نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 22-12-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3765
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أصبح كثير من البريد نوعا من “التناصّ” Intertextuality
وهو ما يمكن أن يسمى “نصّ على نصّ”
وهذا ليس بريدا أو حوارا
ومع ذلك:
فكله طيب.
*****
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (74)
مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (61)(حكمة المجانين)
أ. أمير منير
المقتطف: (518)
لا تحترم اختيارالمجنون للجنون إلا فى البداية.. باعتبار أنها محاولة تحتمل التفاوُض،
مسئوليتنا هى أن نحمل معه أعباء قرار عدوله عن اختياره، بأن نكون أهلا لذلك.
التعليق: معنى ذلك أن المرض قرار… إذا كيف أجعله يعدل عن قراره والتخلى عن مكاسب المرض، ربما الثانوية فى ظل تمكنه به؟
د. يحيى:
حين يصل للمريض احترامنا لقراره واحتجاجه، مع اعتراضنا على طريقة تنفيذه، ثم نبين له أنه هو الذى يدفع الثمن وليس المحتج عليه، نفعل ذلك ونحن نخاطب كل الأمخاخ من خلال الوعى البينشخصى: بانتقاء العقاقير، وإعادة تشغيل المخ بعد دعم وتنشيط المخ الأرجح ليقوم بالقيادة ثم يجرى التبادل الملائم بعد كل ذلك: هكذا يستطيع المريض أن يعيد النظر فى اختياره بحساب المكسب والخسارة.
ثم إن المكاسب الأولية هى الأخطر والأكثر تثبيتاً لبقاء المرض أكثر كثيرا من المكاسب الثانوية.
أ. أمير منير
المقتطف: (521)
لا تتصور أن المجنون سوف يدفع ثمن اختياره وحده، نحن شركاء مهما حاولنا الهرب
التعليق: كيف؟؟.
د. يحيى:
لو عرف المريض الثمن الذى يدفعه بعد أن يفشل اختياره فى تحقيق أهدافه لعدل عنه فى أسرع فرصة.
أما أننا شركاء فهذا صحيح لأن رؤيتنا للمريض باعتباره مجرد آلة تعطلت تحتاج الاصلاح، هى رؤية خليقة بأن تسلك بنا مسارا يثبت المرض وعلينا أن نتحمل مع المريض، مسئولية الفشل.
*****
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (75)
مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب (62)”(حكمة المجانين)
أ. أمير منير
المقتطف: (528)
إن أشجع خطوة يقوم بها المجنون هى أن يسمح أن نفتح له، فـَلـَنـَا، طريقا بديلا عن التمادى فيما تورط فيه،
وأشجع خطوة نقوم بها هى ألا نصرّ على عودته إلى “كما كنـْت”
التعليق: “لماذا حضرتك استخدمت تورط”، ربما اختيار قرار …؟
د. يحيى:
طبعا تورط لأن النتيجة سلبية وعلى حسابه أكثر كثيرا
وهو قد تورط لأنه بعد الاختيار الاحتجاجى المبدئى الذى قد يكون وجيها من حيث المبدأ ينحرف به المسار إلى خسارة جسيمة، هو أول من يتحملها.
*****
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (86)
مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (73) (حكمة المجانين)
أ. إسلام محمد
أن ندع المسئولية تسير دون تضييع وإفساد الوقت بالتحكيم وكل الإ حترام مع ذلك لحيز الزمن.
د. يحيى:
أحيانا أتعامل مع عامل الزمن باعتباره الدهر ومطلع ديوانى بالعامية يقول:
“كل الزمن ما اتقصف يطلع له سنّ جديدْ
ويش تعمل الكلمة يـَابـَا، والقدَرْ مواعيدْ”
وتعبير القدر مواعيد هو إشارة لكل من الزمن والدهر معا
(على فكرة صدر هذا الديوان كاملا مؤخرا فى طبعة ورقية وهو معروض فى مكتبه الانجلو المصرية بالقاهرة)
د. رجائى الجميل
من جدارية محمود درويش ( طبق الاصل )
هذا هُوَ اسمُكَ /
قالتِ امرأةٌ ،
وغابتْ فى مَمَرِّ بياضها .
هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !
لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ
ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ،
كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ
جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى
ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء
واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ،
يااسمى : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ
سوف تحمِلُنى وأَحملُكَ
الغريبُ أَخُ الغريب
سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات
يا اسمي: أَين نحن الآن ؟
قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟
ما الزمانُ وما المكانُ
وما القديمُ وما الجديدُ ؟
سنكون يوماً ما نريدُ
لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى
لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ
كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،
فلنذهب إلى أَعلى الجداريات :
أَرضُ قصيدتى خضراءُ ، عاليةُ ،
كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
وأَنا البعيدُ
أَنا البعيدُ
د. يحيى:
شكرا يا رجائى
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: (626)
كيف أستطيع أن أوفــِّـق بين:
-
إلحاح السعى إلى وضوح الأمور أمامى حتى لا أضلّ،
-
وبين قبول غموضها احتراما لطبيعتها،
-
وبين ادعاء قبولهم رؤيتها وهم لم يروْها أصلاً،
-
وبين حرصى على توصيلها لمن لا يريد أن يراها.
-
وبين عجزى عن توصيلها إلا بالشرح الذى يسطـِّحُها، أو يمسخها، أو يشوهها،
لكن، لا بد من كل هذا، لكل ذلك،
ولا يوجد بديل.
التعليق: اعانك الله يا مولانا ، وايانا .
د. يحيى:
آمين
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: (620)
رائع أن تعرف أكثر..، لكنه مخيف
فكلما عرفت أكثر، تحملت مسئولية أثقل، وأوسع تنوعا،
لكنك أيضا تستطيع أن تعدل أجمل وأكمل، ما رأيك؟
التعليق: وصلنى قوه وثقل المعرفه
د. يحيى:
فى قصيدة لى بعنوان (عفوا.. فعلتـُها)
يــاليتنى طفوت دون وزن
ياليتنى عبرت نهر الحزن
من غير أن يبتل طرفى فرقا.
ياليت ليلى ما انجلي،
ولا عرفت شفرة الرموز والأجنة.
إى هجرة الطيور ،
فى الشاطئ المهجور .
عفوا فعلتـــها …
……
بقية القصيدة فى ديوانى الذى يصدر قريبا بعنوان (شظايا المرايا) (1)
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: (620)
رائع أن تعرف أكثر..، لكنه مخيف
فكلما عرفت أكثر، تحملت مسئولية أثقل، وأوسع تنوعا،
لكنك أيضا تستطيع أن تعدل أجمل وأكمل، ما رأيك؟
التعليق: وصلتنى منها مسئولية وامانه المعرفه والقوة
د. يحيى:
حلال عليك
ربنا يقدرك وإيانا
*****
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (87)
مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (74) (حكمة المجانين)
د. رجائى الجميل
حركية الوعى مع جدلية الوجود مضروبة فى كسر احتكار اى معرفة هى السبيل الوحيد الى اول خطوة على الصراط .
كلما اتسعت الرؤية واصابت من يهمه الامر تعرى كل منهما ليتدثر بلفحات هول الواقع وحتم الكدح واستحالة التوقف.
يبدو ان كنوز المعرفة –فعلا — هى خارج كل الكتب مجتمعة فلتنهل من نفسك ومن رؤيتك وممن هو على الصراط معك لتكتب كتابك بنفسك فيقرأه من يهمه امر نفسه وامرك وامر الناس جميعا.
الحقيقة ملقاة على قارعة كل الطرق يتلقفها كل من كابد كل الطرق كى يصل الى طرقها.
ما يجرى داخلك وخارجك من قوانين الوجود اكبر من احتمال ان تستوعبه او حتى تدركه. فقط ابحث عن دورك وحتمك وعملك واملك تنفتح لك مغاليقك الى ان يشاء الله.
