نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 23-11-2012
السنة السادسة
العدد: 1911
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أريد أن أفى بوعدى، وفى نفس الوقت أصبحت أخشى منه، أفى به لزملاء الشبكة العربية بالذات الذين وعدت أن أعقب على مبادراتهم أو مداخلاتهم، وقد ذكرت أسماء محدودة من هؤلاء الأصدقاء/الزملاء الأسبوع الماضى على سبيل المثال لا الحصر، لكننى بمراجعة ما يجرى من حوارى مع الصديق الزميل أ.د.صادق السامرائى وما جرجرتنا إليه مداخلاته، وما أتوقعه من مثله، كدت أتراجع، فأجّلت قليلا!! أعتقدت أن ذلك سوف يأخذ حجم نشرات الأسبوع جميعا، بكل استحقاق، وإلا فلماذا الحوار؟ وفى ماذا كان طلب النظر والاستماع والمشاركة وانتظار التعليق؟
بصراحة، ومع كل ثقتى ومع كل حاجتى وجوعى لكل رأى ونقد خشيت أن أسُتدرج إلى ما يحول دونى وأن أكمل الخطوط الأساسية لما وصلنى فى فرع تخصصى أساسا، وفى الحياة عامة.
علىّ الآن واجب الشكر لكل من أحسن ويحسن الظن بى سواء كتب أم لم يكتب، وأن أحمد الله فى الحالين، ولتكن مساحة الورق وما تبقى من عمر، هما الفيصل، أما الانتقاء والأولويات، فالله يفعل ما يشاء ويختار
ولتقبلوا اعتذارى مجددا، أنا آسف.
*****
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (128)
الإدراك (89) لمحات إدراكية: (2 من ؟)
مازلنا مع لمحات أ.د.صادق السامرائى: “الشعر الممتنع”
أ. نجاة انصورة
السلام عليك أستاذنا جميعا …بارك الله لنا في علمك ووافر عطاؤك وآمد الله لنا في عمرك..
ورد بالحرف النصي من سيادتكم
المقتطف: “ماذا يمكن أن يصيب الإدراك إذا أصبح \”التفكير\” (أو الإدراك الحسى أو العقل المفاهيمى) وصيا عليه،,,,
التعليق: كيف ندرك .. بمعزل عن تلك الاستثناءات لقد أصبح الآمر يختلط علىّ وكأني أرى الإدراك صدمه عنيفه تشحذ الذهن دون مقدمات من تفكير أو حواس !!!لو كان كذلك فهو لا يعتمد على أية صور ذهنيه لشحذه؟؟؟ ولاحتى بيئه سيكولوجية لميكنته
شكرا لكل هذا الفيض من كرم وعطاء .
د. يحيى:
تشكرينى يا نجاة على كل هذا الإرباك!!!؟
ما علينا أنا الذى أشكرك أن أتحت لى الفرصة لكى أوضح أكثر
ما وصلنى من الممارسة والمخاطرة المعرفية: هو أن الإدراك آلية المعرفة الأصل، والمعرفة الأم، وله علاقة وثيقة بأجزاء الثوانى التى أعايشها هذه الأيام
وبالتالى فهو “صدمة عنيفة”، لكنها لا تشحذ الذهن، إلا فى لحظة إثارة الوعى، لكنها تجرى طول الوقت سواء وصلت لمرحلة الإنارة هذه أم لا، وهى نفسها تستعمل الصور أكثر مما تستعمِل الرموز إن كانت تستعمل هذه الأخيرة أصلا.
أما حكاية أنها عملية لا تعتمد على أية صورة ذهنية ولا بيئه سيكولوجية فلست أدرى كيف نستبعد أيا من هذا أو ذاك فى عمليات معرفية “متداخلة” “متضفره” “جدلية” معا طول الوقت
التقسيمات بين هذه العمليات لا تظهر إلا بهدف الشرح والكتابة والبحث، لكن فى الواقع: الأمور لا تحتمل كثيرا مثل هذا الفصل فيما بين الوظائف المختلفة هكذا.
