“نشرة” الإنسان والتطور
12-12-2008
السنة الثانية
العدد: 469
حوار/بريد الجمعة
أما قبل:
عزاء واعتذار
للأسف، لم أتابع الحادث فى حينه،
حالت ظروفى أن أتابع بريدى الإلكترونى فى الفترة الأخيرة كما ينبغى،
لاحظت بعد مضى وقت غير قليل أن هناك من الزملاء الأفاضل من يطمئننا على أ.د. أميرة سيف الدين، وأن حالتها تتقدم إلى أحسن، وأنا لا أعرفها شخصيا وإن كنت سمعت عن حماسها ونشاطها وعلمها كل ما هو واعد طموح،
ثم فتحت أخيرا هذا البريد الحزين من الزميل د. ملهم زهير الحراكى من سوريا وهو ينعى زميلات وتلميذات أ.د. أميرة، المرحومات د. دعاء حبيب، د. دينا، د. مارى. ويسأل الله للأستاذ الدكتورة أميرة تمام الشفاء،
إذن فهو الموت يتربص بنا دون تفسير أو استئذان
إذن فهو الفقد يحرم بعضنا من بعضنا، دون تأمين أو تعويض
إذن فهو القدر يلعب كما يشاء، وعلينا أن نحترم قواعد اللعبة، مع أننا لا نعرف لها قواعد
لم يعـِدنا أحد بالخلود،
ولا هو مطلب جيد (فى هذه الدنيا)
ففيم المفاجاة؟
الموت حق،
لكن الفقد صعب
ولا كلمات تفيد
فلماذا العــزاء؟ وفيم التقصير؟
يا ترى:
فيم كانت تفكر مارى وهى عائدة إلى أهلها،
وفيم كانت تتحدث دعاء مع دينا،
وكيف كانت أ.د. أميرة فرحة بهن وبنفسها معا
نعم، أشعر بالتقصير، مع أننى – كما ذكرت- لا أعرف أيا منهن
كما أننى يقينا أعرف أن الكلمات لا تفيد
فماذا يفيد؟
إذا كانت هى معركة وجود ضد عدم،
فليكن الموت، كما تصورنا ونحن نحاول أن نتصالح معه، حتى من خلال ما تناولناه به فى هذه النشرات، فليكن هو ذاته أزمة نمو أخرى، وليست أخيرة،
إن لم يكن الموت كذلك للفرد (مع أنه عندى كذلك) فليكن كذلك، للجماعة، جماعة البشر
لا شىء يقال للأهل يخقف ألمهم أو يهون جزعهم،
ولا شىء يضاف لمشاعر الزملاء والزميلات الأفاضل الذين عرفوهن أكثر،
ففقدوهن أكثر
كل ما نملكه ونحن ما زلنا أحياء – غالبا – ولا نعرف من كل ما حدث إلا ما حدث،
هو أن نحسن فهم وحمل مسئولية الدعوات الكريمة فى مثل هذه الظروف ، ونحن نردد:
“اللهم لا تحرمنا أجرهن،
ولا تفتنا بعدهن،
واغفر لنا ولهن”
لكن كيف؟
بأن نحسن انتماءنا للحياة أعمق،
وأن يدفع من يقدر دينه لمن لا يستطيع
وأن نستلهم الموت لتكون الحياة كما أرادها الله لنا ، وبنا،
فلنحترم الفقد،
لكن لا نستلم للعدم
ولله ما أخذ
وله ما أبقى
وهو مع الصابرين
الفاعلين
الحاملين أمانة من رحل، ومن بقى، ومن يأتى بعدنا أبدا.
يحيى الرخاوى
والآن إلى بعض ما نشارك به فيما هو حياة
فقد زاد الحمل بفضل الله
وعظة الموت
فالحمد له أولا وأخيرا
*****
البريد
مقدمة:
لأنه أسبوع العيد، فالبريد خفيف خفيف، ليس بالضرورة نتيجة لآثار العدوان المعـِدى،
أعاده الله علينا بما يحب ويرضى، ونستحق
طيب، إذا كنا لا نستحق لأننا لا نفعل ما يجعلنا نستحق
فما العمل؟
لكن بأى حق نضع نحن له حدود رحمته وفضله
دعونا نعمل فورا حتى نستحق
وكل عام وأنتم بخير
****
حالات وأحوال: كهلٌ “عربجى” يعلمنا (1)
بعض ماهية: العلاقة بالموضوع، والقدرات المعرفية
د. عمرو دنيا
وصلنى أنى ما زلت كل يوم أتعلم من المرضى أكثر بمئات المرات مما اقرأه فى الكتب ومازلت اكتشف كل يوم خبرات معايشة أعتقد أننى لن أجدها فى أى مكان كما أنى أرى أنى سأظل تلميذا لمرضاى مهما كبرت.
