نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 22-2-2013
السنة السادسة
العدد: 2002
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
وكأن البريد سوف يقتصر على ابنة عربية طيبة، وابن أخ من استراليا، وبعض تلاميذى (بناتى وأبنائى الأصغر) الذين يكتبون بطلب منى يصل إلى حد التهديد المُحبّ، ولم لا؟ إنهم يتيحون لى فرصة أن أشرح أفكارى أوضح وأقرب لهم، وبالتالى تصلنى أنا شخصيا أسهل وأبسط.
تعلمت من هؤلاء الأصغر أن “الحوار طلبا للمعرفة”، و”تمسكا بحق عدم الفهم” قد يكون فى أهمية، وأحيانا أهم، من الحوار الذى اسميه “مناطحة وجهات النظر” أكثر منه “بحثا عنٍّى فى وعى الآخر” (ليس فى مواجهته ولا لإقناعة).
ما رأيكم؟
كل هذا طيب
شكرا للجميع
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (152)
اضطرابات الإدراك (14): أنواع الهلاوس (1)
د. بيتر نبيل
بالفعل يا أستاذنا، الشرح العلمى التقليدى أجده أكثر قرباً وأسهل تطبيقاً فى العمل مع المرضى من محاولة قياس ما لا يقاس بما لا يقاس.
أنا لا أرفض أو أنحى الافتراضات التنظيرية السابقة، لكن أرى أن كلا المنهجين فى الشرح يكملان بعضهما البعض.
د. يحيى:
كله الا اختزال المريض إلى “أعراضه” (مهما كان أسهل وأكثر قربا وأسهل تطبيقا)!!
قربا إلى ماذا يا بيتر؟
وتطبيقا لتحقيق ماذا؟
للوصول إلى “تشخيص” بالسلامة؟!!
حمدًا لله على السلامة.
ومع ذلك فلا غنى عن التشخيص، لأغراضٍ أخرى ذكرتُها مراراً من قبل.
د. بيتر نبيل
استفدت كثيراً من شرح الفروق بين الأفكار الداخلية (Inner Thoughts) والصوت الداخلى (Inner Voice) والهلاوس، والضلالات، وإن كنت ما زلت أرى صعوبة فى الممارسة الإكلينيكية والتفرقة الواضحة بين كل منهم عملياً.
د. يحيى:
أعتقد، وأنت فى أول الطريق، أنك كلما مارست أطول وأعمق ستجد أن الممارسة الإكلينيكية هى التى ستشرح لك هذه الفروق “رأى العين” ومثال ذلك الفرق بين الحديث عن خبرة مثل “ميل الوعى” وبين الأمر إذا مارسنا “ميّل الوعى ميلاً طفيفا دون قصد” Mild Tilting of Consciousness، وهو الحال الذى اكتشفته (واكتشفناه) أنت شخصيا معى ومع زملاء صباح الاثنين قبل الماضى ونحن نخلّق حلما من خلال لعبة “نصنع حلما”، “أنا دلوقتى….” ونكمل (كذا كذا…) نشرة 22-9-2010 (فرض: “نحن نؤلف أحلامنا” تجربة من العلاج الجمعى “نعمل حلما”: “هنا والآن”) فأقررنا جميعا أننا بإرادة واضحة مارسنا “ميل الوعى” هذا دون أن نقصد، الأمر الذى يصعب توصيله فعلا بالكتابة يا شيخ.
د. بيتر نبيل
أرى بعض الأشخاص أفكارهم الداخلية، والصوت الداخلى لديهم نشط أكثر من آخرين فهل نعتبر هذه ظاهرة مرضية.
د. يحيى:
طبعا لا، بل إنها فى كثير من الأحيان تعتبر جزءاً من العملية الإبداعية لو تواصلت واستمرت فى الاتجاه الإيجابى.
