نشرة “الإنسان والتطور”
24-4-2009
السنة الثانية
العدد: 602
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
وهل لابد أن يكون لكل بريد مقدمة؟
****
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (44)
العلاقة بالآخر: بين الواقع والحركة والزمن
أ. سميح ملحيس
سؤال يا دكتور يحيى خطرلى وانا بافكر فى الإجابة على “سؤالك.. هوا كائن بشرى يعنى ايه؟؟!!” والجواب بتاعه هو : كائن حى راقى (له وعى – ووعى بالوعى) لحد ها انبسط انا، بس التكمله صعبه فعلا يا دكتور ….وبتخلى الواحد يفكر الف مليون مره وهو بتعامل مع الحالات عنده ومع نفسه ..
سؤالى هو:
هل ممكن يكون انسان عنده وعى ووعى بالوعى بدون وجود (علاقه) مع واحد او واحده زيه؟؟؟ والسؤال التانى : كيف استدل ان عندى وعى ووعى بالوعى؟ ولو فرضنا كنت شطور واستدليت وكان عندى وعى ووعى بالوعى اجيب واحد او واحده زيى منين ساعتها؟؟
وانا باكتب التعليق دا يا دكتور شاعر بقلق فعلا !!!!وهذا ينبهنى ربما من داخلى كم هى صعوبه وجود علاقه فعليه فيها حركه ونمو …
وشكرا.
د. يحيى:
يبدو أن هذا القلق الأخير، المحاط بغموضٍ ما، هو غاية ما يمكن، وأن الحفاظ عليه، مع التحرك التلقائى من خلاله، ورصد نتائجه – فى حضور آخر أصيب بنفس محنة أن يكون بشرا- هو مسار الحركة المفتوحة، ودعك من كل غير ذلك، مما جاء قبل ذلك.
هذا التنظير ليس له أيه فائدة إلا أن يحركنا إلى منطقة هذا القلق الذى انتابك بما وصلك إلى أن نكون بشرا، وخلاص، ( يعنى لسِّهْ، وهكذا).
أ. رامى عادل
ما عنه ما اتجوز، ولا حرام بلاش، يعني مش لما يعمل علاقه مع حد الاول يبقي يتعلم يعمل علاقه مع مراته، بلا نيله، باين العيانين مبيخفوش، الا لما الدكاتره تخف الاول، ما هو لازم الدكتور يحل مشكلته الشخصيه ، وبينه وبين العيان يوريه عملي، يتصرف بشجاعه، عشان العيان يتعلم، واللي بيتحل في الجلسه بيفضل راسخ، تقولولي يعني ايه يتجوز في الجلسه؟ لا طبعا بس يتحرك ادام العيان في اتجاه الصحه، بالطريقه اللي تلائم العيان ده بالذات، يعني لو العيان بيتهته مثلا، يمارس معاه كيفية تكوين جمله مفيده طليقه، يعلمهازاي يقول برجراف علي بعضه، ولا اقولك، ماليش دعوه، ان شالله ما خفوا.
د. يحيى:
كدت أقول “إن شالله أنت”، ولكننى تراجعت، ثم تراجعت عن التراجع.
أما ما قبل ذلك، فأذكرك يا رامى أن “اللى على شط الهوا عوّام، وبحره لو تنزله راح يكتر اللوام” هذا حال أولادى وبناتى الطيبين فى بحر العلاج، وأنا مثلهم.
د. عمرو دينا
معترض بشدة على ذكر أسم المعالج مقدم الحالة صراحة وخاصة أن النشرة تعرض على شبكة الانترنت وقد يكون المريض من متابعى النشرة فبرجاء عدم تكرار ذلك وتوضيح سبب ذكر اسم المعالج هكذا صراحة فى هذه الحالة تحديدا وهى السابقة الأولى من نوعها لم تفعلها من قبل!!
د. يحيى:
بصراحة معك حق، لقد كانت غلطة أصلحناها فورا وأصبح اسم المعالج فى النت هو “اسم مستعار”، ولعل ما وصلك هو النسخة الورقية، والاسم المستعار موجود بالنسخة الإلكترونية، ويمكن الرجوع إليها للاطمئنان إلى كذلك.
شكرا لتنبيهك.
ثم إنى أرجو أن نتبع ذلك أيضا فى حالات قصر العينى برغم أن أغلبهم المرضى لا يفكون الخط، وأن الأطباء والمعالجين ربما يفضلون ذكر اسمائهم، لكننى إضافة إلى تغير إسماء المرضى وعناوينهم ومحل عملهم، سوف أفضل بناء عن تنبيهك أن أغير أسماء الزملاء، حتى فى قصر العينى أيضا.
