نشرة “الإنسان والتطور”
15-1-2010
السنة الثالثة
العدد: 868
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
عاد البريد إلى ما كان، تقريبا، فقلّ عدد المشاركين مرغمين، ليعوض بدرجة ما بالمشاركين تلقائيا، وقد تضمن بريد اليوم بعض التعقيبات على الموضوع المحورى الحالى للنشرة وهو “فقه العلاقات البشرية” برغم أن نفس الموضوع قد استولى على يوم الأربعاء (أول أمس) حيث نشرت مشاركة تفصيلية بين أ.د. جمال التركى، وهو صاحب الدعوة إلى الاسهام فى الحوار وبينى حول هذه القضية العلمية الخبراتية، وفى نفس الوقت يتضمن بريد اليوم بعض التعليقات الدالة والمتواضعة حول نفس الحوار.
هذا، ومازالت التعتعتين (السبت والأحد) تحظيان بقدر وافر من التعليقات، مرة أخرى: ربما لصغر حجمهما.
وأخيرا، نعرض فى هذا البريد ملحقين الأول مرسل من د. وليد والثانى كتابة من د. محمد أحمد الرخاوى.
****
فى فقه العلاقات البشرية: دراسة فى علم السيكوباثولوجى (47)
لوحات تشكيلية من العلاج النفسى والحياة
شرح على المتن: ديوان أغوار النفس
“نيجاتيف” إنسان، وتعرية قاسية صادقة
د. محمد الشرقاوى
هل ممكن فعلا يفوق هذا الانسان ويرجع تانى للحياة؟ ولاّ صعب ونسبة النجاح الى نسبه الفشل قد ايه؟ ارجو ان ترد سيادتك من واقع خبرتك بهذا الانسان
د. يحيى:
نبهت منذ البداية أن صور “أغوار النفس” هذه هى تشكيلات من وحى الناس، وليست حالات بذاتها، يمكن التساؤل عن مصيرها هى تحديدا، لهذا، فإن السلبيات، ثم الإيجابيات لاحقا، تمثل تشكيلاتى لكل صورة، لتبلّغ ما تراه مناسباً من واقع التعرية، للتعرف على “فقه العلاقات البشرية” وليس على تركيبة أو مآل شخص بذاته.
إذن هى ليست خبرة إنسان معين، أو مريض أعرفه له صورة محددة أنقلها.
أما خبرتى العامة فتقول: إن أى إنسان قادر على أن يلملم نفسه ويبدأ من جديد، ما دامت فيه خلية واحدة تنبض.
أ. عزة هاشم أحمد
ربما يكون كذب الإنسان على نفسه أفضل بكثير من صدقه أمامها،لابأس من بعض المغالطات حتى تكمل السفينة مسيرتها،ولكن هل بالفعل جنة الوهم ولا نار الحقيقة؟،لعلك يا دكتور أول من يحض على صدق الانسان أمام نفسه ولكن ياترى هل هذا رأيك لو علمت أن صدقك أمام نفسك ومع نفسك فيه الهلاك المحتم لكبرياء نفسك؟؟؟
د. يحيى:
سؤال شديد الأهمية، أرجوك يا عزة أن تقرئى ردى عليه فى حوارى مع د.جمال التركى أول أمس أو دعينى أقتطف هنا الجزء الذى يرد على تعقيبك ليكون تحت نظر من لا يتابعنا بانتظام.
“هل تسمح لى – ياجمال – أن أذكـّر الجميع بدءا بنفسى وبك، أننا ما دمنا ما زلنا بشرا نسعى، فإننا نحتاج عددا من الميكانزمات العاملة إيجابيا طول عمرنا، أذكّرنا بذلك لأننى أخشى من التمادى فى التركيز على سلبيات وجود الميكانزمات حتى نتصور إمكانية، أو حتى أفضلية الاستغناء عنها جملةً، حتى ننكرها فى غير أوان الاستغناء عنها، وكأن أحدنا يستطيع أن يعيش بدونها، إن غاية السعى – كما تعلم- هى أن تقل حاجتنا إليها باستمرار، وباضطراد لا أكثر ولا أقل؟ كثيرا ما اعتبرت هذه الميكانزمات، فى الوقت المناسب، للغرض المناسب رحمة من ربنا، حتى قلت يوما: ” ياربنا يا ربنا، أدِمْ علينا نعمة العمَى”، وحين فـُهم هذا الشطر خطأ من كثيرين، زدت صفة على العمى، ليكون ألا يحرمنا من رحمة العمى المؤقت، أو العمى المرحلى، أوالعمى الضرورى، لا أكثر، رحلة النمو يا جمال هى رحلة الاستغناء عن الميكانزمات تدريجيا بكل الألم الذى ذكرتـَه أنت حالا، عبر نبضات النمو المتلاحقة، من خلال كل الإيقاع الحيوى الرائع، “ليل/ نهار“، “لباسا/ معاشا“، “نوم/ يقظة” “حلم/ نوم“، “قبض/ بسط“،”صلاة/ كدح“.. ، إلى آخر ما أدعو الله أن يمكننى أن أقدمه للناس من واقع ما رأيت، وأن يصل إلى وعى بشرى يقظ، ولو واحد مثلك أو مثل د. أشرف، حتى أصدق فأكمل، ثم يصل إلى أصحابه وقتما يشاء ربنا”.
أ. رامى عادل
بني ادم يحول لصوره في معبد الشيطان، مش ممكن! عارف \” تهزني انفاسي، تخيفني لفتاتي\”، احنا بنقول ان العفاريت مخيفه، ومنقدرش نبحلقلها، اهو عمنا بقي عفريت، والبني ادمين قابضين عليه،مش عارف التكيف ممكن يكون ازاي في البيئه دي،اما يكون العفريت متسلسل، او ملفوف في شاش محكم، او مطرود من دنيته، جسم غريب، بقي هوه،بيتلطش،لما حد مننا يبص جوه عين العفريت، او والعفريت ماشي في الشارع وسط البشر_ اكيد مش عل ارض_كده بيتعمل له عمليه بمشارط ومقصات، ومصارينه بتتجرجر من غير بنج، ان حد يلمسه، او يشاورله ده يساوي الدفن، العفريت بيستخبي، لكن قولي من فضلك، مين بيفتح ابواب جهنم علي مين؟مش برضه الشياطين من لحم ودم؟العفريت ينفع انسان،مش يخطفوه، حتي وانت بتقول ان الدبان الازرق ميعرفلوش طريق، ربنا اقرب ليا وليك،صحيح السما ابوابها مش مفتوحه؟!تصدق؟! طيب لما بيتقابلوا الجو بيكون ليل؟! ان الله بالغ امره، يبقي ازاي نيجاتيف؟! انا بشوف بنات مسورءه، ومسخسخه، وشاحبه، مع ادراكهن انهن اتمسخوا، وبيرجعوا شبه الاول واحسن، لكن دول بنات ومجانين!
د. يحيى:
أرجوك يا رامى أنت أيضا أن تقرأ الحوار بين الدكتور جمال التركى وبينى أول أمس، ففيه رد على تعقيبك، بشكل ما.
****
التدريب عن بعد: (70) الإشراف على العلاج النفسى
العلاج النفسى، والعلاقات المحارمية
أ.منى حامد
استفدت كثير اوى للشغل ولى شخصيا
ربنا يخليك لنا ويمتعك بالصحه والقدره على العطاء
انزعجت شويه من فكرة ان الطبيب والد، وصى، سلطه، مرجع. انا رافضه الفكره من ناحيتن، ناحية تقليل احساس المريض بالمسئوليه عن اختياراته، وكنت حضرتك دائم التأكيد عليها (كنت بحضر جروب القصر العينى من حوالى 20سنه ولسنوات عديده متفرقه لظروف العمل والسفر وغيرها)
ومن ناحية ثانيه، الابويه تحمل الطبيب اكثر مما يحتمل وقد تعطيه احساس ومشروعيه لفرض وصايته وقيمه وتحيزاته وربما نواقصه الى آخره من تحقيق مصالحه هو.
