نشرة “الإنسان والتطور”
17-4-2009
السنة الثانية
العدد: 595
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
يبدو أن النشرة، والتعليقات فى البريد قد تدرجت إلى أن أصبحت مدرسة صغيرة للزملاء المبتدئين فى ممارسة الطب النفسى والعلاج النفسى مع تعّرف متواضع بكاتبها والمسئول عنها – العبد لله.
الحمد لله.
لكن ليس هذا ما خططت له عند البداية والأصعب أن أغلب المشاركين ليسوا مختارين تماما.
لكن هذا هو غاية الممكن
الحمد لله.
****
الإشراف على العلاج النفسى (43)
الحذر من تسرب الوقت مع طول العلاج
د. مدحت منصور
احترمت إحباط الدكتورة ياسمين وإصرارها أيضا على إكمال مشوارها العلاجى والذى سيكون مفيدا للطرفين، شعرت أن الطبيب بشر ولم يصنع من فولاذ، كما شعرت بأهمية كافة أنواع الإشراف وأظن أنه لو كان الإشراف الذاتى حاضرا وفعالا فى هذه الحالة لاتجهت الطبيبة إلى الاهتمام بالتوجه إلى احتمالات الزواج، ولأحست بخطورة الزمن بالنسبة لواحدة عندها 31 سنة، يعنى كل يوم يمضى يؤثر على فرصها بالسلب إذ قد يساهم فى سرقتهما بالوقت.
انزعجتُ كثيرا من احتمالات المعالجة من على السطح التى تبدو وكأنها تجعل الكل سعيدا وتترك السيناريو يتكرر فى العمق، ولكننا جميعا نكتسب الخبرة بالممارسة فى شتى مجالات الطب.
لماذا لا نعلن فشل الدكتورة ياسمين صريحا فى تناولها الحالة وندعها تتألم دون إحباط أو شعور بالذنب؟ أليس الألم هو ما يجعلنا نكبر؟.
د. يحيى:
الفشل مع استمرار الوعى والإشراف والنقد الذاتى هو النجاح بعينه، ثم إننا ابتدعنا هذا الباب لنستفيد جميعا، وخاصة الأصغر، نستفيد من كل هذا بشجاعة ومسئولية.
وأعيد شكر الدكتورة ياسمين، والدعاء للمريضة بالوعى والاستمرار.
وأذكرك يا د. مدحت أنه ليس من مهمة الطبيبة أن تزوج مريضاتها.
كثيراً ما أنبه مريضاتى حين أفتح هذا الموضوع إلى تسرب فرصهن بمرور الزمن، فيمزحن معى مزاحا كأنه الجد (وبالعكس) قائلات “عندك عريس؟”، فأرد على إية واحدة منهن “أنا مش خاطبة”، أنا أدربك على حسن استقبال الإشارات، لا أكثر”.
أ. ولاء
لقد قلت حضرتك:
إن الحاجات الحلوة فى الحياة بنشوهها غصبن عننا، فيه قيم غالية بنضطر نهزها، زى تضحية الأم، وساعات الحب اياه، وقيسى على ذلك، قيم غالية جدا، إحنا فى الحياة العادية ما بنقربلهاش، الناس بتتصبر بيها لحد ما تموت، إحنانيجى نقول لأه دى مش كده، بيبقى منظرنا قدام الناس بشع، إنما حقيقة الأمر إننا بنحبهم لدرجة إننا بنحاول نعرى الأمور عشان العواطف تبقى حقيقية وصافية، مش كده ولا إيه؟
طب ولماشوافنا اكتر يخليها تتشوه في عينينا احنا.بتبقى مؤلمة قوى قوى نعمل ايه؟
د. يحيى:
هذه مرحلة مؤلمة فعلا فى الرؤية، تأتى مرحلة رائعة بعدها من الحفز للتغيير والإبداع والنمو، وأرجو أن تعيدى قراءة تعتعة السبت الماضى 11- 4-2009 “الآخرون”.
أ. رامى عادل
فاكر لما كلمتنى عن انك بتسال البنات “انتم بتطفشوهم ازاى”، وجدتُها:
إنت تقعد تتحايل عل بنت مره واتنين، ماتتقلش الا بحساب، بس تجرب، وتقرب وتناولها وتتجاوب وتبعت وترسل، وهى تقولك ولا حاعبرك، انت ولا حاجه، وانت تقولها ولو وراكى وراكى، مش حاسيبك، تقوم تحن مره مع مره، تتصل متردش، تتكلم تحدفك بالدبش، تقولها ولو دبش الحبيب زى اكل الزبيب، وتبلعلها الزلط ، والله ما أنا سايبك، تقوم تحس انك جد ومش بتلعب وتنزل فيك حب.
د. يحيى:
هل تذكر يا رامى أغنية “صباح” التى بتقول فيها “تبقى قيس.. وأنا ليلاه”، أظن اسمها مدرسة الحب، لا أذكر عنوانها تحديدا، أظن أن بهذه الأغنية دروسا أحسن من دروسك يا رامى.
