“نشرة” الإنسان والتطور
2-1-2009
السنة الثانية
العدد: 490
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
ترجح كفة مناقشة الحالات والإشراف (التدريب عن بعد) أكثر فأكثر مع رجحان جرعة المادة الاكلينيكية الطبنفسية المرتبطة بثقافتنا الخاصة، مع غلبة مدرسة العلاج التكاملى فى أغلب الأحيان.
ومع الأحداث الأخيرة المفجعة فى غزة، يصبح الألزم فالألزم – بعد الألم والتعليق والبكاء والصياح والاستغاثة والشجب – يصبح الألزم فالألزم مواصلة معارك الحياة والموت فى كل موقع فى كل اتجاه.
ونرجو أن تكون مثابرتنا هذه بعض ذلك.
****
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (28)
د. مدحت منصور
هل تكون فرصة الانتكاسة أكبر مع التحسن السريع على فرض أنه تحسن حقيقى؟
د. يحيى:
يتوقف هذا على نوع التحسن:
إذا كان “هربا فيما يشبه الصحة” باستعمال مزيد من الميكانزمات، فإن الانتكاسه محتملة ليس فقط بمثل المرض الأول وإنما فى صورة أى اضطراب آخر حسب الظروف التالية.
أما إذا كان التحسن السريع هو نقلة نمائية كان المريض مستعدا لها، فجاء العلاج القصير يتممها أو يسمح بها، فالانتكاسه أقل احتمالا،
وكل هذا كان واردا فى الرد فى سياق الإشراف كما جاء فى النشرة.
د. نرمين عبد العزيز
أعجبتنى الحالة كثيراً لأنى شاهدت مثل هذه الحالات التى عندما تشعر بالأمان والتسامح مع المعالج فوراً يهدأ كل شىء وتستطيع أن تكمل الخطوة الأخيرة فى العلاج أو زى ما بنقول “بِتْتَلم بسرعة”.
د. يحيى:
جميل تعبير “بتتلمّ بسرعة”، وجائز استعماله ليس بالضرورة مع وجود الفركشه، لأن تعبير يتلم يستعمل – بجمال– فى الحياة العادية، وأنا أحب أغنية من بلدنا لا يعرفها الكثيرون تقول “اتشعطر وانا المّك،.. يا غصن البانْ”
أ. محمد المهدى
هل هناك معايير تستطيع بها أن تعرف على وجه التحديد ما إذا كان تحسن المريض هو تحسن فِعْلى ونمائى أم أنه تحسن زائف؟ أرجو الإفادة.
د. يحيى:
نعم، لكنها معايير إكلينيكية غامضة عادة، إن المعايير السلوكية (مثل اختفاء الأعراض أو العودة للعمل، أو التفاهم مع المحيطين) وحدها لا تكفى للتمييز فى هذه النقطة بالذات، المعايير التى تسأل عنها تظهر أحيانا فى أوصاف عادية حين نقول مثلا: المريض “أصبح أقرب، أصبح أكثر نضرة، أصبح أحسن استماعا، أصبح مشاركا إيجابيا فى كذا أو كيت، زادت مبادراته أو طالت مثابرته. كل هذه المعايير هى التى تصف التحسن الحقيقى أكثر وهى لا توجد فى التحسن الدفاعى.
أ. محمد المهدى
… وعلى ذلك: فإننا يجب ألا نقلق من التحسن السريع فى بعض الأحيان وألا نشكك فيه على طول الخط، بل علينا أن نفحصه بعناية ودقة.
د. يحيى:
نعم
نعم
د. عماد شكرى
هل توجد علاقة بين حضور الجنس والدين بمعناه الحيوى (ربما الفطرى) والتحسن السريع فى هذه الحالة.
