نشرة “الإنسان والتطور”
30-8-2010
السنة الثالثة
العدد: 1095
يوم إبداعى الشخصى:
حكمة المجانين: تحديث 2010
19 – عن الجنون (2 من 3)
(727)
إذا أصر المجنون على جنونه، برغم الفرص الحقيقية المتاحة، فحظيرة الموتى تنتظره دون تحنيط أو بعث.
(728)
فى القديم كانوا يقسون على المجنون خوفا منه وتعذيبا له
أما الآن فقد نقسو عليه “حبّا حازما” ليكتمل بما أهمله من نفسه، ليتحمل معنا مسئولية اختياره: ونحن نحترم قدراته جميعا لعله يعيد الاختيار ونحن بجواره.
ثم ينطلق يثرى وجودنا بالتكامل معه: وفاء لدين عليه.
ياليت !!!
(729)
بعض المبدعين يرفض الزيف بممارسة الهرب فى أنانية الجنون، بعض الوقت، ثم يواصل الإبداع لكن حذار من الردّة تحت جنح ظلام حجرات العقل السطحى وسراديب جوع الوجدان الملتبس.
(730)
شرطان لابد أن يتوفّرا حتى يمكن اتخاذ “قرار” الجنون: العمى الكامل، والوحدة المطلقة، والأخير ألزم من الأول.
فإذا انكسر الجدار… وتعرّى المسار، ظهر صانع القرار مخرجا لسانه، مع أنه يهدم المعبد على الجميع، وهو فى مقدمتهم.
(731)
لا يظهر الإنسان متعددا فى نفس اللحظة إلا فى الحلم أو الجنون… أو على طريق الإبداع.
(732)
الدفاع عن الجنون لايعطى للتدهور شرعية، ولكنه يحاول أن يوظف احترام التجربة، لمواصلة السير إلى إيجابيات مآلها.
(733)
شيطان التدهور يستعمل حلاوة الأطفال لتبرير النكوص، ثم تتوقف المسيرة عند اعتمادية رضيعية رخوة، لا نحتملها حضانة العلاج أحيانا.
(734)
إن أشجع خطوة يقوم بها المجنون هو أن يكمل المسيرة على أرض الواقع دون أن يتراجع إلى اغترابه، أو اغترابهم.
(735)
ياليت الإنسان المنشق على ذاته يستطيع أن يعيد التصالح مع جذوره.. دون أن ينفصل عن فروعه.
(736)
المجنون أقل إيذاء وخطرا من السليم الأعمى،
وعدوان المجنون أسهل ضبطا لأنه فى متناول المواجهة لأنه صريح معلن غالبا.