د. أسامة فيكتور
بصراحة أنا حسيت إن د. ياسمين مقدمة الحالة عشان تتحسر على تعبها اللى راح فشوش، وطبعاً ده من حقها، عرق 3 سنين مش حاجة بسيطة، لكن حضرتك طمنتها وطمنتنى صراحة لما قلت:
“ممكن تقعدى مع عيان عشرين سنة وتفتكرى إن كل حاجة بقت تمام”.
ووصلنى أيضاً من ذلك أحد أهم مصادر صبرك فى العلاج مع أمراض صعبة، ومرضى مُصِرّين على مرضهم. ووصلنى أيضاً من هذه الحالة معنى “إشراف النتائج“.
د. يحيى:
لا أظن أنها مسألة، “تعب على فاشوش“، بقدر ما هى أمانة ومسئولية ومثابرة، يا رب كله ينفعنا وينفع مرضانا،
ثم أذكرك يا أسامة أنه ليس من المتوقع، ولا حتى من المفروض أن يشفى كل المرضى بلا استثناء،
نحن لا نكذب ولا نتجمل.
د. محمد الشاذلى
أفترض هنا وجود مستوى ما من الاعتمادية على المعالجة، هذا المستوى ربما أدى إلى إعادة ظهور الأعراض عندما ابتعدت المعالجه بشكل مؤقت.
د. يحيى:
نحن نقبل الاعتمادية المحسوبة كما تعرف، ودعوة ظهور الأعراض لها مائة سبب وسبب، من بينها ما ذكرت.
أ. عماد فتحى
فيه حاجة شفتها: زى ما يكون المعالجة هنا وصلت لمرحلة إنها حاسه إنها مش حاتقدر تعطى المريضة حاجة تانية، وزى ما تكون بقت تقيلة عليها ويمكن ظهر ده فى التكملة، ولو ده حاصل وحقيقى: هو الأفيد إن الواحد يكمل مع المريض وهوَّا بالشكل ده؟ أم إنه يشوف له معالج تانى؟ يعنى يحوله لزميل آخر؟
د. يحيى:
أذكرك أننا سبق أن ناقشنا فكرة التحويل إلى معالج آخر فى نشرة سابقة “الحضور الوضوح الحسم المسئولية: فى ثقافة تسمح” بتاريخ 22-2-2009
هذا أمر وارد لكن بشروط خاصة، وينبغى أن يكون اختياراً مؤجل ما أمكن ذلك.
أ. نادية حامد
ياه! يا د. يحيى!!! هو “موقف الموت” ممكن يظهر كل الحاجات دى؟ “فرح، شماته، غيظ، حزن، وفاء، أنانية بشعة” كل ده والواحد مش واخد باله؟ ولاّ يمكن مش عايز ياخد باله.
د. يحيى:
الاثنان معا:
“مش واخد باله”،
و: “مش عايز ياخد باله”.
د. ناجى جميل
تغيير وقت المتابعة إلى 10 دقائق كان مفاجأة لى واعتقد أن هذه المفاجأة ربما تكون مفيدة للمعالجه أيضا.
د. يحيى:
يجوز.
د. ناجى جميل
حضرتك علمتنا إننا نعالج المرضى بما هو “نحن”، فإذا كان المعالج لديه صعوبة أو آلية دفاعية (ميكانزم) فى منطقة معينة، ثم ينعكس ذلك على تحريك المريض من عدمه فى هذه المنطقة، ألا يمكن أن ينطبق ذلك على هذه الحالة؟
د. يحيى:
يمكن.
أ. محمد المهدى
مش قادر أفهم ليه تحديد إن مرضى الوسواس همّا اللى ممكن ترجع لهم الأعراض مع أى ضغط بعد أن يكونوا فعلا قد استطاعوا السيطرة عليها.
أرجو التوضيح لأن هذه النقطة من الأمور التى كثيراً ما تشغلنى وأراها فى كثير من المرضى الوسواسيين.
د. يحيى:
من ذا الذى خصَّ مرضى الوسواس بذلك؟ وهل كانت هذه المريضة مصابة بهذا المرض؟ إن احتمال رجوع الأعراض يسرى على أى مرض تقريباً.
أ. محمد المهدى
توقفت عند جملة “من عيوب العلاج النفسى إن الحاجات الحلوة فى الحياة بنشوهها غصبن عننا”، أنا لا أرى أنه تشويه بقدر ما يكون إعادة رؤية وصياغة، وفى بعض الحالات مواجهة.
ما هو إحنا بنصبّر نفسنا بحاجات مع إننا من جوا جوانا بنبقى عارفين حقيقتها، بس مش عاوزين نشوفها.
د. يحيى:
إنه ليس تشويها بالمعنى الدائم، وإنما هو “كذلك” مرحليا بمعنى كشف المستور وراء رقة خادعة أو أخلاق فوقيه، أما حقنا فى ألا نرى فهو احتمال صحيح لكن هناك أيضا ما هو صحيح غيره.