انا سعيده جدا بالموقع ومذهوله من كم الجهد المبذول فيه
ربنا يخليك
د. يحيى:
أهلا مُنى، والله يا شيخة كنت أنتظرك هكذا مع أننى لا أذكرك شخصيا طبعا، لكننى فرحت لأن تعقيبك فيه “نعم”، وفيه “لا”، أنا مازلت أرى أن الطبيب والد فى ثقافتنا بالذات، وبالتالى فإن فيه كل مزايا وعيوب الوالد كما ذكرت، وعليه كل هذه المسئولية قبل وبعد ذلك.
****
ليس من مسئولية العلاج أن يصنع المعجزات
أ. رامى عادل
السؤال مش باين!اعراض جسديه، ومزنوقه، يبقي حاسه، جسمنا بيتحاور ان شالله مع روحه، فن الرقص والتراقص، عمرك مابتكش يا سيدي؟عارف كويس انك رشيق وليك تجارب، حلو ولذيذ حداكم في المقطم،طب والست دي، قصديبنت البنوت او البكر، هي مزوداها (الكسفه)، لكن حتي الرياسه بتكش، وبتجيب ورا، اكيد في وليمه مثلا، مع ملكة اسبانيا، الفوران والتلف مشاعر خطر ومناسبه في الوقت نفسه،في مره بسال د.اشرف عزمي من عشر سنين في اول الاقلاع عن اللي بالي بالك،هو انا انطوائي قام قال ان الالاووظ بيركب مع اللاووظ اللايق، بردك الست تتريث وتستعدوتثق ان مسيرها تقابله، مره واتنين وعشره، الرجل المناسب! اكيد في قصص زواج (مش حب بقي) ناجحه، اما اللي ميتسماش، فانا مش عارف اترجمه، هومين؟طيب لونه ايه؟ ابيض مثلا، لون السحاب، حتي اللي بشوفه في عنيك يا د يحيي، وفي عينين سلطان، وملء وجه د اشرف، وفي صخب د احمد الفار فهو ليس هو،لا وجود للحب الا بين الالهه،فلنبحث معا عنالمعجزه الفعليه في الشفاء والعوده، نكتمل فنعود، اه. افتكر بقي التنين العجوز، او افتكر (اناوانت) طبيبا يائسا شجاعا اخر (بكسر الخاء) اسمه سلطان، دلوقتي تعرف ان في معجزه! وهو بيميل عليا معجزه، وهو بياخد اكبر نفس وبيقوله في معادله عقليه كلاميه، وبيملاني بيه،(لاحظ) انه جسد،يقاوم المرض المزمن ويقهره، تقريبا في كل دقيقه،المجانين يعلمونه كذلك، مضطر اودعك.
د. يحيى:
خبرتك زاخرة يا رامى، وغير مترابطة إطلاقاً، لا أحد يستطيع أن يتتبعها هكذا، لكن ماذا أفعل معك وأنا لا أستطيع – حتى الآن- إلا أن أنشرها، وإن بدا ذلك أكثر فأكثر غرابة
****
المؤسسة الزواجية، وثقوب الاستسهال
أ. يوسف عزب
وصلني ان الطبيب نفسه مش علي الخط واحتمال ان يكون مضر لمريضته وتقريبا لم يستوعب ما قلته او لن يستوعبه، كما ان سيادتك كنت مغيرا عليه اغارة كبيرة
د. يحيى:
أرجو أن تعيد قراءة اليومية، وأن تحترم محاولة هذا الإبن الناشئ الصادق المستشير، وقد استوعب ما قلتُه أكثر منك بكثير، ربما لأنه قَبِلَه فاهما متعلما ما اسميته أنت إغارة عليه .
أ. عزة هاشم
الله عليك يا دكتور يحيى، بجد رائع.
د. يحيى:
ربنا يخليك.
د. أميمة رفعت
إرتحت لقولك إحنا مش بنعرف المريض من الكلام والحكى، قد ما بنعرفه من مشاعره الخاصة والعامة، وحساباته، وأن فكرة أنه \” يبان إنه مش علاج \” هى فكرة خاطئة، ده علاج ونص، لأنه يساعد على الفهم والتقمص .
كنت أخشى ان أكون منتقصة لحق المريض إذا ظللت \” أعرف \” دون ان أعطيه شيئا يخرج به آخر الجلسة، شىء أسميه علاجا مع أننى أكون فى حاجة شديدة للمزيد من الإجابات و المعلومات . فجاءت جملتك لتطمئنى. كما أنها ذكرتنى أنه أحيانا أثناء جمع المعلومات تترتب فى ذهن المريض أفكاره وتبرز أولوياته لتحرك تفكيره وتثير بداخله أسئلة مهمة ربما تساعدنا معا.
وبعيدا عن هذه الحالة، أذكر حالة تعانى من رهاب شديد لاحتمال اختراق مهبلها، وهى متزوجة منذ عشرة أعوام وعند سؤالها ( أثناء جمع المعلومات ) عن تدينها وإن كانت تصلى، قالت بالحرف الواحد \” وأنا فى الإعدادى ما كنتش متأكدة إن ربنا موجود زى ما أنا دلوقتى مش متأكدة إن المهبل موجود \” ثم توقفتْ فجأة وتعجبتْ من الجملة التى صدرت منها دون أن تعى، وسألتنى لماذا قالت ذلك؟ وما علاقة ربنا بالمهبل؟ وبعيدا عن \” الفهم \” فقد شعرتْ بشىء قوى بداخلها يربط الإثنين ببعضهما ولكنها لم تستطع تفسيره (ولا أنا، ولا حاولت).
د. يحيى:
ياه!!!
نحن فعلا نتعلم من المرضى
لابد من احترام ما لانفهم، حتى لو لم نفهمه تحديدا طول العمر.
****
د. محمد أحمد الرخاوى
تعلمت منذ زمن بعيد ان الحوار المنطوق بين البشر برغم حتميته لا يمثل إلا نسبة قليلة فعلا من الحوار الحقيقى بين البشر، الإشكالية هى من ناحية اذا كان الحوار هو بين الصم البكم العمى كما وصفهم الله فى اوائل آيات القرآن “يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا”
د. يحيى:
هذا صحيح، لكن الخوف أن يحكم كل فريق على الفريق الآخر أنه الأصم الأبكم الخ، ثم إنى لم أشعر أن هذه الآية الكريمة بالذات هى الاستشهاد الأنسب هنا.