د. يحيى:
آسف لأن صياغة سؤالك وصلتنى صعبة جدا، فنحن نحتاج كتابا بأكمله لنفسر تعبير “حضور الجنس بمعناه الحيوى” (وليس فقط ممارسة الجنس) وربما ليس أصلا ممارسة الجنس، أما “حضور الدين بمعناه الحيوى” فهو توجه وجدانى/معرفى/ مشتمل أصعب وأصعب، وصفة “الفطرى” هنا لا تزيد الأمر وضوحا، ويمكنك الرجوع إلى محاولات تعريف الفطرة فى يوميات نشرة 4-11-2007 (الفطرة، والقشرة والانشقاق)، نشرة 6-11-2007(عن الفطرة والجسد وتَصْنيم الألفاظ) مثلا، وفى هذه الحالة (وغيرها) لا يمكن الحكم على أى من ذلك إلا بعد فترة طويله ومحكات دقيقة، ونقد مستمر.
د. نعمات على
هل عمل المريض كمؤذن هو الذى كان يحميه طوال الوقت من الإحساس بالذنب!!
د. يحيى:
لا أظن، بل لعله كان أوْلى أن يُشعره بالذنب.
أ.محمد إسماعيل
معترض إن ليه حضرتك اعتبرت السلوك الجنسى مع الحيوانات عادى عند الفلاحين، أنا معترض على ده؟ ده أنا لحد دلوقتى مش عارف أقبل الممارسة المثلية، حاقبل ده؟
د. يحيى:
أنا لم أعتبر ذلك أمراً عاديا بمعنى أنه شىء سليم أو مسموح به، ولكن بمعنى أنه أمر متواتر وليس نادرا كما نزعم فى ظاهر أحاديثنا،
ولك كل الحق أن تعترض كما تشاء، لكن عليك أن تتذكر أنه ربما لم تتح لك الفرصة لتباشر بنفسك هذه الظاهرة لتعرف ما يجرى فعلا، أما عدم قبولك الممارسة المثلية فأنا مثلك فى ذلك، ومازلت أتابع زيادة انتشار هذه الظاهرة فى الغرب (وفى التاريخ) ولا أفهمها بدرجة كافية، وقد أفهمها يوما ما، من يدرى؟.
أ.محمد إسماعيل
– أنا قرأت التعتعة بتاريخ 27-12، هى جامدة جدا وعجبتنى آخر حاجة، بالذات المقارنة بين مظاهرات لاهور ومظاهرات نقابة الصحفيين.
– كما وصلنى التخوف من الفرحة ومتفق جداً مع حضرتك.
د. يحيى:
أشكرك، لأن الكثيرين لم يستطيعوا أن يتحملوا القبول والرفض معاً، مع أن كلاًّ منهما تكمل الأخرى.
أ. هالة حمدى
حاسَّه بالتناقض الفظيع بين تاريخ هذا المريض الجنسى الملىء وبين تمسكه بوظيفته كمؤذن، أشعر بلخبطة جوايا.
د. يحيى:
أظن أنه كان هناك تصالح بينه وبين تاريخه وبين وظيفته هذه، وفى حدود المادة المتاحة لم يلحظ المعالج، ولا ذَكَر المريض، ما يشير إلى أى شعور بالتناقض داخله، كما أن تاريخه الجنسى الملئ، هو ملئ لا أكثر، سواء كان هذا الملء خيالا أو واقعا نسبيا أو كليا.
أنا شخصيا لم أشعر – مثل المريض – أن التناقض كان موجوداً وفظيعاً كما وصلك.
أ. هالة حمدى
أنا برضه لو مكان الزميل المعالج كنت حاتخض من التحسن السريع ده، كنت حاسة، إن فيه غلط، بس فيه حاجة كده وصلتنى من كلام حضرتك إنه فعلاً ماصدّق لقى العلاج وشبط فيه، وعشان كده منتظم على العلاج.
د. يحيى:
هذا ما تصورت أنه التفسير الأقرب، برغم غرابة سرعة التحسن.
أ. رامى عادل
إذا تسامح الآخر، وتلطف، يهون كل صعب، ويتراكم رصيدا حى من المشاعر، ثم يأسركما اشتياقا جارفا فلا تختبيء النوايا سالكين طريق المشاق معا بيسر، وقلبكم معلق، نابض، مشمس، فتذوبان ثمالة، ونكهة الورد تملأ جوارحكما، برغم الندوب وبرغم النزف!