أ. محمد المهدى
إذن، علىّ دائماً إنى ما صدقش ظاهر مشاعر الذنب اللى بيقولها العيان، يمكن تكون بتشير إلى مشاعر أخرى خفية لا يرغب فى مواجهتها صراحة.
د. يحيى:
ليس “دائماً” من فضلك.
أ. محمد المهدى
أعجبنى جداً أخذ رأى بعض زملاء مقدمة الحالة فى الإشراف، فذلك يثرى الحوار، ويقدم مزيداً من الرؤى.
د. يحيى:
هذا وارد فى الإشراف فى قصر العينى أكثر، لأن العدد أقل بكثير مما هو فى دار المقطم، وهو وارد أكثر فأكثر فى “إشراف الأقران”Peer supervision
د. عمرو دنيا
عادت إلى مستشفى دار المقطم بالأمس اللقاءات الأسبوعية لجلسات إشراف الآقرانpeer supervision وكان بالمصادفة محور ما طرحته هو هذا السؤال تحديداً عن مريض يحمل 325 روشتة علاج، هو دائم التردد على الأطباء للكشف وكذلك للعلاج النفسى حتى كان وجوده أو محور وجوده هو المرض والأطباء والثبات عند هذه النقطة، فكان السؤال الصعب الذى طرحتُه للمناقشة مع الزملاء هو: إلى متى أستمر مع المريض؟ وهل هذا الاستمرار صحى؟ أم مرضى؟ وهل هو يغذى ما هو مرض فى المريض ليزيده وقوفا وتجمداً؟.
د. يحيى:
نحن نستمر مع المريض طالما يحضر،
أنا أنصح المريض عادة، ومنذ البداية، أن يختار بينى وبين أى زميل، وأفضل أن يختار الزميل السابق، أو يقبل شروطى كلها ومن بينها أنى “زى الفريك، ما أحبش الشريك”، وأوافق أن يستشير زميلا فى تخصص آخر، لكن بإذن مسبق منى إلا فى حالات الطوارىء طبعا.
أ. علاء عبد الهادى
كيف يمكن معرفة مدى تزييف المريض لأحلامه، وهو ينسج أحلامه من خياله، وخاصة أثناء ذلك النوع من مستوى الوعى لما هو بين النوم واليقظة؟ وهل يمكن للمريض التحكم فى هذه الاحلام إراديا أم لا؟.
د. يحيى:
للرد الوافى، أقترح عليك أن تقرأ أطروحتى عن “الإيقاع الحيوى، ونبض الإبداع” وقد ظهرت فى كتاب “حركية الوجود وتجليات الإبداع”، وعموما فإن كل أحلامنا يمكن أن نعتبرها مزيفة بمعنى أنها ليست ما جرى أثناء النشاط الحالم، وإنما هى ما استطعنا التقاطه فى بضع ثانية أو ثوان، لنؤلف منه الحلم، ونحن نَهُمّ أن نستيقظ، وكل هذا ليس تزييفا إلا إن لحقه تأليف سطحى أقرب إلى ما يتم فى وعى اليقظة.
أ. عبده السيد
أنا كتير باحاسب نفسى على انتكاس المرضى وده بيكون على حسابى لأنى باعيش الوجع مع العيان ونكّمل، وأنا أشعر أننى من كتر حسابى لنفسى ممكن أفلس واحس أنى ما عنديش حاجة.
د. يحيى:
النكسة – كما تعلم يا عبده – هى جزء لا يتجزأ من مسيرة الشفاء، وحساب النفس رائع (وهو الإشراف الذاتى) لنتعلم منه، لكن ثم فرقا جوهريا بين أن نحاسب أنفسنا وبين أن نشعر بالذنب، لدرجة أن نتألم حتى الإعاقة.
وفقك الله.
د. عماد شكرى
من خلال الخبرة الصغيرة بالعلاج وجدت أن طول فترة العلاج أحياناً يعطى فرصة لمسايرة نقلات إجبارية فى مسيرة النمو، وأحيانا لا استطيع شخصيا احتمال ذلك كمعالج وكإنسان، ربما لعدم قبولى الشخصى للتغيير صعوداً وهبوطاً.
كثيرا ما عزف المريض عن استكمال العلاج عند عمل كونتراتو جديد كما ذكرت حضرتك فما معنى ذلك؟
د. يحيى:
معنى ذلك أن العملية العلاجية نشطة، وموضوعية، وواقعية، ونافعة سواء كملت معنا أو مع غيرنا، أو بدون هذا وذاك.
أ. عبير رجب
كتير باكون مركزة قوى على الأعراض الظاهرة “الملحة” ويبقى كل همى إن المريض بعديها بس ما بابقاش واخدة بالى قوى إن فيه حاجات كتير جوه المريض هى اللى بتطلع الأعراض دى وأعراض تانية غيرها فيما بعد؟
د. يحيى:
هذا المستوى من التحسن (اختفاء الأعراض) جيد وعلينا أن نقبله فعلا، لكن علينا ألاّ نرضى بالتوقف عنده لو أن المريض يريد ما بعده، وذلك بعدما نلوّح له بما بعده، دون أن نفرضه عليه.