د. محمد أحمد الرخاوى
ومن ناحية اخرى اذا كان الحوار صادق حقيقى فغالبا تجد ان ما لا ينقال اكثر بكثير مما ينقال وبه تجتمع فيما ينقال كما قال مولانا النفرى
د. يحيى:
صح
د. محمد أحمد الرخاوى
مستويات الوعى ومحاولات الصدق فالكدح لكشف الغيب (الحاضر( طول الوقت هى اروع ما خلقنا الله له وبه
د. يحيى:
طيب! ثم ماذا؟
د. محمد أحمد الرخاوى
وهذا يرجعنا آلية فقه العلاقات بين البشر، وللحديث الصحيح “تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه “
كما قلت فى اوائل هذا الحوار منذ سنتين انه لم يخلقنا سبحانه الا لنبدع الكون معه اليه
واليك ما وجدت فى ما كتبت (كتابة ما) ولم يوضع بعد بين دفتى كتاب “بعنوان” “مبلغهم من العلم”
يلهث الناس الى غيبوبة كى يطمسوا محاور وجودهم
يستغشون ثيابهم
يثنون صدورهم
فيتحولوا كتلا عدمية
د. يحيى:
“عدمية”!!؟
لماذا هكذا؟
ثم مارأيك فى تعديل لسيط مثل: “لنبدع الكون معنا إليه”
د. محمد أحمد الرخاوى
انقسم العالم الى:
1- ظاهر علم منسلخ عن غائية يطحن أصحابه إلى دوامة مغلقة
2- ظاهر ايمان منسلخ عن غائية يطحن اصحابه الى صدى اصواتهم لا تتعدى حدود اجسامهم
د. يحيى:
نقلت بقية تداعياتك إلى ملحق البريد يا محمد مع تداعياتك الآخرى.
(أنظر نهاية البريد)
أ. رامى عادل
د يحيى: “فلقد تعرفت – بطريقتى– على كل مخلوقات الله طولا وعرضا، إلا الملائكة”،
عذرا اما انا: فحكايتى حكايه، شفته بعد سنوات من طقطقة الرعد، وانتشار الشظايا، والنار التى يضيء نورها بسبب او بغير سبب، ثم النجوم المتساقطه من حولي، الاف النجوم اراها، وصحنا طائرا رائعا، وعدد لانهائى من الاقمار، ثم دينا وعمرووسفاح كرموز، وابسط ابسط الناس،اما الملاك الحارس او “مسرور” بصلعته البهيه، وصدره العارى، وزعنفته، ورحرحته، اكنه اللوح، ومفتاح، محدوف من بعد منى،
تعرف يا د يحيى صحابك يقولوا شخصيه وهميه، اكتشف دلوقتى قصدهم انى منقرض، تفتكر ارد ازاى؟!
د. يحيى:
ولا ترد ولا تسأل،
هل أنا فى مقدورى أن أكتب كل هذا الشطح يا رجل؟!!
ربنا يديم “الذى منه”
أ. يوسف عزب
شكرا لاهتمام سيادتك بالرد
عندى كام حاجة وارجو اتساع الصدر
اولا: سيادتك بتشتغل دائما فى المستحيل، وهذا امر مصاحبته صعبة، وبتشتغل فى المستحيل سواء من حيث الاشخاص او الموضوعات وأذكر أنك لما عرفت المثقف فى مقال عن المثقف فى مجلة سطور- وارجو الرجوع اليها- مكانش هو اللى بيشتغل فى المستحيل
د. يحيى:
أولا: لابد من تسمية عنوان المقال حتى استطيع الرجوع إليه
ثانيا: هل تعنى أننى لست المثقف الذى عنيته، لو كنت أنا اشتغل فى المستحيل والمثقف ليس هو الذى يشتغل فيه؟
ماذا تريد أن تقول بالضبط يا يوسف؟ أنا لم أفهم.
أ. يوسف عزب
والمنهج ده مهم جدا عندى، له علاقة بما أرغب قوله، انا وانا باقرأ البريد وشفت الثلاث قيم او مشاعر او رغبات ومحاوله جمعهم تحت معنى واحد، انا الحقيقة كأنى باتفصص زى البرتقالة شديدة الرعب والجودة فى وقت واحد، لا أحد يهتم بتفصيص الانسان العادى كما تفعل هذه اللعبة شديدة الجمال ليتعرف بها البنى ادم على مابداخله وكأن كل صفة فيها تروح واخدة ضلع من ضلوع الواحد وتعيد تجميعها
إذن ما الفارق بينها وبين اللعبة الناقصة؟ الفارق الحقيقى فى نظرى أنها بادئة من الممكن وتنتهى الى شبه المستحيل الجميل
د. يحيى:
لم ألتقط بوضوح هذا “المستحيل الجميل” بعد تفصيصك، الحكاية كانت محاولة لتوضيح أن الألفاظ أعجز عن احتواء المشاعر المتنوعة المتجمّعة حتى التناقض أحيانا، وفى نفس الوقت هى تثبت أن لغتنا المرنة الخلاّقة جاهزة للتشكيلات الجديدة (وهذه هى الفكرة الأساسية وراء ما هو شعر حقيقى بصفة عامة)
أ. يوسف عزب
اللعبة الناقصة تبدأ من التنازل عن العقل الظاهر وهذا شرطها، أى أنها تبدأ بعدم احترامه وياكده يابلاش
د. يحيى:
ليس تماما،
كيف تبدأ اللعبة من التنازل عن العقل الظاهر؟
لم أفهم
اللعبة نصفها تمثيل، والنصف الآخر “إبداع نص” تلقائى وفورى.
أ. يوسف عزب
انتبهت لفرحة حضرتك وشرحك (للمنهج الجديد: جمع المشاعر الثلاثة فى لفظة أو اثنين تقابلهما)، انها المنهج الاصعب ولكنك قلت: هذا بالضبط انه يبدأ بظاهر الوعى انطلاقا لما تحته وما هو جاهز له
د. يحيى:
أظنك تعنى المنهج الأول بهذه الفقرة، وقد أضفته بين قوسين حتى لا أفرض ذلك عليك كأنك قلته
إن كان ذلك كذلك، فأنا أقصد ما ذكرت.
أ. يوسف عزب
انا فهمت قصد حضرتك جيدا فى مشكلة المناهج كما شرحتها وماكانتش واضحة لى من قبل
وأخيرا: شكرا جدا.
د. يحيى:
العفو
لا تحرمنا
****
فى شرف صحبة نجيب محفوظ (الحلقة الخامسة)
الجزء الأول “مَعَهُ، وأنا معه”
أ. رامى عادل
فى حوار خاص جدا بينك وبين شيخ محفوظ، اللى بتسميه كلمات شديدة الغور، مش باستطاعة اى حد فى الكون انه يكشف عنها، فى علامة استفهام، هى منطقتك بكل تاكيد، وانت لوحدك تقدر ترد فيها، اكيد انامتاكد، بفعل التفسير التامرى فى وجود كنز مدفون.
د. يحيى:
لك نصفه على الأقل
أنا لا أخشى مشاركتك أنت أو غيرك لأن من صفات هذا الكنز أنك كلما أخذت منه زاد، فإذا أخذت نصفه زاد ضعفين.
****
فى شرف صحبة نجيب محفوظ (الحلقة السادسة)
الجزء الأول: الثلاثاء 27/12/1994
أ. يوسف عزب
عذرا لعدم الاحاطة السابقة ولكن اسأل
هل سيادتك في التمهيد قبل عرض هذه المصاحبات ذكرت انكم ستعلقون علي هذه التدريبات ام هي جاءت تلقائية مع عرض الصحبة
سؤالي جاى من ان التعليقات جاية غريبة شوية عن الصحبة وقد تحتاج نظرة منفردة لها، ولكن الصحبة جميلة جدا واهم مافيها انها حية جدا وترينا احتكاك عقول مبدعين ببعضهما البعض وهو مايخرج عنه ابداعا جديد حيا شديد الروعة
د. يحيى:
لم أذكر هذا الجمع هكذا فى التقديم، وقد جاءتنى الفكرة لاحقا، وأنا أوافقك أنه لا يوجد رابط بين الفقرتين حتى فى التاريخ، وسوف يظل الأمر كذلك حتى نهاية العمل، وأنا متمسك بهذا الاختلاف، وأرى أن شيخى يحضر به أكثر فى وعى المتلقى.
