“نشرة” الإنسان والتطور
15-2-2008
العدد: 168
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
البريد اليوم متنوع متقطع، أغلبه تلقائى، وبعضه جزء من محاولة “التدريب عن بعد”، وقد أشرت إليه سابقاً فى يومية 1-2-2008 (كنظام بريد الجمعة)، لذلك سوف نرد الفقرات مستقلة عن بعضها البعض بشكل أو بآخر.
ملحوظة:
….. حتى التعقيبات التى لم تَذْكُر اليومية المعنية، وضعنا لها رابط بحيث يمكن الرجوع إليها.
****
د. جمال التركى: 6-2-2008 (الإشراف على العلاج النفسى: تنشيط حركية النمو أثناء العلاج إلى أين؟
المقتطف
يحتاج هذا الإشراف فى هذه المهنة، وربما فى أى مهنة أخرى، إلى أربع سنوات كحد أدنى، ثم يستقل المعالج بنفسه ليصبح الإشراف انتقائيا، وبأساليب متنوعة
د. جمال التركى:
أتفق معك ما لأهمية هذه المراحل الأربعة فى تكوين المعالج النفسي، خاصة “المرحلة الأولى” ولعلى أضيف ضرورة إجراء “اختبار نفسي” و”مقابلة نفسية” مع المرشح لهذه المهنة/ الصنعة ( الطب النفسى والعلاج النفسي) نظرا لخصوصية هذا التخصص، إنه فى حاجة إلى شخصية متماسكة تتوفر فيها مجموعة من المواصفات، أهمها التوازن النفسى والشخصية المتوافقة مع الذات إضافة إلى صحة نفسية سليمة، وذلك حتى نجنب الاختصاص من لا تتوفر فيه المؤهلات الدنيا لممارسته، حماية للمهنة وللمترشح ذاته.
تحضرنى فى هذا الصدد أمثلة لمآس عديدة كان فى الإمكان تجنبها لو قمنا بدراسة نفسية المترشح وسماته الشخصية، قبل السماح له بولوج هذا التخصص. أذكر فى هذا الموقف “الانتحار الفظيع” لزميل لى فى الدراسة الجامعية (سنة أولى تخصص) عندما أدرك حقيقة إصابته بـ”الاضطراب الثناقطبي”، فى إحدى انتكاسات الاكتئاب الجسيم كانت نهايته المفجعة أن ألقى بنفسه أمام عجلات القطار وأخر انتحر فى (سنة ثانية تخصص) بعد إدراكه حقيقة اضطرابه النفسي، وحتى نحمى أيضا هذا الاختصاص من الشخصيات المضطربة الذين يكونون عادة محط تهكم المحيطين بهم والذين يعزون اضطراباتهم إلى أنّ ممارسة هذا الاختصاص “تؤدى إلى الجنون” حسب زعمهم… ويحضرنى أيضا هنا قول أحد المرضى، و كان قد عولج من قبل عند زميل عرف عنه بعض الإضطرابات السلوكية والوجدانية “لا أدرى من منا المريض هل أنا أم الطبيب”.
أؤكد إننا فى حاجة إلى تحديد محكات ومواصفات واختبارات نفسية خاصة بالمترشحين لهذا التخصص حتى نتجنب بعض المآسى و نحمى الاختصاص ممن لا يقدر على ممارسته حيث يسيئون إليه عن غير قصد.
د. يحيى:
دعنى يا جمال أشكرك أولا، فهذا النوع من المداخلات هو الذى يثرينى، لأنك تقتطف جملة بذاتها، أو فقرة بذاتها، وتقول رأيك فيشجعنى على الرد تحديدا، ثم إنك توافقنى، ولا توافقنى، فأطمئن، وأراجع، فيضاف إلىّ وأستفيد، بما يتيح لى فرصة إكمال عرض وجهة نظرى، أو تعديلها.
بالنسبة لموافقتك على هذه المدة فأنا أشكرك، لكن يا أخى بالله عليك دعنا نتذكر أن مدة التدريب والإشراف هى ممتدة طول العمر، أنا أستفيد من إشرافى على أبنائى وبناتى بقدر ما يستفيدون، وعندما بدأت أنشر بعض عينات الإشراف، أدركت مدى ما يصلنى منهم، ولسوف أشرح بالتفصيل لاحقا معنى الإشراف الذاتى، وأيضا كيف يكون المريض مشرفا على الطبيب (كما فعل كثير من مرضاى معى)، وسوف تصدقنى كيف أن أبنائى وبناتى يشرفون علىّ أثناء إشرافى عليهم، بشكل أو بآخر.
نرجع مرجوعنا إلى الجزء الثانى من رأيك وهو ضرورة إجراء “اختبار نفسى” و“مقابلة نفسية” مع المرشح لهذه المهنة/الصنعة (الطب النفسى والعلاج النفسى) نظرا لخصوصية هذا التخصص، فمن حيث المبدأ يبدو ذلك اقتراحا معقولا، أما من حيث الواقع وإمكانية التطبيق فخذ عندك:
1- فمن ناحية، أنت تعرف أن أغلب الاختبارات النفسية لا تقيس إلا نتائجها، وبالذات هى غير صالحة لا للتشخيص ولا للتكهن بالمآل.
