اللى صحّت جواه كل الكوابيس، ويلمها في فازه او يحتويها ومايتكسرش، أنا اقصد ان بكلمة تلم العيان لو انصت وماسارعش بالرفض، ويمكن ده الى يقدر المخ يستوعبه او لسه ماتمرنش انه يستمع ويحلل ويخرج المعلومهات من الناحيه التانيه فى هيئه تانيه، زى ما تكون المعلومان بتخش خلاط وهى موضوع بتخرج نفس الافكار فى هيئة موضوع اخر كأنه هو.
د. يحيى:
يا رامى، يا رامى، وأنت أيضا تعلمنا، فهل نتعلم ؟
***
حالات وأحوال:
الفهد “الإنسان” يصدِّق ويبدأ رحلة العلاقة “بالآخر” بعد هجمة قصيرة
(الجزء السادس والأخير)
د. نعمات على
لاحظت أن حضرتك فى الآخر بتحاول تعمل حوْصلة بالرغم من إن قبل كده لما كنت بتحاول تفتح معاه فى آخر مرة حصل استجابة منه، استغربت لأنى كنت باشوف حضرتك بتعمل كده مع طالب علشان يخلص دراسته أو ينهى جامعته إنما هنا إيه السبب؟
د. يحيى:
من أصعب الأمور على المعالج أن يرضى بما لا يتمناه لمريضه، الود ودّى ألا أوافق على أى تحوْصل، وأن أواصل مع المريض رحلة الحركة والألم والنمو، لكن المسألة ليست بالأمانى، المسألة مسئولية، وكلما توقف المريض فى محطة، علينا أن ننظر انبعاثه هو، لا أن نقحم عليه أمانينا فى أن يكمل حتى نهاية الخط.
الذى ينطبق على طالب حتى يكمل دارسته، ينطبق على أى مريض استقر فى “محطة” ما ملتحفا بدفاعاته، لو كانت قوية بدرجة كافية.
****
فصامى” يعلمنا: (2) الوضوح الغامض (الحلقة الثانية)
د. محمد على
“لما اتخلص من اللى عملوه فيه من ساعة ما اتولد، يعنى لما اتجنن اعتبر نفسه خف”.
يبدو أن “الجنان” هو حل فيه شىء من الحرية لكى يكون الإنسان “بـ الجنان” حرة أفكاره وتصرفاته وكل الكون اللى حواليه.
د. يحيى:
هو فعلاً حرية، لكننى اسميتها ذات مرة “سجن الحرية”، حرية تنتهى إلى سلب الحرية، ولى أطروحة كاملة من أصعب ما كتبت يمكن الرجوع إليها فى الموقع “عن الحرية والجنون والإبداع” وهى فى الفصل الثالث من كتابى “حركية الوجود وتجليات الإبداع”.
أ. رامى عادل
تنفتح الهوه، تشير اليه الاصابع متهمه اياه بالتسلق، تحدث الكبوه، ينطفئ النجم، يخبو ويشتعل رمادا، يبتلعه الثقب، تستمر الهوه ويستمر الانسحاق، تبتلعه الغربه، وتشتعل جهنم، تستمر الدوخه، تحيط به النيران، تلدغه افاعى العصيان، وتوبخه، تصفعه، تشد اذناه، يالهامن شديه، والبئر الاسود ماله من قرار، ياله من جب هذا الذى، وقع فيه، يبدو انه لا نهايه لتمردى وعصيانى، يبدو ان الحيات فى باطن جوف الارض تنادينى لابقى معها، اتعلم كيف يكون الصبر، كيف احيا لاتلتهمنى، تربينى الحيات وسطها، انا الكاهن العراف، يحتضننى الكهف، يخفينى، واللون الرمادى الاخضر لون الحلم النارى، ومزاميرك، وصوت الاعاصير، والجب السحيق، وويلاتى، ووحدتى وخروجى، وقناعى الممزق المستحيل، وعبراتى كل هذا حدث دونك، كيفلا تشعرى بنثل احساسى، انا الذى لونت وجهك بمساحيقى، ولونتى وجهى بالعرفان
د. يحيى:
عَلاَمٌ آخر
شكراً.
د. محمد أحمد الرخاوى
طلبت منك فى حوار سابق من بريد الجمعة أن تنشر لنا فرضك كاملا عن الفصام بحيث يكون مكتملا لمن يريد أن يتابع . طبعا أعلم أن لا شئ يكتمل ولكن مازال رأيى ان تضع الفرض كاملا بحيث يمكن حين نتناول حالات مختلفة من زوايا مختلفة الرجوع الى الفرض ومحاولة تطبيقه او قياسه كمحك للاختبار وللاثبات او للتعديل .
من يتابع هذه الحالة بالذات يحاول أن يقرأ الفرض من حوارك مع المريض أكثر ممما يعرضه المريض بمعنى انت تريد ان تحول كلام المريض مع حدة رؤيته وتصديقه فى نفس الوقت الى اثبات فروض عاملة وهذا واضح ولكن فلنطرح الفروض العاملة اولا ثم نثبت من خلال هذا الحوار الحى هذه الفروض وساعتها ستكون اكثر قابلية للمعايشة فالتصديق فالاثبات وهكذا.
