“يوميا” الإنسان والتطور
28- 3- 2008
العدد: 210
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
آسف أن يبدو الحوار مرة أخرى – ربما ليست أخيرة – عائليا أغلبه، ولكن.. والله العظيم هو ليس كذلك..، ماذا أفعل؟؟!!
د. محمد يحيى الرخاوى: رد على الإبداع الخالقى والإبداع التواصلى
أولا: أتحفظ تمام التحفظ على الاستشهاد وضرب الأمثلة بأعمال إبداعية بوصفها ممثلة لكل من (أعنى أقرب ما يمكن أن يسمى) الإبداع الخالقى والإبداع التواصلى.
1- هذه أمثلة مربكة أكثر منها موضحة، فهى تتعلق بذائقة معينة هى ذائقة الكاتب/المصنف نفسه، فى لحظات معينة عاشها الكاتب/المصنف نفسه، بانطباعات المصنف نفسه، بينما ما رآه الكاتب/المصنف من رؤى دفعته لهذا التصنيف، أو ما مارسه من تحليلات أو قراءات تدعم التصنيف، أياً من هذا لم يطلع عليه القارئ.
د.يحيى:
أوافقك تماما، وأرفض هذا التصنيف بالذات أن يؤخذ على أنه “إمّا.. أو” لكن يبدو أننى اضطررت إليه إذْ كان بمثابة محاولة تسهيل وتقريب لمن يستطع أن يقبل الفكرة من حيث المبدأ، ثم إن لذائقتى الحق أن تحاول وتخطئ دون حسم، ولمن يصله الفرق أن يفعل مثلى أو لا يفعل، وأرجع لأقول: أنا ضد التصنيف لأن التداخل وارد، ومطلوب، ومفيد، وواقعى.
د. محمد يحيى الرخاوى:
2- يمكن لأى قارئ (أنا مثلا) أن يتفق مع رؤية الكاتب لأنواع عمليات الإبداع وتصنيفاتها وربما مستوياتها أيضاً، وأن يتعلم منها أيضاً. ويمكن لهذا القارئ –أيضاً- أن يطبق اتفاقه وما تعلمه على أعمال أو ممارسات فى ذاكرته (ذاكرة القارئ) وحسب انطباعاته، ويظل فى هذا محققاً لأغراض الكاتب المجردة. ولكن، ومع كل ذلك يظل من حق هذا القارئ أن يختلف مع الكاتب/المصنف فى تصنيفه لأعمال إبداعية بعينها ينتقيها، خاصة وأن الكاتب لم يقدم مبرراته “المنهجية” للتصنيف. هنا تكمن مشكلات منهجية جسيمة، كما تكمن أيضاً مخاطرة تضييع المستوى الأول من الاتفاق أو التضحية به لحساب ما هو هامشى.
د.يحيى:
يا أخى، والله العظيم لم أكن أقصد، ولن أضيف شيئا على ما ذكرته سالفا.
د. محمد يحيى الرخاوى:
3- كما أحرص على الإصرار على عدم إخضاع الأعمال الفنية خاصة، والموسيقية على وجه أخص لهذا التصنيف، فالذائقة والانطباعات الجمالية ليست شيئاً ثانوياً فى أى عمل فنى. حتى ولو أظهر النقد المتخصص عوامل تصنيف ترتبط بأغراض معينة؛ إلا أنه يظل من حق بعض المتلقين أن يختلفوا مع بعض آخر لأسباب شخصية/جمالية خاصة. الغرض المعين هنا هو إبراز وظائف نفسية/إبداعية ترتبط بغرائز فرد وعملياته النفسية كما تحدث فى عملية الإبداع فى حالة الإبدع، لا بالحكم النقدى المنتظر على ناتج هذه العمليات من أعمال إبداعية. ما لهذه العمليات النفسية وما لمستوى العمل أو تصنيفه خالقياً أو تواصلياً (تصنيفاً قد يكون مشتركاً أو غير مشترك بين المتلقين، والاختلاف من حقهم جميعاً)؟ ربما هناك من الإبداع الخالقى ما لا يرقى أصلاً لينشر كعمل فنى يتحمل مسؤوليته ومسؤولية تكلفته ناشر، ومع ذلك يظل خالقياً أو تواصلياً بالنسبة لصاحبه، ولمسيرته، وللحظته، ولسياقه، ولفرص اطلاعه وثقافته ..إلخ.
د.يحيى:
حاضر، حاضر،
فقط دعنى أبدى لك أننى لاحظت أنك تركز على “جماليات الابداع” أكثر من مسألة ثورة الابداع الخلاقة فى كل من المنشئ والمتلقى، وأنت قادر على أن تعرف دلالة تركيزك هذا
د. محمد يحيى الرخاوى:
4- افتقدت الإشارة الصريحة لكون هذه الأوصاف للإبداع وتصنيفاته هى أوصاف لحالات وليست أوصافاً لأشخاص ولا – ربما- لنواتج إبداعية؟ لقد افتقدت الإشارة الصريحة (ولو مختصرة) لهذه النظرة، حتى ولو لم يكن الموضوع يتطرق لحالات العادية والجنون بالإضافة للإبداع.