2- ثم أننا مجتمع ليس فيه معايير موضوعية، وبالتالى لا يمكن الاطمئنان إلى “المقابلة الشخصية” وعندى أمثلة فظيعة حتى فى مجال تعيين وكلاء النيابة فالقضاة، فقد أتيحت لى الفرصة أن أشارك فى برنامج تدريبى لمساعدى النيابة، ووكلائها لمدة سنوات، وإذا بى أفاجأ أثناء التقييم بأن أغلبهم تخرّج فى الليسانس بتقدير مقبول دفعة نوفمبر (أى بعد التخلف) (وكنا نعرف أن تقدير جيد جدا هو أقل تقدير يجيز الترشيخ) فسألت زملائى المستشاريين فأخبرونى بأن ذلك لأنهم أبناء مستشاريين تمّ اختيارهم بعد المقابلة الشخصية،
كذلك رحت أحذر المرة تلو المرة من اقتراح الاعتماد على الاختبارات النفسية والمقابلة الشخصية لدخول الجامعة بعد الثانوية العامة حتى لا نفاجأ بأن أبناء أساتذة الطب قد حلت عليهم مواهب التطبيب من سن السادسة، أما أبناء أساتذة الهندسة فمن صغرهم يحبون لعبة الميكانو اسم الله عليهم …. إلخ، صدقنى يا جمال هذا هو ما سيحدث فى أى مجال أو فى مجالات أخرى كثيرة.
الخلاصة: أننى أرى أن المهم ليس هو كيف بدأ المتدرب، ولكن المهم هو إيجاد آلية لتقييم هل يتقدم أو يتأخر من خلال التدريب، وأنت تعلم أن التنبؤ بنمو من يتصدى للعمل بهذه المهنة الصعبة أو تطوره من خلالها أو تجمده بسببها لا يمكن البت فيه بشكل مسبق يدعو للطمأنينة
ثم إن الذى يعانى أو عنده استعداد لمرض نفسى خاصة فى المرحلة التى أسميها أزمة مفترق الطرق Cross roads crisis قد يكون أقدر على النمو وفهم المريض من حيث المبدأ، فإذا أتيحت له الفرصة أن يستوعبه مجتمعٌ صحيحٌ وبتدريب مسئول، وإشراف مستمر فإنه يكون معالجا أفضل من زميله الذى بدأ سليما مرسوما جدا حتى يمكن وصفه بالتشخيص الجديد “فرط العادية” Hypernormality وهو نمط يصلح لأى عمل إلا الطب النفسى. هذا المرسوم جدا والعادى جدا، المتزن تماما: “تنبو الحوادث عنه وهو ملموم” فكيف يتقمص الحركة العشوائية والتفسخ ليلمه ويلم نفسه معه؟.
البديل: الذى أتصوره احتراما لرأيك، هو التأكيد على جدية التدريب، وموضوعية المتابعة وتكرار التقييم، وبالتالى أرى إتاحة الفرصة لمن يشاء أن يتصدى للمسئولية على أن تتحمل المؤسسة والمسئولون بها مسئولية الفرز الطبيعى، فكما تعلم المهنة تنتقى شاغلها بقدر ما هو يختارها (فى الظروف السليمة)
أما المصائب والكوراث الشخصية التى ذكرتها فى مداخلتك، فهى حقائق مؤلمة، لكنها أيضا واردة فى كل مهنة، والمجتمع المهنى السليم قادر على رصدها ويمكن أن يمنع تفاقمها بالوقاية المناسبة فى الوقت المناسب.
المصيبة يا جمال ليس فيمن يفشل وينسحب أو ينتحر، ولكن فيمن يستمر وينجح فيبدو متماسكا جدا وهو يخفى إمراضية كامنة بداخله، ويروح يستعمل مرضاه مَسْقَطا لمرضه Folie imposé أى يمرضون نيابة عنه،
وكلما عَلتْ وظيفته وزاد نجاحه زاد خطره
****
د. أسامة عرفة:10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
الجمود كف للحركة
التناثر حركة فى اتجاه واحد
المحصلة فى كلاهما صفر
د. يحيى:
لم أفهم يا أسامة كيف يكون التناثر حركة فى اتجاه واحد، الأرجح عندى أنه حركة عشوائية مفتِّتة متفتته فى كل اتجاه، وفى أى اتجاه.
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
الجمود فرط الحركة الضامة
د. يحيى:
رأيى أن الحركة الضامة لا تكون جمودا إلا إذا بلغ فرطها اندفاعاً أن تتداخل أجزاؤها فى بعضها البعض فتعاق فتتجمد، أما الحركة الضامة حول فكرة غائية محورية تمتد وهى تتجمع حولها الأجزاء لتوليف محتمل، فمهما بلغ فرطها فهى كدح إلى الواحدية لعزف سيمفونية الكون الممتدة إلى وجه الحق تعالى.
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
الفصام فرط الحركة التناثرية
د. يحيى:
الفصام يا أسامة ليس بالضرورة فرط الحركة، حتى لو كانت تناثرية، فالفصام السلبى –مثلا- هو خمود الحركة كما تعلم، أحيانا ما أراه رمادا بعد الحريق
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
الموت حركة أكثر وعيا، هى حركة بنائية حركة فى اتجاه واحد، لكنها غير الفصام، إذ أنها حركة لمستوى وجود أخر و ليست تبعثراً فى نفس المستوى، لايجوز تشبيه الجمود والفصام بالموت فالموت حياة وليس عدما؟
د. يحيى:
بصراحة عندك حق
جاءت كلمتك هذه فى الوقت المناسب تدعم محاولاتى الأخيرة لتصنيف الموت، أو قل لتصنيف استعمال كلمة “موت”.
