نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 10-6-2016
السنة التاسعة
العدد: 3206
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
كل عام وانتم فى يقظة مناسبة
تحملون معنا قولا ثقيلا
وأمانة مرهقة
وأملا فاعلاً
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (55)
الجذور (2) الأطوار الثلاثة الأساسية لدورات المخ (1)
أولا: الطور النكوصى الإنسحابى <==> الكرّفـَرّى التوجسى (1- )
أ. أمير منير
المقتطف: “وإنما هو “طبيعى” طول العمر، طول الوقت، طالما يؤدى وظيفته الدفاعية فى الانسحاب للانطلاق عبر نشاط الإيقاعحيوى النمائى”.
التعليق: متى تكون هذه الوظيفة إمراضية؟
د. يحيى:
مثل كل الوظائف: حين تصبح عائقا لمواصلة الحياة، وحين يشقـَى بها صاحبها، وحين تهدد واحدية الذات بالتمزق والتفسخ، أو تندر بإيذاء الغير ….
أم ماذا يا أمير؟
أ. إسلام محمد
أنا بحس فعلا إن المرضي ومرضهم ما هو إلا تطور موجود لدي الطبيعين في الموقف البارانوي مثلا بس بيظهر بشكل ملحوظ عندهم زي ما يكونوا سبقوا الطبيعين في النمو بس قبل أوان مرحلة التطور.
فهل ممكن يا دكتور إستغلال تقدمهم في التطور لنقلة تجليهم فيما بعد بما يفوقون به غيرهم بدل المرض والبهدلة؟
د. يحيى:
المسألة ليست سبقوا الطبيعين أو لحقوا بهم، المهم هو أنه طور من أطوار الحياة له تجليات نمائية، وخبرات مرضية إمراضية، فالمرضى ليسوا أسبق من الأصحاء حتى لو بـَهـَرَنا مشروع بداياتهم، والجنون إبداع مجهض، وبديهى أن الجنين الذى لا يكتمل ليس كائنا حيا أفضل، وعلينا أن نحول دون الإجهاض بقدر ما نستطيع ومع ذلك فالفرصة دائمة متاحة لنقلةٍ تجعل محنة المرض هى هى فرصة إعادة ولادة بحق.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (50)
المقابلة الإكلينيكية (16) التاريخ العائلى (11)
بين الحركة والتشكيل والموسيقى والشعر (1)
د. نجاة أنصوره
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخيرورمضان كريم سيدي
* دائما ما كنت أتوقف عند مصادفتي “كلمة حركية الدماغ ” الأدمغه !
وأحاول أن أفكر بعكس المفهوم وأبرر “عدم حركيتها” إن كان هذا العكس الصحيح كالأتى:
– هل يمكن لحركة الأدمغة أن ” تسكت ” ولا يشترط أن تكون بهذا السكوت ميتة كأن تكون مثلا في بناء الهدم , أو في أطوار “التحديث ” أو أثناء إعادة تنظين نفسه ؟!
د. يحيى:
النبض عموما هو تبادل السكون والحركة، الامتلاء والدفع، جمع المعلومات وتشكيلها، هذا هو قانون الإيقاعحيوى العام، يتبدى فى نبضات القلب بآليه ميكانيكية لازمة ورائعة، كما يتجلى فى الدماغ/المخ بحركية إبداعية ليلا ونهارا.
د. نجاة أنصوره
– ألا يبرر كل ذلك حالات الفصام والجنون والهوس والبارانويا وغيرها من الحالات التي يكون الأقرب أن نضمنها لمثل تلك الحالات من السكون أو لنقل عكس “الحركية ” ؟!!! مما يجعلنا نعتقد بعلاجاتنا إنها ستؤدي وظيفتها فننكب على محاولاتنا المجتهدة كمعالجين بشئ من الأمل ؟!
د. يحيى:
ابتدعتُ مصطلح “السيكوباثوجينى” ليعنى نبضة إيقاعحيوى مُجْهَضة، أو جسيمة منحرفة، أو فاشلة مكررة، أما أن تجمعى الهوس، والفصام، والبارانويا فيما أسميتِهِ حالات السكوت فلا أوفق على ذلك، لأنها جميعا حتى الفصام السلبى نبضات جسيمة منحرفة وفاشلة.
د. نجاة أنصوره
– أعتقد إننا بحاجة لتسليط الضوء على ماهية السكون أثناء عمليات التحول أو أعادة البناء أكثر من التركيز على حالات التطور والإبداع للأمخاخ !