الخلاصة مرة اخرى فللتطرح الفرض كاملا اذا امكن ثم لتثبته من خلال الحالات الحية الواحدة تلو الاخرى بتنويعاتها طبعا.
زى كدة طبعا بالقياس مع الفارق زمان لما كنا بنآخد نظرية فى الرياضيات وبعدين نآخد عليها أمثلة.
د. يحيى:
اقتراحات كلها دالة على حسن استقبالك، لكننى تعلمت من طول الممارسة أن الفروض الصغيرة الفرعية هى الأهم مرحليا، ثم تتجمع أو لا تتجمع فى فرض محورى ضام.
فرض الفصام هو فرض “معكوس الحياة” فهو “فرض الحياة”.
ومن ذا الذى يستطيع أن يضع فرض الحياة غير ربنا، وحينذاك لا يصبح فرضا.
ملحوظة: البقاء لله فى حمياك يا محمد.
****
“فصامى” يعلمنا (3):
مستويات وتشكيلات “الحقيقة”، والعين الداخلية: (الحلقة الثالثة)
أ. يوسف
الحقيقة الكلام اللى حضرتك بتكشف به الزيف يوجع قوى بس كشفه بالطريقة دى وبالقوة والوفرة دى امام المرضى مفيد ام لا.
د. يحيى:
الأرجح أنه مفيد وأحيانا “لا”
ربنا يستر.
****
“فصامى” يعلمنا (4):
….”الكلام” يُحرَّك ما حول “الكلام”!!:(الحلقة الرابعة)
د. مدحت منصور
وصلنى من النشرات الأربع أن الذهان ما هو إلا تشوه رؤية الداخل والخارج نوعيا وكميا مع اختلال عملية الربط بين الداخل والخارج وربما كان الذهان كله مرض واحد غائيته الفصام وهو نفسه (الفصام) التخلى عن الحياة (ترك الحياة) نأتى للمرضى (الساموراى) والذين يقاتلون بشرف وللنهاية ويخلقون الفرصة بعد الأخيرة ينكسرون فيقومون وكما ذكرت الطبيبة تصرفاته فى العنبر 100% يعود الواحد منهم بعد الانتكاسة إلى عمله بعد أسبوع وكأنه عائد من دور أنفلونزا وأحيانا يستمر فى العمل أثناء انتكاسته وها هو أثناء انتكاسته يفكر فى عقد عمل بدولة عربية – ياللجسارة – أرى أن يوضع هؤلاء كلهم بين قوسين لحين فهم تلك الظواهر غير الطبيعية وأظن أن هؤلاء يؤذيهم الدواء إياه والحقن طويلة المفعول إياها أكثر مما يؤذيهم المرض فى حد ذاته وقد أذهب اجتهادا ورجما بالغيب أنهم ليسوا ذهانيين بمعنى psychotic هكذا تعديت كل الحدود المعقولة.
نأتى لعلاقة الطبيب بكل من الموجود بالداخل والخارج، يفوم كثير من الأطباء بإلغاء كل ما هو بعيد عن المنطق والإدراك العام وأحيانا يستعمل منطقه هو فى الإدراك وليس كل موضوع حتى ولو كان خارجى لا يتماشى مع المنطق العام هو بالضرورة تخريف ولكن أعترف أن تشويه الرؤية للبيئة الداخلية والخارجية واختلال الربط يجعل فصل المعلومات من بعضها فى منتهى الصعوبة والمريض فى الحالة الساخنة فلماذا لا تؤخذ ورقة المشاهدة مرتينالأولى حال دخول المريض ثم ملحق آخر عندما تتزن الرؤية ويتم المقارنة ليستطيع الطبيب غربلة هذا من ذاك خاصة فى الحالات الغير عادية، جهد كبير طبعا ولكن هكذا الباحثون عن الحقيقة.
د. يحيى:
مداخلتك مفيدة.
ولعلمك ورقة المشاهدة تؤخذ عدة مرات وتُصَحَّخُ المعلومات ما أمكن ذلك أولا بأول، ويرصد التغير.
أرجو أن تتابع هذه الحالة مثلا لترى.
****
تعتعة: لؤلؤة غامضة، وسط كومة قش مشبوهة!!
أ. رامى عادل
كم عدد مرضاك المنتحرين فعلا؟ اخاف ان تكون د اميمه تركت زيزى، لانها تشعر أن زيزى سوف تنتحر، وما الى ذلك من شعور د اميمه بالرفض تجاه التعلق بالمريضه،وانت يا د يحيى لماذا ترفض ان أتعلق بك، هل تريد ان تعلمنى شيئا ما، ان نبتعد او نهجر من يحبونا، اليس ذلك انتحارا، ان تتركنى معلقا هكذا، وانا الذى لا اعتبرك طبيبا نفسيا،هل هى فضيلة التخلى،ام ميكانزم من نوع اخر.هل هناك حب انتحارى؟ اذا كان موجودا فانا احتقره واحتقر من يقومون به،وانت يا د يحيى اذا كنت لا تاخذ مهدئا اقوى، فانت بذلك تنتحر،وتضيع فى الاوهام عمرا،من منا الذى يهذى؟ ام هى السكره اللعينه التى اعشقها؟ تلك هى غمراتك ايها المتسلل؟ اشعر بها تلذعنى تدمغنى تحيكنى سرابا.