لقد تراجعت مؤخرا بعد أن رحت أعامل الموت مرة باعتباره وعىٌ بين الوعيين، ومرة باعتباره نقلة بين الوعى الخاص والوعى العام، ثم إنى عدت أميز بين الموت السكون، والموت الفقد، والموت العدم، والموت الوعى (وهو أقرب إلى ما ذكرتَ أنتَ الآن من حيث أنه ليس عدما)، وعندى فى هذا كلام كثير أؤجل تفصيله الآن، لكننى سوف أرجع إليه إلتزاما، ثم إنك تعرف سنى يا أسامة، فأجد نفسى وأنا أقترب من هذه الخبرة بشكل حثيث أتساءل: ماذا بعد كل هذا؟ ماذا إذا ما دخلت خبرة الموت ووجدته غير كل ذلك، بصراحة، حتى الآن، لا أجدنى أفزع من احتمال اكتشافى خطئى فى كل ما ذهبت إليه، تصور يا أسامة؟! ربنا يستر.
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
فى حين أن الجمود والفصام توقفُ، إلا أن الموت هو حركة فى اتجاه، وإن ظهرت لنا توقفا بحساباتنا شبه المحدودة للزمن والإبداع أو قل للحياة
د. يحيى:
مرة أخرى الفصام ليس جموداً بالضرورة، هو تعتعةٌ فتفكك، فمَلْخ، فتباعد، فتفسخ فتشظٍّ، فتناثر، كل ذلك فى اتجاه سلبى، فهو ليس فرط ولا تناثر فقط، وهو ليس توقفا بالضرورة إلا فى نهاية المطاف، لا تنسى التفرقة بين مرحلة اشتعال الحريق، ومرحلة الرماد بعد الحريق، حتى هذا الرماد لا يصح أن نستسلم لظاهره فقد يكون تحته جمر قابل لاطلاق الطاقة من جديد
أنا معك ألا نقرن الموت بالفصام اللهم إلا إذا كنا نعنى الموت الجمود أو العدم
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
وكما علمتنا سيدى: الحياة هى فن الحركة بين الضام والمتناثر أو قطبى الضم والتناثر
د. يحيى:
.. لقد أصبح الإشكال لدىّ الآن يا أسامة هو أن أدرب نفسى أنا ومن يثق فى تجربتى، على تحمل مثل ذلك جنبا إلى جنب مع احتواء التناقض ألماً وإبداعاً متحركا طول الوقت، وأنت تعرف مدى صعوبة كل ذلك.
د. أسامة عرفة: 10-2-2008 الموت والجنون والإبداع
وما نبض القلب (نبض الحياة) إلا حركة بين هذين القطبين دونما الوصول لأحدهما
د. يحيى:
أوافق على أن هذا هو نبض الحياة، وليس نبض القلب تخصيصا، فما نبض القلب إلا النموذج الظاهر المحدد تشريحيا وفسيولوجيا للإيقاع الحيوى الذى لا يقتصر مفهومه على نبضات القلب التى هى النموذج الرائع للإيقاع الذى يشمل كل شئ (وكل حركية جدلية نشطة).
د. أسامة عرفة: 12-2-2008 صعوبة الحياد وضرورته
كثيرا ما يصلنا تعليق من مرضانا أن مايصلهم منا ليس ما نقوله بل ماهو نحن ويردف بعضهم أن ما وصله مما هو أنا كان العامل الفارق فى عملية التغيير،لا بد أن نعى حدود حيادنا حتى لا يصبح هو أيضا دفاعا معوقا، خصوصا أن المريض غالبا ما يكون كاشف اللعبة و يسيبك غرقان فى الحياد و ياخد منك اللى هو عاوزة برضه.
د. يحيى:
الله ينور بصيرتك أكثر، لكن على الله زملاؤنا يصدقون، وأرجو أن يكون جمال معنا هنا.
د. أسامة عرفة: 12-2-2008 صعوبة الحياد وضرورته
أقول لمن يتدرب لدىّ: حين تحترم عريك أمام مريضك وتَقبل كشفه لك، سوف تسهل السكة عليك وعليه
مرضانا بيقرأونا زى ما احنا بنقرأهم وأحيانا أوضح من قراءتنا لهم
من أين يأتى الحياد و نحن عرايا أمام مرضانا/ أساتذتنا
… فى تدريب زملائى الأصغر لما ألا قى معالج مكتف وصلب شوية أزنقه مع مريض وأقوله تعرف تبقى أمه؟ يتخض ويقوللى إزاى؟ أقول له ترضعه ثم نكمل حسب التساهيل مع زميلنا المتدرب
د. يحيى:
أشكرك يا أسامة، وأصدقك وأفرح أنك تدرب الأصغر، فقط أقول لك من خبرتى حاسبْ: “واحدة واحدة عليهم” أو كما كان أبى يقول لى“رفقا بالقوارير”.
****
د. كريم شوقى: 9-2-2008 الشعور بالذنب فى السياسة والحرب
…. انا ماقرتش كتاب الأمير لميكافيلى بس واثق انى لو قريته حلاقى انه قال انه من شروط الحاكم الذكى هو عدم الشعور بالذنب…مش برضه الغاية تبرر الوسيلة…و لو ان السيناريست وحيد حامد كان له رأى تانى فى فيلم معالى الوزير لاحمد ذكى حيث اصاب معاليه الأرق والكوابيس جراء ذنوبه…
د. يحيى:
بصراحة يا كريم أنا لا أذكر فيلم معالى الوزير تفصيلا، أما كتاب الأمير فهو ليس درسا فى النفعية فقط، ولكنه درس فى واقعية بشعة.