د.يحيى:
من حقك أن تفتقد ما تفتقد، ولسُت ملزما باستطرادات لم تردنى، فى موضوع آخر يحتاج أن يقدم مستقلا بكل تفاصيله وأشكرك على أنك انتبهت إلى أنه لا علاقة بين هذا التصنيف وبين حالات الوجود (العادية والجنون، والابداع)
د. محمد يحيى الرخاوى:
بالنسبة لى هذه فكرة ذات أهمية منهجية بائنة، ولكننى أجد حضورها أو صداها ضعيفاً فى سياق هذا النشر المتلاحق (حتى مع تضمن المقال لإشارات سريعة تفرق بين العملية والناتج): إن حالات الإبداع المختلفة –كما عرضتموها فى مواقعها الأصلية- فى كتابك عن الجدلية، وربما أيضاً حالات العادية والجنون إنما هى “حالات” أكثر منها تكوينات ثابتة، أو أوصافاً لشخصيات أو حتى أوصافاً لأعمال أو نواتج إبداعية مما يضيف إلى تحفظى الشديد على الاستشهاد بأعمال إبداعية أو التمثيل بها. لقد أعجبتنى هذه الفكرة (فكرة الحالات) جداً، وبراحها، وتشجيعها، ومعناها بأكثر من أن تختفى فى ثنايا ما يُنشر الآن مما هو مرتبط بها ومؤسس عليها. فلماذا لا يتم التركيز على “محوريتها”؟ ولو فى يومية لاحقة.
د.يحيى:
حاضر، أدع مع يا محمد أن تأتى فرصة أن أعرض هذه الفكرة بالذات بشكل أبسط لقارئ اليومية الذى أشعر أنه ليس ملزَماً أن أرجع للأصل أن يرجع للأصل.
د. محمد يحيى الرخاوى:
ثانياً: أعتقد أن أرقى إبداع خالقى/فائق لا بد أن يخضع نفسه لكثير (إن لم نقل أغلب) محكات الإبداع التواصلى/البديل. إن عظمة أى مثال ضربتموه من أمثلة المبدعين/الفائقين وإبداعاتهم/الخالقية اضطرت أن تكون تواصلية لكى تسمى إبداعية. لا يمكن لإبداع أو لمبدع أن يتخلى عن تواصليته (حتى بالمعنى الجنسى الذى تتناولونه) ثم يطالب بالاعتراف به مغيِّراً، لا مجنوناً. ما يقال عن أينشتاين نفسه، وما يحسب له هو أنه “صاغها”، ويشار كثيراً إلى أنه لم يكن أول من “رآها”. كذلك قل ما تريد عن الجماليات التواصلية وإتقان نوتات وتوزيعات وتزامنات وهارمونيات السيمفونية الخامسة، والأمر نفسه ينطبق على الشكل الفنى واللغة الجميلة المبهرة لليالى ألف ليلة، أو لغة النفرى، أو دقة وكفاءة معادلات الفيزياء تحت الذرية الحديثة.
د.يحيى:
يبدو يا محمد أنك فهمت الفروق بين النوعين أكثر منى، لذلك سأتركك براحتك تفعل بها وبى ما تشاء، ولكن دعنى أكرر لك ما سبق أن سمعته منى غالبا، سأحكى لك من جديد يا محمد ماسمعته من محمد عبد الوهاب فى إذاعة الشرق الأوسط يوما بالصدفة، وأنا أخجل من حكيه لأننى حكيته لك مرات كثيرة فى مناسبات كثيرة، ولكن دع الباقين يشاركوننا، كانت المذيعة تسأله سؤالا سخيفا (كالعادة) هل كنت “تبدع” بشكل خاصل لكوكب الشرق أكثر من غيرها؟ فأجاب إجابة لا أذكر نصّها، أنه لايوجد شئ اسمه ابداع بشكل خاص وأنه حين يشكل لحنا لا يقصد الإبداع لهذا أو ذاك، ثم أضاف ما وصلنى هكذا، ربما ليس بنص ألفاظة: “إن المسألة تبدأ فى تشكيل هوامش وهوامش تسمى اللحن، وتظل الهوامش تضطرد وتتنوع حتى تأتى جملة موسيقة أو أكثر تكون هى الإبداع، أو لا تأتى، فبالله عليِك كيف أرد على سؤالِك هذا (للمذيعة!)؟
أظن يا محمد أن صدق محمد عبد الوهاب الذى ما أحببته هكذا إلا بعد أن مات، بإجابته البسيطة الناعمة هذه، يمكن أن يشير إلى احتمال أن ما أسماه “هوامش” هى شديدة الجمال أيضا وهى الأقرب إلى الإبداع التواصلى، أما تلك الجملة (أو الجمل) التى ينتظر حضورها مقتحمة تفرض نفسها أصيلة ليس كمثلها شئ، فهى الأقرب إلى الإبداع الخالقى، (لست متأكدا!)