د. يحيى:
هذه منطقة خطرة، لكنها رائعة
لست متأكدا إن كنت قد تابعتَ حوارى مع المرحوم الأديب الثائر الطائح المرحوم محمد جاد الرب فى الثمانينات فى مجلة “الانسان والتطور” الفصلية بعنوان “الحكمة الملقاة على قارعة الطريق”
عموما: هو موجود فى الموقع وقد ينشر مجمعا فى كتاب ورقىّ قريبا.
أ. إسلام محمد
فعلا الأمر يتعقد مرة بعد مرة .إلى أين تأخذنا يا عالمنا الجليل….
د. يحيى:
كدحا إلى وجهه وهو المستعان
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: وفى الدرجة التالية تحتاج إلى توصيل أعم وأشمل.. وإلا،،
التعليق: وصلتنى، لكن والا ماذا ؟
د. يحيى:
وإلا فهو العجز عن مواصلة حمل الأمانة
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: يزداد مُلكك بقدر اتساع مدى رؤيتك وعمق وعيك وتفعيلهما
التعليق: اعجبتني، شكرا
د. يحيى:
يا رب تنتقل من الإعجاب إلى حمل مسئوليتها.
*****
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (88)
مقتطفات من كتاب: “فتح أقفال القلوب” (75) (حكمة المجانين)
د. رجائى الجميل
تنضح لغة غير منطوقة
تهدهد….ترفرف
تدغدغ….تصيح
تتألم….تتواري
بين ثنيات الحضور
تنصت رغما عنها
ترتد الى وحدة قاسية
حتمية مصاحبة
تصرخ دون نبس
تنصت الى غور الانبعاث
تطلب مددا….يطمئنها
ان الذى فرض عليها
النبض لرادها الى ميعاد
ترضي
تعانق كل ذرات الخلود منه اليه
رضى الله عنها ورضت عنه
تئتنس بحضور الصحبة
تواصل عنيدة….وحيدة
يقظة….وجلة
تصرخ لصاحبها….لا تذهب
لا تحضر.
د. يحيى:
شكراً
*****
حوار/بريد الجمعة (15/12/2017)
د. رجائى الجميل
المقتطف:
برجاء قراءة اجتهادى فى الرد السابق بالنسبة للثبات وعدم الثبات
ثم لا تنسى يا رجائى هجومى على مبدأ “يحيا الثبات على المبدأ”
مرة أخرى: أما الثبات على الصراط فهو ثبات توجّه سهم المسار كما قلت للصديق الابن اسلام محمد حالا.
التعليق: يا عمنا انت سيد العارفين ان هذا الثبات ليس هو “” يحيا الثبات على المبدأ””.
الثبات هنا هو طلب المدد كى لانضل او نضل
قال سبحانه “ونقلب أفئدتهم واهواءهم كم لم يؤمنوا به اول”
الثبات هنا كما قال سبحانه ايضا، “ان تزل قدم بعد ثبوتها”
الايقاع الحيوى يتضفر دائما الى ميلاد جديد يحتوى القديم دون ان يزيحه.
ولذلك قال سبحانه ايضا “اهدنا الصراط المستقيم” كى لا نضل او نُضل او نزل او نزل. الثبات هو ثبات مكابدة توجه البوصلة اليه بفضله ورحمته ورضاه. ( يرضه لنا ).
د. يحيى:
أنا لم أقـُلْ إن الثبات على الصراط هو الثبات على المبدأ، بل لعلى نفيـْتُ ذلك صراحة:
ألم أقل إن “ثبات سهم المسار” هو المطلوب،
وهل هناك فرق بين ذلك وبين ما ذكرتـَه أنت عن “ثبات توجه سهم البوصلة إليه”؟
شكراً.
أ. أحمد الأبرشى
المقتطف: لكن العقل القلبىّ (العقل الوجدانى الاعتمالى Emotionally Processing Mind ) يمكن أن يكشف هذا التخفى أسرع من الأحكام الفوقية أو الأخلاقية المغتربة.
التعليق: وصلتنى جدا ، شكرا ، وارجو المزيد عنه .