أ. يوسف عزب
هذا العمل يستأهل – بجد- دراسات
د. يحيى:
ربنا يسهل
أ. يوسف عزب
هو عمل يتسم بالسكون مقابل الابداع- علي رايكم- حي حي كما يتسم بالعمل العقلي اكثرمن الابداع المحاور وأشياء اخري لايستطيع الفرد التعبير عنها
د. يحيى:
سكون ماذا يا يوسف حيرتنى.
السكون ضد الإبداع
وما هى حكاية العمل العقلى أكثر من الإبداع المحاور
آسف، كفى هذا.
أ. يوسف عزب
المقتطف: “المنهج الذى اتبعته حتى الآن (لم نتعد بعد الصفحة السادسة) هو أن أعتبر العينة التى قفزت إلى وعيه أثناء التدريب، فكتبها، ليست هى بالضرورة كل ما يحتاج إلى تعليق او قراءة تأويلية، بل إننى آخذها مفتاحا لما وراءها، فأبحث عن أصل النص، أو بقيته، وأعتبر أن النص قد حضر كله، أو على الأقل أكثر مما دوّن بكثير، يحضر النص”
اعتقدت ان رجوع سيادتك الي اصل النص لا تقصد به اصل النص المأخوذ منه العينة بل اصل الخبرة المطروحة علي الوعى بصرف النظر هي قادمة من أى مقتطف وان يكون المكتوب قمة جبل الخبرة او الوعي الدائر داخله
د. يحيى:
لا طبعا، أقصد النص المأخوذ منه العينة
أ. يوسف عزب
بدون انزعاج انا وصلني بيت الشعر الذي نهايته لاحياة لمن تنادي ان به بعض العديد والتحسر وخصوصا بعد تعداده لأسمه ثلاث مرات
وكأنه يقول اين هو الآن مما كان
د. يحيى:
يصلك ما يصلك، ويصل لكل واحد ما يصله، وأنا من ضمن هؤلاء “الوحايد” لا أكثر.
أ. يوسف عزب
تصاحبت شوية علي تعليق سيادتكم عل التدريب وان كنت مازلت اري انه ليس هذا مكانه فهذان نوعان مختلفان من الابداع أحدهما فائر حي وقوي يتجلي فورا علي القاريء والآخر بعض او غير ذلك
د. يحيى:
سبق الرد على هذه النقطة حالا
الواحد في هذا الجزء االاول من العرض يكاد يبكي من هذا الابداع الذي يمشي علي قدمين ويسمي نجيب محفوظ حفظه لنا الله وحفظ من يعيد اكتشافه الدائم لنا
د. يحيى:
شكرا يا يوسف
****
سوف أنتخب البرادعى حتى لو لم يرشح نفسه!!
د. جمال الفقى
رسالة مشكلة على العنوان:
http://www.maganin.com/news/articlesview.asp?key=2250
تتعتع في المتبلم ولا يتعلم
أحببت فقط أن (أتعتع( يمكن اتعلم التعتعة كما تعلمت منك الكثير…
فقد سيطرت على تقكيرى (وسواس) يعنى محاولة الوصول للهدف من إضاقة اسم حضرتك فى تلك القائمة (المتنوعة الألون والنغمات والألحان والأجناس والأطياف والطبقات)، فتمخض الوسواس (الخناس) عن & عدة احتمالات!!!
1- قد يكون حرصاً من حضرتك على منع احتمال فهم تلك القائمة أنها للسخرية
2- قد تكون حضرتكم تسعى لمنصب الرئيس (بصفتك صاحب امتياز الاختيار والترشيح)
3- قد تكون محاولة لتمرير اسم حضرتك من خلال القائمة (من غير ما حد باخد باله)
أما الاحتمال الأخير الذى جال بخاطرى، ولم أستطع منعه…
إن حضرتك تكون (بتعتع) فى حاجات ما تِتـعتـعش….
د. يحيى:
بصراحة يا دكتور جمال أنا ابتسمت لجمال ذكائك حتى الفرحه
هل للذكاء جمال؟
نعم
حين يكشف هكذا ببساطة دون أن يتحذلق
كل ما قلته يا د. جمال جائز
شكراً
****
اللغة العربية، والقومية العربية، والوعى القومى (1 من ؟؟)
أ. يوسف عزب
المقال مدغم شويتين انا نفسي أفهم كيف تكون اللغة حية؟ وكيف تكون المرونة والاستيعاب؟ وكيف نفتحها لدخول مصطلحات جديدة تجددها؟
عندى خوف عليها ان تنقلب لغة اخرى حيث أن جميع منجزات العصر ماعادتش من عندنا سواء فلسفة علم تنكولوجيا…زالخ
د. يحيى:
أولا: أحيلك إلى مقال، أو ربما شرائح “حركية اللغة بين الشعر والشارع”.
ثانيا: كنت أنوى أن أواصل الكتابة فى موضوع اللغة عدة مقالات صغيرة متتالية، ثم توقفت بعد هيجة الجدار وما الجدار، وكأننا حللنا مشكلة فلسطين ولم يبق إلا مشكلة الجدار،
ثم إنى سوف أرجع إلى تفصيل هذا الموضوع فأرجو أن تتابعنا
ثالثا: لماذا لا يخاف الانجليز على لغتهم وهم يدخلون فيها 400 كلمة جديدة كل عام، ونحن نسجن لغتنا تحت وصاية “المجلس الحسبى” الممثل فى “مجمع اللغة العربية” داخل “زنزانة المعاجم” وحين يثور علينا الشباب، وينطلقون ليخترعوا لغة أسرع وأقدر نرفضهم؟
رابعا: منجزات العصر تحتاج لمنجزات كل اللغات وهى ليست لها صاحب، هى لكل من احتواها واستعملها وأطلقها إلى غايتها الجديدة، ونحن نملك ما ننطقه ونستعمله، ومن حقنا أن نكتبه بحروفنا ونحونا وصرفنا حسب قواعد بسيطة، ما أمكن ذلك.
****
المشاركة فى الحلول التسكينية، يميّع المسائل بلا حل!!
أ. يوسف عزب
أولاً: اول مرة سيادتك تتكلم بالاراْء الواضحة في هذا الموضوع، المشكلة الآن في مصر ليست معابر او مظاهرات اجانب…. المشكلة الحقيقية ان فيه احساس لدي المسئولين المصرين قبل الشعب ان مصر هي الاخري دخلت في مؤامرة حقيقية مع اسرائيل والولايات المتحدة ضد جانب من الفلسطينين ومصر مش متعودة علي هذا الموقف وهو الشعور بارتكاب إثم لم يحسم حتى الآن، ولابد من حسمه
د. يحيى:
أيضا لم أفهم ما تعنيه من أنه لابد من حسمه، حسم التآمر مع الولايات المتحدة أم حسم الشعور بارتكاب إثم أم حسم المشكلة الفلسطينية؟ ومن الذى يحسم ماذا؟ يا رجل…
فى رأيى أن الظلام مقصود هكذا قصدا، حتى نتخبط فيهم وهم يوجهوننا “بالريموت كونترول”.