د. محمد يحيى الرخاوى:
ثالثاً: دعنى، فى سياق هذه الفرصة “النقدية” التى سنحت، أضيف شيئاً آخر يتعلق بما أريد كتابته منذ يومية “علم هذا؟ أم ماذا؟” ولا يتعلق بهذا المقال تحديداً: إن حضور مخاطَب محترم وربما متحدى (أو حتى مهدِّد) بمنهجه وعلمه فى وعى يحيى الرخاوى وهو يكتب؛ هذا الحضور يجعل من الناتج شيئاً ألْـيَـق ألف مرة بيحيى الرخاوى وحجمه من حضور مخاطَب تابع أو غائم أو صغير أو مستصغر، أو غياب المخاطب أصلاً. تعرفون جيداً علاقتى الأقوى (من بين أغلب أعمالكم) بما نشرتم فى مجلة “فصول” مما كان أغلبه المادة الأساسية لكتابكم الأخير “حركية الوجود وتجليات الإبداع”. أظن أن عاملاً رئيساً، إن لم يكن “العامل الرئيس” فى هذا المستوى من الكتابة الذى أحببت هو حضور هذا المثقف المتحفز فى وعيكم أثناء الكتابة، ربما مثـَّلَه أثناءها أسرة تحرير فصول وكتَّابها ومن ثم قراؤها المتوقعون، إنما فى كل الأحوال جعلكم هذا المثقف (أو ذلك التحفز المنهجى المتوقع) تكتبون بما يكشف عن “العملية/المنهج” التى كتبتم بها، ودافعتم بها، وشرحتم بها رؤيتكم، أكثر مما تعجَّـلتم فى طرح مضمون الرؤية أو اكتفيتم به. أعتقد أنه كان فى صياغتكم، بعد وأثناء رؤيتكم، جهداً تواصلياً/بديلاً مكملاً مهماً.
أرجو المعذرة إن كنت قد زَوَّدتُها. عذرى أن فكرة “وظيفة العدوان هى الإغارة على الجمود” مع كونها أيضاً حالة تتناوب مع الحالات الأخرى، وربما تتكامل معها على مستوى الشخص ومستوى العمل الإبداعى الناتج، بدت لى فكرة متكاملة، وتكاملها مهم ومظلوم.
د.يحيى:
لا أبداً، خذ راحتك (على الأقل مقابل العشاء الذى دعوتنى إليه فى دهب من أسبوع، إطعم الفم يستحى القلم) أنا معك. والله العظيم معك، وانا فخور بما اضُطرِرْتُ إليه آنذاك، لإرضاء هذه الصفوة حتى تسمح لى أن أنشر ما نشرت عندهم، لكن ماذا كانت نتيجة ذلك؟ أنا استفدت أننى عرفت أننى استطيع أن أتكلم لغتهم، وأن ألتزم بشروطهم، ثم ماذا؟ هذا الكتاب الذى صدر عن المجلس الأعلى للثقافة شخصيا لم يقرأه مبدع ولم يعلق عليه ناقد (فى حدود علمى) ولم يضف إلى الجدل حول حركية الابداع أو منهجه أية إضافة (بلغتنى)، وفى نفس الوقت لم يبلغنى أنه قد استفاد منه (أو علم به)،أى طبيب (غريب عنا) فى ممارسته مهنتى (اللهم إلا بعض تلاميذى ممن أشك فى تبعيتهم طبعا) لا تقل لى إننى أكتب للتاريخ، فأنا اكتب لربنا.
أما وقد بلغت الخامسة والسبعين، والأمر كذلك، فعلىّ أن اقول ما عندى وانتم (ليس انت) عليك ما قبل ذلك وما بعد ذلك إذا شئتم وكان يستأهل.
د. محمد يحيى الرخاوى: النظريات النفسية الانجليزية (رد العدوان(
لى طرقعة من طرقعات أيام المراهقة (أى المراهقة الفكرية فى الغالب، ويا لها من أيام، ويا لها من طرقعات)، تعيدنا إليهما \”الإنسان والتطور\” (أى الطرقعات والمراهقة كليهما (وإحياؤها المنفرد المعاصر (أى هذه اليوميات( تقول الطرقعة: \”إن كل المنطوقات) أقصد تلك التى ينطقها أى شخص طبيعى، لا يتعمد الكذب) صادقة، إلا الجمل المنفية، حيث هى كاذبة بقدر ما تنفى جملاً أخرى”. يعنى حوالى كل الجمل التى ينطقها الناس، أو يكتبونها صادقة. أو بعبارة أخرى: كل الكلام صادق ما عدا الكلام الذى ينفى غيره (وهو غير الكلام الذى يتعارض مع غيره). بالذمة: أليست طرقعة؟؟
تصور حضرتك، قال لى أحد المتخصصين ذات مرة (صديقى طارق النعمان: وحشنى، أصله مسافر، ودائما يرسل لك سلاماته بشكل أصدق أنه يعنيه)، فى قعدة تجلى، قال لى إن لهذه الطرقعة صورة علمية رصينة فى اللسانيات البراجماتية . قال لى إنهم يقولون إنه \” كل الجمل صادقة فى عالم ممكن\”) يمكن كان يقصد فى \”عالم الممكن\” وسمعتها أنا خطأ). كل ما ينطق به بشر لا يتعمد الكذب صادق. يعنى إيه الكلام ده؟
حضرتنى هذه الطرقعة وأنا أقرأ كل هذه النظريات التى تجتمع وتتلاقى لتشرح كل منها الإنسان وصحته مرضه وعلاجه دون أن تشير كل منها إلى اجتماعها وتلاقيها، بل العادة أن تشير كل نظرية إلى قصور الأخريات، ذلك القصورالذى (قال إيه!!) هو ما يبرر صياغتها هى. وذلك دون أن يحاول أحد أن يضع صيغة تقول \”إنها كلها صادقة، وحتى لو تعارضت فهى تتعارض دون أن تتنافى بالضرورة؛ فالتعارض غير النفى\”، ثم يحاول أن يفهم –ويفهمنا- كيف كان ذلك.
