نشرة “الإنسان والتطور”
20-8-2010
السنة الثالثة
العدد: 1085
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
مرة أخرى
نعم: رمضان كريم
ولكن: الله أكرم
****
بيل “عز” & جيتس “ساويرس”، و”موائد الرحمن” المليارديرية
د. محمد أحمد الرخاوى
اسمح لى أن أختلف معك أشد الاختلاف يا عمنا
طبعا أنا أصدق بل جيتس – التى تزيد ثروته كل ثانية- انه يتنازل عن نصفها الى اعمال الخير ونشكره على ذلك
ولكننى ظننت انك ستنتهز الفرصة لفتح ملف الأغنياء (قوى) بدءا من الافراد الى الشركات اياها وتطرح لنا فرض ان الغنى الفاحش هو ضد الانسانية شخصيا وان لا غنى عن تدخل قوى من كل جهة لضمان الحدود الدنيا للحقوق الاساسية لكل الناس دون انتظار هبة او نفحة من جيتس او عز او خلافه خصوصا وانت ترفض موائد الرحمن ولها ما لها وعليها ما عليها
يا عمنا الموقف فى العالم كله جد خطير واختلف معاك على انتظار القلوب الرحيمة التى هى الاستثناء للاسف لحل مشاكل الفقر فى العالم
المنظومة كلها مضروبة واللعب القذر شغال على ودنه من اول البورصات وليس انتهاء بلعب الاحتكار والاستغلال والفساد
ما زلت اذكر عدد الانسان والتطور الذى كان فيه ملف الاخلاق والذى كان فيه مقالة عن الاشتراكية العلمية وانها هى هى نسق الاخلاق شخصيا
يا عمنا الملف دة صعب ولكن الخلاصة انك يجب ان تتفق معى انه مهما حسنت النوايا الفردية فهى بداهة لا تغنى عن التدخل المسئول من جموع السلطة فى العالم لضمان الحدود للدنيا للحياة ذاتها وليس انتظارا لهبات قد تجئ اولا تجئ.
هل تعلم ان فى السعودية التى هى مهد الاسلام لا يوجد ما يسمى الضمان الاجتماعى وان البطالة بين السعوديين تكاد تصل الى 30% وان هبات او نفحات الملك بين الحين والحين هى الضمان الاجتماعى وهى ليست لها قاعدة او توقيت.!!!!!!
د. يحيى:
يا محمد يا ابنى، لقد انتهزت الفرصة وفتحت ملف الأغنياء، ألم تلاحظ؟ ما هذا يا إبنى؟
ثم إنى لا أعرف كيف تذكرت هذا العدد، من مجلة “الإنسان والتطور” فعلاً كان عددا متميزا، أذكر أنه كان آخر عدد صدر بعد توقف سنوات، ثم اختفت “الإنسان والتطور” إلى أن ظهرت النشرة.
أما بقية تحفظاتك فرأيى أن هذا كلام غير مفيد
العالم يتغير، ولغة الشجب والرفض والسب لا جدوى منها، والخير الذى يأتى من أى مصدر هو خير، العالم تذوب بين حدوده الفوارق رغما عنه، ورغما عنهم، الزمن فى صالحنا، فلنقبل أية بارقة خير أو أمل وندعها تتجمع بشكل تطورى حتما، ولنستسلم – إذا اضطررنا- فننقرض جميعا، وهم فى المقدمة، ولن ينفعهم مالهم، ولن ينفعنا سبابنا لهم!
أ. عماد فتحى
ينفع ده يتعمل عندنا؟ مش عارف! احنا بنتحمل فى رمضان فى كل حاجة بهذا الشكل من العبادة إلى العطاء، متهيألى يمكن ده ينفع لو بدأنا بالحاجات البسيطة اللى هى مفروضة طول الوقت زى العبادة، لو عرفنا نعمل ده يمكن نعرف تعمل الحاجة التانية، أما العبادة برضه بنعملها باغتراب شديدة، اللى بيحصل فى هذا الشهر زى الجرى فى المحل.