والله أعلم.
***
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (129)
الإدراك (90) لمحات إدراكية (3 من ؟)
(مازلنا مع لمحات أ.د. صادق السامرائى)
أ. إسلام حسن
وصلنى يا دكتور يحيى أن القدرات هى التى ينتج عنها الإدراك
د. يحيى:
من أين وصلك ذلك يا إسلام وأنا كررت أن الإدراك هو قدرة معرفية مشتملة غائرة قادرة سابقة غالبا، فكيف وصلك أن الإدراك ينتج عن القدرات هكذا بكل هذا التعميم الغامض.
أ. إسلام حسن
المقتطف: الإدراك رياضة الوعي الخلاق
التعليق: إذن ماذا؟
د. يحيى:
دعنى أذكرك أننا سنعود بعد حوارنا مع الزميل الفاضل أ.د.صادق السامرائى إلى فصل مستقل عن الإدراك والوعى والإبداع، وسوف تجد فيه بعض رأيى أكثر تفصيلا
ربنا يسهل.
د. مينا جورجى
المقتطف: ما دامت القدرات محدودة، فالإدراك بعيد
التعليق: يا رب أشبع حاجاتى لاطلق إدراكى
د. يحيى:
– الحاجات يا مينا لا تشبع أبدا لأنها تتجدد
– ولا يحتاج الأمر لإشباعها أولا حتى ينشط الإدراك
– هل نسيت يا مينا أن كل الأحياء التى نجحت أن تبقى إنما نجحت بكفاءة الإدراك، ومن ثم التكافل والتكيف، وليس بالضرورة بقوة الإبادة والإغارة كما كان يتأكد سابقا: إن “البقاء للأقوى”، ذلك الزعم الذى لم يعد صالحا إلا للانقراض بواسطة أغبياء البشر المفترسين فى الحروب الاستباقية والإغارة العولمية المالية.
د. مينا جورجى
المقتطف: الإدراك إندماج وذوبان في محلول الوجود الأعظم،
والمعرفة إنفصال ونفي لمعدن التراب.
التعليق: أعجبنى التعبير
د. يحيى:
قبلت السطر الأول دون تحفظ، لكننى رددت على الصديق السامرائى متحفظا بالنسبة للسطر الثانى لأننى استعمل مصطلح المعرفة باعتبارها خطوة أعمق من العلم والفكر والتفكير، وأيضا نظرا لتحفظى على مبدأ نفى التراب إذ هو مرتبط عندى بالأصل والجسد، وهما أساسان جوهريان فى عملية الإدراك، (قد أرجع إلى ذلك).
د. مينا جورجى
المقتطف: مَن قال أُدرك فإنه لا يُدرك
د. يحيى:
ليس دائما.
د. مينا جورجى
المقتطف: الذي يرى ذاته تنسكب في قدح الإمعان يحدثني بلغة أخرى
التعليق: قدح الامعان تعبير رائع
د. يحيى:
أوافقك، وأشكر أ.د. السامرائى
د. مينا جورجى
المقتطف: ربما لا يمكننا أن ندرك لأننا نجتهد في صناعة بديهيات البقاء ومنطق الشعور بالأمان
التعليق: من أكثر ما أعجبنى
د. يحيى:
وأنا كذلك، وشكرا مرة أخرى للصديق أ.د. السامرائى
د. مينا جورجى
المقتطف: (د.يحيى) الاختلاف هنا جذرى، وهى فرصة لكى أؤكد انتمائى:
للفسيولوجيا أكثر من انتمائى للسيكولوجيا،
كما أننى أنتمى للبيولوجى أكثر من انتمائى للتحليل النفسى،
لكننى لا أنتمى كثيرا للبايوكمسترى إلا بمقدار فروض منظومات التركيب التطورى النوعى للموصلات فى الأنواع المختلفة، بمعنى أننى أنتمى للقيود العصبية والمشتبكات العصبية بمقدار تداخلها نوعيا فى منظومات الوعى التصاعدية، لذلك لم تصلنى هذه القصيدة أصلا.