د. يحيى:
تصور يا عمرو أنه بقدر فرحتى بما وصلك هكذا، خفت ألا نكون قدر تلك المسئولية، إذا كنا نتعلم من مرضانا فعلا، فنحن مدينون ليس فقط لهم، ولكن علينا أن نوصل ما تعلمناه إلى كل الناس، ليس لكى نقيهم من المرض فحسب، ولكن لنعرف من نحن، وربما لماذا نحن، وكيف نحن، لعلنا نستطيع أن نسهم فى إيقاف ما يلاحقنا من اغتراب ويهددنا من تراجع.
د. عمرو دنيا
مش عارف يا د. يحيى وصف الشخصية قبل المرض فعلا شخصية مضادة للمجتمع ولا إيه، ولو ماكانش هو النوع ده، إمال يكون إيه ؟!
د. يحيى:
من حيث المبدأ ، لا يوجد ترادف بين من يخالف القانون، ومن يسمى الشخصية ضد المجتمع، قد تخالف القانون ولا تكون كذلك، وقد تكون كذلك وتكون أذكى من أن تخالف القانون، لقد ذكرتُ فى قراءتى للحالة أننى لا أتفق مع ابنتى ساندرا، التى قدمت الحالة، فى هذا التوصيف، فلا هو صحيح، ولا هو مفيد، فعم عبد الغفار كان له مجتمعه المنتقَى، ولم يكن ضده أبدا، هو كان مستثارا دائما، مندفعا، كارا فارا، حذرا مهاجما ، وكل هذا ليس “ضد المجتمع”، فيما أرى.
****
حالات وأحوال: العلاقة بالموضوع والقدرات المعرفية (2)
العربجى “النمر” والشارع: غابة الكر والفرّ.
د. محمود حجازى
مش فاهم وأرجو توضيح معنى “مسارا جدليا صحيحا”؟
د. يحيى:
التعبير صعب، عندك حق، لكنه والله العظيم هو ليس منظرة، ولا طق حنك.
هو المسار الوحيد الذى أعرفه لتطور البشر أساسا، وربما تطور الحياة برمتها،
الحكاية هى أننا إذ ننمو نحتوى ما قبلنا من أحياء وتراكيب، لا نلغيها ولا نتجاوزها، نحتويها بالتبادل (الإيقاع الحيوى)، وبالتناسب، وبالجدل، وهذا الأخير هو الآلية التى تصنّع مما يبدو أضدادا، أو مراحل حياتية متنافرة، تصنع من كل هذا كيانا جديدا قادرا على مواصلة النمو بنفس الجدل، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا لا يتم فى حالة الكيان البشرى إلا فى حضور “آخر” يسلك نفس المسار معنا وبنا وضدنا، فهو التحدى الملقى فى وجه البشرية، والتى لا تلوح ملامح نجاحه حتى الآن بقدر كاف،
يا ترى هل أوضحت أم زدت الأمر غموضا؟
أشعر أننى زدته غموضا.
د. عمرو دنيا
وصلنى أنى أول مرة آخد بالى إن ممكن العلاقة بالموضوع أيا كانت العلاقة، وأيا كان الموضوع هى فعلا بمثابة تحصين ضد التدهور المعرفى لدى الإنسان، وأنه مش لازم تكون تمارين ذهنية أو أنشطة معينة للحفاظ على هذه القدرات المعرفية.
د. يحيى:
هذا صحيح، لكن العلاقة بالموضوعات البشرية أصعب، لأنها تمارس نفس المحاولة معك كموضوع، وعم عبد الغفار كانت علاقته بالشارع “ناسا وحركة ويقظة وكرا وفرا”، وهذا هو ما حافظ عليه.
د. محمد سيد
هل تتفق معى أن كلمة الموضوع فى المصطلح الانجليزى object relation من الممكن استبدالها بكلمة (الكائن) فتصير الترجمة (العلاقة بالكائن ) فالكائن هذا قد يكون إنسانا أو موضوعا حيا أو غير حى ،وبهذا نحقق كونه كيانا منفصلا
د. يحيى:
لا ..، لا أتفق معك، عذرا.
أ. رأمى عادل
بداخلنا آخر، عالق، مستهجن، يتواري خلف نواته، فتسعفه سدته المحكمة، لا يتسرب وقوده. هذا الآخر الذي هو نحن: قد اعتبره الزمن، او الجوع، فلا تزيده وحدة عم عبد الغفار الا ضراوه وفتكا، لكن علاقه صميمه قد يغدو بها هذا الاخر السام بلسما.. شافيا.