د. بيتر نبيل
أرجح أنها ظاهرة متعبة عندما يكون الصوت الداخلى محبطاً مثل “أنت طول عمرك فاشل”، “أنت دايما بتبدأ بس مش حاتعرف تكمل شغلك”، أو “دى مجرد حماسة” أو عندما تبدأ كل أحداث الفشل السابقة تتزاحم خلف بعضها عند مواجهة أية صعوبة فى الحياة لتقود الشخص فى النهاية لليأس والاستسلام، هل توقف انتاجية الشخص بالرغم من معرفته أن هذه مجرد أفكار وأصوات داخلية لا أكثر؟ هل تعتبر مع هذا مرض؟
د. يحيى:
بهذا الوصف: عندك حق، هذه ظاهرة سلبية نوعا ما، لكنها ليست بالضرورة مرضية إلا إذا أعاقت فعلا، أو أتعست صاحبها حتى تصديقه محتواها، الصوت الداخلى هو الجانب الآخر لبعض وجودنا لكنه ليس بالضرورة الأصدق، كما أنه ليس مرضا عادة.
د. محمد جمال
استاذنا العزيز، نشكر مجهودك اليومي الثمين،واطال الله في عمرك ولي عدد من الاستفسارات:
في الهلاوس السمعيه ما أهميه ان يحدد المريض ما اذا كان يسمع طنين ام اصوات؟واذا كان المريض يسمع أصواتا: هل نسأله دائما \”صوت ولا اكتر\”؟هل يفرق ذلك اكلينيكيا؟ وفي إيه؟
د. يحيى:
دلالة الطنين – بعد استبعاد أى سبب عضوى فى الأذن نفسها أو قريبا منها – أكثر لطفا وأخف إمراضية من الأصوات كاملة التكوين واضحة المعالم، إلا أن هذه بدورها تكون فى بعض الأحيان أقرب إلى الصور السمعية التخيلية منها إلى الهلاوس الحقيقية الدالة على نشاط الحاسة الداخلية (الأذن الداخلية) التى تلتقط الواقع الداخلى كما شرحنا باستفاضة من قبل.
إذن: ثـَمَّ فرق اكلينيكى واضح يؤثر فى العلاج والتشخيص بداهة (لاحظ أننى وضعت العلاج قبل التشخيص)، أما محتوى الأصوات وتعددها فهذا مهم أيضا لمرحلة أخرى من العلاج.
د. محمد جمال
ذكرت ان محتوى الهلاوس يفيد في عمليه العلاج، وارجو مزيداً من التوضيح بخصوص هذه النقطة؟
د. يحيى:
سوف أتكلم عن ذلك كثيرا فى الحلقات القادمة،
أرجو أن تتابعنا
د. محمد جمال
بعض المرضى المزمنين والذين اعتادوا على هلاوسهم خصوصا السمعيه،تصبح هذه الهلاوس صديقا لهم حتى ان بعضهم يرفض العلاج او يشعر بالوحده عند اختفاء هذه الهلاوس او انخفاض حدتها.
د. يحيى:
هذه ملاحظة جيدة جدا من شاب على أول الطريق وهى تدل على سلامة حسك الإكلينيكى فعلا وحسن متابعتك لمرضاك، وقد يصل الأمر أن يخلّق المريض الذهانى المزمن عالما بأكمله من الهلاوس يغنيه عن العودة إلى العالم الخارجى، وكلما أزمنت الهلاوس هكذا اختلط الأمر أكثر حتى تكاد تصبح أقرب إلى الصور الخيالية منها إلى الهلاوس البصيرية (نشاط العين الداخلية).
د. محمد جمال
وهل عند العلاج يلزم ان يوضع بديل يعطي المريض نفس الشعور بالرضا أو على الاقل استبدال شعوره بالمضايقه من هذه الهلاوس الذى تطارده بشعور اخر ينشغل به؟ وهل اختفاء الهلاوس هو هدف اساسي في العلاج؟ أم الانشغال عنالهلاوس بأهداف اخرى هو الأفضل؟.