د. يحيى:
العبادة هى العبادة
وهى ليست مجرد عادة مغتربة حتى لو بدت كذلك، هى تنظيم جيد لمن لا يبالغ فى تشويهها، وهى لا تحتاج إلى وصاية لا من عقولنا، ولا حتى من وعينا
دع الالتزام المحدود، والتلقائيه البسيطة يقومان بدورهما، لتستمر الحياة إلى ما هى مهيأة له.
د. محمد شحاته
لم أستطع أن أصدق قصة الإنسانية والعطاء والكرم الحاتمى الذى حل بأكبر مليارديرات العالم تحت أى دعوى، حتى قرأت تقريرا إخباريا يحكى فيه عن تخوف الإدارة الأمريكية من كون هذه التبرعات الخيرية وسيلة للضغط على الحكومات لتغيير سياساتها من أجل خدمة مصالح هؤلاء الأثرياء هناك طرق أخرى للخير لمن يريد بعيدا عن المظهرية والإعلام.
د. يحيى:
ربما
ربما عندك حق
أنا ايضا أشك أحيانا – بل كثيرا– فى هذه الأعمال وتلك النوايا
لابد من تغير جذرى فى نظم أساسية لا تتوقف على المبادرات الشخصية
المال أصبح غولا قد يستعمل الخير نفسه لمزيد من الشر
ربما….
ولكن الشك لا ينبغى أن يبطل الأمل، أو يعوق العمل.
د. ميلاد خليفة
اتكلمت حضرتك عن “عهد العطاء” وذكرت أمثلة من أثرياء مثل “بيل جيتس ووارن بافيت” وطلبت أيضا من أثرياء أمثال “عز وساويرس” أن يبدأوا فى المشاركة فى عهد العطاء .. ما أريد أن أسأل حضرتك فيه هو:
– أيهما أيسر وأسرع فى الاشتراك فى عهد العطاء: الأثرياء أم الفقراء (من وجهة نظر حضرتك).
– وهل يوجد مقياس للعطاء؟
د. يحيى:
العطاء قيمة نبيله تفيد من يعطى – إن صدق– أكثر مما تفيد من يأخذ.
العطاء هو نعمة لمن يستطيع أن يمارسه لنفسه أولا، ثم يصب تلقائيا فى من يأخذ
لا أظن أن هناك فرق بين فقير وغنى فى ذلك
وعلينا أن نظل دائما نحترم المبادرات الفردية من أى واحد دون تمييز، غنى أو فقير، ولكن لا نتوقف عندها أبدا، فهى ليست حلا.
د. ناجى جميل
بعد ما زالت الاندهاشة الاولى من الارقام المتبرع بها، اتت الاندهاشة التالية وهى كم الامان الذى يتمتع به هؤلاء المليارديرات، والذى دفعهم إلى هذه المبادرة، على عكس ما هو معروف ومألوف لدى الاغنياء إضافة إلى منظومة العطاء “غير الانانى” الذى أراه جديد ايضا.
د. يحيى:
هذا جديد فعلا
ويحتاج وقفه ويثير دهشة
لا ينبغى أن نرفضه، ولا يصح أن نكتفى به،
وقد لا نطمئن إلى ما وراءه
كل شئ جائز
****
“نعم”: رمضان كريم، و”لكن”: الله أكرم!
د. ميلاد خليفة
كل سنة وحضرتك طيب ورمضان كريم .. أعجيتنى جدا لعبة “نعم .. ولكن” وأتمنى أن تكتب أكثر عنها بصورتها الإيجابية والسلبية.