د. إسلام إبراهيم
والله يا د. يحيى الموضوع ده صعب فكل لما أدخل مع عيان فى موضوع العلاقة بالنفس والعلاقة بالآخر باحس أنى باحّرك حاجة جوايا أنا، ومش عارف ده لمصلحتى ولا يضرنى ومش عارف ساعات افكر ماكملش علشان أحمى اللى موجود من خطر الحركة وباحس أنى زى المرضى فى الموضوع ده، وأنى بارفض معظم الوقت الحركة والتحرك، وساعتها باحس بشعور المرضى فعلا الموضوع صعب أوى أوى.
د. يحيى:
منتهى الصدق والأمانة،
ليس عندى ما أضيفه إلا أن المسألة تستأهل.
(واللى عايز الجميلة، يدفع مهرها)
أ. منى أحمد
– أنا ملاحظة إن والدة المريض مش متحمسة لإنها هيه الى عايزه كده ومش عاوزة جديد ومش فارق معاها إنه رايح وجاى من الشغل من غير أى تحمس، غريبة أوى أن المعالج كل لما يضغط يلاقى المريض يا إما يسيبه شهر أو تظهر الأعراض؟
د. يحيى:
ما غريب إلا الشيطان
ما هذا يا منى؟ أنا أتصور أن هذا المريض وهذا المعالج يعلمانا بشكل مباشر ” لغة الأعراض”، ونادرا ما تكون بهذا الوضوح، أرجو أن تقرئى النشرة ثانية.
أ. منى أحمد
– أنا شايفة إن المعالج لازم يضغط بشدة على موضوع الزواج هوه هايكون مقاوم بشدة فى البداية لكن أتوقع أنه بعدها هايبقى أفضل لأن هايكون له مشارك.
د. يحيى:
شريك، أم مشارك؟
من يضمن؟
أنا عكسك، أرى أن المعالج ضغط ربما أكثر من اللازم، فالمسألة صعبة والمريض كان نزيلا بالمستشفى … وليس شخصا عاديا، ولا مرضه كان هينا.
الحسبة صعبة تحتاج لهدوء ومثابرة.. إلخ.
د. هانى عبد المنعم
لا أدرى أتكون المشكلة فى صعوبة العلاقة بالآخر أم عدم وجود آخر ليملأ القالب المقابل للعلاقة؟
د. يحيى:
لا يوجد آخر بالمقاس “ليملأ القالب” الموضوع له، المسألة ليست حذاء له قالب معين،
“الموضوع” هو وعىٌ فى حركة فى زمن،
والدنيا تضرب تقلب
ونحن نحاول.
د. هانى عبد المنعم
أرى بعض الاستعجال فى قرار المعالج بالحركة والزق وأتفق مع حضرتك فى طبيعة العلاقة من حيث وجود الحركة ما دامت العلاقة العلاجية مستمرة وخاصة (وهذا رأيى) إن كانت غير منتظمة؟
د. يحيى:
يارب نقدر
د. محمد عزت
خفت جدا من موضوع العزومة بالعيا، أعتقد أنه لازم يتحسب الموضوع بدقة من جهة زى ما قلت حضرتك أن أحنا مش ضامنين إيه اللى ممكن يحصل بعد كده، ومن جهة أخرى ممكن ده يكون سكة للهروب من قبل المريض ويفضل يكررها طول الوقت.
د. يحيى:
عندك كل الحق.
أ. هالة نمر
أنا لمّا حاولت أحط نفسى مكان العيان فى منطقة العلاقة بالآخر، واتواجهت بزنقة أو حتى عزومة الجواز – كده مرّة واحدة – اتخضّيت جداً، وقلت بينى وبين نفسى للّى زنقنى “لأ بالرّاحة علىّ.. واحدة واحدة.. مش لاعب.. لو هى الحكاية كده بلاها.. هو أنا عارف أصبّح وأمسّى وآخد وأدّى زى الناس لمّا ح تجوزنى.. هو يا إمّا يا بلاش؟!
د. يحيى:
عندك حق (شويتين).
