نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 20-7-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 6167
(ثلاثية المشى على الصراط)
رواية “الواقعة” [1]
الفصل السابع:
“وبالناس المسرة” (1)
طوال الطريق أثناء عودتى وأنا أحس بشعور جديد بزحف علىّ حتى غمرنى بثقل لا عهد لى به، منذ نفخ فى الصور ووقعت الواقعة عرفت الضياع والألم والنشوة والسخرية والحيرة ولكنى لم أواجه بمثل هذا الشعور الجديد قبل ذلك، بمثل هذه الصورة، شعور أعمق من الحزن وأخبث من اليأس، لم أكن أطمع وأنا ذاهب لأمى إلا أن أطمئن على حياتها أو موتها سيان، ما وجدت نفسى فيه من مواجهة لأصلى أغرانى أن أرجع إليه لعلى أرتاح حياة سهلة تلقائية، حياة تقدم لك أجوبة حاسمة تلغى الأسئلة الحائرة قبل أن تظهر، تسليم بالأمر الواقع وإصرار عليه وكأنه من صنعهم هم دون سواهم، ماذا يحدث لو أنى أصبحت إنسانا منهم أو حيوانا أو نباتا أو حتى شاهد قبر؟ كان لابد ليتحقق ذلك أن ألغى وعيى بمصيرى وبطبيعتى، وتمنيت أن تكون لى كرة ثانية أرجع فيها إلى أصلى حتى ذرة التراب وأقدم تعهدا ممهورا بكل الضمانات أن أتوب توبة نصوحا ولا أحاول الخروج عن طوقى ثانية على شرط ألا أتذكر ما كان أبدا، لكن من أدرانى أنى لن أصاب بداء الحياة وأنا كتلة من طين سرعان ما تتجرأ فتدب فيها الحياة فأسير نفس المسيرة عبر كل السنين لأصل فى النهاية إلى نفس ضياعى.
لا لن أرجع إلى أصلى إلا إذا قـُــدِّمت لى الضمانات بعدم تكرار ما حدث، أما أن أذوب إلى ذرات تكفيرا عما كان ثم أنظر فإذا بجلدى يحددنى إنسانا مرة ثانية فهذا هو الجحيم ذاته، .. أذوب ذرات وأتجمع هيكلا لأذوب ذرات ثم أتجمع إلى ما لا نهاية؟؟ لا وألف لا، يفتح الله.
حاولت أن أرجع إلى موقفى الساخر العابث الذى أنقذنى من الجنون والضياع، ولو فى الظاهر، ذلك الموقف الذى سمح لى أن أواصل سيرى طوال هذه الفترة بين الناس دون أن أُكـْـتـَـشف أو أُفضح لم أستطعْ، كلما خطر ببالى تعليق ساخر تذكرت نظرات والدى وغضبه فأنكمش فى خجل مفتقدا التحدى الذى كنت أحدثه به.
يزحف على كل وعيى هذا الشعور الجديد الثقيل الذى لم يعرفه أحد، حزن له شكل آخر، أذكر أننى شعرت بشىء يشبهه من عشرات السنين، تكاد رائحته تأتى من بعيد وكأنه هو ذلك الثقل الذى يكاد يوقف نبضات القلب، ينسحب إلى كيانى فى عصر أيام الجمع أيام المدرسة الإبتدائية حين أتذكر أن غدا هو السبت منقوع الزفت اللزج بكل همه وغمه وقسوته، كيف تمضى الساعات حتى بداية الحصة الأولى من يوم السبت اللعين، كيف يجثم الموت على نفسى بلا أمل فى الخلاص بقتله أو بقيام القيامة، ثم ينزاح رويدا رويدا بعد الحصة الثالثة ليحل محله تسليم مقهور، ثم تبدأ النشوة تداعب مشاعرى عصر الأربعاء انتظارا لشمس الخميس المشرقة ليتوقف الزمن عصر الخميس حيث كل شىء مسموح به، لكن المصيبة الكبرى تعاود الظهور عصر الجمعة حين أكتشف أن الزمن مازال يمضى، تمضى الأيام ويزداد وعيى بقدوم السبت قبل أوانه وتعود مشاعر الغم تزحف رويدا رويدا حتى تلغى كل بهجة الخميس وتصبح حقيقة “السبت” قائمة كالقدر فى كل وعيى طول أيام الأسبوع لأن أى يوم لابد أن يلحقه يوم “سبت”ما، ولو بعد حين، حتى يوم السبت ذاته كان – وما زال- له سبت تال.
يرهقنى وعيى بالزمن والأيام وأنا أستسلم لقهر القدر، ما فائدة الوعى يالأيام ما دامت نهايتى دائما سبتا حزينا مثل برميل النفط يغرق فيه الأطفال، مات شعور الحزن الزاحف حين مات الوعى بالزمن تحت وطأة اليأس والتسليم، فما الذى أرجعه إلىّ هكذا وأنا راجع من البلد؟ كيف بدأ؟ وكيف تطور، !! ليس هو لكن ثمة صلة.