د. يحيى:
حصل
وربما يحتاج الأمر إلى مزيد
د. عمرو دنيا
فهمت الآن فائدة اللعبة، وأنها ربما تفتح الباب لاحتمالات متعددة وتقضى على حتمية الحل الواحد وتفتح أبوابا كثيرا مغلقة بل وتفتح مجالا للتفكير أعتقد أنها كانت تحدث هذا الاثر بداخلى دون أن أفهمه لفظا صريحا هكذا ولا أدرى ايهما أطيب ممارسة معاشه دون فهم أم ممارسة مدروسة بفهم ما ورائها، وأعتقد أننى أكثر ارتياحا للطرح الأول ممارسة دون فهم.
د. يحيى:
هذا تفضيل طيب، يأتى ثماره إذا ما ترعرع فى “وسط” طيب، لكن الوعى والفهم قد يدعمانه، إلا أنهما لا يجوز أن يحلا محل الممارسة.
أ. هيثم عبد الفتاح
موافق على الخلاصة بأن المسألة فى الهدف وكيفية استعمال “نعم .. ولكن” لكن حاسس أنها زى الميكانزم الدفاعى اللاشعورى والذى يمارس دون وعى وإذا أفرط فى استخدام هذا ما قد يؤثر على نمو الفرد وتحركه وسط أقرانه تواصلا معهم.
د. يحيى:
يجوز
الافراط فى الاستعمال السلبى لهذه “اللعبة” يؤدى إلى الميوعة
أمّا حذق الاستعمال الإيجابى لنفس اللعبة فهو يشحذ النقد الجيد
****
16- الوحدة
د. أميمة رفعت
المقتطف: أمران عليك أن تحذر منهما، ولاتتجنبهما: الوحدة، والنجاح.
السؤال: ما هو النجاح؟
مثلا فى العمل، هل هو المال؟ أم الشهرة؟ أم حب الناس؟ أم النتائج الطيبة؟ أم كل هذا أم بعضه أم شىء آخر مختلف؟
ما هو النجاح وكيف نقيسه؟
د. يحيى:
لعلك لاحظت اجتماع “الحذر” مع “عدم التجنب”، لكل من “النجاح” و”الوحدة”، ولنركز على النجاح حالا، وندع الوحدة جانبا الآن:
ولعلك وانت تتابعين النشرات منذ البداية تذكرين أرجوزة الأطفال عن النجاح (نشرة 10-9-2008 “الأطفال ورمضان، وربنا، والنجاح”) وأيضا الشعر الذى كتبته لابنى سنة 1980 (قصيدة الحاجة والقربان من ديوان البيت الزجاجى والثعبان) وكثيرا مما جاء فى ديوانى سر اللعبة، وأحيلك إلى كل هذا لنرد على سؤالك وإن كنت أقتطف بعد ذلك ولو فيه تكرار بعض ما سبق تقديمه لمن يكسل أن يرجع إلى الروابط
أولاً: النجاح القناع:
(وأنا أخاطب ابنى سنة 1980) ديوان “البيت الزجاجى والثعبان” (قصيدة الحاجة والقربان)
هل تعرفُنى من خُلْف الأقنعةِِ السَّبْعة:
وأنا أتَكلَّم مِثْل السادةْ؟
وأنا أمشى بينهمو كالعادهْ؟
وأنا أدهش وكأنّى لا أعلمْ؟
وأنا أفتى وكأنّى أعلمْ؟
وأنا أضحك وكأنّى أفرح؟
وأنا أحسب وكأنى أجمع؟
وأنا أرنو وكأنى أسمع؟
أخطو مغلولاًً فوق الأرضِ القبرِ الأملِ الواقعْْ
تنغرس بقلبى أشواكُهْ
أدٌمى
أتمرغ بترابهْ
لا يسكُتُ نزفى
لا أهربْ
* * * *
ثانياً: النجاح المناورة لاكتساب الأدوات:
وبعقل الفلاح المصرى أو قل لؤمه
درتُُ الدورةَ حول الجسْر:
حتى لا تخدعنى كلمات الشعر،
أو يضحكَ منى من جمعوا أحجار القصر القبر،
أو يسحقَ عظمى وقع الأقدام المتسابقة العجلى
أقسمت بليلٍ ألا أضعف… ألا أنسي
…..