أ. هالة نمر
شاغلنى فكرة إن كل واحد فينا فى الأغلب بيبقى عنده موديل بيقيس عليه، يمكن ما عرفش غيره أو ما غامرش بإنّه حتى يتعرّف على غيره، بيكون حريص إنّه يلبّسه للّى بيحبهم وخايف عليهم ليْضيعوا لو خطّوا برّاه، وبيحاول بكل الطرق إنّه يكيّف الأمور عشان فى الآخر تروح نواحيه. زى ما فيه ثقافة “نموذج” ليها جذور ممتدة وثقافات فرعية بتشكّل فروع الشجرة، فيه النموذج “الأمثل/ الأضمن/ الأقدم/ المُخْتَبَر” اللى شيلناه أو شيّلوه لينا اللى قبلينا، بنبقى حريصين إننا ننقله بكل رسوخه للّى بعدينا “زى حمل الأمانة كده”؛ بس مش الواحد ينتبه برضه إن موديلاته مش نهائية ولا هى بالضرورة أحسن الممكن لكل الناس، وإن فيه حلول كتير تانية موجودة فى الدنيا الواسعة بكل احتمالات اغترابها ونقصها وتلصيماتها ينفع برضه تِشتغل وتْشغّل؟ مش برضه مبدأ قبول الواقع – أى واقع – بشرط تغييره (اللى ممكن يكون فى غير الاتجاه اللى احنا ماشيين فيه)، محتاج شوية مرونة واتساع وخلق مسافات ومراجعة للموروث بكل نجاحه واستمراره عشان نتأكد فعلاً من قبولنا واحترامنا واستحمالنا لما ليس نحن عليه؟
د. يحيى:
كل هذا صحيح، بدءاً من احترام الثقافات الفرعية، إلى تقدير الفروق الفردية (بما فى ذلك الأسطورة الذاتية) التى أتناولها فى نقد حديث لمحفوظ وكويلهو)، لكن علينا فى نهاية النهاية أن نتذكر أن العلاج الجارى هم لأفراد لهم مصاعب محددة، بحيث ينبغى التحفظ ونحن نتعامل معهم من مناقشة المبادىء العامة والإيديولوجيات المختلفة – مع أنها خلفية ضرورية – أثناء تعاملنا اليومى مع أعراضهم وإعاقاتهم .. الخ.
شكراً.
أ. إسراء فاروق
“ما هو أنت عشان تحرك عيانك فى الاتجاه اللى أنت عايزه، أنت نفسك لازم تتحرك فى نفس الاتجاه”.
أحياناً بيبقى عندى صعوبة فى الحتة دى وعشان كده بابقى حاسه إنى محتاسه مع العيان، وإن ده وصله.
د. يحيى:
إياك أن تضعى ذلك شرطا بمعنى أن تلزمى نفسك بنفس حركة المريض، أنا أشير إلى “الاتجاه” فقط، وليس الشبه، أو المحتوى، أو الكمّ لو سمحت، وأميل ألا أحدد الاتجاه لكنه باختصار النمو، بمعنى بسيط جدا، هو الاستعداد للتعلم، فالتغير، فالنقد فالمراجعة (باستمرار ما أمكن).
أ. إسراء فاروق
العيان ده شايفه إن فيه ترييحة كده، وكأن لسان حاله بيقول: الحمد لله على اللى أنا فيه، وعلى الناحية التانية شايف إن المعالج عنده حماس جامد عايز ينطط العيان نطة قوية، وربما تكون من غير سلالم كافيه، وسؤالى لو الحماسة دية (الحركة) مش نابعه من داخل العيان يا ترى حاتبقى حقيقية وحاتحرك فيه حاجة بجد.
د. يحيى:
وجهة نظر جيدة.
وأذكرك أن من حق المريض أن “يريح” فى أى محطة مناسبة خصوصا بعد “علقة حكة مفرطة متناثرة” مثل تلك التى دخل بسببها المستشفى، أما حماس المعالج فهو أمر طيب من حيث المبدأ، لكن لابد من ضبط الجرعة وحسن “التوقيت”.
د. محمد الشاذلى
هل يمكن أن يكون المرض الانتكاسة محاولة فعليه لإعادة تنظيم مستوى ما فى العلاقة بالآخر؟!
د. يحيى:
يمكن
نحن – ومعنا المريض – وشطارتنا
أ. جاكلين عادل
وصلنى علاقة أو شبه علاقة تعويضيه أو أوديبية بين المريض والأم كعلاقة استحواذ، ربما هى تعيق حركة المريض فى اتجاه “الآخر”.
