نشرة “الإنسان والتطور”
13-2-2011
السنة الرابعة
العدد: 1262
تصدير الفصل الأول من الجزء الثالث من ثلاثية: المشى على الصراط بعنوان “ملحمة الرحيل والعود” (الهيئة العامة للكتاب 2008).
يمكنك أن تقرأها كقصة قصيرة، فهى مستقلة عن متن الفصل، متكاملة معه
(وربما قرأتها فى سياق الأحداث الجارية!!!)
قبل بدء الفصل الأول:
سوق السلاح
الأمور تسير كيفما اتفق، وهو مازال يصّاعد ولا يتعجب كيف يرق السحاب حتى يكاد يذوب فيثبت أنه بخار هش غير مابدا له وهو بعدُ على الأرض، كان يخيــل إليه أنه جبل من الجليد الناصع، ومع ذلك لم يتعجب وهو يخترقه بهذه النعومة.
كانت يمامة تقف على سور الحديقة المتهدم، وكان ذكرها يدور حول نفسه يستعرض.
رعدت السماء على غير توقع، اهتزت ورقة شجر تريد آن تسقط، ثم تراجعت.
تصايح ديك بالأذان برغم أننا اقتربنا من الظهيرة.
تراءت له بقعة رطبة فوق التراب الناعم. لا بد أنها بفعل فاعل، لكن الحادث قيِّد ضد مجهول، ومع ذلك فإن الجميع داخلهم سرور هامس من حيث أن مثل هذا الحدث إنما هو دليل على أن الحياة مازالت أقوى، وأنها مستمرة، وأنها دائما تعاود البدء من جديد.
بويضات متناهية الصغر لا تـُرى بالعين المجردة توشك أن تفقس فى بقعة الأرض الرطبة ذات الرائحة المؤلفة من سوائل الجسد مجتمعة، دون استثناء العرق.
تشمم جلال الرائحة جيدا فتيقن أنه مازال يعيش.
هذه السوائل هى عصير الحياة قبل أن تتشكل،
لم يرفع جلال رأسه مثلما يفعل الحمار بعد أن يشم آثار حمار يسبقه.
همستْ نملة لزميلتها وهى تصعد على جدار أملس جدا: أسرعى قبل أن ينفد.
كأن جلال قد سمع ما قالته النملة، تأملهما، لم يغلبه حب الاستطلاع ليعرف ما الذى سوف ينفد.
لم يعد يفكر فى مثل هذه الأمور بهذه الطريقة، ولا بأية طريقة أخرى، لكنه متأكد أنه يفكر باستمرار فى هذه الأمور وغيرها، ليس فكرا فكرا، لكنه فكر حتما، وإلا فماذا يكون؟.
هذه ليست البداية،
فحياته كلها بدايات لحوح ….
(انتهت!)