أ. يوسف عزب
ثانيا: فيما يتعلق بان ماتكتبه جد وان المسألة جد في اليومية بقالها ثلاث سنوات، أرجو ان تأخذ ماأقوله لسيادتك جد جدا لاني لا أبالغ فيه
طول عمري باقرأ لسيادتك جد حتي الهزار عندك جد عندي يسجل ويحلل معناه
سيادتك كنت بتكتب ثمن 1/8 صفحة في الاهرام وكانت معظمها علمي انساني فلسفي….. هذا الثمن صفحة كنت أقرأه علي يوم او يومين، تقرأ المقال اولا مرة واحدة ثم انتظرفترة وتقرأ مرة ثانية بتأني وانتظر ثم تؤخذ فقرات منها ونتأملها ثم نركز في كلمة او جملة وتفضل شغالة مع الواحد ناهيك عن محاولة التعليق عليها هذه مقال من ثمن صفحة واقسم اني لا ابالغ
أين هذا من المطروح الآن…كيف؟ ليس دفاع نهائي ولكنها كانت ممارستي في اعمالك
وارجو النظر في التفرقة
د. يحيى:
لم أفهم ما تريد بعد كل هذا المديح الذى تعلم أننى أتحرج منه وأكاد لا أحتاجه مع الشكر
هل تقصد أن أكتفى بهذه التعتعات المختصرة 1/8 صفحة ؟
وما هو “المطروح” حاليا؟ ماذا تعنى؟
ثم “دفاع نهائى”!! عن ماذا؟
أعدك أن أنظر فى التفرقة بعد أن تبين لى تفرقة ماذا؟ من ماذا؟
ربنا يخليك
د. محمد الشرقاوى
الله ينور عليك يادكتور يحيي من حقنا عمل جدار يحمينا من مخططات اسرائيل زى مايكون اسرائيل عايزة تاخد سيناء بس بطريقة تانية انها تديها للفلسطينين وتاخد هى الضفة، وبعد كده تتدور عليهم
المهم ان العالم كله الغربى والعربى كله ضدنا، دنيا بقت غريبة.
د. يحيى:
أنا أنطلق إلى المشكلة الأصلية، من حيث المبدأ، نعم من حقنا ألا تكون هناك أنفاق ليست تحت التحكم المطلق للدولتين اللتين بينهما حدود، ثم ينظم المرور بالقانون الدولى لا أكثر ولا أقل، أما حكاية الجدار وقلته ، فهى مسألة تكميلية، وما يجرى الآن هو إلهاء عن القضية الأصلية، فى محاولة تحويل الأنظار بعيدا عن إسرائيل، وهى شطارة على البردعة دون الحمار، وقد حذق إعلام إسرائيل وأمريكا كل ذلك.
يا ساتر يارب على الغفلة.
د. محمد أحمد الرخاوى
يا عمنا لغاية لما تقوم الحرب اللي لازم تقوم نبطل نحاول نساعد اهل غزة ينفع يعني نعمل جدار فولاذي ونعطل قافلة شريان الحياة ونرحل جورج جالاوي ونقوله انه شخص غير مرغوب فيه يا نهار ابيض !!!!عشنا لما شفنا اليوم ده،مش انت اللي قلت في كتابك ذكر ما لا ينقال (السيرة الذاتية) انه نفتح الحدود ويزحف الملايين حتي لو مات منهم ملايين طبعا كل الحلول التسكينية ماتنفعش والحرب لابد ان تقوم (قائمة جوانا وبرانا طول الوقت) ولكن ما ينفعش اللي بيحصل دة ابدا
الحسابات غلط لان مفيش لا استعداد للحرب من ناحية ولا استغلال ما يسمي بالسلام لما يمهد لحرب ولو بعد مائة سنة نقوم نقفل علي بتوع غزة ونسيبهم يولعوا ونمنع عنهم المياة والنور انا عارف انك مش عاجبك الحلول التسكينية ومفيش حد عاجبه طبعا بس ايه اللي نقدر نعمله في الوقت اللي زعماءنا احقر من اسرائيل نفسها لانها بتعمل لشعبها ( أو هكذا يتصورون) في الوقت اللي زعماءنا بيبيعوا شعوبهم وبيعملوا لصالح اعداء شعوبهم.
د. يحيى:
برجاء قراءة المقال ثانية، ثم مراجعة ردى على د. محمد الشرقاوى حالا.
المسألة ليست قسوة على أطفال أبرياء، لكنها محاولة مواجهة الحقائق المؤلمة معا، نحن لم نواجه هزيمتنا فى 1967 بما تستحق، فتمادى الأمر إلى ما هو ألعن، حتى المسمى “السلام” الذى أتعامل معه شخصيا – كما ذكرتُ فى المقال، أنا أقبله على أنه “إعلان استسلام مؤجل”، لقد هزمنا، وعلينا أن ندفع جميعا الثمن،
الحلول التسكينية والإنسانية واجبة وحتمية شريطة ألا تلهينا عن المشكلة الأصلية، وأن تتم بالطرق القانونية، وبدعم مالى ممن عندهم المال لمن عندهم المعابر بعيدا تماما عن عبثية الهرب فى شق الأنفاق وكأن هذا هو الحل.
أ. عبير محمد
معاك أن المشاركة فى الحلول التسكينية ماعدتش تنفع، وخصوصاً على المستوى الأعلى (السياسية على سبيل المثال). لكن بالله عليك إزاى حانمتنع عن تلك الحلول على المستوى الفردى إذا كانت هى الملجأ الوحيد لأغلبنا علشان يقدر يكمل فى ظل الحياة اللى عايشينها.
د. يحيى:
أنا لم أنصح بالامتناع عن تلك الحلول على المستوى الفردى أبدا، وكل من يستطيع أن يعين إنسانا مظلوما متألما عليه أن يبادر وفوراً بالطرق المشروعة وغير المشروعة طالما أمكنه ذلك.
أنا أحذر مرة أخرى من لعبة تحويل الانتباه، ولعبة الإلهاء وترتيب أولويات القضايا حسب الأغراض الخبيثة التى تغذى الظلم على كل المستويات.
أ. عماد فتحى
أولا أشكر حضرتك على هذه التعتعة، وخاصة هذه الرؤيا رغم ما قد يوجه لحضرتك من نقد، كلما تناقشت مع أحد أحسست بأننا نحن اليهود، وما نقوم به هو محاولة القضاء على الفلسطينين، عندما تكلمت بوجهة نظر قريبة من هذا تعرضت لاستنكار شديد حتى قررت فى نهاية عدم المناقشة مع أحد.
د. يحيى:
لم يقرأ أحد المقالات الثلاثة التى كتبتها تباعا فى هذا الموضوع بالأمانة والموضوعية اللتان تمنيت أن يتم بهما التلقى الأمين، هذا ما حاولت أن التزم به فى الكتابة، فماذا كانت النتيجة؟
اتهمنى القريب والبعيد بالخيانة، ونفاق الحكومة، والاشتراك فى قتل الأطفال فى غزة جوعا، وبالقسوة، وكما اتهمونى بالتبلد، والغباء السياسى، والخبث الفلاحى أى والله!!
ما رأيك؟
أ. عماد فتحى
عندى تساؤل أيضا إلى أى مدى ستظل السلطة السياسية تتناول الموضوعات والمشكلات بهذا الشكل السطحى، وتجعلنا دائما فى موقف المدافع دائماً.
د. يحيى:
سوف يحدث ذلك طالما أنه ليس هناك شعب يستطيع أن يغير هذه السلطة بالانتخابات الحقيقية أو بالثورة.
****
سجنّا الفصحَى، وسخرنا من العامية الجديدة! فهل نحن عرب؟
د. محمد الشرقاوى
(ملحوظة: أرسل سيادته معلقة أمرىء القيس كلها)
د. يحيى:
شكرا يا د. محمد فهى عندى،
وهى متاحة للجميع بفضل سيدنا جوجل جزاه الله خيرا، وسوف أتناول بعضها فى مقالات اللغة العربية: “تعتعات الوفد”، أرجو أن تتابعنا
د. هانى مصطفى
أعشق الفصحى وافتخر بذلك، أما العامية فوجدتنى أتوارى من نفسى إذا أحسست بميلى لها، لا أدرى أهو الموروث التعصبى الذى يدفعنا للتشبث بصناعة الأجداد وازدراء ما يصنع الأحفاد، لا أدرى.
