الوفد: 11-3-1992
حادث المنشية أكد أن عبدالناصر
يفضل ذاته على مصلحة الوطن
- انا لا أحاسب عبدالناصر عما آل اليه حال بعض أولاده وبناته.. ولكن يحيى الرخاوى فى هذه النقطة تحدث كما تحدث الأستاذ هيكل !
ويقول هيكل:
ان اسرة عبدالناصر – بناته وأبناءه بالذات – يمكن ان يحسبوا عليه حتى مساء 28 سبتمبر 1970 وأما بعد ذلك فحساب كل منهم على نفسه.
* هيكل.. وأولاد عبدالناصر *
ويضيف:
يوم رحل عبدالناصر كانت ابنته الكبرى هدى تعمل فى سكرتاريته بمرتب قدره 36جنيها، وكان قرينها حاتم صادق يعمل معى فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية فى الأهرام بمرتب قدره مائة جنيه وكان قبل ذلك فى سكرتارية رئاسة الجمهورية.
وكانت إبنته الثانية منى تعمل معى أسضا فى دار المعارف المملوكة للأهرام (آنذاك ) بمرتب قدره ثلاثون جنيها وكان زوجها أشرف مروان يعمل فى سكرتارية الرئيس للمعلومات موظفا فى الدرجة السادسة بمرتب قدره اثنان وثلاثون جنيها.
والسؤال: لماذا كان كل ابناء عبدالناصر يعملون مع هيكل.. ولم ينس هيكل ان يطرح هذا السؤال.. وأن يجيب عليه أيضا لمصر لا لعبدالناصر.. وفى معرض اجابته ذكر أنه حينما تخرجت هدى وزوجها حاتم (وكانا دفعة واحدة) من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية إحتار الرئيس عبدالناصر وقال لهيكل لا أعرف ولا أستطيع أن أكلم وزيرا أو رئيس مؤسسة ليلحقهما يعمل عنده ولو تركتهما للظروف الطبيعية فأنى أعلم ان كثيرين سوف يتسابقون عليهما وهذه مفسدة لهما فى هذه السن.
ويبدوا رغم أنهما عملا مع هيكل الا أن بعض مانسمعه عن أشرف مروان.. زوج منى عبدالناصر يثير الغيظ.. وعلامات الإستفهام وبعض مانعرفه عن خالد عبدالناصر وسيارته الفارهة الجديدة الباهظة الثمن يجعلنا نتشكك فيما حدث بعد وفاة الرئيس عبدالناصر.
لاشك اننا لانحاسب الرئيس عبدالناصر عما آل اليه حال أبنائه من بعده.. ولكن كان مفروضا أن يحترم الأصهار والأبناء ذكرى رئيس انتسب للفقراء.. ودافع عنهم.. لكن أبناء ه أو بعضهم ذهب يبحث عن السيارات الفاخرة !
* عم حسين.. وزوجة الأب *
إن أحدا ما كان يتصور ان يحدث هذا التحول فى عائلة عبدالناصر التى بدأت فصول قصتها عام 1917 عندما تزوج والده عم حسين من السيدة فهيمة محمد حماد.. وهى ابنة أحد تجار الفحم.. وفى 15 يناير 191 أنجب منها جمال عبدالناصر.. وعندما أبرق الأب الى اسرته فى قرية بنى مر (4 كيلو مترات من أسيوط ) ليبشرهم بالخبر قام أحد أقاربه – أى عم حسين – بتسجيل المولود فى سجل مواليد القرية ويقول عادل حموده فى كتابه عبدالناصر والحروب الخفية مستندا الى انتونى ناتيخ:
- كان جمال عبدالناصر فى الثالثة من عمره عندما نقل والده من الأسكندرية الى اسيوط وأتاح ذلك للفتى الصغير ان يعيش وسط عائلته، وقريته التى ظل فيها حتى دخل المدرسة الإبتدائية ولأن الأب كان دائم التنقل فقد اقترح شقيقة خليل الذى انتقل للإقامة فى القاهرة ان يعيش معه جمال حتى يكمل دراسته وان كان يربى ابنه بالتبنى محمود الذى استشهد والده فى ثورة 1919 وكان عمر جمال وقتها 8 سنوات ويضيف
بيت العم خليل الذى تربى فيه كان يقع فى القاهرة القديمة فى حى النحاسين حى الحرف والصناع المهرة القريب من الصافة والموسكى والغورية والعطارين ومسجد الإمام الحسين رضى الله عنه.