د. يحيى:
ما أحلى التمنى
والشعر
******
يوم إبداعى الشخصى: الذراع والحزام
د. طلعت مطر
لم أجد أحدا يشاركنى الألم هذا اليوم إلا هذه اليومية حتى أننى حسبت الناس قد ماتوا، فكل الذين اتصلوا بى هذا الصباح لم يذكروا شيئا عن الموضوع وكأن لا موضوع أصلا وإنما كانوا يتحدثون إما عن أمور تخصهم أو كيفية قضاء ليلة رأس السنة. وأصابنى صداع شديد وحزن فادح وشعرت بالحنق الاكبر حينما قرأت أن الولايات المتحدة تناشد حماس التوقف عن إطلاق الصواريخ..! وللمرة الأولى أشجع المظاهرات مع أنى لا أومن بها وأحسبها تفريغا وبديلا عن الفعل، ولكن ما الفعل؟ ألديك إجابة يا أستاذى العزيز؟
د. يحيى:
أين أنت يا طلعت!؟!
لم أعد أرحب بالألم للألم
ولا أرى جدوى للمظاهرات، لكنها ضرورية للتعبير وليس للتفريغ
الفعل جارٍ على مستوى التحضير لإنقاذ البشرية عبر التواصل الجمعى التحتى، ولعله يجرى أكثر ثورية على مستوى التغيير الأقرب والأنجع، مع أننى صرت أكثر خشية من أى تغيير سريع لم نستعد لحمل مسئوليته بالقدر الكافى.
أ. محمد سيد
يااااه كل هذاالحزن كل هذاالعجز؟ كنت اعتقد أننى سوف أجد عندكم ما يطيب خاطرى ويدفعنى للتصالح مع نفسى أو على الاقل التماس العذر لها على سلبيتها وعجزها لكننى وجدت قلبا مكلوما مجروحا لم تسطع السنون ان تصيبهبالبرود كما أصابت غيره .
سيدى هل هؤلاء المجرمون بشر؟
هل ما يجرى فى عروق قادتنا دم أم ماذا؟
اخيرا هل لنا عذر؟
هل سنظل نتفرج؟
ماذا نفعل؟
د. يحيى:
عندك حق، برجاء قراءة آخر ردى على الإبن د. طلعت مطر
على كل واحد أن يفعل كل ما يقدر عليه فى موقعه ومعا، الآن وغداً ودائماً،
أما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض.
د. مدحت منصور
من سبعة وستين إحساس بالقهر بالخوف بالسحق يتراكم وتأتى مصائب فلسطين والعراق ليتراكم إحساس آخر بالعجز، وآهة تخرج ذليلة يرهقها العار وأشعر بالنار نار العجز، تخرج أنات صيحات استغاثة إلى أين
أشعر أنى فى عالم من الأموات خونة مزايدون مضللون وأنا منهم أنا معهم بل أنا هم، طابور من العجزة الشحاذون العولة وأنا منهم و تجرى دموعى طز و لكن انتظر ها أنا ألمح ابتسامة بداخلى كأنى نجم بأحد الأفلام كأنى أبحث عن تصفيقة داعرة، ألم أقل لك انا هم بل أنا كلهم ماذا فعلت وماذا أفعل خشيت العصا والتعليق والنفخ فلم أستطع أن أقرأ جريدة ورأيت مانشيتات المذبحة فتجاهلتها ولم أفتح إذاعة أو تلفاز خشيت على أعصابى الرقيقة أن تهتز بل خفت من مزيد من العجز هربت من العجز بالنذالة والتواطؤ مع النذالة.
د. يحيى:
برغم صدق صراخك يا مدحت إلا أننى أرفض جلد الذات هكذا، هذا أدعى لمزيد من العجز.
لا.