د. يحيى:
العلاج بصفة عامة، كما تلاحظ يا محمد فى “علاج الوسط” بالذات، هو تقديم هذا الدليل الصحى ليحقق نفس الغرض الذى تصور المريض أنه سيحققه بمرضه، وهذا أشبه بالعطشان الذى يضطر أن يشرب ماء ملوثاً، والحل ليس فى أن تنهاه عن ذلك، ولكن فى أن تقدم له ماء عذاب نظيفا فيستغنى عن الحاجة إلى شرب الماء الملوث أو القذر، هذا مبدأ أساسى بالنسبة للهلاوس وغيرها، ثم لا تنس تجارب “الحرمان من الاحساس”Sensory deprivation التى ينتج عنها هلاوس عند المتطوعين من الأسوياء، وهذه إشارة إلى أن ما يصل إلى الحواس من مثيرات حسية، ذات معنى هو الذى يحول دون ظهور هلاوس الداخل إلى الخارج فى حالة المرض عادة.
أ. إسلام حسن
أنا أرى أن النصائح الواردة من الأهل أو الأصدقاء أو الرؤساء فى العمل فى حالة اقتناعى بها تكون مستمرة فى أذنى سواء سمعية أو بصرية.
د. يحيى:
على البركة؟ (لكن ليست إلى هذه الدرجة)
أ. إسلام حسن
أشكر حضرتك يا دكتور يحيى على النشرة حقيقى لأنه وصلنى منها تفاصيل مهمة.
د. يحيى:
العفو
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (151)
الإدراك (112) عودة إلى “اضطرابات الإدراك” (12 من ؟)
د. إيهاب
هل يمكن التدريب على ميل الوعى ميلاً طفيفاً؟ وهل هذا ما يفعله المبدعون من الكتاب وغيرهم؟
د. يحيى:
الأرجح أن هذا ما يحدث عند كثير من المبدعين وربما عند أغلبهم، لكنه لا يحدث بقرار إرادى أو بتدريب منظم كما بدا لى من سؤالك، وإنما يحدث بسماح للداخل أن يحضر ويشارك فى الوعى الظاهر بشكل أو بآخر، يحدث ذلك تلقائيا غالبا دون قرار معلن حتى لصاحبه.
د. إيهاب
وهل الميل فى الوعى درجات من خلالها يتحدد ويقيم المبدع من حيث هذه القدره؟
د. يحيى:
لا توجد قاعدة بهذه البساطة، لكن كلما كان الإبداع عميقا وغريبا ومخترقا يكون افتراض عمق مستوى التغير فى الوعى أقرب ترجيحا، وأحيانا ما يسمى الوعى أثناء الإبداع: “الوعى الفائق”، وهو ليس وعيا بديلا أو متناوبا كوعى الحلم مثلا، لكنه وعى ولافىSynthetic فعّال.
د. إيهاب
اللعب فى وعى الشعوب.. هل هذا ما نعانى منه؟
د. يحيى:
جدا جدا
اللعب “الديمقراطى الزائف”، واللعب “الدينى السطحى”، ولعب “غسيل المخ”، واللعب “الافتراسى الرأسمالى”، واللعب “بتصدير قيم مضروبة” مهما اكتسبت أسماء براقة، والعياذ بالله.
د. نجاة إنصوره
بدايه أشكر حضرتك جدا على هذا التبويب والتوصيف الفريد للهلاوس منتهى الدقة والروعه شحنت مداركى حول الموضوع .. فتبارك الرحمن تعالى .
– زيادة عن ماهيه الإسقاط كمفهوم وتعريف فقد وصلنى بإنه يحدث نتيجه تشوه إدراكى عن حقيقة المريض الداخليه فيسقطها خارجا وبذلك تتراءى له هلاوس حقيقه خارجيه بمرآى العين …هذا النفى والإنكار يكون لاشعوريا كميكانيزم دفاعى محوط بإنكاره الغير المعقول خارج بدنه، فيما لايريد الإعتراف به على مستوى شعورى .. كيف يحدث هذا الإنكار فيتبعه الإسقاط بالضرورة ..لماذا يضطر المريض لإنكار مايراه بعينه الداخليه عن نفسه ليظهره خارجا ليعود ويراه بعينه الخارجيه؟؟؟!