شكراً جزيلاً سيدي
د. يحيى:
أبسط وأوضح صور التبادل الحى النمائى هو تبادل نوابية الليل والنهار، والنوم الحالم مع النوم النقيضى (نوم الريم = نوم حركات العين السريعة = نوم الريم) علما بأن طور السكون ليس ساكنا تماما فهو نشاط تنظيم أقل حدة لكنه أساسىَّ وضرورى لإكمال الدورة، والتركيز على دور دون الآخر، أو أكثر من الأخر، غير مفيد إلا إن كنت تقصدين الكشف عن أهميته بنفس القدر وأكثر.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (51)
المقابلة الإكلينيكية (17) التاريخ العائلى (12)
بين الحركة والتشكيل والموسيقى والشعر (2)
د. نجاة أنصوره
* الموسيقى غذاء الروح ,,, إذ ما أعتبرنا الروح بمعنى الوعي ! وأنا أعتقد في ذلك وبعيداً عن المفهوم الديني للروح وقد مر بي من خلال إطلاعي الفلسفي الغير مواظب إنه قديما كان الملوك والسلاطين يجعلون من الموسيقى المقام الأول في سلم تعليم أبناؤهم لما لها من أثر قوي في توجيه الوعي والرقي بمستوى التلقي إلى أكبر درجة ممكنة .
د. يحيى:
يا ترى هل هذا إطلاع فلسفى أم تاريخى؟ وعموما فأين الآن مثل هؤلاء الملوك والسلاطين لو صحت نواياهم، الآن، ثم كم ندفع نحن الناس ثمن تعليم أبنائهم هكذا دوننا.
د. نجاة أنصوره
أعتقد إنها وفقا لما طرح بهذه النشرة يجب أن يتبعها توجيه للجانب العلاجي مباشرة وإدخالها منظومة العلاجات الداعمة لتحرر الوعي من مثبطات الروتين التي عايشها المريض واكتشافه لقدرات أخرى قد تسهم في المساعدة لتنظيم جديد لإدراكاته الحيوية .
شكرا جزيلا
د. يحيى:
المسألة لا تأتى بهذه المباشرة، فهى ليست مقرر دراسى يضاف إلى مواد العلاج، وإنما هى – كما تعلمين وشاهدتِ – رحلة تدريب واشراف ومتابعة تستغرق سنوات، بل العمر كله .
ويا تُرى.
******
الطبنفسى الإيقاعحيوى (52)
المقابلة الإكلينيكية (18) التاريخ العائلى (13)
“مراحل” دائمة الاستعادة، لا “مواقع” مفرطة الشحن
أ. عمر صديق
أستاذى العزيز
وصلني ان هذه المراحل في تكرارها خلال اليوم قد تأخذ الشكل التالي، نوم مرحلة شيزيد، ما يقضيه الشخص مع نفسه او ربه خلال اليوم هو بارانوي، واخيراً ما يتواصل به مع الاخر او الاخرين هو الاكتأبي وكأن الانسان وجب عليه عيش هذه المراحل في كل يوم لحصول برنامج الدخول والخروج بشكل فعال وبذلك نمو جيد مع العلم ان اي من هذه المواقف قد تتراجع او تتظافر الى الاعلى. بل حتى خطر لي ان في كل مرحلة من هذه المراحل قد تتداخل جميعا فيها مثال في النوم ممكن عيش الثلاث مراحل معاً. بارك الله فيك استاذي
د. يحيى:
بصراحة فرحت يا عمر بتعقيبك هذا، فهو اجتهاد مناسب على نفس النهج الذى أحاول من خلاله توصيل رسالتى، وإن كان لى تحفظ شكلى على استعمال مصطلحات شيزيدى/بارانوى/اكتئابى، وهى مصطلحات استعملتها سنين عددا ومازلت استعملها لكننى أتحفظ على أصلها المشتق من أسماء أمراض، لأنها أطوار طبيعية نابضة متناوبة، ولم أعثر على اسم بديل مختصر فى لفظ واحد لكل طور حتى الآن: انظر نشرة : الفرق بين “الموقع” و”الطور” و”الموقف”.
******
د. أميمة رفعت
شعرت بغصة و انا اقرأ هذه اليومية فقد ذكرتنى بأصدقائى الشباب من المرضى فى عيادتى و غيرهم من خارجها هذه الأيام و قد ” ألغوا ” الله من داخلهم أو أنكروه .
