نشرة “الإنسان والتطور”
27-8-2010
السنة الثالثة
العدد: 1092
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الله أكرم
****
بيل “عز” & جيتس “ساويرس”، و”موائد الرحمن” المليارديرية
د. محمد أحمد الرخاوى
المقتطف:
\”وعلينا أن نظل دائما نحترم المبادرات الفردية من أى واحد دون تمييز، غنى أو فقير، ولكن لا نتوقف عندها أبدا، فهى ليست حلا.\”
التعليق:
طب مش ده اللى أنا قلته فى التعليق على المقالة الاصلية انها ليست حلا
د. يحيى:
ألن تهمد يا محمد؟ هل كل هّمك أنك قلت هذا من قبل؟
يا أخى ألف واحد، أو عشرة آلاف قالوا مثل هذا من قبل،
ثم ماذا؟
يا أخى هيا!! فتح الله علينا.
د. محمد أحمد الرخاوى
عموما سأقتطف ما جاء فى الملف المشار اليه من عدد الانسان التطور
\”\”فى المجتمعات الرأسمالية يتأسس النسق الأخلاقى على قاعدة الفردية, وما يرتبط بها من ذاتية وأنانية, وإعلاء لقيم الفردية والمصلحة الخاصة على المجتمع, وبالتالى تحول الفرد إلى مجرد رقم فى سعار السوق. هكذا تبرمج الأخلاق بحسبمقتضيات خريطة التوسع للشركات الكبرى , فتزين الوقوع فى شبق استهلاكى لا يرتو ى، حتى يصبح الإنسان عبدا لرغباته ولإله السوق.
فى المقابل يتأسس النسق الأخلاقى الإشتراكى على قاعدة الجماعية, جماعية الأحرار المتعاونين طوعا فيما بينهم من أجل إشباع حاجياتهم المختلفة الفردية والجماعية, وهو بالتالى لا يتعامل مع الأخرين كأشياء أو موضوعات أو وسائل لإشباع رغباته, وإنما تحل قيم التعاون والتضامن والتكافل بدلا من قيم التنافس والصراع, وهكذا يتحرر البشر من سعار التملك والاستهلاك, عن طريق تحويل هدف الإنتاج من تحقيق الربح عبر فروق القيمة إلى إشباع الاحتياجات الاستعمالية فقط, على افتراض أن سعادة الإنسان تتحدد بمقدار تحرره وسيطرته الفعلية على مقدرات وجوده الإنسانى \”
د. يحيى:
شكرا يا محمد
لقد كنت قد نسيت ما كتبتُ هكذا منذ عشرين عاما
شكرا، يبدو أنها قضية واحدة مستمرة.
ومع ذلك فماذا أفادت الكتابة؟
الرؤية لا تكفى، ولا الكتابة، ناهيك عن النعابة والسخط والسباب.
الخير آتٍ لا ريب فيه، وهو يتجمع بإرادتنا، ورغما عنا.
الحمد لله.
د. محمد أحمد الرخاوى
كل سنة وانت طيب ورمضان كريم والله أكرم طبعا لان هو اللى جعل رمضان كريما فكأن كرم رمضان نفحة كرم من الكريم العليم
د. يحيى:
أظن أن رمضان كريم تعبير شعبى جيد، لكن ليس له علاقة بكرم ربنا.
أما أن الله أكرم، فهو أكرم، لأنه أكرم.
د. على سعيد
ياريت حد فيهم يعمل كده (العطاء)
بس عشان يعمل كده لازم الاول يفهم كده
مش بس كده ده كمان لازم يبقى متاكد من جواه ان هوه كده (عهد العطاء)
لان ربنا هوه اللى قال كده (عهد الله)
د. يحيى:
يا رب أعِنَّا على “كده”.
****
د. أيمن الحداد
بحثت كثيرا فى كتب علماء المسلمين القدامى وحتى الحداثى عن فلسفة العبادات – أى الحكمة من جعل العبادات ووضعها بهذا الشكل – سواء أكانت صلاةً او صياماً أو حتى زكاةً وحج، فلم أجد ما يثلج صدرى فى هذا الأمر…
فقررت أن اجتهد فى التفكير فى هذا، ربما أصيب شيئا من الحقيقة …
ولكنى تذكرت قوله تعالى: وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً (39) … النساء
عندئذ علمت انه طالما اطمأننت بأن لهذا الكون رب هو خالقه وراعى شئونه، وهذا الرب هو صاحب هذا الكتاب الذى آمنت به واعتقدت فيه، عندئذ لا يهم الدخول فى جدليات عقيمة واستفسارات محيرة، ولكن على بكل بساطة إتباع أوامره والبعد عن نواهيه، لأن صاحب الصنعة هو أفضل من يعلم طرق صيانتها، فلا يهمنى معرفة حكمته فى كل شئ، لأنى قد لا اصل إليها فى نهاية الأمر.
ولكنى سرعان ما انتابنى خاطر: أنّ معرفة الحكمة من فعل الشئ، هو من أفضل الطرق لفعل الشئ على أكمل وجه وأتمه.
وأنا الآن بين الحيرة مع وضد نفس الخاطر، وعندما قرأت مقال حضرتكم، فقررت البحث فى غزير علمكم بالسؤال: أين المخرج من هذه الفكرة المطاطة؟ فاربما أجد عندكم ما يثلج صدري
وجزاكم الله خير الجزاء
د. يحيى:
ليس بالضرورة
الأحياء التى نجحت أن تبقى حتى الآن (وهى واحد فى الألف من كل الأحياء، ومنهم النوع البشرى) مارست حكمة البقاء دون أن تعرفها
الإنسان هو الذى تورط فى معرفة الحكمة، ومع ذلك فإن هذه المعرفة لم تكن دائما الضمان الأمثل لإمكان تطبيقها لأن المسألة توقفت فى كثير من الأحيان عند مستوى العقل والتنظير (أو الكتابة كما نفعل الآن).