د. يحيى:
ما هذا يا نجاة يا ابنتى؟ الإسقاط يمارسه العاديون وأولهم أنا وأنت طول الوقت تقريباً، وليس فقط المرضى، وهى عملية تكميلية فى تكوين الهلاوس المزمنة والراسخة التى لم تزمن حتى يختلط فيها الاسقاط بالتصوير الخيالى، وأنا لم أرد أن أزيد الموضوع تعقيدا فأقول إن “الهلاوس البصيرية” Insightful Hallucination، تستعِمل قدرا محدودا من الإسقاط فقط، لأنها تكاد تمارِسُ آليه أخرى أقرب إلى التفعيل Acting out بأن يُسمح لواقع الداخل أن يصبح واقعا خارجا بمجرد فتح نافذة حدود الذات، ولو على فترات، ولهذا تفصيل لاحق.
د. نجاة إنصوره
… وهل يكون المريض هنا مستبصرا ولو بقدر ضئيل لهذا الإنكار أم إنه يحدث تحويليا فى حركيته المريضه الغير متوازنه” بالقوة”؟؟
د. يحيى:
ما دامت حيلة، فلا المريض ولا السليم يفعلونها باستبصار أصلاً.
د. نجاة إنصوره
– الصور التخيليه: وصلنى جدا مضمونها وشدنى إدعاء بعض المهلوسين قدرتهم أو إستحضارهم للجان بالحضور المادى ومحادتثهم
د. يحيى:
ولماذا تستعملين كلمة “ادعاء” لو سمحت؟ للإرادة طيف ممتد ودرجات متعددة، والإرادة الداخلية ليست “ادعاء”، لو سمحت، لكن الادعاء وارد، إذا كان الشيخ دجالا صريحا بوعى كامل.
د. نجاة إنصوره
كنت أعتقد جزما قبل الآن بأن ذلك يدرج ضمن الهلاوس الضلاليه وكان دائما لدى سؤال غاية فى الحيره ولم أجد له جوابا..طيب هذا يصدر عن مرضى مهلوسين _ ربنا يشفيهم_ ماتصنيف حضرتكم لبعض من شيوخ الدين عندما تأتيهم مثل هذه الحالات يسايرونهم بأنهم أيضا يتكلمون مع جانهم ويطلبون منه الخروج من الجسد ….الخ فقد وصل بهم الحال لآن يصبحوا من أشد المنافسين للمعالجين مهنيا … هل يكون إدعاء هؤلاء الشيوخ إبداعا!! أم هناك إحتمالات إنهم كذلك مهلوسين وتخيليين؟!
د. يحيى:
ولماذا أيضا تستعملين كلمة “جزما”، أرجو الرجوع إلى شرائح (للأسف مازالت “باور بوينت” Power Point) فى الموقع لمزيد من “التفسير العلمى للعلاجات الشعبية” ، ولعلمك، ومن خلال خبرتى، فإن طيف المعالجين الشعبيين فيه كل الأنواع مثلما عند الأطباء والمحامين وغيرهم، فحذار من التعميم، كما ينبغى أن نقيس عمل كل هؤلاء بمدى الإضرار الذى يلحق بالمرضى، ومدى تثبيت أصل المرض، وستجدين فى تلك الوثيقة بالباور بوينت أن ممارستهم يمكن ترجمتها إلى نظريات “تعدد الذوات” (وهى أكثر من نظرية) مع فرق أنهم يسمون هذه الذوات “جانا”…الخ.
د. نجاة إنصوره
الهلاوس البصيريه: هى أفكار مصورة يصدقها المريض عن ذاته فيراها رأى العين .. هى كذلك بالفعل وكان يصلنى -غير متأكده- بأن تسميتها بالهلوسه الزائفه هو من قبيل إنها داخليه لكن المريض يرى صورها ماثله فى واقعه الخارجى وتكون له قناعه بأنها صور زائفه مركبه وغير واقعيه أمامه … فهو يدرك عدم موضوعيتها “مستبصرا بلا واقعيتها”
د. يحيى:
لا يصح أن نصف الهلاوس البصيرية بالتزييف، بل إنها أرسخ وأكثر واقعية من كل أنواع الهلاوس (باعتبار أننا نحترم واقع الداخل مثل واقع الخارج) بل إنها أحيانا تكون أكثر واقعية من الإدراك العادى، وقد ابتدعت هذه الصفة (البصيرية) لأنفى عنها صفة التزييف ، وهكذا فعل Sims صاحب كتاب Symptoms of the Mind، برجاء مراجعة هذه النقطة بالتفصيل فى النشرات السابقة، ولو بعضها:
– نشرة الأحد: 17-2-2013 – الإدراك (113) اضطرابات الإدراك (14): أنواع الهلاوس (1).