د. يحيى:
يا رامى، يا رامى، أكمِلْ بالله عليك، أنت قدرها (إنت قدّها وقدود).
د. هانى عبد المنعم
ألا يعتبر الخوف من الحديث فى موضوع ما خشية بلبلة ناسنا نوعا من أنواع تنمية الجهل، فى حين يتمتع الغرب بجرأة مناقشة أى موضوع دون تحفظ، وإن كانت لهم حسابات أخرى.
د. يحيى:
يُعتبر!!
بالنسبة للغرب، فيبدو أن المسألة عندهم (عند أغلبهم) انتقائية تعرت مؤخرا من موقفهم من إسرائيل، إنهم مستعدون أن يناقشوا وجود الله حتى ينكروه، لكنهم غير مستعدين أن يناقشوا موضوع الهولوكوست حتى لو أن كل الدلائل التاريخية الموضوعية تثبت أنه كان موجودا، لكنه ليس بهذا الحجم، ثم إنه لم يكن قاصرا على اليهود، واسأل جارودى وفرانكلين وآخرين.
تنمية الجهل ونحن متخلفون أهون وأقل إثماً من تنمية الجهل وهم غارقون فى التعصب الأعمى للقتلة الأوغاد، بمواصلة تشجيعهم وحمايتهم، لا يخجلون وهم يعلنون أن القتلة أولى بالحماية وليس الأطفال الأبرياء.
***
تعتعة: المأزق الانتحارى، وأن تولد من جديد!
د. إسلام إبراهيم
موضوع الانتحار لا يمكن النظر إليه من المنظور الدينى لأنه لو ماكنش من المنظور الدينى.
يكون الانتحار اختيار وارد لأى إنسان عندما تكون الحياة تحصيل حاصل.
د. يحيى:
كل الأديان قد نهت عن الانتحار نهيا صارما، لكن تفاصيل ما وصلنى من نوع ودلالة ومعنى عقوبة المنتحر فى الإسلام كان مفيدا جدا لى، ووقائيا فعلا لكثير من مرضاى، وقد ذكرت التفاصيل فى متن التعتعة.
د. ناجى جميل
أعجبتنى مقولة إن البقاء استسلاما هو انتحار من نوع آخر وإن كنت أعتقد أنه نظراً لشيوعه، فهو وراد نتيجة للاحباط وذلك بالنسبة لشريحة عريضة من البشر الذين ربما يكون لا حول لهم ولا قوة.
د. يحيى:
أنا أيضا أعتقد ذلك،
ولا أقبله
د. ناجى جميل
تعبير الميلاد الجديد فى الانتحار الإيجابى رائع وله ما يرادفه فى الديانة المسيحية، فهو يطلق على من يؤمنون إذ يموتون عن الحياة الدنيوية ويحيون إيجابيا فى الله.
د. يحيى:
نعم، ولكن:
هذا السافل القاتل المسمى دبليو بوش أدعى أنه قد مرّ بخبرة هذا المفهوم الرائع، وهو يعالج من إدمانه الباكر، فتوهم أنه مبعوث العناية ومن حقه تصنيف البشر إلى محور الشر ومحور الخير، وهات يا قتل لحساب أسياده المافيا والشركات العملاقة.
د. أسامه فيكتور
أعجبتنى عبارتين أو قُلْ “دنيتين” أو “حياتين” (حياة + حياة):
الأولى “وإلا فالبقاء استسلاماً هو انتحار من نوع آخر”
الثانية “إن من يريد أن ينتحر إيجابيا يمكنه أن يولد من جديد”
وأدعى وأقول:
ياريت ننتحر كل يوم إيجابياً.. طبعاً صعب قوى وكل واحد حسب نيته… والله المستعان.
د. يحيى:
دعاء النوم واليقظة عندنا يؤكد هذا الاحتمال، وقد كررته مرارا:
أما دعاء النوم فمن ضمنه أن نقول ونحن نهم بالنمو:
: “……اللهم أنْ قبضت نفسى فأغفر لها، وإن إرسلتها فاحفظها”
معنى ذلك أننى أستعد للموت كل ليلة،
وحين استيقظ نقول
“الحمد لله الذى أحيانى بعدما أماتنى واليه النشور”،
إذن فالبعث “كل يوم”، كما تقول، وارد بمجرد النوم واليقظة لوصدقنا الدعاء وتحملنا مسئولية عمق معناه، وفهمنا معنى الإيقاع الحيوى الخلاق، بدلا من أن نررد ما لا نعى تبركا وتكرارا، ثم نمضى فى جمودنا وتعصبنا حتى نموت قبل أن نحيا أصلا.
أ. محمد المهدى
هل “الانتحار التكفيرى” هو انتحار ناتج عن إحساس الفرد بذنب اقترفه،
وما هو الفرق بينه وبين انتحار المسئول للإعتذار أَوَ ليس هذا تكفيرياً أيضاً؟!