د. يحيى:
علاقة استحواذ، يجوز، امتداد ملكية وارد، لكن ليس بالضرورة أن تكون أو ديبية أو حتى تعويضية، أنا لا أرفض هذه اللغة لكننى أفضل عدم استعمالها.
أ. عماد فتحى
ما معنى المراهنة على الزمن فى العلاقة، مش قادر أفهمها.
د. يحيى:
بمعنى التوصية بعدم الاستعجال، مادام اتجاه الزمن فى صالحنا، صالح المريض، الذى هو صالحنا.
أ. عماد فتحى
قبول الواقع هو إن الواحد يبدأ منه، والبداية مع المريض من النقطة دى وعدم رفضها، يمكن ده بيشاور على إن الواحد مش عارف إيه ممكن يطلع من المريض غير ده.
د. يحيى:
أيضا هذا وارد كمرحلة، لكن إياك أن يجرجرك ذلك إلى الركون إلى مبدأ “اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش”.
****
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (43)
إشراف النتائج الحذر من تسرب الوقت مع طول العلاج
د. ياسمين
تعقيبا على التعقيبات التى وصلت بخصوص الحالة التى عرضتها: إحتمالية عامل الزمن… الذى هو ضدى و كافى لإنتكاسة أى فتاة عادية لم تتزوج فى مجتمنا… و فى ظروفها!!!!! أما بالنسبة للحالة أعتقد أن المشكلة قد تكون فى theInternalized Mother figure تركتينى لوحدى بعد ما منعتينى من الزواج…(لعلاقة الأم بالأب السيئة) تركتى لى صورتك التى منعت زواجى إلى الان يا ليتنى تزوجت و أنت موجودة…لأنك تمنعينى الان…فكلما أبدأ أبقى كويسة تفكرينى برفضى للعريس إياه… و تقولى ما هو لو كنتى قبلت ما بقاش ده حالك… و مع تكرار فشلها فى الزواج… تعمل إيه غير إنها تشغل السكريبت إياه؟؟؟ و التحسن \”السطحى\” كانت تحتاجه المريضة و له دور فى حياتها…و لكن عنف وجود والدتها و فشل والدتها لن تجعلها تهنأ…
د. يحيى:
أكرر شكرى لك يا ياسمين، وأرجو أن يكون قد وصلك تقدير كل من شارك فى الحوار معك، بما فى ذلك من لم يصله مدى صبرك وحذقك.
حكاية الأم الداخلية وتأثيرها واردة، لكننى لا ألجأ إليها إلا عند الحاجة (جدا) وأرى أن تأثير الأم الغائبة يكفينى لمتابعة هذه الوقفة كما ورد فى مناقشة الحالة، لكننى لا أرفض اقتراحك، أنتِ أدرى.
****
حالات وأحوال:
الفهد “الإنسان” يصدِّق ويبدأ رحلة العلاقة “بالآخر” بعد هجمة قصيرة
(الجزء السادس والأخيرة)
د. عبد الحليم محمد
لقد أزالت عنى فرصة التدريب “عن بُعْد” بعض الحسرة على إضاعتى لفرصة “التدريب عن قرب “، وحيث أننى قد تعايشت مع الحالة كما لو أننى فى غرفة المقابلة أود أن أسألك يا أستاذى العظيم عن
1- ما الذى حدث بين المقابلتين قبل الأخيرة والأخيرة ولم يحدث فى الفترة بين المقابلتين اللتين حدث فيهما الهجوم.
د. يحيى:
أعتقد أنه لم يحدث شىء محدد يمكن أن يرصد بوجه خاص، إلا أننى من خلال خبرتى أعتقد أن مرور الوقت، لو كانت الرسالة ذات المعنى (العلاقة) قد وصلت أى مستوى من مستويات وعى المريض، هو هام ومفيد، وهو الذى يسمح للجرعة أن تجد لها مستقرا فى الوعى المشارك بيننا، فنرى النتائج (كما تابعنَا) دون حاجة إلى نعزوها إلى هذا العامل أو ذاك تحديدا مما جرى بين المقابلات.
د. عبد الحليم محمد
2- على الرغم من التأكيد فى أوئل حلقات النشرة على حاجة ياسين للشوفان الا انه لم يتم التطرق لها بعد ذلك وتم التأكيد فقط على “كرهت الحب”، فهل يمكن تفسير الهجوم بعدم تحمله لجرعة الشوفان حين طلبتَ منه النظر إليك، والتى تم التأكيد عليها فى المقابلة التالية…..، “خلى بالك أنا حاقرّب من المناطق بتاعت المرة اللى فاتت”.