د. أسامة فيكتور
للألم فائدة وللكتابة فائدة ولكنى أخاف عليك كثيراً من تحميلك لنفسك مسئوليات صعبة جداً.. نعم أنت مسئول وأنا مسئول وغيرنا مسئول، ولكن أشعر وكأنك تحمل نفسك وحدها المسئولية كلها رغم أن العبارة التى كتبتها أنت لا تعنى ذلك: “كان ساعتها يجرى حولى ما ينبهنى إلى احتمال مشاركتى مجرما مساهما”.
فلو سمحت هون على نفسك قليلاً لصالحك ولصالح مرضاك ولصالحنا، حفظك الله ونفع بك.
وعندما استكملت قراءة باقى المقال النصف الأعلى من صفحة (2) اطمأننت عليك وحمدت الله.
شكراً لعبارتك التى كنت أبحث عنها طيلة حياتى السابقة، وعندما كانت تدور بخلدى دون رؤياها فى صدور الناس كنت أظن أنى وحيد ومجنون أيضاً (تعريف الجنون هو الشذوذ عن القاعدة أو عن جموع الناس):
د. يحيى:
أشعر أننى – هكذا – لست وحيدا ولا عاجزا، الحياة فعلا تتجدد
هذا القتل البشع لا يستطيع أن يوقف استمرارها، فهى – الحياة – قادرة تهدر دائما بالخير المتولد إلى الأحسن والأرقى.
أما تعريفك للجنون فأنا أتفق مع بعضه، لكنه ليس كل شىء.
د. عماد شكرى
“ثمة أنواع من الموت، ذاك الذى تتولد منه الحياة وهو الذى يؤلف بين الفرد وناسه و….” وموت آخر يبقى فى القاع مزيج من العزلة، والكراهية واحتقار الآخر.
د. يحيى:
هذا صحيح.
د. عمرو محمد دنيا
لم أعد أحتمل أن أرى أو أسمع أو أقرأ، فعلاً كفانى، لم أعد أحتمل، ربما كان هذا هربا أو يأسا، وربما كان قرفا وغما ما هذا الذى يجرى من قتل وتدمير وإفساد وسحق الجمال ووأد البراءة ومسح الإبتسامة، أنا مذهول لعدم استطاعتى فهم ما يحدث فعلاً مش قادر أتصور أن فيه دافع لكل ده مش فاهم فعلا، فيه حاجة غلط.. ياريت تفهّمنى يا دكتور يحيى إيه اللى بيحصل ده؟ وليه؟ وإيه إللى وراه..!!
د. يحيى:
ليس المهم أن نفهم، المهم أن نفعل، وأنت قادر على ذلك، وأنا كذلك.
****
أ. زكريا عبد الحميد
شكرا لهذه النشرات (الانسان والتطور) التى خلخلت حالة العزلة والعيش – خارج الزمن والتاريخ تقريبا- التى أجبر عليها العبد لله من جراء الظروف العامة المذكورة. وشكرا مجددا وآسف لندرة تعليقاتى – على هذا الزخم، والعوالم المبهرة التى تدخلنا اليها هذه النشرات التطورية- لكون مداخلاتى تتم من محلات النت أى ليست من كمبيوتر شخصى.
د. يحيى:
العفو
أدعو الله أن تتاح لك قريبا فرصة الحاسوب الشخصى فقد كاد يصبح مثل القلم الجاف.
أ. زكريا عبد الحميد
ما ذكرته يا دكتور يحيى من استشراف لغد مأمول وآمال جليلة فى أن تغدو شبكة النت قادرة – تطوريا-على تخليق المخ العالمى الجديد الذى يمكن له استيعاب الانجازات السابقة من حضارات وثقافات، وبقدر ماهو جديد وجليل لكنه مخيف كذلك لكون – كما هو معلوم لكم- أن أمريكا لها اليد الطولى – حتى الان- على هذه الشبكة خاصة مع تولى قيادتها من هم على شاكلة السيد بوش.