أما الحكمة الممارسة للبقاء فهذا شىء آخر
دعنا ندعو الله أن يتفق ما نعرف من صحيح المعرفة مع ما نفعل من معنى المعايشة للبقاء فالتطور.
د. شيماء مسلم
يأتى رمضان فيسمح للمسلم العادى أن يجرب انه يستطيع ما يتصور أنه لا يستطيعه فإذا به يستطيعه ببساطة وشجاعة وإقدام، يستطيعه سرا وعلانية،\”\”
فعلا ساعات كتير الواحد يفاجأانه عمل حاجات كان متخيل انه ما يقدرش يعملها,,وساعات كتير برضه كنت بشوف رمضان على انه اهم الحاجات اللى بتعلمها فيه هى الصبر.لانه اذا كنت قادرة عن الامتناع والاستغناء عن اللى فى ايدى وبارادتى,,يبقى الاولى الاستغناء عما لا املك…انما مؤخرا بقى عرفت حاجة جديدة,,انه كمان فرصة هايلة للتفكير فى عمل ما كنت اتخيل انى لا استطيع عمله
د. يحيى:
“عالبركة”
خصوصا بالنسبة للجزء الآخير.
أ. عبير
هل بداية الإبداع هى مقدرة الفرد على أن يبدا فعل ما كان يجزم بعدم مقدرته عليه من قبل.
د. يحيى:
ربما
(ليس دائماً).
أ. عماد فتحى
هل من الممكن اعتبار أن ما نفعله فى رمضان، وما نسمعه عن فوائد الصيام بهذا الشكل السطحى الممل، بالإضافة إلى قلب نظام اليوم… الخ، بمخالفة للإيقاع الحيوى، والفطرة التى خلق عليها الإنسان هى نوع من الميكانيزمات الدفاعية.
د. يحيى:
لا أظن
هى نوع من الخيبة القوية
والجهل والتفاهة شبه الدينية.
د. ميلاد خليفة
المقتطف: بداية الإبداع هو أن “تستطيع” ما تتصور أنك لا تستطيعه، أن تكف عن الاتباع لتعيد النظر فيمن تتبعه حتى الاغتراب، أن تتحرك عكس اتجاه عقربى الساعة لعلك تمتلك ناصية الزمن، فتخلق زمن الإبداع بما تشاء كيف تشاء.
التعليق:
أشعر بأن هذا الكلام صعب، ويتطلب شخصية قوية وهادفه، وأعتقد أن تنفيذه سيتطلب دفع الكثير.
أيضا هل يجوز تعميم هذا الكلام على كل الناس؟
د. يحيى:
أظن ممكن
من كلّ حسب شجاعته
وإلى كلٍّ حسب حيويته ومسئوليته.
****
رمضان، والدين، والإيمان، والثقافة، والإسلام؟؟
أ. عبير
الإسلام هو الحل هو دين الفطرة الذى اختاره الله منذ سيدنا ادم و حتى قيام الساعة. المشكلة ان بعض الذين رفعوا هذا الشعار لديهم أهداف سياسية و شخصيةبالإضافة إلى عدم وجود علماء فى جميع المجالات مثقفيين دينيا لمساعدة أولو الأمر من السياسيين وعلماء الدين لتطبيق هذا الشعار وفقالتعاليم القرأن الكريم وسنة رسول الله عليه الصلاة و السلام.
د. يحيى:
المسألة أصعب من ذلك بكثير
والإسلام ليس هو الدين الوحيد الذى فيه كل هذا.
ولا هو الدين الوحيد الذى لم يشوه
ولا هو الدين الوحيد الذى تشوه
الاسلام، مثل غيره من الأديان، هو طريق إلى الإيمان الذى يبنى الإنسان فى علاقة ممتدة، إلى الوعى الكونى، إلى وجه الحق تبارك وتعالى.
د. محمد أحمد الرخاوى
1- يا عمنا كل ما هو ليس شرك هو إسلام
2- ولذلك قال سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به
3- اذن المحور كله هو الكدح الى وجهه سبحانه لنلاقيه
4- وقد تعلمت ان كثير من غير المسلمين هم مسلمون وكثير من المسلمين ليسوا مسلمين!!!!!!!!!
5- آفة العالم الآن هى شرك المادة كغاية وهو بديهيا منتهى الغباء من ناحية
6- ومن ناحية أخرى شرك احتكار الجنان لحساب اصحاب اى دين وكأنهم وكلاء لخالقهم دون توكيل.
7- اذن الاسلام هو الحل الذى هو: لا اله الا الله الواحد الاحد الذى ليس كمثله شئ
سبحانه وتعالى عما يشركون
د. يحيى:
كلام كبير
هل أنت قدرُه (هوّا انت قدّه)
(ياليت!!)
لو كنت قدرة لخفّ صراخك كثيراً
أدعو لك الله أن تصل إلى ما قلتَ، ولو بالتدريج.
ولى أيضا
أ. أيمن عبد العزيز
وصلنى هذا التنوع الذى تشير عليه، وأن هذا التنوع مرتبط بثقافات مختلفة، وهل من هذا يمكن أن يكون لكل شخص دينه الخاص، المرتبط بثقافته الخاصة، وهل يمكن أن يكون شعار “الإسلام هو الحل” عائد إلى أى نوع دون تخصيص فالإسلام هنا هو ما انتمى إليه ويمثله لى.
د. يحيى:
لا.. لا.. لا…
كله إلا هذا، الإيمان حركة طبيعية بيولوجية لتكامل الإنسان إنسانا، ولا يكون الإنسان إنسانا إلا مع إنسان آخر وآخر فجماعة إلى وجه الحق تعالى، لا يوجد شىء اسمه دين خاص، وإلا تشرذم الخلق فرادى كما يحدث الآن فى مصر بفضل الإعلام المفتت، وغياب الدولة، وتشنج السلطة الدينية وضيق أفقها، الاختلاف هو فى نقطة البدء، جماعية الحركة هى ضرورة حتمية بعد ذلك، وهى أساس ما يسمى الدين، وهذا ما يفرقه عن الإبداع الفردى، كل دين يجمع أهله إلى بعضهم البعض، ثم إلى كل الناس، والجميع يتوجهون إلى غاية التناسق مع الوعى الكونى إلى وجه الحق تعالى.
