يحيى الرخاوى طبيب نفسى
“يوميا” الإنسان والتطور
11-7-2008
العدد: 315
حـوار/ بريد الجمعة
مقدمة:
كلما ضاقت ساحة الحوار وتركزت التعليقات، أمِلتُ أن يباركنا الله، وأن يمنحنى القدرة أن أرد على من يبذلون الوقت والجهد لدفع المسيرة بأى قدر من أى موقع.
لعل من أسباب تراجع المساحة هو نقل بعض أجزاء إلى الأبواب الثابته مثل: حالة د.منير شكر الله التى بعث يستشيرنى فيها، والتى رحلتها إلى بعد غد (استشارات مهنية)
ومثل لعبة د.أسامة فيكتور عن الكراهية التى أجلت التعقيب عليها لحين العودة لمناقشة إشكالية الحب والكراهية.
****
الامتحانات وقيمة اسمها “العدل”
د. أسامة فيكتور
لا أحب أن أرد على التعتعة لأنى لا أملك فى أى تعتعة سوى أن أتحسر على عدم وصولها إلى من ينبغى، ولكن هذه التعتعة يجب أن أقول فيها، حيث إنك أشرت إلى عدة قيم: العدل، الاستسهال، التعليم، المسئولية، بما فيها من مواجهة الصعب والبناء والتقدم للأمام، الرؤية والتفكير (هل هدف التعليم أن أجتاز الامتحان؟ وما الامتحان إلا أحد وسائل تقييم مسار التعليم لتحقيق هدفه؟) كل هذه القيم وغيرها مما خفى عنى يبدو إنها غائبة عن عقول ووجدان 99% أو أكثر من المصريين، ربنا ينور بصيرتنا.. يا رب.
د. يحيى:
ليس هكذا تماما.
عندى يقين يقول إن بداخل هؤلاء الــ 99% ما (أو…”مَنْ”) يتلقى ما نظن أنه لم يصل إليهم،
لو نجحت التعتعة أن تُتَعْتِعَ قدرا كافيا من الجمود المحيط بنا، فلا مفر من أن يتحرك كل ذلك معا، ليتجمع ويتراكم، لننبض سويا برغم ظاهر ما يجرى ضد ذلك.
د. منير شكر الله
هذه أول مرة أكتب لحضرتك …. الكثيرمن كتاباتك كان ومازال لها تأثير كبير على طريقة تفكيرى وعملى – على سبيل المثال كتاب حيرة طبيب نفسى ونقدك البديع لأحلام نجيب محفوظ. وكنت أبحث دائما عن مجلة الإنسان والتطور عند بائعى الجرائد. كما إنى حضرت عدة مرات فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات الندوات العلمية والثقافية بدار المقطم واستفدت منها كثيرا.
د. يحيى:
- يعنى!! ربنا يسهل!
- الوصلة بين الندوة الشهرية الثقافية ثم العلمية ومجلة الانسان والتطور وهذه النشرة اليومية (بنفس الاسم) أصبحت أقرب إلىّ الآن من أى وقت مضى
أما بالنسبة لاستشارتك للحالة التى أرسلتها فسوف أرد عليها بعد غد ان شاء الله (يوم “الاستشارات المهنية” و”الإشراف عن بعد”)
أ. عماد فتحى
عندى تساؤل: هل هذا جيل لم يتعلم أصلاً، أليست هذه حقيقة الآن؟ أرى أن هذا الجيل وقبله بأجيال وبعده بأجيال سيظل على هذه الحال إلى أن تعود قيمة العدل، تعود ليس فقط فى هذا المجال ولكن فى كل المجالات كما أشرتَ.
د. يحيى:
من أصعب ما عانيتُ يا عماد هو تصور قيمة العدْل سائدة، لكن بما أن الذى خلقنا هو “العدْل” نفسه سبحانه وتعالى، فكيف نشك فى احتمال تحقيقها.