وأظن أنها فى هذه الأحوال تغدو الشيطان الأكبر كما ذكر (الخومينى) رحمه الله وليرحمنا الله كذلك من هذا اليوم، وبخصوص ما ذكر عن تأثير ظروف العولمة العامة (الاقتصادية والاجتماعية) على المرضى النفسيين، تذكرت جملة وردت على لسان الراوى فى الرائعة (المحفوظية) المرآيا فى واحدة من تعليقاتة الخاتمة الموجزة لوجهة نظره فى الشخصية المعروضة مفادها أن الخارج (الظروف العامة المشار إليها) إذا صلح يساعد كثيرا على صلاح الداخل (النفس) وهو ما بات عسيرا على ما أظن فى مصرنا الآن التى على ما يبدو لم تعد (محروسة).
د. يحيى:
أوافقك على أن أى إنجاز تقنى (تكنولوجيا) أو حتى علمى، يمكن أن يستعمل لأغراض إيجابية كما يمكن أن يخدم أغراضا خبيثة وسلبية من أول تفتيت الذرة حتى الهاتف الجوّال، الذى يهمنى هنا هو فكرة تنامى اللامركزية، بمعنى أننا، أنت وأنا – مثلا – نتواصل الآن دون إذن (وربما بالرغم من) شركات الدواء ووزارة الإعلام ومنتجى أفلام هوليود فى وقت واحد، أما من الذى سترجح كفته فى النهاية، فنحن وشطارتنا، أرجو أن تقرأ يومية الغد السبت، ففيها تطوير لنفس الفكرة.
د. مدحت منصور
تعليقا على ما جاء فى التعتعة (لأمر ما باعت المرأة سمسما مقشورا …) يبدو أن المسألة بسيطة، يمكن، كل مكتتب ياخد أسهما بحد أقصى 400 جنيه ، يصبح مالكا، عشان يتصرف فيهم حايعمل كود فى البورصة، تيجى رجله، يا إما يكمل، يعنى يشترى ويبيع وده مهم علشان رؤوس الأموال الأجنبية بتتحكم فى البورصة بشكل كبير، يا إما تتلعب لعبة ينخفض سعر الأسهم والناس دى غشيمة يبيعوها بأى سعر ويلمها منهم صناع البورصة المليارديرات و بعدين سعرها يزيد تاني.
د. يحيى:
والله ما أنا فاهم حاجه فى كل هذا الذى يجرى.
إيش حال خالتى هندية، وأنور ، وأم محمد، وأبو اسماعيل، وكل من له أسهم، أو حطّ على فهمه “سهم الله” مثلى.
د. محمود حجازى
الحمد لله له ما أخذ وله ما أبقى، نسأله الصبر، لم أجد إلا كلامك أستاذى لأرد عليك به.
أستاذى: اليوم رأيتك إنسانا آخر، كنت دائما أراك العالم الحكيم المسيطر والمتحكم فى كل شىء وكل شىء لديه مبرمج، حتى الموت نظّرته وحاولتَ التصالح معه، ولكن أمام ما حدث رأيتك أستاذى إنسانا آخر، كنت أجمل وأرق ما رأيت لأنى لأول مرة آراك إنسانا.
لك أستاذى كل الدعاء، ولكل أهلنا فى غزة.
د. يحيى:
وصلتنى رقتك أنت،
لكننى فزعت للصورة الأولى التى وصلتك منى، أو عنى، قبل أن ينكشف عنى غطائى هكذا، مع أننى لست إلا هكذا، (غالبا)
ماذا أفعل؟
الحمد لله والشكر لك.
****
أحلام فترة النقاهة “نص على نص”: حلم (119) و(حلم 120)
د. أسامة فيكتور: (حلم 119)
وصلت إلى الحياة فى وقت ما ووقفت فى الطابور غصباً عنى، وسار القطار … إلى أين؟! لا أدرى. وفجأة وجدت نفسى أختار شيئا ما بعد أن فاتنى قطار واثنين.. ولم أندم.
د. يحيى:
لا تعقيب!.