أ. محمود سعد
لما يكون فيه حالة وبنعالجها لفترات طويلة وما كانش فيه تحسن، أو لقيت إنه تحسن سطحى، فهل الأفضل أننا نحولها لمعالج آخر؟
د. يحيى:
سبق مناقشة هذا الموضوع: “التحويل لمعالج آخر”.“الحضور الوضوح الحسم المسئولية: فى ثقافة تسمح” بتاريخ 22-2-2009
أ. محمود سعد
وصلنى أنه من ضمن عيوب العلاج النفسى أن الحاجات الحلوة فى الحياة بنشوهها غصبن عننا، حتى القيم الغالية بنضطر نهزها وأنا شايف إننا لازم نتقبل ده؟
د. يحيى:
ليست هذه هى عيوب فى العلاج النفسى، إنه ثمن الرؤية الأعمق فالأعمق، سواء من خلال الفن الحقيقى، أو أى إبداع كاشف، أو أثناء رحلة النمو الذاتى، ونحن نتقبل ذلك ما دمنا مصرين على مواصلة مسيرة النمو.
د. محمد شحاتة
هذه الحالة أصابتنى بالقلق حيال أى نتائج أراها إيجابية من وجهة نظرى فى حركة المريض، وأحسست بالقلق أكثر حين تصورت استغلال المريض لهذه القشرة للحصول على مكاسب أو مميزات ايا كانت.
السؤال: كيف أميز بين التحسن الحقيقى وبين التحسن القشرة؟
د. يحيى:
هذا أمر يطول شرحه، ومتابعة هذا الباب، وأيضا باب حالات وأحوال (الثلاثاء والأربعاء) وقبول الإشراف بكل مستوياته، كل ذلك جدير أن يشحذ قدرتنا على التمييز الذى تتساءل عنه بشكل عام.
أ. إسراء فاروق
كنت عايزة أعرف تفاصيل أكتر عن شكل العلاقات فى حياة البنت دى (فى البيت – فى الدراسة – العمل) لأنه ممكن تكون المشكلة الأساسية عندها هى مشكلة فى العلاقة بالآخر مش مشكلة الزواج فى حد ذاته؟
د. يحيى:
قلنا مراراً أن هذا الباب لا يتناول سوى “الجزئية المطروحة للنقاش” (السنتمتر قيد البحث) وهو غير باب “حالات وأحوال” الذى يقدم أغلب المعلومات – المتاحة عن الحالة.
ثم إن مشكلة “العلاقة بالآخر” هى مشكلة كل الناس وأولهم أنا وانت!!.
أليس كذلك؟
أ. إسراء فاروق
فيما يخص سؤال د. ياسمين “هل ارجع تانى جلسات العلاج النفسى الـ 50 دقيقة ولاّ تكتفى بالمتابعة؟ أنا لو مكان د/ ياسين حارجعّ الجلسات تانى لأن البنت بالإنتكاسة دى أعتقد أنها عايزة تقول: “إلحقونى .. مفيش حد حواليا .. “.
ومش عارفة لو عملت كده ده صح ولا لأ؟
د. يحيى:
يجوز أن المريضة تقول ذلك برجوعها.
ولكن الخوف أن يحل العلاج النفسى والمعالج محل “الآخر” الحقيقى مدة أطول فأطول، فتتعطل حياتها أكثر فأكثر.
أ. إسراء فاروق
هو جواز الأخين فى الحالة دى مش ممكن يكون من أسباب الإنتكاسة بجانب وفاة الأم؟..
ولو افترضنا ده فهل إنتكاستها دى بتقول إلحقونى أنا بافقد السند لتانى مرة؟…. ولا بتقول إلحقونى البنات بتتجوز وأنا لأ؟… ولا بتقول إيه بالضبط؟
د. يحيى:
أظن أنها تقول “كل هذا”
لكن ليس “بالضبط”.
أ. هالة نمّر
أليس التركيز على الدور المباشر للمريضة فى عدم زواجها إلى الآن، دون السماح لها بإنكاره أو التقليل من شأنه أو تحميل الدنيا ومن فيها مسئولية ذلك، كان يستأهل من الطبيبة الالتفات إليه بالأساس؟
د. يحيى:
ربما.
أ. هالة نمّر
شعرت وكأن المريضة أوقعت الطبيبة فى فخ، ومارست زنقتها لها وتوجيهها بعيداً عن قلب الأزمة ففقدت الطبيبة الخيط الأساس. فالالتفاف حول المشكلة قد يكون سبباً للانتكاس وكأن كل ما حدث لم يخرج عن هوامشه، مثلما طلبت منها أن تتذكر حسنات الناس قبل التقليب فى علاقتها السيئة باليوم وأحداثه وناسه ودورها فى كل ذلك وغيره.
د. يحيى:
كل هذا جائز، ومهم.