برغم حماسى للمسئولية الفردية ولو استعدادا لما هو: “وكلهم آتية يوم القيامة فرداً” فأنا أرعب من فتح الباب على مصراعيه اختزالا واستسهالاً،
المسألة صعبة،
والله- تعالى- وهو العدل الحق العليم، يجمع الناس إليه بسائر الأديان.
د. أحمد عثمان
الاجابة للتساؤل “فأى إسلام بين كل هذا هو الحل”
هى: الإسلام المتجدد من “الحقيقى” نحو “اللى بحق وحقيقى”.
د. يحيى:
ياه يابو حميد!!
أوجزتَ فأنجزتَ
“بحق حقيقى”.
أ. رباب حموده
هذه المقالة تذكرنى بحكاية عدم كتابة دين أى فرد فى البطاقة الشخصية أو فى جواز السفر، ووضحت صورة أنى عند معرفه دين شخص ما فى معرفة ثقافته وأرائه ومعرفته بعض الشىء، ولا يكفى معرفة جنسيته حتى اتعرف عليه فربط الثقافة بالدين شىء واضح ويزيد معرفة الأشخاص بعضهم ببعض.
والأمثلة التى أوضحتها دليل على ذلك.
د. يحيى:
أريد أن أطمئن أن ما وصلك هو أننى أرى ضرورة كتابة دين كل واحد منا فى خانة الديانة (بينى وبينك حتى لو كان دينه الإلحاد) بدلا من وضع رؤسنا فى الرمال، الاحترام الحقيقى هى أن نسمح أن يبدأ كل واحد من حيث هو، وأن يعلن أين هو، ويعرف أيضا أين نحن، ومن نحن، ثم نسعى لنعرف أين نلتقى إلى حيث هو تبارك وتعالى، على مدى غيب مفتوح.
****
“نعم”: رمضان كريم، و”لكن”: الله أكرم!
د. على سعيد
نعم: تفيد الموافقه على القاعده المتبعه ولكن لابد لها من اطار تطبيقى واضح يتيح لتلك القاعدة أن يستفيد منها-اغلب ان لم يكن-كل الناس، والا تخدم شريحه معينه من المنتفعين، فلا تتيح لهم كلمه نعم الاستفاده الكامله من تلك القاعده بغض النظر عما سيحدث لباقى الناس
د. يحيى:
نعم يستفيد منها كل الناس ليس فقط كل المسلمين، حتى لا تقتصر على خاصة المسلمين الذين هم كالأعراب إياهم الذين قالوا أمنَّا فقال لهم ربنا: لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، ولمّا يدخل الإيمان فى قلوبكم.
****
د.شيماء مسلم
أحيانا يكون الجنون .. فرصة لإعادة بداية على طريق أفضل، لكنه كثيراً ما يكون تبريرا لموت أخبث\”\”\”
قادرة افهم ان احيانا يكون الجنون فرصة لبداية جديدة أفضل, لكن تبريرأ لموت أخبث ازاى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
د. يحيى:
إذا تمادى (المجنون) فى تفسخه وانسحابه، ولم ينتهزها فرصة، بالعلاج أو خلافه، ليعيد تشكيل تركيبه ويواصل مسيرته بعد ورطة تفككه المهدِّدُ بالمتمادى، فهو الموت الأخبث.
د. أيمن الحداد
المقتطف:
(724)
“لا تحترم الجنون إلا فى بدايته .. على فرض أنها محاولة تكامل…، أما إذا تمادى صاحبها فى الهبوط …، بعد أن يتضح له البديل .. ويصدقُ الرفيق ..، فليدفع ثمن إصراره، وما أفدحه ثمنا”.
التعليق:
ما معنى قولكم “ان الجنون محاولة تكامل”، اريد مزيدا من الايضاح، وايضا ما مقصدكم من قولكم “ان الجنون كثيراً” ما يكون تبريرا لموت أخبث، حفظكم ربى من كل مكروه
د. يحيى:
أنا لم أقل “إن الجنون محاولة تكامل”، وانما قلت: ” لا تحترم الجنون إلا فى بدايته، على فرض أنها محاولة تكامل…الخ
برجاء قراءة النص كله على بعضه دون اجتزاء.
أما الجزء الأخير، فالرد على د. شيماء حالا هو أيضا الرد عليك.
أ. عبير
هل الجنون هو مرادف للذهان ام له معنى اخر؟
د. يحيى:
نعم، لكننى افضل استعمال لفظ “الجنون”
أنا لا أحب التخفى وراء ألفاظ نادرا ما نستعملها فى الحياة العادية.
د. محمد الشرقاوى
مش يمكن المجنون عبره وتجربه صدق المفروض نتعلم منه على اساس احنا ما وصلناش للى هو وصله، انا اول مره لما قريت لحضرتك شفت حضرتك اول واحد يحترم الجنون والمجنون يمكن عشان دكتور نفسى وعايش الناس دى وانا احترمت نفسى بعد ما قريت لحضرتك وعرفتك شكرا
د. يحيى:
احترام الجنون هام جدا لبدء العلاقة، لكن الخطر كل الخطر يكمن حين نحترمه لدرجة أن نصفق له فيتمادى فى سلبيته وتفسخه، الاحترام خطوة مشروطة بمواصلة اللم والتشكيل والولادة الجديدة والنمو، وإلا وقعنا فى خيبة بليغة، مثل خيبة الجماعة الفاشلة التى ظهرت فى أوربا وأمريكا عقب الحرب العالمية الثانية المسماه الحركة المناهضة للطب النفسى.Antipsychiatry Movement
الجنون المتمادى هو إبداع مجهض، ولا أظن أن أحدا منا يمكن أن يرحب ببقايا جنين لم يتشكل، هو ليس إلا قطعة لحم رخوة مجهضة، احترام الجنون يكون بالاسراع بالعمل على أن يكتمل الحمل، بكل صبر ورعاية.