إذن فليس يجعل من إحدى تفصيلات أى منها كاذبة إلا أن تكون التفصيلة مبنية على نفى تفصيلة (أو كلية) فى نظرية أخرى. يااااه!!!؟
د.يحيى:
تصور يا محمد أن هذا هو ما بلغنى من آخرين وأخريات، من حيث المبدأ، ولو لاحظت أنت فى بداية تقديم هذه النشرة أننى أشرت إلى هذا الموقف التكاملى ربما هو الذى يساعدنا على اختراق اختلافاتنا كلها، وليس فقط فى المدارس النفسية، بل والفلسفية، والدينية، ربما، نخترقها. تكاملا، لا تنافسا، أو فخرا وهجاء، يارب يا شيخ.
د. محمد يحيى الرخاوى: النظريات النفسية الانجليزية (رد العدوان)
يعنى كل النظريات دى صح؟!! صح تماماً؟؟ كلها؟؟ طيب ازاى؟؟
أسهل حل أن يقال لك إنها جميعاً تتكامل، ولكن كلاً منها يركز على زاوية من زوايا طبيعة الإنسان، وصحته، ومرضه، وعلاجه. وتتعدد الزوايا والمناظير فتتعدد النظريات. حل سليم طبعاً، وصحيح صادق (أليست كل الجمل صادقة!!؟)، ولكنه لا يكشف ما وراء هذه الجملة المطرقعة (\”كل المنطوقات صادقة\”) مما أريد قوله أو إبرازه:
د.يحيى:
طبعا تعرف أننى أخشى الميوعة والسماح الرخو، من يضمن لنا عدم الخلط بين حركية التكامل وزخم الجدل وبين التوفيق أو حتى التلفيق؟
د. محمد يحيى الرخاوى: النظريات النفسية الانجليزية (رد العدوان)
إذا كانت كل المنطوقات صادقة (حكاية فى عالم ممكن، أو فى عالم الممكن، ليسـت –بالنسبة لى- إلا تحصيل حاصل) فما لزوم النطق أصلاً؟؟ لست ضد النطق الضرورة (كما يسميه النفرى: أصمت لى الصامت منك ينطق الناطق ضرورة)، ولكن عندما تتعدد النظريات بهذا الشكل، وتكون جميعها صادقة؛ فلا بد لمستوى الضرورة أن يتخطاها، أن يتجاوزها، أن يستوعبها، جميعاً، فهل حاولتْ إحدى النظريات أن تستوعب صدق جميع النظريات الأخرى؟ قلبى مع الطبيب أو المعالج الذى يقرأ كل هذا ولا يعرف كيف يختار (إن كان يريد أن يختار) أو يخترق أو يكامل مستوعباً (إن كان يصر على الأمانة). هل يتم الالتفات لهذا عندما يدَرِّس الأكبر (الذى يعرف كل هذه النظريات) للأصغر (الذى ينتظر من الأكبر أن يدله على \”ال\” طريق)؟ هل تتم مناقشة مثل هذا حينما تعرض كل هذه النظريات، بعيداً عن الحل السهل التلفيقى إياه؟ الحل الذى لا أتصوره سهلاً، وإن كان الأكثر بداهة، هو أن المنطوقات (النظريات) لا تعلو (أبداً على ما تنظر عنه، عما تنطق عنه \”الإنسان\” (MAN)،
د.يحيى:
حلوة هذه: “النظرية لا تعلو أبدا على ما تُنَظِّر عنه”، طبعا، الله نوّر!
د. محمد يحيى الرخاوى: النظريات النفسية الانجليزية (رد العدوان)
هذا يعنى –ضمناً- أنها لم تدرك إلا أقل القليل عنه، وأنه (أى الإنسان، أى المريض فى مجال اهتمامكم هذا) هو الأولى بأن يكون مصدر التعلم، حتى ولو لم يوضع حاله فى منطوق صادق (أى غير ضرورى).
د.يحيى:
أعمل ماذا؟ دلّونى، ربنا يخليكم: أفتحه ولاّ اسدّه !!؟
د. محمد يحيى الرخاوى: النظريات النفسية الانجليزية (رد العدوان)
هل ثم طريق لإبراز هذا الإشكال ونحن ندرس؟ هل ثمة وظيفة لهذا الإبراز لغيرى ممن لا يهتم باللغة بشكل خاص؟ لا أعرف. ولكننى أعرف أن الأمين لا بد أن يتساءل عن \”معنى النظرية ولزومها\” وهو يقرأ كل هذه الاستبصارات الرائعة. أعلم أيضاً أن منهجكم) الذى حاولتم صياغته فى يومية \”علم هذا؟ أم ماذا؟\” وفى رأيى لم تنجحوا تماماً( يعلى شأن الممارسة على شأن التنظير، فلماذا كل هذه الكتابة؟ لعلها –تحديداً، وبامتياز-: إجهاض لغرور الكتابة، أى التنظير. ولكننى لا أوافق تماماً، فما زالت هناك كتابة ضرورية ممكنة، ولازمة.