د. يحيى:
نصف تعليقك الأول معقول،
أما التجريد اللاحق لما هو بداخلنا على أنه الزمن، أو الجوع إلى آخره، فهذا ما لا أقصده عادة، ولا أوافق عليه كثيرا، الزمن، والجوع وما إلى ذلك بداخلنا أيضا، لكننى حين أقول أن ثم آخرا بداخلنا أقصد كيانا حقيقيا متحركا كامنا جاهزا قادرا …إلخ
أما نهاية تعليقك فهو أيضا معقول
* * * *
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (25)
الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى/الأخلاقى
د. محمود حجازى
وصلنى أن الفرق بين الموقف العلاجى والموقف الشخصى الأخلاقى لا يكون واضحا تماما كما ظهر فى عرض الحالة إلا من خلال المناقشة مع مشرف كبير، ……، أو فى مراحل متقدمة من الممارسة مع وجود مراجعة دائمة من خلال المعالج لمسيرته وطريقته فى العلاج.
د. يحيى:
هذا صحيح، ثم إن مشكلة الأخلاق، وقد قدمنا لها فى هذه النشرات منذ وقت باكر، نشرة 15-10-2007 (من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن)، ونشرة 16-10-2007 (من ملف الأخلاق بحث علمى شعبى)، هى مشكلة لم تحل أبدا، ألم يعتبر دبليو بوش نفسه حامى حمى الأخلاق وممثل الخير عبر العالم، ألم يصنف كل من خالف فكره، ولم يخنع لتهديد سلاحه شريرا، بالنسبة لنا نحن أغلب من الغلب، خاصة بعد أن تحكم فى مسألة الأخلاق من لا يشتغل مع نفسه وربه بالقدر الكافى.
الوقت ضرورى فعلا قبل أن نتصور أننا نستطيع أن نميز الموقف الشخصى من الموقف العلاجى،
ناهيك عن أن نلتزم ظاهرا وباطنا بالموقف العلاجى (ما أمكن ذلك).
أ. زكريا عبد الحميد
المقالة ذكرتنى بما سمعته من أعوام قريبة فى اذاعة لندن(ال بى.بى سى)، عن كيف أن 40 فى المئة من المصريين فوق سن ال40 يعانون من مشاكل صحية (الرجال تحديدا) فيما يخص المسألة الجنسية
د. يحيى:
أنا لا أثق فى هذه الأرقام المجردة ، قد تكون أكثر، وقد تكون أقل، وأحذِّر دائما من أن نستقى معلوماتنا عنا من وسائل الإعلام حتى لو كانت الـ BBC، وبينى وبينك، أنا لا أثق أيضا فى أرقام ما يسمى البحوث الانتشارية عندنا، فالعينة غالبا غير ممثلة، والأسئلة مباشرة، فمن أين تأتى المصداقية؟
أ. زكريا عبد الحميد
المقالة ذكرتنى كذلك بالفترة التى – شرفت ولا أقول عانيت من وعكات نفسية- فيها بالانخراط فى جلسات العلاج الجمعى – من الخارج- فى المنوات وكيف أن حضرتنا كان )عايز امضاء من سلطة ما بأنه عيان( + أن حب الاستطلاع كان الموقف الأبرز أو المهيمن على العلاج.
د. يحيى:
أنا شخصيا أعانى كثيرا من وعكات نفسية، لماذا هذه المبادرة بالنفى، ثم إننى أتحفظ ضد الحكم بأن حب الاستطلاع هوموقف مهين فى ذاته، هو قد يكون كذلك إذا كان على حساب التغيير ، ونحن لا نملك أن نعرف إن كان ثم تغيير قد تم من خلال هذا الاستطلاع أم لا، فالمسألة قد تأخذ شهورا أو سنين حتى نتبين هذا من ذاك،
أنا لست ضد حب الاستطلاع لأنه منبعث من الدهشة التى هى أصل المعرفة، أنا فقط ضد التوقف عنده،
ينبغى أن يكون الخطوةالأولى للمسئولية اللاحقة على كل من يسمح لنفسه برؤية الجديد جديدا.
د. على الشمرى
هذه الست يبدو انها تقول جزءا من الحقيقة، وتتهرب من اجزاء أخرى ولهذا نفترض ان هناك بعض المواضيع التى يجب التطرق اليها مع المريضة مثل:
1- هل عمل الزوج وغيابه عن المنزل نسبيا ساهم فى تفاقم المشكلة؟
2- نحن لانعلم ماهو موقف الزوج من سلوكيات الزوجة؟ هل يشك فيها ؟ فربما يفقد الزوج الرغبة فى الجماع اذا شك فى ان زوجته تخونه ، وربما تحمل كل مايجرى من اجل الأولاد لاحبا فى بقائها فى البيت، ربما يكون هذا هوالحال.
