حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 14-6-2019
السنة الثانية عشرة
العدد: 4304
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
لست متأكدا إن كانت حالات هذه الاستشارات سوف تعود بفائدة عملية للممارسين مثلما كان الحال فى حالات الإشراف على العلاج النفسى.
برغم من أن ضيفة البريد اليوم كانت ضيفة واحدة رئيسية، إلا أنها كانت شديدة الوعى بالغة الدقة صادقة النقد.
شكراً د. رضوى.
*****
أ. إسلام نجيب
حالة صعبة وقوية ومليانة….
د. يحيى:
والله المستعان
وهو الذى يجعل الصعب إذا اجتهدنا سهلا.ً
د. رضوى العطار
المقتطف: هل تستفيدين بأى شىء من هذا الجنون؟ و لم يكن فى بالى الإستفادة بمعنى أنها متمارضة أو شىء من هذا القبيل وإنما بمعنى أنها ربما تستخدم الجنون سواء بطريقة واعية أو غير واعية للدفاع عن نفسها مثلا فى بيئة صعبة. وجاءت إجابتها لتؤكد لى إنطباعى.. قالت ما معناه:
إن الجنون بالفعل مفيد احيانا فى التعامل مع هؤلاء الناس.
التعليق: جيد جدا ومخلص نوعا ما
السؤال ده على عكس ما يوحى ظاهريا ! وبصراحة إجابة المريضة أذهلتنى، حقيقية جدا وصادقة جدا لذلك اقتبسها ثانية (الجنون بالفعل مفيد احيانا فى التعامل مع هؤلاء الناس).
د. يحيى:
مفيد فى حدود استيعابنا له، واحترامنا لمن اضطر للجوء إليه، والتعاون معا على الاحتجاج بأسلوب نقلب به التهديد بالهزيمة نصرا.
د. رضوى العطار
المقتطف
-
إن علينا أن نبدأ بتصديق المريض مهما كان، حتى لا يُظلم ابتداء لمجرد أنه مريض
-
إن علينا فى نفس الوقت أن نضع احتمال أن المريض قد ألّف أو بالغ وتجاوز الحقيقة
-
ثم نظل بعد ذلك فى موقف الترقب stand by
-
وكلما مر الوقت، وحصلنا على مزيد من المعلومات من مصادر أخرى، أو فى مقابلات أخرى مع المريض نفسه، نقوم بإعادة النظر فى حكمنا على كل ما وصلنا، …
التعليق: بصراحة موقفك ده محترم جدا للإنسان المريض، وبصراحة متزعلش منى بس انا محبطة جدا وفقدت الأمل تماما فى المهنة فى مصر ومش عايزه ابالغ واقولك إن وجودك هو الشىء الوحيد تقريبا اللى موقفنى على رجلى… بصراحة ربنا يستر … أنا آسفه اعذرنى.
د. يحيى:
المهنة يا رضوى يا ابنتى فى مصر وفى غير مصر فى محنة حقيقية، ولكن لأسباب مختلفة، وبأشكال مختلفة.
دعينا نحاول مهما كان الطريق صعبا، ما دمنا مازلنا نتصدى لحمل الأمانة.
د. رضوى العطار
المقتطف: المؤسسة الزواجية سواء بموافقة أو بغير موافقة، بحب أو بغير حب، هى مشروع صعب جدا يتوقف نجاحه ليس على شروط بدايته، وإنما على استمرار العمل لتجديده ومراجعته، طول الوقت، طول العمر
التعليق: معاك حق، صعب كصعوبة احتمال وجودنا فى الحياة!
د. يحيى:
” لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ”
واللى على الدنيا يقاسى همومها
د. رضوى العطار
المقتطف: رحت أحذر من احتمالات أخرى وراء هذا الظاهر “العسلى”، وأيضا أنبه إلى تجنب التعميم، ..إلخ
التعليق: أوافقك تماما يا أستاذ.