د. يحيى:
لا أظن،
أنت تعرف أننى لا أصفق للشعور بالذنب مهما كان براقا، أو حتى صادقا.
الانتحار التكفيرى هو نوع من إنزال العقاب على الذات نتيجة لإساءة ألحقها مسئول بعدد من الأبرياء بما فى ذلك قتل الخطأ، فما بالك بالقتل الجنان؟.
فى اليابان على ما أعتقد هناك من المسئولين من ينتحر إذا أخطأ فى حق الناس، وهذا هو نوع من الانتحار التكفيرى، وإن كان لا يغفر الذنب لأنه لا يمحو الإساءة
أما اعتذار المسئول فأنا لم أذكره تحديدا، أظن أننى ذكرت استقالة المسئول وكنت أشير أن اغلب المسئولين عندنا لا يفكرون حتى فى الاعتذار، ناهيك عن الاستقالة، ناهيك أكثر فأكثر عن الانتحار.
علما بأن الاستقالة قد تكون عند بعضهم نوعا من الانتحار حين تكون السلطة هى كل حياتهم فعلا.
أ. محمد المهدى
إذن: ليس بالضرورة أن يرجع الانتحار لضغوط وأسباب اقتصادية بقدر ما يرجع لانتصار الفرد لإحساسه بكرامته وأدميته وحقوقه.
د. يحيى:
ليس هكذا بهذا التعميم.
الانتحار لا يكون أبدا انتصارا لكرامة وآدمية وحقوق أى إنسان، لأنه هرب وأنانية، إلا إن كنت تقصد الانتحار الإيجابى أى إعادة الولادة.
أ. محمد المهدى
العزوف والامتناع عن الانتحار ليس دليلاً على الإيمان ما لم يتحول ذلك إلى التزام بأن يحيا الفرد كما خلقه الله.
د. يحيى:
هذا ما أردته تماما.
د. ماجدة صالح
إختلط علىّ الأمر فى معنى الانتحار الإيجابى لما يحمله من قتل النفس حتى لو كان هذا القتل للكيان القديم (المريض. الميت أصلا) ولكننى أرى أن إعادة الولادة لا تعنى بالضرورة قتل القديم بقدر ما يمكن الإستفادة منه بطريقة ما لتخليق الجديد.
د. يحيى:
أوافق على إضافتك، لعل التعبير الأصح هو “إضافة القديم إلى الجديد جدلاً”، ليتكون جديد أجد من الجديد”، إذن يختفى القديم فى الجديد الأجدّ: جزءَا لا يتجزأ منه!!
صعّبتيها يا ماجدة.
د. محمد شحاته فرغلى
علاقة الإنسان بنفسه وتخلصه منها: انتحاراً أم استشهاداً أم تضحية، تحتاج منا إلى وقفة مقارنة لرؤية الثقافات المختلفة لها.
د. يحيى:
نعم
د. محمد شحاته فرغلى
العزوف عن الانتحار والنظر إليه باعتباره إلزاما لنا من الخالق بأن نحيا – دوناً عن سائر المخلوقات – لعل ذلك دعوة لاحترام قيمة الحياة وتقدير المسئولية التى نحملها على عاتقنا.. بشراً.
د. يحيى:
يا جدع أنت، ما حكاية دونا عن سائر المخلوقات، نحن لا نحيا إلا مع حياة سائر المخلوقات، أو قل أغلب سائر المخلوقات.
البقاء ليس للأقوى، ليس لمن يفنى غيره.
البقاء للأكثر تكافلا مع كل الحياة والأحياء.
أما حمل مسئولية الحياة اختيارا فهذا من أروع ما عرض على النوع البشرى خاصة، لعلها “الأمانة”.
د. محمد الشاذلى
ربما هناك مستويات للانتحار – تكافىء مستويات الموت، لو نظرنا للحياة من هذا المنظور، ربما وجدنا أن نسبة الانتحار عملياً أكبر بكثيراً مما هو معلن، فالمرض النفسى فى أقصى صوره هو دفاع ضد الموت أو هو قرار بالموت.. أليس هذا انتحاراً بشكل أو بآخر؟!!
د. يحيى:
الدفاع ضد الموت ليس انتحارا
أما أنه قد يكون قرارا بالموت (الانسحاب والتفسخ والانغلاق على الذات) فهذا فعلاً نوع من الانتحار بالمرض المصرّ على مسيرة التدهور.
***
التدريب عن بعد:
الإشراف على العلاج النفسى (45) توريط المعالج فى غير مهمته
د. مدحت منصور
هناك مشكلة فى التعامل مع الطبيب النفسى وهى نشأة علاقة إنسانية تختلط فيها الأدوار المحددة فأحيانا يأخذ الطبيب دور الخاطبة أو الأخصائى الاجتماعى ليحل مشاكل لا تتعلق بالمرض وأحيانا يحدث أن يحاول المريض مساعدة الطبيب أو التعاطف معه فيما يخص حياته الشخصية مثلا يحاول أن يلعب هو دور الخاطبة لطبيبه، إن العلاقات الإنسانية لابد وان يحدث فيها مثل هذا الخلط.
د. يحيى:
الخلط وارد، ولكن ليس بالضرورة إلى هذه الدرجة،
هو اضطرار إنسانى.