د. يحيى:
أولا: لا يوجد حب دون “شوفان” (حقيقى)، ولا جدوى لشوفان لا يحيط بكل الموضوع، وتعبير كرهت الحب يشمل أيضا “كرهت الشوفان ..” خشية أن يتوقف الأمر عند مرحلة الفرجة، أو الوعد دون وفاء.
ثانيا: الاقتراب من المناطق الحساسة التى وردت فى النشرة هو جزء فقط من الشوفان، وإلا أصبحت المهمة مهمة “تفريغ” أو “تنفيث” كما اعتاد الناس أن يبالغوا فى قيمة هذه الآلية فى العلاج، مع أنها آلية قد تكون لها قيمة تسكينية مؤقتة، إلا أن الشوفان هو الاعتراف الفعلى بحق الشخص الذى أراه “أشوفه” فى الوجود، ومن ثم الاعتراف به وليس فقط رصد الأحداث التى مرّ بها، ومغزاها، ومدى ما يترتب عليها من آلام، وما تترك من آثار، مع أن كل ذلك مهم فى نفس الوقت.
د. عبد الحليم محمد
أظن أنه تم عقد من نوع جديد فى المقابلة الأخيرة “عايز افتح الموضوع” “ماينفعش نغطى يا ياسين على كل الألم والتعب ده يا ابنى”، والتى أشعر أنه تم فيها تقليل جرعة الشوفان لذا لم يعتبرك نفس الشيطان بتاع المرة الى فاتت الى شافه جداً لدرجة انه اترعب.
د. يحيى:
تقليل جرعة الاقتراب وكذا الشوفان وارد، ومفيد، لكن لابد أن تكون المسافة متحركة معظم الوقت بمسئولية متجددة.
أ. هاله حمدى البسيونى
حضرتك قلت “إن العلاقة الحقيقية هى اللى تسيب حركة فينا مع بعض، الحركة دى هى اللى تلمنا على بعض”
بس هو فعلاً دلوقتى تلاقى الناس صعب إنها تقرب من بعض بحق وحقيق يعنى ماحدش يستحمل حد ومابيستحملش آلم أو تعب حد، وكل واحد بيدور دلوقتى على حقه واللى المفروض يتعمل له، مش اللى مفروض يعمله.
د. يحيى:
ربما،
لكن علينا أن نتجنب التعميم وألا يثنينا ذلك عن مواصلة المحاولة.
أ. هاله حمدى البسيونى
بجد: الناس اللى بقت تخاف من القرب، ودايماً يجيلى إحساس كده: هو اللى بيقرب منى ده عايز منى إيه.
د. يحيى:
الخوف جيد، على شرط ألا يكون مجمّدًا للحركة،
دعينا نتحرك ونحن نخاف أفضل من أن نطمئن ونحن حجارة ساكنة فى محلها.
أ. عبير رجب
لما كنت باقرا سر اللعبة، وخصوصاً “الجلد المقلوب” بألاقيها بتشبهنى قوى، قريتها كتير قوى ومش عارفه ليه، علشان أفهم وأحاول أتغير ولا عشان أشوف الناس أكثر، بس كانت بتعجبنى قوى وخلاص.
د. يحيى:
بصراحة يا عبير أنا لا أعرف كيف كتبت هذه القصيدة الصعبة البسيطة سنة 1971، قبل أن أرى كل ما رأيت، هل كانت بداخلى فقفزت منى؟ يجوز، تصورى أنها كانت محور نقدى لعدد كبير من الإبداع الأدبى المهم، ومن أهم ذلك رواية يقين العطش، لإدوارد الخراط، واسم آخر للظل، لحسنى حسن.
أ. عبير رجب
حضرتك بتقول إن العلاقة الحقيقية هى اللى تسيب حركة فينا مع بعض، الحركة دى هى اللى تلمنا على بعض، طب لو حد بيخاف من الحب والاقتراب يعمل إيه لو عمل خطوة ولقى اللى قدامه مش قادر يستحمل ومش قادر يعمل علاقة، مش ده يخليه يرجع لورا ميت خطوة.
الموضوع صعب قوى علينا قبل ما يكون صعب على المرضى.
د. يحيى:
هذه حقيقة مؤلمة رائعة!
ما رأيك؟ هل ننكر أنها حقيقة نظراً لصعوبتها، أم نخوضها ونتحمل صعوبتها لنكون بشراً، ثم إياك أن تربطى حركتك بشروط حركة الآخر، حتى لا نتوقف جميعا، دعينا نتحرك ورزقنا على الله.