أ. هالة حمدى البسيونى
بالنسبة لى الامتحان هو أن أبذل ما طلب منى، أى المفروض علىّ بأمانة وإخلاص، وانتظر النتيجة دون توتر أو خوف، فى البداية كنت متعاطفة مع طلبة الثانوى، ولكن فكرى تغير، فكل طالب ذاكَرَ وعمل ما عليه، خلاص يسيبها على ربنا.
د. يحيى:
“يسيبها على ربنا” بالمعنى الإيجابى، وهو عندى: “أن نعرف كيف نتقبل موضوعية السهل والصعب” معا.
المسألة يا هالة هى أن نتعلم ونعلم أبناءنا وبناتنا كيف نواجه الصعوبات من حيث المبدأ، وليس أن ننكرها أو نتنكر لها وكأنها أمر شاذ، المصيبة أن قيمة الموضوعية تماما هى مثل قيمة العدل، وقد اختفتا من قاموس التربية والسياسة والاقتصاد جميعا على كل المستويات،
ربنا يستر.
أ. هالة حمدى البسيونى
حتى الامتحان لو كان صعبا، فهى مشكلة التصحيح وتوزيع الدرجات.
د. يحيى:
طبعا لا، لا أوافق.
هى ليست مشكلة التصحيح ولا توزيع الدرجات، هى مشكلة أننا لا نعرف معنى الامتحان أصلا ولا وظيفته، فضلا عن أن الصعوبة هى على “ناس ناس”، وهذا ما يثير “الناس الى تحت”،
فتنتهزها المعارضة فرصة للتمادى فى التهييج وكأنها قضية سياسية، فى حين تتراجع الحكومة بخيبة بليغة، فتضيع كل القيم فى بركة عواطف رخوة، وعمى حيسى.
أ. هالة نمر
فيم كان الاستغراب؟
رغم الخوف والتوقعات والحسابات المنطقية لما حدث ويحدث بشكل متواتر، إلا أن المتورط فى ذلك وفى غيره يظل يأمل فى شيء رغم كل ذلك كى يتحمل حتم المغامرة والاستمرار، ويبدو أن إدراكنا للكوارث والمهازل له سقف يرعبنا تخطيه.
د. يحيى:
تطلبين منى يا هالة ألا أستغرب!!؟
إذن ماذا أفعل؟
أقول هذا هو الطبيعى، بما أننا قد وصلنا إلى درجة لا يخرج منها إلا هذا؟
ثم نحمد الله على حسن حساباتنا وأن المسألة هى كما توقعنا قد حدثت، “بالمللّى!!.”
هل هذا يرضيك؟
د.إسلام إبراهيم أحمد
دموع الآباء تعطى الأبناء مبرراً للفشل؟ بدل أن يحملوهم أكثر شرف التحدى وتحمل المسئولية.
د. يحيى:
طيب ودموع الأبناء والبنات؟
لم يبق إلا أن يصوروا دموع الوزراء والسيد الرئيس يأخذهم فى حضنه الواحد تلو الآخر يواسيهم ويشكر لهم تأثرهم بآلام الشعب المسكين ونواحِه.
أ. أحمد صلاح عامر
أتعجب من استغراب حضرتك من هذه القيم التى تدعو إلى الراحة وعدم الإرهاق والاستسهال، لقد أصبح التعليم بلا تعليم حتى الدروس التى هدفها زيادة استيعاب الطلاب أصبح يركز على الهدف الأخير وهو الامتحان بعيدا عن فهم ما يحدث، وعن معرفة مغزى ما يدرس.
د. يحيى:
أحيلك لردى على ابنتى هالة نمّر،
تريدان انت وهى منى ألا أستغرب؟
حاضر!! (يعنى لا!!)
أنا أستغرب على إجماع المعارضة والحكومة والمستقليين على دغدغة مشاعر العامة ومواساتهم، دون الغوص إلى أصل المصيبة، ودون تعمق مسئولية الجميع عن الذى يحدث للجميع، وفى مقدمتنا الحكومة طبعا.