التعليق: أؤيد حضرتك يا د. يحيى
د. يحيى:
لا أعرف كيف تؤيدنى هكذا بهذه السهولة مع أن هذه الفقرة احتوت نصف تنظيرى تقريبا، لكننى ائتنست بتأييدك لأنه صادق، فشكراً.
د. مينا جورجى
المقتطف : الدرجات المتباينة تؤلف سيمفونية أكثر عمقا حتى من الدرجات الأرقى النافية لما دونها.
التعليق: أعجبنى هذا
د. يحيى:
على البركة!
طيب!
د. مينا جورجى
المقتطف: إنتصار على الذات المنكوبة بالتراب
وإنبثاق من صندوق الرغبات
إلى فضاءات الطموحات الشفافة البراقة الخالدة
التعليق: أعجبنى التعبير
د. يحيى:
هو للدكتور السامرائى، فشكرا له
د. مينا جورجى
المقتطف: إذا عرفت ستعرف بأنك لا تعرف
فلماذا تخاطب المجهول كأنك تعرف
التعليق: أعجبنى جدا
د. يحيى:
– يارب يتبقى من إعجابك ما ينفعك وينفعنا
– بصراحة خشيت أن تكون المبالغة إبداء الإعجاب بديلا عن النقد المشارك، مثل الموقف الذى نحذره فى العلاج الجمعى والذى أسميه “التصفيق للتخلى عن المسئولية”، وبالانجليزية يسمى موقف Gee Professor you are wonderful
وبالعامية المصرية: “أهو كده الشغل ولاّ بلاش، البركة فيك ياريّس:
وبالفصحى: “يالله!! ما أقدرك وأنت تقوم عنا بكل ذلك”
(طبعا الترجمة ليست حرفية، وقد أضفت فيها لتنقل المغزى)
***
الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (130)
الإدراك (91) لمحات إدراكية (4 من ؟)
(مازلنا مع لمحات أ.د. صادق السامرائى)
أ. نجاة انصورة
لو جعلنا لديناميكية الإدراك معادله فهل يصح أن تكون كالآتي:
وعيا فتفكيرا فتدبرا فإدراكا ؟.. أم هو وعى فإدراك وقد يتضمن الإدراك تفكيرا؟؟
د. يحيى:
أنا أميل للجملة الثانية من حيث المبدأ
أ. نجاة انصورة
نعم لكل ثقافه مناهجها الخاصة بها بالضرورة وهذا ماحكم تنوع الحضارات وكل الإكتشافات بين جنس وآخر … وحضراتكم شاكرين حملتم آمانه تبنيها جهدا عسيرا مفعم بعطاء هادف نحو أن تكون لنا هويتنا العلميه التي تخضع لنواميس وجودنا النفرد والمتفرد عن كل الثقافات الآخرى وهي دعوه مبهرة تدفعنا جاهدين لإعادة بناء تنظمية إدراكاتنا حول العديد من قضايا الحياة والوجود .وربما حتى الموت.
د. يحيى:
يدى على يدك، على أيدينا.
أ. نجاة انصورة
لست متأكدة ولكن وصلني من حضرتك بإن الإدراك يتعلق بهنا والآن…
د. يحيى:
نعم جدا وسوف أفصّّل ذلك فيما بعد
أ. نجاة انصورة
وآيضا ندرك كيف يجب أن نحيا كي يمكننا الإستمرار وذلك بالحفاظ على قوانين البقاء …
أم هو حركية تحكم هذا وذاك ؟؟وهل هذا ماعنيته سيدى بقولك “دون إهمال التاريخ أو إنجازات الآخرين”.