د. يحيى:
الائتناس صبرٌ حافز.
أ. مريم عبد الوهاب
تعليق عام… عظيم العرض للحالة.. وعظيم رد حضرتك… ماشاءالله
د. يحيى:
ربنا ينفع، ويعين.
*****
د. رضوى العطار
تعليق عام:
هذه النشرة بالذات، اعتبرها مرجع هام جدا فى تعريف (الجنون) أو ما نسميه هكذا.. شكراً جدا من قلبى عليها وعلى وجودك!
د. يحيى:
ومع ذلك، فإياك أن تستدرجنا إلى استسهال ما هو “ضد الطب النفسى”Antipsychiatry فهو حل سلبى سهل.
د. رضوى العطار
المقتطف: نحن نخطئ عادة حين نقيس المريض (الذهانى خاصة) بما نقيس به الشخص العادى، إن اعتراف المريضة هنا أنها زوّدتها أصلا: “عشان تعمل لهم كارت إرهاب”، لا يعنى أنها تصنعت ذلك، وقد نفيتَ أنت ذلك فيما بعد، إنه يعنى أكثر أنها أطلقت هذا الجانب (مستوى الوعى، حالة الذات، حالة العقل أو أى مُسمى يشير إلى التعدد) من ذاتها ليفعل ما يشاء، ويقول ما يريد، مما لم يكن فى مقدورها أن تقوم به أثناء السلامة خارج المستشفى، وهذا أحيانا ما يسمى المكسب الثانوى للمرض.
التعليق: أول مره أفهم النقطة دى وأعتقد معاك حق لو فهمتها صح!
د. يحيى:
الفهم أول درجات الإدراك حتى يقوم بتنشيط “العقل الوجدانى الاعتمالى”Emotionally Processing Mind ، ومَنْ ثـَمَّ الفعل!!
د. رضوى العطار
المقتطف: “الجنون هو فعل، وليس مجرد رد فعل
Not only a reaction but is essentially an action
التعليق: جيد جدا الوصف ده للجنون
د. يحيى:
هذا هو رأى “شولمان” صاحب كتاب “مقالات فى الفصام”Essays in Schizophrenia، وهو من مدرسة: “ألفرد أولر” تلميذ فرويد الذى لم يأخذ حقه من التطبيق والانشار، وأنا اقتطفته فقط
د. رضوى العطار
المقتطف: “الجنون المتفتر”
التعليق: ممكن توضيح لمعنى (الجنون المتفتر) بأمثلة، لا أفهم المصطلح؟
د. يحيى:
التفتر عموما هو مسار المرض المتقطع الذى يترك بعد كل نوبة أثرا سلبيا باقيا معيقا يتزايد ضعفا مع كل نكسة.
د. رضوى العطار
المقتطف: يشترك فى هذا القرار العقل المهزوم (مؤقتا) باعتبار أن قرار انتصار مستوى وطغيان العقل الأقدم، هو فى نفس الوقت قرار انهزام من جانب مستوى العقل الحديث المهزوم .
من هنا يأتى “اتخاذ القرار، بالانسحاب وغلبة البدائية
هذا القرار هو “فعل الجنون”،
ومن ثمَّ يكون الجنون فعلا، وليس مجرد رد فعل.
التعليق: طيب الجزء ده فيه شرح محترم وإنسانى جدا وأول مره أفهم نوعا ما الحاجات دى …
شكراً بشكل عام.
د. يحيى:
الفهم بداية الإدراك فالوعى فالفعل
شكراً.
د. رضوى العطار
المقتطف: عقل الجنون (بالمعنى الوارد فى أنواع العقول لدينيت) هو جماع العقل البدائى المنتصر، مع بقايا العقل الحديث المهزوم.
التعليق: اللهم صلى على النبى! مرعب جداص الوصف ده …
د. يحيى:
الرعب أيضا نوع من الدهشة الخلاقة (بزيادة شويتين).