أ. أحمد صلاح عامر
أشكرك على قربك منا وأشكرك جداً على رؤيتك الواضحة، أرجو منك البحث عن واقع الحال حالاً لأن مصر أصبحت بخير وانتهى عهد الــ 70% (التى تدخل كلية الطب، عهد له معالمه) فى الامتحانات وغير الامتحانات.
د. يحيى:
قيم الاجماع، والــ 99%، والحوار الكاذب، والشفقة الرخوة، والاستسهال غير المسئول، والغش، والتمييز السلطوى، وإلغاء الآخر، وألعاب الشطارة الخائبة، كل ذلك يحتاج إلى غسيل وعْى شامل،
فهى الثورة الممتدة،
وما قُدّ لا يكون؟
أ. رامى عادل
سالتني زميلتى فيما يشبه الازدراء والتعجب وعدم الدهشه، لماذا اتحدى نفسى يوميا فى العمل، وغيره على ما يبدو، وجدت أنكم زرعتم بداخلنا هذا السلوك/المواجهه دون ان ندرى، رغم اني لا اجني من ورائه سوى الرفض، ربما من داخلي، قد تكون أيضا ثمره تراكميه، أنا لا ادعي الشطاره، ومع وصولي لكلية قمه يوما ما ورسوبى ودهشتى, لم اعد اتلفت حولي بحثا عنها، فما حصل قد حصل.
د. يحيى:
مالك تتكلم هكذا بمنتهى العقل يا رامى، كأنك لست أنت يا شيخ؟
أهلا.
د. هانى الحناوى
وقفت عند جملة فى مقالك وهى “قيمة المعرفة لذاتها” واعتقد أنه بمفوم الارتباط الشرطى للتعلم يجب أن يكون هناك تطبيق لهذا المعنى أى أن يشعر المتعلم خاصة الصغير “أو الصبى مع الاسطى” كما سمعنا منك دائما – يشعر بعلاقة ما تعلمه بما يمارسه فى واقع الحياة، أو على الأقل أن يشعر بقيمة المعرفة معنويا كحافز لمزيد من التعلم والمعرفة، ولكنى أجد أن المعرفة السطحية بين الصغار هى ما تجد صدى من التصفيق من الكبار والصغار والمعرفة الحقيقية القيمة ربما يجد من يستخدمها عدم فهم من قبل الآخرين … فما الحل؟ وهل نبدأ من “هنا والآن” على مستوى الأفراد “الصغار” بغض النظر عن فكرة التصحيح العام؟؟
د. يحيى:
المعرفة – كما تعلم – مسئولية، ونحن نعيش فى جوٍّ يعلن باستمرار أن: “المسئولية مش علينا السنادى، ولا أى سنة”!!،
الحل الفردى، يا هانى، هو الذى سوف يحاسبنا الله عليه، (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)
لكن لنتذكر أنه من ضمن الحل الفردى هو أن يتحمل كل منا حمل مسئولية سائر البشر، بدءًا بالدوائر الأقرب فالتى يليها حتى نهاية الكون الذى ليس له نهاية، لا مهرب منه إلا إليه،
إن ما جرى عندنا خلال ستين عاما، قد قلب الأوضاع حتى اختفت المعالم، حتى معالم السوء والشر، لم يعد يا هانى، لها معالم أيضا،
لكننا سننتصر.
****
أحلام فترة النقاهة: (حلم 69 حلم 70)
أ. رامى عادل
……..
…….
….. وعاودني الشوق فرحت اجمع شمل نفسى وعاودنى الصمت فرحت اشدو لحنا لمحمد منير وشعر لصلاح جاهين ولحنا للطيفه ومقتطف ليوسف شاهين واخرجت ورقه وقلم ورحت اكتب نقدا جافا للبرامج الدينيه والمروجين لها, وإذا بأبى ياخذني بين ذراعيه من بين كل المصطفين ليهون على وعلى امى المتداعيه كذلك.