د.يحيى:
هذا هو بعض ما حيرنى جدا، ولعل هذا هو بعض ما قصده صديقك كريم شوقى وهو يقول لى “لا تكتب ما ينبغى أن ندركه من الممارسة”، ولعل هذا كذلك هو ما حاولت التحذير منه وأنا أكتب عن لغة الجنس،(يومية لغة الجنس، والجنس كلغة) وبرغم التحذير الصريح جدا فإننى لم أكتب بهذه الرموز الألفاظ إلا اضطرارا، ومازلت أن على من يريد أن يدرك ما أعنى، أن ينسى ما كتبتُ تصنيفا، برغم ذلك فقد وصلنى كلام – بالألفاظ، وهل يوجد غيرها – أننى هكذا أجعل الجنس مغتربا،.. هل عندهم حق؟ ماذا أفعل حتى أقنعهم؟ بالممارسة؟ أنا أمزح!! أم ماذا؟
# # # #
د. كريم شوقى: الابداع التواصلي والابداع الخالقي 25-3-2008
الكلام صعب اوي يا دكتور يحيي…حضرتك بتكتب كلام يتحس و يتعاش و لكن مينفعش يتحط علي الورق…أكنك بتوصف حركة السمك في البحر..اعتقد ان الأسهل إن الناس تشوفها بدل ما تقرا عنها…كل سطر في المقال عاوز صفحة تشرحه..جدول الفرق بين الابداع الفائق والبديل اكثر من رائع وهارجعله كتير بعد كدا….اكرر تاني ان المعلومات دي تتحس وتتعاش واحيانا قراءتها والكلام فيها يعطل زي ما حضرتك علمتنا…لانه مينفعش آخد فيلم من علي الشاشةبحركته والوانه وحيويته واحطه علي ورق بشكل جامد…….
د.يحيى:
يعنى يا كريم، وربنا “ينتعك” فى الامتحان بالسلامة، ماذا أفعل؟ أكتب أم اقول من “ذاق عرف”؟
أحترم ما وصلك وأحيلك إلى “محمد ابنى” عاليه!! (واللى جىْ أكتر)
د. كريم شوقى:
باكرر انه بيعجبني في مدرستك قدرتك علي انك تعترف وتحترم وتشتغل في اللي موجود بجد, مش اللى المفروض يحصل حسب العرف والتقاليد والأديان..حضرتك بتحترم عجز الإنسان وضعفه وغباوته ودا ممتاز… التسامي والاعلاء والكلام دا لوحده مش حيمنع نشوب حرب عالمية ثالثة …بالمناسبة: يا تري حضرتك تصنف إبداعك ازاي …خالقي ولا تواصلي ولا مزيج بين هذا وذاك؟؟؟؟؟؟؟؟ شكرا لك
د.يحيى:
يا كريم الله يخليك، الإبداع لا يصنف لا إلى خالقى ولا إلى تواصلى، يبدو أننى أخطأت خطأ جسيما، الآن اتضح لى اعتراض محمد وآخرين أكثر فأكثر، المسألة أنه كل إبداع فيه هذا وذاك بدرجات متفاوته ومتداخلة، ثم هل أنت تعرف شيئا كافيا عن إبداعى حتى تسألنى هذا السؤال؟
تصور يا كريم أننى لا أعتبر إنتاجى إبداعا إلا إذا فاجأنى، هو الذى يفاجئنى رغما عنى، فكيف مع ذلك أجرؤ أن أسميه حتى إبداعا ناهيك عن تصنيفه تواصلى أو خالقى،!! يا شيخ صنفه أنت كما تشاء أو أقول لك، لا داعى لأى من ذلك اللى يخليك حتى لاتعمل فىَّ مثلما عملتُ أنا فى غيرى، يارب يسامحونى .
# # # #
د. أسامة عرفة: الابداع التواصلى والابداع الخالقى
الفكرة مدهشة: الابداع النابع من العدوان و الابداع النابع من الجنس ما وصلني منها ليس العدوان مقابل الجنس بل تأجج الحركة مقابل الروقان و الترييحة.. عودة للمقالة الأولى :
في تعليقي عن المقالة الأولى ألمحتَ إلى محور البقاء في علاقته بالعدوان (البقاء منفردا في العدوان ومعية البقاء في الجنس و نوعية البقاء في الابداع) أريد اليوم أن أضيف ملمحا رابعا في اتجاه نكوصي أقصد العدوان على الذات أي الانتحار و كأني أرى تجليات العدوان في هذه الرباعية: الانتحار- القتل- الجنس – الابداع، فأجد نفسي أمام طيف قطبيه الانتحار و الابداع وأتساءل ما الذي يحمي المبدع في حركته بين هذين القطبين ما الذي يحميه من الانتحار.. ربما الابداع التواصلي صمام أمان أو دفاع يغني عن تأجج حركة المبدع ألا يروح في سكة “اللي يروح ما يرجعش” ربنا يستر. لك كل الشكر يا مولانا
د.يحيى:
ليس هكذا تماما يا أسامة، مع احترامى لإنارتك، ويمكن أن تراجع نقد محمد للفكرة الأساسية، أو لما أوحى به ظاهر التصنيف، وبعض ردى عليه.