وأخذتُ العهد،
غاصت قدماى بطين الأرض
وامتدت عنقى فوق سحاب الغد
…..
هذبتُُ أظافرَ جشعى
ولبست الثوب الأسمر
ولصقت اللافتَةَ الفخمةْْ
وتحايلت على الصنعة،
وتخايلت طويلا كالسادة وسط الأروقة المزدانة
برموز الطبقة.. ،..
هأنذا أتقنت اللغة الأخرى،
حتى يُسمع لى، فى سوق الأعداد وعند ولى الأمر
……….
……….
- مرحى ولدى حققتَ الأملا
….
إسمك أصبح علما
…..
وثمارك طابت فاقطفها
…..
وفتات المائدة ستكفى القطط الجوعى
لا يا أبتي: لن تخدعنى بعد اليوم
صرتُُُ الأقوى،
للرعب الكذب نهاية،
تكشفْ ورقك؟
أكشفْ ورقي…
هذا دورى ..
أربحْ
-4-
ألقيت بحياتى السبعة
تلتقط الديدان المرتجفة فى أيديهم
وحملت أمانة عمرى وحدى
وشهرت السيف أكفر عن ذنبى الوهمى
وفردت شراعى
لتهب رياح العدل الصدق الحب
ديوان “سر اللعبة”
(قصيدة : جبل الرحمات)
* * * *
ثالثاً: النجاح “الوسيلة”:
على لسان طفل يخاطب أبويه الذين يعتبرونه “مشروعا استثمارياً”:
النجاح الحلو يعنى:
هوّا إنى:
أنتفع بنجاحى ليكمْ، برضه ليّا
إنى أسعد لينا فيكمْ، برضه بيّا
إنى أفـْـهَم نفسى أكَتْرَ
يعنى بافهمكم واقدَّرْ
يعنى بَاكْبرَ
…..
النجاح دا زى عربيَّة جميلة
تبقى حلوة، لو أسوقها، مش تدوسنى
نفِسى فِى عواطف أصيلة
مش تبوسنى:
لما أنجح
وابقى صفر عالشمال
لو فى يوم جه بختى مال
…..
آنا مش مشروع تجارى
خللى بالك ماللى جارى
الشطارة مش عمارة
(وافهمى قصدى يا جارة)
أنا مش شقة وعاوزة خلو رجل
شُغلى مش دا شوال علف تسمين لعجل
وهناك أنواع أخرى وأخرى يا أميمة فاحرصى على النجاح وسيلة إلى امتلاك مقاليد القدرة، لا غاية للتميز والانفصال فوق الناس.
واحذرى الخدعة طول الوقت.
* * *
د. محمد أحمد الرخاوى
1- ارقى انواع الوحدة هى ان تقرها وتواكبها سعيا الى صحبة تؤكدها !!!!!
2- من لم يذق وحدته فهو لم يفطم حتى لو فطم لأنه قد يبحث عن صدر آخر او رحم آخر يهرب فيه كى لا يرى نفسه وحتم وحدته
3- الرحلة تبدأ وحيدا وتنتهى وحيدا ولكن قد ينير وجودك الكادحين فيعلمون السر
4- روعة الوحدة هى فى حدة المسؤلية فلتفهم الدرس يا مدعى الوحدة
5- الوحدة لا تكون وحدة فى حضور الله فلتكابد الكدح اليه حتى تلقاه ولا تدعى عكس ذلك
6- إذا التقى طرفان لا يكسرون وحدتهما ولكن يؤكدانها شريطة ان يكونا على الصراط ينير لهما المسار ليس الا.
د. يحيى:
موافق
د. ميلاد خليفة
المقتطف: (605) “الوحدة من أعظم ما بقى للانسان من حرية، فمارسها بشجاعة، وارفضها بشجاعة”.