د. على طرخان
إذا كنت مجنونا فكيف تعرفنى؟ وكيف أعرفنى؟ كيف أصنفنى مجنونا، وكيف أفهم طريقى من أين وإلى أين أنا ذاهب؟ كيف أعرف أن كان محاولة تكامل أم هو قهر أدى إلى ما أدى إليه؟
د. يحيى:
لا أحد يستطيع أن يتنبأ بيقين مطلق بمآل المسار حتى يجيب على كل أسئلتك هذه ابتداءً، وهو فى أول الطريق.
المسألة لا تستبين إلا عند مواصلة تحمل مسئولية الجنون إبتداء من أنه “بداية اختيار” آخر على مستوى أعمق، وانتهاء بقبول العون من كل مصدر حتى يتجمع من جديد إلى الجديد.
ربنا يستر، ويقينا، المآل الأسوأ،
ويعيننا على اللّم وإعادة التشكيل دون الإجهاض.
د. على طرخان
أفهم قصدك حين يكون الجنون طريقا للاستسلام والموت، ولكن كيف يكون فرصة لإعادة بداية على طريق أفضل؟
د. يحيى:
برجاء قراءة الأربعة ردود السابقة.
أ. عبير رجب
المقتطف:
فقرة: (726)
“ما دام الجنون اختيارا (ولو بعد حدوثه)، فالرجوع عنه اختيار كذلك،
لابد من توفير فرصة إنسانية وكيميائية أفضل للمجنون .. حتى يطمئن وهو عائد”.
التعليق:
الجنون قد يكون اختياراً بالفعل، والرجوع عنه قد يكون اختياراً كذلك، ولكن هل تتوفر فرصة إنسانية للرجوع لكل من هم اختاروا الجنون فى البداية ثم الرجوع.
أعتقد لا، وبالتالى سيترك ليدفع ثمن تماديه كما تقول لصعوبة الرجوع مرة أخرى.
الجنون اختياراً سهل ومريح للبعض، فهل من جرب هذه الراحة مستعد لمواجهة المجتمع مرة أخرى وقسوته؟
د. يحيى:
أنا أعتقد أنه “نعم”
ومن جرّب الراحة المزعومة، ثم جّرب – بالعلاج أو بالمجاهدة والستر – تناسقا أعلى لتواصل أرقى، وحركة متناغمة ممتدة، فسوف يكتشف راحة حركية أخرى يصير بها إنسانا يسعى “إليه”.
أ. محمد المهدى
لقد وصلنى من هذه اليومية إننا لا يجب أن نرفض الجنون فى بدايته بل يجب احترامه، فقد يكون فرصة لإعادة النظر، ومن ثم التكامل، أما إذا تمادى الفرد فيه فإنه مسئول عن نتائجه التى غالباً ما تكون خاسرة وفادحة.
أكثر ما أعجبنى وأستوقفنى فى هذه اليومية هى جملة (أنه ما دام الجنون اختيار، فالرجوع عنه اختيار أيضا)، وهذا منطق بديهى إلا أنه يغيب على الكثير، واعتقد أن السبب فى ذلك قد يكون أن الفرد قد يحتفظ بنفسه على مسافة دون رؤية مسئوليته الحقيقية، فهل أنا مصيب فى ذلك؟
أرجو الإفادة
د. يحيى:
مصيب ونصف، فى كلتا الفقرتين
هذا هو مسار العلاج الحقيقى، بكل وسائل العلاج الحقيقى.
أ. نادية حامد
أتفق مع حضرتك تماما أن الجنون اختيار وقرار، وكذلك الرجوع عنه اختيار كذلك، ولكن بيكون حدث خسائر كتير ولازم يتحمل مسئولية ذلك.
د. يحيى:
نتحملها معه، وليس عنه نتحملها معاً، وليس فرادى
أ. محمد إسماعيل
مازلتَ تعلمنى حضرتك إنى مسئول عن كل شىء، حتى لو كان الجنون وأن الاعتراف بالمسئولية يساعد على النمو ويعطى فرصة أفضل من التنصل منها أو تبررها.
د. يحيى:
ربنا يخليك.
أ. محمد إسماعيل
أيضا عرفت كيف أن هناك جانب إيجابى فى أى شىء حتى ما يذكر عنه الناس أنه قبيح.
د. يحيى:
بارك الله فيك.
أ. محمد إسماعيل
ولكنى لم أفهم ماذا تقصد حضرتك بالجنون هل هو الفصام؟ وإنه إنْ كان كذلك، أليس الإدمان جنون أيضا؟ برجاء التوضيح.
د. يحيى:
الفصام يكمن فى عمق كل جنون، بل هو أكثر من ذلك،
الفصام هو غاية مشروع التفسخ والتراجع والإنسحاب،
وكل أنواع الجنون (بل أنواع الأمراض) هى محاولات مرضية أيضا للحيلولة دون ذلك،
حتى ميكانزمات الحياة العادية تقوم بهذا الدور أى تحاول أن تمنع التمادى فى التفسخ والإنسحاب،
وبالتالى لا نستثنى الإدمان مكافئأ equivalent للجنون ولكنه ليس مرادفا له.
****
“المواكبة” و”المعيّة”: من لعبة جماعية
د. على سعيد
المقتطف: ماذا أفعل؟
وكيف أواصل؟
غالبا لن أعود إلى مثل ذلك إلا كعينات محدودة(
التعليق: تحاول ان توصل مدى المعاناه التى تعانيها خلال تلك الجلسات التى تحاول بها التعمق فى قراءه النفس البشريه , ولكنى اعتقد انك مصر على العوده الى محاوله عقد مثل تلك الجلسات مره اخرى , بل مرات ومرات بكلمه (غالبا…الا(
د. يحيى:
أعتقد أننى مجبر على العودة أكثر من أننى مصرٌّعيها
ربنا هو المعين.