التواصل يا أسامة ليس “روقانا ولا تريحه” لعل الأمثلة التقريبية التى عرضتُها فى هذا المقال خدعتك، وهذا ما نبهنى محمد إليه، فتراجعت.
أما رباعية تجليات الابداع فليس عندى اعتراض عليها إلا فيما يتعلق بالجنس، من حيث المبدأ أفكارك تدفعنا أكثر إلى النظر فى كيفية استيعاب العدوان مادام الاحتمالان الآخران هما القتل والانتحار
أما أن يكون الجنس هو أحد تجليات العدوان فكلا وألف مرة كلا، إلا إن كنت تقصد جنساً تدميريا شاذاً،
الجنس له دوره الابداعى المستقل الرائع، وهو حين يتكامل مع العدوان الابداعى، يصبحان بعثا آخر جدا يا أخى.
د. أسامة عرفة: العدوان والإبداع
هذا العمل من باب القول الثقيل الذي سيحتاج أن يقرأ مرارا ما بين العدوان و الجنس : أليست غريزة الجنس هي تطور أرقى يستوعب غريزة العدوان في ولاف أعلى
د.يحيى:
لا..لا… عندك ! لا طبعا،
قد تكون الغريزة الجنسية على مسار تطور الأحياء لاحقة للعدوان، لكنها لاتستوعبه هكذا بهذه المباشرة، كيف يا أخى تكون كذلك؟
د. أسامة عرفة: العدوان والإبداع
هي (غريزة الجنس) كالعدوان حركة في اتجاه الآخر وتحتوي اختراق والتهام وتحقق غائية العدوان في البقاء، بل في الامتداد، وهى تهذب آليته من القتل إلى التكاثر فيصبح الجنس هو ولاف أعلى للعدوان وأكثر ابداعا إذ يحدد معية البقاء في مقابل فرديته ويأتي الإبداع فيه ايضا في اتجاه غائية العدوان ولكن في ولاف أرقى لا يحدد فقط البقاء بل نوعية البقاء، عذرا على التعجل في المداخلة
د.يحيى:
الآن أتصالح معك قليلا، حين تقول يأتى الإبداع فى اتجاه غائية العدوان ..الخ، لكن أرجو أن تراجع الفقرة الأولى، وربما المقالات الأخرى (النشرات المتتالية) وأيضا الحوارات اليوم، وسوف نلتقى بأن يكون بيننا ما هو أفضل مما بدأ كل منا به.
ياه يا أسامة، الحكاية اتسعت، الظاهر.
# # # #
د. أميمة رفعت: العدوان والإبداع
هذا الفرض يثير الفكر ويجعله كالأمواج المتتالية حينا، والمتلاطمة أحيانا اخرى، وأنا أحب (بشدة) أن أجد فكرى فى هذه الحالة. والجميل فى الأمر أن ينتج عن هذا التلاطم تساؤلات لا تكاد تولد حتى تجد إجابة لها فى السطر التالى أو فى الفكرة التالية، لينتج عنها هى الأخرى تساؤلات جديدة… أكاد لا استطيع الانتظار حتى يوم الأحد. شكرا لك يا سيدى.
د.يحيى:
أرجو يا أميمة أن تكونى قد تتبعت هذه المسألة ليس فقط يوم الأحد، ولكن أيضا فيما أثارت من حوارات أنا شخصيا استفدت منها، وأشكر الجميع عليها، أما حكاية “يثير الفكر والأمواج المتلاطمة” فلعل هذا ما أعنيه بتحريك الوعى وهو الهدف من هذه النشرة، وهو كان الهدف من المجلة (الإنسان والتطور) ويبدو أنه الهدف من الإبداع عموما، ثم لعله مبرر وجودى شخصياً،
على الله!