التعليق: “مارسها بشجاعة”، أعتقد أنى فهمتها، أما “ارفضها بشجاعة”؟ فأى نوع من الوحدة تقصد؟ ومتى يكون هذا الرفض؟
د. يحيى:
الرفض هو للوحدة التى تلغى الآخرين
والقبول والممارسة هو للوحدة مع ضمان طريق الذهاب والعودة من الآخرين، إلى الوحدة، وبالعكس، طول الوقت، دون تلكؤٍ أو نعابة.
أ. محمد إسماعيل
وصلنى كالعادة الكثير وأكثر ما يصلنى هو أن حضرتك دائما ما تصالحتى على الجانب الإيجابى فى بعض الصفات السلبية الموجودة داخلى وتجعلنى أتصالح معها بعض الشىء، لكن أكثر ما يزعجنى هو أنى أعرف أن كل شىء اختيار وأن لدى حرية الاختيار فى كل شىء.
د. يحيى:
مازلت تشجعنى يا محمد بما يصلك، روعة الحرية هى فى تعميق المسئولية فى نفس اللحظة.
أ. محمد إسماعيل
مش فاهم رغم أنى أعرف أنه لا يجب أن أسأل فى هذه اليومية (الابداع الشخصى) لكننى احترت بشدة لما ربط الوحدة بالنجاح.
د. يحيى:
لا توجد علاقة مباشرة بين الوحدة والنجاح
إن ما يجمع بينهما فى هذه الفقرة هو أن كلا منها يستلزم “الحذر”، فى نفس الوقت الذى يعلن أنهما من صلب “ضرورة الطبيعة البشرية”.
أ. رباب حموده
أعجبت جداً من وضع كلمة النجاح والوحدة وكأنهما مرادفان لبعضهما البعض وعندما ادركت ذلك وجدت أنهما فعلا يمثلان معنى واحد.
ولكن لم أفهم أن الوحدة ما دامت “اختيارى” أنا كيف أفرضها على غيرى.
د. يحيى:
اعتدت ألا أعقب على هذا الابداع الموجز، لكننى اضطررت اليوم لذلك، لست أعرف لماذا!!
أشكرك يا رباب أنك قبلت الربط بين القيمتين
أما حكاية فرضى الوحده، فلعل ذلك يتم بالمعنى الذى أجبت به على الدكتور ميلاد حالا، أى بأن أصر على الاحتفاظ بحقى أن أكون وحيدا دون أن ينقطع تواصلى طول الوقت مع الآخر، الآخرين.
أ. عبد المجيد
وصلتنى تنويعات معانى الوحدة:
– الوحدة الإرادية المرنة النشطة
– الوحدة الحذرة المتشككة المرتعشة
– الوحدة المظلمة الصامتة الدامية
– الوحدة الثرثارة الصارخة المرعبة
د. يحيى:
أشكرك أنها وصلتك
د. على طرخان
لم أكن أعرف أن الوحدة تعنى أى شىء آخر غير كونها وحدة، الآن أظن أن الأمر أصبح أكثر تعقيدا بأنواعها وانماطها المختلفة.
د. يحيى:
التعقيد أحياناً يكون مفيدا إذا استطاع أن يستبعد التبسيط المخل، أو الاختزال المسطح، أو أحادية النظرة.
د. على طرخان
المقتطف:
إذا فرضت عليك الوحدة بالهجر، فلتفرح بصحبة نفسك فترة،
لتستطيع أن تقتحمهم حبا، فيقبلونك، من واقع أنك بهم ولهم،
فتسعد بهم وبك، دون أن تتنازل بالضرورة عن وحدتك.
التعليق:
لماذا تهتم أن تقتحمهم حبا أو كرها..
إنها وحدة وقد انتهت بالألم.
د. يحيى:
الألم حق رائع
والوحدة محطة جيدة
وكل منهما يدفع لبداية جديدة
فلماذا ننحسب
ولماذا نخشى الاقتحام وهو ليس أن تفرض نفسك،
ولكن أن تمارس حقك فى أن تُحِبّ تحت كل الظروف، فلا تكون وحدك حتى لو فرضوها عليك.