د. يحيى:
العامية لغة كاملة، ربما قصورها، لا تقصيرها هو فى أنها لغة شفاهية أساساً.
أنا أمارس الحوار مع وعى مرضاى طول الوقت، وخاصة فى العلاج الجمعى بالعامية طبعا، كذلك الألعاب التى نعرفها هنا تحركنا بالعامية، وإلا فلن نتواصل أبدا، العلاج الجمعى الذى هو من أهم ذخائر معرفتى نشاط شفاهى بالعامية كذلك،
أما حين أكتب فإن الفصحى تغلبنى لأنها اللغة الكتابية، تغلبنى حتى فى حوار شخوص رواياتى وقصصى، ماذا أفعل؟.
د. مروان الجندى
أحب اللغة العربية الفصحى وأفضل استعمالها ولكن لا أستطيع ذلك إلا فى أحاديثى الخيالية فقط فى حين أن لسانى ينطلق باستعمال اللغة العامية دون حرج فى أى وقت، هذا ما كان يجعلنى أخجل من جدى حين أحادثه فيجيبنى بالفصحى وأنا أحادثه بالعامية
د. يحيى:
هذا ليس مدعاه للخجل، ولا لوم على جدك على أية حال، مع أنه بهذا قد يضع مسافة بينك وبينه دون قصد.
أ. رامى عادل
تيجي تقرا القران بردك تتسجن جواه، أنا ختمت القران في عشر سنين حوالي مائتان مرة، قراءة يوميه لساعات طويله، ومعظم الاطباء يعرفوا ان القران ممكن يكون الاساس اللي بيبرر الجنون وبيغذيه، واد ايه بنستغل الحكمه بمنتهي الدونيه، للتجريم والشنق، اللي بقوله هو ان مش ترماي ماشي علي قضبان، يعني اللي بيتسمي الموروث ولا مش عارف ايه، في شيء بيبزغ من جواه، من غير ما يلغيه، بيكون اجمل وابقي وارقي، في مره بقرا في الكتاب، قمت لقيت جزء من كلمتين، استنبطت (صعبه) انه اسم البارون، بعد تمن تسع سنين، طلعلي انه اسمه، مش ربنا بيقول\” لقد اتيناكم كتابا في ذكركم \”، \”وذكر محدث\”لما الرخاوي بيتكلم عن الضرب في اغوار التاريخ، المجنون بيشوف بعنيه يمكن لحد العصر الحجري، الله يسامح اللي بيتكلموا عن النبي، وهو فينا، اما اننا عرب، بحس ان العربي يشبه الهندي، يمكن هو، لكنه مع ذلك يسكن في مكه، بسمع نحنحته تحت البيت قبل الفجر، ومن غير ما اشوفه بعرفه، فاكر يا عم يحيي في الندوه، بتقول مش ممكن يكون اللي بيتكلم غير ربنا، بيبعت بني ادم، يا بختك المجانين بيتكلموا وياك، يبقي ربنا بيستأمنك عل سر، اللي ساكن فيه! يا رب يامثبت العقل مش طالبه اي استشهاد، افتكر ان احنا نخفف الحكمه، لانها خام، بمناسبة حفظ ا لشعر ثم نسيانه!هو في حد بينسي اصله؟!!!! خام.
د. يحيى:
الله يسامحك يا رامى
الذى يسجننا داخل القرآن ليس هو القرآن، ولكن من عينوا أنفسهم أوصياء عليه.. الخ.
أ. نادية حامد محمد
معترض: رداً مسبقا عن روعة اللغة الشبابية ولغة البيئة أعترض على هذا الوصف للغة الشبابية إلا إذا كانت من باب السخرية، فكلما أسمع هذه اللغة أحزن إلى ما آل إليه التشوه، فكنت أتمنى أن تؤجل مقال اللغة الشبابية إلى وقت آخر، وتخص التعتعة القادمة موضوعات شائكة من موضوعاتك التى تتميز بها تعتعتك.
د. يحيى:
عندك حق
ليس هذا وقته
ولكننى سأعود إليه، ساعتها سوف تشيطين غيظا كما يحلو لك، ولا أظن أنك انت بالذات يا نادية تستطعين مواصلة الانفصال عن محاولة فهم الشباب، وحاجتهم إلى إبداع هذه اللغة التى يشاركون بها من يسمون “البيئة” آملين فى اختراق الحدود وتحطيم الأصنام.
أ. أيمن عبد العزيز
أنا أحب القراءة باللغة العربية الفصحى، وتصلنى بسهولة، لكن لا أستطيع التواصل مع من يتحدثها وينطق بها، قد يكون ذلك سبب التعود السماعى.
أرى أن اللغة العربية الفصحى غير متجددة بل هناك كلمات أندثرت بحكم عدم الاستعمال.
فى حين أن العامية متجددة وأصبح لكل فئة لهجة خاصة بها ومصطلحات تزداد وتسهل التواصل والانتماء، ولا أعرف هل هذا فى صالح اللغة أم أنه قد يبعدنا ويجعلنا غرباء عن لغتنا الفصحى، وهذا بدأ يحدث بالفعل، وما العمل؟.
د. يحيى:
كما ذكرنا حالا: اللغة الفصحى هى كتابية حالا، أما اللغة العامية العامية فهى شفاهية أساسا.
نحن نفرح بالعامية، ونحزن بالعامية، ونحلم بالعامية، ونغضب بالعامية
لكن هذا لا يعطيها تفضيلا على الفصحى، ولكنه يعلن حقها فى المساحة التى تحتلها فى وعينا
فوجب أن نقدم لها الاحترام والاحتواء، والتخليق منها، بحب وتصالح.
****
يوم إبداعى الشخصى حكمة المجانين: تحديث 2010
د. محمد الشرقاوى
مش عارف ليه كل ما ادور على الحرية واسال عن معناها بداخلى لا اجد من معنى وكثيرا ماكنتش احب انى اقولها ابدا لانها طول عمرى ماسمعتهاش الا فى حالات التمرد والعصيان والخناقات والعصيان وانا لم احب ان اكون مع من يفعل هذه الافعال ودائما كانت تفتح عمل الشيطان.
د. يحيى:
عندك حق: يبدو أن كلمات مهمة وشائعة مثل “الحب” أو “الحرية” ينبغى أن تكون “فعلا”، لا “قولا” ما أمكن ذلك.
أ. تقى أحمد
الموضوع حلو جدا اتمنى لك الخير
د. يحيى:
ربنا يخليك.
أ. عزة هاشم أحمد
الحرية حلم نحيا على أمل بلوغه ولكن فى مرحلة ما نستيقظ من الحلم لنكتشف أنه مجرد وهم زائف،لا يوجد انسان على مستوى هذا الكون حر، هذا على الاقل من وجهة نظرى المحدودة ومن تجربتى الذاتية، فانا اغتربت عن اهلى وبلدى باحثة عن تحقيق الطموح والحرية لاجدنى مقيدة بأغلال المجتمع الذى لا سبيل للفرار من وصايته سوى ان نلوذ بالظلام، خرجت من حصار الاهل لاسجن فى حصار اكبر وهو حصار المجتمع، كيف تكون حرا وللاخرين التزامات عليك، كل من اطعم فمك كسر عينك، ناهيك عمن ينصبون انفسهم حكام واوصياء عليك، اين الحرية يا استاذى فى مجتمع يعشق الاغلال؟اين الحرية فى مجتمع يؤمن بمقولة \”اللى مالوش كبير يشتريله كبير \” وان لم يكن لديك امكانية الشراء صار كل من له علاقة ولو سطحية بك هو كبيرك؟ فى النهاية كلنا أسرى، أسرى لمن نحبهم ومن يحبونا لمن نحتاج اليهم ومن يحتاجونا، اننا اسرى الاحتياج.
