نشرة “الإنسان والتطور”
14-2-2011
السنة الرابعة
العدد: 1263
حقوق الإنسان الأوْلى بالرعاية
تتفجر من جديد فى ميدان التحرير
المرة الوحيدة التى ذهبت فيها إلى ميدان التحرير كانت ليلة الجمعة الجميلة الأليمة، وصلت بعد العشاء، ووسع الجميع لى (الناس والحكومة!!) بقولهم “إتفضل يا حاج” طوال اختراقى الجموع والحواجز، كنت أبتسم للقب “الحاج” وأنا أشعر أننى أصغر منهم، شعرت أنها ليست ثورة شباب برغم أنها قامت بفضل هؤلاء الشباب.
بصراحة كانت كتلة متماسكة من جموع هذا الكائن البشرى الرائع المسمى “الإنسان”، فما بالك إذا أضفنا إليه كلمة “المصرى” احتراما للتاريخ ثم للحاضر، كتلة كأنها تخرج من وراء كابوس وغيامات الإلغاء و الإهمال والتهميش و الطنـْبـَلةْ (التطنيش!!)
شعرت أن هؤلاء الشباب بتلقائيتهم الجميلة قد أطلقوا الأطفال من داخل كل الناس،
أطفالا بمعنى: الفطرة والكرامة والطزاجة والدهشة ،
وليس بمعنى الاعتمادية واللامسئولية والاحتياج والزنّ
*****
وجدت فى ديوانى “سر اللعبة”
فى قصيدة “الطفل العملاق الطيب”
ما يناسب المقام مع تحديث بضع كلمات:
…….
لكن الشق إمتد
من داخل داخلنا الأبعد
لا لم يظهر بعد
لكن لابد وأن يظهر
وكما كان الصخر قويا صلدا
وكما كان الصنم مُهابا فخما
سوف يكون الصدع خطيرا فاحذر،
وليحذر ذلك أيضا كل الناس
……
لن ينجو أحد من هول الزلزال
إلا من أطلق للطفل سراحه
كىْ يضعف … أو يخطئ … أو يفعلها
لن ينجو أحد من طوفان الحرمان،
إلا من حلَّ المسألةَ الصعبةْ،
أن نعطىَ للطفل الحكمةَ والنضجْ،
دون مساسٍ بطهارتهِ، ببراءتهِ، بحلاوةِ صدقهْ،
أن نصبح ناسا بسطاء، …. فى قوة،
أن نشرب من لبن الطيبة سر القدرة،
كىْ نُهلك – جمَـعًا – غول الشر المتحفز
بالإنسان الطيب
هل يمكن؟؟
هل يمكن أن نجعل من ذاك الحيوان الناطق :
إنسانا يعرف كيف يدافع عن نفسه..
ببراءة طفل،
وشجاعة عملاق لايتردد… فى قول الحق،
بل فى فرضه؟
تلك هى المسألة الصعبة.
……..
لكن كيف؟
……
……..
سأقول لكم كيف:
بالألم الفعل،
والناس الحب
ينمو الإنسان:
إنسانا أكمل،
يسعى نحو الحق القادر
مثلَ الأوّل …. مثلَ الآخِر
والقمّة تمتـد إلى ما بعد الرؤية.
ثم إنى رجعت إلى أراجيز الأطفال التى كتبتها من سنوات قليلة فوجدت أن أغلب ما يطالب به شباب التحرير وأطفاله من كل الأعمار قد أوصيتُ الأطفال أن يتمسكوا به لنكمل مشوارنا كما خلقنا الله
لكن يبدوا أننا تنازلنا عن أغلب هذه الحقوق فى غفلة من الوعى، أو لعلهم سرقوها فى الظلام فلم نُخْطَر بها أصلا ونحن فى ذهول الاعتمادية والتأجيل والانتظار !!
وها هى أغنية “الحقوق” كما شاهدتها رأى العين فى ميدان التحرير بعد كتابتها بسنوات، أنشرها حتى لو كان قد سبق نشرها (لا أذكر) لكنها تجددت بفعل الثورة:
حقى انا بحق وحقيق: إنىِّ خلقة ربنا
يبقى مش من حقى أفرّط فى اللى خلانى: أنا
بس ده مش حقِّىْ وحدى
ما هو عندك زى عندى
حق كل الناس يا ناس،
هوّا حقى.
………..
إن ظلمتَكْ: يبقى انا ظالمْ لِنَفسى
هكذا نَبّهنى حسّى
يعنى عقلى التانى لاَخْضر
مش بعقلى الكمبيوتر: “يِجْمع أكتر!!
واللى يغلب، يبقى أشطر..!!!!”
آنا حقى ، وانت برضه ، مثلي خالص
إنى اكون ويّاكْ وفاهمْ،
… وانت باصِصْ
حقى إنى أعيش كما ربى خلقنى
مش تشكلنى بغباوتك غصْب عنى
حقى أقول كل اللى عندى
حقى ما اتقرطسشى “هندى”
*****
أنا حقى أكون ياخويا محترم
ماتْسِجِنْشى جوّا شكلى واترِسِمْ
*****
حقى أتشعْطر، وأَرْجعْ أنسجـِمْ
يعنى اسيب نفسى ولكنْ: أرجع أتْلَمْلِمْ والِمّ،
قصدى: نَطّ وفط ومْحاولهْ وغلطْ: فرْح وألَمْ
…. بس برضه محترم
*****
حقى كل ما اخلـّص انـّى أبتدى
حقى إنى لمّا أغلط ْ أهتدى
*****
أنا حقى آخذ الفرصة واعـبّــر
أنا حقى أعيدْ نَظَرْ، وارجعْ أفكّر
*****
“فهمى أسباب ما حصل”، يمكن يفيد،
… بس يفضل حقى أبدأ من جديد
*****
حقى إنى أكون بنى آدم وبسْ
حقى إنى زى ما بافكّر، أحسّ
*****
حقى إن يكون صحيح “أنا ليّا حق”
مش هبهْ من حد أو حتة ورق.