د. يحيى:
أوافق.
أ. هالة حمدى
لم أفهم حتى الأن وضع صاحبته وهل هو مستمر فى حبها بعد كل ما رآه.
د. يحيى:
ليس ضروريا أن نفهم الإبداع، بل أحيانا يستحسن ألا نفهمه، وأحيانا أخرى أشعر أن فهمه يفسده.
ربما لهذا توقفت عن مواصلة النقد التقليدى لأحلام النقاهة حتى لا أحاول أن أفهم وأفهِّم ما ينبغى أن يُترك بغير فهم.
****
يوم إبداعى الخاص: (قصة قصيرة!!!)
د. هانى الحناوى
“هذه ليست البداية فحياته كلها بدايات“
تأثرت بهذه الجملة ويعلم الدكتور يحيى الرخاوى انه قالها لى ليس من باب النصيحة فحسب ولكنى وجدت خبرات حياته تجمعت فى بؤرة مركزة، أعطاها لى بكل حب، كما عهدته فأنا اشكر الله واشكر تلك المحنة التى وقف بجانبى فيها كاب لى واستاذ وطبيب نفسى…
د. يحيى:
لا شكر على أداء حق لأصحابه، وأنت صاحبه أبداً، لكن لى معك كلاما حين نلتقى.
****
مقتطف وموقف: (عن الأدوية الجديدة باهظة الثمن)
أ. عماد فتحى
هناك تساؤل دائما يحضر إلى ذهنى عندما تتحدث عن ذلك الموضوع، وهو نفس السؤال الذى حضرنى الآن..ما هو مصير مرضانا الغلابة؟ وباتغاظ من نفسى أوى لما أضبط جوايا صعبانية فقط تجاههم.
د. يحيى:
الصعبانية واجبة حين تكون مثارة بالظروف الاقتصادية للأغلبية التى تعجز عن شراء الأدوية الجديدة خصوصا بعد اختفاء أو إخفاء أو اعدام الأدوية القديمة الرخيصة، أما الصعبانية بمعنى الشفقة الفوقية فهذا ما أخاف منه طول الوقت، حتى الرفض.
أ. منى أحمد فؤاد
من الجديد بالنسبة لى أن أعرف أن العقار الذى ليس له أثار جانبية ليس له اثار علاجية، كنت دائما أسأل نفسى لماذا يعطى الطبيب الدواء على الرغم من معرفته بالآثار الجانبية التى أراها صعبة جدا من وجهة نظرى، ولكن مع رؤية ما تفعله هذه الأدوية من تحسن مع الوقت، اقتنعت إلى حد ما بما يفعله الطبيب.
د. يحيى:
تصورى يا منى أن هذه القاعدة التى تربط بين الآثار الجانبية والآثار العلاجية والتى كانت بديهية سنة 1954(منذ كنت طالبا) أصبحت أبعد ما تكون عن وعى الأطباء بفضل ألاعيب شركات الدواء.
أ. هالة حمدى البسيونى
حكاية أننا ننظر إلى العقار من جانب أعراضه الجانبية قبل أثاره العلاجية فقط، خطأ وهذا لا يعنى ألا ننظر إلى الأعراض الجانبية ولكن لا يكون ذلك هو هدفنا الأول
د. يحيى:
هذا ما أعنيه تحديدا
د. إسلام ابراهيم أحمد
مش فاهم ازاى الأدوية دى بتختفى خاصة أن الأدوية الجديدة ليست من نفس الشركة صاحبة الأدوية القديمة
د. يحيى:
البركة فى الرشاوى المباشرة التى تصل إلى ملايين الدولارات، تدعمها الرشاوى غير المباشرة بتمويل المؤتمرات، والمجلات والسفريات والانتخابات.