د. أميمة رفعت: العدوان والإبداع
أولا: العدوان و الإبداع:
هل الطاقة المصاحبة لغريزة ما، لها سمات هذه الغريزة بحيث فى النهاية تتعدد الطاقات و تختلف باختلاف الغرائز، أم ان الطاقة ما هى إلا الوقود اللازم للغريزة لدفعها للأداء بكفاءة فقط لا غير؟
يحيى:
بصراحة أنا لم أعد أتعامل مع الغرائز باعتبارها طاقة تدفع شيئا غيرها، ولهذا أتحفظ على استعمال كلمة “الوقود” هنا، وأظن أننى أظهرت ذلك فى احدى النشرات السابقة أو الحوارات السابقة، ربما فى ذلك ردى على محمد وهو ينبهنى إلى حكاية انفصال الطاقة عن غايتها ..الخ
د. أميمة رفعت: العدوان والإبداع
إذا كانت هذه الطاقة بإمكانها الإنتقال من غريزة لأخرى أو من شعور لآخر فهل تتغير طبيعتها (كما أو كيفا) حسب الغريزة الجديدة المصاحبة لها؟ و إذا كان لها طبيعة خاصة فهل تغير أو تعدل من طبيعة الغريزة الأخرى التى تنتقل إليها؟
هل إنتقال الغريزة من البدائية إلى الإبداع إلى الولاف الأعلى يحتاج إلى تزايد فى الطاقة أكثر فاكثر؟
د.يحيى:
مرة أخرى أذكرك برأيى أنها برامج منطبعة قابلة للتوليف والتطور إلى أعلى فأعلى، وليست طاقة دافعةأو وقودًا فقط، وكل برنامج يحتاج إلى اطلاق ومُطلق Releaser وليس بالضرورة طاقة منفصلة تدفع غيرها، لكننى احيلك أيضا إلى مايؤيد كلامك، أعنى توجه كلامك، برغم أننى تجاوزته بعد أن استشهدت به، وهو بعض أعمال لوزنز، وتبنبرجن عن “الطاقة الخاصة الفعالة” Acton Specific Energy الفعالة، و”إزاحة النشاط” Displacement of Activity وقد تناولته بإيجاز فى أصل الأطروحة (الانسان والتطور ابريل سنة 1980) على ما أذكر.
د. أميمة رفعت: المواجهة المواكبة المسئولية
برغم من أنه يبدو غريبا أن نعتبر “حوار الصم أو الطرشان” التي ذكرها الدكتور يحيى الرخاوى فى مقالته (العلاج النفسي- المواجهة ، المواكبة، المسئولية) وسيلة تواصل مع المريض فى العلاج النفسى، إلا أنني أوافق تماما على كل كلمة جاءت فى المقال. وموافقتي ليست نابعة فقط من اقتناع منطقي، بل أيضا من ممارسة عملية إكلينيكية:
” لدى مريضة (50سنة) تحضر جلسات العلاج الجمعي منذ ثلاثة أشهر، وينطبق عليها تماما صفة حوار الصم، فمهما كان السؤال أو الحديث المدار لا ترد إلا بقصة صغيرة تخصها، أو تخص بها أشخاص بعينهم و تستخدم كلمات بعينها فى التعبير، وبنبرة صوت لا تتغير لتنتهي ببكاء قصير أشبه بالنهنهة…”
شهران كاملان لم تخرج فيه المريضة عن هذا السيناريو و كأنها لا ترى أحدا و لا تسمع أحدا ولا تشعر بشيء آخر. و مع ذلك استمريت فى “الحوار” معها بصبر، و قد حذا حذوى الآخرون. وذات يوم كانت تطرح مريضة أخرى مشكلة ما و إذا بمريضتي الأولى ترد عليها، بل و تبدى رأيا أيضا. ويبدو أنها سعدت بالتغير الذي طرأ فظلت تردد هذا الرأي بحماسة غريبة عليها. ما زالت المريضة تذكر قصتها الأولى، و لكن بالتبادل مع قصتها الثانية، فى إطار حوار الصم أيضا.
أعتبر ما حدث لها هو تغير كبير، فبعد أن كانت ثابتة متجمدة عند النقطة(أ)تحركت إلى النقطة (ب) وهى تتحرك الآن بين النقطتين. بل و خرجت قليلا خارج ذاتها لترى الآخر. لم يحدث هذا التغيير محتوى الحوار، بل مجرد وجود حوار. أحدثه الدفىء الذى شعرت به خلال الجلسات، أحدثه الأمان الذي وصل إليها عبر قبول الآخرين لها. بل و أحدثه استمرار وجود حوار ما مع شخص ما و التعود عليه. ما زلت أحلم بتغير و تقدم آخر معها، والانتقال من مرحلة حوار الصم إلى حوار من نوع آخر…
د.يحيى:
أعدك يا د.أميمة أن أعود لتناول هذا الموضوع بالذات قريبا حيث عندى حالة تكلمت بعد سنة إلا شهرا فى مجموعة علاجية قديمة (منذ أربع سنوات)، ثم ها هى معى الآن (2008) حيث دخلتْ مجموعة جديدة بعد مرور سنوات من الخبرة القديمة، وهو شاب بلغ العشرين الآن ويواصل حضور المجموعة منذ ستة أشهر، وهو لا يتكلم أثناء المجموعة ولا حرفا واحدا وبالذات وأنا موجود، لكنه يتكلم خارج المجموعة مع زملائه وزملائى الأصغر، وحالته شديدة الدلالة والإيحاءات أعتقد أنها تحتاج لشرح تطوراتها كتابا بأكمله.
نقطة أخرى شديدة الأهمية لابد من الاشارة إليها:
“حوار الصم” يا د.أميمة لس مرادفاً أبدًا للصمت
الصمت كلاٌم أعمق وأقوى من حوار كثير من حسنى السمع، طلقى اللسان
حوار الصم هو كلام لا يؤدى وظيفة الكلام أما الصمت فهو كلام دون كلام!!
أنا أقرأ الآن رواية “فوضى الحواس” لأحلام مستغانمى، وهى رواية جيدة، لعلها تفوق ذاكرة الجسد، (لست متأكدا)
وقد عددت فيها أكثر من عشرين نوعا من الصمت (الكلام الرائع)
وقد أعود إلى كل ذلك فى عمل نقدى مستقل.