د. رضوى العطار
المقتطف: عرض نكوصى بديل للحياة حتى لو كان أقل إنسانية، لكنه يغرى أن يكون أكثر حفاظا على الحياة ذاتها، ولو على حساب نوعية التواجد البشرى الأحدث.
التعليق: يا لهووووى ! ربما !
د. يحيى:
رعب آخر
د. رضوى العطار
المقتطف: أن الجنون اختيار، وأنه عقل آخر
التعليق: الجنون ؟! عقل آخر !
That’s very vivid and original meaning!
د. يحيى:
مثل هذه الكلمات كان يرددها أستاذنا المرحوم أ.د. مطفى زيور، برغم تشيعه التقديسى للتحليل النفسى الفرويدى التقليدى طول الوقت.
*****
أ. إسلام نجيب
المقتطف:-
1- فثم فرق بين الحاجة إلى الآخر، وبين حب الآخر (والفرق لا يعنى الفصل أو النفى، فالتداخل وارد ومقبول ومطلوب).
2- وثم فرق بين الحاجة للآخر، وبين الحاجة إلى “حاجة الآخر لى” ”أنا نـِفـْسَى حد يعوزْنى، وأعوز عوزانه”، وهو ما شرحناه قبلا (ص69).
3- وثم فرق بين صفقة معلنة من الاعتماد المتبادل وبين اعتماد خفى من جانب واحد، حتى لو بدا هو الجانب المتسلط الطاغى ظاهرا (الرجل عادة) .
التعقيب: الملاحظة الدقيقة غير المعقلنة عندما تكون مشاعرنا حية تجعلنا لا يلتبس علينا الأمر ولا نضل ففى أمر الحب وأنا أعلم أن حضرتك لا تستسيغ كلمة الحب هكذا ولكن فى الحب يلتبس علينا الأمر ربما أنانية من الفرد ويصدق الفرد نفسه ويستعظم (يفترى ومبيبقاش شايف قدامه). وحضرتك عملت حكاية المشاعر الحية دى أو الملاحظة الدقيقة دى اللى بتحمبنا من الإلتباس….اللى هى الفروق بين هذا وذاك ويظن البعض ذاك ويسير عليه ضالا…
أخيرا عرفت ليه أسمع مصايب أحيانا فى المؤسسة الزواجية وكنت أتعجب..الظاهر إن هى اللى منظومة معقدة وتحدى كبير …والإنسان مبتلى فيها…
د. يحيى:
هذا صحيح
والله المستعان
*****
د. رجائى الجميل
وما تشاءون الا ان يشاء الله رب العالمين.
العلم به….. والجهاد به….. والوقفة به ومعه واليه…….وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر.
د. يحيى:
“وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى”
د. أسامة عرفة
به وله
د. يحيى:
ومعه، ومنه، وإليه.
*****
أ. فؤاد محمد
مفعمة بالمعانى تستدرج وعيى كالعاده اتعمق كيف لجوعى ان ياخذنى لموت الدعه ثم اجدنى اتحسس كيف يعانق العدم هكذا او كيف يعانقنى هو. .. ثم انفك بكل هذا الاصرار من دائرة المى وشوقي…. ..اتنهد انهى القصيدة وبداخلى مشاعرى لم تنتهي….
د. يحيى:
أَفرح يا فؤاد يا إبنى وأنت تتحمل شعرى هكذا، وكنت أحسب أنه لا يصل لصعوبته.
شكراً.
*****
أ. إسلام نجيب
صدقت دكتورنا هى موسيقى ولحن وتقاسيم لا يستطيع نثرها إلا من حاباه الله تلك القدرة التى أوحاه الله إياها ليبلغ الناس تلك الموسيقى الإبداعية الحكيمة…
د. يحيى:
رحمنا الله وأعاننا على مواصلة حمل ما سلمنا مِنْ أمانة.
*****
2019-06-14