د. إسلام ابراهيم أحمد
لازم يتم تكوين هيئات عالمية بتمويل بعيد عن شركات الأدوية للبحث فى فعالية الأدوية وتكون حيادية
د. يحيى:
يا عم إسلام، لا تنسَ أن كل، أو معظم، الهيئات العالمية، حتى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، هم موظفون سريون – طوعاً أو كرهاً – عند أصحاب المال فى كل المجالات، وخاصة تجارة الأدوية.
د. محمد أحمد الرخاوى
الحوار بين اي اتنين ممكن أن يشمل حاجات كتيرة، ويفضل الصدق هو الفيصل في تطور اي علاقة في اي اتجاه فهو بيفرض نفسه في نهاية النهايات والعلاقات الصادقة هي مفتوحة النهاية ابدا مش عيب ان يبقي فيه احتياج ولكنمطب الزيف او الكذب او خداع النفس هو اللي بيشوه معظم العلاقات، الحدود في اي علاقة هي حدود الصدق ليس الا،
المسألة مش بالبساطة دي
ولكن الاحتياج الانساني اقوي من ادعاء اي وحدة علي شرط الا ينتهي اي حد عند التاني
د. يحيى:
على البركة
ولكن لا تنس أنه “قليلُ من الزيف يحلّى القعدة”
****
التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى (11)
د. على الشمرى
حقيقة وبدون مجاملة اللي يقرأ هذا الموضوع لازم يقول هو المعالج النفسي لازم يعرف كل حاجة علشان يقدر يساعد العيان؟ مع ان هناك سؤال مشروع وهو اليس ذلك على حساب التخصص؟ مع اني معجب بكلام حضرتك عن مشاركة المعاالج للمريض في تحمل المسئولية في أمور ليست ضمن الاختصاص فالمريض النفسي الذي يعاني من ضمن مايعانيه الحاجة للمال ووقت الفراغ ففي هذه الحال يجب عليه توجيهه الى عمل يتناسب مع قدراته واستعداداته وميوله وسماته الشخصية والعمل على تنمية مهاراته الاجتماعية وتنمية قدراته الذاتية .وخلاص الكلام ان موضوع اليوم جميل جدا ومفيد وجزاكم الله خير الجزاء
د. يحيى:
شكراً يا د.على على تشجيعك، ولابد أنك تعرف أننى لا أطالب أحدا – ولا نفسى- بأن يعرف كل شئ، فقط أنا أشير إلى أهمية أن نتعلم من مرضانا، ليس فقط ما يتعلق بالمرض، وإنما أيضا بالحياة، والمهارات والمعلومات ثم دعنا نأمل أن نعمق الفروق الثقافية دون تحيز أو حكم فوقى على ثقافات الآخرين.
****
ملف الحب والكره (نحن نخاف من الحب..!!وننكر الكراهية!! إذن ماذا؟)
د. نرمين عبد العزيز
أرى، بل وأنصح كل من يعجز عن إجابة هذا السؤال بداخله، الإسراع لأخذ “اللاموقف” من المحيطين به، للسماح لنفسه “بوقفه” فاصلة فى علاقته بنفسه أولاً، ثم علاقته بالمحيطين به.
د. يحيى:
ألم تلاحظى يا نرمين أن نصيحتك بأخذ “اللاموقف” من المحيطين هى فى ذاتها موقف. ثم إنى لم أفهم بوضوح ما تقصدين بـ “وقفة فاصلة فى علاقته بنفسه أولا” ولا حتى “فى علاقته بالمحيطين”
ماذا تقصيدين يا ترى بـ “فاصلة” ….الخ
أ. منى أحمد
لقد حضرت الندوة. وأنا من المشاركين فى لعبة الكراهية وقد شعرت بأهمية هذه التجربة ومدى قدرتها على توصيل شئ ما بداخلى لا أستطيع التعبير عنه.
د. يحيى:
من ضمن آمالى يا منى أن تكون هناك وصلة ما بين “النشرة اليومية” هذه والندوة الشهرية بشكل ما،
أما كيف؟ فهذا ما لم يتضح لى جيدا
وها أنت تبدئين
فهيا نأمل.