لكن لابد أن تكون للمهنة حدودها، ومقاييسها، وأهدافها المختلفة دون الاكتفاء بحسن النية، ومع الحذر من خلط الأدوار.
د. مدحت منصور
“كلمة الحب ساعات تعنى احتياج، وساعات تعنى خيبه، وساعات تعنى عَمَى”.
فى الحقيقة صدمنى صدق العبارة واحترت إذا ماذا؟ لأنى وجدت أنها عند الأغلبية تعنى واحدة من الثلاثة، فعلا واضح أنه لا يوجد حب بالمعنى المحشور فى رؤوسنا، المعنى الذى أكدته الأفلام والأغانى وقصص الحب الحارة، وواضح أيضا أنه لولا هذه الخدعة ما تزوج أغلب المصريين فى تلك الظروف المهببة، ربما كانت خدعة لاستمرار الحياة أساسا، لكن عقلى يرفض أن يصدق، أرفض أن أسلم بذلك تماما، رغم أننى كنت أركز دائما على عينى الفتاة عندما تعاين الشقة المية مية فإذا وجدتها أحبتها وتطيق العريس أقول له مبروك يا عم. لذلك أنا مقتنع أن المرأة هى الأكمل لأنها أقرب إلى الواقع.
د. يحيى:
أوافقك أن المرأة هى الأكمل، وهى الأكثر تمثيلا للحياة، لكن ليس معنى أنها الأقرب إلى الواقع أن نضحك عليها لتتحمل القدر الأقذر والأغبى من الواقع.
أ. رامى عادل
لازم الاتنين (الطبيب والمعالج) يتمحوروا جوه، وطول الجلسه، اللى مابيقدرش يعمله بره الجلسه يطلعه فيها، والطبيب يعيش اى دور يريحه، ان شالله يعمل ايرما لادوس، هو حر، يتقمص زى ما هو عايز، اما انهم يتكلموا فى مواضيع شائكه بالنسبه لمهنة الطب والتخصص، فده حسب العلاقه بينهم، ممكن الجلسه كلها تتحول لمسرحيه، يعنى ممكن مايتكلموش فى اى حاجه مهمه من اساسه، ويستفيد العيان بانه حس انه مع انتيمه، مش قاعد مع حد بيتجسس عليه، وكل واحد وشطارته، المهم ان الطبيب يكون هو الانتيم، او يقوم بالدور ده من غير ما يجرح العيان، يعنى يبقى مسلى ومسرحى ان لزم الامر!
د. يحيى:
يا عم رامى، واحدة واحدة، إرما لادوس، إنتيم، مُسلى، مسرحى .. ما هذا؟ إنت بابا وانت ماما وأنت أنور وجدى،
لكن التنبيه على أنه “مش قاعد مع حد بيتجسس عليه“، هو تنبيه مهم فعلا.
د. نعمات على
لغاية دلوقتى مش عارفه افصل بين أنى أكون زى ما حضرتك بتقول، أكون والد أو أخت المريض وأكون معالج حتى لا أنسى وأتمادى فى مسئوليتى.
د. يحيى:
عدم الفصل وارد، لكن الانتباه إلى خطر الخلط ضرورة.
د. هانى مصطفى على
سؤال: حكاية الحب قبل الزواج، هو شرط ولاَّ إيه؟
ولو كان شرط، شكله يكون إيه؟
ولو ما كانش متوافر، هل معنى كده إن الجوازه مكتوب عليه الفشل، ولاَّ كفاية شوية اقتناع قبل الجواز، وصبر وتحمل بعده والمركب تمشى.
د. يحيى:
الحب عملية مستمرة، وليس حدثا عابر، وهو يتخلق بقدر الجهد الذى يبذل فى تجديده، وليس بقدر الاستسلام لضربة حظ،
وكلام كثير من هذا… أعتذر عن التمادى فيه هنا والآن، وإن كنت أخشى أن أضبط نفسى أتكلم فقط.
د. هانى عبد المنعم
أرى أن انسحاب المعالج إلى ما هو فى غير مهمته، يلغى الصفة العلاجية للمعالج عند المريض ولو تدريجيا، خاصة إن كان فى بداية العلاقة العلاجية.
د. يحيى:
المسألة ليست انسحابا صرفا، ولكنها ورطة محتملة ينبغى أن ننتبه لها، لا أكثر
أ. عبير رجب
أنا مع حضرتك إن المعالج يجب ألا يورط نفسه فى أمور يريدها المريض أو أهله فيبتعد عن المهمة الحقيقية والمشكلة المرضية الأساسية لديه.
د. يحيى:
هذه هى أهم وظيفة لهذه النشرة بالذات.
أ. هالة حمدى
شايفة أنهم رموا الحمل والمشاكل على المعالج بسرعة، يعنى فى فترة قليلة شهرين، وأن المعالج متورط دلوقتى لأن دخلة البنت دى قّربت ولازم الحسم يكون فى وقت قليل يا أما تكمل مع خطيبها (جوزها) يا أما تسيبه.
د. يحيى:
فعلا، يبدو أن عامل الوقت هو الذى استدرج المعالج هكذا،
عذرُتُه نسبيا.