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (27)
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس اللوحة (43)
جمل المحامل (3) والأخيرة
د. أحمد عبد المنعم
لا أدرى، أهى النهاية المتوقعة والمنطقية أم أنها من القسوة والكآبة بحيث تجعلنى أجزم أن ثمّة نهاية أخرى أكثر ملاءمة وأكثر استبشارًا..؟!
وإلا فأين ذهب الجوع والتعطش لدى الجمل، واللذان اشتدت وطأتهما بوعود الناس..؟!
ما أسمى أن يهب الجمل الناس قصره وروضته وملعبه.. وما أعجب أن تتفرع الشجرة إلى خالقها.. لكن من ذا الذى يصطفيه الخالق لهذا.. ما أشد مكابدته.. وما أسعده ..!!
د. يحيى:
جمع “المكابدة” مع “السعادة” هو الذى يعطى للسعادة معنى
وطبعا النهايات كثيره، واستمرار السعى يجعلها فى نهاية النهاية غير المنظورة
أكثر استبشارا حتى لو لم تكن أكثر ملاءمة.
أ. محمد المهدى
لقد وصلنى الكثير من هذه اليومية إلا أنه شدتنى عبارة أن “الانتظار المفتوح هو أخبث ألعاب التأجيل وعداً بما لا يكون”، ووجدتنى أرى تشابه بين هذا الانتظار مع ما قد يفعله مرضى اضطراب الشخصية من انتظار طويل أملاً فى حدوث تغير ما قد لا يتحقق أبداً وكأن هذا النوع من الانتظار مفتوح النهاية ما هو إلا لعبة هدفها الوحيد الوقوف فى المحل وعدم إتخاذ اية خطوة فى سبيل النمو والتغير، فهل هذا التشابه حقيقى.
د. يحيى:
تطبيق جيد مفيد فعلاً
أ. نادية حامد
أرجو توضيح فقرة: كيف أن الإستمرار فى المطالبة بالحق البسيط حتى لو لم يكن متاحا أو جاهزا يكون نوعا من أنواع النعابة؟
د. يحيى:
لأن تكرار المطالبة بشىء غير موجود هو “زن” بغير معنى.
البديل أن نكف عن مثل هذه المطالبة، ونمتلىء ذاتيا بالاستمرار فى العطاء انتظارا يقينيا بوصول الحق لأصحابه – لنا – يوما ما.
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (28)
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس اللوحة (44)
الغنيوة الثانية (الفصل الثالث): الخلاص
د. محمد أحمد الرخاوى
علمتني التجربة ان برامج الدخول والخروج والقدرة علي التوقف والتساؤل ثم حتم الاستمرار مع مواكبة شمول الرؤية– خاصة اذا كانت في وجود برامج جينات فائقة التطور– اقول ان محاولات الاخذ والعطاء غالبا لا ترتوي الا ضمنيا دون قصد
د. يحيى:
هذا صحيح ما دمنا بشرا
د. محمد أحمد الرخاوى
مستويات الوجود والموقف من الوجود ومرحلة التطور هي عوامل فاعلة في اي نوع من العلاقات (positive feed back or even negative feedback) فيضطر اي يقظ نابض ان يواصل السير الذي لم يختره اساسا لكي يختاره حالا كدحا ألما لا ينتهي .
ولكن يهدأ احيانا لالتقاط الانفاس ثم أبدا لا مفر من الاستمرار بحثا عن الاكتمال او التكامل
د. يحيى:
دون تصور مجرد الوصول إليه ، السعى هو الأصل، وهو يكفى ..
د. رضوى
أنا حضرتك شايفه أنه فى تضاد ما بين احساس الخلاص (الخلاص)، وقسوة الأم فى تسكيت وتبطيط هلع وليدها من مرارة وعذابات الانفصال واكتشاف الذات.