أ. علاء جرادة
ان وجهة نظرى فى هذه الحالة هى أنها أخدت وقت زيادة، ودون تحسن، المفترض أن تلجأ المعالجة إلى تحويلها لأحد المعالجين، وعدم الاستمرار معها.
الخيار الثانى هو عمل جلسات استرخاء تأملى وحوار مع الذات
مع كل الشكر والتقدير
د. يحيى:
من قال أن هذا هو المفترض، أو أن ذاك هو البديل؟ ما هذا؟
ثم إن المسألة ليست استرخاء وتأملا وحواراً مع الذات، هذا أسلوب له اسم آخر، يستعمل لحالات أخرى، لهدف آخر، وفى رأيى أنه لا يصلح لهذه الحالة، ولابد أن نشكر الزميلة لصبرها، وأمانتها، وإشرافها على نفسها، والسماح للنتائج، فالمشرفان، أن يساعدنها فى الإشراف،
ثم نذكّرك من جديد أن المشكلة أعمق من “توتر يحتاج إلى استرخاء” وكلام من هذا.
أما التحويل لأحد المعالجين فقد سبق أن ناقشاه فى نشرة “الحضور الوضوح الحسم المسئولية: فى ثقافة تسمح” بتاريخ 22-2-2009 وله شروطه وقواعده، أرجوك أنظر تعقيب (د. مدحت).
****
حالات وأحوال (الحالة: 12)
الفهد الأعرج متحفزا، والخوف من الحب -3
د. محمد على
حالة مليانة عجز وجوع لأمان وتحفز للمستقبل وما فيه، وبعد عن أى علاقة يمكن أن تربطه بآخر المريض معذور فى كل كذلك.
الحالة دى تحاول أن تعيش فى عالم هى خلقته مع نفسها لنفسها، وهى بذلك متمتعة بكافة الخصوصية والإمكانيات المؤهلة لذلك: عايز حد يطبطب عليه مافيش غيره هو يطبطب على نفسه، عايز حد يضحك معاه هو يضحك مع نفسه، عايز يعيط، يحب، يسرح، يسافر، كل ده بيحاول يعمله مع نفسه لا أكثر.
د. يحيى:
أنصحك بأن تقرأ الحلقات كلها على بعضها من واحد إلى ستة (1-6) فقد تجد الأمور أوضح، وربما تجد الرد على تعقيبك هذا، شكراً.
د. عمرو دنيا
هل فعلا هذا المريض قام بفسخ خطوبته مرتين بالرغم من ضآلة فرصه فى الارتباط خوفا من الحب وعدم قدرته على عمل علاقة بموضوع؟ أم أن للأمر احتمالات أخرى؟
د. يحيى:
نحن نصدق المرضى عادة، حتى فى ما نسميه ضلالات وهلاوس، فلماذا هذا الشك هكذا؟
ثم إن هناك دائما احتمالات أخرى.
أ. رامى عادل
الخوف من الحب، الخوف من القرب:ان ادعك تلتهم قلبى، ان يذوب بحوذتك، ان اتفتت، اتفكك، تترامى اطرافى، ان اسمح لك، ان اكون لفظك،ان اربت على كتفك، ادمع لك، اتهجى اسمك او حرفك، ان اتاكد انك اقرب، ان اترك لك الحبل، فلا تغضب، ان اهم بك فتهم بى دون ان يظهر برهان بى، فاذوب فى لحن ودك، واتهجد، ان نكفر.
د. يحيى:
هل تقصد يا رامى: الخوف من كل هذا؟
إن كان الأمر كذلك، فكل هذا لا يخيف لو أنه خطوة إلى أن نكون معاً من أول وجديد.
د. مدحت منصور
أقف عند منطقة تقبيل اليد، عندما كانت أمى تجبرنى أن أقبل يد جدى لأبى وهو فى مرض الموت كنت أشعر أنى أساق لشئ كريه اما علاقتى بتقبيل يد والدى فهى ضعيفة جدا والمرة التى صدقت فيها كانت يوم حفل كتب كتابى حيث كنت قد أغضبته قبلها ففعلتها على الملأ بشكر وامتنان واعتذار العلاقة بيد جدى الأم تقول انظروا أيها الملأ أنا أحسنت التربية وبيد أبى كما أسلفت الثالثة تقبيل يد الأستاذ، تعمدت ألا أرجع للنص، دائما ما يصلنى (سوا سوا) (مع بعض) (يخرب بيتك كده حكون قصرت معاك) (لو فهمت النقطة دى قلبك حيبقى كبير ويساع عدلى والبنت وأمك ويساعنى) فأنت حين تقبل يد الأستاذ لا عن احترام ولا عن تبجيل مع أن كل هذا موجود بزياده ولكن تشعر به يغمرك بكل ما أسلفت بين القوسين مع (خد حقك منى ومن الناس ومن الدنيا) (أنا أحترمك) (أحترم وجودك) وما الأبوة غير هذا أو أكثر من هذا وأشعر أن ما أسلفت يكشفنى أمام أولادى لأنى أحاول ولكنى لم أصل فما بالى مع الآخرين.