د. عمرو دنيا
أنا مش فاهم كل هذا الكم من التنظير وكيف يتلقاه المتلقى العادى المتصفح لشبكة الانترنت.. أعتقد أن الأمر أصبح من الصعوبة بمكان، مما يجعل تتبع النشرة أمراً صعباً على المشتغلين بالمجال.
فما بال حضرتك بالمتلقى العادى.
د. يحيى:
تقصد على المشتغلين؟ أم على غير المشتغلين؟
ماذا تقترح بديلا يا عمرو.
****
“فصامى” يعلمنا: “كيف الفصام”، “دون أن ينفصم”!!
(الحلقة الأولى)
د. أسامة عرفه
أليس هذا هو التفكك في المحل دون تباعد ( تفسخ ) الكيانات
د. يحيى:
أولا: أين أنت يا أسامة؟
ليس معنى التساؤل أننى أطلب منك هذا أن ترهق نفسك وتتعسف الردود دون أن تنبعث منك غصباً عنك.
ثانيا: ليس تماما، ليس هذا هو التفكك فى المحل، وإن كان هناك تداخلٌ ما وأرجو أن تتابع الحلقات.
د. أسامة عرفه
البدايات المتعاقبة : هل تشبه التفكك الدورى periodical disorganization
مع أخلص الدعاء
د. يحيى:
لا.
هذا شىء، وذاك شىء آخر،
ونواصل متابعة الحالة.
****
“فصامى” يعلمنا: (2) الوضوح الغامض (الحلقة الثانية)
أ. رامى عادل
المخ ام السماءام الطلسم؟ بحس ان الدماغ متشتغلش كويس الا فى حضور دماغ تانيه، ويتكاشفوا، زى ما يكون كهرباء المخ ليها وصله خفيه بين الاتنين، افتكر ان مره ناموسه صعقت فى مقابله مع واحد دماغه شغاله، وسمعناها وهى نازله بتون، وده تنظيم برضه للطاقه اياها، انهم يتقابلوا من غير حواجز، دون تحدى او مساومه او قهر، اما نبض الذكريات (اوالاحلام) فدوره فى هذه المساله احياء الموتي، ده كل كلمه بيقولها العيان بتفكرنى ان من السموم النافعات دواء، والعيان شايل فى راسه السيناريو مكتمل، وفى علامات بتترسم بعنايه فى سكة المجنون، وبتشاورله ان مفيش قوه فى الدنيا تقدر توقفه.
د. يحيى:
إيش حال لو كملّت بقية الحلقات يا رامى!!؟
أ. حسن سرى
اعتقد ان ترجمة information processing الى معالجة المعلومات اقرب واوضح من فعلنة المعلومات.
د. يحيى:
والله أنا احترت فى ترجمة هذا المصطلح، وأنا الذى ابتدعت حكاية فعلنة لتصورى أن المعلومة لا تصبح كيانا بيولوجيا إذا اصبحت فعلا تشكيليا متسقا، ثم تراجعت لمرحلة ما بحساب استعمال الترجمة الشائعة.
ورفضت طول الوقت تعبير “معالجة المعلومات” مع أنه شائع أيضا.
المهم ألا تختلط هذه العملية بعد الترجمة مع الحفظ أو التخزين (الذاكرة) أو العلاج (المعالجة).
لست متأكدا.
****
تعتعة: لؤلؤة غامضة، وسط كومة قش مشبوهة!!
د. عمرو دينا
مش فاهم إيه ظاهرة السر دى أصلا، فقرأت اليومية كلها ولم أصل إلى ما هى الظاهرة حتى يتسنى لى الحكم عليها إذا كانت لؤلؤة من عدمه.
د. يحيى:
أرجو أن ترجع إلى يوميات (المخدرات العصرية والمفاتيح السرية عن كتاب وفيلم “السر”)، (“أحجار كريمة وأشياء أخرى وسط كومة قش”)، (مفاتيح بسيطة واختيار الحياة)، (حزمة من مفاتيح السر “الآخر”).
هذا وربما أوجزها فى تعتعات قادمة.
أ. محمود سعد
أنا موافق على أنه لابد من اختيار الوقت المناسب للتحدث عن ظاهرة جديدة، بل واختيار الجمهور المتلقى، فالمعلومة لا تصلح لأى جمهور، ونشرها أو نشر انتشارها لا يصلح فى أى وقت.