# # # #
أ. يوسف عزب: العدوان والإبداع
ما يصلني من هذا العلم وما يجعله مفهوما عن اي كتاب علمي، هو انْْه يقوم بتناول الانسان كاملا وليس مجزأً، ولذلك تكون اللغة نفسها مفهومة، والعلم هنا ليس اقرب الي الفن فقط بل انه من سهولة لغته ووضوحها وارتباطها باللحم الحي للبني آدميين تبدو وكأنها مقال اجتماعي
د.يحيى:
هذا طيب ومطمئن يا يوسف، لى الآن بالذات، وخاصة وأنا لا ألقى إلا الاحتجاج علىّ للصعوبة والغموض فى كل ما أكتب، ترى ما رأيهم؟
أ. يوسف عزب: حلم 41
“الصبر هو ما ينقصه”: وصلني هنا ان الشقة هي المأوي وهي البر بالنسبة للبحر هو في حيرة الي اي بر سيرسي عليه ولم يعد البر او المأوي القديم يسعه وعليه الخروج منه لاي سبب ولم يجد بعد مأوي جديد واحتمالات أن يحصل علي مأوي جديد هي باسعار لايستطيع دفع ثمنها ( الاثمان التي دفعتها زميلاته) قد يبدوالامل في البر والمأوي القديم الذي جاء منه ولكنه اكتشف انه لم يصبح قديما كما كان يتوقع.
د.يحيى:
لك ما قلت يا يوسف، لكننى مازلت عند رأيى، ومازال هذا الحلم بالنسبة لى فاتراً نسبيا،
شكراً، ودعنا نختلف لصالح النص.
أ. يوسف عزب: العدوان والإبداع
لدي تساؤل بسيط: هل انكار الغريزة في الانسان يعد انكارا لفكرة التطور كاملة؟، أم ان مدعي ذلك من العلماء يقرونها من حيث المبدأ ويقولون ذلك محاولة من الفكاك من أسرها..؟
د.يحيى:
أظن أن تعبيرى فى البداية كان: “ينكرونها أو يتنكرون لها” وكنت أشير إلى غريزة العدوان أكثر، فلا أحد يستطيع أو يجرؤ أن ينكر غريزة الجنس قد أعُطيت كل هذه المساحة بشكل مباشر ثم بشكل غير مباشر فى الزواج وغيره ثم فى إعلائها تحت اسم التسامى، أكرر رأيى أن إنكار الغرائز – من حيث المبدأ- يؤدى إلى مسار منحرف للطبيعة البشرية، والتسامى عنها يؤدى إلى مسار وديع متحضر، لكنه يوقف حركية استيعابها فى كلٍّ أرقى بها فعلا (يمكنك مراجعة كل ذلك فى كل ذلك) .
أ. يوسف عزب: العدوان والإبداع
ذكرتم سيادتكم في وظائف العدوان ان العدوان يعتبر جزءاً متضمنا في كل الوسائل المسئولة عن الحياة بل وعن تطويرها كذلك، وكيف اصبحت، مسلمة بديهية.
د.يحيى:
لا أظن أننى أعنى مسلّمة بديهية تحديدا، وأرى أننى أحتاج مساحة كبيرة لتقديم تفاصيل ما أعنى، وأعدك أن أنتهز الفرصة المناسبة لشرح ذلك فى حينه، لعل الأمور تتضح لى أكثر،
# # # #
أ. رامى عادل: حوار بريد الجمعة
بالنسبه لكلامكم عن الخوف من تجاوز حدود النمو /الوجود الحاليه, وعلاقته بالايمان التخليقي المتمادي وارتباطه باقتحام الكون للذات ..اليس من الخطر ان تتشابك الحيوزات هكذا, فنسبح بالسرمديات ونكتفي بالفعل الهامد دونما انتفاضات فكر كونيه . .
د.يحيى:
بصراحة يا رامى أنا لست أدرى من أين أتيت بهذا الحدْس الذى سوف أعود إليه تفصيلاً فى كتابى عن الغرائز، وبالذات عن غريزة أسميتها الغريزة الايقاعية التوازنية الممتدة، أفسر بها مثل هذا النزوع إلى ما اسميته أنت “انتفاضات فكر كونية” أنا أخاف يا رامى حتى الآن من فتح هذا الملف فى الوقت الحاضر، وأدعو الله تعالى أن يلهمنا اللغة المناسبة فى الطريق إليه .
أ. رامى عادل: مدارس ومدارس
من خلال قراءتي العابره اليوم انت محسسني انك اطلعتنا علي سر مهنة الطب النفسي. وانه مش من حقك لوحدك تنشر الكلام ده وان الاطباء النفسيين هيتنرفزوا ان منهجهم اتكشف وانهم اتشردوا في الموقع بتاعك. وان سيرة الطب النفسي بقت علي كل لسان. وان الدكاتره عايزينك حيا او… سلام يا عم.
د.يحيى:
يا رجل، ولا يهمك. شكرا
وبعد
انتهى الحوار قبل أن ينهى .
ويبدو أنه لابد أن يكون له امتداد فى أحد أيام الأسبوع القادم وليست بالضرورة غداً،
لست أدرى !