ثم إننى لا أعانى الإرهاق بمعنى التعب، وإنما بمعنى احترام الألم الخّلاق ربما هو ألم مثل ألم المخاض الرائع (الذى حرم الطب الحديث الأمهات منه).
د. على سعيد
تعليقا على اللعبه لا استطيع كتابه تعليق معين لانى لم احضر سوى جلسه واحده فقط وبالتالى لم استطع التوصل بعد الى اعماق اللعبه والتى هى جزء مما هو اكبر من مجرد لعبه (العلاج الجماعي(
د. يحيى:
أنا مازلت غير راض عن التفسير الذى قدمتهُ فى النشرة، بل أننى عاجز عن توصيل ما يجرى فى العلاج عامة، والعلاج الجماعى خاصة، بما فى ذلك الألعاب النفسية، مما يصعب شرحه وتوضيحه إلا بالممارسة.
****
(استجابات أسوياء من المتدربين والمدرب)
د. على سعيد
الله يكون فى عون حضرتك على المجهود اللى حضرتك بتبذله فى قراءه اللعبه ولكن هل فعلا حضرتك مش عايز تعمل كده(تقرأ اللعبة)
ولو فعلا مش عايز تعمل كده:هل ده نتيجه المجهودام انه نتيجه احساس معين بداخلك (مقاومة(؟
د. يحيى:
يا رجل!! يا رجل يا طيب، المسألة لم تعد “عايز ومش عايز”، المسألة أصبحت أشبه بالقدر الرائع الذى لا تملك منه فكاكا، وربنا هوالمعين (وأنتم).
ثم أرجو أن تعود إلى ردّى عن تساؤلك الأول ففيه ردٌّ كاف على تعقيبك هذا أيضا.
د. على سعيد
المقاومه تتطلب وجود شئ تقاومه, فهل هذا الشئ هو الإحساس الأساسى؟ أم المقاومه هى الإحساس الأساسي…؟؟؟
د. يحيى:
برغم أننى لم أفهم جيدا، إلا أننى أعترف أننى أقاوم التمادى فى تصوّر “أن أحداً لن يفهم”.
الذين يصلهم ما أريد هم أكثر كثيرا من تصورى،
لكن ماذا أفعل فى تصورى هذا.
ربما.
****
استجابات أصدقاء الموقع لنفس اللعبة
د. شيماء مسلم
يا ترى اللى لعبوا اللعبة لما بيقروا قراءة حضرتك ..بيلاقوا انه ده فعلا اللى يقصدونه؟؟؟
د. يحيى:
من أين لى أن أعرف؟
****
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس اللوحة (41)
الغنيوة الأولانية جمل المحامل (1)
د. شيماء مسلم
اما قريت جمل المحامل الجزء التالت لقيت نفسى فى اجزاء كتير مش فاهماها,,,فهمت اساس الفكرة بس فى تفاصيل كتيرة مش مفهمومة فقلت اجيب من الاول
فقلت يااااااااااااه,,,ساعات كتير كان بيجيلى الاحساس ده,,هو ما ينفعش اتعب وامل زى الناس…ما ينفعش أزهق شوية,,,ليه الناس بتفتكر انه اذا فى حد بيتحمل شوية أكتر يبقى لازم يتحمل على طول, ليه ما بيحسوش انه برده بيجيله اوقاتويبقى محتاج حد جنبه زيهم,,لا ويمكن أكتر كمان,,لانه حمله تقيل
وفعلا بيبقى صعب اوى اوى,,انه جمل المحامل ده يقرر وينفذ فعلا انه يتخلى عن جزء من اللى اتعود عليه
د. يحيى:
كل هذا طيب، وصادق
القراءة الثانية أحيانا تكون ضرورية، وأهم، لكن يلزمها القراءة الأولى حتى بدون فهم.
القراءة الأولى هى التى تجعل الثانية ثانية!
أليس كذلك؟
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (26)
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس اللوحة (42)
الغنيوة الأولانية جمل المحامل (2)
د. شيماء مسلم
المقتطف: \”\”\”وهو أن المحروم جدا، إذا ما بدأ حرمانه من فترة باكرة، واستمر حتى أصبح هو \”نوع وجوده\”، فإنه يحتاج إلى نوع آخر من العطاء، غير مجرد إشباع الجوع\”\”\”
التعليق: هو فعلا بيكون محتاج نوع تانى من العطاء,,وهذا النوع من العطاء أكيد مش هيكون من اللى اتعودوا انهم ياخدوا منه وبس,,,هم نفسهم ممكن جدا يكونوا بيمارسوا العطاء مع اخرين, لكن مش حايقدروا يمارسوه مع جمل المحامل
هو محتاج عطاء ده حقيقى، لكن بشكل تانى ومن ناس تانيين
د. يحيى:
تلقى العطاء يحتاج جهدا إيجابياً من المتلقى، وليس فقط من المعطى
تلقى العطاء من أى مصدر هو رائع ومفيد
لا أوافق على استبعاد من أخذ منى من احتمال أن يعطينى ضمن من يعطى، لكننى لا أقصر حاجتى على رد الجميل منهم بالذات.
هذا معنى “أعمل الطيب وارميه فى البحر”، وقد شرحته قبلاlink
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (27)
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس اللوحة (43)
الغنيوة الأولانية جمل المحامل (3) والأخيرة
د. شيماء مسلم
المقتطف:\”\” وهل أنا أعالج مرضاى إلا بما هو أنا، بعجزى واجتهادى ومحاولتى وتعريتى وعلاقتى بنفسى وبهم إلى ربنا؟\”\”
زى ما قلت فى ردى على الجزء التانى,,انه مش سهل ابدا على الشخص اللى اتعود العطاء انه يتحول للأخذ من نفس الاشخاص او حتى يتخلى عن هذا العطاء((الا غصبا عنه فى الاخر وبرضه بيفضل يدى)) وده اللى بيأكده الجزء المستقطع
فهذا هو انا
د. يحيى:
لم أفهم جيدا
لكننى موافق.