د. يحيى:
يا صديقنا يا دكتور على الكريم، لقد بينت مرارا الفرق بين باب “الإشراف عن بعد”، وباب “حالات وأحوال”، فى الأول نحن لا نناقش إلا النقطة التى يثيرها السائل، وقد نسأل سؤالا أو اثنين بما يسمح به الوقت، الإشراف كله يجرى فى نصف ساعة كل ثلاثاء من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الساعة الثامنة فى مستشفى دار المقطم، ويوم الأربعاء فى نفس الوقت تقريبا فى قصر العينى، وتعرض عادة فى كل جلسة (نصف ساعة) حالتين أو ثلاثة، والهدف منه هو توضيح نقطة أو أكثر متعلقة بسؤال محدد، وبالتالى ، إسمح لى أن أقبل كل الاحتمالات والتساؤلات لتى ذكرتها سيادتكم، والتى ساوردها لاحقا دون تعليق، علما بأننى لا أوافق على ما وصلنى من أغلبها، ثم أحيلها إلى الزميل المعالج لعله يستبين الأمر ويستفيد منها.
د. على الشمرى
3- ما الذى استجد وجعلها تستفيق من نومها العميق وتكتشف ان الزوج بشع وقبيح ولا يطاق بعد هذه المدة الطويلة ؟ أم أن سوء العلاقة بينهما جعلته فى هذه الصورة؟
د. يحيى:
يحوّل السؤال إلى الزميل المعالج
د. على الشمرى
4- أليس من الجائز ان تكون الصورة معكوسة؟ أى انها اكتشفت ان زوجها على علاقة فى امرأة اخرى ؟ او انه زير نساء؟ وان ذلك بالنسبة لها كان صدمة كبيرة على مستوى الوعى فهربت فى مجاهل اللاوعى للبحث عن حلول غير توافقية لإعادة التوازن ولكنها تتألم من تأنيب الضمير مما جعل العلاقة غير المشروعة ليست كاملة.
د. يحيى:
يحوّل السؤال إلى الزميل المعالج، بعد شكر الدكتور على
د. على الشمرى
كل المعلومات المتوفرة حاليا من مصدر واحد هى الزوجة فقط ولا ادرى هل يوجد مصدر آخر الأولاد مثلا؟ ربما د/عونى فكر بذلك. أعتقد اننا اذا امطنا اللثام عن هذا الجانب المظلم او الجهة العمى ربما نتوصل لوضع خطة علاجية مجدية.
د. يحيى:
يحوّل السؤال إلى الزميل المعالج، مع الشكر
د. نعمات على
سيدة متزوجة وتجرى مكالمات تليفونية مع أشخاص لا تعرفهم وتذهب للراجل فى بيته ولا تنام معه كيف؟ طبعا عارفة إنى لازم أصدق كلامها ، بس يمكن مع توثيق العلاقة بينها وبين المعالج تظهر حقيقة آخرى، ثم كيف يرضى الراجل اللى هى تعرفه بذلك ولاينام معها؟ أريد معرفة معلومات أكثر عنه؟
د. يحيى:
من قال أنك لا بد أن تصدقى كلام المرضى على طول الخط، ثم برجاء أن ترجعى لردى حالا على الصديق الدكتور على الشمرى، وأنت لا تحتاجين إلى توضيح الفرق بين باب الإشراف عن بعد ، وبين حالات وأحوال، فأنت تساهمين بشكل مباشر فى “الإشراف عن قرب“، كما سيرد فى بقية تعقيبك حالا.
د. نعمات على
بصراحة أنا عندى نفس المشكلة، عندى عيانة لها نفس المشكلة تقريبا، ولما عرضتها على حضرتك قلت لى نفس الكلام تقريبا، ففكرت فى موقفى الشخصى والأخلاقى وتعجبت من تقبلى لما تفعل، ولكن مع الوقت اكتشفت أن التقبـّل لابد أن يكون مشروطا بعدد معين من الجلسات، نقف بعدها وقفة مع المريض أو المريضة، ونعيد التعاقد ثانية على شروط جديدة، بس أهم حاجة تكون العلاقة بين المريض وبين المعالج فيها ما يكفى من صراحة، وأن تشعر المريضة بأن المعالج يشعر بالاحاسيس الخاصة بها.