د. يحيى:
ليس كل من أطعم فمك كسر عينك يا عزة، لماذا كل هذا التعميم.
ثم من قال إن مجتمعنا يعشق الأغلال، ليس تماما إنه سجين الأغلال أساسا.
لم أفهم قولك: حكاية أن من لا تستطيع أن يشترى له كبيرا صار كل من له به علاقة ولو سطحية كبيره، كيف هذا؟
أ. يوسف عزب
المقتطف: “النيزك الساقط، سقط لأنه تنازل عن حرية انتمائه لعبودية اللحن المُطلق المنطلق
يتماسك الكون بقوانين حرية مرنة متجددة، وحريتك أن تحذق كيف تكون جزءًا مختارا من كلٍّ متغير، بك ومعك، دون سجن التماهى أو وهم التفرد”.
دكتور يحيي ارجو قبول الاختلاف هنا حتي الموت في موضوع النيزك الساقط
انت تسقط كنيزك بمجرد الخروج عن اللحن واختيار الخروج عن اللحن وهناك فارق جذري بين اختيار الخروج عن اللحن وبين التنازل عن حرية الانتماء لايوجد اختيار او حرية في الانتماء الي اللحن هو اما ان تنتمي الي اللحن او تسقط هذا حقيقي وهذه قوانين الوجود المحكمة… كيف اقول أذن حرية الانتماء الي اللحن…. كيف بالله عليك… انا أراقب منطقية منهجك تقول تسقط لتنازلك عن حرية الانتماء.. حرية الانتماء لايمكن ان يكون عليها عقاب..
الا اذا كانت الحرية هى فى اختيار الجزْء الذي تنتمي اليه وعشان كده كتبت المقطوعة اللي بعدها
د. يحيى:
عندك حق،
فقط، دعك من “حتى الموت” حتى نستطيع أن نواصل الاختلاف.
فعلا عند حق، ولك الشكر أن نبهتنى إلى ضرورة توضيح هذه القضية الهامة هكذا:
يبدأ الانفصال عن اللحن المطلق المنطلق باكتساب الإنسان (وبالذات الإنسان الفرد) لما يسمى الوعى الذاتى (وله تسميات كثيرة عددتها فى نقدى الأخير المقارن بين سيميائى كويلهو وابن فطومة محفوظ مثل تحقيق الذات، أو اثبات الذات… إلخ)، حين ينفصل الإنسان ويصبح فردا له معالمه الفريدة، تنشط برامج عودته، هذا ما يقوله الصوفية “كل من انفصل عن أصله، يطلب أيام وصله”، وهنا يبدأ دور حرية العودة إما كدحا إلى الأصل، أو الاستسلام للسكون رضا بالذات التى تحققت لما انفصلت، وحين يتمادى الفصل والسكون تهدأ الحركة حتى ينعدم التوجه كدحا إليه، لأنه صعب، وربما هذا ما قصدته بقولى “حريتك أن تحذق أن تكون جزءاً مختارا من كلٍّ متغير، معك وبك دون سجن التماهى أو وهم التفرد”،
ربما يتضح الأمر أكثر حين أقول لك أن الإنسان الفرد يصبح أمامه اختيار شديد الصعوبة وهو أن:
(أ) ينعدم من جديد فى اللحن المطلق.
(ب) أن يسجن فى ذاته المتفردة التى فرحت بالانفصال وخافت من العودة لاحتمال “العدم” الوارد فى (أ)
(ج) أن يعود ليصبح نغمة فى اللحن الأكبر دون أن ينعدم فيه فيظل ذاته وفى نفس الوقت جزءاً من كل.
(د) أن يتمادى الانفصال بالذات وتنقطع الصلة تماما بالأصل فيسقط نيزكا.
اليست كل هذه الاختيارات هى حقل للحرية بشكل ما.
لست متأكدا يا يوسف إن كنت أوضح أم أصعب.
أ. رامى عادل
المقتطف: “سوف أتركك لغبائك تتصور أنك حر، لأكون أنا الحر الأوحد، دون أن أعلن ذلك، ودون أن أخبرك، فأكون أغبى منك، وتكون أنت أكثر حرية منى، برغم غبائك”.
أ. رامى
عارف لما بتمثل اني مش انا او واحد تاني يشبهلي، مبرضاش اكسفك، وبعيش الاونطه، لانك تستاهل، وكمان بتنزل ضرب فيا، اقول بكره يعقل، ونتقاسم مش هقول انك غلطان، واديني باتعلم معني النسيان، والحكم القوي بيصبرني، مع اني برضه مش ناوي اسيبك اوي لغرورك، عيب اوي كده! توصل للدرجه دا هيه من السطحيه، تدوس انسانيتك بكل انتهازيه، يا شيخ ربنا يفك ضيقتك!
تعليق محدود: المشاكل اللي بتقابلني مع ناس من النوعيه دي، في ظروف تحتم عليهم ان يكشفوا المستور، او يتصورلهم ده، بيكون التكيف مكسب، ثم، ثم، ثم،
كمل يا ديحي بما تراه، الشوري شورتك
د. يحيى:
بل شورتك يا رامى.
ولقد اكملت أنت بطريقتك
ماذا تركت بعد؟
****
الجمهورية
أ. جينا
الحب اصلا مش اى حد ينفع انة يتكلم فيه ولا يعلق عليه، عشان مش اى حد فهمة ولا يقدر يحسة اى حد الا الا عايش فية وانا بما انى جربت الحب ولوعتة بقولكم ان اى حد محبش ياريت ميحبش عشان ميتعبش، لا الحب مش راحة زى ما انتو فاكرين وعايزين تعرفو هو مش سهل لية لانة محتاح لتعب ومسئولية وسهر وتضحية وكرامة واحساس ومش اى حد ينفع انه يستحمل دا كلة وربنا سبحانة وتعالى لان الحب من النعم الجميلة اللى انعم بيها علينا وهو يحتاج للتعب ده، ومن لا يضحى من اجل حبه لا يستحق ان احد يحبه.
د. يحيى:
حمداً لله على السلامة.
هيا جميعا نبذل جهداً يستأهل هذه القيمة الرائعة الغامضة الشائكة الصعبة الجميلة الخلاقة، لو أنها هى هى، ثم ندع الآراء تختلف ولا ندع الكلمة تبتذل.
كل ما أرجو توصيله من كل هذه المحاولات هى أن هذه العاطفة الإنسانية الجميلة الصعبة (المسماة: الحب غصباً عنا) هى فعلا طبيعة أولى، لأنها – كما قلت أنت الآن نعمة من نعم الله علينا.