أ. رامى عادل
… نقوم برصد عاطفة مشبوهة، فنحوطها ونتمثلها، ناشرين أشواكنا كالقنافد النادره، أو تقوم العاطفه -نفسها- بما يقوم به حائط دفاع يصد ميكروب ضار، منفذه لعمليه تشكيل وتقويم لسائر فصائلها الداعمه الغضه.
د. يحيى:
شكراً يا رامى.
د. محمد أحمد الرخاوى
لم اشترك في الاجابات أو اللعبة ولكن عندي اضافة وهي عن تجربة شخصية جدا الندية وصراع تفتيح مسام الوجود ثم الاصطدام بالاختلاف، ثم اكتشاف الحب برغم كل ذلك بمعني الحاجة إلى جوهر الجوهر أو عمق العمق ثم الولاف علي هذا الجوهر حتي دون فهمه ولكن الحياة به ثم الانفصال للاتصال لتبدأ الحلقة الأبدية من جديد هي تجربتي الخاصة جدا، حد فهم حاجة أما عن تعريف الإيمان فهو معني أى معني سعيا إلى كشف هذا المعني صبغة أزلية فعلا كدحا طول الوقت ودون اختيار إلا هذا الاختيار برضة حد فهم حاجة فينك يا محمد يا يحيي!!.
د. يحيى:
أحيلك إلى ابن عمك لأتفرج عليكما!!
****
ملف الحب والكره والعواطف إجابات لأسئلة ليس لها إجابات (1 من 2)
أ. رامى عادل
…. حين تلطمني الكلمه,تغتصبني.احتضر ,اجدني مشدوها في حضرتها.
د. يحيى:
يبدو يا رامى أن صراعى مع الكلمات لن ينتهى!!
هل مازلتَ تذكر حوارى مع الكلمة فى قصيدة “يا ليت شعرى لست شاعراً” حين قلت:
تدقُّ بابى الكلمة أصدّها. تُغافل الوعى القديم، أنتفضْ. أحاولُ الهربْ، تلحقنُى. أكونُها، فأنسلخْْ. أمضى أغافلُُ المعاجِمَ الجحافلْْ، بين المَخاضِ والنحيبْ. أطرحُنى: بين الضياع وَالرُّؤى. بين النبىَّ والعدَمْ. أخلّق الحياة أبتعث. أقولُنى جديدا، فتولًدُ القصيدةْ.
أ. أمل
اشكرك فعلا، ولكنى حين افكر فى عواطفى بهذا العمق اجد نفسى فى حيرة فان كل عاطفة تختلف عن أختها، وقد تكون عكسها، وهذا يجعلنى افضل عدم التفكير بعمق
د. يحيى:
لعلك لاحظت يا أمل:
أولا: أن كل هذه الإجابات هى مجرد فروض (أو “لا إجابات”).
ثانيا: أن هناك تداخل شديد بين الألفاظ الأم مثل: “المشاعر – العواطف – الأحاسيس– الوجدان – الانفعالات”.
ثالثا: أن محاولة إزالة هذا التداخل بتعريف “جامع مانع” لكل لفظ من هذه الألفاظ بالرجوع إلى المعاجم هى محاولة فاشلة وفاسدة.
رابعا: أن ترك الأمر دون تحديد ليستقبله كل واحد وواحدة حسب ما تعود، سوف يزيد الأمر غموضا، ويباعد فيما بيننا.
خامسا: أن اللغة – حتى فى عمق تجلياتها قبل وبعد الكلام – تكاد تلتحم مع هذه الظاهرة (التى أفضل تسميتها الوجدان) وتناول هذا العمق للغة هو إشكالة أخرى.
سادسا: أن المسألة لن تحل بالتنظير وبالتجريد، وإنْ كانت قد تحل –ولو جزئيا- بالمعايشة والإبداع.