- فى سنة 1926 ماتت أمه وفيما بعد قال أن موق أمه كان ضربة قاصمة تركت بصماتها التى لا تمحى وبعد حزن وزهد سبع سنوات كاملة تزوج الأب مرة ثانية من عنايات مصطفى فى مدينة السويس وكان جمال وقتها طالبا فى المدرسة الثانوية فى القاهرة ولأنه بدأ يتفتح على أشياء مثيرة تتصل بالحياة العامة فقد قلل من زياراته لوالده ويبدو ان ذلك عرضه لبعضاللوم من زوجة أبيه وكان أن بدا جو الأسرة يتوتر ويؤكد عادل حمودة على أن علاقة عبدالناصر بزوجة أبيه لم تكن تشوبها شائبه ولكن التعض حاول وصم هذه العلاقة بشكل أو بآخر.
ويستطرد
- فى الإسكندرية التحق جمال عبدالناصر بمدرسة رأس التين الثانوية القريبة من القصر الصيفى للملك وفى تلك الفترة اشترك فى مظاهرة ضد الإنجليز وقبض عليه وفى البوكس الذى حمل المقبوض عليهم سأل جاره.
- من الذى نظم المظاهرة؟
- وعرف أنهم من حزب مصر الفتاة
قبل ان يفرج عنه طلب مأمور القسم من والده أن يؤنبه ويحسن تربيته أمام الجميع لكن الأب لم يفعل وأنما أجبره على مغادرة الإسكندرية الى القاهرة ليكمل دراسته هناك ثم فى 17 مارس (1937) التحق بالكلية الحربية بواسطة أحد أصدقاء عمه.. وكان عبدالحكيم عامر يسبقه بدفعة وفى عام 38 تخرج عبدالناصر ونقل للخرطوم وانضم اليه عبدالحكيم عامر وولدت بينهما صداقة متينة وعاد عبدالناصر للقاهرة ليدخل امتحان مدرسة أركان الحرب ويؤسس تنظيم الضباط الأحرار وكان أيضا قرر الزواج ولم يتردد فى التقدم الى صديقه صاحب مصنع السجاد اليدوى عبدالحميد كاظم ليطلب يد اتنته السمراء الوديعة الأميل الى التحفظ تحية.
وبعد شهرين من الخطوبة تم الزفاف وكانت هديته لها جهاز فونجراف ومجموعة اسطوانات محفور عليها موسيقى لسيد درويش واستأجر فيلا فى منشية البكرى ليعيش فيها مع أولاده الذين أنجبهم فيما بعد.. وبقى فى الفيلا وأشترى سيارة أوستن سوداء كان يطوف بها على أعضاء التنظيم الذى كان يضم ظباطا من مختلف الإتجاهات التى انتمى اليها جمال عبدالناصر نفسه بصورة أو بأخرى.. من الشيوعية.. الى الإخوان المسلمين.
وبدأت مع عام 1952 تفاصيل ثورته.
* الثورة والأسرة #
ولكن الإطلالة المتأنية على أحوال أسرته وأقاربه.. وأفكاره.. وعلى حد قول هيكل كان يرى أنه تعرض لأموال الأغنياء لصالح الفقراء.. وإذا كان قد تعرض لملكية من يملكون لصالح الذين لا يملكون إذن فإننا نستطيع أن نتصور ببساطة أن جم الثروة والحرص على الملكية التى تتراكم فيها الثروة لم يكونا ين مجموعة القيم الإجتماعية التى آمن بها فى حياته أو لحياته ولكن اذا كان عبدالناصر آمن آمن بهذه الأفكار.. فإن أقرب أقربائه لم يؤمنوا بها.. لا إبنه خالد.. وسيارته الحديثة الفارهة خير دليل على ذلك. ربما كانت السيدة تحية عبدالناصر زوج الرئيس هى وحدها التى آمنت بفكره.. والتزمت به.
والسؤال.. هل يقبل الآن خالد عبدالناصر زن يبدأ بنفسه ويدعو لتطبيق أفكار والده عن الثروة على نفسه؟
عبدالناصر لم يحتفل بعيد ميلاده لأنه حوله عيدا للطفولة
- وعودة الى شخصية جمال عبد الناصر على ضوء يحيى الرخاوى فإننا لا يمكن أن نحاسب عبدالناصر على تصرفات أشرف مروان.. وخالد عبدالناصر لقد كان عبدالناصر زاهدا حتى فى الإحتفال بعيد ميلاده.. ولكن الدكتور يحيى الرخاوى لا يوافق على أن هذا زهد فيقول:
ولكنه لم يكن يمانع فى أن يكون يوم 15 يناير هو عيد الطفولة شخصيا ويمكن لمن يريد أن يمتدحه أن يقول أنه اعتبر أنه كشخص – لا قيمة لأن يكون قدومه للدنيا عيدا ولكنه كرمز رأى أن يكون ممثلا للناس فى بلده أجمعين فأصبح هو عيد الطفولة (!!!)