ومش مسمع عندى وأنا فى هذه المرحلة أن كان فيه ذوات ولا ….. وبصراحة المقالة تقيلة أوى
د. يحيى:
أرجو أن تواصلى متابعة قراءة “القصيدة” فهى طويلة وقد نأخذ ثلاث نشرات متتالية قادمة، وحينذاك نتفاهم.
أ. عبير سالم
انا استوعبت إنى لازم فى جميع حالات الأطفال إنى أسال عن احساس الأم بالطفل فى الحمل و بعد الولادة بس مش عارفة ازاى نستفيدفى العلاج وهل هناك ارشادات عامة للأم حتى تقلل نسبة حدوث الأمراض النقسية للأطفال,
بجد المقالة لمست شىء ما داخلى أن ممكن يكون فى مشكلة بينى وبين مامامش عارفة أحددها بالضبط بس مخليانى دايما مش قادرة أحس بالأمان فى الدنيا وشايفة انى ما عنديش المقدرة انى اكون
ام فاهمة معنى الأمومة ومعنى عطاءها.
د. يحيى:
برجاء متابعة بقية نشرات (حلقات) نفس القصيدة،
(المسألة ليست مجرد “إرشادات”)
شكراً
****
(استجابات أسوياء من المتدربين والمدرب)
د. أحمد عبد المنعم
أتفهم – من خلال ما علّمتنى إياه- تحفظك سيدى على تجربة قراءة الاستجابات، وأستطيع أن أفهم تمامًا ما أردت أن تقوله فى الفقرة الأخيرة، غير أنى لا أستطيع إخفاء تأثرى بهذه القراءة، وكيف أنها وضحت بعض الغموض وبلورت الأفكار والمشاعر المُتضمّنة فى اللعبة، على الرغم من عدم اعتنائك بها (أقصد القراءة)، وإن جاء معظمها متماشيًا مع ما وصلنى للوهلة الأولى أثناء اللعب (كونى أحد المتدربين الذين شاركوا فى اللعبة) ..
وقد بلغت ذروة اندهاشى أثناء قراءتى لقراءتك للاستجابات حين اكتشفت -من بين استجاباتى- أن استجابتى للقرب المبدئى من نفسى كانت بزيادة الضغط عليها! (بحسب ما قلته أنا شخصيًا!)، فإذ بى أتوقف لأسأل نفسى:
هل هذا ما قصدته فعلاً؟! .. فكانت الإجابة أنه ربما لم أقصد ذلك.. أو ربما هى الحقيقة التى لم أكن على درايةٍ بها..! فاشتدت حيرتى ومن ثم زادت دهشتى!..
أدرى أنه من الوارد أن يقول الإنسان كلامًا لا يعنيه بلفظه، ولكن هل من الممكن ألا يعنى الإنسان ما يقول فإذا به يصيب كبد الحقيقة ..؟!
د. يحيى:
وارد ونصف
لكن ما ينبغى تجنبه:
هو أن تكون التأويلات جاهزة والاستنتاجات مغلقة.
د. أميمة رفعت
لاحظت فى لعبك تأثيرك على الآخرين دوما، ولم أر أية إستجابة بها تأثير الآخرعليك، هل هذا بسبب أنك الأكبر والأكثر نضجا؟ أم لأن إهتمامك لحظة اللعب يكون مركزا بالأساس على رؤيتك وإختراقك للآخر فلا تشعر بتأثيرهم عليك؟ هل يؤثر الأصغر (أى أصغر) أى تأثير عليك أصلا؟ بمعنى هل تستفيد أنت أيضا من الأصغر ولو قليلا كما تفيده أنت؟ هل تأخذ منه كما تعطيه؟
د. يحيى:
– لم أفهم كيف لاحظتِ ذلك
– لعله كذلك
– لا أعرف ردودا حاسمة لأسئلتك إلا أن كل شىء جائز،
وإلا فكيف أعِالج وأتعلّم وأتقدّم إن لم يؤثر المريض، والأصغر علىّ خطواتى ورؤيتى ونقدى لهما ولذاتى؟
د. رضوى
يا د. يحيى أنا أظن أنه كل لحظة فى “المعية” هى فى منتهى التغير، وأن المواكبه اللى “بحق وحقيقى” هى فى منتهى الصعوبة، مع حضرتك:
د. يحيى:
مع حضرتى وغير حضرتى
****
د. محمد شحاته
زرت هذا القصر الفندق قريبا وكانت أهم ملاحظاتى أنه رغم كل هذه المدة التى مرت عليه منذ إنشائه لا يزال طرازه المعمارى ونقوشه تتحدى محاولات “عصرنته” كفندق.