د. يحيى:
صحيح
أ. محمد إسماعيل
إمتى أعرف أن ده موقف أخلاقى مش موقف علاجى؟ وليه ده مايبقاش موقفى شخصيا، هو مش كل معالج بيعالج بوجوده وباللى عنده؟
د. يحيى:
أظن أن الرد فى اليومية لم يحسم هذا الأمر بشكل جازم، وقد أوصى المشرف بالاستعانة بكل مستويات الإشراف، كما أكد على أن تكون مهمة الطبيب هى التطبيب، بمعنى فك الإعاقة، وحفز النمو، ويا حبذا منع النكسة، وهى مهمة تختلف عن مهمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى يقوم بها غيره بكفاءة على مسئوليته،
أم أن المعالج بيعالج “بوجوده”، فهذا صحيح، لكننى لمحت سؤالا لم تسأله أنت، لكنه خطر على بالى من خلال تساؤلاتك، وهو : ماذا يكون الموقف لو أن منظومة المعالج شخصيا تسمح بمثل هذه التصرفات وتعتبرها أخلاقا متينة وتمام التمام؟
أنا لا أريد أن أرد على سؤال طرحته أنا، لكن لنتذكر معا أنه سواء كان المعالج متزمتا، أو منطلقا، فكلاهما موقف شخصى، والنهى عن تداخل الموقف الشخصى مع الموقف المهنى يسرى على الإثنين ، وحكاية بيعالج بوجوده، لا تعنى أن نفتح الباب على مصراعية لتأثير وجوده هذا مهما كان نوع وجوده، هناك عوامل كثيرة جدا تشكل هذا الوجود الذى لا يصح أن يقتصرعلى موقفه الشخصى كفرد، من ضمنها الثقافة الخاصة والعامة، واللحظة التاريخية، والبعد الطولى لما يترتب على احتمال الخلط بين مستويات المواقف وبعضها،..إلخ
أ. محمد إسماعيل
متى ممكن أرجع فى الشروط اللى حاططها لعيان علشان يكمل؟ يعنى هو لو ما عملش إيه ممكن أرجع فى الشروط؟
وبالنسبة لليومية وصلتنى بس برضه العنوان مختصر
د. يحيى:
المهم أنها وصلتك، أما العنوان، فلا بد أن يكون مختصرا، إن ما يعيب العنوان عادة طوله لا إيجازه،
ثم نرجع لحكاية متى أرجع فى الشروط…إلخ ؟ والإجابة كما تعرفها غالبا، هى أن المسألة شديدة المرونة، وتختلف من حالة لحالة، ومن معالج لمعالج، وكثيرا ما يعجز المعالج عن تحديد وقت بذاته لإعادة النظر فى الشروط، وفى هذه الحالة يكون للإشراف دور مفيد جدا، لكن يظل المعالج مسئولا أولا ، والقياس بصفة عامة هو بمدى الضرر، وحجم المضاعفات، وسوء استعمال العلاج لأغراض غير علاجية (تبريرية مثلا)، وكل هذا متروك لخبرة المعالج ومهارته (مع الإشراف ما أتيح ذلك)
أ. إسراء فاروق
حاسة إنى عندى صعوبة فى أنى افصل فصل حقيقى بين موقفى العلاجى وموقفى الشخصى فى كثير من الأحيان .. وبصراحة لما باحاول أعمل كده باحس بلخبطة، وباحس إن اللخبطة دى واصلة للعيان .. ومش عارفة أعمل إيه؟
د. يحيى:
أشكرك على هذه الأمانة، وأرجوك أن تقبلى فكرة أن تصل لخبطتك للمريض، لأن المريض يقبل منا ذلك، بشرط ألا يكون اهتزازا أو ربكة، اللخبطة بمعنى الحيرة الأمينة يشاركنا فيها المريض، وكثيرا ما يسهم فى حلها معنا.
ثم إن محاولاتك الواعية شىء طيب، لكنها ليست كل ما هناك، فأنت ما دمت مستمرة فى التدريب والعلاج فالنمو، وتحاولين على كل المستويات التى تعرفينها عن نفسك، والتى لا تعرفينها، فإن هذا هو المهم، الاستمرار والأمانة والوعى والآخرين (الإشراف والمريض) جديرة بأن تشحذ خبرتك كل يوم أكثر فأكثر.
أ. إسراء فاروق
أنا يا د. يحيى فى الحالة دى بدوّر على موقفى كمعالج مش عارفة ألاقيه ، فى حين أن موقفى الشخصى حاضر فى ذهنى كويس .. وده بيخلينى قلقانة؟
د. يحيى:
بينى وبينك، وليس فينا من زعل، لا أحد منا يعرف موقفه الشخصى الحقيقى، إننا نعرف ما نسمح لأنفسنا أن نعرفه، (حاضر فى ذهنى!!) وهذا هو غاية الممكن، أما ما نتطور إليه ونحن نتعلم، وهو موقف شخصى أيضا قد يكون كامنا فينا من الآن، فهو أمر آخر
أرجوا الا أكون قد زدتك قلقا.
أ. هالة حمدى
وصلنى من النشرة أنى كنت هابقى قلقانة من مسألة الوقت اللى أنا باقعده معها (المريضة) من غير ما أغير أى شىء، وكنت برضه مش عارفة هاتصرف إزاى؟، وساعتها كنت هاعمل برأى حضرتك فى إنى أستنى لحد ما يكون فيه علاقة جامدة بينى وبينها، وساعتها حادّيها حرية الاختيار ما بين إنها تسمح لى بمساعدتها أو إنها ما تجيش لىّ تانى.