حين صدر الحكم ببراءة المتهم فى حادث القتل الجماعى فى بنى مزار، بعد أن تفضل زملاء أمناء بإثبات أنه ليس به مرض عقلى يخليه من المسئولية، جاء الحُكْم ليؤيد الترجيح الذى ذهبت إليه فى مقابلة إعلامية سابقة عقب الحادث مباشرة، ثم دعيت إلى مناقشة الحكم على الهواء لمتابعة ما سبق أن أبديته من رأى، وإذا باللواء الذى رسم ظروف القبض على المتهم يتداخل هاتفيا ويصر على التشكيك فى حكم المحكمة وشجبه، دون مراعاة لقداسة الحكم أو إشارة إلى أساليب استئنافه، واحتد النقاش وأنا أحاول أن أحول بينه وبين تجريح القضاة لإثبات موقفه، وهو “ليس” “هنا” أصلا، فظللت لعدة دقائق أقاطعة قائلا “أتمنى لك نوما سعيدا، أتمنى لك نوما هادئا، يا سيادة اللواء أرجو أن تستطيع أن تنام الليلة..الخ”، أقول ذلك وأنا أتصور – كما رسم وحيد حامد – أن هذا التنبيه له أثر فى إبلاغه رسالةً ما، أعنى أن يقلقة موقفه هذا فيحرمه من النوم، ولكننى حين عدت تلك الليلة إلى بيتى وجدت أننى أنا الذى لم أنم من فرط انزعاجى للسهولة التى يتعاملون بها مع القانون والأرواح، والتى تحتاج إلى قدر من تبلد المشاعر لم أستطع مجرد تصوره.
****
د. أميمة رفعت:9-2-2008 الشعور بالذنب فى السياسة والحرب
ربما لو شعر الظالم بالذنب لكفانا الله شره وظلمه و لانتهى الأمر. ولكن ماذا عن شعور المظلوم بأنه ضحية ، ثم يعجبه الحال فيظل ضحية مدى الحياة ،يجتر قصته اجترارا، فيبكى على نفسه ويرثى حاله، ثم يستجدى الرثاء من الآخرين، فيحصل على مراده مرة بعد مرة، ثم تبوخ القصة بأكملها فيدير له الجميع ظهورهم، و يصبح عنده حينئذ قصة جديدة كضحية منبوذه يحرمها الجميع حقها فى الحياة…
فى خضم تقمصه الضحية يتوقف عن التفكير وعن الفعل و عن الحياة و… يتجمد.
ألا نرى هذا النموذج على مستوى الدول كما الأفراد؟ مع الفارق، فعلى المستوى الدولى هو مثير للإشمئزاز لأنه ربما كان متعمدا !! أما الأفراد فيحتاجون المساعدة، بل ان مساعدتهم واجبة.
هل وجدت هذه الحالة حظها لديكم فى سر اللعبة؟
د. يحيى:
لا أظن أن ذلك جاء فى ديوانى “سر اللعبة” تحديدا، ولكنى أذكر أننى تناولت هذه القضية بشكل مباشر ديوانى فى “أغوار النفس” حين قلت:
هوّا انا ممكن أقْتِل إلا اللى اختار قَتْلُهُ؟
تبقى جريمة عاملها اتنينْْ
كل جريمة عاملها اتنينْْ
ذنب المقتول زى القاتل،
أصله استسلم.
وأعتقد أنى سأعود إلى ذلك كثيراً وأبحث عنه أيضا فى ديوانى سر اللعبة وشرحه فى السيكوباثولوجى.
****
أ. ياسمين:9-2-2008 الشعور بالذنب فى السياسة والحرب
إنتحارك يا د.يحيى نيابة عنهم قد ذكّرنى بالمسيحية… وبموت سيدنا عيسى ليغسل ذنوب البشر
… أيضا أرى أنك تحاول أن تتقمص ليس المرضى وأولئك الطغاة فقط، ولكن نحن أيضا… ولكن كيف يمكنك تحمل كل هذا… كل هذه الآلام؟
.. و لا عجب أننا لا يمكننا تحمل آلامك… أو حتى رؤيتها…
د. يحيى:
شكراً يا ياسمين ولكن دعينى أصارحك أننى مع احترامى لمشاعرك رفضتُ فكرتك، وربما موقفك.
أنا لم أفهم أبدا هذه الفكره المسيحية، مع أننى تصالحت مع أفكار مسيحية رائعة أخرى اتسع بها أفقى مثل أن الله واحد فى ثلاثة أقانيم، ومثل التناغم فى الملكوت، ومثل ألا نضع طعامنا أمام الخنازير فإنها تدوسها، أما حكاية أن فردا يتعذب ليغسل ذنوب الآخرين فأنا لم أتصالح معها أبدا
نهاية التعتعة التى تشيرين إليها كانت بالنسبة لى الجزء الأهم وقد فرحت أنك التقطيها، فى حين غابت عن كثيرين، كل الحكاية أننى حين تقمصت هؤلاء المجرمين مع عجزى أن أتقمص بلادتهم وموت مشاعرهم مما يحميهم من رؤية أو تحمل تبعة ما يرتكبون، حين فعلت ذلك لم أستطع أن أكمل الحياة بكل هذا الخزى والألم.