د. يحيى:
يمكنك الرجوع إلى نشرة 26/12/2016 ونشرة 12/2/2017 ونشرة 11/3/2017 ونشرة 15/4/2017 حيث بها بعض التفصيل عن “العقل الوجدانى الاعتمالى”
*****
حوار مع مولانا النفرى (267)
من موقف “كدت لا أواخذه”
د. أسامة عرفة
قد أفلح من زكاها
د. يحيى:
يا أسامة! يا أسامة:
مرة أخرى
زكـَّاها=نمـّاها
والنمو الحقيقى لا يتحقق إلا باحتواء الضدّين فى كلٍّ جديد، وليس بدعم الجانب الخيـِّر، وسحق الجانب الفاجر بدلا من ترويضه ليدخل فى الجدل الحى النابض المستمر
(يمكن الرجوع إلى معجم الوسيط لتتأكد من أن زكاها = نمّاها لا أكثر ولا أقل، وليس كما تقول التفاسير التقليدية!!)
د. رجائى الجميل
طبعا اتابع وتتابع ما يجرى فى العالم اليوم من هذا الدونالد ترامب.
والله الراجل عاجبنى جدا برغم كل قبحه الصريح.
فى تقديرى ان زى ما يكون كل المنافقين الاوغاد من كل حدب فى العالم سولء الغربى او العربى لا يتحملوا كل هذا العرى الذى يكشف ورقة التوت التى يختفون تحتها.
الراجل واضح وصريح واهبل وليس له ضرر والله.
الراجل يعلن بصريح العبارة الفجة كل اجنداته وعايز يلعب على المكشوف مع انه طبعا مش عارف هو بيلعب ايه بالظبط !!!
المهم فى القصة دى كلها ان الطرطشة بتاعته دى لم يتحملها اصحاب ( يبقى الحال على ما هو عليه) . من كل المستفيدين من العطن والعبث.
الغرب فى عمومه ( حكامه طبعا) مستفيدين من البحيرة العطنة العفنة بتاعة الواقع الحالى ومعظم الحكام العرب مواقفهم اكثر خزيا من هذا الدونالد ترامب.
انه اشرف الاوغاد كلهم ولذلك احترم وغدنته الصريحة واشفق عليه فى نفس الوقت
ولكنى لم اجد اى موقف او حركة لها معنى من كل منتقديه.
د. يحيى:
أوافقك فى معظم ما جاء فى “مقالك السياسى” هذا
فقط لى تحفظ على “التعميم” الذى جاء فى السطر الأخير.
(وقد وضعت تحته خطاً).
د. رجائى الجميل
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ”
“وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”
د. يحيى:
صدق الله العظيم
*****
الأربعاء الحر:
أحوال وأهوال (76)
أ. إسلام محمد
ألا ترى معى دكتورنا أن الحرية التى يقصدها بعض الناس بها غرور وجور على حقوق الغير.فقد يكون الإنسان عبدا لرمش أو كرش أو قرش فتلتبس معه الحرية و الإعتداء على حق الغير…
د. يحيى:
هذا هو ما أكدت عليه النشرة على ما أعتقد
شكراً.
د. رجائى الجميل
انسلخ الانسان عن الانسان
وكأنه ليس هو
يلبس كل اغشية الوهم
اللاهنا
ولا حتى اللاهناك
يحرث فضلات
كى يتقيأ
اولا باول
يصنع الهه
هواه
ينفصم
يتلولب فى دخان خانق
يغلق كل مسامات
اى احتمال
يذهب
دون اثر
وكأنه لم يحضر.
اذن ماذا
لم يبق الا
البهائم الرتع
والاطفال الرضع
فشل الحيوان الناطق
ان يصبح انسانا
يا حسرة على العباد
لن تبك عليهم
السموات والارض.
د. يحيى:
أشكرك أيضاً.
لكننى توقفت عند “لم يبق إلا البهائم الرتع، والأطفال الرضع”
فعندى أن هذين الفريقين هما أقرب إلى الفطرة، وبالتالى أقرب إلى الله.
“ربى كما خلقتنى”.
[1] – يوجد الديوان حاليا بالموقع