أ. هالة حمدى
مش فاهمة موقف البنت دى ليه ما قالتش لخطيبها إنها بتتعالج؟ هل هى خايفة يسيبها، ولا خايفه يقول عليها مريضة وبصراحة الاثنين حايودوها لنفس السكة اللى هى عايزاها، (إنها نسبيه).
د. يحيى:
لو صح الاحتمال الذى طرحتيه، لتناقض مع إصرارها على الترك وإفشال الاستمرار،
وقد ناقشنا هذا الموضوع فى نشرة سابقة: هل يخبر الخطيب (أو الخطيبة) شريكة المستقبل بتاريخه (المرضى) أم لا؟
برجاء الرجوع إلى ذلك
أ. محمد اسماعيل
حضرتك مرة فى حالة تقول إن لازم يبقى فيه موقف واضح، والمرة دى تقول أهدى اللعب وماخدش قرار، مش فاهم أمتى أعمل كده؟
د. يحيى:
يا أخى، ألم يبلغك مائه مرة أن المسألة (العلاج النفسى) هى مسألة “ضبط الجرعة” و”حسن التوقيت”،
كيف أرد عليك بالله عليك إلا فى كل حالة على حدة؟
أ. محمد اسماعيل
أنا شايف إن اللى عمله المعالج ده هو جزء من العلاج، علشان كده معترض على العنوان، المشكلة الفرعية دى ممكن ماتكونشى الإساس، بس ممكن تكون مدخل ومدخل جيد كمان.
د. يحيى:
“مدخل”، نعم
أما أن تأخذ هذه المسألة الفرعية موقعاً وأهمية أوْلى، فهذا لا يبرره إلا ما نبهتنا إليه حالا “هالة حمدى” من مسألة اقتراب موعد “الدخلة”.
برجاء الرجوع إلى رأيها وإلى الرد عليها.
أ. محمد اسماعيل
محكات تقييم العلاقة بين البنت وخطيبها بشكل موضوعى مفيدة جداً.
د. يحيى:
خلِّ بالك، انت خاطب جديد، ربنا يتمم بخير
ويستر
د. أسامة فيكتور
حاجات لها دعوة بالعلاج ونورت لى حاجات ونبهتنى.
“هو دمه خفيف على قلبك؟”
“أنت بتبصى فى الساعة كم مرة وأنت قاعده معاه؟”.
د. يحيى:
ومع ذلك فالإجابات عادة صعبة، وقد لا تدل على حقيقة ما يجرى.
حذار من التعميم.
د. أسامة فيكتور
توقفت عند عبارتك “..
“ندرس وجه الشبه بين جوزها وبين أبوها”
عندى مريضة متجوزة من 10 سنين وجوزها شبه أبوها والمريضة شبه أمها والمريضة بتكره أمها وجوزها!!
د. يحيى:
أظن أن تكرار “الاسكربت” وارد، وخطر
د. محمد شحاته فرغلى
كثيراً ما نواجه هذا الموقف عمليا خلال الممارسة، حيث يلجأ المريض أو أسرته للطبيب من أجل تمرير قرار فشلوا فى تمريره أو ليتمكن أحد الأطراف من فرض إرادته على آخر محتكراً الحقيقة المطلقة متجاهلاً حق الطرف الآخر فى الاختيار.
د. يحيى:
يحدث ذلك
وعلينا الانتباه إلى كيفية التعامل معه
ألا نكون “أدوات” لتحقيق أغراض أحد (أو بعض) أطراف الذى يلجأون لمشورتنا، حتى لو كان هذا الطرف هو المريض نفسه
مرة أخرى، العلاج النفسى ليس “سوبر ماركت” لكنه علاقة حيوية حركية هادفة لإطلاق سراح نمو الطرفين (المعالج والمستشير) معا.
د. محمد شحاته فرغلى
هل علىّ أن أتخذ القرار الذى أراه مناسباً، فى نظرى – حتى لو أدى ذلك لفقد دعم أحد الأطراف خلال العملية العلاجية؟!.
د. يحيى:
نعم، تتخذ أنت القرار، نعم، لكن دون أن تفرضه فرضا.
وأنصحك لمتابعة الحالة التى تنشر حاليا فى باب “حالات وأحوال”، “فصامى يعلمنا”، وخاصة فى جزئية “اتخاذ القرارات”.
د. محمد الشاذلى
أرى أنه فى بداية خبرة المعالج بالعلاج النفسى يمكن استدراجه واستخدامه من قبل المريض، لكن الخبرة والنضج الحقيقى هما ما يجعلان المعالج يمتلك القدرة على وضع ما يستحق بين قوسين بحيث يتمكن من ربط ما يطفو على السطح بمحتويات العمق.
د. يحيى:
هذا هو
***
يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (6) موقف “عنده”
أ. يوسف
رجاء العذر ولكنى لم أفهم جيدا ماقيل للنفرى من الله، هل كان هناك إغراء ما له؟ وما كنه هذا الإغراء؟ وكيف يكون؟ وهل معناه هو: لاتخف مثلا
د. يحيى:
معناه هو ما ورد فى نص النفرى
وآمل أن يكمله ما جاء فى النص التالى (الخاص بى)
إياك يا يوسف أن تبحث عن “معنى” لما لا يحتاج إلا “لما هو”.