يبدو أنه لكى يكون الواحد قاتلا لابد أن يكون متبلداً أولا.
****
أ. محمد غنيمى:9-2-2008 الشعور بالذنب فى السياسة والحرب
سئلت مدام \”أولبرايت\” -وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة- فى مقابلة تليفزيونية ، عن استقالة اثنين من مفوضى الأمم المتحدة ، مسئولين عن تنسيق برامجها فى العراق ، وهما \”دنيس هاليداي\” و \”هانز فون سبونيك\” ، وكلاهما قدم استقالته لأنه لم يستطع أن يحمل على ضميره وزر وفاة نصف مليون طفل عراقى راحوا ضحية نقص الغذاء والدواء، بسبب الحصار الذى فرضته الولايات المتحدة -باسم الأمم المتحدة- على العراق ، فأجابت قائلة بالحرف: \”ربما أنه ثمن غال كما تقول، لكننا نرى أن الهدف الذى نطلبه يساوى ذلك الثمن وأكثر منه\”!أرأيت يا دكتور يحيى إلى أى مدى تشعر هذه الليدى الرقيقة بالذنب على قتل حكومتها لنصف مليون طفل؟!!
د. يحيى:
رأيت، رأيت جدا، وياليتنى مارأيت.
هيا لا نتوقف عند الألم، هيا نحول دون التمادى فى ذلك.
أ.محمد غنيمى:10-2-2008عن الموت والجنون والإبداع
هل نكره الموت لأننا نجهله ؟
د. يحيى:
ربما
أ.محمد غنيمى: 10-2-2008عن الموت والجنون والإبداع
هل الإقبال عليه بالانتحار مثلا يعنى حبه ؟
د. يحيى:
لا طبعا
أ.محمد غنيمى: 10-2-2008عن الموت والجنون والإبداع
هل حبه يبرر الإقبال عليه؟
د. يحيى:
لا أيضا
ومن ذا يحب الموت؟ ولا حتى المنتحر
المنتحر يكره الحياة، لكنه لايحب الموت، ولو أحب الموت فسوف يحب الحياة، فلا ينتحر.
أ.محمد غنيمى: 10-2-2008عن الموت والجنون والإبداع
هل تعتبر عمليات المقاومة الاستشهادية هى المعادل الموضوعى للانتحار؟
د. يحيى:
يا ترى هل تعرف مغزى وأبعاد حدود ما يسمى “المعادل الموضوعى”؟ لقد تعبت حتى فهمت بعض ملامحه، المهم رأيى أن المقاومة الاستشهادية عمل أروع من أن تضعه تحت لفظ واحد، وبالذات الانتحار، كيف يكون استشهادا وانتحار معاً وهما متناقضان أصلا وتماما.
****
أ. محمد نشأت: 9-2-2008 الشعور بالذنب فى السياسة والحرب
تساؤل: هل هذا التقمص المقصود بسبب التعاطف هو ما يسمى (empathy)وهل يجب أن يكون موجودا مع كل المرضى ؟
د. يحيى:
ليس تماما، وأحب أن أشير إلى أننى أتصور أن المسألة أكثر من التعاطف، وقد ترجم هذه الكلمة (التى هى غير العطف Sympathy) إبنى د. إيهاب الخراط إلى المواجدة وهى ترجمة جيدة، (“نحو المواجدة استخدامات الدهشة”– عدد يوليو 1998 مجلة الإنسان والتطور).
أما أن يكون التقمص موجودا مع كل المرضى، فخبرتى تقول، يا حبذا أن يكون الأمر كذلك، ولكن “لا يقدر على القدرة لا الله” وكل بحسب جهده.
****
د.محمد أحمد الرخاوى: 8-2-2008 حوار بريد الجمعة
… لم اتصور انه لم يصلك من كل الحوارات (أو كشكل الحوارات السابقة) ان قضيتى هى غائية البشر وانى عندما اصرخ اصرخ لغياب هذه الغائية عند كل البشِر، عباد الرحمن هم كل الناس طبعا وهو اعلم بهم بعد ان اشهدهم على انفسهم
د. يحيى:
وصلنى، لكن صوتك يامحمد عالٍ، والسخط شديد ملاحِق، والغائية غامضة (مع أننى لا أنتمى إلا إليها)
د.محمد أحمد الرخاوى: 8-2-2008 حوار بريد الجمعة
قضيتى وقضيتك هى الحركة من الله واليه طول الوقت.،حتى بعد الموت!!! كل من انفصل عن اصله يطلب ايام وصله، ونحن لم ننفصل اذا اخترنا انفسنا بذهابنا اليه، الينا، الى كل البشر فنفرح بكل شئ ونحب الله ويحبنا “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون (بالله) قالوا سلاما”.
د. يحيى:
بل نحن قد انفصلنا، لهذا نسعى إلى أصلنا، إليه، إذا كنا لم ننفصل فلماذا تحاول إعادة الاتصال؟
د.محمد أحمد الرخاوى: 8-2-2008 حوار بريد الجمعة
حين زرت “بالى” مؤخراً فوجئت بشعب طيب دمث جدا وفى سلام نفسى جميل مع نفسه باين على وشوش الناس وهم 80% منهم هندوس فافتكرت لما مصطفى يحيى ابن عمى، ابنك، اتكلم عن الموضوع ده، وافتكرت لما اتكلمت انت عن فلسفات الهندوس او البوذيين وفعلا قدرت ان علاقة الناس دى بربنا اكيد احنا مش عارفين عنها حاجة. المهم البلد كلها أصنام….!!!!!!!!!