توقفت أيضا عند “الكيف” ولكن و أنا أتذكرهم خائفين من صورة الإله المرعب الغاضب التافه الظالم الذى صورها لهم و لأهليهم بعض من أساء فهم الإسلام تشددا سنوات وسنوات، ثم غضبهم و رفضهم لهذه الصورة (غالبا بعد الثورة) وأخيرا تراجعهم خطوة أو خطوات إلى الوراء ربما للنظر من جديد .. لكن للأسف وجدوا أنفسهم فى الفراغ لا يعرفون ماذا يفعلون ولم يتمكنوا من الوصول إلى ” كيف ” إعادة النظر.
ربما كان هذا هو المفتاح أن تبدأ النظرة منه و (أن ليس كمثله شىء)
د. يحيى:
منهج الكدح إليه، والاستهداء بنشاط كل مستويات الوعى بدلا من الاختزوال شبه المنطقى هو السبيل إلى التعرف على تصعيد المستويات دون تحديد تعسفى اختزالى لمن لا يتحدد، ومن يتحمل الغموض، ويحترم الغيب ويظل يواصل ، لن يخطىء الطريق مهما تعثر.
د. أميمة رفعت
أجدنى أحسدك يا د. يحيى (وأنا أمسك الخشب) على وضوح رؤيتك للإيقاعحيوى للأشياء فما يصلنى هو مجرد ومضات ألاحقها و أحاول الاحتفاظ بها بعناء .. أتمنى هذا الوضوح الجميل ، فهل ساصل إليه يوما ما؟ ربما لو تمكنت من تخفيف عقلنتى قليلا كما تقول لى، يسقط الحاجز بينى و بين هذا الوضوح.. ماذا أفعل إذا كانت عقلنتى هى درعى فى هذه اللحظة الذى يحمينى من شىء ما لا أميزه؟ علىَ بالصبر الجميل و تجديد الرؤية لله كلما تيسر .
د. يحيى:
الرؤية الواضحة يا أميمة ليست رؤية جيدة دائما، كما ورد فى الرد السابق، فالوضوح جدا ضد الغموض أصلا، وتحمل الغموض هو رؤية أخرى ليست بالوضوح الذى حسبت أننى أسير فى هديه، علينا أن نسبح فى يقين الغيب، وبين أمواج ربكة الحيرة المغلقة الدوائر، وبالتالى فالرؤية الواضحة ليست مزية دائما، بل هى دعوة للمراجعة، وما يلوح من نور هو غيب هادٍ “يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ”
******
رمضان: مقتطفات مؤلمة وإفاقة لازمة
أ. إسلام محمد
أنا مريض ذهاني ولا أصوم منذ 5 سنوات، ولكن بعد اللي سمعته وفهمته ده هصوم إن شاء الله …إيه اللي باقي دلوقتي لحضارة المصريين مش مشوه وملعوب فيه إلا الصيام.
د. يحيى:
الحمد لله
كل عام وانت بخير،
وحمدًا لله على السلامة يا شيخ!
رمضان كريم.
أ. هالة
تألمت واحسبنى فقت .
د يحيى كل سنة وحضرتك طيب وبخير رمضان مبارك بنور الله الكريم .
د. يحيى:
وانت ومصر وكل الطيبين الأقوياء بخير وعافية وعطاء وإبداع.
******
حوار/بريد الجمعة: (3-6-2016)
د. طلعت مطر
تنوية
المداخلة الأخيرة الجميلة ليست لى ربما كان خطأ مطبعيا.
انفصل دون ان ينفصل .. شهد علي نفسه
.. إلى
وتضحكون ولا تبكون .. وانتم سامدون .. فاسجدوا لله واعبدوا
د. يحيى:
شكراً للتصحيح
واعتذاراً بجهلى.
د. طلعت مطر
ولكن استطرادا لما سبق فإنى لاحظت أن معظم الفلاسفة الملحديين يكررون دائما كلمة our mother nature أو أمنا الطبيعة وكأنما هم يرفضون الله كشخص كما تصوره الأديان التى نسميها سماوية، وفى اعتقادى هذا ما تقصده سيادتكم باستحالة الإلحاد بيولوجيا فهم يؤمنون بقوانين التطور “والام الطبيعه” التى تصفها لنا الاديان بانها الله كشخص ربما من أجل التبسيط، وحين قرات الديانه الهندوسية وكذلك البوذيه لمْ أرَ انهم يرون الله كشخص وانما قوة أو طاقة كونية تحتوى الكون وان مآل الإنسان بعد عدة دورات أن يرتقى ويرتقى حتى يصير جزءا من هذه الطاقة الكومية بعد وصوله الى مرحلة النرفانا.