صعّبتُها عليك قصدا
سامحنى
أو لا تسامحنى.
د. محمد أحمد الرخاوى
يغلق الناس الكون على معادلات خطية، والكون من صنعك
فكيف؟؟؟؟؟؟
تقول للشئ كن فيكون، رغما عن كل يأسهم
فبِكُنْ كان
وبِكُنْ سيكون
كل ما سيكون
ونحن بين الكاف والنون
نسعى الا نخرج من رحمات الرحمات
التى هى العدل العدل
التى هى الامل الامل
والا فلم كان الخلق
“سنريهم آياتنا فى الآفاق، وفى انفسهم، حتى يتبين لهم انه الحق”
د. يحيى:
صدق الله العظيم
والسعى أوْلى من القول
والكدح ألزم من الزعم
أ. رامى عادل
فتعلمت الجسارة.
هو الذى شجّعنى على البعد.
هو الذى بارك النار حين وقعتُ فيها إقداما
ادعى ان من سيدخل النار هو الشجاع الحكيم، ربما لانه ليس هناك افضل منها فى نظرى، مهما اتعتولنا بداخلها، وانهرنا سكارى – يحيط بنا الموت- اللحظة، نتجرعه كاسا لئيما مؤرقا، انالا استحق دخول الجنه، النار أهون، ان اعيش فيها هكذا، كما اذوقها ابدافى الدنيا، فلأستمر فى طريقى، لا يلهينى ربا، وليدعو لى، ان استثمر ذهبه المنصهر، ولا اصير دخانا، ويصير من عاملونى مثلا، بأدمغة مخنشره، تتصدع وجعا خانقا، بين يدي، لكل جهنمى تدور حول رأسه الاعاصير، تمحو ديارا سكنت بها الملائكة، وليكون الموت مكاني، اقتحمه بعباءتى.
د. يحيى:
يا لشجاعتك
ربنا يستر
***
حوار/بريد الجمعة
د. أميمة رفعت
إلى الأستاذ رامى عادل :
فى الحقيقة أعجبنى ردك وبخاصة عبارة زيزى الحوت الرمادى العملاق التى تنبت من جديد…
شكرك .
وقد أوحيت لى عند قولك تعليقا على (فى البداية لم يكن بالكون نور) أنه بوابة الدخول إلى الحلم النارى: أن ربما كان هذا الكون ليس إلا الكون الداخلى للإنسان (الذى هو بدوره صورة مصغرة جدا من الكون الخارجى الأكبر)، والنور هو الوعى والظلام هو اللاوعى. و يكون وعى الإنسان ضيقا مظلما كبصيص ضوء (مصباح) ثم يتسع ويحتد وينتشر نوره فى أرجاء كونه الداخلى لحظة الخلق (أو إعادة الخلق والتشكيل) فيكون إنسانا جديدا، ولكنه يسقط دائما فى ظلام اللاوعى مرة ثانية فيحتاج إلى حركية فى التفكير، وأسئلة و إجابات حتى يصل إلى الشاطىء فى سلام مولودا جديدا بنور أوسع ووعى اكبر و هكذا ….
أما عن (المصادر) التى لم تعجبك، واتصور أنك تقصد العبارات التى إستشهدت بها، فقد تعجبت من ملاحظتك أنها تمتزج بفكرى ومع ذلك تبدو بعيدة ولا تستطيع التعرف على من خلالها!
كيف تفصل بين فكرى وبينى أنا شخصيا؟ كيف تعتبرنا إثنين منفصلين؟
وإسمح لى بأن أشرح ما أريد توصيله لك كالآتى: عندما كنت طفلة رأيت مشهدا من فيلم \” إبن النيل \” ليوسف شاهين كان القمر فيه مختفيا وراء سحب كثيفة وترددت عبارة أن (القمر مخنوق) وكان واضحا لأى مشاهد، حتى أنا الطفلة، أنه رمز يربط بين حالة القمر و بين حال بطلة الفيلم (حزينة ومخنوقة) ولكن ليس هذا ما لفت نظرى فى المشهد … وإنما تصوير المخرج لأطفال القرية يصفقون ويضربون بعصى صغيرة على أوانى صفيح بإيقاع يزداد سرعة تدريجيا وينشدون عبارات بصوت يزداد إرتفاعا يدعون فيها القمر أن يخرج من (خنقته)، وبمجرد خروجه من وراء السحاب هلل له الأطفال وتهللت أسارير أبطال المشهد متفائلين خيرا. أتذكر أننى توترت مع هؤلاء الأطفال وأننى فرحت معهم عند ظهور القمر من جديد . وكبرت ورأيت هذه الظاهرة عدة مرات وشعرت بنفس الشعور رغم أننى لست ريفية. وتساءلت أكثر من مرة عن تفسير هذا الشعور، حتى وجدت إجابة ترضينى وتتجاوب مع ما بداخلى فى الأساطير المصرية التى روتها هذه الكاتبة التى إستشهدت بها …ف (المصدر) إذن بداخلى وبداخل هؤلاء القرويين وبداخل المصريين القدماء ودعنى أزعم أنه أيضا بداخلك وبداخل البشر أجمعين وإن أنكروه إيزابيل فرانكو ليست المصدر ولكننى لم أجد غضاضة فى أن أستعين بكلماتها التى عبرت عما بداخلى، ومن الأمانة أن أرد الكلمات إلى صاحبتها ولا أذكرها وكأنها لى، فما الذى أربكك؟
مرة ثانية أشكرك يا رامى فقد حركت تفكيرى واثريت خيالى، فلا تكف عن القراءة والمناقشة والإعتراض .