قرأت المقدمة الطويلة والشيقة بالنسبة لى على الأقل ولكنى لم أجد أى أشارات ولو من بعيد عن تلك الظاهرة، فهل من الممكن أن تلخص لنا هذه الظاهرة.
د. يحيى:
أرجو أن ترجع إلى نفس اليوميات السابقة التى أشرت إليها حالا فى ردى على عمرو.
د. محمد على
أظن أن الكلام عن السر هو من قبيل العجز لأننا لا نجد حل لأى مشكلة يمكن “السر” ده هو عفريت علاء الدين بتاع المصباح السحرى اللى يمكن يقوم بأى حاجة أحنا نفسنا فيها؟
د. يحيى:
ليس تماما.
هناك وراء هذه الظاهرة مع غلبة سلبياتها، علمٌ ما،
وهى ظاهرة ذات علاقة ما بصدق الدعاء، ويقيَن الاستجابة، وأشياء أخرى.
أرجو أن ترجع إلى التفاصيل (المخدرات العصرية والمفاتيح السرية عن كتاب وفيلم “السر”)، (“أحجار كريمة وأشياء أخرى وسط كومة قش”)، (مفاتيح بسيطة واختيار الحياة)، (حزمة من مفاتيح السر “الآخر”).
د. أحمد فهمى
لم أفهم ما هو السر، ولكنى أعتقد أننا نحتاج إلى تفكير علمى أكثر إرتباطاً بواقعنا أكثر من احتياجنا إلى البحث عن أسرار غامضة.
د. يحيى:
تعريف “تفكير علمى” أصبح يحتاج إلى مراجعة،
أظن أننا وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها كل صاحب منهج محدد يعتبر نفسه هو الذى يمثل التفكير العلمى دون غيره من المناهج الأخرى حتى صارت الحكاية أشبه بالصراع بين السلطات الدينية لمختلف الأديان والمعرفة، ونحن نحتاج لاقتراب جاد من كل ناحية.
د. أحمد فهمى
نحن نعيش فى مرحلة من تاريخنا تختلف عما يعيشه الغرب الآن، وليس كل ما ينتجونه من أفكار قد يصلح لمجتمعاتنا، أعتقد أننا يمكن أن نستفيد من طريقتهم فى إيجاد حلول لمشاكلهم بأسلوب علمى.
د. يحيى:
نعم ولكن،
علينا أن نوسع مفهوم تعبير “اسلوب علمى” كما أشرت لك حالا، وأن نراعى فروق الثقافات.
أ. أحمد سعيد
هل البحث “عن السر” هروب من مواجهة الواقع، أى أنه خطوة فى درب الفصام؟
د. يحيى:
لا أظن
الفصام حكاية أعمق غورا، وأصعب منالا، لا تختزل هكذا.
د. وليد طلعت
دعوت لك اليوم بعدد تكرار قراءتي لمفاتيح السر الآخر وبناءا على طلبك وبدونه .. أن يبارك الله لنا ولك في عمرك ويوفقك وينعم عليك بما تستحق عطاء الكريم المنان للعبد الأواب الساعي إلى وجهه الكريم..
لم أقرأ السر وإن انتبهت إلى الضجة التي أثارها .. لا أدري لم لم يجذبني لفعل ذلك ربما هو كسل كان أو ردة إلى كسل .. لكن قراءة يومية اليوم واليوميات الملحقة من خلال الروابطذكرتني مباشرة برواية كويلهو \” الكيميائي\” وما أثارته في وخصوصا في نهايتها..
فكرة تلاقي قوى الكون واشتراكها معا في تحقيق هذا الذي أردته وبشدة وسعيت إليه بكل جهدكوبذلت من أجله كل ما تستطيع..رغم ما أوحت به الرواية أنه مع المكابدة والترحال والسعي الذي لا يعرف المستحيل وراء الحلم ما هي الا أسباب لاتساع المعرفة بالذات وبالكون وبالآخرين تكتشف من خلالها غالبا كيف أن هدفك المنشود كان
قريبا منك أكثر مما تتصور..
المجال ربما لا يحتمل هذا التداعي لما أتذكره مما أثارته في الرواية بقدر ما أرغب وبشدة في إعادة الدعاء لك بما تستحق وأتمنى أن تفرد نشرة لإعادة نشر مفاتيح السر \” الآخر\” التي أوردتها .. حتى بدون مقدمة أو تعليق أو نقاش ..عدتمستمتعا لوجودك الحي النابض آملا في استعادة بعض هذا النبض الباعث على النشوة والبهجة والحيوية من حيث لا أدري أحيانا..
