نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 19-5-2017
السنة العاشرة
العدد: 3548
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
يتناقص البريد، وهذا واقع
وأعتذر للابن رجائى الجميل صاحب الفضل، لأننى سوف أكتفى بنشر جزء من قصيدة واحدة دون انتقاء، فقد زاد كرمه وأرسل ثلاث قصائد جميلة،
ولكننا لو نشدناها جميعا فلن يعود البريد بريداً،
فعذرا وشكرا.
******
د. أسامة عرفة
السلام عليكم د. يحى بداية اشكر لك صبرك على .. ان هذا الطرح حول أن الفصام البارانوى أحد منظومات الدفاع ضد التفسخ تعلمته من حضرتك منذ حداثة عهدى بالمهنة و ضمن المراجعات كان يراودنى السؤال هل تسعفنا المشاهدات الإكلينيكية بدعم هذا الطرح بمعنى تتبع حالات تحولت من الفصام البارانوى إلى الهبيفرينى أو العكس أو حالات فصام هبيفرينى مع العلاج الدوائى تحسنت جزئيا إلى الدفاع البارانوى .. مع خالص الشكر.
د. يحيى:
إن ما يسمى النقلة الثالثة Third Shift لتطور مسار الفصام، وهى فكرة قديمة من الطبنفسى التقليدى كان قد قدمها لنا باكراً المرحوم أستاذى أ.د. محمود سامى عبد الجواد عن مقال أصله باللغة الروسية يصف فيها مراحل ثلاث لنقلات الفصام وكانت النقلة الثالثة والأخيرة تشمل حالات “حالات اضطراب الشخصية” كما تشمل “الوسواس القهرى” و”حالات هبوط الطاقة” Anergia وكل ذلك نقلات سلبية برغم ظاهر هدوء الحالة الذهانية النشطة.
أما النقلة من الفصام البارنوى إلى الفصام الهيبيفرينى فهى أقل تواترا لكنها تحدث أيضا، وهذا يتفق مع اعتبار الفصام الهيبيفرينى برغم التفسخ ليس سلبيا تماماً.
د. رجائى الجميل
من فيض ادري
يتفتت وجود الى مكوناته
لا ينفرط
يمسك زمام اول الخيط فى وساد
لا يعرف ابعاده
يبحث عن مصدر الضوء
لكى يتحقق ما خلق
من اجله
يلملم الاشلاء
التى لا يعرفها!!!
ولكن يسير فى اتجاه واحد
مصدر الضوء
تتكاثر ضبابات
يخرج يده ليراها
فيراها
يتيقن بحتم المسار
الى المسار!!!
تجذبه قوى حلزونيه
كى يسقط
يشرئب
لا يعرف الا حتم الصعود
الى الصعود
…………..
………….
د. يحيى:
عذراً: أتوقف هنا يا رجائى ولا أكمل نشر بقية القصائد.
وأكرر شكرى، فشعرك جميل وصادق، لكننى أعتقد أنه شعر يستحق أن ينشر فى مكان أرحب إبداعا، وأكرم زوّارا.
آسف وكل عام وانت بخير
******
قراءة أخرى للأحلام الأولى (18- 52)
د. نجاة انصوره
لعل استادنا محفوظ فى أحلامه الواعية كان يوحى بالزحام دون التواصل والمسافات التى يحاكيها هى بالفعل تنافر الناس ولهوهو بما لديهم، والنشوز الذى تمليه طبيعة الحياة هو مايفرض على الوعى الإجتماعى كل حين ,,, وبالآخير كلٌّ ظلَّ يبحث عن الملاحة الجميله فى وعيه ويستوقفه الواقع: أنه أنا هنا ولا أحد سواى وتضل الحياة .
د. يحيى:
شكرا يا نجاة وكل عام وأنت بخير
لعلك تلاحظين أن طريقة النقد التى أتبعها حالا هى ما تسمى “بالتناصّ” Inter-textuality، وهى لا تحاول تفسير الحلم ولا قراءته، ولا حتى البحث عن ما يريد، لكنها أقرب إلى نقد الشعر شعرا.
وأنا أعتبر أحلام محفوظ شعرا خالصا علما بأن هذه الأحلام الحالية: (الأثنين وخمسين الأولى)، قد سبق أن نقدتها بالطريقة التقليدية.
ثم هأنذا أعيد نقدها بطريق “التناصّ” كما ترين أسبوعيا،
أما الأحلام من حلم 53 إلى 218 فقد نقدتها من البداية بطريقة التناصّ،
وكل ذلك نشر فى كتاب موجود بالموقع وقد نشرتْه ورقيا دار الشروق سنة 2006، بعنوان: (“عن طبيعة الحلم والإبداع” دراسة نقدية فى: “أحلام فترة النقاهة”نجيب محفوظ)، ويمكن الرجوع إليها فى الموقع.
******
د. نجاة انصوره
الا يمكن أن يكون الضلال نوعاً من الهروب “ميكانيزم” لما هو أكثر تصدعاً فيختلق المريض زيفاً يركن إليه ريثما يشد عضده ويقوم المعالجين بالتدخل! أعتقد إنه قد يكون نوع من الدفاع ضد الهيبوفرينى إن يتماسك ولو بضلالاته أقل وطآه من أن يبهت وعيه وسط دوامة الهدم فالبناء تصاعداً !
اعتقد أيضاً إن الضلالات بحاجة لأن تقيم بشكل تطورى مهما كانت نتيجة ما يمكن فهمه لمسيرة المرض ومراحله المهم إنها فكر من وعى (ولو كان مريضاً)
د. يحيى:
هذا صحيح تقريبا، وهو يكمل الحوار الجارى مع د. أسامة عرفة هذا الأسبوع وفى الأسبوعين الماضيين.
******
إرهاصات الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى
د. نجاة انصورة
كإنه إيقاع يلوه إيقاع وهكذا … والأعمق فيهم جميعاً ما ورد فى المقتطف :
إذا كان الظلام… كان الخوف، وإذا كان الخوف كانت الطاعة… وإذا كانت “الطاعة فى ظلام كان الضياع”، وإذا كان الضياع كانت النهاية، وآه لو صحوتَ قبل نهاية النهاية… آه لو رأيت الموت وهو يزحف إليك.
= المهم أن يوجد من يفهم ويحس، أن يوجد طريق… ورفيق
فى النهاية جاءت القشه التى قسمت ظهر البعير وأين العضد؟ من يفهم ويحس والبديل نحو طريق أخر ومن يأخذ بيدى نحوه وفيه هى تماماً مسارات المرض بكل وضوح تماماً ,,, وما يحتاجه المريض فى نهايه المآل المظلم نحو التعافى ! وإلا فالتفسخ وإلا فالموت !
د. يحيى:
شكرا يا نجاة
فأنا أتصالح أكثر فأكثر على هذا العمل الباكر جداً (نصف قرن) من خلال هذه التعقيبات الطيبة.