أتذكر حديثى مع أبى فى قبره، ما زلت لا أستطيع الجزم أنه كان فى قبره إلا إذا استطعت الجزم أنى أنا كنت خارج القبر، كلتا الحقيقتين تتبادلان بلا يقين، الشى ء الذى استطيع الجزم به هو أننى لم أستطع أن أتخلص منه، بعد الزيارة ظلت كلماته تغرينى وتدعونى وتتحدانى وتهددنى وترعبنى فى آن واحد، بعد الوليمة الدسمة التى ساعدت فى هربى بالنوم الطويل صحوت لأجده ينتظرنى، هذا الشعور الثقيل المتضخم فى بلادة وكأنه يزحزح الهرم الأكبر ليجثم على وعيى أنجح أن أدفعه قليلا حين أتذكر أن الزيارة انتهت وأنى سأتخلص من آثار والدى وكلماته إلى الأبد لأكمل حياتى الخاصة ولو متفرجا ساخرا، وتمضى بضع ساعات فوق الأرض إلا أن جحافل الحزن تعود زاحفة مرة ثانية ويزداد ثقلها تدريجيا حتى تجثم على صدرى بلا أمل فى فكاك، ثم تبلغ قمتها وأنا أقترب من بيتى.
ثقل رازخ على قلبى، ثقل حقيقى لا أعرف كيف أسير به حين يزحف إلى كل خلية فى كيانى، هل هذه هى النهاية؟ هل هذا جزائى؟ لقد تخلصت منه طفلا بإلغاء وعيى به وبغيره، ثم ها أنذا أواجهه ثانية بعد يقظتى اللعينة، ماذا فعلت لأنال كل هذا الجزاء، وكيف أكفر عن ذنبى الموهوم حتى الكلمات تتباطأ فى فكرى وكأنها قد قدت من صخر الجرانيت الأسوانى؟ أكوّن الفكرة وكأنى أنقش على الحجر، هل آن الأوان أن يتوقف عقلى ويتخلص من هذه التناقضات برمتها؟ أين سخريتى اللاذعة وموقفى المسرحى وكوكبى الخاص؟ أين كل هذه الأفكار التى صحبتنى وأنقذتنى شهورا طوالا حتى حسبت أنى أكتشف الحل السعيد وأنى أستطيع أن استمر هكذا إلى ما لا نهاية؟ ثقل ثقل ثقل، حتى نـَفَسى يدخل إلى صدرى فى بطء وكأن للهواء وزن، ويخرج منه فى تراخ وكأنه يحتاج مروحة كهربية لطرده، ثقل ثقل ثقل، كل شى ء بطئ بلا موت ولا حياة ولا أمل ولا حتى يأس عدمىّ رائع.
فتحت البنت الباب فربت على خدها وكأنى أراها لأول مرة هل أشفق عليها مما أنا فيه؟ هل أودعها بلا عودة؟ هل أكفر عن ذنبى؟ أشرق وجهها بالبشر لهذه اللفتة غير المتوقعة دخلت أجر ورائى “الزيارة” حتى ركنتها فى ركن خلف الباب ومضيت أطمئن زوجتى على صحة أمى حتى لا أتعرض لما لا أطيقه الآن من استفسارات دورية وأنا فى هذه الحال سألت عن الأولاد وتسلمت الإجابة ممهورة بالتوصيات والصبر الجميل.
ذهبت زوجتى تعد الحمام كما تعودت بعد هذه الرحلات حيث أرجع عادة محملا بالأتربة والحشرات، ولكنها لا تدرى بما عدت هذه المرة، لم أعترض رغم شعورى بأن هش ذبابة هو عبء فوق طاقتى كنت آمل أن ينزاح عن صدرى بعض اثقاله مع تراب البلدة وحشراتها، دخلت الحمام وبدلا من أن أستعمل الماء الدافى ء المعد وجدتنى أفتح الدش البارد لعلى أفيق بعض الشى ء نزلت على جسدى المياه كالثلج ارتجفت بعض الوقت ثم بدأت أتعود الماء، تسرى فى جسدى وعقلى يقظة خفية آمل أن تتزايد وتستمر، لم يستجب لى صنبور الدش وأنا أحاول إغلاقه فأخذ يلف بلا انقطاع .. تذكرت عم محفوظ .. واستقيظ فى وجدانى أمل بعيد سوف أستدعيه على الفور ليصلح الصنبور وأشياء أخرى إن أمكن.
دخلت عليه وقد انهمك فى عمله واضعا صندوقه الصاج بجواره ووجهه مشرق بضياء لا تخطئه عينىْ محتاج.