– نشرة الأحد: 10-2-2013- الإدراك (112) عودة إلى “اضطرابات الإدراك” (12 من ؟).
د. نجاة إنصوره
لاحظت إن هذا النوع يحدث خاصة بعد الحروب فعند رجوعى ليبيا بعد الحرب التى شنتها قوات الناتو على البلاد وقتل الجيشفى كل مكان .. زرت تطوعا بعضامن مستشفيات الجيش فوجدت العديد منهم يصرخون وينعتون بآصابعهم إشارة لصواريخ الناتو وقربها من الإنفجار جانبهم ويشيرون بقوة لطائرات الآباتشى وبأنها ستلقى لرصاص لقتلهم حالا خاصه ويهرعون هروله هربا منها ومن موتا محقق حتى تخيلت للحظات بآنى قدأكون بفخ عسكرى حقيقى أو إنى وسط ميدان حرب… وتحدث هذه النوبه أكثر من أربع مرات يوميا بنفس الوثيره رغم إشارة التقارير لطبيه التى أتيحت لى بأنهم معافين نفسيا وعصبيا وفقا لنتائج قياسيه.
د. يحيى:
هذا صحيح وهناك دراسات كثيرة تؤكد كلامك مع التحفظ على تفاصيل التعبيرات.
د. نجاة إنصوره
أعتقد أن ذلك يرجع إلى إتقان وإبتداع صور الحرب نتيجه خبرة مؤلمه دعمت عمقها فى الوعى الشخصى وربما الجمعى “هستيريا” مما جعلها نشطه لهذا الحد…أعتقد أن أنجع العلاجات تبدأ بالإضعاف المنتظم وتتوالى تباعا العلاجات التكنيكيه الآخرى.
– شكرا شكرا سيدى .
د. يحيى:
أيضا لا داعى لاستعمال كلمة “هيستيريا” هنا لا بالمعنى الشائع ولا بالمعنى العلمى.
أما أخر التعقيب فهو جيد
د.نجاة انصوره
السلام عليكم والرحمه …. إنني عاجزة عن الشكر لكل ماتعرضه من نشرات في صلب جوهر التخصص وآيضا من واقع خبراتي متقن كما عرفنا عنك سيدي فالشكر الجزيل لك وبارك الله فيك.
علمت اليوم وأنا أطلع على نشرة :- الإدراك (112) بأنه قد سبق لحضرتكم تناول موضوع الهلوسه قبل نشرة 1990 فإذا ممكن إمدادى برابط النشره ..مشكورين جدا.
د. يحيى:
سوف أحاول ولكنه أيضا باور بوينت غالبا أو فى نشرة 25-7-2012 – الإدراك (57) “وصف الهلاوس بتعبيرات تتجاوز الحواس الخمس!!”.
د. نجاة إنصوره
فاتني حضور مؤتمر الطب النفسي بالقصر العيني لآسباب خارجه عن إرادتي لم أستطع الإنفكاك منهاوقد حزنت كثيرا لذلك لإيماني بضرورة الإستفاده منه ..فأرجوا لطفا تنزيل مقالتكم الإفتتاحية للمؤتمر على الموقع.
د. يحيى:
سوف أحاول، وهو أيضا باور بوينت P.P.T وهى باسم “مستقبل الطب النفسى: مستقبل الطب: مستقبل الإنسان”، فى افتتاح مؤتمر قسم الطب النفسى الدولى السادس” المنعقد بكلية الطب قصر العينى جامعة القاهرة “إلى أين يتجه الطب النفسى؟ التعليم والممارسة” فى الفترة من 14 إلى 16 فبراير 2013″.