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (29)
د. أيمن الحداد
ياه يا دكتور يحيى! انا ما صدقت قفلت الباب ده، تيجى حضرتك وتفتحه تانى …
سبق وكتبتُ شئ ازعم انه يحتوى على نفس فكرتكم أو ربما فكرة قريبة منه… قلت :
انا ايه، انا مين، انا فين، انا واحد ولا كتير حد يجاوبنى وانشاالله يصدمنى
قاللولى:
شاغل نفسك بامور كتير ليه، واللى مامنوش فايدة ليه عيش وانسى، وخليك زى كل الناس ماهى عايشة
ومقال حضرتكم اليوم وضح لى التطور الطبيعى للانسان وكيفية تغيير فكره بمرور الزمن، وبصراحة طمأنتنى على نفسى، فربما أجد إجابات لأسئلتى كما وجدت حضرتكم
جُزيت خيراً
د. يحيى:
ربنا كريم
أ. عبير
لماذا غيرت كلمة الحب بكلمة “مع”: هل توجد علاقة بين المعنيين.
عمق حضرتك فى الكتابة بيحسسنى أنى محتاجة اعمل “معامل ذكاء” IQ علشان افهم المعنى من المقال ولا المشكلة انى لسه بادئة أقرأ مقالات حضرتك منذ أيام.
د. يحيى:
عدم الفهم مزية كبرى، لأنها الخطوة الأهم نحو الفهم الحقيقى.
أ. يوسف والى
yes indeed, not all poetry is really poetry…
mabrook the english site at rakhawy.net, it only needs more works added.
د. يحيى:
لم أعلم شيئا بعد عن الموقع الإنجليزى الخاص بى، شكراً لتنبيهى.
****
الحلقة السادسة والثلاثون الأحد: 19/2/1995
شريهان مصطفى الغباشى
فى هذه الحلقة انا مافهمتش المقال من اول مرة قريته فيها عشان حسيت ان الافكار مشتتة لكن لما قريته للمرة الثالثة استوعبت و كمان لقيت ان طريقة شرح حضرتك للموقف ان فيه صراع للذكريات بداخلك و قد ايه كانت كثيرة عشان كده لما حضرتك كتبتها زى ماحستها وقتها هو ده اللى خلاها تطلع بالشكل اللى انا حسيته ف الاول
د. يحيى:
برجاء قراءة ردى الأول على تعقيب الصديقة “شيماء مسلم” منذ قليل، وأنا أتحدث عن فائدة القراءة الثانية وموقعها، فما بالك بالقراءة الثالثة؟!!
شكراً.
****
الحلقة السابعة والثلاثون الاثنين: 20/2/1995
أ. عبير سالم
هل وجود شىء واضح جدا فى الحلم لازم يكون له دلالة،
د. يحيى:
لا طبعا.
أ. عبير سالم
هل فى أخذ التاريخ المرضى للاطفال الاناث يجب على الطبيب ان يسال عن الختان ام فى حالة الاضطرابات الجنسية فقط.
د. يحيى:
هذه معلومات هامة جدا، ضمن معلومات كثيرة مهمه، لكنها ليست الأهم، ولا تحتاج لكل ذلك التركيز.
أ. عبير سالم
وأنا باقرأ المقال بحس بتوهان يمكن بسبب عمق المقال
د. يحيى:
أحسن! كله طيب ومفيد
د. زكى سالم
شكرا يادكتور يحيى على كل كلمة فى كل حلقة من حلقات هذه السلسة الرائعة، ولى تعليق قصير:
- لقاء الأستاذ مع د/ عبد الرحمن بدوى كان فى بيت مصطفى عبد الرازق وليس على عبد الرازق.
- وقد زار الأستاذ بيت الشيخ مصطفى مرات عدة، وليس مرة واحدة، كما أنه التقى مع د/ بدوى مرات أيضا.
- الأستاذ لم يصف الشيخ مصطفى بالنبل فقط، ولكنه وصفه – كما ذكرت فى مقالى بالدستور – بأنه أنبل إنسان عرفه طوال حياته .
- أما اسم المترجم المقصود فهو: \” جونسن ديفيز\” وقد قابلته مع الأستاذ، ولاحظت عمق العلاقة بينهما، وقد ترجم بعض أعمال الأستاذ إلى الإنجليزية .
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك
طبعا هو مصطفى عبد الرازق، وهو خطأ كتابتى وليس خطأ السكرتارية، ومفروض أن الصديق حافظ عزيز يصحح مثل ذلك قبل النشر لكنه قد يكون مشغولا أحيانا، فيظهر خطئى، ويصبح تصحيحك مهم جداً.
القلم يستعجل أحياناً ويحرجنى، ضبطُّ نفسى متلبسا بكتابة اسمك شخصيا أكثر من مرة زكى هاشم، وليس زكى سالم، ولحقت نفسى مباشرة قبل النشر، فاعذرنى، شكراً.
أشكرك أيضا على ذكر اسم المترجم، ويبدو أننى سألتك أو ربما سألت الأستاذ عن اسمه آنذاك، فقد وجدته فى بعض أوراقى الأخرى مع اسم الشيخ كامل عجلان الذى كنت أنساه دائماً، وأعيد سؤال الأستاذ عنه، وربما عن هذا المترجم أيضا، وربما لهذا عثرت على الاسمين معا.