د. يحيى:
تقبيل اليد – عندى – له ألف معنى ومعنى، وهو ليس سلبا دائما، بل إنه فى كثير من الأحيان يرتقى بالعلاقة إلى احترام محب رائع، وقد يحدث حتى بعد الممارسة الجنسية الجميلة دون خضوع أو استجداء (والأمر يحتاج إلى تفسير وتشكيل أطول، فاعذرنى).
د. محمد أحمد الرخاوى
الاخراج والسيناريو والحوار رائع والالم اكبر من كل تصور
من لم يصله الم ياسين من كل الحدوتة دى يبقى ماستفدش اى حاجة
الحكاية كلها كيف يتحمل احد ان يرى كل المى دون ان يجرحنى
فى السواء اللى احنا كلنا بنسعى اليه (فاكر حكاية الفطرة هى الحركة المركزية الغائية اليها) مكابدة الوحدة مع الم المشاركة بمواكبة حقيقية تحدث نادرا ويظل الكدح فالمواكبة فالاختلاف فالحاجة الى ان نرى بضم النون وفتح الراء هى الرحلة التى تبدأ ولا تنتهي
لكن عندى سؤال هو هل ياسين ببدائيته المنسلخة عندما يخف هل سيكتشف المحنة الاساسية وهى ان ما يحتاجه هو اقل كثير جدا مما سياخذه زى كلنا يعنى!!!!!!!
د. يحيى:
ياه يا محمد.
أخيرا تقول كلاما مفيدا يقظا نابضا.
أما الرد على سؤالك فى آخر تعقيبك فهو:
“يجوز، ويجوز”!!.
****
تعتعة: .. الآخرون
م. محمود مختار
ياه!!؟؟ يا دكتور يحيى التعتعة دى كبيرة قوى علينا ده كل عبارة منهم تعتعة لوحدها.
سؤال يمكن مكرر بس اجابته مش واضحة بالنسبة لى. هو لازم الواحد يهضم الكلام بنسبة 100% ولا كفاية بس يبص على الحتة الجديدة دى -من الصورة- من غير تفاصيل؟
بصراحة أنا ما بستحملش اشوف منطقة جديدة من غير تفاصيل مع ان ده متعب شوية – واد أيه من التفاصيل يكون مرضى من وجهة نظر حضرتك؟
ملاحظة لاحظت اثناء القراءة أن سرعة قراءة هذه الطلقات كلما أختلف يختلف معها وقعها على القارئ.
وبعد. دعنى استأذن حضرتك فى عمل “زووم إن” بمقدار واحد درجة لهذه الطلقات.
الائتناس برأى الآخرين ضرورة جميلة…. تنظيم … افادة…استفادة… تواصل…فرحة…حياة.
وإثارة طمعهم خبث غبى…. جرم … انانية … بعد … عزلة … قبح.
وتحمل ضعفهم شرف خفىّ…. سماح … الم … قوة … جمال.
والعمل لهم ذكاء حيوى…. زيادة … انجاز … سعادة بالغة … رقى.
والعيش بهم نبض ثرى…. التحام … تناغم … زيادة عزم … طمأنينة.
والعودة إليهم سماحً ذكىّ…. حل امثل … علاقة جديدة-مع نفس الشخص- … مكسب غير متوقع.
والحديث عنهم مهرب كلامىّ…. صعوبة.
والتمحك فيهم مناورة خبيثة…. هروب … زيادة فى الم خفى … عمى.
والاستغناء عنهم غرور جبان …. جدار لو زاد حجمه اصبح سجن … اختناق … موت بطئ.
والاستمرار معهم عبء رائع …. جسم هزيل … روح قوية … عيون مضيئة … ابتسامة خاصة جدا جدا جدا.
فماذا أنت فاعل:
“أيها الحى … المتألم… المتعجل … العاجز … القادر … الإنسان”.…احاول الإنتباه للعجز مع القدرة لعله يدفعنى فى توازن دون عجلة للأحسن.
د. يحيى:
يا عم محمود يا أمير، هذا الـ: “زووم..إنْ” جديد طريف، لكنه لا يلزمنى لو سمحت.
شاركتك “إضافاتك” وفرحت بها، ورفضتها..
لقد فرحت أكثر باقتراحك تجربة قراءة الحلقات على سرعات مختلفة فتصلنا منها معان مختلفة.
دع ما يصل يصل من الأصل، وأيضا من تقاسيمك عليها.
أهلا بك دائما هكذا.
أجْمَل.
وأطيب.
أ. هالة نمّر
لقد حاورت الكلمات عقلى، ولامست إحساسى، وحرّكت ما حرّكت، وأوقفنى سؤالكم “فماذا أنت فاعل؟”، فتردد صدى السؤال “فماذا نحن فاعلون؟”.
د. يحيى:
نحن “نفعل” فعلا “ما نفعله”.