د. يحيى:
هذا تقريبا ما جاء فى المناقشة، ومعظم التعقيبات.
أ. هالة حمدى
فيه حاجة كده انتبهت لها، وهى إن المريضة فعلا ممكن تكون مستعملة د. عونى علشان تتحط تحت بندا إنها مريضة، وده حايسندها أو ممكن يخرجها فى وقت الخطر (الفضحية)؟
د. يحيى:
مش ضرورى الفضيحة، فالخطر يأتى من داخلها مثلما يأتى من خارجها
د. مدحت منصور
“عشان أنا ما ينفعش أكمل عيشتى كده .. أنا عايزة أعيش عيشة نظيفة .. أنا مش عايشة”
اللى وصلنى إن السيدة دى عايزة الطلاق وهى مش قادرة تاخد القرار ده , ورشة خياطة و محل حلاقة وسنترال إلخ يعنى مستوى مادى أعتبره عالى , شمال الصعيد يعنى ضغط اجتماعى – رمت جوزها وخمس عيال عشان لا مؤاخذه تشوف مزاجها- مش عارف إن كان فيه حاجة من الأملاك بإسمها, لا أظن إن الصول البرم يغلط الغلطة دي, بعد الطلاق ستقيم عند الأب أو الأخ محددة الإقامة غير مرغوب فيهاإلى أن يأتيها عدل آخر ربما يتم الضغط لتقبله.إذا دعنى أتخيل , أحلم أن”ساعات بابقى عايزة أنزل على دماغه بإيد الهون … أنا لو أضمن إن لو قتلته مش هادخل السجن .. لو حد يضمن لى خطة محكمة ما فيش وراها أدلة… هاقتله” أتخلص منه.يظن البعض أن السيدة إذا كانت لا تطيق الرجل ستفارقه مهما كانت النتائج , لا أظن ففى بيئتى مشاكل مشابهة تصل أن السيدة لا تطلب الطلاق لأسباب مادية و اجتماعية منها خوفها من لقب مطلقة الذى تخشاه الكثير من السيدات هنا فى طنطا.
هذه السيدة تبحث عن أشياء أتيح لها البعض منها إلا الحب فقبلت بالمتاح لحين إشعار آخر فى صفقة تشعر بها لذلك هى واعية أنها لا تحبه
د. يحيى:
لم أفهم ماذا تريد يا مدحت بعد كل هذا، هل عندك اعتراض على ما دار من نقاش فى الإشراف؟ هل تريد أن توعينا أكثر؟ ماذا تريد؟
د. مدحت منصور
أنت تقول للمعالج : ” إنت يابنى عشان تعرف موقفك الدينى والأخلاقى بتشوف إنت تقدر ولا ما تقدرش، هاتتجاوز ولا حاتحكىّ، خللى بالك، لما بنقرب على الدين والأخلاق، والفرق بين القدرة وحقيقة الامتناع والمسئولية، الحكاية بتهرب مننا فى اللا شعور جامد، إحنا بشر غلابة، الحكاية صعب فعلا.” أرجو من حضرتك تفهمنى أكثر أنا بأحاول أفهم بس محتاج شوية توضيح
د. يحيى:
على ما أذكر، كان ذلك ردا على المعالج وهو يقول أنه شخصيا موافق على ما تفعله هذه السيدة من الناحية الأخلاقية، أو شىء من هذا القبيل، كنت أريد أن أنبهه أن موافقته هذه لم تُختبر، وأن المريضة لم تحضر لطلب هذا الموافقة المشكوك فيها، إذا هو لم يقس بها منظومته شخصيا،
أنا يا مدحت الآن أكتشفت خطئى فيما قلته، لانه لا ينبغى أن نقيس موافقتنا من عدمها بمنظوتنا نحن ، ولكن علينا أن نقيسها بمصلحة المريض، شكرا أنك نبهتنى لما ينبغى أن أراجعه هكذا.
د. مدحت منصور
أخيرا مشكلتى أنا بعد إذن حضرتك لما تركت منظومة الدين و الأخلاق فى تقييم الناس و النظر من خلالها وحملتها داخلى فى نفس الوقت حصل إنى ما قدرتش أرفض حد عشان خطيئته و فى نفس الوقت احترت هو الناس بتعمل كده ليه ؟ و فيها قصص مشابهة لقصة الست دى و فى نفس الوقت بقول فيه سبب أو أسباب أو حتى مبررات إنهم يعملوا كده و فيه ناس يمكن التمست لهم أعذار و اتهمت نفسى اتهامات أبسطها إنى شيطان أخرس وأقصاها … حاجات مش و لا بد, أنا الحقيقة مش هاممنى الاتهامات قوى بس مش عارف أعمل إيه .. حقيقى محتار.