د. نجاة إنصوره
كما أرجو مشكورا جدا أستاذى – إذا سمح وقتك ومسؤولياتك- بأن تمنحنا فرصه ذهبيه للوقوف على مستويات أعراض التفكيك في كل من الإبداع والعدوان والمرض..بنشره مستقله وإستثنائيه تجمعهم لآهمية الموضوع … اليوم يوم الطلباتوإننا نطمح في نبلك وعطاؤك الذي لاينضب لكل من يسعى وليس للإنسان إلا ماسعى..
شكرا شكرا لك أستاذي الفاضل وبارك الله لنا في ماأعطاك من فضله تعالى؟.
د. يحيى:
سوف يحدث حتما، ولتبدئى بأطروحتى الباكرة (العدوان والإبداع) “الإنسان والتطور”، عدد يوليو 1980، لكن من المستحيل أن يتجمع كل هذا فى نشرة مستقلة.
د. نجاة إنصوره
يشدني جدا موضوع الهلاوس وأحب هذا الدرس كثيرا…وكل ما أغوص فيه أجد قصورا واضحا لدي في الإلمام به فأحب أن أستزيد فهما لطبيعة حدوثها فهي من أهم مظاهر ودلالات الإمراضيه وأعتقد كذلك بأنها الآقدر على جعلنا نتمكن بوضوح من معرفة ميكانيزم المرض ونستشف منه الكثير مما يجعلنا على جادة الصواب في التشخيص وكذلك العلاج أكثر من أي مظاهر أخرى.. إنطلاقا من العلم المعرفي النفسي Cognitive Neuroscience يحدث الإسقاط أيضا بفعل وتأثيرات أخرى ذات طبيعه بيولوجيه … هل علاقته بحركية الإدراك ذات دلاله لوجود خلل بيولوجي محدد؟
د. يحيى:
برجاء متابعة “الآتى”، وأمل أن تجدى ما تبحثين عنه.
د. سمر الخالدين – ليبيا
السلام عليكم… في الهلوسه البصريه .. لماذا قلنا إحساسات ليس لها مايؤكدها في العالم الواقعي الخارجي ولم نقل صور مثلا كما تفضلت حضرتك … مشكور يا دكتور يحيى
د. يحيى:
أهلا دكتورة سمر،
أولاً: أنا لست متأكدا إن كان سؤالك عن الهلوسة البصيرية Visual Hallucination، أم عن الهلوسة البصيريةInsightful Hallucination
ثانياً: الفرق بين الهلوسة التقليدية ومعها الهلوسة البصيرية هو أنهما تنتجان نتيجة إدراك حقيقى للواقع الداخلى “بالعين الداخلية” (أو الحاسة الداخلية عموما) وبالتالى فهى “إحساسات بَعْد الإحساس” (برجاء متابعة ما سبق وخاصة عن الإدراك المتجاوز للحواس، وأيضا ما سيلى من نشرات إن كان لديك الوقت)
ثالثاً: إذن هى ليست صورا إلا إذا كانت من نسج الخيال (ولا أقصد الإبداع) حيث الصور تتكون على مستوى فكرى تخيلى، وليس إدراكى كما ورد فى النشرات السابقة.
رابعاً: العفو.
****
د. مينا
فى البداية أود أن أشكر حضرتك، المقالة حركت داخلى أشياء كثيرة
بقالى فترة بسأل نفسى حضرتك إزاى بتقرأ الكم ده، رغم ضيق وقتك ومشغولياتك ورغم أن من يراك تتحدث أول حاجة تيجى فى باله هو إزاى فاكر كل ده، وبيجيب وقت منين يقرأ كل ده.
د. يحيى:
… هذا “نقُّ” أم ماذا؟ يا مينا؟
أنا أداعبك ….. خذ بالك!
د. مينا
قررت بسبب ما أراه من إقبال حضرتك على القراءة أن أقرأ وبالفعل عاودت قراءة روايات بانتظام
د. يحيى:
وفقك الله.
وأعانك أن تتحمل مسؤولية القراءة.
د. مينا
أود أن أسأل كيف تجد وقت لهذا كله والسؤال الأهم “ما هو الحافز” وسؤال آخر كيف تستطيع دائما أن تستفيد من كل ما تقرأه كما هو ظاهر لى.