محبتى.
د. يحيى:
شكرا يا وليد، أين أنت؟
أعتقد أننى سأوجز فى تعتعات قادمة طرح مفاتيح “السر الآخر” ثانية.
أما عن الربط مع كويلهو وسيميائه، فأنا أعود إليه حالا فى محاولة نقد مقارن مع رحلة إبن فطومة لنجيب محفوظ، وأدعو الله أن أتمه قريبا ليظهر فى العدد القادم من “دورية نجيب محفوظ”
****
يوم إبداعى الشخصى: قصة قصيرة: أبـدا…
د. وليد طلعت
شكله كده راح يجيب طابع بوسطه
د. يحيى:
لا أوافق على تعليقك هذا هكذا.
د. وليد طلعت
عن صديقى محمود شرف عن الشاعر الجميل على منصور” العلاقات شائكة جدا … “
د. يحيى:
أوافق على رأى الشاعر على منصور.
****
تعتعة … الآخرون
د. وليد طلعت
بهم لهم منهم معهم وحشتنى يا أستاذنا
د. يحيى:
الله لا يريك “وحشاً”
****
حوار/بريد الجمعة
أ. رامى عادل
…وانا احتسي مدامع قلبي حين لم تلقني لتسال مابي ولم لا؟
د. يحيى:
ولا أنا، ولا أنت تعرف الجواب؟
السؤال هو الجواب نفسه.
ألم تلاحظ يا رامى وضعك علامة الاستفهام فى آخر الجملة، مع أنها جملة إخبارية؟.
****
ملاحظات على الأحلام والتقاسيم
الخلق، الوجود، الموت (د. أميمة رفعت)
د. محمد أحمد الرخاوى
الحياة للحياة، تفرض الحياة نفسها، كحقيقة مطلقة، لها قوانين، من ابدعها، يحبها من ادركها
قدسها، ليخرج منها، اليها.!!!!
كل من حاول تشويهها، بتشويه نفسه او غيره، هزم، ولم تبق الا الحياة
هي السر الاوحد، والحقيقة الواحدة
اذن فلنسع اليها، بها، فيها، اليها، الينا، ولنصبر، فروعتها، جلالها، في غموضها، كشفها، أبديتها
لم يبدعنا خالقنا، خالقها، الا لقدسيتها، فالحمد لله، رب العالمين
د. يحيى:
تعميم جديد.
لم أعرف طبيعة علاقته بنقد الدكتورة أميمة يا محمد.
ما الحكاية؟!.
أ. رامى عادل
واخيرا قررت الوقوف امامه بدلا من الهروب من غموضه المثير:تذكرينى بقول التنين العجوز المحتمى فى كهفه السحيق قى احدى الاساطير الرخاويه الفجه. ذات محفوظ الانثويه: ما اروع نور الشريف بجسده النحيف يتابط ذراع بوسى فى شوارع باريس مرتديا البالطو يتمايل بذاته الانثويه، وللرخاوى مقوله انه لا تكتمل الانوثه الا بالرجولة وبالعكس. فى الحلم يرى الحالم نفسه ولكنه لا يرى التفاصيل: اراه خيطا من اللهب الرفيع المتراقص اراه طاغيا (فى التقاسيم): بالنسبه للرخاوى حين ارى بنيانه بالصلاة على النبى واقارن هذا بالاعجاب بالجسد اراه مقتحما صنديدا قاتلا مثاليا طاغيا على الصوره كذلك. فى بداية الحلم لم يكن فى الكون نور: اظن انها بوابه سوداء معتمه نمر بها الى الحلم النارى ويمثل هذا العدم سائل او مياه فوضويه: تماما كتلك التى تضرب زيزى بها ذيلها كالحوت الرمادى العملاق القديم (لتنبت مكن جديد، مسلحه بمصدر الحياه، منتميه) يعبر السماء: او يعبر المحيط فيشقه نصفين وهكذا وجد المخلوق الجديد نفسه فى الظلام…. دونك. ولم يعجبنى من حضرتك انك تتمسكين كثيرا بمصادر قد تبدو بعيدة، رغم امتزاجها بفكرك، احب ان اراكى وحدك دونها، لانها مزعجه (المصادر)، وتسبب لى ربكه، فلا استطيع التعرف عليكى وسطها
د. يحيى:
والدور على د. أميمة إن رغبت فى التعليق.