د. يحيى:
ومع ذلك، إذا قلت لأحد الذين هم هنا ممن تعرفهم: كلمة هندوس فإنه سوف ينبرى لك فورا قائلا وبدون أدنى تردد: آه مش اللى بيعبدوا البقر!وخلاص، يا خبر!! وهذا هو أنا، وابنى، وابن أخى كلُّ من موقعه، ندافع عن حق الهندوسين فى الهندوسية، يا ترى هل لعائلتنا أصل هندى؟!
د. محمد أحمد الرخاوى: 10-2-2008 عن الموت والجنون والإبداع
…. أنا لم اصاحب الدنيا ابدا، لم اخدع بها لم تتمكن ابدا منى، بل اشقانى أن أنفصل عن اصلى، لم يجرؤ ان يتخايل امامى ظلال الزيف، لم تستطع الدنيا ان تصرعنى أعلم انى حتما اشقى من حولى ممن يحسبون حساباتها، لم أمسك أية شعرة من شعراتها لأنى أوقن ان ليس لها جذور، أحب الموت ارجوه اصبر، لا يفهمنى لا يدركنى إلا من هم مثلى، أتسلح برحمة ربي.
د. يحيى:
لا أحد يحب الموت يا محمد (انظر ردى على محمد غنيمى)، واحدة واحدة لو سمحت، من فضلك
واحدة واحدة!! من أين لك كل هذا اليقين … يا شيخ؟ لا تكن واثقا هكذا.
****
أ.رامى عادل: 8-2-2008 حوار بريد الجمعة
… المهم رسوخ هذه الطبيعه العذبة والتقاءها بما هو واقع عملى وتطورها (هى خلصت عندى بمحاولة ابليس ان ينقذنى من غياهب الخانكه.. وتقدم بجيوشه وفشل، إبليس ومراتاته يقعوا فى غرامى وكل دول بنى ادمين، وأخش النعش واشوف الله بقلبى طبعا . ده الجبل اتدك يا جدعان. دنا دونت اغلب الخبره دى وعرفت يا عم يحى ويا د. أميمه انها بتتكرر بحذافيرها فى كثير من المجانين.
د. يحيى:
هذا موت آخر يا رامى، لا أنكره عليك، ولا أستطع أن أفهمه الآن.
****
د. تامر فريد: 7-1-2008 (قراءة فى أحلام فترة النقاهة الحلم (31، 32)
أرجو التوضيح
إن الإبداع فى أحلام نجيب محفوظ فى نظرى هو قدرته على إنشاء بناء لغوى مبدع فلماذا نعيد القراءة تفصيلا هكذا؟ أم أن النص اللغوى (الحلم) يمكن قراءته بأكثر من صورة؟
د. يحيى:
… أفضل أن أسمى هذا النوع من الإبداع باسم “النص التشكيلى”، وليس النص اللغوى، وطبعا هو يمكن قراءته بأكثر من صورة، لا أحسب أنك تعنى صورة، فالنص هو الصورة، والقراءة هى فك شفرتها، لعلك تقصد بأكثر من طريقة، وأنا أوافقك تماما على ذلك.
ولكن انتظر يا تامر، فأنا أريد رأيك ورأى من يتابع هذه المحاولة، برغم أننا وصلنا إلى الحلم (35) إلا أننى مازلت مترددا هل أكمل بنفس الطريقة تمهيدا للدراسة الطولية أم أتوقف عند الحلم (50) مثلا، وأنتقل إلى القراءة الجامعة مباشرة.
لا أخفى عليك أن الذى ورطنى فى هذه الطريقة التى أسميها الطريقة التشريحية هو عملى السابق فى قراءة أصداء السيرة الذاتية، وكانت قراءة تشريحية أيضا تمهيداً للقراءة الجامعة التى لم أكتب منها إلا فصلاً واحدا
القراءة التشريحية سواء فى الأصداء أو فى الأحلام تعطيك أبجدية العمل مجزءً، لا أكثر، وهى توقعنى فى حرج شديد، خاصة وأنا أحاول وأعجز أن أتجنب استسهال الترجمة إلى الرموز المحتملة، بل إن هذا المنهج كاد يوقعنى فى ورطة أسخف وهو أن أقرأ رواية العطر لزوسكند بنفس الطريقة، لكن محمد إبنى نهرنى نهراً شديداً، فعدلت فوراً وأنا أشكره، ماذا أفعل يا تامر ؟ أنا انتظر رأيك ورأى آخرين فعلا. خاصة أننى أنوى أن أتوقف بعد الحلم (50) ، ولو لالتقاط أنفاسى وإعادة النظر.