الحمد لله
أ. رامى عادل
لا تتركنى وحدى، فقد اضعت عمرى من اجل ان اقابلك، او القاك، فلاداعى لان تقتلنى براءتك، ولا داعى للسماح بالهمس بان يتسلل لطيات صدورنا يعبث بالرباط، فقد تكون بعيدا قريبا، قد تكون وقد تكون، انت وحدك القادر على تحويل الصراخ الى نعومه حانيه دافئه، لكن لا تغرك الامانى، فلله فى خلقه شؤون
د. يحيى:
وبه نستعين.
أ. محمود سعد
معترض: معترض على تسمية تلك الأبيات بالحكمة.
د. يحيى:
سمّها كما تشاء.
أ. محمود سعد
نشر تلك الحكم بين الحين والآخر أمر جيد، وبرغم إعتراضى على التسمية، وذلك لما فيها من السهولة والمباشرة.
د. يحيى:
ربنا يسهل.
ويجعلها فعلا “سهلة”، و”مباشرة”.
يا ليت.
د. محمد على
أرى أن من ينزل إلى الناس ويخالطهم ويقبل خيرهم وشرهم وسرهم ونجواهم هو الفائز بوجوده.
د. يحيى:
صحيح.
****
تعتعة: هل أنت مثقف؟
أ. هاله نمر
الرسالة الأهم فى التعتعة هى أن كل البشر حاملوا ثقافة، وأن من لا ينتبه منّا لذلك فلينتبه، أمّا قضية المصطلحات من وجهة نظرى فهى تقع على هامش تلك الرسالة:
- التورط فى مدّ اليد على كلمات عرّفت وتم التعارف والاتفاق عليها بما تناسب فئة من حاملى الثقافة – لها إلى جانب وعيها بموروثات جماعتها الفقرية الأقدم دور ريادى وإتساع معرفى متخطى لزمانها ومكانها- والدعوة إلى إدخال جميع حاملى الثقافة تحت ذلك العنوان، يعد من وجهة نظرى تضييقاً لاحتمالات اصطلاحية أخرى قد تكون أكثر مناسبة لهم؛ وهذه الدعوة تعطى إيحاءاً بأن كلمة “مثقف” لها من الوزن والقيمة ما لايوازى غيرها من الاحتمالات، مما يجعلنا نحتمى فى عباءة المثقف “إيّاه” وإسقاطاته على العالم (ليه نفتل منّه لغيره؟)
- لا يعنى حديثى أننى أدعو إلى التجمد عند ما تم الاتفاق عليه، ولكن فى هذا المقام لم تصلنى ضرورة نحت مصطلحات جديدة أو إعادة تطويع المصطلحات القائمة لإيصال الرسالة.
- ولذلك لا أوافق على اقتراحات “الذهنى” والمعقلن”، بالإضافة إلى أن المثقف (غير الهاوى بالطبع) ليس ذهن أو عقلاً متفجرا ومبدعا وريادى فقط، بل وجود فاعل ومحرّك.
- أمّا جميع من حمل ثقافة لا تكف عن التشكّل، تحرّك بها وحرّكها، ساهم فى إنتاجها وإبداعها ونقلها والحفاظ عليها حيّة مستمرة نابضة، هم فى كل ذلك الفضاء الحاضر الأقدم والأوسع الذى لا يستأهل حبسه فى مصطلحات، أو إلباسه مصطلحات جاهزة قد تضيق عليه أو تتنافر معه، فتشوّه خصوصيته وتفرّده.
د. يحيى:
هذه إضافة أدعو الأصدقاء للنظر فيها بجدية مع تساؤلاتى الشخصية عن ما تقصدينه بتعبيرك “غير الهاوى”.
وأيضاً لم أستطع أن أحدد هذا الدور الإيجابى “متفجر”، “مبدع”، “ريادى”، “فاعل”، “محرك” .. يا تُرى مَنْ تقصدين به؟ أى نوع من المثقفيين؟
أ. هاله نمر
تعليق آخر على سؤالكم: ماذا يفعل الشخص العادى وهو يتلقى المعنيين متداخلين دون تمييز؟
أرى أن سؤالكم نابع من عقلية ولسان حال مثقف (من الصفوة) يشغله ويتحداه هذا النوع من القضايا الذهنية الخلافية، وليس من عقلية واهتمام عموم حاملى الثقافة التى لا أعتقد أن تلك التساؤلات تدخل فى حيّز دنياهم التى تنبض بقضايا ولغات أخرى مختلفة، وفى الأغلب أن لهم فى قاموسهم المفهرس كلمات يشيرون علينا بها، نحن أبناء المعارف المنظّمة.
د. يحيى:
أوافق على عدم تمييز كلمة مثقف بأفضلية خاصة فى ذاتها، لكننى أرفض أن يحتكرها صفوة غامضة بطريقتهم التى يختصون أنفسهم بها لتحقيق أغراضهم التى يحددونها هم، دوننا.