سابعا: أن الحيرة التى وقفتِ أنتِ فيها هى حيرة مشروعة، وأن كل محاولاتى كانت لتحريك الحيرة، بما فى ذلك حيرتى، وليست لاقتراح إجابة محددة.
ثامنا: أن عدم التفكير بعمق، هو تفكير أعمق (أحيانا).
تاسعا: أن صعوبة أية إشكالة لا تبرر اختزالها إلى ما ليست هى.
عاشرا: ان الممارسة الواعية جزئيا قد تضيف إلينا، من حيث لا ندرى.
(كفى هذا مؤقتا.)
****
يوم إبداعى الخاص: قصيدة دورة حيـاة فقـّاعة
د. مشيرة أنيس
توحدت مع الفقاعة …وحسيت احساس غريب جدا إن انا هى، وإن القصيدة دي حضرك كتبتها لى.. حتى لحظة اختيارها للموت ريحتني قوي و وصلتني انها سكون وطمأنينة بعيدا عن حاجات كتير
د. يحيى:
تصَّورى يا مشيرة، أن بعضهم وصلَهُ أن هذه الفقاعة ليست إلا كاتبها “أنا”، وقد فزعتُ لأن نهاية القصيدة فيها مظنة انتحار أو انسحاب على الأقل، ولا أعتقد أننى أرضى بهذه النهاية لكِ أو لى.
فمن أين يأتى السكون يا شيخة فى اختيار الموت؟
ولكن، عندك!!! يا ترى هل سبقتنى القصيدة فأعلنتْ ما وصلتُ إليه مؤخراً من رؤية احتمال أن الموت هو بمثابة “انتقال الوعى الخاص إلى الوعى الكونى إلى وجه الله”، وبالتالى تكون نهاية الفقاعة – أنتِ أو أنا- هى: “موتها رضيعة بحكمة الإباء، من قبل أن تقتلها الشراهة”، تكون هذه النهاية ليست انتحارا ولا انسحابا، ألم تمزج نهاية القصيدة ضياءً فى ضياء وهواء فى هواء
فهل يا ترى كنت أعنى – دون أن أدرى – ما وصلتُ إليه أخيراً بشأن هذا الموت (الشعر الآخر)!.
لو كان الأمر كذلك، فأنا أوافق على شعورك بالسكينة وأرجوه لنفسى، سكينة فاعلة متناغمة قلقة، حتى لو سميت موتا،
أليس كذلك!؟؟!
****
تسويق “الإيمان” فى “سوبرماركت” العولمة!!!
أ. هالة نمر
لم أفهم نفيكم لصفة التصوف؟ هل رفضاً “للتفييش” ورغبة للانتماء لما أبعد من التصنيفات ؟ أم ماذا؟
د. يحيى:
فى الغالب الرد هو:
“أم ماذا”؟
تصوّف ماذا يا هالة ونحن لا نعرف منه إلا قشوره، أو ما يسوقونه عنه، مما ليس هو.
ولماذا نصر أن نصف الخبرات الانسانية الأعمق والأبسط بنفس الصفة الشائعة والملتبسة عن مفهوم اختلفت حوله الآراء حتى لم يَعُدْ هو، نحن بذلك نبتعد عنها (عن الخبرات) ثم بدلا من أن نقرأ وننقد الخبرة لذاتها – نجد أنفسنا قد استُدرجنا إلى منطقة فيها تفاصيل وتاريخ قد لا تكون فى بؤره اهتمامنا، مع أن حقيقة الخبرة المعيشة هى أقرب وأوضح، وهى ماثلة متغيّرة مغيرّة فى آن.
دعينا نعيش، ونصف ما نستطيع دون تصنيف.
دعينا نواصل ونتعلم.
أنا لست متصوفا.
لكننى أحاول أن أكون عارفا بالله، بالحق سبحانه وتعالى
(واللى فيه الخير ربنا يقدمه ربنا، عشان ماتزعليش).