د. يحيى:
نعم، تقريبا
لكن ليس تماما
فالاستمرار لا يحتاج هذه الدرجة من الوعى بالجارى
أ. نجاة انصورة
مشكور يا دكتور جزاك الله عنا جميعا كل خيرعن نبع عطاؤك الذي لاينضب . شكراجدا.
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك
أ. إسلام حسن
عجبنى جداً:
المقتطف: ذنب المقتولْ ذنبِ القاتلْ
أصلُه اسْتسلِمْ”
……
(من ديوان أغوار النفس بالعامية المصرية)
التعليق: ولكن ليس كل شخص يقتل يشعر بذنب المقتول.
د. يحيى:
ليس هذا هو المقصود، ولكننى كنت أشير إلى أفكار علم الضحية Victimology التى تقول إن الضحية شريكه فى ما يصيبها، وهذا يحتاج إلى شرح مطول آخر
أ. إسلام حسن
المقتطف: أن مدارك البقاء هى التى ابقت الواحد من الألف ضد الأحياء
التعليق: أوافق حضرتك
د. يحيى:
لم أفهم ما تعنيه بـ “مدارك البقاء”، أفضل استعمال “برامج البقاء” ونشاط الإدراك، وليس مدارك البقاء، إلى أن تشرحها لنا.
أ. محمد عادل النبوى
بالنسبة للإدراك يا دكتور يحيى هناك أشياء طرحت فى ذهنى حول هذا الموضوع بالنسبة للكائنات الحية وكيف تدرك، فكيف ندرك الأسماك فى المحيطات وكيف تهاجر ألوف الأميال دون أن تخطئ بأى شئ تهتدى وعلى أى شئ تكتمد؟ وأين تكمن تلك الساعات التى تدق فى رؤس الطيور والأسماك تعلن موعد الهجرة وموعد العودة؟
د. يحيى:
هذه كلها ضمن قوانين البقاء، والتى كثيرا ما كان يرصدها د. مصطفى محمود، ويعجب بها، ثم يقفز إلى نتيجة مختصرة تقول “إذن فالله موجود” وقد ناقشت ذلك كما ذكرت فى نشرة 19-11-2012، فالله سحبانه وتعالى هو الذى أنزل قوانين التطور التى حافظت على الحياة، ثم أننى أفسر الآيات “وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ” (أو الظالمون..الخ) بأننا نظلم أنفسنا إذا لم نشكر نعمته تعالى بالحكم بهذه القوانين الحيوية الأساسية – التى أنزلها سبحانه- لتستمر الحياة ونعمر الأرض.
أ. محمد عادل النبوى
إن طيور السمان التى تجئ إلى شواطئ الاسكندرية وشمال الدلتا تهاجر من أوربا… ولكنها لم تجئ مصر من قبل، كيف ندرك ذلك وكيف تعرف؟
د. يحيى:
انظر الرد السابق.
أ. محمد عادل النبوى
– لقد علمت من قبل أن العلماء حاولوا وضع صفائح مغناطيسية على الطيور والأسماك لكى تشوش عليها… لكن الطيور والأسماك وصلت فى نفس الموعد وإلى نفس المكان
د. يحيى:
يعنى.
أ. محمد عادل النبوى
– أبسط من ذلك: ما هو هذا العقل الموجود فى الحيوان المنوى ويجعله يتحرك ليبنى إنسانا كاملاً فيه صفات الأم والأب؟
د. يحيى:
البيولوجيا والتطور بفضل الله.
أ. محمد عادل النبوى
– كيف يدركون كل هذا؟ أم خَلَقوا ولهم وظيفة محددة يؤدونها فقط دون إدراك ولا فهم، بمعنى أنهم خلقوا من أجل هذا، ولا يعرفون ما هو الإدراك.