- مساء الخير يا عم محفوظ.
- مساء النور يا سعادة البيه.
- كيف حالك؟.
- رضا والحمد لله.
- كيف حال الأولاد يا عم محفوظ؟
- بخير والحمد لله.
كل شى ء رضا وخير والحمد لله كيف أفتح معه الحديث الآخر؟ ماذا يقول عنى …؟ لن أتراجع على أى حال وليكن ما يكون.
- أريدك فى كلمتين يا عم محفوظ.
- تحت أمرك يا سعادة البيه.
- أفضل الذهاب إلى حجرتى حتى لا يسمعنا أحد.
تعجب الرجل ولكنه تبعنى فى صمت.
جلست على الأريكة العربية وحاول أن يجلس على الكرسى المقابل فدعوته للجلوس بجوارى على الأريكة حتى أحس بالاقتراب منه، طال الصمت، بدا أنه لا ينوى أن يقطعه.
- أنا فى أزمة يا عم محفوظ وأعرف أنك رجل طيب وأطمع فى مساعدتك.
- أنا يا سعادة البيه؟ ربنا يستر عرضك.
هل يقفل علىّ الطريق بهذه السرعة؟
- أزمة حقيقية يا عم محفوظ.
- أنا رجل على قدر حالى ولا أنسى أفضالك علىّ، “مصاغ” زوجتى هو كل ما أملك وهو تحت أمرك حتى تفك أزمتك، والله يسترنا ويسترك.
هذا الرجل،! … هذا الرجل!!: هذا الرجل!!! لم أستطع أن أتمالك نفسى ووجدت دموعى تنهار بلا مقدمات نظرت إلى الباب لأتأكد أنه مغلق، وانسابت دموعى أكثر فى صمت، انزعج الرجل أول الأمر ثم أخذ يربت علىّ بحنان بالغ وقد أشرق وجهه بنور لم أر مثله، كدت أميل على صدره وأجهش بصوت عال لولا خوفى من الآثار المحتملة خارج الحجرة.
- الدنيا بخير يا سعادة البيه، المؤمن مصاب.
كدت أقول له أنى لست مؤمنا ومع ذلك فأنا مصاب مصيبة سوداء ولكنى تراجعت ليس لمجرد خوفى منه أو عليه ولكن لأنى لم أكن واثقا هل أنا مؤمن أم لا، … نظر إلىّ طويلا ومازالت الدموع تنهمر على خدى وكأنها تستغيث به أكثر، لمحت فى عينه دمعه تلمع فخجلت من نفسى وتذكرت بلا مناسبة نظرة والدى الحادة، توقفت عن البكاء وقد غمرتنى راحة لم أشعر بها منذ سنين.
- المسألة ليست مسألة نقود ياعم محفوظ.
بدت على وجهه ظلال الدهشة ولكنها لم تحجب النور المشرق من دمعة لم تنزل. قسمات وجهه الصبوح تحتوينى فى طياتها، أكملت حديثى بشجاعة أكثر.
- المسألة أنى لم أعد أعرف كيف أعيش، وأكاد أجزم أنى لا أستطيع الاستمرار،
قال لى فى يقين كامل…
- كفى الله الشر، إخز الشيطان واستعن بالله…
- كيف يا عم محفوظ، كيف أستعين بالله، ياليتنى أستطيع.
صمت الرجل وأخذ يفكر بجد، حمدت الله أنه لم يتماد فى نصائحة وإرشاداته، كان أقصى ما يمكن أن أتعرض له هو أن ينتهى الموقف ببعض الدعوات والأيات، ظل مطرقا يفكر فى هم حقيقى، أحسست أنه يفكر معى وأنه وصلته حكاية “كيف” هذه، شعرت أنه يعرف “كيف” ولكن تعوزه الكلمات، ساد الصمت المملوء بتبادل المشاعر فترة لا أعرف مداها وتمنيت أن نستمر هكذا إلى مالا نهاية، هذا هو غاية الوجود: أنا مع إنسان آخر نبضة بنبضة دون ألفاظ أو استعلاء ولا امتحان ولا نصيحة ولا علم، الآن أستطيع أن أموت دون ندم، كفكفت دموعى وتسربت ابتسامة هادئة إلى وجهى دون دعوة، أحسست أنى مثل طفل تأكد من أن أباه قد عفا عنه إلى الأبد، مازال عم محفوظ مطرق إلى الأرض وإن كان وجهه قد بدأ ينفرج عن رضا مشع وإشراق مضئ نظر إلى فى رحمة ورأى ابتسامتى البديعة فأشرق وجهه أكثر وكأنه دخل الجنة، قال فى يقين يكفى كل أهل الأرض.
- إن شاء الله.
اندفعت بلا تفكير أقبل يده فانزعج بلا حدود، وحاول أن يبتعد مستغفرا الله عدة مرات ولكنى صممت على تقبيلها، فقبل يدى بدوره.