****
د. محمد يحيى الرخاوى: 7-2-2008 (الحلم 31)
فى الفقرة الأخيرة من التعليق على الحلم (31) “هل كان داخله يرى عمق الموقف “الحقيقى” الأكثر إيلاماً بهذا الوضوح؟
1) أذكر جيدا موقفكم من السلام عندما زار السادات القدس، بل وأذكر متى وصلنى وكيف تأثرت به وتبنتيه (دون نضج كاف) ودفعت ثمن ذلك باهظاً (جداً)
قد أتصور أنى أعرف مبررات تغيره (أى: موقفكم)، ولكننى لا أوافق على هذا التغير ولا أحبه، ليس هناك طريق آخر أصلاً، إلا تعميق الهزيمة بغباء منقطع النظير (إلا عند من يريدون الانتحار) [أفكر أحيانا فى الدخول مع الكلاب فى معركة حياة أو موت]
د. يحيى:
الأرجح عندى أننى لم أغير موقفى، وأتذكر أننى كتبت فى هذا كثيراً وأتعجب أنه لم يصلك، مع أنك كنت أول من أبلغتُه هذه الرسالة وكان عمرك خمسة عشر عاماً أو أقل، كنت أوصلك إلى المدرسة وقلت لك، على ما أذكرّ: هذه هى بطولة الخائن، مثل بيتان حين سلم باريس، وربما زدت: لقد ضحى السادات بنفسه وسمعته وتاريخه حبا فى وطنه، وكان شرطى لقبول ما يسمى السلام بعد ذلك هو أن نتألم، لا أن نفرح، وأن نستعد لدفع الثمن، لا أن ننتظر قبض الثمن، ولا هذا ولا ذاك وصل لأحد، وربما هو لم يصل للسادات نفسه، مازلت معترفا بالجميل له، لكن هناك عمق خطير فى المسألة لا أذكر إن كنت قلته لك أم لا.
لعلى أكثر واحد يعرف عيوب السادات، وهى عيوب الفلاح المصرى الذى هو جزء من طين مصر، بكل عيوب طين مصر: تقديس التراب، والذكاء البدائى، الذى ينقذه أحيانا بحيل لئيمة يتميز بها، لكنه هو هو الذى يقتله كثيرا، هذا الرجل السادات ضحك على بيجن وكارتر فعلا، ونجح أن يأخذها شبرا شبرا من فم الأسد، لكنه صدّق نفسه أكثر مما ينبغى، وضحك على نفسه وهو يضحى بها غرورا انتحاريا فعلا… الخ.
هناك فرق شديد يا محمد بين أن تعتبر أن مصر هى أنت. وبين أن تتصور أن “أنت” هو مصر، أعتقد أن خطأ السادات، أنه لم ينتبه إلى هذا الفرق، ربما، بدأت أشك فى ذلك من سيرته الذاتية “البحث عن الذات” فوجدته قد تقمص مصر، ثم خشيت أن يكون ابتلعها، ورضيتُ بالمحصلة على أية حال، لأنها لصالح بلدى، أرضى، فأنا فلاح مثله.
لاحظ يا محمد أننى قلت الموقف الحقيقى الأكثر إيلاما، ولم أقل الأكثر صوابا، أو الأحسن.
ثم إن المسألة أننى لا أكتب مقالا أو موقفا سياسيا يسمح لك أن تحكم له أو عليه، المسألة هى نقد أدبىّ لنصِّ بين أيدينا، كتبه مبدع نعرف موقفه، والتناقض هنا رائع لا يعيبه ولا يشير إلى أنه تراجع، ولو أن تراجعه ظهر فى ابداعة ليعلن موقفه الأعمق، ثم كان ما تراءى له ظاهرا على أرض الواقع هو موقفه الأسلم والأذكى والأكثر مسئولية، فما المانع ونحن ننقده، أن نرى الموقفين معا، وأن نحترمهما معاً؟ حتى نتعلم من كل ذلك يا أخى؟
وعلى هذا، فأنا أيضا لم أغير موقفى ، بل لعله زاد عمقا لأنه زادنى ألما طول الوقت،
إننا توقفنا عند الاختيار بين سلام نصفق له، وعناد نفخر به، حتى لو كان عناد الغبى المُحتل،
كنت ومازلت أقول أنا مع سلام نتألم له، وننطلق منه، لأننا مهزومين حتى بعد الانتصار الأخير، والهزيمة هى بداية الانطلاق إلى طريق آخر
د. محمد يحيى الرخاوى:
… نحن لم ننحت طريقاً أخرى بعد ؟؟ نعم ، ولكن الله يظل عادلاً، وعلينا نحن أن نعيد النظر فى فهمنا للعدل لكى نستطيع اكتشاف أنه موجود ومتحقق فيما هو حادث ويحدث وسيحدث، خاصة ونحن لا نعرف ما سيحدث، ولكن يظل علينا أن نتعلم أن العدل والظلم فى مسألة الحضارات لايقاس بالسنين، بل بالقرون، وأننا لم نراهن على القرون بقدر ما ندعى الحق والكرامة .
د. يحيى:
أنا معك، لكننى كلما قلت ذلك تصوروا أننى أهرب من مسئولية اللحظة الراهنة، ثم لا ننسى أننا لم يعد فقط فى انتظار قياس موقفنا أو دورنا فى حضارة قادمة بقدر ما أننا – جميعا المنتصر والمهزوم – مهددون بانقراض نوعنا(الجنس البشرى) بما فى ذلك كل ما نسميه حضارات متعاقبة
حتى الآن يا محمد لا أعرف ما الذى استفزك هكذا.