د. يحيى:
دون فهم: “نعم”
لكن دون إدراك: “لا “
هم يدركون، لكنهم لا يعرفون ما هو الإدراك لأنهم والحمد لله ليس عندهم معاجم ولا مراجع فى علم النفس، وما شابه الخ.
أ. محمد عادل النبوى
– وما الذى ينبغى على الإنسان فعله من اجل الإدراك؟ أن يبدأ بأبسط الأسئلة ليعرف أصعبها؟
وهل يتجاوز حدود قدراته؟ أم هل من الضرورى أن يقف عند حدوده؟
د. يحيى:
أن يتعرف على فطرته بكل الوسائل، وينتبه إلى عدم تقديس المستورد والمطبوع والمعقلن والمغترب، لكن لا يهمل أيا من ذلك مع استمرار اتساع دوائر المعرفة وهو يحترم تاريخ الحياة والأحياء بداخله وخارجه.
د. مينا جورجى
المقتطف: كيف نتعامل مع الموت ونحن لم نَمُتْ بعد،
التعليق: كل تجربة مؤلمة موت، كل نقلة نوعية فى العمل أو فى الحياة الاجتماعية موت، كل هجر موت.
د. يحيى:
لا أوافق،
بل إنه قد خطر لى مؤخرا أن أعتبر الموت “أزمة نمو” أو “إعادة ولادة” وقد أعود إلى ذلك فى حوارى مع أ.د.صادق السامرائى.
د. مينا جورجى
المقتطف:
“تبقى جريمهْ عامِلْها اتنين
كل جريمهْ عامِلْهَا اتنينْ
ذنب المقتولْ ذنبِ القاتلْ
أصلُه اسْتسلِمْ”
……
(من ديوان أغوار النفس بالعامية المصرية)
التعليق: فلماذا التركيز على اتهام الشرطة؟ نحن مشاركون وكأننا تآمرنا على أنفسنا وسبنا الشرطة تعمل كده، نحن نحتاج أن نثور على استسلامنا وليس فقط على الشرطة والحكومة.
د. يحيى:
عندك حق
انظر ردى السابق على أ. اسلام حسن
د. مينا جورجى
المقتطف: تدقُّ بابى الكلمة
أصدّها.
تُغافل الوعى القديم،
أنتفضْ.
أحاولُ الهربْ،
تلحقنُى.
أكونُها،
فأنسلخْْ.
التعليق: حلوة
د. يحيى:
العفو
د. مينا جورجى
المقتطف: فَـرحُت عَـنـْهُ أنسلخٌ.
التعليق: أنت مسئول أيضاً.
د. يحيى:
أوافق
د. مينا جورجى
الشعر المرة دى صعب على
د. يحيى:
يبدو أنه يكفى ما يتبقى من أى صعب، دون أن ندرى ماذا تبقى بالضبط
د. أحمد عثمان
استاذى ومعلمى
مداخلتى هذا الاسبوع كتب لها الوصول لبريدكم (من بعد مشيئة الرحمن) تحت الحاح عدة عوامل:
اولا: استمرار تجلى تفرد علم “مدرسة الرخاوى” بتخليق فروضات مستلهمة اساسا من قدرتكم المميزة على استقراء النصوص البشرية ومن ثم قدرتكم المتواترة على استباق الوصول الى مشارف علمية متجددة مما يسهم فى تطور التنظير وتعديله بل التراجع عن بعضه احيانا فيما يخص النفس/الكون/الله.
ثانيا: توصياتكم المستمرة باهمية الاخذ بمختلف روافد المعرفة( كالادب مثلا ) والتى فى مواضع كثيرة تستبق العلوم المتخصصة (علم النفس مثلا) وتكشف لنا الكثير من المفاتيح للاسهام فى فتوحات عدة فى مواضع متنوعة كالادراك وغيرها .