أما من يريد الذم فهو يستنتج من ذلك انه قد احتوى الوطن فى ذاته فجعل عيد مولده كشخص – هو عيد أطفال الوطن.
ومن يذهب الى هذا التفسير يستشهد تموقف آخر وهو يوم محاولة اغتياله فى المنشية حين صاح كلكم جمال عبدالناصر وهى لحظة تدفع بحقيقة طبقات الوعى الى ظاهر السلوك دون حساب، والمقابل الموضوع لها (لو أنه ذاب فى الوطن ولم يلتهمه ) هو أن يقول: عاشت مصر أو دمى فداؤك يامصر أما أن يذكر اسمه فى هذا الموقف أولا فدليل على أن ذاته هى التى تملأ وعيه أما لو كان قفز اسم مصر الأبقى والأصل لكان أعلن بذلك أن مصر هى موضع وجوده.
*الزعيم.. يلتهم الوطن !!*
وشتان بين أن تكون مصر هى جمال عبدالناصر وأن يكون جمال عبدالناصر هو مصر الفرق دقيق لكنه خطير أشد الخطر.
إذن فالسؤال الذى يطرح نفسه، وعلينا أن نحاول اجابته مهما كان صعبا يقول:
- هل ذاب عبدالناصر أو زى زعيم فى وطنه أم انه التهم وطنه.. هل تقمص الوطن فأصبح لا كيان له الا فيه ولا وجود له الا به ولا نجاة له الا بنجاة وطنه أم أنه حل محل وطنه فأصبح وجوده الذاتى هو الوطن وكرامته الذاتية هى الوطن.
يرجح يحيى الرخاوى أن الذات التهمت الوطن وليس العكس هى أرجح عنده وعند السادات وليس العكس.. لقد ظهر هذا بشكل أكثر صراحة أيام السادات حين كان يعتبر أهانة ذاته هى إهانة لمصر وحين أعلن حكاية كبير العائلة وأخلاق القرية الخ الصورة مختلفة لكن المغزى واحد ثم أن السادات قد عبر عنه مباشرة فيما أسماه البحث عن الذات !!! بما يؤكد ماذهبنا اليه فى فرضنا هذا حيث أصبحت ذاته (مثل عبدالناصر ) هى مصر وليس العكس.
مرة أخرى أحذر من استعمال ماهو عادى، لايحتفل بعيد ميلاده لتمجيد من هو غير عادى حتى لاتصاب بالخلط والدوار فهناك من يلعن الأعياد برمتها (المتنبى ) وهناك من يلعن عيد ميلاده (عدت يايوم مولدى ) عدت أيها الشقى الخ.. فالحذر الحذر.
ماذا يقرأ؟ !!
- يقولون أن عبدالناصر كان يهوى البساطة فى الملابس.. وارتداء القميص الأبيض.. بنصف الكم.. فوق بنطلون رمادى
- مرة أخرى على البساطه البساطه ماشي
* ويهوى التصوير
- إذن ماذا
* وسماع الإذاعات الأجنبية
- وجب !!!
* يلعب الشطرنج
-يعنى !
يحب العقاد مفكرا
- العقاد موسوعى أكثر منه مفكرا
* يجيد القراءة
- هذا أمر يحتاج الى وقفة وتفاصيل، فأى قراءة يجيدها فما المقصود بالإجادة هنا؟
- اننى أعتبر القراءة أكبر تحديات الوعى ان صح التعبير وأجادة القراءة هى إجادة بالفعل لأن القراءة الناقدة المسئولة هى حوار دائم وهى حوار أمين لأن الكتاب لا يناقض قارئه، وهذا من أحسن ماينفع الزعيم ويمكن زن يعفيه من تلقى كل المعلومات من الملتفين حوله خاصة من محترفى القراءة الموثقة – الكذب العصرى – والكتابة المنمقة ) فالكتاب الصادق الحى مع المتلقى الواعى النابه كفيل بأن يسحب الأرجل الهائمة فوق السحاب الى طين الواقع هذا من ناحية نوع القراءة.