د. يحيى:
بصراحة وصلتنى أمانتك، وأرجو أن نقرّ معا أن المسألة ليست سهلة، ويمكن أن ترجع إلى النشرات الأولى منذ أكثر من عام وقد تناولنا فيها بشىء من التفصيل هذه المشكلة، مشكلة الأخلاق، نشرة 15-10-2007 (من ملف القيم والأخلاق فى مصر الآن)، ونشرة 16-10-2007 (من ملف الأخلاق بحث علمى شعبى)، ونشرة 17-10-2007 (لغة الطبقة “البيئة”، والقيم اللاأخلاقية فى الأمثال الشعبية) دون الوصول – طبعا – إلى حل حاسم.
أ.رامى عادل
يمكن الزوجه ظمآنه بحق وحقيقي، هى بذلك ليست فى حاجه لان تبتل،
أن نارها المؤججة لن تبرد إلا أن تعطى لزوجها القعيد، رغم أن إعاقته تحول دون ذلك.
واغلب الظن أن الامل فى تلبية نداء هذه المرأة مبعثه إحاطة الطبيب وصدق احتياجه
د. يحيى:
فهمت الجزء الأول، وهو صعب تحقيقه،
أما التالى فلم أفهمه.
ماذا تعنى بتلبية نداء المرأة، وكيف يكون مبعثه إحاطة الطبيب وصدق احتياجه.
يا خبر !!! نسيت أنك الصديق رامى، أنت شاعر تحتفظ بأغلب المعنى فى باطنك يا رجل.
****
يوم إبداعى الشخصى: حوار مع الله (3)
أ. أنس زاهد
نتخطى المعرفة إلى العرفان لكى نصل إلى مرتبة المشاهدة – الشهادة..
المعرفة إبنة العلم ، والعلم إبن القانون وأسيره ..
العرفان منفلت .. متفلت .. لا يخضع إلى سلطة ولا ينسب إلى أب ..
العرفان محطة ليس لها طريق يمكن اتباعه ..
الطريق إلى المحطة هو المحطة ذاتها .. والمحطة طريق، لا طريقة . المحطة طريق نستجلى ملامحه التى لا
ملامح لها ، ونحن نسير وقوفا ..
لا يمكن أن نشاهد دون أن نتوقف، ولا يمكن أن نتوقف إلا اذا استجبنا لغواية التأمل ، ولا يمكننا أن نتأمل دون أن نواصل المسير إلى الإمام أو الإقلاع إلى الأعلى .. ولكن دون حركة.
المشاهدة حالة من السكون النشط
د. يحيى:
اطمأننت حين أضفت صفة النشاط إلى السكون فى نهاية تعقيبك.
عموما، فقد تملكنى حذر من ميلك إلى التأمل، وترجيحك المحطة على الطريق،
نعم لابد من محطة حتى نواصل الطريق، وليس هناك تفضيل بينهما، المحطة هى فاصل بين طريق وطريق، أو هى وقفة على الطريق لنواصله، هذا هو أساس فكرتى أو نظريتى كلها عن دور الإيقاع الحيوى فى حفز حركية النمو،
كل وحدة من وحدات الإيقاع الحيوى النابضة تتكون من طور للاستيعاب (لعله هو السكون النشط) يعقبه دور البسط (التشكيل النشط أيضا) وهكذا، إن كنت تعنى هذا، يزول حذرى.
قبلت ربطك العلم بالقانون، قد يكون العلم ابن القانون،
لكننى لم أقبل ان تكون المعرفة ابنة العلم، المعرفة أشمل وأعم
ربطك العلم بالقانون مهم، خاصة وقد بلغ من جمود بعض مقدسى العلم أنهم احتكروا المعرفة، فأصبح العلم دينا كاملا له كهنوته الجامع المانع لكل ما عداه من قنوات المعرفة والكشف والمشاهدة
شكرا
د. على الشمرى
فى موضوع الحوار مع الله الحديث ذو شجون هو حديث لا يحتاج إلى وسائط خاصة وأدوات معينة ولا إمكانات محددة. فقط يحتاج الى النية والصدق لانك تستطيع ان تكذب على ما شئت من المخلوقات، ويمكن إن تنجح بذلك إلا مع الله سبحانه وتعالى لانه يعرف مالا تعرف ويدرك مالا تدرك وفى هذا الموضوع العظيم موضوع الاتصال مع الخالق لابد من الإشارة الى العوالم الثلاثة وهى المعرفة والشهادة والغيب
د. يحيى:
شكرا دكتور على، فأنا أوافقك على كل تلك المقدمة
لكن توقفت عندما بدأت تشرح المفاهيم باللغة السائدة.