ثالثا: احساسى الشخصى بتزايد مخاوفكم من تهديدات الوحدة و العزلة او الابتعاد عن ركب الشائع من العلوم وما قد يترتب على ذلك.
وبناء على ما تقدم فاحب ان اقدم لكم بعض الونس من خلال عرض بعض الاستباقات من فروع علمية اخرى (غير متخصصة فى علوم النفس) ولكن فى علوم سلوك الالكترونيات و الفيزياء الكمية وتحديدا فى منطقة الادراك:
أ. لا يوجد “خارج” بالـ “خارج“:
بمعنى انه (وعلى عكس المعروف) لا يوجد مثير ( stimulus) فى الخارج (البيئة/الوسط المحيط بالانسان) ابتداء لكى يتمكن الانسان من ادراك هذا المثير (بمعنى ان يدرك ما حوله/بيئته) بل يخلق اولا فى الداخل (البيئة/الوسط داخل الانسان) تبعا لخطوة اخرى اسبق آمرة تتولاها قوة سميت مجازا (اللا متناهى / الوعى الكونى/المجال)،ثم يتم ارسال ذلك المثير (المخلق فى الداخل) الى الخارج اسقاطا (بطريقة اشبه بجهاز عرض سينيمائى هولوجرافى.
ب. نتائج اى تجربة لا يتحكم فيها سوى (اللامتناهى/الوعى الكونى/المجال) وهو ربما ما تؤمنون به من منظور بيولوجى موضوعى (وليس دينى) من كون الشافى هو “الله” ولا شئ سوى ” الله“.
ملحوظة: ماسبق لا يتعارض مع وجوب بذل كل الجهد دائما من منطلق ” اعمل اللى عليك والباقى على ربنا“
متشكريين
د. يحيى:
أشكرك على هذا الوَنَسْ
مع التحذير من استعمال صيغة اليقين هذه ببساطة هكذا: “لايوجد …الخ “لا يتحكم…الخ”
شكراً مرة ثانية.
***
تعتعة التحرير
لماذا تحبنا أمريكا “هكذا” جدًّا جدًّا
أ. نجاة انصورة
نعم سيدي يجب أن ننتبه لكل هذا الوله فينا … إنه حب ليس كآي حب … بزمان لم يعد لقيمة الحب معنى ولا إحساس بها والتبست بالنفعيه في كل إتجاه … هكذا هو حبها لنا وعلينا تقبل هذا الحب مهما كانت مراميه وكذلك دواعيه …
شكراً لأمريكا ..
تحاربني .. ولا تنسى تحطُّ
\”مُربع التحذير من النظام\”
فوق ذخائرٍ تُلقي بها
وكأنها عُلب السجائرْ ..
شكراً لأمريكا
فلا زالت تُحركُ طائراتٍ دون طيارٍ
وتطبعُ فوق كل قذيفةٍ تحذيرها الصحيَّ
تقصفني .. تُدمر منزلي
لتقول لي .. إياك من النظام
سوف يقود أرضكَ للمخاطرْ
وتظلُّ خائفةً عليَّ
فتُرسل المارينز يحميني ويحرسني
لأن النظام ماكرْ
شكراً لأمريكا
تقول بأنها مهما أساءت للنبيِّ
تظلُّ تحترم الصحابة
لا تسبُّ على صحابتهِ الكرام
كأي شيعيٍّ وفاجرْ
عفواً ..
فأمريكا بهذا الحِرص تخجلني
بهذا الحب تجبرني أودِّع منزلي
لتقيم في بيتي وفي أرضي
وإني اليوم إرضاءً لخاطرها
اضطُررتُ بأن أغادرْ ..
أهلاً بأمريكا
وداعاً أيها الشعب المُصاهِرْ ..
تحياتي لكل عاشق كعشق آمريكا…..
د. يحيى:
لا تعليق.
***
الثلاثاء الحرّ:
هل هذا وقته؟؟ لكنه هو الذى حدث!!
