نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 2-9-2017
السنة الحادية عشرة
العدد: 3654
جذور وأصول الفكر الإيقاعحيوى (41)
مقتطفات من كتاب:
“حكمة المجانين” (28)
(فتح أقفال القلوب)
مقدمة:
حكمة اليوم تفتح ملف:
ضرورة وحركية المسافة بين الناس
كيف وإلى أين؟
(وكل عام وأنتم بخير)
(239)
كلما زاد الخوف والتوحش زادت المسافة بين الناس،
ونضبت موارد الحياة،
(240)
اضطراد تزايد المسافة بين الناس،
يزيد من قسوة العدوان الأعمى.
(241)
اختفاء المسافة بين الناس دون حركية الدخول والخروج تضيع فيه المعالم وتختفى المسئولية،
وتذوب الذات الهُلامية المفردة، فى فراغ الكتلة الجماعية الرخوة.
(242)
المسافة “المتغيرة” بين الناس هى أمان من الوحدة ومن التلاشى معا،
فانظر فى عمق “الطواف الملتحم”، و”السعى المهرْوِلْ”.
(243)
إذا زاد العمى والعجز، جماعةً:
قد يتقارب الناس عشوائيا حتى الشلل التام بالرغم من الدفء الزائف فى المغارة السوداء،
أو قد يتباعدون خفافيش ترتطم ببعضها البعض هروبا فى الظلام.
(244)
تباعدت المسافات بين وحدات البشر خوفا وحذرا، حتى تعاملت تلك الوحدات فيما بينها كأنها لا تنتمى إلى نفس النوع من الأحياء،
فانقلب صراع البقاء إلى التصادم بين أنقاض الرصاص المتناثر، على حساب نقلات التطور وبقاء النوع.
من ينقذنا مـنِــَّا؟
(245)
هناك من يهرب من نفسه فى الناس،
وهناك من يهرب من الناس فى نفسه،
مع ذلك فلا سبيل إليهم- إليه،
إلا بهذه الرحلة المتصلة بين الصفا والمروة.
(246)
الثائر الذى يبالغ فى اهتمامه بصورته أمام الناس:
قد يتنازل عن ثورته ليؤكد ذاته..، وحين يراجع صورته معهم،
قد يتعرف على نفسه رسما، بلا ثورة ولا ناس!
(247)
العمر الافتراضى للمُصلح الذى يتخذ له أتباعا،
أقل بكثير من عمر المصلح الذى ينتمى إلى أعوانه، وينتمى أعوانه إليه.
(248)
المصلح المتكامل هو من يجد نفسه فى الخير، ويجد الخير فى الناس، ويجد الناس فى نفسه.