عاد كل منا إلى موقعه، كنت حذرا فى تساؤل، وكان خجلا فى وداعة، الرضا السائد غلف كل المشاعر دون أن يحل محلها.
- لا تتركنى يا عم محفوظ.
صمت فى تقبل متواضع ولم يرد، أكملت أنا:
- أريد أن أزورك فى بيتك،
- تحصلنا ألف بركة، ربنا يخليك.
- ربنا يخليك أنت.
غلبه الخجل حتى لم يرفع عينه من الأرض ثم استأذن وانصرف بعد أن أخذت عنوانه.
***
لم أفهم ماذا حدث وكيف، لم أكن أتصور أن المسافة بين الناس يمكن أن تنمحى فى لحظات بلا خوف ولا حساب.، عم محفوظ يقبل يدى! يدى أنا! أنا أبكى على صدر حنانه؟ هل هى دعوات والدى أو رضا أمى بعد أن زرتها بعد غيبة طالت، هل آن الأوان لأمشى فى ضوء القمر… ثم تشرق الشمس؟ هل حدث ما حدث فعلا أو هو حلم عابر من أحلام الجوع والحرمان؟ ناديت أولادى وزوجتى واجتمعنا بسرعة جلوسا على السرير كما لم نجتمع منذ شهور أرسلنا البنت تشترى فولا سودانيا ساخنا، وأمضينا ليلة عامرة بالود والدفء والأمل…
***
أخذت أقطع الحارة إلى بيته وأنا متردد يراودنى الشك أننى سوف أكتشف أن ما حدث لم يكن إلا حلما، الحجارة التى رصفت بها الحارة متآكلة، بقايا الإنسان تملأ الطريق وحوانيت الخردة لم تغلق جميعها، وإن كان الصبية يجمعون قطع الحديد والتروس والصناديق من أمامها ليدخلوها إلى جوف المحل استعدادا للإغلاق، يحسبنى أصحاب الحوانيت زبونا يبحث عن قطعة غيار فيتلكأ الصبية فى جمع الأشياء ونقلها للداخل ولكنى أمضى فى طريقى أتطلع إلى أرقام البيوت التى اختفى أغلبها متبادلا معهم أحيانا بسمه اعتذار خجلة، سألت عن منزله ودلونى عليه بعد الدهشة، صعدت الدرج الحجرى المتآكل وأنا أدعو الله ألا أكتشف أنى كنت فى حلم، داخلنى خوف آخر: أن أفاجأ به فى بيته إنسانا آخر من الذين يستعملون طيبتهم فى أوقات العمل الرسمية، استبعدت هذا الخاطر- طيب- ماذا لو وجدته متزمتا مع أهل بيته وراء الأسوار؟ كان ينبغى ألا أبالغ فى تصويره بالصورة التى أريدها حتى أتجنب المفاجآت.
فتحت لى الباب سيدة بشوشة بيضاء أقرب إلى الامتلاء، ترتدى قميص نوم صريح متسامح، تربط رأسها بمنديل به ” ترتر” كبير الحجم مثل قسمات وجهها المنفرجة عن تلك الضحكة الموجهة فى غير تردد، الحمد لله، جاء صوته من الداخل فزادت طمأنينتى.
- مين يا زكية.
راحت الكلمات تزغرد فى حلقها.
- واحد بيه يسأل عنك يا أسطي.
تفضلتُ بناء على دعوتها الصريحة دون أن تنتظر الإذن من داخل، خفضت عينى بلا داع وأنا أمر خلال الدهليز الطويل وكان يغمرنى شعور بالامتنان والرضا ينتهى الدهليز بباب حجرة صغيرة فى آخره وباب حجرة أخرى على جانبه وكان عم محفوظ منهمكا فى إصلاح شى ء بين يديه تبينت فى ما بعد أنه راديو ترانزاستور(!!) رفع رأسه ليرى مـَنِ الداخل وهمَّ بالوقوف حين رآنى ولكنى لحقته لأجلس بجواره على الأرض، أخذ يحاول أن ينقل المسند الذى وراء ظهره إلىّ فى إصرار، جلست وكأنى أستظل بالسرير الحديد ذى القوائم السوادء التى ترتفع حتى تكاد تلامس السقف.
***
ونواصل الأسبوع القادم فى استكمال الفصل السابع “وبالناس المسرة”
ــــــــــــــــــــــــ
[1] – يحيى الرخاوى: رواية “الواقعة” الجزء الأول من “ثلاثية المشى على الصراط” الرواية الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1980 (الطبعة الأولى 1977، الطبعة الثانية 2005، الطبعة الثالثة 2019) والرواية متاحة فى مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة وفى منفذ مستشفى د. الرخاوى للصحة النفسية وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث العلمية – المقطم – القاهرة.