د. شيماء مسلم
عجبنى الجزء اللى بيحكى عن المواصلات زمان من اول السوارس والحنطور مرورا بالترام
لانه الحقيقة انه انا كمان مع ركوبى المواصلات(طبعا بعيدا عن الكلام عن الزحام والخنقة والوقوف بالساعات) بيسعدنى جدا متابعة الناس وتصرفاتهم سواء اللى راكبين معايا او اللى ماشيين فى الشارع.
\”\” قدرت أو افترضت أن هذا السير كان جزءا لا يتجزأ من طقوس إبداعه، ليس فقط لتنشيط الجسد أو الترويح بعد طول الجلوس إلى الورقة والقلم، ولكننى اعتبرتها عملية أساسية فى الإسهام الإبداعي\”\”
مش عارفة بس حسيت الجزء ده ممكن جدا يكون حقيقى
د. يحيى:
كله حقيقى يا شيخه
والله العظيم كله حقيقى
شكراً.
د. أميمة رفعت
حمدت الله أنك فتحت موضوع “الجسد عضو مفكر” فهى فرصة لأن أستشير أو أن أستزيد كنت أنتظرها إذا سمح لك وقتك لأفهم أكثر .
فى عملى بالعيادة (العلاج النفسى الفردى) لاحظت أشياء أثارت لدى تساؤلات عديدة، وحتى أعرض تساؤلاتى سأعرض بسرعة وبإختصار شديد بعض الأمثلة أرجو أن يحتملنى أصدقاء النشرة فى ذلك فأنا أعرف أنك ستحتملنى .
فى أوقات كثيرة أطلب من المريض (غالبا مريضة) أن تمثل بجسدها ما تقوله، فمثلا إذا قالت أنها تشعر أنها تلف فى دوائر أطلب منها أن تقف فى منتصف الحجرة وترينى كيف تلف فى دوائر؟ ما لا حظته أن طلبى يقابله دائما نظرة دهشة، ثم تقف المريضة، وبمجرد وقوفها لاحظت أننى لا أكرر طلبى مرتين ولست مضطرة لأن أشرح أو أوضح، فهى تدخل مباشرة فى”شغل”مع خيالها الذى ينشط فجأة وتبدأ فى التمثيل.. ولم يتشابه أبدا ما تفعله مريضة مع أخرى (على حد خبرتىالمحدودة).
* فمثلا إحداهن بمجرد وقوفها رأت أنها ليست دوائر وإنما دوامة وأخذت تلف حول نفسها من نفس المركز وعندما سألتها: بما تشعر؟ قالت أنها تريد أن تتوقف، ولكن بدلا من أن تتوقف دارت حول نفسها فى الإتجاه المضاد سألتها: ماذا حدث؟ قالت لم يتغير شىء أنا بأعمل نفس الشىء كل مرة ومش عارفة أتوقف، وعندما سألتها عن المانع عن التوقف بدأت تشعر بأشياء وأشخاص لم نتحدث عنهم من قبل وأخذ العلاج مسارا آخر .
*مريضة وقفت ورأت أنها فى مركز دائرة، ثم قسمت الدائرة حولها إلى نصفين ورصت “الناس” بلا أسماء هكذا: اللذين لا يهمونها فى شىء وأعطتهم وجهها وأخذت تمر عليهم فى تعال شديد الواحد تلو الآخر، واللذين يهمونها فى النصف الآخر أعطتهم ظهرها وإبتعدت عن المركز فإحتفظت بمسافة بينها وبينهم ورفضت تماما أن يقتربوا منها وإستمرت فى التمثيل والإضطراد مدة لا تقل عن 15 دقيقة دون تدخل يذكر منى. هذه المريضة عادة ترفض اللعب والتمثيل وغيره فى الجلسات، كما أنها تعقلن كل شىء ونادرا ما تتحدث عن مشاعرها .
* وأخرى وجدت نفسها واقفة وسط دائرة من “الأشياء” وهى ثابتة فى مكانها ومشدودة بهذه الأشياء من كل جانب بخيوط خفية ثم أخذت تترنح إلى الأمام وإلى الوراء وقدماها مثبتتان فى الأرض وكأنها ستقع ولكنها لا تقع، سألتها بما تشعر؟ فقالت أنها تتوق إلى الحرية، وعندما ساعدتها (فى الخيال) فى قطع هذه الخيوط بدأت تتعرف عليها واحدا واحدا، وبعد الإنتهاء من هذا قالت أنها ما زالت ليست حرة ووقفت قليلا، فسألتها عما يقوله لها جسدها؟
فقالت أنها تريد أن ترقص وأن تبكى ودمعت عيناها. لم أستفد كثيرا للأسف من هذا فهى مريضة هوسية وترتد بسرعة إلى السطح أو ربما العيب فىَ لا أعرف .
ولدىَ العديد من الأمثلة الأخرى عن تمثيل آخر بالجسد أذهلتنى جميعا ولكننى سأكتفى بهذا القدر .
لاحظت فى الجلسة التالية لكل مريضة من هؤلاء نفس الحكى ولا أقول الشكوى، وهو: شعرت “بتكسير فى جسمى كله وهمدان إستمر يومين ثلاثة” بعضهن نمن نوما عميقا فى نفس اليوم .
تساءلت ماذا يحدث؟ فبمجرد تسليم الجسد الراية يأخذ دورا على الفور .
وهو لا يحرك الأفكار فقط, لكنه يحرك الخيال والمشاعر والأخطر من هذا يحرك الوعى.
وبرغم أنه لا يوجد أى مجهود عضلى تقوم به المريضة فهى تصف إنهاكا شديدا لجسدها يعقب هذا التمثيل .. لماذا؟
هل يمكن أن تشرح لى أكثر قليلا تفسير لامارك الذى ذكرته فى اليومية؟
د. يحيى:
كل ما ذكرت يا د. أميمة هو هام ومفيد، ويدل على إقبالك ومغامرتك بالتجريب والتعلم فقط، لابد من توضيحات أساسية كما يلى:
1- أرجوك أن تميزى بين لغة الإشارة بالجسد أو الوجه أو الأطراف وبين أن “الجسد عضو تفكير وإبداع”.