ترى لو لم يحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل هل كان سيتحول إلى أيقونه ورمز يصبح الجلوس إليه ومقابلته شيئا جديرا بالتسجيل ولو كتب ما كتب!! سؤال يفرضه على واقع الحال لدينا حيث لا قيمة لرمز.
د. يحيى:
نجيب محفوظ لم يصلنى أبدا على أنه رمز،
جائزة نوبل – على ما أعتقد– لم تضف إليه ما هو نجيب محفوظ، فهى ليست لها علاقة بواحد اسمه نجيب محفوظ، وإنما ببعض ما وصلها من إنتاجه المعجزة، فأصابت الهدف مرّة حتى لو أنها لا تحذق الرماية فى كثير من المرّات.
****
د. أيمن الحداد
أولا: أدعو لحضرتكم بالحفاظ على هذه الذاكرة البانوارمية التفصيلية هكذا، كما سبق ودعوت حضرتكم للاستاذ.
ثانيا: عندما قرأت العنوان وهو( في شرف صحبة نجيب محفوظ) ثم بدأت في قراءة المقال شعرت أحيانا – إن جاز لي التعبير – وكأن حضرتكم تسرقنا من صحبة نجيب محفوظ إلى صحبة يحي الرخاوي ، وكأن المقال انتقل من حكاية جلسة مشتركة في التفاعل بين اثنين، إلى جلسة بيننا – نحن القارئين – وبين حضرتكم.
وفي النهاية حضرتكم سردت ما تؤمن به كنظرية علمية (الإيقاع الحيوي ونبض الإبداع) ولكن في هذه المرة شعرت أن حضرتكم – برضه إن جاز لي التعبير- تسرق الأستاذ من سرد بعض الذكريات الخاصة به إلى الحديث عن ما تهتم به حضرتكم شخصيا ، مع انه من الممكن انه لا يهم الأستاذ.
وهنا راودني استشكال طالما وددت ان افهمه: هل يجب أن يكون الإنسان هو بطل كل ما يحث له شخصيا من أحداث أم من الممكن أن يكون مهمشا في أشياء تحدث له هو شخصيا ؟ وان صح فرض التهميش فهل من الممكن أن يكون شيئا ايجابيا مفيدا ، ام هو مجرد انعدام وعجز؟
أخيرا: أرجو أن أكون قد وضحت فكرتي أو أوصلت لحضرتكم جزء منها
د. يحيى:
بصراحة فكرتك واضحة
وعندك حق فى كل ما قلته
لكننى حين كتبت هذه الخواطر منذ أكثر من عشر سنوات لم أكن أكتبها للنشر، ولم أكن أسجّل حرفية ما دار، كنت أكتبها لنفسى كيفما اتفق، وهى لم تستمر سوى شهورا أولية من بين السنوات الطويلة التى عاشرت فيها الأستاذ، هل أغير فيها ليحضر الأستاذ أكثر من خواطرى، فوجدت أن هذا ليس من حقى، ولا هو فى مقدورى أن أتذكر جرعة مشاركة الأستاذ فعلاً بعد عشر سنوات وأنا أعد الخواطر للنشر، فتركتها كما هى، وكما لاحظت أنت، فخرجتْ كما هى .
شكراً مرة أخرى لملاحظاتك، وأنا أقبلها جميعها، لكن لا يوجد حل أفضل.