****
الملاحق
الملحق الأول
يوميات مواطن فيسبكاوى مقال لـ وحيد فريد عالفيس بوك
د. وليد طلعت
يا ترى يا واحشنى بتفكر فى ايه؟ عامل ايه الشوك معاك، دخلت البيت وسلمت على أمى، التى قالت، أسلق لك بيضتين يا نور عينى؟ قلت لا يا أمى، انا اتعشيت فى بيت واحد صاحبى عليه لّى ّفلوس قلت اّكل بهم عنده، نزعت عنى ملابسى قطعة قطعة، ورحت أرمى كل القطع فى النار، وأنا استعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومن سخافة أحمد شوبير ومن سقعنة أحمد الفيشاوى، اتصلت بصديق لى وسألته عن نكتة اليوم الجديدة، فقال لى نكتة أبيحة ضحكت لها ثم جرت فى عينى دمعة، فتحت الكومبيوتر بصباع رجلى الصغير، ودخلت أبحث عن سامح سمير، وقلت لا بد هو زعلان اليوم جراء الحادث الدموى الذى حصل امبارح فى نجع حمادى، وشعرت بالذنب للمرة المليون أننى مرة قلت لمجموعة اقباط سبوا القراّن الكريم أمامى، -انتم عالم مش بتستحموا أصلا، فكرت أن اروح واقرا جلال عامر، وابتسمت لما فكرت يا ترى هؤلاء فى هذه اللحظة يقرأون جلال عامر معى ايضا؟ سحر الجعارة، أحمد بخيت، الامام الأكبر أحمد ندا، الرئيس محمد حسنى مبارك، وشهرته أبوعلاء، حاولت أن أسال نفسى ان كنا فعلا نبالغ فى الحديث عن حب مصر، وبدت لى سذاجة السؤال، يعنى ايه مصر، فكرت ان معنى كلمة مصر ببساطة عند معظم الناس هى مائة جنيه فى اليوم، يكسبها بعرقه، او بالفهلوة، او فى لعبة بوكر، اومن ريع فدان الأرض او العمارة، كانت كل الأشياء تضيق فى عينى، تشعر أنت ان كل الناس على انتظار، الكل ينتظر ما لا يجىء، على رأى صلاح عبد الصبور، لم يعد هناك فارق كبير بين التخاريف، وبين الواقع، كل الاشياء تداخلت، سامح سمير يتكلم صح، نحن نعيش مرحلة العبث الكبرى، وداليدا المصرية فعلا مواليد شبرا، ويقال ان فيلم اليوم السادس سبب انتحارها، اذ انها رأت نفسها عجوز فى الفيلم، مع أننى شفتها جميلة جدا فى ذلك الفيلم، وأنا احب ان اعذب نفسى، يعنى ابدأ يومى بسماع قراّن كريم بصوت عبد الباسط، ثم اسمع كل حزن وشجن فيروز ثم كل عكننة محمد منير، هل قلت لك اننى حلمت مرتين بجمال مبارك، ومرتين بالريس نفسه؟ لو كان ابن سيرين هنا على الفيس بوك، كنت حكيت له كل الأحلام، كم يعنى من المصريين اصبحوا فيسبوكيين؟ مليون؟ ما زال هناك 79 مليونا بعيد عنا، ربما ينتظرون اللحظة المناسبة، ربما تتساوى كل الحاجات مع بعضها، لن اقرا ابراهيم عيسى مرة اخرى، سوف اقرا ممتاز القط، صدقنى انا حاولت عدة مرات ان اقرا ممتاز القط، اشعر كل مرة فعلت ان هناك نمل يمشى فى قلبى، ثم اترك المقالة، وابص فى صورة ممتاز الى شاربه تحديدا، ثم ابتسم، ثم اتذكر تلك المرأة امام مجمع التحرير التى قالت:حاجة لله، فنظرت لها بقرف ويأس وتركتها ومشيت، فمشيت خلفى وقالت، هات جنيه يابنى ما تبقاش أنانى!، أنا اعرف اننى عمرى ما نسيت هذه اللقطة، واعرف اننى كنت حمارا كبيرا، لما ضيعتّ كل الفرص الممكنة من أجل الافلات من كل هذا العذاب، ومن حق حسن الأسمر فعلا ان يطالب بتقرير كتاب حياتى يا عين على مدارس مصر بدلا عن أيام طه حسين، ومن حق دينا الراقصة ان تكتب مذكراتها، ومن حقنا أن نحلم وأن نفرح، ومن حقنا ايضا أن نبكى، وان نرى بعضنا البعض حزننا، هذا الحزن الذى أراه فى عيون سامح سمير فى صور بروفيله، الذى اعرفه جيدا، شفته من قبل على جدران قلعة صلاح الدين، وفى صورة نائل الطوخى، وفوق تلك البرقشات المتعددة على منابر المساجد، فى عيون اطفالشوارع كانت لمياء مختار تشتكى من أحدهم بالأمس فى نووت لها، وطبعا أنا غيران من لمياء لأنها قريبة من أنيس منصور، لكننى لن أقول لها ذلك، لن افضح نفسى ابدا، سأكتم السر فى قلبى، ولن أحكى ان أنيس كان السبب فى كل هذا الغم، منذ قرأت اول كتاب له وانا طفل لم ابلغ بعد- لا مؤاخذة- الحلم، باقى وقت طويل جدا أمامى كى اخلص قلبى من كل مشاعر الكراهية، ربما كل العزاء فى النهاية أننى ارى ناس ما زالوا قادرين على الحلم، لست وحدى أنا من اشكو، ان فطاحل البلد يشكون، وكراهية مصر ليست هى الحل، مصر فى النهاية فعلا تعيش فينا. تحت جلدنا، وصحيح أننى سمعت تسجيل مكالمة احمد شوبير، مثلما كلكم سمعتموها، وانا اعرف أنه ايضا حزين من داخله، كلما شفت مذيع او اعلامى على شاشة اشعر انه حزين وتعيس، القرداتى منهم والطبال، المشهلاتى و اللى يعنى معارض شوية، كلنا فى الحزن مصريين، وفكرت مرة انى نفسى اعمل كتابا عن الحزن المصرى، لكنى قرات ان خيرى شلبى يعد لكتابا اسمه الحزن مصريا!، وكلما شفت صورة مؤمن المحمدى اقول، هو الرجل ده ماله كمان حزين كده ليه، كل هذا الحزن يهاجمنى، وبقض مضجعى، وبنال من وطنيتى، وشهامتى، وكانت زينات صدقى فى فيلم ابن حميدو تقول لاسماعيل يس ابن حميدو: يا سلام على جماله، على نخوته ووطنيته، اسمع انا الحوار واستلقى على قفاى من الضحك، وأحن للابيض والأسود، واتذكر سامح سمير، واقباط مصر، فقرنا وهمنا وكل هذا الشجن، وكل هذا الموات، لكن هفيف حياة رغم ذلك يتأتى من مناطق لا اعرفها جيدا، ربما هذا هو سر الحياة، انه دوما خلف كل باب موصد، يمكنك رؤية صوت تراتيل خلاص.
****
الملحق الثانى
د. محمد أحمد الرخاوى
النص الأول:
أهل الكهف
يتولد وجود من وجود اذا اتصل الفرع بالأصل
فى مقعد صدق
تتوالف لغة دون كلام
لا تفهم
بل تمشى على أقدام!!!!!!
يقذف بالحق على الباطل
فاذا هو زاهق
يمشى اصحاب الوجود الجديد
مثل اصحاب الكهف
حتى يكشف عن ساق!!!!
يربط على قلوبهم
فيشرق نور الله فى كل شئ
النص الثانى:
يتسلل نور من بين كل هذه الاغشية
برغم كل شئ !!!!
لكى يتولد وجود حقيقي
متصل باصله
غائى الى هدفه
وهو فتح الوجود كله
الى لانهاية!!!!!!!!
تتجدد كل يوم بدهشة حتم الغيب طول الوقت!!!!!
حدود الوجود هى حدود الحقيقة
والحقيقة لا حدود لها!!!!!!
الا محاولة كشف طول الوقت
وتقبل المجهول كعامل فاعل طول الوقت!!!!!
اذا امتزج كدح الكشف
مع حتمية الوصل بالغائية دون وصول!!!
يستقيم الوجود
فيا من بيده كل شئ
اكشف لنا محجات كى نتيقن بك
اليك
وارحم ضعفنا فانت الاول والآخر
والظاهر والباطن
وليس كمثلك شئ.