2- لا تسرعى بالخلط بين التعبير بحركات الجسد (وهو نوع من لغة الإشارة) وبين أن “الجسد عضو تفكير وإبداع”.
3-إن تجربتك الجيدة هذه قد تتداخل مع ما يسمى “السيكودراما” بشكل غير مباشر، وليس بالضرورة مع الجسد مفكراً مبدعا.
4-كل هذا لا يعنى اعتراضى على ما تقومين به، أو تحفظى عليه، ولكنها توصية أن تعتمدى على تقييم نتائج محاولاتك على المرضى “أمبريقيا”، أكثر من تفسيرها تنظيرا، وفى كلٍّ خير.
5- موقفى من لامارك، مع كل احترامى لداروين، يدعمه من الفلاسفة “هربرت سبنسر”، ويدعمه من العلم الانجازات الأحدث للهندسة الوراثية، وأيضا الإضافات المهمة إلى ظاهرة “البصْم”imprinting (التى وصفها لورنز وتينبرجن منذ أوائل السبعينيات)، وكل هذا يحتاج إلى حديث مطول وهو موجود بكثرة فى معظم أعمالى على الموقع، وقد أدلك عليها لاحقا، ومؤقتا أحيلك إلى فصل فى كتابى (مراجعات فى لغات المعرفة) باسم “المعرفة .. والجسد”) دار المعارف 1997، وأيضا إلى شرائح فى الموقع عن “العلم المعرفى والثقافة العلمية”.
****
أ. عبير سالم
أنا معاك يا د.كتور يحيى مع إنى مش مقتنعة بالحذر من النجاح
وأنا مش معاك يا د. يحيى حتى لو المعطى اكثر استفادة من المعطى له.
د. يحيى:
أقبل الاختلاف
ولست مضطرا للموافقة عليه كله
فيستمر الاختلاف الرائع
د. محمد أحمد الرخاوى
مقتطف من حوار سيد حجاب الشاعر المنشور فى المصرى اليوم عدد الجمعة 21 أغسطس
سيد حجاب “شايف مصر رايحة على فين؟”.
– نحن مقبلون على مرحلة جديدة تؤكدها أشياء كثيرة، فعلى المستوى الاقتصادى بالقياس بالماركسى سنجد أن الرأسمالية وصلت إلى «حارة سد»، وحولت الإنسان إلى شىء منته، وأصبح معها الإنسان فى خدمة الرأسمالية وليس العكس.
ماركس بماركسيته الصافية تنبأ بأن يحدث الانقلاب لصالح الاشتراكية فى أعلى بؤر التقدم الرأسمالي، وحينما تعجل لينين لحدوث هذا لم ينجح، ولكننا نرى الأن الإمبراطورية الأمريكية برأسماليتها الواضحة تعالج مشكلة الأزمة المالية العالميةبمناظير اجتماعية لضبط اقتصادها.
وعلى مستوى العالم سنلاحظ أن الرأسمالية العالمية تعيش مأزق النهاية، ومنذ ثورات الشباب ورفضهم فى الستينيات توحشت الرأسمالية، وامتصت ثورات الشباب وأدخلتها لمنظومتها، وجددت شبابها بكثير من الأفكار المطروحة، ووصلت من التوحش لدرجة تهدد كوكب الأرض الآن، ومطلوب أن تتخذ معايير اجتماعية ضابطة لحركتها.
د. يحيى:
مقتطف شديد الجودة والفائدة،
لكننى برغم ثقتى فى التاريخ وقدرته على التصحيح إلا أننى أحذر من الاستسلام للجارى ثقة فى التاريخ وحسن المآل، مثلا مقولة أن: “الامبراطورية الأمريكية تبدو أنها تحاول أن تعالج الأزمة المالية العالمية بمناظير اجتماعية لضبط اقتصادها “هى مقولة تحتاج إلى مراجعة” لأن هذا هو ما يبدو على السطح، لكن القوى المالية الكانيبالية (أكلة لحوم البشر) هى التى تقود الامبراطورية الأمريكية، فالعالم، إلى الانقراض، وهى تنسى أنها ستكون فى أول المنقرضين لو نجحت فى تخريب الدنيا وإفناء البشر بالسلامة!!!! (..الخ).
****
د. محمد أحمد الرخاوى
لعبة الصحبة:
اما عن الاحتكار فانا لا الومك عليه لانك — افتراضا جدلا — تعيش فى مستوى من الوجود والتطور يندر ان يتواجد فيه كثير من البشر فتحتفظ لنفسك بهذا الاحتكار الى ان تجد الآخر الذى يعيش جدلية هذا الحضور معك طبعا انا جيت اسهلها صعبته
د. يحيى:
الإنسان العادى جدا ليس هو الإنسان المغترب جدا، بل هو الإنسان العادى كما خلقه الله، وهذا هو مستوى كل الناس ما لم يتشوهوا، وليس المستوى المتفرد الذى وضعتنى فيه دون غيرى
د. محمد أحمد الرخاوى
اما عن حكاية محدش يتحملنا لا انا ولا انت لان برضه هذا الوجود الجدلى الحركى بمصاحبة الجينات فائقة التطور لا يتحمله الكثير جدا من البشر
د. يحيى:
إعمل معروفاً يا محمد، إنس حكاية “الجينات فائقة التطور هذه”، ولا تنس أنى عمك.
فائقة ماذا وتطور ماذا؟
دع كل (واحد أو واحدة) يحمل جيناته أيا كانت، لأنها من ضمن أمانته التى حملها، فليتحملها بحقها حتى لا يكون ظلوما جهولا.
وكل عام وانت بخير.
د. محمد أحمد الرخاوى
أعانك الله على ما انت فيه ورحمنا ورحم كل البشر
د. يحيى:
أعاننا جميعا على حمل الأمانة دون صراخ.