د. يحيى:
وبعدين؟!! وبعدين!!
د. مينا
أما عن خبرتى الشخصية فإن القراءة تهدىء من دوران تفكيرى بطريقة دائرية وتجعله يسير فى خط مستقيم
القراءة جعلتنى أؤمن بالإدراك والإدراك ساعدنى أن أقرأ،
التحدى المأثل أمامى الآن متى أقرأ وأكتب ومتى أتوقف وأقرأ ما بين النفوس وما فى الطبيعة.
د. يحيى:
علمنى الفرنسيون قولا جميلا يقول: “هناك وقت لكل شىء” Il ya Temps Pour Tout، ويكفى ما يفعله الابن صاحب الأفضال المعجزة أ.د.جمال التركى، وقد تشبَّع غالبا من الثقافة الفرنسية الإيجابية حتى تجاوزها بالعربية فأثرانا بالشبكة العربية النفسية، وبكل ما يفعل، جزاه الله عنا خيرا.
د. محمد أحمد توفيق الرخاوى
الله نور يا عمنا
هوكده بالضبط
غياب ثقافه العدو المشترك هو الآفه الكبري.
بس يا تري هل الناس مدركه يعني ايه عدو ومين هو العدو ويعني ايه مشترك انا بصراحه حاسس ان الخبث الجاري من كل الاطراف اللي لهم مصالح متعدده غير حكايه العدو المشترك ، أقول ان الخبث الجاري هو بالضبط لتمييع حكايه تحديد العدو وتحديد المشترك وبالتالي كل الخبثاء يلعبوا براحتهم.
ياااااه!!!!!!
طب والمصري الفصيح (اللي غالبا هو او هما لسه غالبيه هذا الشعب الصبور) حيقدر يصبر لحد امتي. غالبا هذا المصري الفصيح لغايه دلوقتي لم يشارك في اي هوجه من اللي بتحصل دي بقالها سنتين بعد ان ومض للحظات طالت اسبوعين تقريبا سنه 2011 ان ممكن ينفع.
اتلحست كل حاجه وعاد يصبر من اول جديد.
لن يشارك هذا المصري الفصيح الا عندما يتحدد العدو ويتحدد المشترك ومن ثم سيكون ليس هناك ما يبرر الا عمل واحد في اتجاه واحد من غير لا ديمقرؤاطيه ولا يحزنون وانما بافراز النخب من القواعد الي القمم في هيراركيه طبيعيه
د. يحيى:
شكرا يا محمد، بارك الله فيك
أولاً: ألمح تصالحا يدب فى وجدانك مع المصرى الحقيقى، برغم أنه لم ينجح فى إنارة بصيرتك بحقيقة هذا الإنسان الجميل الذى يمثل أغلب ناسنا الأقوياء الطيبين رغم أنفك.
ثانياً: لا شئ “يتلحس” هكذا بهذه البساطة، وعليك أن تراجع قول “بالمر” الذى كررته عدة مرات كان آخرها أمس فى يومية “تدريبات نجيب محفوظ وأكرره الآن.
“إنك لن تعلم أبدًا مدى تأثير ما قد تفعله أو تقوله أو تفكر فيه اليوم على حياة الملايين غدًا”.
ثم دعنى اقتطف منى قولا سجلته استلهاما من “بالمر”، يقول:
“الحياة هى مجموعة هذه الأجزاء من الثوانى التى نعيش إحداها معاً “هنا والآن”.
ثالثاً: أنت لا تعلم من الذى يشارك ومن الذى لا يشارك.
رابعا: “اتجاه واحد”! نعم، أما عمل واحد، فـ”لا”،
دع الكل يتكافل ويتكامل بأعمال مختلفة فى اتجاه واحد ضد العدو المشترك.
خامسا: قولك “من غير ديمقراطية ولا يحزنون وإنما بافراز النخب من القواعد إلى القمم فى هيراركية طبيعية” هو قول جيد ورؤية صائبة، لكنها تنتمى إلى التطور وليس إلى السياسة .
شكراً.