لغة النفرى هى لغة شديدة الخصوصية، حتى أن النص الذى توحيه إلىّ كلماته يكاد يتلامس معها لا أكثر، وهو لا يفسرها، ولا يتوقف عندها،
لست متأكدا إن كان يحق لى أن أستأذنك فأرفض نشر بقية تعقيبك الذى عرّفت فيه علم المعرفة، وعلم الشهادة، وعلم الغيب، لأنها تعريفات تقليدية جيدة، لكن ليس لها علاقة، لا بلغة النفرى، ولا باللغة التى أستعملها أنا فى قراءته،
ومع ذلك فقد تراجعت عن تجاوزى حقك، وسوف أثبت بقية تعقيبك آملا أن يقبل القارئ هذا التنويه الذى أقدمه حالا وهو يقرأه حتى لا تختلط الأمور.
د. على الشمرى
احب الاشارة إلى هذه العوالم الثلاثة وهى المعرفة والشهادة والغيب للتذكير فقط ويقال ان
1- عالم المعرفة: هى مجموعة حقائق ومعلومات صحيحة فى حقل او مجال معينة يعرفها او جزء منها من يعرفها وفى الغالب المعرفة جزئية قال تعالى \” ومااوتيتم من العلم إلا قليلا\” لكن الله سبحانه وتعالى على علم وإطلاع تام بها والبشر على حسب اجتهادهم يكون نصيبهم منها .
2- عالم الشهادة: وهى تختص بمعرفة المجهول عن طريق الشواهد كارتفاع نسبة بخار الماء فى الجو مؤشر قوى او شاهد على وجود المطر وتكوين الغيوم قبل وجودها ومعرفة هذا العالم يختص بها الله سبحانه وتعالى وبعض العلماء الذين يختصهم الله بذلك واذكر ان جدل قد اثير حول معرفة جنس الجنين وثار لغط حول ذلك حيث معرفة ذلك من اختصاص الله سبحانه وتعالى وعندما رجعت للآية الكريمة لم اجد ان ذلك مقصورا عليه فقط \” ويعلم مافى الأرحام…\”: ولم يقل بعدم إمكانية معرفة احد من خلقه سبحانه وتعالى.
3- عالم الغيب: وهو عالم هائل ومزيدا من الأسرار وأسرار الاسرار واسبابها ومسبباتها فهوخاص بالله سبحانه وتعالى ولا يعلمه إلا هو فمن الغيب ما نجهله فى ذواتنا والعالم الخارجى غير المتناهى بأرقامه الفلكية فماذا يكون الحوار مع اللهسبحانه وتعالى وفى أى من العوالم أجدى؟
د. يحيى:
سبق التنويه
شكرا
د. محمد أحمد الرخاوى
المعرفة والغيب
احتجب الغيب ليكشف
فيومض اطيافه
فيغشى السدرة
ثم يحتجب
لنكدح اليه
فلا يوجد
الا اذا صدق اليقين
باللا سوى!!!
واللا نهاية
المعرفة يقين الوقفة
تنتهى بالظن بالمعرفة!!!
تدور الافلاك فى مداراتها
اذا ثبتت الوقفة
وما أصعب ثباتها
الى ان نلاقيه
د. يحيى:
الحمد لله أنك لم تشجب كل ما عدا ذلك هذه المرة
شكرا
أ.رامى عادل
لا تتملك منى الشهاده إلا مكالمه/لا تكون فرقانا الا بوقع صداها/ تغرب وجها غائبا غائما غامضا غاضبا.
د. يحيى:
أوافق
أ.رامى عادل
اخيرا وليس آخرا: كل عام وحضرتك بخير. أنا أعمل موظف أمن فى متجر لشركة اتصالات والأشياء معدن.
د. يحيى:
وانت بالصحة والسلامة،
ألف مبروك
****
تعتعة: عن “القرار” ودعمه، بين الإرادة والمعلومات 1-3
د. عمرو دنيا
ربنا يكتر من القرارات ويزود الدعم ويكتر المعلومات ويبارك فى المراكز، وربنا يرزق عبيده، ويجعله عامر.
د. يحيى:
الموضوع لم يكتمل، ولا تؤاخذنى يا عمرو إن أنا لم أبتسم لتعليقك
د. هانى مصطفى
الحكومة الآن تفكر فى سحب الدعم المصروف على السلع الأساسية، فلا أصدق بالطبع نيتها فى دعم القرار خاصة كونه سلعة غير أساسية؟
د. يحيى:
وهذا التعليق أيضا رفضته، فأنا لم أعد أرحب بهذا النوع من السخرية، أنا آسف، لك كل الحق، وأنا أيضا لى حقى.
عموما لك ولعمرو، للموضوع بقية وبقية، ويمكن مشاهدة برنامج العاشرة مساء كله الذى تناول الموضوع بالموقع فقد نزل صوتا وصورة. (استطلاع نتائج مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول مستوى القيم).
أ. رامى عادل
ربنا موجود.
د. يحيى:
غصبا عنهم