أ. رامى عادل: حلم 119
واقتحم رجل ما الصف، فخلعت المرأة نقابها، ثم التقيا وارتفعا فى مشهد لا ينسى وبدون سابق إنذار سقط الرجل وارتطم، ولم تألُ المرأة جهدا، فنزلت إلى الأرض كى تتابع رحلتها بدونه.
د. يحيى:
يبدو أننى فوّتُ للدكتور أسامة معك يا رامى هذه المرة حتى أبرر رجوعى إلى استثنائك.
****
تعتعة: الحذاء الطائر، والبصقة العالمية، ومسئولية الفرحة!!
د. أسامة عرفة
وما قولك فى أمة سلبية تتوحد خلف فردتى حذاء ترقص وتهلل و تنزف الدم والكرامة فى غزة بلا حراك؟
د. يحيى:
أرجو يا أسامة أن تقرأ النشرة ثانية، فأنا لا أتوقع منك أنت بالذات هذا التقييم.
بل من فرط غيظى:
أرجو أن تقرأ النشرة مرة ثالثة.
وأن تراجع تعبيرك “بلا حراك”
عذراً.
د. ناجى جميل
معترض: بالرغم من استحقاق الرئيس بوش الضرب بالحذاء، إلا أننى لم أفرح برشقه هكذا، ذلك لأنه رد فعل متكرر من العرب حيث يقتصر دوما على الاستهجان والنقد وإلقاء اللوم على الغرب دون التقدم لفعل يغير هذا الواقع المتخلف حضاريا، لقد استكفيت ومللت من هذا النمط المتكرر الى ما لا نهاية.
د. يحيى:
وهل رأيتنى يا ناجى تحزمت ورقصت فرحا بالحذاء؟ ماذا قلت أنا حتى تعترض، لعل اعتراضك هو على القذف بالحذاء، وليس على ما جاء فى النشرة، ثم ألم تنتبه أننى لم أشاهد المنظر أصلاً برغم مضى بضعة أيام على تكراره كل خمس دقائق فى كل الفضائيات؟ ألم يصلك موقفى من ذلك؟ ثم إنى اجتهدت فى محاولة ترجمة قذف الحذاء إلى موقف عام لا يقتصر على العرب والمسلمين.. الخ، كيف لم يبلغك كل هذا،
أو دعنى ألوم نفسى ربما لم أوضح موقفى بدرجة كافية.
د. مدحت منصور
لم أشعر بالفرحة، حاولت فلم أستطع، حاولت أن أتظاهر بها فلم تظهر، حدث غزو العراق أهاننى وكسر كرامتى وأشعرنى بعجز سيظل يرافقنى ما حييت أظن و أشعر أن الحذاء فى وجه بوش وإدارته بالكامل لن يستطيع أن يمحو ما كان من الغزو وخلع رئيس دولة لم يحصل على محاكمة عادلة ناهيك عن توقيت إعدامه والذى رفضه جلادوه أنفسهم حركهم ما بقى بهم من نخوة العربى فى معاملة أسيره متعللين بأن القانون العراقى يمنع الإعدام فى الإجازات الرسمية فيضغط الوغد ليجللهم بالعار مجردا إياهم مما بقى لهم من الكرامة.
د. يحيى:
تشعر بالعجز والإهانة يا مدحت فى 67، ثم تشعر بهما فى غزو العراق، ثم تتكلم عن حق صدام فى محاكمة عادلة، ثم تحتج لإعدامه فى يوم غير مناسب.
ثم ماذا؟
يا شيخ.
ثم ماذا؟.
د. مروان الجندى
أنا لم أشاهد حادثة الحذاء الطائر، ولم أسع لكى أشاهدها، وذلك خوفاً من أن أحزن
ليس على بوش طبعاً – ولكن لأن يقف رد الفعل عند هذه النقطة فقط وتتحول هى إلى كل الموضوع وننسى القضية الأساسية ومسئوليتنا الحقيقية.
أعلم أنى مبسوط مما حدث ولكن خفت من عدم قدرتى على تحمل مسئولية فرحى وانبساطى.