د. يحيى:
كلمات مثل “الفطرة”، و”الطبيعة” (الأم وغير الأم)، و”الوعى المطلق”، كلها كلمات رائعة وهادية، لكن لا يوجد تحديد مطمئِنٌ لمعالمها، وفى نفس الوقت لا يمكن إنكار فائدة استعمالها، على أن استسهال إحلالها محل “الله” باختزال هروبى هو الذى أحذر منه.
ويمكنك يا طلعت الرجوع إلى نشرات “الفطرة” (نشرة 30/9/2007) و(نشرة 1/10/2007) و(نشرة 4/11/2007) و(نشرة 6/11/2007) و(نشرة 26/11/2007) وربما نشرات “الادراك” (مننشرة 10-1-2012 إلى نشرة 10-3-2013) ، وأيضا “الوجدان” (من نشرة 6-7-2014 إلى نشرة 3-11-2014)، “والوعى” (من نشرة 3-5-2015 إلى نشرة 18-10-2015) وقد بلغت هذه النشرات آلاف الصفحات، ولا أعرف متى تظهر فى شكل ورقى.
د. طلعت مطر
وأخيرا فهل ترى ان الاديان كما يفهمها العامة تقربنا من الإيمان الحقيقى أم تحجب عنا الرؤية؟
د. يحيى:
لم أعرف ماذا تقصد “بالعامة”، فالدين عموما له تشكيلات وتصنيفات كثيرة مثل: “الدين المؤسسى” و”الدين الرسمى” ثم “الدين الشعبى”، و”الدين الأيديولوجيا”، وحتى الدين الشعبى إن كان هذا ما تقصده بدين العامة فهو ليس واحدا، فهناك الدين الشعبى الطقوسى، والدين الشعبى الخرافى، والدين الشعبى الاتباعى، والدين الشعبى العشوائى؟….الخ
بالرغم من كل ذلك فقد حاولت أن ألتقط ما تعنى وسأجيبك من منطلق آخر: فإنى أرى أن إيمان الأطفال وإيمان العجائز، وإيمان الطير هو أقرب إلى الإيمان الحقيقى إن كنت تعنى ما تراءى لى أنك تعنيه.
شكراً.
د. رجائى الجميل
هذه الفقرة التالية ظهرت في بريد الجمعة منسوبة خطأ غير مقصود طبعا الي د. طلعت مطر لذا لزم التنويه
من:… انفصل دون ان ينفصل .. شهد علي نفسه
إلى: .. وتضحكون ولا تبكون .. وانتم سامدون .. فاسجدوا لله واعبدوا
د. يحيى:
شكراُ وقد اعتذرت للابن والصديق د.طلعت مطر وتأكدت من خطئى وجهلى، وفرحت بتلمذتى.
*****
(الإيقاع الحيوى)
د. رجائى الجميل
من ادرك الحياة .. لا يدركه الموت .. من ذاق عرف .. الميت يخرج من الحي
كي تخلد الحياة .. نحن ذرة في اكوان .. خلقنا لنستفيق .. ندرك .. لا نتلاشي
اما الزبد فيذهب جفاء .. واما ما ينفع الناس .. فيمكث في الارض.
لا تجزع .. فمثلك لا يموت.
من ادرك سر الوجود .. سر الحياة
يخرج من جسده الي آفاق .. الآفاق
الجسد هو وعاء الاداة … يدرك … تتركه .. لتبدأ .. لتكمل .. رحلة الخلود
د. يحيى:
والله على ما نقول شهيد.
*****
عــام
أ. دينا شوقى
كل سنه وحضرتك بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم اعاده الله على حضرتك وعلى الخلق اجمعين باليمن والبركات باذن الله امين
د. يحيى:
وانت بالصحة والسلامة.
أ. هدى احمد
كل سنه وحضرتك طيب رمضان كريم
اعادة الله وعلى الاسره الكريمه بخير
د. يحيى:
وعلى مصر بالخير والانتاج والإبداع،
وكذا على كل “مصرِ” طيب.