حديثان عن الحب!!
بدون اسم
دكتور يحيى هل يستطيع من لم يحب نفسه ان يحب الاخرين وان يدخل فى علاقة حب؟
بما احب نفسه من خلال حبهم له او ربما كره حبهم له لكره نفسه ؟ ربما يكون الحب فى هذا الزمان رفاهية ؟ ايحتاج حبنا لذاتنا الى قرار بحب النفس وقبولها يعنى لما احد يأمرنى ان احب نفسى كيف ذلك؟ أننى أجده صعبا جدا او مستحيلا:
ايغنى حب الله عن اى حب ؟؟ مع ان حب النفس هو اللى بيقربنا من ربنا الحقيقى كيف يكون ذلك ؟
د. يحيى:
– التفرقة بين حب النفس الإيجابى والأنانية صعب جدا
– حب الله الحقيقى يشمل حب النفس الإيجابى وحب الناس وحب الحياة بالمعنى الذى جاء فى الحديث غالبا.
أ. نجاة انصورة
السلام عليكم.ورد من قول حضرتكم بإن الاحترام هو جوهر أساسى فى الحب، والاحترام ليس له مظاهر معينة، وليس فقط من الصغير للكبير، لكنه عبارة عن حضور الشريك فى وعى المحب بتقييم إيجابى وعرفان، سواء كان ذلك فىحضوره أو غيابه جسديا، بصراحة أنا اعتبر الاحترام هو أرقى مراتب الحب ومن أشرف تجلياته… نعم متى فقدنا الإحترام يتلاشى الحب ويؤدي ذلك لنفور يجعل من الحياة بائسه وتفتقد للذتها بحيث لايمكن الإستمرار في كوننا يجب نتمسك بهذا الشعور لدواعي أخرى كالموقف الإجتماعي المنتقد لإنهاء أي علاقه حبيه تشاع في وسطه .. أعتقد بإن ذلك ما دفع بالكثير للإستمرار في علاقه بارده وآيضا بائسه لآننا لانمتلك القدرة على إعلان رفض علاقه تفتقد أو أصبحت تفتقد للإحترام والإعتراف بالآخر على كل المستويات للآسف.
د. يحيى:
كلما تكلمت عن الاحترام لم أستطع أن أشرح وجهة نظرى – بدرجة كافية – لكننى أرجو أن أكون قد نجحت ولو نسبيا فى حوار هذه النشرة بدرجة معقولة
أما الموقف الذى أنهيت به تعليقك فليس عندى تعليق عليه إلا أملى فى أن تراجعى تقييماتك برغم صحة كثير مما تقولين.
أ. نجاة انصورة
– الحب الحقيقي لا يدركه الزمن لكنه يدرك الزمن متى كان ملائما وحقيقياومشبع عند الحاجه إليه …ولادخل للسن به بل ربما العكس
آروع الحب هو ذاك المتزامن مع النضج المتكامل كما لايجب ربط الحب بآي مستوى من مستويات القدرة لآن ذلك تشويها له حتى لو كانت القدرة تعني ترجمة لهذا الحب في بعض مظاهره.
– الزواج عقد نكاح وليس عقد خدمه … هذا ماتعلمناه من الشرع ولانعمل به طبعا ….إنه عقد خدمه دون شك هذا الشائع لدينا والشائع منه تلك الآنواع الثلاته متزامنه مع بعضها لذلك ينكسر حبنا على صخرة الواقع … نحن بحاجه لآن نحب لآننا نمتلك قدرة الحب كونه قيمة عليا نشعر بها بعيدة عن كل غرضية وتشويه وأن تضل قيمة بحد ذاتها . وعلى ذلك ليس لدينا حب حقيقي ولو أعتقدنا ذلك.
د. يحيى:
وهذا أيضا يحتاج إلى قراءة ردى السابق، ربما بعد إعادة قراءة الحديث كله!!
****