د. محمد يحيى الرخاوى:
إن ما يستفز فى الجملة المقتطفة من تعليقكم [يرى عمق الموقف الحقيقى الأكثر إيلاماً] فهو لفظ “الحقيقى” الذى تمارسون به قطعية (دوجما) لا منهجية، لا تتناسب مع عموم مواقفكم ولا مع أى منهجية منصفة، والحق أنكم تستخدمونه كثيراً استخداماً لا يختلف كثيراً عن استخدامات غيركم من الأصرح دوجما، خاصة عندما يتحدث كل منهم (وهم أضداد وخصوم) عن الدين “الحقيقى” وتفسيره “الصحيح” الخ.
د. يحيى:
…. بالله عليك يا رجل ما دخل الموقف الحقيقى الأكثر إيلاما بالدين الحقيقى؟ يا شيخ حرام عليك!! الموقف الحقيقى أقصد به الموقف“الواقعى المؤلم المنهزم المغامر المستسلم، ليبدأ” .. أين كل هذا من الاستراحة عند الدين الحقيقى الأوحد يا شيخ؟!.
****
أ. هالة نمّر: 6-2-2008 (الإشراف على العلاج النفسى: تنشيط حركية النمو أثناء العلاج إلى أين؟
وصلنى من عرض هذه الحالة الجديد التالى:
* وصلتنى التفرقة بين الحركة ورصدها، وبين استيعابها وواقعية تفعيلها، لم تكن هذه النقطة واضحة هكذا فى ذهنى قبل قراءة اليومية، كان لدى خلط بين الحركة النوعية ومحتواها أو مسارها وبالتالى قيمتها.
* أيضا: وصلتنى إضافة من ذكرك محكات الإنجاز العادى اللى بنقيس بيها بعيداً عن منطقة النقلة العلاجية.
د. يحيى:
أشكرك
****
د. ماجدة صالح: 6-2-2008 (الإشراف على العلاج النفسى: تنشيط حركية النمو أثناء العلاج إلى أين؟
ملاحظات أخرى:
أعتقد أن الفرق بين تدريب المعالج النفسى وتدريب “بليه” الميكانيكى يكمن فى تعريف العلاج النفسى. وكيف أن التغير الناتج علاجا يكون بسبب العلاقة الإنسانية بين المريض والطبيب، مما قد يفسر اختلاف المستوى فى العلاج بين المتدربين حتى بعد الوصول للسنة الرابعة واعتماد ذلك على درجة نمو كل من الطرفين.
د. يحيى:
لم أفهم يا د.ماجدة، هل تقصدين نمو كل من المريض والطبيب؟
إن كان ذلك كذلك، فأنا معك.
****
د. ناجى جميل: 10-2-2008 (عن الموت والجنون والإبداع)
أثناء قرأتى اليومية ، تصورت أن الموت هو “وجود آخر” هذا الوجود الآخر يشمل وعى آخر ومفردات معرفية مختلفة تخص وتميز هذا الوجود الآخر. وهذا يمكن أن ينطبق على الموت الجسدى (وما بعده) والموت النفسى المرضى وأنواع أخرى..
د. يحيى:
يا د.ناجى أرجو أن تقرأ ردى على د.أسامة عرفة، فأنا اقتربت –سنّا- من دخول هذه الخبرة، وحين أعيشها (باعتبار أن الموت حياة) أعدك أن أخبرك ولو فى أحلامك.
لا لا!! تأخذها جدا يا ناجى ولا تخف هكذا،… أنا لست “وراك وراك” لهذه الدرجة!
****
د. مى عبد السميع: 24-1-2008 (الحلم 27)
انتابنى شعور غريب بالراحة عند قراءة “ينقشع بيقظه دافئة بالسرور” ولم أفكر فى “الرحم الحانى” ولكن عند قراءتى للقراءة وجدته أقرب لما قد يكون كذلك فعلاً
ثم ان الوعى بخاطر القتل هكذا ، جعله يرتد إلى ذاته ” برجاء التوضيح أكثر
قد رأيت حبيبتى فهرعت نحوها” بالرغم من كلمة “حبيبتى” التى استخدمها شعرت أيضا حين قراءتى لها أنها من نسج خياله لا أدرى لماذا؟
“ورمت بنفسها فى العاصفة” أوجعنى إحساسه بأنه غير مرغوب فيه،
هذا ما وصلنى من قراءتى:
وصلنى الاحساس أنها كانت تلعنه
د. يحيى:
إذا كانت الحبيبة نفسها هى من نسج الخيال، فما هو الداعى ألا تكون حبيبته الخيالية فعلا حبيبة؟
ولماذا تشكين أن ذلك هو مجرد تصوره؟
ثم ما هو الداعى أن تتصورى أنه غير مرغوب فيه وأنها بالتالى تجرى منه، لا تدعوه – كما تصور هو – إلى طريق الخلاص؟ وهو الانتحار معاً (روميو وجوليت)، ثم لا يحول دون ذلك إلا مدرس الحساب القاسى المنقذ المستهدَفُ للقتل معا؟
عموما: أنت وماترين على أية حال، لك كل الحق فى وجهة نظرٍ أخرى
****
د. دينا طلعت: 30-1-2008 الشعور بالذنب(4) أغنية للأطفال، ورحمة بنا
وصلنى:
- أن اكتساب حرية الإرادة يولّد احتمال الشعور بالذنب
- قد يكون الشعور بالذنب رغبة فى الاعتمادية المطلقة وعدم التغيير
- ذكر الذنب إصرار للعودة إليه والوجد به
د. يحيى:
أنا شاكر لك يا دينا
هذا هو لب ما أردت توصيله