*****
إلى أين نهرب بأولادنا .. من الكذب اليومى
د. نجاة انصوره
لماذا الهجرة لأى مكان ؟؟ّ!!من أين يأتي الإعتقاد جزما بأن الاذا أخر بالهجرة يجنبنا تعسف الزيف!! إن ما نعيشه من كذب أساسا هو مشروع عالمي متوفر وفعال في كل مكان …فإلى أين نهرب ولماذا؟؟ هو مشروع عالمي تزج فيه الشعوب لصالح تلك الأقوى تجهيلا مقصودا للأضعف تحت مسميات \” المنظمات الإنسانيه، لكذا وكذا ، والعولمه ومصالحة الأديان والتأخي….. وهي كثيره ورحيمه طبعا وتخدم الضعفاء والمساكين وتحثهم على العيش الكريم بسخاء كما تحثهم على التمرد والثورة على واقعهم المريروكلها مسميات ,,, جميله,,,فهي السم في الدسم فتخدم نفس الهدف التي وضعت لأجله لصالح تلك المستفيده من كل مايحدث إقليميا وعالميا وطبعا القاعده الآكثر إلاما وتهميشا وإستغفالا هي الديمقراطيه \”كلنا على كراسي الحكم\” أو ديمومة الكراسي للجميع كما تفضل القذافي… عندما فسر الديمقراطيه في آصل معناها وتحريفا لأصل عربنتها
\”ديموكراتس\”أو ديمومة الكراسي للكل كساده جميعا…
كل شئ يحدث وينظم بالتخابث .. ونحن بدورنا ندرك ذلك ونقتنع به عجزا لا رضاءا.
د. يحيى:
لا أظن أننا نقتنع به
ولا حتى ندركه
ربما نستسلم له، (دون وعى غالبا)
مؤقتا إن شاء الله.
*****
كتاب: الأساس فى العلاج الجمعى (3)
(فى البحث العلمى والعلاج الجمعى)
د. نجاة انصوره
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أردت التأكد _ وأنا أؤمن جدا بجدوى العلاج الجمعي _ لكنني أردت التأكد بمدى جدوى هذا النوع من العلاج في الظروف الجد محرجه وذات الطابع الخاص كبعض حالات الشواذ مثلا والتي تتطلب بالضرورة التعامل مع المريض بطريقة خاصه وفرديه على الآقل مرحليا؟؟ّ!!
د. يحيى:
طبعا العلانية صعبة فى كثير من الأحيان مع حضور أغراب، وهى أصعب فى الجلسات الأولى، لكن قد مع مرور الوقت تزداد الثقة، ويمكن الاطمئنان والمصارحة فى كثير من المناطق، إذا لزم الأمر.
د. نجاة انصوره
– لجوء المعالج – راغبا أو لأسباب أخرى _ من إستخدام العلاج الفردي إلى العلاج الجمعي يكون إختياريا، فهل هو يخضع لرغبة المعالج أم تكتيكيا بالضرورة مضيا في إستراتيجيه أكثر فعاليه في العلاج يتوقع خلالها مخاطبة أعمق مستويات الوعي من خلال هذا التنوع وصولابالمريض لتغيرات أكثر تكيفيه على الآقل.
د. يحيى:
الجمع بين العلاج الفردى والعلاج الجمعى له شروط أظن أننى ذكرتها فى متن أو بريد سابق، وقد لا يغنى أحد العلاجين عن الآخر لكننى لاحظت أن من يمارس العلاج الجمعى من المرضى لفترة طويلة قد تتعمق بصيرته حتى لا يعود يطيق البعد عن “هنا والآن”، فهو لا يحتمل بديلا عن العمق الذى وصل إليه…الخ.
*****
عـــام
أ. ياسمين
يا دكتور ان العقل واسع وان الانسان اعظم خلق الله سبحان الله وأن الحب يهدم كل الجنون وكل التفكير وبالحب نتقدم علي الأعداء وأولهم احنا.
د. يحيى:
هذا صحيح
على شرط أن يكون حبَّا ناضجا مسئولا، أقرب إلى توليد القدرة على الحب باستمرار لكل خلق الله!! وللحياة.