د. يحيى:
ولا أنا شاهدته إلا مرة واحدة مؤخرا بعد كتابة تلك النشرة، وقد فرحت أنك شاركتنى الإحجام عن الفرحة، وأعجبت بقدرتك على الاحتفاظ بشرف مشاعرك هكذا،
أظن أن أحدًا لا يصدقنا،
لكن هذا هو ما حصل.
د. محمد الشاذلى
وصلنى: أظن أن بوش – بما ارتكبه من مجازر وانتهاك لا محدود لقيمه ما هو إنسان – لا يمكن أن يرى الاهانه من ضربه بالحذاء أكثر من مجرد نباح كلب، المشكله ليست فى شخص بوش تحديداً، فهو قد ذهب –غير مأسوف عليه– لكن ماذا قد يكون الفرق مع من يليه؟ نحن السبب فى أننا لا نستحق أن نعامل غير هكذا.
د. يحيى:
بوش لم يذهب
بوش باقٍ فى داخلنا
لولا أنه بداخلنا لما حكم العالم هكذا بكل هذا القبح لكل هذا الوقت.
لا أوافقك أننا نستحق أن نعامل “هكذا”
لا أحد يستحق أن يعامل “هكذا”
نحن “هكذا” نتحمل المسئولية، لاجدال فى ذلك، وعليه: فنحن مشاركون فيما حدث، لكننا لا نستحق أن نعامل هكذا ولا “هو”.
لا يكفى أن يعامل بوش هكذا “بالحذاء”.
هى مجرد صيحة لها دلالتها لا تستأهل الفرحة، ولا تبرر أية وقفة
وخلاص.
د. أحمد عثمان
تعلمت وتدربت فى مدرستكم أن أرى الأشياء معا – متشابكة – بقدر ما يفتح الله علىّ به، فأجدنى اربط بين ما يحدث “رجم بوش/نكبة غزة/الموقف العربى الإسلامى العام”، وما أمارسه يوميا فى حياة أسرة، مريض ما، فأجدنى أكثر إصرارا على مزيد من الإيجابية لهذه الممارسة، وأنا مؤمن أن موقفى هذا لابد وأن يحدث فارقا إيجابيا ولو بعد حين، هذا ما وصلنى، وهو ما أشارك به هذا الأسبوع.
د. يحيى:
أنا أكثر ائتناساً بك يا أحمد الآن.
أ. رباب حمودة
أشاركك الرأى فى الفرحة بالحذاء الطائر مع أنه اغضبنى
ولكن سؤالى هل هذه الفرحه شماتة؟
اعتقد ذلك وأرى أنها ليست عيبا أو حراما
(شماتة المظلومين) ولكن اذكر أنى دائما ما أفرح لاشياء فى النهاية تؤدى إلى عواقب وخيمة مثل فرحة تدمير البرجين وما حدث بعدها من دمار.
د. يحيى:
أنا لا أذكر أننى ذكرت أننى فرحت بالحذاء هكذا بشكل مباشر
أظن أننى ضبطتُ نفسى متلبسا باحتمال أننى قد أفرح فرحة بحثت لها عن “تبرير آخر”
لا أظن أن فرحتى أو فرحتك، شماته
الحذر من الفرحة السريعة المُجهضة واجب.
لكن لا ينبغى أن يحرمنا كل هذا الحق فى الفرح، على أن يكون بداية لانهاية
د. محمد شحاتة
كثيراً ما أغاظتنى تلك الفرحة الزائفة التى نمارسها ليل نهار على مستوى الأفراد والمجتمعات، وتساءلت عن سر سعادتنا الطاغية بفوزنا فى كأس الأمم الأفريقية رغم أنه فى البداية والنهاية “ماتش كورة”.
د. يحيى:
لا لا لا
أنا لست كرويا
لكن الفرحة بفوزنا بكأس الأمم لم تكن لمجرد أنه ماتش كورة
لا لا لا
د. محمد شحاتة
هل نحن فى أزمة حقيقية بسبب عجزنا عن الفرحة بما هو أهل لذلك؟!