د. يحيى:
عزيزى رامى ، الدور عليك
أ. سميح ملحيس
حوار بريد الجمعة – (حالات واحوال الفهد ….الخ الجزء السادس والاخير )
ردا على تعليق الدكتور عمرو دنيا
انا لا اوافق الدكتور عمرو دنيا على ان النشره اصبحت من الصعوبه بحيث يصعب تتبعها وبالذات على المشتغلين بالمجال … اجل النشره بها كم من التنظير لكن هل ترى موقعا غير موقع الدكتور يحيى لا ينظّر، ان وجد دلنا عليه .. ثم التنظير بالنشره هنا يختلف كل الاختلاف، التنظير هنا هو تنظير حى مربوط بحالات حيه سواء المرضى الذين يتم عرض حالاتهم ونقاشها هنا او نقاش المتابعين المتواصلين مع النشره ومع بعضهم من خلالها، انا شخصيا هذا التنظير هو ما كان ينقصنى – التنظير الحى-.اعتقد ان يا هيك التنظير يا بلا .
د. يحيى:
توقفت عند تعبير “التنظير الحى”، تعبير جميل
أ. عُلا
برجاء الشرح ما هو طبيعة التعليق، هل من الناحية المهنية، ام من الناحية الشخصية، اننى ابعث بتعليقى دائما ولا اخذ اى تغذية راجعة، ممكن لو تكرمتم برسالة صغيرة توضيح ما هو نوع التعليق الذى تريدوه، وممكن ولماذا لا تراسلونا بالتغذية الراجعة.
د. يحيى:
نحن نقبل أى تعليق أيا كان
وأنا لا أذكر أننى أهملت تعليقا واحدا من أى صديق تفضل به خلال عام ونصف وأكثر حتى الآن، لكننى أصدقك طبعا وسأراجع الأمر مع السكرتارية
آسف، أحيانا أترك تعليقات مكررة جدا حتى لا يمل المتابع،
وأحياناً أتحرج من نشر تعليقات غير مترابطة فى ذاتها لدرجة أعجز معها على الرد،
ولا أظن أن تعليقاتك كانت من هذا النوع أبدا.
د. محمد عبد الحليم
بالنسبة لتعليق أستاذ حسن سرى على ترجمة “information processing”، أود أن أوضح رأيى وهو أننا لو التزمنا بالترجمةالشائعة نكون قد ظلمناأنفسنا كبشر حيث أن الجملة توحى باختزال العمليات العقليةالى مجرد معالجة قد يقوم بها الحاسب الألى بكل جمود وكل البعد عن الابداع الذى أثرى الحضارات البشرية على مر العصور، فنحن لا نخزن المعلومات كما هى وانما نقوم بتحويلها وتطويرها الى رموز وصور عقلية نستطيع التعامل معها بما يسمى التفكير وربما أثناء عمليات التحويل وربما نتيجة لتناغم بعض الصور مع بعض أو حتى عدم توافقها يظهر منتج جديد “معلومة أو فكرة جديدة” وهو ربما ما يشبه الى حد كبير عملية التمثيل الغذائى لذا فلما لا تكون التسمية من الأساس بها شبهة خطأ ولنفترض أن معالجة المعلومات هى حصرية للحواسب وأجهزة تكنولوجيا المعلومات، أما بالنسبة للبشر فلنفترض تسمية التمثيل العقلى للمعلومة.
د. يحيى:
لم أستقر بعد بصفة نهائيه على الترجمة المناسبة لهذا المصطلح.
وأنا لا أفضل ترجمة كلمة واحدة بكلمتين “التمثيل العقلى”، مع أنها ترجمة دقيقة لأن تمثيل المعلومات هو النموذج الأقرب لما أريد توصيله قياسا على تمثيل المواد الغذائيه لتصبح جزءا من تكوين جسدنا وعقلنا مع بعضها، ومع ذلك فإن كلمة metabolism وهى كلمة رائعة وترجمتها الأسهل هى “التمثيل الغذائى” تترجم بكلمة صعبة هى “الأيض” وهى كلمة جميلة، لكن ماذا يمكن أن للقارئ العادى أو المدارس العملى، أو حتى الأكاديمى حين يسمعها (الأيض) وهو الذى لم يتعود عليها
ورطة!!
أ. رامى عادل
د. رخاوى: ألم تلاحظ يا رامى وضعك علامة الاستفهام فى آخر الجملة، مع أنها جملة إخبارية؟.
رامى: ابدا.
د. يحيى:
إذن لاحظ يا أخى
أظن أنها تفرق.