ثم إنى لم أفهم هل تعتبرينى شخصيا من الصفوة المثقفة، أم أننى أمثل ناسى؟ ثقافتى؟
من هم؟
ما هى؟
****
ملاحظات على الأحلام والتقاسيم
د. أميمة رفعت
الخلق، الوجود، الموت:
نقد الحلم (20) وملاحظات أخرى
د. يحيى:
فضلنا أن تحل د. أميمة ……. ناقدة جادة فى أى يوم إثنين بدلا من “إبداعى الخاص”.
****
حوار/ بريد الجمعة 10/4/2009
د. نعمات على
أرجو أن تستمر حضرتك فى كتابة الهوامش الجانبية، هى بالنسبة لى مفيدة جداً.
عندما قرأت تعليق د. ناجى عن كيف يستمر المريض مع دكتور صغير قليل الخبرة، أحست بالمسئولية، ثم الفشل، ثم تراجعت عن ذلك، وقلت ممكن أسمح لنفسى بالخطأ المشروط لوقت معين، لا أعرف إذا كان هذا نموا أم تراجع.
د. يحيى:
لا شروط للتعلم إلا الاستمرار والإشراف والتغيّر.
والخطأ وارد من الكبير والصغير على حد سواء.
أ. إسراء فاروق
إذا كان هناك قدر ليس بقليل من الخيال هل هذا يعوق نمو العلاقة العلاجية.
د. يحيى:
ليس بالضرورة
الخيال – فى رأيى – واقع آخر.
أ. إسراء فاروق
ماذا يمكن أن يقول “الخيال” فى العلاقة العلاجية؟.
د. يحيى:
يقول أشياء كثيرة، مفيدة أغلبها، مع التنبيه ألا يختلط بالكذب المباشر أو التلفيق.
د. عمرو دنيا
نعم يا دكتور يحيى هوامش على المتن فكرة جيدة وبرجاء تكرارها فهى تضيف لى الكثير كما توضح بعض ما هو غامض.
د. يحيى:
ربنا يسهل.
****
يوم إبداعى الشخصى: قصة قصيرة: “أبـدا”…
أ. رامى عادل
مش عارف اقولك ايه، لكن بالقصه نبض بالمنزل ونبض بالشارع، وناس طيبون من زمن الخليقه الجميله او جامع السلطان حسن، وكل خطوه فى الطريق تجيبنى، تريحنى، تلومنى، اين هى الزوجه؟ واين الرجل؟ وكل منهما لا يجد الاخر. والنادل النحيل المتعاطف، والشارع الفارغ، المتعاظم، وحلته الرماديه المترهله، والمقهى الفاضى الا منه. والسرير المتهالك، ونبرات الزمن، واطيافه، ان الوقت يسرقنا كالحلم اثناءك يا ابدا.
د. يحيى:
أبداً
د. محمد على
الهمة-الصبر-الفرقة – الحزن – الثبات – البراءة – المثابرة – الهدف – الأَنَفه – العزة.
د. يحيى:
ياه!!
م. محمود مختار
تمنيت لو لم أقرأ هذه القصة – مع انى قرأتها مرارا وتكرارا- بدون ذكر اسباب.
ولكن سؤال مهم جدا بالنسبة لى هل هما كانوا قريبين من بعض فى الأول ولا لأ؟
لم أقتنع باقترابهم فى الفقرة 1 واصابنى الألم عندما تأكد البعد فى العبارة “ولم تلاحظ هذه المرّة أيضا أن عينيه اغرورقتا بالدموع”.
ازاى بمرور الزمن الناس الى عايشين مع بعض يزيد بعدهم بالطريقة دى؟
د. يحيى:
إيش عّرفنى؟
هذه “قصة قصيرة”!.
****
يوم إبداعى الشخصى: عن الإبداع والرمز والفن والثورة والحياة – 2
أ. علاء عبد الهادى
معترض: عبارات مختصرة ذات معانى ثريه بعضها غامض، يمكن أن تأخذ منها:
أرى أن الفنان أعمق المآ من المجنون، فالفنان يحاول جاهدا أن يعمل تنظيم وترتيب ما بداخله من عمليات معرفيه بشكل يخدم الواقع فى حين أرى أن المجنون لا يبذل ذلك المجهود مما يجعله أكثر اغترابا من الفنان.
د. يحيى:
لست معك تماما.
المجنون قد يبدو أقل ألما من فرط ألمه الداخلى
أما المبدع فقد يخف ألمه بعد أن ينجح فى تشكيل إبداعه.
المجنون الذى يفشل أن يتشكل فى تنظيم جديد يظل يخز الألم فى وعيه الداخلى مثل الزجاج المكسور، فيتمادى نزفه الداخلى ونحن نتهمه بالتفسخ أو اللامبالاة.
أ. علاء عبد الهادى
إذن الفن لا يحل المشاكل ولا يحترم الواقع
د. يحيى:
ليس هكذا تماما، ليس هكذا!!.
ما أردت توصيله هو أن الفن، فى غالب أحواله هو تخطيط لواقع قادم، حتى وإن كان إجهاضا لحظيا اضطراريا.