د. يحيى:
ربما!
د. محمد شحاتة
إضافة: لا أريد أن أكون متشائماً لكننى تنبهت الآن إلى أننا لا نستطيع أن نحزن كذلك بما هو أهل لذلك أيضاً.
أشكرك وأعتذر عن التعميم.
د. يحيى:
عندك حق فى الاعتذار عن التعميم.
أ. محمد المهدى
أعجبنى تشبيه موقف بوش بالنادل (الجرسون) المعتذر للزبون عن لسع لسانه بالحساء الساخن وكأنه لا يشعر بأية غضاضه عما فعله بملايين البشر طوال الثمانى سنوات، كما تعجبت لضحكته الباردة التى فسرها البعض أنه لا يعرف أو لا يشعر بالمعنى الضمنى وراء قذفه بالحذاء بل وكأنه يقول للعالم أجمع أرونى ماذا بيدكم، أنتم ضعفاء عجزه حتى لو أردتم إشعارى بفداحه ما فعلته بالعالم، فأنا لن أشعر، وسأزيدتكم غيظا بتبلدى.
د. يحيى:
الغيظ غير الغضب غير فعل التغير،
آمل أن تتسلسل مشاعرنا فى الاتجاه الصحيح.
أ. منى أحمد فؤاد
وصلنى: أنا حاسه إن احنا بس اللى حاملين الهم مما يحدث وأنه: لا أحد يبالى.
د. يحيى:
لا أوافق، فالكل يبالى، أو الأغلبية، لكنى قد أوافقك أن المبالاة من “الوضع جالساً” لا تكفى، وقد تضر.
أ. منى أحمد فؤاد
عندى قلق من اللى جاى وخصوصا اللى بيحصل فى فلسطين، مش عارفه حايوصل لأيه.
د. يحيى:
ولا أنا
لكننا – نحن الناس – سوف ننتصر فى النهاية
إلا إذا انقرض – غباءً– هذا الكائن البشرى
د. عمرو محمد دنيا
أنا تابعت الحدث على الهواء مباشرة بالمصادفه فلم أفرح ولو لوهله بسيطه بل شعرت بأن هذا لا يكفى أن يشفى غليلى وأنه لا يرضينى ولا يكفينى ولا أجد أى سبب للفرحة بهذا الحدث فهذا البوش قتل منا الملايين ودمر العالم ولا يكفينى مجرد الرمز كما أن فرح الملايين من المحيط إلى الخليج ما هو إلا حيلة العاجز ولا تدل هذه الفرحة سوى عن عجزنا وفقرنا.
د. يحيى:
عندك حق!
ثم دعنى أذكرك أن الفرحة ليست فقط من الخليج إلى المحيط، وإنما هى عبر العالم
أ. نادية حامد
أتفق مع حضرتك فى أنه يجب ألا نفرح بفرحتنا إذا لم تدفعنا الفرحة فوراً لنعمل فعلا عبر العالم كله.
د. يحيى:
ياليت
سيحدث
د. محمود حجازى
لم أستطع أن أرفض هذه الفرحة حتى ولو كانت مجرد تفريغ، توقفت عند مشهد الفتاتين الجميلتين وهما تحملان الشموع وهل تستطيع هذه الشموع حماية غزة ومنع المجزرة، ومنع التواطئ؟
د. يحيى:
عندك حق .
****
عن الخزى، والقهر، والذنب، والاحترام (3 من 4)
أ. رامى عادل
ليس ثمة اعجاز أن يصطبح سامح بوجه مليح، خصب، ملآن! يشرفه بصحيح، يستجيب الى لهفته يجعل منه عنوان لوجوده، ويصبره على ما بلاه، وجها آنسا صافيا سعيدا!
د. يحيى:
ياليت
أرجو أن تنتظر – أيضا – حتى ينتهى التعليق على الحالة، يوم الثلاثاء القادم غالبا فهى صعبة.