ثم يأتى محتوى القراءة فالقراءة التى توصف بالجودة هى قراءة متنوعة المحتوى بالضرورة وحتى أستطيع أن أفهم شخصا ما فضل اعن زعيم ما لابد وأن أعرف كيف يقرأوماذا يقرأ فتعليقات لينين وهوامشه حتى على الكتب الأدبية والفلسفية التى كان يقرؤها كانت من أكبر المصادر التى أوضحت بعض جوانب شخصيته وما تأثر به
وعلاقة عبدالناصر بعودة الروح لتوفيق الحكيم معروفة لكنها ليست كافية ولا مفصلة ثم أنها تنتمى لمرحلة ماقبل السلطة.
أما بعد أن ولى السلطة فنحن لا نعرف شيئا عن محتوى قراءته فضلا عن هوامشه وحواراتهمع مايقرأ.. ماذا علق عليها كيف تطور بها كيف ناقشها.
فمن أين لى أخذ هذه المعلومة (التى يرددها الكثيرون ) له أو عليه.. دون أن أعرف التفاصيل وفى هذا الصدد أود أن أحذر من تلك الإلهامات الفلسفية والنظريات الثقافية والثورية التى يهبط وحى السلطة على رجالها فى العالم الثالث بمجرد أن يخلعوا الزى العسكرى ويجلسوا على الكراسى.
. * قلت ليحيى الرخاوى.. اشتهر عن عبدالناصر أنه كان يرد تنفسه على خطابات المواطنين؟
- مع الشكر !!!
- ياسيدى اعمل معروفا.. ان هذا الأسلوب الذى يوحى بأن هذه فضائل هو نوع من التأليه الذى يضر بذكرى الرجل أن آجلا أو عاجلا ان الرد بنفسه على خطابات المواطنين لا يمكن أن يكون مزية فى ذاته بل قد يكون مأخذا على حساب الوقت المفروض أن يسخر للهم الأكبر للمواطنين أما إذا كان الأمر يتعلق بخطاب بذاته له دلالة شخصية فأرونى فى اياه اننا بسثل ذلك نضعه مثل الفنان الذى يتعطف بالتوقيع بخط يده على اتوجراف المعجبين.
لايفتح الله
ليس هذا عبدالناصر
* السينما بديل للواقع !! *
* كان عبدالناصر يعشق السينما.. وكذلك السادات – وقيل أن السادات كان يعشق التمثيل.. وأنه أراد أن يكون ممثلا لكن ماذا عن الرئيس عبدالناصر.
- سمعت عن حبه للسينما.. وعن مبالغته فى ذلك فهل ياترى كان يستعمل السينما بهذا الإفراط بديلا عن الواقع أو مهربا منه.
أو بديلا عن الصديق وتنمية للخيال وهل يؤاخذ ان كانت السينما قد أخذت من وقته أكثر ما ينبغى أم أن هذا حقه الإنسانى البسيط وهو يعيش مثل هذه الضغوط والمسئوليات.
أسئلة كثيرة – قيمته انها تعكس أرا مهما فى حياة الزعماء وهى البعد عن التأليه
- قال د. ثروت عكاشه أنه اتخذ قراره بموعد تفجير الثورة.. بينما كان منصتا لأنغام موسيقى كورساكوف؟
ماذا تريد أن تقول بهذا.. انه كان رجلا مثقفا يحسن الإستماع الى الموسيقى الكلسيكية.. اذن ماذا؟
- وأنه اختلف مع زملائه بعد اسبوعين من الثورة؟
- رغم أن مثل هذا عادة يؤخذ.. على عبدالناصر وعلى الثورة على أنه من المآخذ إلا اننى لا أراه بالذات كذلك فاختلافه مع زملاء الثورة وارد طول الوقت.. ومفروض انه صحى وكان ينبغى ان يتضاعف ويستمر ويعلن ويصبح مسئولا عنه وخاصة فيما يتعلق بالإختلاف مع عبدالحكيم عامر.
فهذا ليس مأخذا ضد عبدالناصر ولا هو دليل على عدم الوفاء بل أن العكس هو الصحيح
- ان عدم الإختلاف (وحل الإختلاف بالصداقة والتفويت على حساب المبادئ ومصالح الوطن هو الذى انتكس بكثيرمن ايجابيات الثورة )
* فى حوادث العمال الشهيرة.. وما أعقبها من محاكمات حدثت نتائج دموية.. اذ أعدم خميس والبقرى ماذا عن الضحايا.. وسفك الدماء.
كل ثورة ولها ضحاياها.